القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 33
نحِّ كَأسَ الغرامِ إِنّي سُقيتُ
نحِّ كَأسَ الغرامِ إِنّي سُقيتُ / بِمُدامِ السُلُوِّ حتى رَويتُ
لم يزَل بي ساقى التَسَلّي يُساقي / ني كُئوساً من بعدِها ما ظَميتُ
أيُّها التائهُ المُدلُّ علَينا / وَيكَ قُل لي من أَنتَ إنّي نَسيتُ
لو فَرَشتَ الطريقَ دُرّاً لِأَحظو / فَوقَهُ نحوَ داركُم ما رَضيتُ
أنا أَغنى من أن يُقالَ فُلانٌ / وَفلانٌ تَزاورا ما حييتُ
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً / لِوفودِ الأَقلامِ حيناً فحينا
وَليَكُن كَالزَمانِ حالاً فحالا / تارةً آسِناً وأخرى معينا
أكرمي العِلمَ وامنَحي خادميهِ / ماءَكِ الغاليَ النَفيسَ الثَمينا
وَابذُلي الصافِيَ المُطهَّر منهُ / لهُداةِ السَرائِرِ المُرشِدينا
وَإذا الظُلمُ وَالظَلامُ استَعانا / يومَ نحسٍ بأجهلِ الجاهِلينا
وَاستَمدّا من الشُرورِ مداداً / فاجعَليهِ من قسمةِ الظالمينا
وَاِقذفي النُقطةَ التي بات فيها / غَضبُ القاهرِ المُذِلِّ كمينا
ليراعِ امرىءٍ إذا خطَّ سطراً / نَبذَ الحقَّ وارتَضى المَينَ دينا
وَإذا كان فيكِ نُقطةً سوءُ / كُوِّنَت من خباثةٍ تكوينا
فَاِجعَليها قِسطَ الذين استَباحوا / في السِياساتِ حرمةَ الأَضعفينا
وَإذا خفتِ أن يكونَ منَ اللَف / ظِ جلاميدُ ترجمُ السامِعينا
فاِبخَلي بالمدادِ بُخلاً وَإن أُع / طيتِ فيه المئينَ ثمَّ المئينا
فَإذا أعوَزَ المدادُ طَبيباً / يَصفُ الداءَ دائِباً مُستَعينا
فَاِمنَحيه المدادَ منّاً وعرفاً / وَاِستَطيبي معونةَ المُحسِنينا
وَإذا مهجةُ الحمائمِ أَسدت / نُقطةً سرَّها الزَكِيَّ المَصونا
فاجعَليها على المودّاتِ وَقفا / وَهَبيها رسائِلَ الشَيِّقينا
فإذا لم يكن بقَلبكِ إلا / ما أعدَّ الإِخلاصُ لِلمُخلصينا
فاجعَليه خطّي لِأَكتُبَ منه / شرحَ حالي لِسَيِّدِ المُرسَلينا
لا تَكِلني إلى الحوادثِ وانهَض
لا تَكِلني إلى الحوادثِ وانهَض / بالذي يَقتَضي الإِخاءُ القَديمُ
إنَّ سَعيَ العدا إذا لم يُلَقَّح / بِتَغابٍ من الصَديقِ عَقيمُ
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص / نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ
وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب / نةِ تُزرى بالفِضَّة البيضاء
خير ما تَنتَقي وَأطيبُ ما تَخ / طفُ من مأكلٍ لصوصُ الهواءِ
فاشتَهاها وَقال إن لم تكُن لي / أنكَرَتني ثعالبُ الغَبراء
إرفَعيني يا قوَّةَ المَكرِ إن لم / تُنزِلي الجُبنةَ التي في السماءِ
ثمَّ أَنشا يُثنى وَينصبُ أشرا / كاً وَشرُّ الأَشراكِ بعضُ الثَناءِ
قائِلاً يا أميرُ عم كلَّ صُبحٍ / صائِحاً صادِحاً وكلَّ مساءِ
هاتِ زِدنا علماً بقدرِكَ يا مَو / لايَ من أنتَ من بَني العَنقاءِ
أغُرابٌ تَباركَ اللَهُ / آمنّا بفَضلِ الغِربانِ أهلِ العلاءِ
