المجموع : 30
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق
مِن ثَنايا العذراءِ لاح بريق / فجَرى مِن دموعِ عيني عقيقُ
حبّذا حبّذا معاهدُ سلعٍ / وَربوعٌ فيها الحبيبُ الحقيقُ
أَحمدٌ حامدٌ محمّدٌ المح / مودُ خير الورى النبيّ الصدوقُ
سادَ كلَّ الوَرى بكلّ كمالٍ / خيرُ حرٍّ للَّه عبدٌ رقيقُ
ليسَ للَّه عزّ جلّ تعالى / غيرهُ للأنامِ طرّاً طريقُ
لَم يوفَّق موفّقٌ قطّ إلّا / جاءَه مِن طريقه التوفيقُ
فَعَليه لربّه وحدَه الحق / قُ وكلٌّ له عليهم حقوقُ
خُلقَ العالمونَ مِن نوره فه / وَ ببرِّ الأبناء منهم خليقُ
والدُ الكلّ في الحقيقة لكن / بعضُ أبنائهِ لديهم عقوقُ
خَلَق اللَّه خلقه ففريقٌ / لِجنانٍ وللسعيرِ فريقُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ
كلَّما قلتُ سرَّ قَلبي الحزينُ / ثارَ مِن عسكرِ الهموم كمينُ
فَكأنَّ السرورَ في وسط حصنٍ / حولهُ مِن صروف دَهري حصونُ
أيُّها النفسُ بالمشفّع لوذي / فَسَيأتيكِ منه فتحٌ مبينُ
أَحمدُ المُصطفى محمّدٌ المخ / تار هادي الورى النبيّ الأمينُ
خيرُ عبدٍ للَّه سادَ جميع ال / خلقِ فضلاً من كان أو من يكونُ
إنّ ظنّي فيه جميلٌ وهذا الظ / ظنُّ لفظٌ معناه علمٌ يقينُ
سيّدي يا أبا البتولِ دَهتني / أيُّ حَربٍ من الخطوب زبونُ
وذُنوبي قد أثقَلَتني وديني / بحقوقٍ لم أقضهنّ رهينُ
هذهِ حالَتي وما لي لدى اللَ / هِ تعالى سواك ركنٌ متينُ
فاِرضَ عنّي وكُن شَفيعي إليهِ / كلّ صَعبٍ إذا رضيت يهونُ
زَعَموني أحبُّ هنداً وميّا
زَعَموني أحبُّ هنداً وميّا / قَد أتى الزاعمونَ شيئاً فريّا
ما لِهندٍ ولا لميٍّ نصيبٌ / في فؤادِ اِمرئٍ أحبّ النبيّا
مُصطفى اللَّه مِن جميع البرايا / مُجتباهُ حبيبهُ القرشيّا
أشرَقت شمسُ فضله فرآها / كلُّ مَن لم يكن غبيّاً غويّا
جاءَ والناسُ عن هُدى اللَّه ضلّوا / فَهداهم له الصراطَ السويّا
قد أقامَ الدليلَ فيهم كلام ال / لَهِ أَو لا فالصارمَ المشرفيّا
راقَ للعالمينَ عذب هداهُ / وَعَلى العرشِ قد أناف رقيّا
كَم عظيمٍ بينَ الورى اِمتاز لكن / لَم يحُز غيره الكمالَ الوفيّا
فَعَليه يا ربّ صلّ صلاة / تجمعُ الفضلَ لا تغادر شيّا
وَاِعفُ عنّي بهِ وبارِك بعمري / وَاِجعلِ الختمَ فيه مِسكاً ذكيّا
حيّ عنّي المليحةَ الحسناءَ
حيّ عنّي المليحةَ الحسناءَ / زادَها اللَّه رفعةً وبهاءَ
كَعبة اللَّه بيته قبلةَ النا / سِ إليهِ أعظِم بهذا بناءَ
كلُّ قَصرٍ وكلُّ برج سماءٍ / هو مِن دونها سناً وسناءَ
سادتِ الأرضَ فالمساجدُ أضحت / وَالزوايا عبيدها والإماءَ
هيَ فاقَت على خيارِ المَباني / مِثلما فاقَ أحمد الأنبياءَ
صَفوةُ العالمين أصلُ البرايا / كلّ فضلٍ منه أتى الفضلاءَ
جاءَ والدهرُ مظلمٌ فتجلّت / منهُ فيه شمسُ الهدى فأضاءَ
صارَ كلُّ الزمانِ منه نهاراً / وَلَقد كان ليلةً ليلاءَ
جاءَ والعلمُ والفضائل والتو / حيدُ موتى فأصبحت أحياءَ
هوَ فردُ الوجودِ ما خلق اللَ / هُ لهُ في كماله نظراءَ
يا حبيبَ الإلهِ يا سيّد الرس
يا حبيبَ الإلهِ يا سيّد الرس / لِ وَيا أفضل الخلائق طرّا
