المجموع : 24
سالَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً
سالَ شِعري بالرَغم عَنيَّ حزناً / أبتغي فَرحةً فما تَتَسَنَّى
كلُّ صَحْبي يشكون شكوايَ لكنْ / ربّما يضحكونِ خُسْراً وغَبنْا
لو ل" جوتٍ " تبد وتعاسةُ هذا الشعبِ / يوماً لكانَ أجملَ فنّا
لتناسَى " الآمَ فَرترّ " طرّاً / رُبَّ حزنٍ يُنسِي أخا البؤسِ حزنا
من شبابِ العراق تعلو الكآباتُ / وُجوهاً تفيضُ طُهراً وُحسْنا
لو تَراها عجبتَ ان لا يَهُزَّ الشرخُ / قلباً او يُضحِكَ الزهوُ سِنا
أعلى هذه النُّفوسِ – من اليأس / استماتت – مستقبلُ الشعب يُبنى
يَتَغَذَّى دمَ القُلوب شبابٌ / لا يُريدُ الحياةَ ذُلاًّ ووَهْنا
خُدْعةٌ هذه المظاهرُ ما في القوم / فردٌ يعيشُ عَيشاً مُهَنْا
الثياب الفَرْهاء رفَّتْ عليهم / كضمادٍ غطَّ جِراحاً وطَعْنا
والاحاديثُ كلُّها تشتكي " البؤسَ " / وفصلُ الخطاب أنّا " يَئِسْنا "
إيهِ أُمّاهُ ما أرابَ شقيقَ النفسِ / منّا حتى تَبعَّدَ عنّا
منذ يومينِ ليسَ يَعرِف عمّا / نحنُ فيه شيئاً ولا كيفَ بِتْنا
جائيا ذاهبا يقسِّم في الأوجه / لحظَيهِ من هُناكَ وهَنْا
إيه أُمّاهُ إن نفسي أحسَّت / ما يُُقذِّي عينا ويُوقِرُ أُذْنا
فانبرت دمعةٌ تُترجم عما / في ضمير الأُمِّ الحنونِ استَكَنّا
اِسمَعي يا عزيزّتي أنَا أوفى / منكِ خُبْراً إذْ كنتُ أكبر سِنا
ولدي مُذْ عَرَفتُه يملأ البيتَ / بتفكيرِهِ ارتهاباً وحُزناً
ولدي طامحٌ تُعنَيه آمالٌ كِثارٌ / إن الطَّموحَ مُعَنَّى
يَتَمنَّى كلَّ السُرور ولا يسطيعُ / نيلاً لبعض ما يَتَمنّى
لو بكفِّي مَنْعتُ جُلَّ القوانينِ / على الحقِ نِقْمةً أن تُسَنَّا
لا نظامٌ حرُّ فيرْعى الكفاءاتِ / ولا مَن يُقيمُ للحر وزْنا
عُكِسَتْ آيةُ الفضائلِ فالأعلى / مَقاماً من كانَ في النفس أدْنى
ساكنُ القصر لو إلى ذِمة ِ الحقِ / احتكمنا لكانَ يسكُنُ سِجنا
ولكانَ الحريَّ أن تتحاشاهُ البرايا / لا أن يُبَرَّ ويُدْنى
إنَّ ما يجتنيه من مُنكَرات العيشِ / من شَقْوةٍ البريئينَ يُجْنَى
وقناني الخمرِ التي عَصَرُها / من دُموعي ومن دُموعِكِ تُقْنَى
ولدي اختَشي عليه من الموتِ / انتحاراً وختشِي انْ يُجَنّا
أسمعتيه بالأمس ِ اذ يَتحدَّى الناسَ / إني عَرَفتُ مَرْمَاهُ ضِمنا
هوَ يشكوُ من النَّذالةِ خَصْماً / وهو يشكو من الخيانةِ خِدنْا
ولدي لم يكنْ ليحملَ – لولا / ان يُلِحُّوا به – على الناسِ ضِغْنا
ما لزَوجي إذا ذَكَرتُ له الأنسَ / وما أرتجي من العيشِ أنا
انَّّةٌ سرُّها عميقٌ وفيها / ألف معنَّى من القُنوط ومعنى
كاسراً جفنَه يخالِسُني اللحظَ / لأمرٍ في النفسِ يكسِرُ جَفْنا
اتُرى من اشفاقةٍ هذه النظرةُ / أم ساءَ بي وحاشايَ ظنّا