ألقِ درساً على البَلابِل غلما / نكَ في الفَنِّ يا أَبا الفُضلاءِ
وَتَرَنَّم بِمَن أَفاضَ على حَل / قكَ ما لم يُفِض على الوَرقاءِ
كَلماتٌ أَصغى الغَبيُّ إِلَيها / فَاِعتَراهُ مسٌّ منَ الخُيلاءِ
وَتغنّى فلَم يُحِسَّ بما أَل / قاهُ في فَخِّ أشعَرِ الشُعَراءِ
بَل رَأى الجُبنَةَ الشَهِيَّةَ تَهوى / فَبَكاها وَلاتَ حينَ بُكاءِ
وَتَلَقّى اللصُّ الغَنيمةَ وَاِستَأ / ذَنَ في الحالِ زاهداً في الغِناءِ
قائِلاً طبتَ يامُغَنّى النَدامى / غَنِّ غيري قد حانَ وَقتُ غدائي
أَيُّها الثَعلَبُ ارتَحِل لا هَنِيئاً / لا مَريئاً أَلأمَ اللُؤماءِ
أَيُّها الطائرُ الغَبِيُّ تَعلَّم / ذا جزاءُ الأَغرارِ وَالجُهلاءِ
لم تَزِد يا أَبا الحُصَينِ على أَو / لادِ حَوّاءِ في ضُروبِ الدهاءِ
إنَ مِنّا من يَنصِبُ البَيتَ فَخّاً / لاِقتناصِ القَصرِ الرَفيعِ البِناءِ
فَإِذا مَدَّ لِلسّماءِ يميناً / سلَّ منها كواكبَ الجَوزاء
بَعضُنا لا يزالُ في إِثرِ بعضٍ / ناهِباً سالِباً بلا استِحياء
فَتعوَّذ من هؤلاءِ وحاذِر / لا تكُن إن عُدِدتَ من هؤلاء
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ / فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا
وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى / كادَ رَدُّ السَلامِ يُحسَبُ بِرّا
أوجهٌ مِثلَما نَثَرتَ على الأَج / داثِ ورداً إن هنَّ أَبدَين بِشرا
وَشفاهٌ يَقُلنَ أهلاً وَلو أَدَّ / ينَ ما في الحشا لما قُلنَ خيرا
عمرَكَ اللَهَ هل سَلامُ وِدادٍ / ذاكَ أَم حاوَلَ المُسَلِّمُ أمرا
عميَت عن طريقِها أم تَعامَت / أُمَمٌ في مَفاوزِ الجَهلِ حَيرى
غرَّها سَعدُها ومن عادةِ السَع / دِ يُواتي يوماً وَيخذُلُ دهرا
فَتَجَنَّت على الشُعوبِ وَشَنَّت / غارةً في البِلادِ من بعدِ أخرى
نَسيَت في الصُعودِ يومَ التَدَلّى / وَالتَدَلّى بصاعدِ الجدِّ مُغرى
تعِبَ الفَيلَسوفُ في الناسِ عصراً / وَتَوَلّى السَرائِرَ الدينُ عصرا
والوَرى طاردٌ إزاءَ طريدٍ / وَعُقابٌ يُمسى يُطارِدُ صَقرا
وَجيوشٌ يُفلُّ من بعضِها البَع / ضُ وهضبٌ كُبرى تُناطحُ صُغرى
حاذِري يا ذِئابُ صَولةَ أُسدٍ / منكِ أَقوى ناباً وأنفَذُ ظُفرا
لا تَنامي يا أُسدُ إنَّ ذِئاباً / لم تَنم من روابِضِ الغيلِ أَضرى
عبرٌ كلُّها اللَيالي ولكِن / أينَ من يَفتحُ الكتابَ ويَقرا
أنتَ نعمَ النَذيرُ يا نجمَ هالي / زَلزِلَ السَهلَ والرَواسِيَ ذُعرا
ظنَّ قومٌ فيكَ الظُنونَ وقالوا / آيةٌ أرسِلت إلا الأَرضِ كُبرى
إن يكن في يَمينكَ الموتُ فاقذِف / هُ شُواظاً على الخلائق طُرّا
هل تَلَقَّيت من لدُن خاذِل البا / غي وحامى الضَعيفِ يا نجمُ سِرّا
أَمحيطٌ بكلِّ شَيءٍ وَمردٍ / كلَّ حيٍّ وَتاركُ السَهلِ وعرا