أنتَ روحُ الوجودِ سفلاً وعلوا / وَمدارُ السعودِ دُنيا وأخرى
أنتَ أَصلٌ لكلِّ خيرٍ منَ اللَ / هِ يصل العالمين سرّاً وجهرا
أودعَ اللَّه فيك كلّ كمالٍ / منهُ قسّمت في العوالم نزرا
كلُّ فضلِ الورى لفضلك جزءٌ / أنتَ أيضاً بذلكَ الجزءِ أحرى
فَعليكَ الصلاةُ نورٌ من اللَ / هِ تَراها على ضريحكَ تَترى
وعلى الآلِ والصحابةِ جَمعاً / وَعَلينا أيضاً كما قلت عَشرا
صَلواتُ الثناءِ فيها شفاءٌ
صَلواتُ الثناءِ فيها شفاءٌ / وَبِها للنبيّ تحلو الشمائلُ
بيّنت فضلهُ ودلّت عليه / كم بها من مواهبٍ ودلائلُ
مِن هُدى المُصطفى اِستفاد الهُداة
مِن هُدى المُصطفى اِستفاد الهُداة / واِستنارَت بنورهِ النيّراتُ
فاعِلاتُن مُستفع لن فاعلات / بخفيفٍ أمداحهُ راجحاتُ
سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ
سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ / أينَ منهُ المسيحُ أين الكليمُ
أينَ نوحٌ وأين إبراهيمُ / كلّهم عن مقامهِ مفطومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ جبريلُ أين إسرافيلُ / أَين ميكالُ أين عزرائيلُ
فَعليهم طرّاً له التفضيلُ / وَبِمعراجهِ دليلٌ قويمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ كلُّ العلوالمِ العلويّه / أَينَ كلّ العوالمِ السفليّه
أَينَ كلّ الوَرى بكلِّ مزيّه / إنّما فوقهُ العليُّ العظيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أوّل الخلقِ نورهُ كانَ قدماً / منهُ عرشُ الرحمنِ ثمّ وثمّا
وَهو للأنبياءِ قد جاء ختما / فهوَ الكلُّ خاتمٌ مختومُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
عنهُ نابوا في قومِهم فرسول / لكثيرٍ وقومُ بعضٍ قليلُ
وَهوَ كلُّ الورى إليه تؤولُ / وَلهُ مِن إلههِ التعميمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حلَّ نورٌ لهُ بظهر أبيهِ / آدمٍ ثمّ في كرام بنيهِ
كلُّ مولىً أَوصى به من يليهِ / فهوَ الكنزُ حفظه محتومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حلّ في الطاهرينَ والطاهراتِ / وَتَجلّى تجلّيَ النيّراتِ
بِبروجِ الساداتِ والسيّداتِ / فهوَ الشمس سائراً لا يقيمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
قَد تَحرّى أماثلَ الأنجابِ / وَأجلَّ البطونِ والأصلابِ
وَأَبرّ الأحسابِ والأنسابِ / عَن شَبيهٍ له الزمان عقيمُ
فَعَليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
جاءَ وَالكونُ مدلهمُّ الذواتِ / غارقٌ في حوالك الظلماتُ
فَاِستَنارت به جميع الجهاتِ / إِذ تجلّت شموسه والنجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أمّهُ خيرُ حرّةٍ ذات بعل / وَأبوهُ في الناس أكرم فحلُ
لَيسَ بدعاً أن كان أنجبَ حمل / وَرضيعٍ وسادَ وهو فطيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
أَرضَعته حَليمةٌ فتجلّى / عندَها الخصبُ بعدَ أَن كانَ مَحلا
وَبدرٍّ شياهُها صرنَ حُفلا / حينَما أرضعته وهو يتيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
