المجموع : 85
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا / منكما بالشفاء والنَّعْماءِ
أأهنِّيك يا شقيقَ المعالي / أم أُهَنّي بك اتخاذَ الدواء
بشّرتْك السعودُ بالنصر والعزْ / زِ وجاءتك بالعُلا والبقاء
إنما أنتَ حُجَةُ الله لاحت / في البَراَيَا ووارثُ الأنبياء
فابْقَ ما شِئتَ في نُمُوٍّ من المُلْ / ك على رَغْم آنف الأعداء
لك عند الزمانِ عهدٌ جميلٌ / ولَدَى المَكْرُمات حسنُ بلاء
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ / ومن النُّور أُلفِّتْ أجزائي
تَبْذُل الخُرَّدُ الحسانُ لِيَ الأَوْ / جُهَ دون الأُمَّات والآباء
وإذا غنّت القِيانُ فإنّي / سِتْرُ ألحاظها على النُّدَماء
فكأنِّي والشَّعْرَ والأوجُهَ البي / ضَ بدورٌ في ظُلْمةٍ في سماء
أَلْمِسُ الأَوْجُهَ الحِسانَ وأستم / تِعُ من كلِّ وَجْنةٍ حمراء
لا أخافُ الوُشاةَ إنْ رمَقُوني / لا ولا أتَّقى من الرُّقَباء
وإذا قُبّلتْ رءوسُ الغواني / قبّلتْني أكابِرُ الظُّرَفاء
جَلَّ قَدْرَِي عن الغلاَلةِ والتْ / كَة والقُمْصِ والقَبَا والرداء
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ / حين كانوا أعِزَّةً أكْفاءَ
أترانا أذِلّةً ومن اللُّؤْ / مِ بنا أن نُنازِلَ الجُبَناء
هل تَروم الثعالبُ الليثُ أم هل / تطمَع الأرضُ أن تطول السماء
لا ومَنْ صيَّر الأئمّةَ من نَسْ / لِ وصي النبيّ لِي آباء
ما تحمّلتُ ذِلّةً بل تحمَل / ت إلى أن يُتِمَّ ربِّي القضاءَ
فاصْرِفا الحربَ عن لئام الأعادِي / ودعاني أُنازِل الصهْباء
قهوةٌ تَهزِم الهمومَ إذا ما / نازلْتها وتُطْرب النُّدَماء
إن دعتْها الأُنوفُ فاحت عَبِيراً / أو رمتْها العيونُ لاحت ضياء
فهي كالورد حُمْرةً وذَكاء / وهي كالليث جُرأة ولِقاء
كيف لا تَعْدَمُ الجُسومُ القلوبَا
كيف لا تَعْدَمُ الجُسومُ القلوبَا / وتَرى نَضْرةُ الوجوه شُحُوبَا
مَن يُعَزِّي الجيادَ أم من يُسَلَّى / مجلسَ الملك والسّريرَ الكئيبا
فقدوا بعدَك القلوبَ اللّواتي / شَقًّها واجبٌ فشقّوا الجيوبا
وامُعِزّاه وَامُعِزَّاه حتى / يغتدي الدمعُ بالدماء خضيبا
فليَذُقْ غيريَ الحياةَ فإنّي / لا أرى للحياة بعدَكَ طيبا
شَهد الظِّرفُ والأدبْ
شَهد الظِّرفُ والأدبْ / لك بالمجد والحسبْ
يا شقيقَ النَّدى الذي / عنده المال يُنْتَهب
والذي سلّمت له / فضلَها العُجْم والعَرَبْ
إنّما الجود خيرُه / ما أتى يَسبِق الطَّلب
عَتَبْت فانثنى عليها العِتابُ
عَتَبْت فانثنى عليها العِتابُ / ودعا دمعَ مقلتيها انسكابُ
وسعَتْ نحو خدّها بيديها / فالتقى الياسَمينُ والعُنَّابُ
رُبّ مُبْدِي تَعتُّبٍ جعل العت / ب رياءً وهَمُّه الإعتاب
فاسقِنيها مدامةً تَصْبِغ الكأ / سَ كما يَصْبِغ الخدود الشّباب
ما تَرَى اللّيلَ كيف رقّ دجاه / وبدا طَيْلسانُه يَنْجاب