أَغداً تَستَوي الأنوفُ فلا يَن / ظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض شزرا
أغداً كلُّنا ترابٌ ولا مُل / كَ خلاف الترابِ برّاً وَبحرا
أغدا يُصبحُ الصِراعُ عناقاً / في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا
إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع / بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا
أَبعَدوا أحمداً وجاءوا بِثانٍ
أَبعَدوا أحمداً وجاءوا بِثانٍ / ظَلمواهُ كما أرادَ الغَشومُ
فَتَسَلَّت خزائِنُ المالِ مَظلو / مٌ تَوَلّى وجاءَها مَظلومُ
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري / بَعدَ أَعوامِ عُزلَةٍ وَشهورِ
اِسأَلوا الشِعرَ فهوَ أَعلمُ هلّا / أَكَلَتهُ الأَسماكُ طيَّ بُحورِ
قُلتُ يا صالحُ ارمِ دَل
قُلتُ يا صالحُ ارمِ دَل / وَكَ في جُملَةِ الدِلا
قال دَعني كما أَشا / أَحكمُ اليومَ في المَلا
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر / راءِ قد كُنتُمُ وَفي الضَرّاءِ
قَد فَقَدنا مِنّا ومنكم كَبيراً / كان بِالأَمسِ زينةَ الكُبراءِ
فَأَقَمنا عليه في كلِّ نادٍ / مَأتَماً داوِياً بصَوتِ البُكاءِ
وَمَزَجنا دُموعَنا بِدُموعٍ / بَذَلَتها عُيونُكم عن سَخاءِ
وَرَأَينا فَتكَ الرَزيئةِ بِالعَق / لِ وَفِعلَ المصابِ بِالعُقلاءِ
باركَ اللَهُ فيكُم أَنتُمُ النا / سُ وفاءً إن عُدَّ أهلُ الوَفاءِ
أَدمُعٌ جاوَزَت مدى كل حُزنٍ / وَتخطَّت حُدودَ كلِّ عزاءِ
وعَديدٌ وَراءَ كلِّ خيالٍ / وَعويلٌ في إِثرِ كلِّ هناءِ
لو بَلَغتُم على النجومِ صُعوداً / لاتَّهَمتُم كواكِبَ الجَوزاءِ
عُذرُكُم أنَّ بُطرُساً كان في مِص / رَ كبيرا في الفَضلِ جمَّ العلاءِ
خَفِّفوا من صياحِكُم ليس في مِص / رَ لأَبناءِ مِصرَ من أعداءِ
دينُ عيسى فيكُم ودينُ أخيهِ / أحمدٍ يَأمُرانِنا بِالإِخاءِ
وَيحَكُم ما كذا تكون النَصارى / راقِبوا اللَهَ بارىءَ العذراءِ
مِصرُ أنتُم ونحن إلّا إذا قا / مت بِتَفريقِنا دَواعي الشَقاءِ
مِصرُ ملكٌ لنا إذا ما تَماسَك / نا وَإلّا فَمصرُ لِلغُرَباءِ
لا تُطيعوا منّا ومِنكم أناساً / بَذَروا بَينَنا بُذورَ الجَفاءِ
لا تُوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَ مَن عَكَّ / رَ ما في قُلوبِنا من صَفاءِ
إنَّ دينَ المَسيحِ يَأمُرُ بِالعُر / فِ وَيَنهى عن خُطَّةِ الجُهلاءِ
لا يَكُن بَعضُنا لِبَعضٍ عدُوّاً / لعنَ اللَهُ مُستَبيحي العِداءِ
أَيُّها القاتلُ اِشرَبِ الموتَ كأساً / في نَضير الصِبا وَغضِّ الفتاءِ
لو مَلَكنا شَيئا أَشَدُّ من القَت / لِ جَزاءً لَنِلتَه من جَزاءِ
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ / راقِبي اللَهَ أُمَّةَ الطُليانِ
قد مَلأتِ الفَضاءَ غَدراً وَجهلاً / وَتَسَنَّمتِ غارِبَ الطُغيانِ
وَبَعثتِ السَفينَ تَرمى طَرابُل / سَ بحَربٍ مَشبوبَةِ النيرانِ