شقَّ منهُ الأملاكُ أَفديه صدرا / غَسلوهُ وأَخرجوا منهُ أَمرا
وَحشَوهُ الإيمانَ سرّاً وجهرا / وَأعادوهُ وهو صدرٌ سليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ بعدَ الّتي وبعد اللّتيّا / جاءَ كلّ الوَرى رسولاً نبيّا
سالِكاً في الهُدى صراطاً سويّا / فَاِستَشاطَت حسّادهُ والخصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
جاءَ بِالمُعجزاتِ والقرآنِ / عاجِزاً عن أقلّه الثقلانِ
وَلهُ البدرُ شقَّ فهو اِثنانِ / فرأوه وليس ثمّ غيومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَأصرّوا على الضلالِ وَداموا / غيرَ قومٍ لهم عتيقٌ إمامُ
وَشَكا منهمُ الأذى الإسلامُ / وَجَفاه خصوصهُم والعمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَهوَ ما زالَ راغِباً في هداهُم / صابِراً غير نافرٍ من أذاهُم
كلّما كذّبوهُ جاءَ حِماهم / وَدَعاهم وهوَ الرؤوفُ الرحيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حبّذا حينَ صدّق الصدّيقُ / ثمَّ مِن بعدُ آمنَ الفاروقُ
قبلهُ حمزةُ الشجاعُ الحقيقُ / أسدُ اللَّه للرسولِ حميمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَابنُ عفّانَ وَهو ذو النورينِ / وعليُّ المَولى أبو الحسنينِ
وَالحواريُّ صاحب الرمحينُ / والّذي قد علاه وهو كليمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَالأميرُ الأمينُ سعدٌ سعيدُ / واِبن عوفٍ والكلُّ ليثٌ شديدُ
وَسِواهم حتّى فَشا التوحيدُ / وَعليهِ أَذى العدى مستديمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَصَفوهُ بكاهنٍ وبسحرِ / وَبكذبٍ يوماً ويوماً بشعرِ
وَأَرادوا كيداً وهمّوا بنكر / فَحَماه منهم عليٌّ عليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمّ كانَت سَعادةُ الأنصارِ / وَحَماهم بهجرة المختارِ
وَتذكّر رفيقهُ في الغارِ / شيخَ تيمٍ صديقه المعلومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
نَسَجَ العنكبوتُ أحصنَ درع / حينَ باضَت حمامةٌ ذات سجع
قومهُ جَمعوا له شرّ جمع / وَأتاهُ من الحَمام حميمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
وَقَفاهُم سراقةُ المفتونُ / وَهوَ لو نالَ جعلهُ مغبونُ
فَدَعاه إِلى الغنى قارونُ / واِحتوتهُ الغبراء لولا الحليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ جاءَت بشاتها أمُّ معبَد / وَهي جَهدى وَالناسُ بالمحلِ أجهَد
فَمَرى ضرعَها فسالَ وأزبَد / وَسقاهُم الدرّ غيثٌ سجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبة فَصادفَ أهلا / مَرحباً مرحباً وأهلاً وسهلا
وَسُيوفاً بيضاً وسمراً ونبلا / وأُسوداً كما يشا ويرومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَثَوى بينهُم على خير نزل / وَنِزالٍ في يوم سلمٍ وقتلِ
وَفَدَوه بكلّ نفسٍ وأهلِ / حينَ يَغدو محارباً أو يقيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَلديهِ مِن قومه كلُّ قرم / قرشيِّ الجدّين خالٍ وعمِّ
