المجموع : 33
نحِّ كَأسَ الغرامِ إِنّي سُقيتُ
نحِّ كَأسَ الغرامِ إِنّي سُقيتُ / بِمُدامِ السُلُوِّ حتى رَويتُ
لم يزَل بي ساقى التَسَلّي يُساقي / ني كُئوساً من بعدِها ما ظَميتُ
أيُّها التائهُ المُدلُّ علَينا / وَيكَ قُل لي من أَنتَ إنّي نَسيتُ
لو فَرَشتَ الطريقَ دُرّاً لِأَحظو / فَوقَهُ نحوَ داركُم ما رَضيتُ
أنا أَغنى من أن يُقالَ فُلانٌ / وَفلانٌ تَزاورا ما حييتُ
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً / لِوفودِ الأَقلامِ حيناً فحينا
وَليَكُن كَالزَمانِ حالاً فحالا / تارةً آسِناً وأخرى معينا
أكرمي العِلمَ وامنَحي خادميهِ / ماءَكِ الغاليَ النَفيسَ الثَمينا
وَابذُلي الصافِيَ المُطهَّر منهُ / لهُداةِ السَرائِرِ المُرشِدينا
وَإذا الظُلمُ وَالظَلامُ استَعانا / يومَ نحسٍ بأجهلِ الجاهِلينا
وَاستَمدّا من الشُرورِ مداداً / فاجعَليهِ من قسمةِ الظالمينا
وَاِقذفي النُقطةَ التي بات فيها / غَضبُ القاهرِ المُذِلِّ كمينا
ليراعِ امرىءٍ إذا خطَّ سطراً / نَبذَ الحقَّ وارتَضى المَينَ دينا
وَإذا كان فيكِ نُقطةً سوءُ / كُوِّنَت من خباثةٍ تكوينا
فَاِجعَليها قِسطَ الذين استَباحوا / في السِياساتِ حرمةَ الأَضعفينا
وَإذا خفتِ أن يكونَ منَ اللَف / ظِ جلاميدُ ترجمُ السامِعينا
فاِبخَلي بالمدادِ بُخلاً وَإن أُع / طيتِ فيه المئينَ ثمَّ المئينا
فَإذا أعوَزَ المدادُ طَبيباً / يَصفُ الداءَ دائِباً مُستَعينا
فَاِمنَحيه المدادَ منّاً وعرفاً / وَاِستَطيبي معونةَ المُحسِنينا
وَإذا مهجةُ الحمائمِ أَسدت / نُقطةً سرَّها الزَكِيَّ المَصونا
فاجعَليها على المودّاتِ وَقفا / وَهَبيها رسائِلَ الشَيِّقينا
فإذا لم يكن بقَلبكِ إلا / ما أعدَّ الإِخلاصُ لِلمُخلصينا
فاجعَليه خطّي لِأَكتُبَ منه / شرحَ حالي لِسَيِّدِ المُرسَلينا
لا تَكِلني إلى الحوادثِ وانهَض
لا تَكِلني إلى الحوادثِ وانهَض / بالذي يَقتَضي الإِخاءُ القَديمُ
إنَّ سَعيَ العدا إذا لم يُلَقَّح / بِتَغابٍ من الصَديقِ عَقيمُ
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص
أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص / نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ
وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب / نةِ تُزرى بالفِضَّة البيضاء
خير ما تَنتَقي وَأطيبُ ما تَخ / طفُ من مأكلٍ لصوصُ الهواءِ
فاشتَهاها وَقال إن لم تكُن لي / أنكَرَتني ثعالبُ الغَبراء
إرفَعيني يا قوَّةَ المَكرِ إن لم / تُنزِلي الجُبنةَ التي في السماءِ
ثمَّ أَنشا يُثنى وَينصبُ أشرا / كاً وَشرُّ الأَشراكِ بعضُ الثَناءِ
قائِلاً يا أميرُ عم كلَّ صُبحٍ / صائِحاً صادِحاً وكلَّ مساءِ
هاتِ زِدنا علماً بقدرِكَ يا مَو / لايَ من أنتَ من بَني العَنقاءِ