تَخرِقُ البَحرَ وَالمَواثيقَ وَالعَه / دَ جِهاراً وَذِمَّةَ الجيرانِ
سَيَّرَتها أضغانُ قومٍ لِقَومٍ / سَلِموا من دناءةِ الأَضغانِ
مَن رَآها تَجري تَوَهَّمَ أَنَّ ال / قومَ هبّوا لِلثَّأرِ للأَوطان
لا وَرَبِّ الأُسطولِ ما حمَل الأُس / طولُ جَيشا إلى حمى الحُبشانِ
إنَّ قومَ الطُليانِ أحرَصُ من أن / يُفضَحوا مَرَّتَين في مَيدان
لَيست الحَربُ لِلعَدُوِّ الذي با / تَ عزيزاً بِالرَجلِ وَالفُرسانِ
إِنَّما الحربُ لِلأُلى حَفِظوا العَه / دَ فنامَت جيرانُهُم في أمانِ
وَأَباحوا اَبوابَهُم حاتِمِيّا / تٍ لمَن أَمَّهُم من الضيفانِ
وَأَنالوهُم حُقوقَ بَنيهِم / فِعلَ أَهل المَعروفِ بِاللَهفان
وَيحَهُم ما لِصُنعهِم أَبطَرَ القَو / مَ فَعَقّوا ما كان مِن إِحسانِ
وَلِماذا تَمَخَّضَ السِلمُ عَن حَر / بٍ لَظاها يَشوي الوجوهَ عَوانِ
مِنَحٌ قد بُذِرنَ في شَرِّ أَيدٍ / كُنَّ مُذ كُنَّ مَنبِتَ الكُفران
هكَذا فَلتَكُ المروءاتُ في عَص / رِ البَهاليلِ من بَني الرومان
لا يَثِق بَعضُنا بِبَعضٍ وَهذا / ما أَعدَّ الإِنسانُ لِلإِنسانِ
إن تُسَلِّم على الغَريبِ فَسَلِّم / في ظِلالِ السُيوفِ وَالمُرّان
رُبَّما أَصبَحَ العِناقُ صِراعاً / في زَمانِ الآدابِ وَالعِرفان
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر / ضِ تَنَم آمِناً منَ الأَوصابِ
تلكَ أُمٌّ أَحنى عَليكَ من الأُم / مِ التي خَلَّفَتكَ لِلأَتعابِ
لا تَخَف فَالمَماتُ ليسَ بماحٍ / منكَ إلّا ما تَشتَكي من عَذابِ
كلُّ مَيتٍ باقٍ وَإن خالَفَ العُن / وانُ ما نُصَّ في غُضونِ الكِتابِ
وَحياةُ المرءِ اِغتِرابٌ فَإن ما / تَ فقد عادَ سالماً لِلتُرابِ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ / وَقُصارى سِوى الإِلهِ فناءُ
نحن لِلَّهِ راجعونَ فمن ما / ت ومن عاشَ ألفَ عامٍ سواءُ
يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَع / لمُ ماذا يُكِنُّهُ الإِمساءُ
وَمتاعُ الدنيا قَليلٌ وما يَل / ذهو به المرءُ من حُطامٍ هباءُ
زهَّدَ الناسُ في الحَياةِ مُلِمٌّ / رَوَّعَتنا بِهَولهِ الأَنباءُ
قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَرَ قصرٍ / فيه يحلو وَيُستَطابُ الهواءُ
كنتَ ذا هَيبَةٍ يُحاذِرُها الدَه / رُ وَتَكبو أمامَها البَأساءُ
كيفَ أَصبَحتَ مُستَضاماً وَلِلخَط / بِ إلى رُكنِكَ المَنيعِ ارتِقاءُ
ما كذا عَهدُنا بِعزِّكَ تَرمي / هِ اللَيالي أو يَعتَريهِ انقِضاء
كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَبّ / اسِ تَحيا بِبشرهِ الأَحياءُ
فَطَوَت بُردَهُ الخُطوبُ وكانت / قبلُ تَشقى بِسَعدهِ وَتُساء
وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَب / رَ كريما يَبكى عليه العلاء
وَاِرتَضَوا بِالبُكا وما الحُزنُ إِلّا / أن تَسيلَ القُلوبُ والأَحشاء
