القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 55
تَذَكُّري لِلبِلى في قَعرِ مُظلمَةٍ
تَذَكُّري لِلبِلى في قَعرِ مُظلمَةٍ / أَصارَني زاهِداً في المال وَالرُتبِ
إِني أُسَرُّ بِحالٍ سَوفَ أُسلبها / عَمّا قَريبٍ وَأَبقى رِمّةَ التُربِ
خَرَجتُ أَمشي إِلى شَخصٍ فَحَدَّثني
خَرَجتُ أَمشي إِلى شَخصٍ فَحَدَّثني / قَلبي بِمجلسِ مَن يَهوى وَما كَذَبا
فَجئتهُ فَرَأَيتُ الغُصنَ مُعتَدِلاً / وَالظَبيَ مُلتفتاً وَالبَدرَ مُرتَقَبا
مَن أَعلَمَ القَلبَ أَنَّ الحُبَّ مَجلسُهُ / هُناكَ أعلمهُ سرٌّ لَهُ جَذَبا
قَد كُنتُ أُنكِرُ عِلمَ الغَيبِ مِن أَحَدٍ / حَتّى رَأَيتُ فُؤادي يعلَمُ الغيبا
صَبابةُ المَرءِ بِالأَحداثِ مُذهِبَةٌ
صَبابةُ المَرءِ بِالأَحداثِ مُذهِبَةٌ / لِلدين وَالمالِ فَاحذَر صُحبَةَ الحَدَثِ
كَفى مِن الذَمِّ وَالتَنفيرِ أَنَّهُمُ / سَمَّوهُ باسمِ الَّذي يُبدِيهِ مِن خَبَثِ
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت
هَديةٌ قَد أَتَت مِن جِلَّقٍ جَمَعَت / فَواكها عَرفُها قَد نَمَّ تُفّاحا
فَالطُرقُ تَعبقُ مِن نَشرٍ لَها أَرَجٌ / كَأنَّما المِسكُ في أَبياتِنا فاحا
جادَت بِها كَفُّ عُمرِ الجودِ مُبتَذلٍ / لِلمالِ ما اِنفَكَّ للإحسانِ مُرتاحا
مُبرِّزٍ في عُلومٍ معملٍ أَبَداً / فِكراً لِمُستَغلق الإِشكالِ فَتّاحا
عَقلاً وَنَقلاً فَمَن يبرز يناظِرُهُ / يُبصِر ذكاءً لِزندِ العلمِ قَدّاحا
غَدا عَلى مَفرِقِ الأَيامِ تاجَ عُلاً / يُعارِضُ الشَمسَ تَعلاءً وَإِيضاحا
جَليلُ قَدرٍ جَلالُ الدينِ وَالدُهُ / قاضي القُضاة فَمنهُ نورُهُ لاحا
شَمسٌ أَضاءَت وَأَبناء أَشعَّة ما / تلقي إلَينا ضِياءً مِنهُ وَضّاحا
إِنَّ الزَمانَ بِتاجِ الدينِ مُزدَهِرٌ / يَكادُ مِن طَرَبٍ يَهتَزُّ أَفراحا
شَهمٌ أَبِيٌ صَفوحٌ وَهوَ مُقتَدِرٌ / رَيان علماً غَدا للناسِ مِصباحا
يَظَلُّ من ضَلَّ عَن طُرقِ السَماحِ بِهِ / يُهدى وَيُكسى بِنورِ العلمِ أَوضاحا
هُوَ الخَطيبُ وَنَجلٌ للخَطيبِ وَصُن / وٌ للخَطيبِ يَفوقُ الناسَ إِفصاحا
إِنَّ المَديحَ لَمَكسُوٌّ بِكُم شَرَفاً / إِذ كُنتُمُ الروحَ وَالأَمداح أَشباحا
لا زِلتَ في نِعَمٍ تَترى عَلى نِعَمٍ / تَغدو بِنُعماكَ أَجساماً وَأَرواحا
وَالقَلبُ قَد كانَ خَفَّاقاً فَسَكَّنَهُ / جَدواكَ واِرتاحَ لما شَمَّ تُفَّاحا
لَنا غرامٌ شَديدٌ في هَوى السودِ
لَنا غرامٌ شَديدٌ في هَوى السودِ / نَختارُهُنَّ عَلى بيضِ الطلا الغِيدِ
لَونٌ بِهِ أَشرَقَت أَبصارُنا وَحَكى / في اللَونِ وَالعَرفِ نَفح المِسكِ وَالعودِ
لا شَيءَ أَحسنُ مِن عاجٍ تركِّبُهُ / في آبنُوسَ وَلا أَشفى لِمبرودِ
لا تَهوَ بَيضاءَ لَون الجصِّ وَاسمُ إِلى / سوداءَ حَسناءَ لَون الأَعيُنِ السودِ
