المجموع : 33
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ / وَأَدِرها في هالَةَ النُدماءِ
اسقِنيها حتّى ترانيَ لا أَف / هَم نصحا يَمَلُّه إِصغائي
عاطِنيها صِرفا ولا تُطفىء النّو / ر الذي زان حُسنَها بِالماء
وَأَدِرها خدّا وَحيِّ النَدامى / بِعذارِ الريحانِ وَاِغنَم ثنائي
مجلسٌ فيه ماجلا صَدَأَ السَم / عِ وَقَرّت به عيونُ الرائي
من مُغَنّ يغزو الهمومَ بِأَوتا / رٍ فيَحوى أَعنَّةَ الأَهواءِ
وَغزالٍ أَحلى من الأَمنِ يَسعى / بِكئوسِ الغرام وَالصَهباء
مُذ رَأت خدَّه المُدامُ علاها / عرقٌ من حبابِها وَالصهباء
هل رَأَيتَ الوردَ النَضير على الغُص / نِ تَحَلّى بِلُؤلُؤ الأَنداءِ
هو بَينَ الملاح يشبه إِسما / عيل بين الأَقيال وَالعظماء
أَيُّ أنس وافى لِمصرَ وقد وا / فى لها فَخرُها وَأيُّ صفاء
عادَ وَالسَعدُ يقتَفيه فكانا / ف يالتزامٍ كَالشَمس وَالحِرباء
وَتحلَّت بالنور مصرُ فلم نَد / رِ أَنقَضى لِلأَرضِ أم لِلسّماء
جاء من بَعد أَن تحكَّمَ فَرطُ الشَو / قِ فينا فَلَمَّ شَملَ الهَناء
وَلو انَّ الأَخبارَ لم تَأتِ بِالعَو / دِ عَرَفنا مجيئه بِالضِياء
طابَ رَوضُ السرور حتّى سمعنا / فيهِ من مدحِه غِنا الوَرقاء
وَحوى بِالفَرمانِ ما حازه الفَر / مانُ منه مِن عِزَّةٍ وَسَناء
وَحَوت من سَناه دُهم اللَيالي / ما تَمَنَّت من غرَّةٍ غَرّاء
نطق الحالُ باِعتِلاه فماذا / تنظِم الآن أَلسُنُ الشُعراء
فهل النيل كان ناذرَ نَذرٍ / ثمَّ وَفّاه إذ أَتى في بَهاء
وَدرى بِالتَقصير منه فَأَضحى / من حياءٍ بوَجنَةٍ حمراء
لِلرَعايا منك الذي تَتَمَنّى / وَلك الشُكر ملحَقاً بِالثَناء
دُم دوامَ الزَمان في أُفقِ سعدٍ / موليا أَنعُما بدون اِنتِهاء
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل / كِ جلالٌ وَبَهجَةٌ وَبَهاء
أَنت إِن غابت البدورُ لنا بد / رٌ متى لاح تَنجلى الظلماءُ
بِمعاني عُلاكَ تَفتَخِر الدُن / يا وَتَزهو بِسَعدِك الأَنحاءُ
سِر إلى مصرَ يَقتَفى إِثركَ اليُم / نُ وَتَحدو رِكابَك العَلياءُ
وَأَعِد ُنسَها بوجهٍ على الأَي / امِ من نور حُسنِه لأَلاءُ
وَأَفِض من نداكَ فيه غُيوثا / قَصُرَت عن سِجالِها الأَنواءُ
ثمَّ عد سالما تُرافِقُك البُش / رى وَتَسعى أَمامَك السَرّاءُ
إنَّ ثَغرا عهِدتَه بك بَسّا / ما عداه حتى تعودَ الهَناءُ
لا تُطِل شَجوَه بِبُعدك عنه / فهو ذو غُلَّةٍ وَأَنت الماءُ