خَلَتِ الغُرفةُ الصغيرةُ من توقيعِ / زوجي فلستُ اسْمعُ لَحنا
أنا واللهِ كنتُ أستشعرُ / معنَى الحياةِ إذْ يَتَغَنى
في سوادِ الدُجى وعاصفةِ الأقدارِ / هبَّت تَجتَثُّ بالعُنفِ غُصنا
من على دجلةٍ تِكَشَّفُ للضيف / عزيزاً على الطبيعة – حِضنا
شَبَحٌ لاح من بعيدٍ يَحُثُّ / الخطوَ طوراً وتارة يتأنَّى
يا لَه موقفاً يمثِّلُ مذهولاً / يُعانِي حالَين خَوفاً وأمْنا
زوجتي سوفَ تستفيقُ من النومَ / صَباحاً فما تَرانيَ وَهْنا
سوف تجتاحُها الظُنونُ ولهفي / اذ تُنبَّي عن صدق ما تَتَظَنّى
زوجتي ما اقترفتُ إثماً ولكنْ / كيفما شاءتِ النواميسُ كُنّا
زوجتي أوسِعي النزاهةَ ما اسطعتِ / سِباباً وأوسعى الحقَ لَعْنا
أُقتلي بنْتَكِ الصغيرةَ لُبنى / لا تكابدْ ما كابدت أمُّ لبنى
وعجوزٌ هنا لِكُمْ حسبُها من رحمةِ / الدهرِ أنْ ستفقِد إبْنا
لو تخيرتُ لي الهاً لما ألَّهْتُ / إلاّ من هيكل الأم بطنا
و"ربابٌ " شقيقتي بعد موتي / أبداً بالحياة لا تَتَهنّا
وسأقِضي فيوسع الناسُ تاريخي / بعد المماتِ سّباً وطَعنا
يا لها من نذالةٍ في أحاديثَ / تُسمِّي شجاعةَ الموتِ جُنبا
اشهَدي دجلةٌ بأني – كما كنتُ - / قوياً جسماً وعزماً وذِهنا
شاعرٌ بالوجود أُغمِضُ عما / فيه من هذه المناظِرِ جَفنا
كلُّ هذا وسوف أنتحرُ اليوم / لأنيّ أرى المعيشةَ غَبنا!
احملي " دجلةٌ " سلامي الى الأهل / وقولي : قد استراحَ المعنّى
حَمَلوا – بعد أربعٍ – جُثةً لم / تتميز منها النواظرُ رُكنا
وانحنَتْ فوقها الأمومةُ خرساءَ / تُزجّى يُسرى وتَرفع يُمنَى
لم تُطِق أنةٍ فماتت – وقد يدفع - / موتاً عن ثاكلٍ أن تئنّا
واستخفَّ الشقيقةَ " الصْرعُ " فهي اليومَ / نِضوٌ يعالج الموتَ مُضنَى
وحديثُ الأخرى اتركوهُ فقد / يُغنيكُمُ عن صراحةٍ أن يُكَنّى
لا بأمري خلق الصا
لا بأمري خلق الصا / حي ولا النبّاذْ
كلنا يأتي كما قد / أمر الأستاذ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ / في بلادي ولا كهذي البليهْ
أْزَمنَ الداء في العراق ولن يَشفيه / إلا الجرّاح والعمليه
أفَتِىٌّ عراقنا ؟ فلماذا / خدعوه ؟ وذاك شأن الفتيه
سَحَرْتنا ظواهرُ الأمر حتى / أوهمتنا أن البلاد قويه
نتغنى وعصْرنا من نُحاس / بأغاني عصورنا الذهبيه
نَخر الجهل أُمّتي نخرة السوس / فأينَ المجامعُ العلميه
كلُّنا في الجْمود والجهل وحشيون / لكنْ حقوقنا مدنيه
كلُّنا في النفاقِ والختلِ نُبدي / كلَّ يوم مهارة فنيه
وطني كلُّ من عليه وزيرٌ / واضعٌ نُصبَ عينه كرسيِّه
قد لففنا كل المساوي فينا / برداء من نهضة وطنيه
ما شَقِينا إلاّ لأنا حسِبْنا / أن في الكذب جرأة أدبيه
كثر المدَّعونَ لما اختلفنا / في البديهيِ فكرةً فلسفيه
لو يقول الاديب في الشرق " إن الأرض / تحتي " لسُميت نظريه!