أغُرابٌ تَباركَ اللَهُ / آمنّا بفَضلِ الغِربانِ أهلِ العلاءِ
ألقِ درساً على البَلابِل غلما / نكَ في الفَنِّ يا أَبا الفُضلاءِ
وَتَرَنَّم بِمَن أَفاضَ على حَل / قكَ ما لم يُفِض على الوَرقاءِ
كَلماتٌ أَصغى الغَبيُّ إِلَيها / فَاِعتَراهُ مسٌّ منَ الخُيلاءِ
وَتغنّى فلَم يُحِسَّ بما أَل / قاهُ في فَخِّ أشعَرِ الشُعَراءِ
بَل رَأى الجُبنَةَ الشَهِيَّةَ تَهوى / فَبَكاها وَلاتَ حينَ بُكاءِ
وَتَلَقّى اللصُّ الغَنيمةَ وَاِستَأ / ذَنَ في الحالِ زاهداً في الغِناءِ
قائِلاً طبتَ يامُغَنّى النَدامى / غَنِّ غيري قد حانَ وَقتُ غدائي
أَيُّها الثَعلَبُ ارتَحِل لا هَنِيئاً / لا مَريئاً أَلأمَ اللُؤماءِ
أَيُّها الطائرُ الغَبِيُّ تَعلَّم / ذا جزاءُ الأَغرارِ وَالجُهلاءِ
لم تَزِد يا أَبا الحُصَينِ على أَو / لادِ حَوّاءِ في ضُروبِ الدهاءِ
إنَ مِنّا من يَنصِبُ البَيتَ فَخّاً / لاِقتناصِ القَصرِ الرَفيعِ البِناءِ
فَإِذا مَدَّ لِلسّماءِ يميناً / سلَّ منها كواكبَ الجَوزاء
بَعضُنا لا يزالُ في إِثرِ بعضٍ / ناهِباً سالِباً بلا استِحياء
فَتعوَّذ من هؤلاءِ وحاذِر / لا تكُن إن عُدِدتَ من هؤلاء
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ
غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ / فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا
وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى / كادَ رَدُّ السَلامِ يُحسَبُ بِرّا
أوجهٌ مِثلَما نَثَرتَ على الأَج / داثِ ورداً إن هنَّ أَبدَين بِشرا
وَشفاهٌ يَقُلنَ أهلاً وَلو أَدَّ / ينَ ما في الحشا لما قُلنَ خيرا
عمرَكَ اللَهَ هل سَلامُ وِدادٍ / ذاكَ أَم حاوَلَ المُسَلِّمُ أمرا
عميَت عن طريقِها أم تَعامَت / أُمَمٌ في مَفاوزِ الجَهلِ حَيرى
غرَّها سَعدُها ومن عادةِ السَع / دِ يُواتي يوماً وَيخذُلُ دهرا
فَتَجَنَّت على الشُعوبِ وَشَنَّت / غارةً في البِلادِ من بعدِ أخرى
نَسيَت في الصُعودِ يومَ التَدَلّى / وَالتَدَلّى بصاعدِ الجدِّ مُغرى
تعِبَ الفَيلَسوفُ في الناسِ عصراً / وَتَوَلّى السَرائِرَ الدينُ عصرا
والوَرى طاردٌ إزاءَ طريدٍ / وَعُقابٌ يُمسى يُطارِدُ صَقرا
وَجيوشٌ يُفلُّ من بعضِها البَع / ضُ وهضبٌ كُبرى تُناطحُ صُغرى
حاذِري يا ذِئابُ صَولةَ أُسدٍ / منكِ أَقوى ناباً وأنفَذُ ظُفرا
لا تَنامي يا أُسدُ إنَّ ذِئاباً / لم تَنم من روابِضِ الغيلِ أَضرى
عبرٌ كلُّها اللَيالي ولكِن / أينَ من يَفتحُ الكتابَ ويَقرا
أنتَ نعمَ النَذيرُ يا نجمَ هالي / زَلزِلَ السَهلَ والرَواسِيَ ذُعرا
ظنَّ قومٌ فيكَ الظُنونَ وقالوا / آيةٌ أرسِلت إلا الأَرضِ كُبرى
إن يكن في يَمينكَ الموتُ فاقذِف / هُ شُواظاً على الخلائق طُرّا
هل تَلَقَّيت من لدُن خاذِل البا / غي وحامى الضَعيفِ يا نجمُ سِرّا