يا دواءَ الزَمان وَالأَمرِ إِن أَع / ضَلَ خَطبٌ وَعزَّ فيه الدواءُ
إنَّ أرضا تَسعى إليكَ يَقيم ال / أُنس فيها وَيَصطَفيها الصَفاءُ
فَإِذا سِرتَ من دِيارٍ لأخرى / حَسَدت أَرضَها عَليك السَماءُ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ
يا أُلى الفَضلِ وَالكَمالِ وَيا قُرَّ / ةَ عينِ الوَفا وَعينِ الودادِ
بِالذي زانَكم وَميَّزَكُم بِال / عِلمِ وَالحِلمِ وَالهُدى وَالرَشادِ
أَنصِفوني من لُطفِكُم فَلَقَد غا / دَرَني راحِلا بِغَير فُؤاد
وَاِحفَظوا عهدي القَديمَ فَإني / حافظٌ عهدَكم بِرَغم البِعاد
فَإِذا قَرَّبَ النفوسَ اِئتِلافٌ / هان عِندي تفرُّقُ الأَجسادِ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ
أهجُرِ النَومَ في طِلابِ العَلاءِ / وَصلِ الصُبحَ دائِباً بِالمَساءِ
وَالتَمِس بِالمسير في كل قُطرٍ / رُتبةَ العارِفين وَالحُكماءِ
إِن غَضَّ الشَباب فَقَّهَهُ التَر / حالُ شَيخٌ في أَعيُنِ العُقَلاءِ
وَمُقامُ الحُسامِ في الغِمدِ يُزري / بِالذي حازَ مَتنُه من جَلاءِ
فَدَعِ الغِمدَ يَبدُ لِلعَينِ مِن فَض / لِكَ ما كانَ في زَوايا الخَفاءِ
إِنَّ أَمضى الرِجال مَن كانَ سهماً / نافِذاً في حُشاشَةِ الغَبراءِ
وَاللَبيبُ اللَبيبُ مَن دارَ في الأَر / ضِ لِعلمٍ يناله أَو ثَراء
إِنما الأَرضُ وَالفَضاءُ كِتابٌ / فَاِقرَأوهُ معاشِرَ الأَذكِياءِ
وَاِقرِنوا العِلمَ بِالسُرى رُبَّ علمٍ / لم تَحُزهُ قَرائِحُ العُلَماءِ
وَأَطيلوا ما كانَ من قِصَرِ العَي / شِ بحَثِّ الرِكابِ في الأَنحاءِ
وَطَنُ المَرءِ مَهدُه وَبَقايا ال / كَونِ بَيتٌ له رَفيعُ البِناءِ
وَمَعيبٌ أَن تَصرِفَ العُمرَ في المَه / دِ وَتَنسى البَيتَ الوَسيعَ الفِناءِ
هذه الفُلكُ يَستَحِثُّ خُطاها / هَزَجُ الريحِ في صحارى الماء
كَم أَطالَت مدى الرَحيل وَوالَت / هُ فعادَت بِالخَير وَالسَرّاءِ
وَهلالُ السَماءِ يَزدادُ نوراً / كلَّما خاضَ لُجَّة الظُلماء
لَو وَنى عَزمهُ لما فازَ بِالقِد / حِ المُعَلّى في القُبَّةِ الزَرقاء
خُلِقَ المرءُ لِلتَنَقُّلِ في الأَر / ضِ وَلِلسَعيِ لا لِمَحضِ الثَواء
فَتَحَرَّك بِحُكم طَبعِك أَو كُن / حَجرا في مَجاهلِ البَيداء
حَبَّذا رِحلةٌ تُمَثِّلُ تَمثي / لاً مزايا الأَسفارِ لِلقُرّاء
قد أَجادَت فيها يَراعةُ مُنشي / ها اِختِيارَ الأَخبارِ وَالأَنباء