كلُّنا بالذي تمنى سعيد / لا نبالي أن البلاد شقيه
أسمعتم ما قيل عن " برلماني " / وعرفتم مهارة الحزبيه؟
لست أدري لكن يقول خبير : / في البضاعات ... شدة " لندنيه "
مرحباً بالمتوج الغِطريفِ
مرحباً بالمتوج الغِطريفِ / حاملاً للعراق بُشرى جَنيفِ
ناهضاً بالثقيلِ من عِبء هذا / الوطن النَكدِ عابِئاً بالخفيف
رجلُ الأمَّة التي أنجبت ألفَ / شريف من بيت هذا الشريف
واخو الوقفة الرهيبةِ والخطبة / تدوي في المحِفِلِ المرصوف
بلطيفٍ من التعابير يجري / في مَدَبٍّ من الكلام لطيف
لغة الضاد في فم الملِك الفذِّ / تباهي بحسنِها الموصوف
واذا ما تفاضلوا فَضَلَ الجمعَ / بانقى مخارجٍ للحروف
وربيط الجَنانِ والميتهُ الحمراءُ / ترمي بها اكفُّ الحتُوف
ينقل الخطوَ فوقَ شِلوِ صديقٍ / او على مُخ صاحبٍ مقذوف
عالماً أنَّ خيرَ ما ركب المرءُ / إلى غاية متونَ السيوف
وطريقٍ مشى بها في سبيلِ العُرْبِ / بالشوكِ والأذى مَحفوف
داخلاً في مآزق ليس يخلو المرءُ / في مثلها من التّعنيف
بهرَ الساسةَ الدهاةَ حصيفٌ / ذائع الصيتِ بين كلِّ حصيف
لامعٌ في صفوفهمْ تقع العَينُ / عليه من دونِ مِن في الصفوف
لَمسوا منه في التصافُحِ كفاً / لم يَرَوا مثلَ وقعِها في الكفوف
خَبَّرتْ فوقَها خطوطُ السُلامياتِ / عن أيَّ ماهرٍ عِريّف
عن لطيفٍ في ساعَتيه مَهيبٍ / وأديبٍ في موقفَيه ظريف
وجَموعٍ للحالتين نسيمٍٍ / في ظروفٍ وعاصفٍ في ظُروف
وأرتْهم ملامحَ العَرب الماضينَ / سِيما هذا الطُوالِ النحيف
وجنةٌ تَنطف السرورَ عليها / مسحةُ الهادئ الغيورِ الأسيف
وجبينٌ كغُرّةً البدرَ فيه / أثرٌ للهمومِ مثلُ الكُسوف
لو اطاقَتْ فيه الغضونُ لقصَّتْ / عن عراكٍ مع الليالي عنيف
فهُمُ واثقونَ كلَّ وثوقٍ / أنهم واجدونَ خيرَ حَليف
لم يعُقْهُ أمرُ العراق وبُغيا / ثمرٍ للنهوض داني القُطوف
والرزايا تعِنُّ بين تليد / مُعجزٍ حلُّه وبينَ طَريف
عن أماني سورّيةٍ وقلوبٍ / من بنيها ترفُّ أيَّ رَفيف
إن في عيبة الملوك عهوداً / هو في رعيهنَّ جدُّ عفيف
عَبقاتٍ بذكر فيصلَ أيامَ / دمَشقٍ وعهدِه المعروف
