القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 24
سالَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً
سالَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً / أبتغي فَرحةً فما تَتَسَنَّى
كلُّ صَحْبي يشكون شكوايَ لكنْ / ربّما يضحكونِ خُسْراً وغَبنْا
لو ل" جوتٍ " تبد وتعاسةُ هذا الشعبِ / يوماً لكانَ أجملَ فنّا
لتناسَى " الآمَ فَرترّ " طرّاً / رُبَّ حزنٍ يُنسِي أخا البؤسِ حزنا
من شبابِ العراق تعلو الكآباتُ / وُجوهاً تفيضُ طُهراً وُحسْنا
لو تَراها عجبتَ ان لا يَهُزَّ الشرخُ / قلباً او يُضحِكَ الزهوُ سِنا
أعلى هذه النُّفوسِ – من اليأس / استماتت – مستقبلُ الشعب يُبنى
يَتَغَذَّى دمَ القُلوب شبابٌ / لا يُريدُ الحياةَ ذُلاًّ ووَهْنا
خُدْعةٌ هذه المظاهرُ ما في القوم / فردٌ يعيشُ عَيشاً مُهَنْا
الثياب الفَرْهاء رفَّتْ عليهم / كضمادٍ غطَّ جِراحاً وطَعْنا
والاحاديثُ كلُّها تشتكي " البؤسَ " / وفصلُ الخطاب أنّا " يَئِسْنا "
إيهِ أُمّاهُ ما أرابَ شقيقَ النفسِ / منّا حتى تَبعَّدَ عنّا
منذ يومينِ ليسَ يَعرِف عمّا / نحنُ فيه شيئاً ولا كيفَ بِتْنا
جائيا ذاهبا يقسِّم في الأوجه / لحظَيهِ من هُناكَ وهَنْا
إيه أُمّاهُ إن نفسي أحسَّت / ما يُُقذِّي عينا ويُوقِرُ أُذْنا
فانبرت دمعةٌ تُترجم عما / في ضمير الأُمِّ الحنونِ استَكَنّا
اِسمَعي يا عزيزّتي أنَا أوفى / منكِ خُبْراً إذْ كنتُ أكبر سِنا
ولدي مُذْ عَرَفتُه يملأ البيتَ / بتفكيرِهِ ارتهاباً وحُزناً
ولدي طامحٌ تُعنَيه آمالٌ كِثارٌ / إن الطَّموحَ مُعَنَّى
يَتَمنَّى كلَّ السُرور ولا يسطيعُ / نيلاً لبعض ما يَتَمنّى
لو بكفِّي مَنْعتُ جُلَّ القوانينِ / على الحقِ نِقْمةً أن تُسَنَّا
لا نظامٌ حرُّ فيرْعى الكفاءاتِ / ولا مَن يُقيمُ للحر وزْنا
عُكِسَتْ آيةُ الفضائلِ فالأعلى / مَقاماً من كانَ في النفس أدْنى
ساكنُ القصر لو إلى ذِمة ِ الحقِ / احتكمنا لكانَ يسكُنُ سِجنا
ولكانَ الحريَّ أن تتحاشاهُ البرايا / لا أن يُبَرَّ ويُدْنى
إنَّ ما يجتنيه من مُنكَرات العيشِ / من شَقْوةٍ البريئينَ يُجْنَى
وقناني الخمرِ التي عَصَرُها / من دُموعي ومن دُموعِكِ تُقْنَى
ولدي اختَشي عليه من الموتِ / انتحاراً وختشِي انْ يُجَنّا
أسمعتيه بالأمس ِ اذ يَتحدَّى الناسَ / إني عَرَفتُ مَرْمَاهُ ضِمنا
هوَ يشكوُ من النَّذالةِ خَصْماً / وهو يشكو من الخيانةِ خِدنْا
ولدي لم يكنْ ليحملَ – لولا / ان يُلِحُّوا به – على الناسِ ضِغْنا
ما لزَوجي إذا ذَكَرتُ له الأنسَ / وما أرتجي من العيشِ أنا
انَّّةٌ سرُّها عميقٌ وفيها / ألف معنَّى من القُنوط ومعنى
كاسراً جفنَه يخالِسُني اللحظَ / لأمرٍ في النفسِ يكسِرُ جَفْنا
اتُرى من اشفاقةٍ هذه النظرةُ / أم ساءَ بي وحاشايَ ظنّا