عاش فينا عَذبَ البَشاشَةِ وَالأخ / لاقِ تَروى به النفوسُ الظِماء
وَتَولّى وفي الصُدور من الوَج / دِ عليه ما ليس يُرويهِ ماء
عُطَّلَت مِصرُ من سناهُ كما قد / عُطِّلَت من حُلّيها الحَسناء
كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص / رُ يُرَجّى للناسِ فيه عزاء
ما يقول الراثونَ في فقدِ تَوفي / قٍ وماذا تحاوِلُ الشعراءُ
والرَزايا في بَعضِها يُطلقُ القَو / لُ وَتَعيا في بَعضِها البُلغاءُ
إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَنَ مَن تُز / هى بِأَنوارِ وجههِ البَطحاءُ
كانَ لِلتّاج فوق مَفرقِه ضَو / ءٌ لدَيهِ تُحقَّرُ الأَضواء
كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جلَّ / ت بِرَأيٍ تَعنو له الآراء
كانَ أدرى المَلا بكَسبِ ثناءٍ / آهِ لو خلَّدَ النُفوسَ ثَناء
آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسوا الصَب / رَ رِداءً فالصَبر نَعمَ الرِداء
أنتُم الراسخونَ في علمِ ما كا / نَ فقولوا مَن ذا عداهُ الفَناء
أين قومٌ شادوا البِلادَ وَسادو / ها وكانت تَهواهُمُ العَلياء
ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثمَّ أَمسَوا / وهُمُ في بُطونِها نُزَلاءُ
كلُّ نفسٍ لها كتابٌ وميعا / دٌ إذا جاءَ لا يُرَدُّ قَضاءُ
سُنَّةُ اللَهِ في البَريَّةِ لم يُس / تَثنَ منها الملوكُ وَالأَنبياء
لا أُعَزّيكُمُ وَأَنّي لِقَولي / أن تُعَزّى بِمثلهِ الحُكماء
احمِدوا اللَهَ في العَشِيَّةِ وَالإِص / باحِ فَالبُؤسُ قد تَلاهُ هناءُ
إن يكُن خرَّ من سمائِكمُ بَد / رٌ فعَبّاسُكم به يُستَضاءُ
قد أَرانا العباسُ بعد أبيه / كيفَ تَلقى العظائمَ العُظماءُ
وَرِثَ المُلك عن أبيه فلمّا / قامَ بالأَمرِ دبَّ فينا الرجاءُ
وَاجتَلَيناهُ طَودَ مجدٍ وَسوراً / دارَ منهُ حولَ البِلادِ بِناءُ
حَبَّذا منه همَّةٌ تَترُكُ الصَع / بَ ذَلولاً وَعزَّةٌ قَعساءُ
وَثَباتٌ في طَيِّهِ وَثباتٌ / لِلمَعالي وَحكمَةٌ وَإِباءُ
وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الوَص / فُ وفيها يُستَغرَقُ الإِحصاءُ
دامَ يَكسو الزَمانَ حُسناً وَيُسدى / أَنعُماً لا يَشوبهُنَّ انتِهاءُ
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد / رُ وطالَ السُرى وغاب الهادي
لهفَ راجي القِرى وحاتِمُ طيٍّ / قد خَبَت نارُه بهذا الوادي
لَهف شاكي الصَدى أخو النيلِ قد با / تَ بعيدَ المَزارِ عن كلِّ صادي
مَن يُغيثُ المظلومَ إن بات يَشكو / وَحُسَينٌ عَدَت عليه العوادي
حَبَّذا طَيفُ نَهضَةٍ قد أَرانا / هُ عيانا لم يَتَّفِق في رُقادِ
فكَأَنّا من عابدينَ خُروجاً / نَتَهادى منها على ميعاد
لم يَرَ الموتُ رَأيَه وَتقَضّى / حُلُمٌ قد سَرى بِأَقصى البِلاد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025