وكأن السماء لجة بحرٍ / وكأنّ النجوم فيها حَبَاب
وكأن الصباح في الافق باز / والدجى بين مخلبيه غراب
وكأنّ الجوزاء سيفٌ صقيل / وكأنّ الدجى عليها قِراب
عَقربُ الصُّدْغ فوق تُفَّاحة الخدْ
عَقربُ الصُّدْغ فوق تُفَّاحة الخدْ / د نعيمٌ مُطَرَّزٌ بعذابِ
وسيوف الألحاظ في كلّ جفنٍ / مانِعات جَنَى الثّنايا العِذَاب
وعيون الوشاة تُفْسد بالرِّقْ / بة والمنع رؤيَة الأحباب
فمتى يَشتفي المحبُّ ويُطْفي / بالتَّداني حرارة الإكتئاب
ظلموا البينَ والنَّوى والرَّقيبا
ظلموا البينَ والنَّوى والرَّقيبا / والنَّوى لا تُبَعِّد المحبوبا
إن يكن دون من أحِبّ حجاب / فعن القلب لم يَرُح محجوبا
لا أَذُم الفراق في بُعد مَنْ قَدْ / سكنَ العينَ والحشا والقلوبا
لا ولا أظْلم الوُشاةَ ولا أش / كو رقيباً ولا أَذُمّ شحوبا
ما وشَى به سوى الدموعِ ولا أض / حى سوى مهجتي عليه رقيبا
ولو أني رَعَيتُ حقَّ الهوى لم / أمْنعِ الجسم بعدهمْ أن يذوبا
خُدَعُ العاشقين رقَّت فشقّوا ال / جَيْب يومَ النّوى وحثّوا النَّحيبا
إنّما رفّهوا القلوبَ وعافُوا / شقَّها سَلْوةً فشقّوا الجيوبا
فوَّقت سهمَ لحظها ثم ردّت / من دَمي كفَّها إليها خَضيبا
ورَنَتْ ظبيةً ولاحت صَباحا / وبدتْ دُمْيةً وماستْ قضيبا
حبَّذا لفظُها وأُنملُها الخم / س وقد أقبلت تَعُدّ الذُّنوبا
وهي تُبدي من البَنان لُجَيْناً / ومن اللَّفظ سَلْسلاً مَشْروبا
ليتَ شعري أعارها البدرُ نوراً / أم كساها الغَمامُ تلك الشُّرُوبا
أم رآها العزيزُ للحسن أهلاً / فحباها جمالَه الموهوبا
الأغَرَّ البهي الكريمَ المواسي ال / مُرْتَجَى الماجدَ الأريبَ الأديبا
مَلك لم يدع من العزّ والمج / د لمَلْك من الأنام نصيبا
جُدّ بتَقْبيلةٍ عليْ
جُدّ بتَقْبيلةٍ عليْ / ىَ ودَعْ فَرْطَ حِشْمَتِكْ
لم أرِدْ ذاك إنّي / خائفٌ بُعْدَ وُصْلَتِك
إنّما اخترتُ أن أَرى / بفمي فوق وجْنتِك
طابَعاً فوق وَرْدِها / شاهداً لي بزَوْرتِك
نَقَّبتْ وجهَها بخَزٍّ وجاءت
نَقَّبتْ وجهَها بخَزٍّ وجاءت / بمُدامٍ مَنَقَّبٍ بزجاج
فتَوهّمتُ في النَّقابين منها / قمراً طالعاً وضَوْءَ سِراج
فاسِقياني بلا مِزاجٍ فإني / للمعالي صِرْفاً بغير مِزَاج
وانظر الأُفق كيف قلّده الإصْ / باحُ من بعد آبنُوسٍ بعاج
ليس من ساد عن وِرَاثته جَدّ
ليس من ساد عن وِرَاثته جَدّ / وبحظٍّ من الحظوظ مُتاحِ
يَسْتحِقّ الثّنا ويستوجب الشُّكْ / ر ويَحْوي مدائحَ المُداحِ
إنّما السيّد المعلّى المُفَدّى / مَن علا للعُلاَ صدورَ الرِّماحِ
ورَمى ليلَ كلّ خطْب بَهِيم / بذكاء أضْوا من المصباح
واقتنى العزَّ بالظُّبا والعوالي / واشترى الحمدَ بالنَّدى والسَّماح
فكذا تُبْتَنى المكارمُ والمج / دُ ويُسْتبعَد العدوُّ المُلاحي
لا كمن قد جَرى بِرجلِ سِواه / وسما طائراً بغير جناح