ويكاد اللبيبُ يلمُسُ حباتِ / قلوبٍ على نِقاط الحُروف
لا تلُمْ سُوريا اذا بكت العهدَ / بجَفن المولَّهِ الملهوف
إنها ذكرياتُ أمٍّ رؤوفٍ / فَجعوها بواحدٍ مخطوف
مُتعَب الذهنِ بالسياسة لا ينُسيه / أثقالَها جِمالُ المصيف
عكفتْ أنفسٌ هناك على الأفراحِ / والأنسِ بين خَمرٍ وهيف
تاركاتٍ عبءَ البلادِ ثقيلاً / لغَيور على البلاد عَطوف
من دُعاة المألوفِ ما دام فيه / مظهرٌ لائقٌ بشَعبٍ أنوف
فإذا كانَ حِطةً وجموداً / فالعدوُّ اللدودُ للمألوف
وهو بين ذين لا بِعَنودٍ / في الذي يَبتغي ولا بعَسوف
حافِظٌ حُرمةَ الأنوف فإن هيجَ / تَوَلَّتْ يداهُ رغمَ الأنوف
لا برِخوِ اليدَين في نهزه الفُرصةَ / إنْ ساعَدَتْ ولا المكتوف
آخِذٌ بالذي يعِنُّ من الأمرِ / ويخشى مَغَبَّةَ التسويف
يتركُ العُنفَ ما استطاعَ قديرٌ / أنْ يَروضَ النفوس بالتَلطيف
لا أُحابيكَ سيدي وأُراني / لستُ في حاجةٍ إلى التعريف
أنتَ قَبْلَ الجميعِ تَعرِفُ أني / في شعوري أجري على المكشوف
سيدي ليس يُنكِرُ الشعبُ ما قمتَ / بهِ نحوهُ من المعروف
والمساعي التي تَجَشَّمْتَ فيها / ألفَ هولٍ وألْفَ أمرٍ مُخيف
إن ما بين حالَتَيْهِ لَفَرقاً / مثلَ ما بين مشِيةٍ وَوُقوف
وهو يَجزيْك بالجميلِ من الفِعْلِ / جميلاً من الثناء المنيف
قدرت سَعيَك البلادُ فجاءتكَ / أُلوفاً متلُوَّة بألوف
ولأمرٍ يَدوي الفضاءُ هُتافاً / من مُحييَّك فوقَ كلِّ رَصيف
حيث غصَّت بفُرجة الناسِ بغدادُ / وغصَّت بيوتُها بالضيوف
وتبارَى الوفودُ من كل فَجٍّ / كلُّ فرد مُشفَّعٌ برديف
حاملاتٍ اليك تسليمةَ الأهلينَ / من كلّ قريةٍ أو ريف
غيرَ أنَّ البلادَ مازال فيها / أثَرٌ للشَّقاءِ غيرُ طفيف
زُمْرَةٌ ضِدُّ زمرةٍ ولفيفٌ / تَعِبُ النفسِ في انتقاصِ لفيف
وقويٌ باسم الضعافِ مجيلٌ / ظُفْرَهُ في محزِّ ألفِ ضعيف
وأكفٍ شَتَّى تدبّرُ شتّى / لُعبَةٍ من وراءِ شَتَّى سُجوف
ولأنْتَ القديرُ بالرغم مما / عِشْتَ من جَمْعِنا على التأليف
ليس هذا المريضُ أوّلَ من عُولِجَ / من دائِهِ العُضالِ فَعُوفي