خَلَتِ الغُرفةُ الصغيرةُ من توقيعِ / زوجي فلستُ اسْمعُ لَحنا
أنا واللهِ كنتُ أستشعرُ / معنَى الحياةِ إذْ يَتَغَنى
في سوادِ الدُجى وعاصفةِ الأقدارِ / هبَّت تَجتَثُّ بالعُنفِ غُصنا
من على دجلةٍ تِكَشَّفُ للضيف / عزيزاً على الطبيعة – حِضنا
شَبَحٌ لاح من بعيدٍ يَحُثُّ / الخطوَ طوراً وتارة يتأنَّى
يا لَه موقفاً يمثِّلُ مذهولاً / يُعانِي حالَين خَوفاً وأمْنا
زوجتي سوفَ تستفيقُ من النومَ / صَباحاً فما تَرانيَ وَهْنا
سوف تجتاحُها الظُنونُ ولهفي / اذ تُنبَّي عن صدق ما تَتَظَنّى
زوجتي ما اقترفتُ إثماً ولكنْ / كيفما شاءتِ النواميسُ كُنّا
زوجتي أوسِعي النزاهةَ ما اسطعتِ / سِباباً وأوسعى الحقَ لَعْنا
أُقتلي بنْتَكِ الصغيرةَ لُبنى / لا تكابدْ ما كابدت أمُّ لبنى
وعجوزٌ هنا لِكُمْ حسبُها من رحمةِ / الدهرِ أنْ ستفقِد إبْنا
لو تخيرتُ لي الهاً لما ألَّهْتُ / إلاّ من هيكل الأم بطنا
و"ربابٌ " شقيقتي بعد موتي / أبداً بالحياة لا تَتَهنّا
وسأقِضي فيوسع الناسُ تاريخي / بعد المماتِ سّباً وطَعنا
يا لها من نذالةٍ في أحاديثَ / تُسمِّي شجاعةَ الموتِ جُنبا
اشهَدي دجلةٌ بأني – كما كنتُ - / قوياً جسماً وعزماً وذِهنا
شاعرٌ بالوجود أُغمِضُ عما / فيه من هذه المناظِرِ جَفنا
كلُّ هذا وسوف أنتحرُ اليوم / لأنيّ أرى المعيشةَ غَبنا!
احملي " دجلةٌ " سلامي الى الأهل / وقولي : قد استراحَ المعنّى
حَمَلوا – بعد أربعٍ – جُثةً لم / تتميز منها النواظرُ رُكنا
وانحنَتْ فوقها الأمومةُ خرساءَ / تُزجّى يُسرى وتَرفع يُمنَى
لم تُطِق أنةٍ فماتت – وقد يدفع - / موتاً عن ثاكلٍ أن تئنّا
واستخفَّ الشقيقةَ " الصْرعُ " فهي اليومَ / نِضوٌ يعالج الموتَ مُضنَى
وحديثُ الأخرى اتركوهُ فقد / يُغنيكُمُ عن صراحةٍ أن يُكَنّى
لا بأمري خلق الصا
لا بأمري خلق الصا / حي ولا النبّاذْ
كلنا يأتي كما قد / أمر الأستاذ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ / في بلادي ولا كهذي البليهْ
أْزَمنَ الداء في العراق ولن يَشفيه / إلا الجرّاح والعمليه
أفَتِىٌّ عراقنا ؟ فلماذا / خدعوه ؟ وذاك شأن الفتيه
سَحَرْتنا ظواهرُ الأمر حتى / أوهمتنا أن البلاد قويه
نتغنى وعصْرنا من نُحاس / بأغاني عصورنا الذهبيه
نَخر الجهل أُمّتي نخرة السوس / فأينَ المجامعُ العلميه
كلُّنا في الجْمود والجهل وحشيون / لكنْ حقوقنا مدنيه
كلُّنا في النفاقِ والختلِ نُبدي / كلَّ يوم مهارة فنيه
وطني كلُّ من عليه وزيرٌ / واضعٌ نُصبَ عينه كرسيِّه
قد لففنا كل المساوي فينا / برداء من نهضة وطنيه
ما شَقِينا إلاّ لأنا حسِبْنا / أن في الكذب جرأة أدبيه
كثر المدَّعونَ لما اختلفنا / في البديهيِ فكرةً فلسفيه
لو يقول الاديب في الشرق " إن الأرض / تحتي " لسُميت نظريه!