في جِيدِها غَيَدٌ في قَدِّها مَيَدٌ / في خَدِّها صَيَدٌ مِن سادَةٍ صِيدِ
مِن آلِ حامٍ حَمَت قَلبي بِنارِ جَوىً / مِن هَجرِها وَابتَلَت عَيني بِتَسهِيدِ
فَالقَلبُ في حَرَقٍ وَالعَينُ في أَرَقٍ /
طالِع تَواريخَ مَن في الدَهر قَد وُجِدوا
طالِع تَواريخَ مَن في الدَهر قَد وُجِدوا / تَجِد خُطوباً تُسَلّي عَنكَ ما تَجِدُ
تَجِد أَكابِرَهُم قَد جُرِّعوا غُصَصاً / مِن الرَزايا بهاكم فُتِّتَت كَبِدُ
عَزلٌ وَنَهبٌ وَضَربٌ بِالسياطِ وَحَب / سٌ ثُمَ قَتلٌ وَتَشريدٌ لِمَن وُلِدوا
وَإِن وُقِيتَ بِحَمدِ اللَهِ شَرَّتَهُم / فَلتحمد اللَهَ فَالعُقبى لِمَن حَمِدُوا
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ / ما ابيضَّ مِنهُ سِوى ثَغرٍ حَكى الدُرَرا
قَد صاغَهُ مِن سَوادِ العَينِ خالِقُهُ / فَكُلُّ عَينٍ إِلَيهِ تُدمِنُ النَظَرا
كَأَنَّما هُوَ مرآةٌ تُقابلُهُ / مِنَ الوَرى أَنفُسٌ قَد أُودِعَت صُوَرا
تِلكَ اللَواتي غَدَت في الحُسنِ مُشرِقَةً / لَفاقَتِ النَيِّرَينِ الشَمسَ وَالقَمَرا
تَقَسَّمت لَونَهُ الأَبصارُ وَالِهَةً / في حُسنِهِ فَإِذا إِنسانُها بَصَرا
لَولا سَوادٌ بِها مِنهُ لَما نَظَرَت / وَلَم يَكُن عاشِقٌ بِالعَينِ قَد سُحِرا
نُوبِيُّ جِنسٍ فُؤادي مِنهُ في نُوَبٍ / مُستَعجِمٌ أَفصَحَت في وَصفِهِ الشُعَرا
مِن آلِ حامٍ أَخي سامٍ وَيافثِهِ / بِحُسنِهِ استعبَدَ السامِينَ وَالخَزَرا
مُكَمَّلُ الخَلقِ مِن فَرقٍ إِلى قَدَمٍ / مُذَلَّلُ الخُلقِ مِطواعٌ إِذا أُمِرا
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن / زِيارَةِ المُصطَفى للعَودِ مُختارا
فَزارَكَ الناسُ أَرسالاً وَبَعضُهُم / قَد اِزدَراكَ اِنتخاءً مِنهُ ما زارا
وَما اِزدراكَ سِوى غَمرٍ أَخي حَسَدٍ / يَرى بِكَ الشَمسَ إِحراقاً وَإنوارا
لَو أَنَّهُ كُنتَ رِجساً مِن مُسالَمَةٍ / وَافى مِن القُدسِ كانَ الغُمر زوّارا
إِن يُترَكُوا فَقَديماً زارَ أَكبَرُهُم / قَدراً وَأَكثَرُهُم في الشَرعِ آثارا
المالِكي وَالحَنِيفِيُّ اللَذانِ هُما / في العَصرِ كانا أَجَلَّ الناسِ مِقدارا
التابعانِ الإِمامَينِ اللَذَينِ هُما / أَصلُ الشَريعةِ إِخباراً وَتَنظارا
الأَصبَحِيُّ وَنُعمانٌ فَلا بَرِحا / يَسقِي ضَريحَهُما الرَحمَنُ مِدرارا
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ / تَذكر القَلب ما قَد كانَ في الصِغَرِ
إِني كَلفت بِريم قَد تَقنصني / إشراك مقلته
أَباحَ لي قَطفَ وَردٍ يانِعٍ نَضِرٍ / وَرَشف شهدٍ شَهيّ عاطرٍ خَصِرِ
يا حُسنَه وَأَريجَ الراح في فَمه / كَالمسك ذُرَّ عَلى صافٍ مِن الدُرَرِ
وَحَبَّذا زَغَبٌ في وَجنَتَيهِ بَدا / هُوَ السياجُ عَلى رَوضٍ مِن الزَهَرِ