فَأَجِل في جَمالِها نَظراتٍ / فهيَ بِكرُ الآدابِ وَالإِنشاء
وَتَفَهَّم حديثَها ثم سافِر / ليس مَن يَسمعُ الحديثَ كرائي
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن
خَبِّري القَومَ يا سميَّةَ إِسكَن / دَرَ يا رَبَّةَ النُهى وَالذَكاءِ
هَل لوجهِ الأَنيسِ بعد احتجِابٍ / من سُفورٍ في عالَم الأَدباءِ
فَنَرى فيه كلَّ بحثٍ جديدٍ / يَقِفُ الحقَّ في صُفوفِ النِساء
إِنَّ لِلغانِياتِ حقّا عَلينا / ليس يَخفى إِلّا عَلى الجُهلاءِ
فاِجمَعي جيشَهنَّ حَولَكِ إِن شِئ / نَ طلابَ الحقوقِ حَولَ لِواءِ
وَاِبعَثي من ضياءِ فِكركِ في النا / سِ سَفيراً مسدَّدَ الآراء
وَاِفتَحي بابَ كلِّ بحثٍ بِلُطفٍ / إِنَّما اللُطفُ عُدَّةُ الحَسناء
إِن تُعارِض بكِ الرجالَ نساءٌ / عارَضتهم بالحُجَّةِ البَيضاء
إِنَّ لَلفُضلَياتِ في كلّ عصرٍ / أَثرا في خَواطِر الفُضلاء
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا
أَيُّها الناطِقونَ بِالضاد هذا / مَنهَلٌ قد صَفا لأَهلِ الضادِ
ذا كتاب تجاوَرت كلماتٌ / فيهِ كانَت مِن قَبلُ كَالأَضدادِ
أَلَّفَت بينَها أَواصرُ معنىً / خَفيَت أَعصُرا على النُقادِ
جَفوةٌ عولِجَت فعادَت وِئاما / وَهوىً طَوعَ خاطرٍ وَقّادِ
لكَ في الشِعرِ يا نَسيمُ مَعانٍ
لكَ في الشِعرِ يا نَسيمُ مَعانٍ / باهراتٌ تحارُ فيها العُقولُ
كلُّ بَيتٍ يُطِلُّ منهُ على أَف / هامِ أَهلِ النُهى محَيّاً جَميلُ
أَيُّ غُصنٍ في الرَوضِ هزَّ نَسيمٌ
أَيُّ غُصنٍ في الرَوضِ هزَّ نَسيمٌ / نُثِرَت منهُ هذه الأَزهارُ
حَبَّذا شِعرهُ الجَنِيُّ وَأَهلاً / بِبَيانٍ تُزهى به الأَشعارُ
أَيُّها الساجعُ المُرَدِّدُ في السو
أَيُّها الساجعُ المُرَدِّدُ في السو / دانِ آيَ الوفاءِ وَالشَوقِ نَثرا
قَد قَرَأتُ الكِتابَ لا شَلَّتِ اليُم / نى التي أَودَعَت ثَناياهُ دُرّا
كُلَّما قد بَعَثتَ لي بِكتابٍ / قُلتُ هذا أَوفى البَرِيَّةِ طُرّا
فَإِذا ما بَحَثتُ في طيِّ قَلبي / قُلتُ لا بَل أَنا بذا الوَصفِ أَحرى
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ
إِنَّ ما بِتَّ تَشتَكي منه داءُ / هيَ أَدرى بِبُرئِه لَو تَشاءُ
غيرَ أَنّي أَراكَ تَكتُمُ عنها / لَوعةً من حقوقِها الإِفشاءُ
أَحَسِبتَ النَوالَ يَهمى على العا / شِقِ عَفوا وَتَهطِل الآلاءُ
لَو أُعِدَّت لِلصامِتين العَطايا / أُغرِقَ البُكمُ إِذ يَفيضُ العطاء