كلُّنا بالذي تمنى سعيد / لا نبالي أن البلاد شقيه
أسمعتم ما قيل عن " برلماني " / وعرفتم مهارة الحزبيه؟
لست أدري لكن يقول خبير : / في البضاعات ... شدة " لندنيه "
مرحباً بالمتوج الغِطريفِ
مرحباً بالمتوج الغِطريفِ / حاملاً للعراق بُشرى جَنيفِ
ناهضاً بالثقيلِ من عِبء هذا / الوطن النَكدِ عابِئاً بالخفيف
رجلُ الأمَّة التي أنجبت ألفَ / شريف من بيت هذا الشريف
واخو الوقفة الرهيبةِ والخطبة / تدوي في المحِفِلِ المرصوف
بلطيفٍ من التعابير يجري / في مَدَبٍّ من الكلام لطيف
لغة الضاد في فم الملِك الفذِّ / تباهي بحسنِها الموصوف
واذا ما تفاضلوا فَضَلَ الجمعَ / بانقى مخارجٍ للحروف
وربيط الجَنانِ والميتهُ الحمراءُ / ترمي بها اكفُّ الحتُوف
ينقل الخطوَ فوقَ شِلوِ صديقٍ / او على مُخ صاحبٍ مقذوف
عالماً أنَّ خيرَ ما ركب المرءُ / إلى غاية متونَ السيوف
وطريقٍ مشى بها في سبيلِ العُرْبِ / بالشوكِ والأذى مَحفوف
داخلاً في مآزق ليس يخلو المرءُ / في مثلها من التّعنيف
بهرَ الساسةَ الدهاةَ حصيفٌ / ذائع الصيتِ بين كلِّ حصيف
لامعٌ في صفوفهمْ تقع العَينُ / عليه من دونِ مِن في الصفوف
لَمسوا منه في التصافُحِ كفاً / لم يَرَوا مثلَ وقعِها في الكفوف
خَبَّرتْ فوقَها خطوطُ السُلامياتِ / عن أيَّ ماهرٍ عِريّف
عن لطيفٍ في ساعَتيه مَهيبٍ / وأديبٍ في موقفَيه ظريف
وجَموعٍ للحالتين نسيمٍٍ / في ظروفٍ وعاصفٍ في ظُروف
وأرتْهم ملامحَ العَرب الماضينَ / سِيما هذا الطُوالِ النحيف
وجنةٌ تَنطف السرورَ عليها / مسحةُ الهادئ الغيورِ الأسيف
وجبينٌ كغُرّةً البدرَ فيه / أثرٌ للهمومِ مثلُ الكُسوف
لو اطاقَتْ فيه الغضونُ لقصَّتْ / عن عراكٍ مع الليالي عنيف
فهُمُ واثقونَ كلَّ وثوقٍ / أنهم واجدونَ خيرَ حَليف
لم يعُقْهُ أمرُ العراق وبُغيا / ثمرٍ للنهوض داني القُطوف
والرزايا تعِنُّ بين تليد / مُعجزٍ حلُّه وبينَ طَريف
عن أماني سورّيةٍ وقلوبٍ / من بنيها ترفُّ أيَّ رَفيف
إن في عيبة الملوك عهوداً / هو في رعيهنَّ جدُّ عفيف
عَبقاتٍ بذكر فيصلَ أيامَ / دمَشقٍ وعهدِه المعروف