هَجَروا قومَهم لكفرٍ وظلم / وَأطاعوهُ والمنايا تحومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَسِواهم مِن كلّ ليث قتال / عَربٌ بعضهم وبعضٌ موالي
أيّدوا الدينَ بالظُبا والعوالي / عندَهم للرسول حبٌّ صميمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كلُّ فردٍ منهم جليلٌ فضيل / ليسَ فيهم بينَ الورى مفضولُ
قُل لِقومٍ ضلّت لديهم عقول / كلُّ أصحابهِ هداةٌ قرومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قادَ مِنهم إِلى الوغا أبطالا / لا يَملّون غارةً وقتالا
سَلّموهُ الأرواحَ والأموالا / في رِضا اللَّه وهو طبٌّ حكيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَرَمتهم قبائلُ الجاهليّه / باِتّفاقٍ عَن قوسِ حربٍ قويّه
وَأشدُّ الأعداءِ طرّاً حميّه / قَومهُ الصيدُ حين ضلّت حلومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حيِّ بَدراً ما كانَ أحسنَ بدرا / طَلَعت في سَما الفتوحات بدرا
هيَ بكرُ الإسلامِ عزّاً ونصرا / بعد وعدٍ له حباها الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كانَ جيشُ الكفّار جيشاً متينا / بِعديدٍ وعدّةٍ مَشحونا
كانَ أضعاف ثلّةِ المُسلمينا / وَلهُ منه مقعدٌ ومقيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَدعا فاِستُجيبَ بالأملاكِ / جِبرئيل وجيشه الفتّاكِ
وَرَماهم بالتربِ فالكلُّ شاكي / وَبهِ جمعُ كُفرهِم مهزومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
قَد تَوالَت عليهمُ المُهلكاتُ / وَتَولّت أحلامُهم والحياةُ
وَالطغاةُ العتاةُ ماتوا وفاتوا / طبقَ ما كان أخبر المعصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قَد نَفى البيت منهم مُجرمينا / وَصَلوا في قليبِهم سجّينا
وَأَبو الجهلِ حازَ علماً يقينا / أنّه في خلافه مذمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ عادَ النبيُّ والأصحابُ / وَالأسارى والفيء والأسلابُ
ونَحا طيبةً فَطاروا وطابوا / رزقهُ تحت رُمحهِ مقسومُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ داموا على الجهادِ سِنينا / أُحداً خَندقاً وفتحاً حُنينا
وَأَذاق اليهودَ والعربَ هونا / وَتَبوكاً إذ أغضبتهُ الرومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَبِكلٍّ أوله مولاهُ فتحا / إِن يكُن عنوةً وإلّا فَصُلحا
عالجَ الدينَ بالجهادِ فصحّا / وَبهِ الكفرُ عادَ وهو سقيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأتاهُ مِن كلّ قومٍ وفودُ / حين عمّ القبائل التوحيدُ
فَهداهُم وبالمرادِ أعيدوا / وحَباهُم وهو الجواد الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَرسلَ الرسلَ داعياً للملوكِ / وَأبانَ اليقينَ ماحي الشكوكِ
وَهَدى كلَّ واحدٍ بألوك / قال خلّوا الجحيم هذا النعيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَسَرى دينهُ بكلِّ البلادِ / وَدَروا أنّه نبيّ الجهادِ
وَلهُ كتبهُم منَ الأشهادِ / حسَدوهُ واللؤمُ داءٌ قديمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