وَرد يُضاعف حبيه مُضاعَفة / وَنَرجس زين بالتذييل وَالحوَرِ
وَفيهِ مَعنى لَطيف لَيسَ يُدركه / إِلا فَتى مُؤثر للعقل لا الصُوَرِ
تَوكَّدَت بَينَ روحينا مُناسَبَةٌ / لِذَلِكَ اِتَفَقا في الوِرد وَالصَدَرِ
وَفي تَعانُق جسمينا تَرى عَجَباً / إِثنان قَد ظَهَرا فَرداً لِذي النَظَرِ
وَقَد غنيت بِهِ عَن كُل غانِيَةٍ / مَن أَدرَك العَين لا يَعتَدُّ بِالأثَرِ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ
يا أَيُّها المَولى الَّذي جُودُهُ / كَالبَحرِ في تَيارِهِ الزاخِرِ
وَمِن ضِياءٍ وَجهُهُ مُشرِقٌ / مِن بَدأةِ الأَمرِ إِلى الآخِرِ
دَخِرت وُدّي لَكُمُ دائِماً / ما لِسواكُم أَنا بِالداخِرِ
وَقَد فَخَرتُ بِانتِمائي لَكُم / أَعزِز بِعَبدٍ بِكُمُ فاخِرِ
لَولا نَدى إِحسانِكم في الوَرى / كُنتُ كَعَظمٍ هامِدٍ ناخِرِ
وَإِنَّ بَحرَ جُودكُم مُفعَمٌ / يَجري بِفُلكٍ لِلنَدى ماخِرِ
وَمَن يَحِد عَن بابِ إِحسانِكُم / يَعِش كَعَبدٍ خاسِرٍ داخِرِ
يَضحَك أَو يَهزَأُ مِن فِعلِهِ / كَم ضاحِكٍ مِنهُ بِهِ ساخِرِ
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه
أَباحَنا وَصلَهُ المَحبوبُ في دارِه / وَلاحَ كَالشَمسِ حُسناً وَقتَ إِبدارِه
فَقُلتُ للنَفسِ هَذا وَقتُهُ دارِه / أورِد لَهُ عَسجَداً مِن قَبلِ إِصدارِه
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ
أَفدي بِروحي ابنَ ابني إِنَّهُ قَمَرٌ / لَهُ مِن الحُسنِ تَكوين وَتَصويرُ
سَرى لَهُ الحُسنُ مِن شَمسٍ لَهُ وَلَدَت / بَدراً لَهُ في سَماءِ المَجدِ تَنويرُ
فيهِ حَلاوةُ أمٍّ وَاعتِزازُ أَبٍ / فَخَلقُهُ فيهِ تَيسيرٌ وَتَفسيرُ
سَمَّوهُ بِاسمِ نَبيٍّ لا نَظيرَ لَهُ / في الأَنبياءِ فَمَحمودٌ وَمَشكورُ
يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها
يُؤملُ المَرءُ آمالاً وَيَقطَعُها / أَمرٌ يُفّرق بَينَ النَفسِ وَالنَفسِ
فَكُن مَعَ القَدَرِ المَحتوم وَارضَ بِهِ / تَريح نَفسَك مِن فكرٍ وَمِن هَوَسٍ
وَفي ابن سَهلٍ وَأَمثالٍ لَهُ عِبَرٌ / يَغنى بِها العَقلُ عَن حِرصٍ وَعَن حَرَسِ
كانَ اِقتَنى كتباً في العِلمِ نادِرَةً / كَيما يَخُصّ بِها ناساً بِأَندَلُسِ
فَعاقَهُ قَدرٌ عَما يُؤمّلُهُ / وَحَلَّ رَمساً بعيدَ الأَهلِ وَالأنسِ
أَنيسُهُ فيهِ قُرآنٌ يَردّدُه / وَحجةٌ وَاعتمارٌ مِنهُ في الخَلَسِ
وَما رَأَينا لَهُ في الناسِ مُشبهَه / أَتقى وَأَبعَد مِن ذامٍ وَمِن دَنَسٍ
وَكَم لَهُ صدقاتٍ بِالحِجازِ وَفي / مِصرٍ وَفي الشامِ تُسديها لملتَمسِ
سَرى وَفي طيبة إِذ أَهلُها غَرِقوا / أَعطى وَأجزلَ في النعمى لِمُبتَئِسِ
صَوّامُ هاجرةٍ قوّامُ داجِيَةٍ / تَلاءُ آيٍ مِن القُرآنِ في الغَلَسِ