ويكاد اللبيبُ يلمُسُ حباتِ / قلوبٍ على نِقاط الحُروف
لا تلُمْ سُوريا اذا بكت العهدَ / بجَفن المولَّهِ الملهوف
إنها ذكرياتُ أمٍّ رؤوفٍ / فَجعوها بواحدٍ مخطوف
مُتعَب الذهنِ بالسياسة لا ينُسيه / أثقالَها جِمالُ المصيف
عكفتْ أنفسٌ هناك على الأفراحِ / والأنسِ بين خَمرٍ وهيف
تاركاتٍ عبءَ البلادِ ثقيلاً / لغَيور على البلاد عَطوف
من دُعاة المألوفِ ما دام فيه / مظهرٌ لائقٌ بشَعبٍ أنوف
فإذا كانَ حِطةً وجموداً / فالعدوُّ اللدودُ للمألوف
وهو بين ذين لا بِعَنودٍ / في الذي يَبتغي ولا بعَسوف
حافِظٌ حُرمةَ الأنوف فإن هيجَ / تَوَلَّتْ يداهُ رغمَ الأنوف
لا برِخوِ اليدَين في نهزه الفُرصةَ / إنْ ساعَدَتْ ولا المكتوف
آخِذٌ بالذي يعِنُّ من الأمرِ / ويخشى مَغَبَّةَ التسويف
يتركُ العُنفَ ما استطاعَ قديرٌ / أنْ يَروضَ النفوس بالتَلطيف
لا أُحابيكَ سيدي وأُراني / لستُ في حاجةٍ إلى التعريف
أنتَ قَبْلَ الجميعِ تَعرِفُ أني / في شعوري أجري على المكشوف
سيدي ليس يُنكِرُ الشعبُ ما قمتَ / بهِ نحوهُ من المعروف
والمساعي التي تَجَشَّمْتَ فيها / ألفَ هولٍ وألْفَ أمرٍ مُخيف
إن ما بين حالَتَيْهِ لَفَرقاً / مثلَ ما بين مشِيةٍ وَوُقوف
وهو يَجزيْك بالجميلِ من الفِعْلِ / جميلاً من الثناء المنيف
قدرت سَعيَك البلادُ فجاءتكَ / أُلوفاً متلُوَّة بألوف
ولأمرٍ يَدوي الفضاءُ هُتافاً / من مُحييَّك فوقَ كلِّ رَصيف
حيث غصَّت بفُرجة الناسِ بغدادُ / وغصَّت بيوتُها بالضيوف
وتبارَى الوفودُ من كل فَجٍّ / كلُّ فرد مُشفَّعٌ برديف
حاملاتٍ اليك تسليمةَ الأهلينَ / من كلّ قريةٍ أو ريف
غيرَ أنَّ البلادَ مازال فيها / أثَرٌ للشَّقاءِ غيرُ طفيف
زُمْرَةٌ ضِدُّ زمرةٍ ولفيفٌ / تَعِبُ النفسِ في انتقاصِ لفيف
وقويٌ باسم الضعافِ مجيلٌ / ظُفْرَهُ في محزِّ ألفِ ضعيف
وأكفٍ شَتَّى تدبّرُ شتّى / لُعبَةٍ من وراءِ شَتَّى سُجوف
ولأنْتَ القديرُ بالرغم مما / عِشْتَ من جَمْعِنا على التأليف
ليس هذا المريضُ أوّلَ من عُولِجَ / من دائِهِ العُضالِ فَعُوفي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025