رَهِبوهُ فَصانَعوا بالهدايا / كي يُنحّي عنهم جيوشَ المنايا
إِذ يعمُّ الإسلام كلّ البرايا / وهوَ جبّارُهم فأين الفهيمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ مِن بعدُ حجَّ حجَّ الوداعِ / معَ كلِّ الأصحاب والأتباعِ
أَكملَ اللَّه دينهُ وهو داعي / قالَ بلّغتُ فاِشهدوا واِستَقيموا
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ أَوصى بالأهلِ والقرآنِ / قالَ هذان فيكمُ ثقلانِ
لَن تضلّوا يا عصبةَ الإيمانِ / ما مَسكتُم وهو الصدوق العليمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبةً فطابَت وطابا / ثمّ مِن بعدِ ودّع الأحبابا
وَدعاهُ إلههُ فَأَجابا / وَهوَ جَذلانُ والمحيّا بسيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
زلزلَ الخطبُ عندَها الأرواحا / جُنَّ بعضُ الأصحابِ والبعضُ ناحا
وَالفراديسُ نالتِ الأفراحا / منهُ إِذ عمّتِ الأنام الغمومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
هوَ في القبرِ كاملُ العرفانِ / وهوَ حَيٌّ وجسمهُ غير فاني
وَلهُ القبرُ روضةٌ من جنانِ / دامَ فيها له نعيمٌ مقيمُ
فعَليه الصلاة والتسليمُ /
نَظرةً يا أبا البتولِ إليّا / وَبِهذا الخطاب خاطبتُ حيّا
فَتلطّف باللَّه واِعطف عليّا / كلُّ عبءٍ به الشفيع يقومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
هوَ شمسُ الهدى وبحر السخاءِ / دائمُ النورِ مُستمرّ العطاءِ
هوَ مِسكٌ لسائر الأنبياءِ / خاتمٌ طيبهم به مختومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
يا نَبيّاً لَدى الإلهِ عَظيما
يا نَبيّاً لَدى الإلهِ عَظيما / وَحَبيباً لهُ وعَبداً كريما
أَنتَ فُقتَ المسيحَ فقتَ الكَليما / فُقتَ نوحاً وفقتَ إبراهيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
فُقتَ روحاً وفقتَ إِسرافيلا / فقتَ جِبريلَ فقتَ ميكائيلا
فُقتَ كلَّ الأنامِ فجيلا / ما بَرا مثلكَ الإلهُ زَعيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنت أصلُ الوجودِ ما لكَ مثل / ما لِخلقٍ من دونِ فضلكَ فضلُ
قَد تَساوى لديكَ بعدٌ وقبلُ / سُدتَ كلَّ الوَرى حديثاً قديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ نورُ الزمانِ نورُ المكانِ / أَشرَقَت منكَ سائر الأكوانِ
حازَ نَزراً مِن نوركَ النيّرانِ / وَبِنزرٍ منهُ أنَرتَ النُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ لِلجودِ مَظهرٌ في الوجودِ / وَمُمدٌّ بالسعدِ كلّ سعيدِ
سُقتَ خيرَ الدُنيا لخيرِ العبيدِ / وَبِأُخراهُم النعيمَ المقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ فردُ الأكوانِ والمجموعُ / أنتَ أَصلٌ والعالمون فروعُ
نوركَ البدرُ والجميعُ زروع / طابَ بَعضٌ والبعضُ صارَ وخيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ بدرُ البدورِ شمسُ الشموس / وَمُمدٌّ بالنورِ خير النفوسِ
مُستمدٌّ مِن حضرةِ القدّوسِ / منهُ نلتَ التَخصيصَ والتعميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ شمسُ الهُدى وبحرُ العَطايا / قَد حباكَ الوهّاب خيرَ المزايا