نَظَراتٌ في إِثرِها زَفَراتٌ / تَتَّقي حرَّ نارِها الرَمضاء
إِن تُتَرجَم كانت أَحاديثَ أحلى / ما يُؤَدّي بِمِثلِهِنَّ الرَجاء
أَو صَدىً رَدَّدته أَطلالُ رَبعٍ / جَرَّ أَذيالَهُ عليهِ العَفاء
بُثَّ شَكواكَ فَالحَنانُ يُرَجّى / وَالمَواعيدُ إن يكن إِصغاءُ
شُغِلَت بِالقَريضِ عَنّا الغَواني / وَأَصاخَت لِرَبِّهِ العَذراءُ
وَرَأَينا ديوانَ أحمدَ لا تُص / رِفُ عنهُ القلوبُ وَالأَهواء
أَيُّها الغَربُ كلُّ علمٍ حَديثٍ / نحن فيهِ الثَرى وَاَنتَ السماء
فَإِذا يُذكَر البَيانُ فَأَذعِن / لا تَقُل نحن في البَيان سَواء
إِن يُعَدَّ الشُيوخُ منكَ وَمِنّا / فَفتى مصرَ لِلجَميع لِواء
وَإِذا أَنكَرَ الحَقيقَة قَومٌ / لم يَرُقهُم بِاِبنٍ لمصرَ علاء
لا تَلُمهُم لَعَلَّهم حاسِدوهُ / أَو عَساهم بِفَضله جُهلاء
مرحباً بالعَلاء وَفّى القَوافي / حَظُّها منه رِفعةٌ وَسناء
مرحباً بالقَريضِ وَفّى المَعالي / قِسطُها منهُ رَونَقٌ وَسَناء
مرحباً بِالمديحِ آياتِ صِدقٍ / لم يُخالِط رُواءَهُنَّ رِياءُ
مرحباً بالحَياة في الوَصفِ تَسري / فَيُعاد المَوصوفُ وَالأَشياء
مرحباً بِالبَيانِ سِحراً وَبِالشِع / رِ تُحلّيهِ حكمةٌ غَرّاء
مرحباً بِالمَقال سمحاً كريماً / لم يَشُبهُ هجوٌ وَلا إيذاء
مرحباً بِالقَصيد يَتلوه لِلشِّع / رِ أَميرٌ يُصغى لهُ أُمَراء
ذا يُلَبّي الكَلامُ إن هو نادا / هُ وَهذا يَعنو لهُ العُظماء
مرحباً بِالشَباب فيه لمصرٍ / أَملٌ لا يَفوتُها وَرجاء
مرحبا بالكتاب تغبِطهُ الكُت / بُ وَبِالجُزء بَعدهُ أَجزاء
إِنظِمى الدُرَّ يا سَمِيَّةَ إِسكَن
إِنظِمى الدُرَّ يا سَمِيَّةَ إِسكَن / دَرَ لافُضَّ عِقدهُ من فيكِ
وَاِنثُريهِ فَالدُرُّ دُرٌّ وَإِن لَم / يَدِّخِره تُجّارُهُ في سُلوكِ
وَاِجعَلي فوق مَفرِق العصرِ تاجاً / من نَظيمٍ إن شِئتِ أَو من سَبيك
وَأَميطي عن الحَقيقَة ما يَح / جبُ عَنّا جَمالَها من شُكوكِ
بارك اللَهُ في خلائِقِكِ الغُرِّ / وَفي أَصلِ دوحةٍ تَنميكِ
وَوَقى من حوادِثِ الدَهرِ بَيتا / عامرا بِالشُموس من أَهليك
إِنَّ لِلفَضلِ رَونَقاً وَجمالا / بَهَرا الحاضِرينَ في ناديكِ
قَد تَفَرَّدتِ في الأَنامِ بِرَأيٍ / غَضَّ من صَوتِ مَعشَرٍ جادَلوكِ
وَتَجَمَّلتِ بينَهُم بِخلالٍ / لم تَكَذِّب سيما الإِمارةِ فيكِ
إيهِ لا كانَ سامعٌ لم يؤمِّن / إِن دَعَوتُ الإِلهَ أن يُبقيكِ
أَمطِري يا سحائِبَ الفَضلِ ما شِئ