لا ألِفْتُ العلا ولا ألِفَتْني / إن توشّحتُ دونها بِوشاح
أو ترفّهت أو تشاغَلتُ عنها / بأباطيل قَيْنةٍ أو بِرَاحِ
لا ولا ابيضَّ لي سَنَا المجد إن لم / أسْتَجِدْ غسلَه بنزفِ الجِراح
وأُلاقِ العُداةَ عنه بعزمٍ / عَلَويٍّ يَفُلّ حدّ الصِّفاحِ
وببطشٍ يَفْري الجماجمَ والأَعْ / ناق فَرْيّ لحومَ الأضاحي
أنا فَرد النُّهى وربُّ المعالي / وحُسامُ الكِفاح يومَ الكِفاحِ
أنا مفتاح قُفل كلِّ نوالٍ / يوم يغدو النَّدى بلا مفتاح
أنا كالجِدِّ في الأمور إذا ما / كان غيري فيهن مثل المُزاحِ
لا كَراض من العلا بادّعاء / وبِعِرْضٍ مجرَّحِ مُسْتباحِ
فسلِ المجدَ عن صباحي وليلي / ومَقِيلي وغُدْوتي ورَواحي
هلي يَسُرّ العلا مقالي وفعلي / وارتياحي لكسبها واقتراحي
هاكها كالصهِيل في حلبة الفَخْ / ر إذا كان غيرُها كالنُّباحِ
جعل الله كلَّ عصرٍ جديداً
جعل الله كلَّ عصرٍ جديداً / بك يا مالكاً جواداً مُجيدا
ثم لا زلتَ تَقْتضي في نعيم / كلَّ يوم من السرور مزيدا
تُلْبِسُ الملكَ والخلافة عزّاً / وتَغِيظ العدا وتُشْجِي الحسودا
أنتَ صيّرت لي بنُعماك في / كلّ صباحٍ من المكارم عيدا
لا أقرّ الإله عيناً لشاني / ك وأعطاك في البقاء الخلودا
طمِع الوَرد أن ينافس خَدِّي
طمِع الوَرد أن ينافس خَدِّي / طمع الغصن أن يقاس بقَدِّي
أنا إنْسِيَّةٌ ولكنَّ حسني / حُسْن حُورِيّةٍ بجنَّة خُلْد
لو تأَمَّلْنَنِي العيونُ لأَجْرَي / لحظُها رقَّة مع الماء جلْدِي
صاغني الله واصطفانيَ لمَّا / صاغني فَرْدة الجَمَال لِفَرْد
أنتمُ في المنام حُلْمي وأنتمْ
أنتمُ في المنام حُلْمي وأنتمْ / في انتباهي سُؤْلي وأنتمْ مرادي
كلُّ عضو منّي إليكم مَشُوقٌ / زائد تُوْقُه على الإبعاد
لم أُفارِقْكُمُ ولكنَّ جسمي / بان عنكمْ وحلَّ فيكمْ فؤادي
فهنِئاً لكمْ بكائي عليكمْ / وهنيئاً للعين طولُ السُّهاد
كلَّما حثَّنِي اشتياقي إليكمْ / قلتُ لَبَّيْكَ أنتَ نعم المنادي
ومريضِ الجفون عَذْبِ السجايا
ومريضِ الجفون عَذْبِ السجايا / فاضحاً للقضيب قدّاً بقدِّ
مطلْتني به الّليالي ولكن / سمحتْ لي بقُرْبه بَعْد بُعْدِ
فالتقينا على مُراد الأماني / واشتفينا بلا تقدُّم وَعْدِ
يا لَه من مُمَرَّض اللَّحظ واللَّفْ / ظ ومن هازِلٍ بقتلِي مُجِدّ
تعتريه مهابتي فهوْ كالخا / ئف وهْو المسلّط المتعدّي
أحْمَدُ الله ما التقينا بوعدٍ
أحْمَدُ الله ما التقينا بوعدٍ / كان مِنّا ولا اجتمعنا بعهدِ
غيرَ أنّ الزمان رَقَّ لشوقي / فشفى بارتشاف رِيقك وَجْدِي
فعسى أن يكون أوّلّ ما نر / جوه من وصله ومن صفوِ وُدّ
إنّ شكري للهجر فيك لَشُكْرٌ / زائدٌ حَدَّه على كلّ حَدّ
إن تكن قد سلوتَ يا نور عيني
إن تكن قد سلوتَ يا نور عيني / وتناءيْتَ فالمَزار بعيدُ
ففؤادي كما عهِدتَ عَميدٌ / وجفوني بدمْعِهِنّ تَجودُ
أصبح المُلْك من أبي المنصورِ