أَمحيطٌ بكلِّ شَيءٍ وَمردٍ / كلَّ حيٍّ وَتاركُ السَهلِ وعرا
أَغداً تَستَوي الأنوفُ فلا يَن / ظُرُ قومٌ قوماً على الأَرض شزرا
أغداً كلُّنا ترابٌ ولا مُل / كَ خلاف الترابِ برّاً وَبحرا
أغدا يُصبحُ الصِراعُ عناقاً / في الهَيولى وَيُصبحُ العَبدُ حُرّا
إن يكُن ما يقولون يا نجمُ فاصدَع / بِالذي قد أُمِرتَ حُيّيت عشرا
أَبعَدوا أحمداً وجاءوا بِثانٍ
أَبعَدوا أحمداً وجاءوا بِثانٍ / ظَلمواهُ كما أرادَ الغَشومُ
فَتَسَلَّت خزائِنُ المالِ مَظلو / مٌ تَوَلّى وجاءَها مَظلومُ
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري
أَينَ صَبري من يَذكُر اليومَ صَبري / بَعدَ أَعوامِ عُزلَةٍ وَشهورِ
اِسأَلوا الشِعرَ فهوَ أَعلمُ هلّا / أَكَلَتهُ الأَسماكُ طيَّ بُحورِ
قُلتُ يا صالحُ ارمِ دَل
قُلتُ يا صالحُ ارمِ دَل / وَكَ في جُملَةِ الدِلا
قال دَعني كما أَشا / أَحكمُ اليومَ في المَلا
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر
مَعشَرَ القِبطِ يا بَني مِصرَ في السَر / راءِ قد كُنتُمُ وَفي الضَرّاءِ
قَد فَقَدنا مِنّا ومنكم كَبيراً / كان بِالأَمسِ زينةَ الكُبراءِ
فَأَقَمنا عليه في كلِّ نادٍ / مَأتَماً داوِياً بصَوتِ البُكاءِ
وَمَزَجنا دُموعَنا بِدُموعٍ / بَذَلَتها عُيونُكم عن سَخاءِ
وَرَأَينا فَتكَ الرَزيئةِ بِالعَق / لِ وَفِعلَ المصابِ بِالعُقلاءِ
باركَ اللَهُ فيكُم أَنتُمُ النا / سُ وفاءً إن عُدَّ أهلُ الوَفاءِ
أَدمُعٌ جاوَزَت مدى كل حُزنٍ / وَتخطَّت حُدودَ كلِّ عزاءِ
وعَديدٌ وَراءَ كلِّ خيالٍ / وَعويلٌ في إِثرِ كلِّ هناءِ
لو بَلَغتُم على النجومِ صُعوداً / لاتَّهَمتُم كواكِبَ الجَوزاءِ
عُذرُكُم أنَّ بُطرُساً كان في مِص / رَ كبيرا في الفَضلِ جمَّ العلاءِ
خَفِّفوا من صياحِكُم ليس في مِص / رَ لأَبناءِ مِصرَ من أعداءِ
دينُ عيسى فيكُم ودينُ أخيهِ / أحمدٍ يَأمُرانِنا بِالإِخاءِ
وَيحَكُم ما كذا تكون النَصارى / راقِبوا اللَهَ بارىءَ العذراءِ
مِصرُ أنتُم ونحن إلّا إذا قا / مت بِتَفريقِنا دَواعي الشَقاءِ
مِصرُ ملكٌ لنا إذا ما تَماسَك / نا وَإلّا فَمصرُ لِلغُرَباءِ
لا تُطيعوا منّا ومِنكم أناساً / بَذَروا بَينَنا بُذورَ الجَفاءِ
لا تُوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَ مَن عَكَّ / رَ ما في قُلوبِنا من صَفاءِ
إنَّ دينَ المَسيحِ يَأمُرُ بِالعُر / فِ وَيَنهى عن خُطَّةِ الجُهلاءِ
لا يَكُن بَعضُنا لِبَعضٍ عدُوّاً / لعنَ اللَهُ مُستَبيحي العِداءِ
أَيُّها القاتلُ اِشرَبِ الموتَ كأساً / في نَضير الصِبا وَغضِّ الفتاءِ
لو مَلَكنا شَيئا أَشَدُّ من القَت / لِ جَزاءً لَنِلتَه من جَزاءِ
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ / راقِبي اللَهَ أُمَّةَ الطُليانِ