أَمطِري يا سحائِبَ الفَضلِ ما شِئ / تِ وَفيضي على الرُبا وَالوِهادِ
وَاِترُكي كلَّ عاطلٍ حاليَ الصَد / رِ قَريرَ العَينَين في كلِّ وادِ
لن تَزيني أَحقَّ من جيدِ مطرا / نَ وَأَولى من صَدرهِ بِاِفتِقادِ
قَلمٌ تَصدرُ الحقائِقُ عنه / حالياتٍ في أَجملِ الأَبرادِ
وَلِسانٌ يُمسى يُدَبِّرهُ فِك / رٌ كبيرُ النُهى كبيرُ المُرادِ
إيه عَبّاسُ شُقَّ نهجاً جديدا / كلَّ يومٍ إِلى ذُرا الأَمجادِ
وَتَخَيَّر لِلسَّعد أَمثالَ مَطرا / نَ أَحقِّ الأَنامِ بِالإِسعادِ
وَأِنِلهُم مِمّا تَصوغُ المَعالي / نِعَماً لا تُمَنُّ في الأَجياد
بارك اللَهُ فيكَ فَالمُلكُ ما دم / تَ رفيعُ الذُرا رَفيعُ العِماد
قُم أَدِر يا خليلُ شِعرَكَ فينا
قُم أَدِر يا خليلُ شِعرَكَ فينا / قَرقَفاً يَشرَبُ النهى وَعُقارا
أَنت مَطرانُ دين شِعرٍ جديدٍ / فَتنَ المُسلِمينَ قَبلَ النَصارى
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري
أَيُّ صَوتٍ حَيَّتهُ بِالأَمسِ باري / سُ مقرُّ العلومِ والعلماءِ
مَن تُرى ذلكَ الذي جمَّلَتهُ / حِكمةُ الشَيبِ في رَبيع الفتاءِ
ذلك الأَسمرُ الذي بَهَرَ البي / ضَ مُطِلّاً من مِنبَرِ الخُطَباءِ
وَأماطَ اللِثامَ عن أدبِ العُر / بِ كرامِ الآباءِ وَالأَنباءِ
بِلِسانٍ ما اعتادَ من قبلُ أن يخ / ضعَ إِلّا لِأَهلهِ من إباءِ
يا سجلَّ الخلود فَاِفسَح مجالاً / لاسمهِ في صَحيفةِ الفُضلاءِ
وَأرِ الأَعصُرَ الأَواتي أنَّ الذِ / كرَ عُمرٌ محجَّلُ الآناءِ
ذاكَ صوتُ ابنِ بطرسٍ قَد عرفنا / هُ بما هاجهُ من الأَصداءِ
أَلق بالسَمعِ تَستَخِفَّك منه / نَغمةٌ لم تكن لغيرِ الوَفاءِ
ذاك نجمٌ أطلَعتِه أَنتِ يا مِص / رُ فَقرّي بِنجمكِ الوُضّاء
وَأحِلّيهِ حيث تفتقِد البَد / رَ عيونُ السُراةِ في الظُلماء
كم له دون بَيضةِ الشَرقِ من غَض / بَةِ حُرٍّ وَكم له من بَلاءِ
كم له من مواقِفٍ هزَّ عِطفَ ال / حقِّ فيها بِالحُجَّةِ البَيضاءِ
إيه يَاِبنَ الأَمجادِ قُمتَ بِأَعبا / ءِ كبارٍ وَالمجدُ ذو أَعباء
وَأَرَيتَ الأَنامَ بِرَّ ذوى القُر / بى وَرَأيَ الكَريمِ في الكُرَماءِ
فَاِستَمِع ما يُقال حولكَ يا وا / صِفُ ذا اليومَ من ضُروبِ الثَناء
إنَّ من طيِّب الثناءِ لزَهراً / تَجتَنيه مَسامِعُ الأَكفاء
يا صَريعَ الأَكُف صُدغُكَ أَمسى
يا صَريعَ الأَكُف صُدغُكَ أَمسى / خَلقاً مِثلَ طَيلَسانِ ابنِ حربِ