أصبح المُلْك من أبي المنصورِ / وهْوَ في حُلَّتَيْ بهاءٍ ونورِ
ملِكٌ منذ قام لم يُلْفَ إلاّ / فوق طِرْفٍ أو مِنبْر أو سَريرِ
يتأنَّى حِلْماً ويبطِش عَزْماً / حازمُ الرأي مُحْكَم التدبير
في كمال المعِزِّ في هيبة القا / ئِم في حسن هيئةِ المنصور
أصبحَتْ مصرُ منه حسناء حَوْرا / ءَ وكانت مَرْهاء من كافورِ
أنا مِن فضله وجود يديه / بين عِزّ ونِعْمَةٍ وحُبُور
طلعتْ لي السعود بين رضاءٍ / عن ودادي وبين حِفظ الوزيرِ
كلُّ حيّ إلى الفناء يصيرُ
كلُّ حيّ إلى الفناء يصيرُ / والليالي تَعِلَّةٌ وغُرورُ
وإلى الله يرجع المَلْكُ والمُلْ / ك ويفُضِي الأمير والمأمور
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ / فطويل الحياة نَزْرٌ حقير
أيَّ خَطْبٍ أرى وأيُّ ليالٍ / دهم الناس صَرفُها المحذورُ
كيف لا تأثِر المصائب في النف / س على من هو النفيس الأثِير
وكذا الرُزْءُ بالعظيم عظيم / وكذا الرزء بالحقير حقير
كيف لم تسقط السماء على الأر / ض ولم تَهوِ شمسُها والبدور
يوم مات الأمير بل يوم مات الصَّ / بر فيه بل يوم مات السرور
يوم بُلَّ الثرى عليه من الدّم / ع وقُدّت على القلوب الصدور
يوم حُطَّت عمائم وأذاعت / سِرَّها فيه أَدْؤرٌ وخُدورُ
يوم أبكى العيون حتى بكاهُ الْ / أسَدُ الوَرْد والغزالُ الغَرِير
وسمعتُ الزفير وهو صُرَاخ / ورأيت الدموع وهي بحور
في أوانٍ هو الشتاء فأمسى / بلهيب الأنفاس وهوْ هجير
شيَّعت نعشَه ملائكة الل / ه وروَّته رحمة وطهور
بمقام غابت وجوهُ التعزِّي / عنه والحزن والأنام حضور
قَبروا شخصه ووارَوْا سناه / وتولَّوا والفائز المقبور
كم نصيرٍ له هناك ولكن / ليس من سَوْرة الحِمام نصير
لو تُركنا إلى الفداء فَداهُ / من يد الموت عالمَون كثيرُ
وسيوفٌ ومثلُهنّ عبيد / ورماحٌ ومثلهنّ عَشِير
قدَّس الله رُوحه وضريحاً / حلَّه ذلك السَنَا والنور
يا أخي أيُّ عَبْرة ليس تهمي / وفؤاد عليك ليس يطِير
يا أخي إن بكتك عيني فإني / بالبكا والأسى عليك جدير
يا أخي عبد الله أيّ مساع / لم يَفُقْهنَّ سَعْيك المبرور
يا أخي إن صاحبي وأخي بَعْ / دك تَلْهابُ لوعةٍ وزفير
وفؤادٌ عن السلوّ عنيد / ومن الصبر والعزاء نَفُور
كنتَ مِلْءَ الجفون نوراً فأَمْسَتْ / مِلْؤُها مدمع عليك غزير
خانني بعدك التجلّد والصب / ر على أنني الجليد الصبور
أيُّ أخلاقك الرضيَّة يُرْثَى / رأيك العَضْب أم سناك المنير
أم محّياً يجول ماء النُهَى في / ه وماء الحِجَا القَرَاح النَمِير
أم شباب كما بدا نَبْتُه الغضْ / ضُ وعُمْر لَدْنُ الحواشي نضير
فالصباح الأغرّ ليل بهيم / عند فَقْدِيك والديار قبور
زمنٌ منقضٍ وعمرٌ قصيرُ
زمنٌ منقضٍ وعمرٌ قصيرُ / وحياة الغُفُول عنه غرورُ
فاتق الله إن أردت نجاة / إنّ تقوى الإله فوزٌ كبير
أيّ خَلْقٍ يكون أنقصَ ممّن / ليس يدري لأيّ حال يصير