قد مَلأتِ الفَضاءَ غَدراً وَجهلاً / وَتَسَنَّمتِ غارِبَ الطُغيانِ
وَبَعثتِ السَفينَ تَرمى طَرابُل / سَ بحَربٍ مَشبوبَةِ النيرانِ
تَخرِقُ البَحرَ وَالمَواثيقَ وَالعَه / دَ جِهاراً وَذِمَّةَ الجيرانِ
سَيَّرَتها أضغانُ قومٍ لِقَومٍ / سَلِموا من دناءةِ الأَضغانِ
مَن رَآها تَجري تَوَهَّمَ أَنَّ ال / قومَ هبّوا لِلثَّأرِ للأَوطان
لا وَرَبِّ الأُسطولِ ما حمَل الأُس / طولُ جَيشا إلى حمى الحُبشانِ
إنَّ قومَ الطُليانِ أحرَصُ من أن / يُفضَحوا مَرَّتَين في مَيدان
لَيست الحَربُ لِلعَدُوِّ الذي با / تَ عزيزاً بِالرَجلِ وَالفُرسانِ
إِنَّما الحربُ لِلأُلى حَفِظوا العَه / دَ فنامَت جيرانُهُم في أمانِ
وَأَباحوا اَبوابَهُم حاتِمِيّا / تٍ لمَن أَمَّهُم من الضيفانِ
وَأَنالوهُم حُقوقَ بَنيهِم / فِعلَ أَهل المَعروفِ بِاللَهفان
وَيحَهُم ما لِصُنعهِم أَبطَرَ القَو / مَ فَعَقّوا ما كان مِن إِحسانِ
وَلِماذا تَمَخَّضَ السِلمُ عَن حَر / بٍ لَظاها يَشوي الوجوهَ عَوانِ
مِنَحٌ قد بُذِرنَ في شَرِّ أَيدٍ / كُنَّ مُذ كُنَّ مَنبِتَ الكُفران
هكَذا فَلتَكُ المروءاتُ في عَص / رِ البَهاليلِ من بَني الرومان
لا يَثِق بَعضُنا بِبَعضٍ وَهذا / ما أَعدَّ الإِنسانُ لِلإِنسانِ
إن تُسَلِّم على الغَريبِ فَسَلِّم / في ظِلالِ السُيوفِ وَالمُرّان
رُبَّما أَصبَحَ العِناقُ صِراعاً / في زَمانِ الآدابِ وَالعِرفان
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر
إِن سَئِمتَ الحياةَ فَاِرجِع إلى الأَر / ضِ تَنَم آمِناً منَ الأَوصابِ
تلكَ أُمٌّ أَحنى عَليكَ من الأُم / مِ التي خَلَّفَتكَ لِلأَتعابِ
لا تَخَف فَالمَماتُ ليسَ بماحٍ / منكَ إلّا ما تَشتَكي من عَذابِ
كلُّ مَيتٍ باقٍ وَإن خالَفَ العُن / وانُ ما نُصَّ في غُضونِ الكِتابِ
وَحياةُ المرءِ اِغتِرابٌ فَإن ما / تَ فقد عادَ سالماً لِلتُرابِ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ
نحن لِلَّهِ ما لِحَيٍّ بَقاءُ / وَقُصارى سِوى الإِلهِ فناءُ
نحن لِلَّهِ راجعونَ فمن ما / ت ومن عاشَ ألفَ عامٍ سواءُ
يَفرحُ المرءُ في الصَباحِ وما يَع / لمُ ماذا يُكِنُّهُ الإِمساءُ
وَمتاعُ الدنيا قَليلٌ وما يَل / ذهو به المرءُ من حُطامٍ هباءُ
زهَّدَ الناسُ في الحَياةِ مُلِمٌّ / رَوَّعَتنا بِهَولهِ الأَنباءُ
قَصرَ حُلوانَ كنتَ أَنضَرَ قصرٍ / فيه يحلو وَيُستَطابُ الهواءُ
كنتَ ذا هَيبَةٍ يُحاذِرُها الدَه / رُ وَتَكبو أمامَها البَأساءُ
كيفَ أَصبَحتَ مُستَضاماً وَلِلخَط / بِ إلى رُكنِكَ المَنيعِ ارتِقاءُ
ما كذا عَهدُنا بِعزِّكَ تَرمي / هِ اللَيالي أو يَعتَريهِ انقِضاء
كانَ بالأَمسِ في ذَراكَ أبو العَبّ / اسِ تَحيا بِبشرهِ الأَحياءُ