أَنتَ في الحانِ في أمانٍ وَسلمٍ / وهوَ في مَعمَعانِ حربٍ وَضربِ
قَفاكَ محمدُ نِعمَ السِلاح / إذا التَفَّ بِالعَسكرِ العَسكَر
وَصُدغُكَ إن نَقَرَ الناقِرون / عَليهِ يَرِنُّ وَلا يُكسَرُ
أَمطِري يا سَماءُ في كلِّ يومٍ
أَمطِري يا سَماءُ في كلِّ يومٍ / ما تَشاءُ الأَقدارُ من نُظّارِ
وَاِقذِفي يا بحارُ كلَّ جيوش ال / أرضِ في مِصرَ لاحتِلال الدِيار
أَنا ما زِلتُ بين زَيدٍ وَعمرو / وَشُيوخٍ أكابرٍ أحرار
صَنعَتي العِلمَ وَالقَريضُ لِباسي / وَالقَوافي إذا التَحَفتُ دِثارى
أنا إِن طالَ في العِبادَةِ لَيلى / قَصَّرَت حلقَةُ الدروس نهاري
لو تُفيدُ العُلومُ والشِعرُ أَصبَح / تُ غنِيّا بِالعِلمِ وَالأشعار
هِمَّتي هِمَّةُ الشُيوخِ وَنَفسي / نَفسُ عالي المقامِ وَالمِقدار
فُؤادي كما شاءَت لِحاظُ غزالي
فُؤادي كما شاءَت لِحاظُ غزالي / جريحٌ فما لِلعاذِلينَ ومالي
وَدَمعي نَظيمٌ فوق خَدّي كأنَّني / أَمَرتُ دُموعي أن تَخُطَّ مقالي
لِيَلمحَها اللاحي فَيَرثي لِصَبوَتي / وَيَقرأَها الواشي فَيَرحمَ حالي
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ
أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ / لِليالٍ كثيفَةِ الدَيجورِ
أَملَأتَ العَينَينِ من قَبلِ أَن يَد / هَمَكَ البَينُ من بهاءٍ وَنورِ
صَفِرَت راحتاكَ إِلّا من الذِك / رى وَذِكرى ما مَرَّ زادُ الفَقير
أَتُرى أنتَ خاذلي ساعةَ التو / ديعِ يا قَلبُ في غَدٍ أم نَصيرى
وَيكَ قُل لي مَتى أَراكَ بِجَنبي / راضِياً عن مكانِكَ المَهجور
لستَ بعضَ الحداةِ بل أنت بَعضى / قِف قليلاً فلستَ بالمَأجورِ
ساعةَ البَينِ قِطعَةٌ أَنتِ فُدَّت / لِلمُحِبّينَ من عذابِ السَعير
لا تَحيني روحي الفِداءُ لماحي / كِ غداً من صحيفَةِ المَقدورِ
أَرسِلي الشَعرَ خلفَ ظَهركِ لَيلاً
أَرسِلي الشَعرَ خلفَ ظَهركِ لَيلاً / واعقِديهِ من فَوقِ رَأسكِ تاجا
أنتِ في الحالَتَينِ بدرٌ نَراهُ / صادِعاً آيةَ الدُجى وَهّاجا
يا مقرَّ الغزالِ قد صحَّ عندي ال
يا مقرَّ الغزالِ قد صحَّ عندي ال / يومَ أَنّي اقتَحَمتُ منكَ عرينا
رابَني فيكَ ما أَرى من عُيونٍ / باتَ يُغرى بها السَوادُ عُيونا
وَضلوعٍ جاءَتكَ وهيَ خوالٍ / ثم عادَت ملآى هوىً وشُجونا
ما الذي يَبتَغي غزالُكَ مِنّي / بعد كوني عبداً له أَن أَكونا
كُلَّما قُلتُ قد أَبلَّ فؤادي / ساوَرَته الذِكرى فَجنَّ جُنونا