لَمحَةٌ مِن سَناكَ تهدي البَرايا / نَفحةٌ مِن نَداكَ تحيي الرَميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ خيرُ الوَرى على الإطلاقِ / سيّدُ الخلقِ صفوة الخلّاقِ
عَنكَ جبريلُ قائلٌ لِلبراقُ / مِثلهُ ما حملتَ قطّ كَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ عبدٌ للَّه سُدتَ الأَناما / نلتَ حَظّاً مِن قربهِ لَن يُراما
وَعَلى العرشِ قَد حباكَ مَقاما / صَدّ عنهُ في الطورِ موسى الكليما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ في الخلقِ نائبُ الرحمنِ / لكَ أَعطى سيادةَ الأكوانِ
وَلهُ دمتَ مظهرَ الإحسانِ / مُصطفاهُ صِراطهُ المُستقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ روحُ الأرواحِ علواً وَسُفلا / وَممدَّ الأشباحِ فرعاً وأصلا
إِن حكاكَ الأنامُ يا نورُ شَكلا / فَالحَصى ربّما تُحاكي النُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد رَوَينا عَن جابرٍ مَعناكا / بِحديثٍ أضاءَ فينا سناكا
قبلَ كلِّ الوَرى الإلهُ بَراكا / منهُ نوراً وعمَّهُ تَقسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
آدَمٌ كان والدَ الأشباحِ / مِثلما أنتَ والدُ الأرواحِ
أنتَ نورٌ بدا لأهل الفلاحِ / وَعنِ العُميِ لَم يَزل مَكتوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
سيّدُ الخلقِ أنتَ للَّه عبدُ / بعدَ مَولاكَ أنتَ في الكون فردُ
بكرَ هذا الوجودِ كنتَ وبعدُ / صارَ عَن مثلكَ الزمانُ عقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
لا فَقيرٌ للَّه أفقرُ مِنكا / لا غَنيٌّ منَ الخلائقِ عَنكا
مِن رضاهُ حباكَ مَولاك ملكا / لَم يَكُن للسِوى بوجهٍ مروما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
واحدُ الفضلِ أنتَ لم تُلفِ شِركا / ما زَوى اللَّه قطُّ جدواهُ عنكا
خرَّ موسى بالصعقِ وَالطورُ دُكّا / ولديهِ كنتَ القويَّ القويما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جُزتَ كلَّ الوَرى وحُزتَ محلّا / صرتَ فيهِ مُجلّياً ومجلّا
ورأيتَ الإلهَ عزّ وجلّا / دونَ كيفٍ لا حصرَ لا تَجسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
كلُّ مَن رامَ للإلهِ وُصولا / مِن سبيلٍ سواكَ ضلَّ السَبيلا
بابهُ أنتَ مَن أرادَ الدخولا / مِن سِوى بابِه غَدا مَحروما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
ليسَ للَّه مِن طريقٍ سِواكا / حصَرَ الخيرَ فيكَ إِذ سوّاكا
كلُّ مَن أمّه بغيرِ هُداكا / ضلَّ سَعياً وكانَ عبداً ذميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
لَم تَزَل للإلهِ عَبداً فقيرا / لا شَريكاً لهُ ولستَ وَزيرا
لِعَطاياهُ قاسِماً لن تَجورا / لكَ لَم يخلُقِ الإلهُ قَسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جئتَ وَالكونُ غارقٌ في الظلامِ / طافحٌ مِن عبادةِ الأوثانِ