فَطَوَت بُردَهُ الخُطوبُ وكانت / قبلُ تَشقى بِسَعدهِ وَتُساء
وَيحَ من شَيَّعوهُ قد أَودعوا القَب / رَ كريما يَبكى عليه العلاء
وَاِرتَضَوا بِالبُكا وما الحُزنُ إِلّا / أن تَسيلَ القُلوبُ والأَحشاء
عاش فينا عَذبَ البَشاشَةِ وَالأخ / لاقِ تَروى به النفوسُ الظِماء
وَتَولّى وفي الصُدور من الوَج / دِ عليه ما ليس يُرويهِ ماء
عُطَّلَت مِصرُ من سناهُ كما قد / عُطِّلَت من حُلّيها الحَسناء
كلُّ خَطبٍ في جَنبِ خطبِك يا مِص / رُ يُرَجّى للناسِ فيه عزاء
ما يقول الراثونَ في فقدِ تَوفي / قٍ وماذا تحاوِلُ الشعراءُ
والرَزايا في بَعضِها يُطلقُ القَو / لُ وَتَعيا في بَعضِها البُلغاءُ
إِنَّ مَولاكَ كانَ أَحسَنَ مَن تُز / هى بِأَنوارِ وجههِ البَطحاءُ
كانَ لِلتّاج فوق مَفرقِه ضَو / ءٌ لدَيهِ تُحقَّرُ الأَضواء
كان يجلو دُجى الكوارثِ إن جلَّ / ت بِرَأيٍ تَعنو له الآراء
كانَ أدرى المَلا بكَسبِ ثناءٍ / آهِ لو خلَّدَ النُفوسَ ثَناء
آلَ توفيقٍ الكِرامَ البَسوا الصَب / رَ رِداءً فالصَبر نَعمَ الرِداء
أنتُم الراسخونَ في علمِ ما كا / نَ فقولوا مَن ذا عداهُ الفَناء
أين قومٌ شادوا البِلادَ وَسادو / ها وكانت تَهواهُمُ العَلياء
ملَكوا الأَرضَ حِقبَةً ثمَّ أَمسَوا / وهُمُ في بُطونِها نُزَلاءُ
كلُّ نفسٍ لها كتابٌ وميعا / دٌ إذا جاءَ لا يُرَدُّ قَضاءُ
سُنَّةُ اللَهِ في البَريَّةِ لم يُس / تَثنَ منها الملوكُ وَالأَنبياء
لا أُعَزّيكُمُ وَأَنّي لِقَولي / أن تُعَزّى بِمثلهِ الحُكماء
احمِدوا اللَهَ في العَشِيَّةِ وَالإِص / باحِ فَالبُؤسُ قد تَلاهُ هناءُ
إن يكُن خرَّ من سمائِكمُ بَد / رٌ فعَبّاسُكم به يُستَضاءُ
قد أَرانا العباسُ بعد أبيه / كيفَ تَلقى العظائمَ العُظماءُ
وَرِثَ المُلك عن أبيه فلمّا / قامَ بالأَمرِ دبَّ فينا الرجاءُ
وَاجتَلَيناهُ طَودَ مجدٍ وَسوراً / دارَ منهُ حولَ البِلادِ بِناءُ
حَبَّذا منه همَّةٌ تَترُكُ الصَع / بَ ذَلولاً وَعزَّةٌ قَعساءُ
وَثَباتٌ في طَيِّهِ وَثباتٌ / لِلمَعالي وَحكمَةٌ وَإِباءُ
وَصِفاتٌ عن كُنهِها يَعجزُ الوَص / فُ وفيها يُستَغرَقُ الإِحصاءُ
دامَ يَكسو الزَمانَ حُسناً وَيُسدى / أَنعُماً لا يَشوبهُنَّ انتِهاءُ
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد
لهفَ سارى الدُجى لقد أَفلَ البَد / رُ وطالَ السُرى وغاب الهادي
لهفَ راجي القِرى وحاتِمُ طيٍّ / قد خَبَت نارُه بهذا الوادي
لَهف شاكي الصَدى أخو النيلِ قد با / تَ بعيدَ المَزارِ عن كلِّ صادي
مَن يُغيثُ المظلومَ إن بات يَشكو / وَحُسَينٌ عَدَت عليه العوادي
حَبَّذا طَيفُ نَهضَةٍ قد أَرانا / هُ عيانا لم يَتَّفِق في رُقادِ
فكَأَنّا من عابدينَ خُروجاً / نَتَهادى منها على ميعاد
لم يَرَ الموتُ رَأيَه وَتقَضّى / حُلُمٌ قد سَرى بِأَقصى البِلاد