فَجَعلتَ التوحيدَ بدرَ تمام / نورهُ صارَ في البَرايا عَميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد حَباكَ الرَحمنُ خيرَ كتابِ / مُعجزٍ نظمهُ ذوي الألبابِ
وَهوَ شمسُ الهُدى وبدر الصوابِ / وَمِنَ اللَّه قَد أتاكَ نُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
سيّدُ الكتبِ كلِّها القرآنُ / بينَ حَقٍّ وباطلٍ فرقانُ
هوَ نعمَ المبينُ نعم البيانُ / منكَ أَبدى الحديثُ منهُ القديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
هوَ والآلُ في الورى ثَقَلانِ / مِن ضلالٍ للناسِ خير أمانِ
وَهُما عنكَ عندَنا نائبانِ / لا يزالانِ لازماً مَلزوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
غيرُ خَافٍ عليكَ ما حلّ فينا / قَد غَدونا فريسةَ الكافِرينا
سَل لَنا اللَّه منهُ فَتحاً مُبينا / وَعلى الكافِرينَ نَصراً عميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَهلُ نارِ الجحيمِ ساقوا عَلينا / شرَّ نار منَ الحروبِ اِصطَلينا
وَتَداعَوا مِن كلِّ فجٍّ عَلينا / مِثلَما قلتَ في الحديثِ قديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
داوَموا حربَنا بكلِّ سلاحِ / وَأَغاروا عَلى جميعِ النواحي
أَبدَلوا بِالفسادِ كلّ صلاحِ / فاِحمِنا واِحمِ دينَنا وَالحَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
خَدَعوا بِالمدارسِ الغافِلينا / أَوهَموهُم مُنىً وأعطَوا مَنونا
سَحَروهم بالكفرِ سِحراً مُبينا / فَرأوا دينكَ الصحيحَ سَقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
نارُ حربٍ ثارَت على المُسلمينا / أَوقَدَتها مدارسُ المُشركينا
أَحرَقت بالضلالِ دينَ البنينا / جَعَلوا حربَ دينكَ التعليما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
دَخلوها بِدينِهم جاهِلينا / وَتغذّوا فيها الضلالَ سِنينا
صاحَبوا المُشركاتِ وَالمُشركينا / وَلدينِ الإِسلامِ صاروا خُصوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
كلُّ هَذا نتائجُ العصيانِ / شُعَلٌ عُجّلت منَ النيرانِ
أَنتَ مقبولُ حضرةِ الرحمنِ / فَإِذا ما شفعتَ صارَت نَعيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ بحرُ الإحسانِ بالفضلِ طامي / وَفُؤادي لِعذبِ جودِكَ ظامي
فَتكرّم بِما يزيلُ أُوامي / وَيزيدُ التكميلَ وَالتكريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ أَرجى وَسائلي عندَ ربّي / هوَ ربّي وَأَنت في الخلقِ حَسبي
جلَّ دائي وقَد تعاظمَ ذَنبي / سَلهُ يَعفو عنّي ويَشفي السَقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
شارَكَ الجسمَ بالسقامِ فُؤادي / صدئٌ بالذنوبِ للخيرِ صادي
وَأُموري عَلى خلافِ مُرادي / لستَ تَرضى لِلعبدِ حالاً ذميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جِئتُ أَشكو إِليكَ مَولاي سُقمي / وَهُموماً كموجِ بحرٍ خضمِّ
إِن أقُل قَد تزولُ زادَت بِرغمي / فاِمحُ عنّي جَديدَها والقديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
صارَ عُمري ستّين عاماً وعاما / مَلأت لي صَحيفَتي آثاما
غيرَ أنّي اِستفدتُ منكَ ذِماما / يَجعلُ السيّئات طرّاً هشيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد مَضى العمرُ حبّذا هو عُمرا / لكَ يا بحرُ منكَ أهديتُ درّا
إِن أَنل في جوارِ قبركَ قَبرا / فزتُ بينَ الأنامِ فَوزاً عظيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَبتَغي في جوارِ داركَ دارا / لستُ أَرضى سِواك في الخلقِ جارا
أَنا عبدٌ جاروا عليهِ وَجارا / فَتَقبّله ظالِماً مَظلموما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنا ضَيفٌ بالفقرِ جئتُ إليكا / وَاِعتمادي مِن بعدِ ربّي عليكا
فَتَفضّل واِجعل قِرايَ لَديكا / في جنانِ البقيعِ مأوىً كَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
يا نَسيماً سرى إلى قاسيونا
يا نَسيماً سرى إلى قاسيونا / حيِّ حَبراً بسفحهِ مَدفونا
حيِّ عنّي بالصالحيّةِ بحراً / مَلأ الكونَ لؤلؤاً مكنونا
حيِّ عنّي شَمساً هنالك صينت / طبّقَ الشامَ نورُها والصينا
هيَ تحتَ الثَرى بجلّق غابت / وَعلا نورُها لِعِلّيّينا
ذلكَ الحاتميّ مولايَ محيي الد / دين أكرم به إماماً أمينا
فازَ مِن فتح ربّه بعلومٍ / عرّفتهُ الأكوانَ والتكوينا
كَم حَكى من علوم غيبٍ بكشفٍ / عَن شُهودٍ لَم يَحكِها تَخمينا
كانَ فيها اليقينُ ظنّاً فلمّا / جاءَها صيّر الظنونَ يقينا
رُبّ قَومٍ لم يَعرفوهُ فَعاشوا / عَن سَنا فضلهِ المُنيرِ عمينا
مثل ناموسةٍ تريدُ لنور الش / شمسِ سِتراً عن أعينِ الناظرينا
كلُّ فردٍ مِن كتبه خيرُ كنزٍ / بَين أهليهِ لا يزالُ مَصونا
في فتوحاتهِ الفتوحُ فَمنها / كَم وليٍّ نال فَتحاً مُبينا
غَير أنَّ الأبوابَ فيها اِنغلاقٌ / وَمَفاتيحُها همُ العارِفونا
إِن تَكُن عارفاً فبادِر إليها / تَلقَ فيها ما شئتَ دُنيا وَدينا
وَإِذا جئتَها بغيرِ دليلٍ / عُدتَ في شرّ صفقةٍ مغبونا
أَلفُ فنٍّ في كلّ سطرٍ وزد ما / شِئتَ عدّاً فلستَ تُحصي الفُنونا
هيَ لَيست تأليفَ فكرٍ ولكن / وارداتٌ للمتّقينَ حُبينا
أَوَ ما جاء واِتّقوا اللَّه نصّاً / فَاِتّقوهُ يا أيّها المنكرونا
هَكذا كذّبوا بما لَم يُحيطوا / مِن قديمٍ بعلمهِ الجاهلونا
أَحمدُ اللَّه أن حبانيَ حبّاً / وَاِعتقاداً بسادَتي العارفينا
رَضيَ اللَّه والنبيّ وأهل ال / حقّ عنهم ومن بهم يَقتدونا
فَاِعتِراضٌ من بعد هذا عليهم / لَيسَ يَرضى بفعلهِ المُؤمنونا
فَاِقصِدوهم ولو بشدِّ رحالٍ / وَاِرتِحالٍ يا أيّها الزائرونا
وَاِستَغيثوا بِهم إلى اللَّه واِدعوا / وَدَعوا الفاسقينَ والمارقينا
فَهُم خيرُ معشرٍ عرفوا اللَ / هَ وكانوا لخلقهِ مرشدينا
وَعَليكُم بقصدِ تُربةِ محيي الد / دينِ تُلفوا المُنى وتكفوا المنونا
كانَ خَتماً للأولياءِ تَبيعاً / بِهُداهُ لخاتمِ المرسلينا
سيّدُ الخلقِ صفوةُ الحقّ مِن كل / لِ البَرايا ورحمة العالمينا
أَفضلُ الأنبياء والرسل والأم / لاك طرّاً ممدّهم أجمعينا
مَن رِضاه فيهِ رضا اللَّه والسخ / ط لسخط الإله دام قرينا
فعليهِ يا ربِّ صلّ وسلّم / وَاِعفُ عنّا واِغفر لَنا آمينا