يا رَوضَةً لابنِ سَهلٍ حَلَّها رجل / ما أَن رَأَينا لَهُ شِبهاً مِن الأنسِ
يا فرقة أَبدلتني بِالسُرور أَسى
يا فرقة أَبدلتني بِالسُرور أَسى / وَأَسهَرت ناظِراً قَد طالَما نَعَسا
أَنّى يَكونُ اِجتِماعٌ بَينَ مُفترِقٍ / جسمٌ بِمِصرَ وَروحٌ حَلَّ أَندلُسا
أَهدى لَنا غُصُناً مِن ناضِرِ الآسِ
أَهدى لَنا غُصُناً مِن ناضِرِ الآسِ / أَقضى القُضاة حَليفُ الجودِ وَالباسِ
لَما رَأى سَقَمي أَهداهُ مَع رَشَأٍ / حُلوِ التَجَنّي فَكانَ الشافِيَ الآسي
ما لِليَراعَةِ لا رِيعَت بِحادِثَةٍ
ما لِليَراعَةِ لا رِيعَت بِحادِثَةٍ / استَعجَمَت وَلِحِبري الآنَ قَد جَمُسا
وَلِلقَوافي قَفَت مالي فَلا أَدبٌ / يُملى وَلا نَشَبٌ يُريح مُبتَئِسا
فَصفحةِ الطِّرسِ مِن دَرّي مُعَطَّلَةٌ / وَرَسمُ جُوديَ إِذ قَلَّلتُ قَد دَرَسا
وَقَد ذَوت زَهَراتُ الشِعر وا أَسَفا / لَمّا غَدا ماءُ فكري غائِراً يَبَسا
كَأَنَّني لَم أُعَمِّر مُنتَدى أَدبٍ / وَلَم أَجُل لِلصِبا في حَلبَة فَرَسا
سَدَدتُ بابَ القِرا عَن كُلِّ مُلتمِس / إِن كُنتُ أَسكُنُ بَعدَ العامِ أَندَلُسا
وَرُبَّ ذِي حَنَقٍ تَغلي مَراجِلُهُ / ناراً فَيشعِلُ من فيهِ لَنا قَبَسا
رَأى سُموي وَما أُوتيتُ مِن شَرَفٍ / فَرامَ هَتكَ حِمىً مازالَ مُحتَرَسا
حِمىً حماهُ حَمِيُّ الأَنفِ ذو كَرَمٍ / كَالأَسجَمِ اِنهَلَّ أَو كَالضَيغَمِ اِفتَرَسا
مفَوَّهٌ إِن دَعا حُرَّ الكَلام أَتى / بديعُهُ نَحوَهُ مُستَعجِلا سَلِسا
فَمِن قَلائد يَعلُو الدُرُّ جَوهَرَها / وَمِن فَرائد يَجلُو نورُها الغَلَسا
أَعجِب بِهِ مِن خَطيبٍ ماهِرٍ نَدسٍ / إِن قِستَ قَساً بِهِ تَخالُهُ وَدَسا
بَل العُجابُ مُقامي بَينَ ذي وَحَرٍ / وَحاسِدٍ بِسِوى الأَعراضِ ما نَبَسا
قَومٌ إِذا غِبتُ قالوا ما يليقُ بِهم / وَإِن حَضَرتُ تَراهُم خُشَّعا نُكُسا
ذَنبي إِلَيهِم نُفُوذي حينَ تفجَؤُهُم / مُسَغَّباتٌ يُدَلِّهنَ الفَتى النَدُسا
وَإِنَّني مثلُ ماءِ المُزنِ لا رَنَقٌ / كَذاكَ بردي نَقيٌ ما رَأى دَنَسا
ما كانَ ضَرَّهُمُ لَو أَنصَفُوا رَجُلاً / ما نامَ وَهناً عَلى هَجرٍ وَلا هَجَسا
أَما دَرَوا أَنَّني لَو شِئتُ أَفضَحُهُم / بِمُفصِحاتٍ وَإِن أَبصَرتَها خُرُسا
مِن كُلِّ شارِدَةٍ عَذراءَ ناهِدَةٍ / يَكونُ إِهداؤُها لَهُم لَها عُرُسا
وَكُلِّ فاصِمَةٍ للظَهرِ قاصمةٍ / تَرُدُّ مَن كانَ جَذلانا حَليفَ أَسى
لَكن نَهانيَ عَنهُم أَنَّهُم نَجَسٌ / وَمقوَلي قَد أَبى أَن يذكُرَ النَجَسا
تَقييدُ نفسِكَ بِالأَغيارِ مَضيَعَةٌ
تَقييدُ نفسِكَ بِالأَغيارِ مَضيَعَةٌ / للعُمرِ فَاترُك أَخي التَقييدَ بِالناسِ
فَلَن تَرى غَيرَ خَتّالٍ أَخا خُدَعٍ / يُريك مَمضى الهَوى في غشِّ خَنّاسِ
أَمسِك دارِينَ أَم أَنفاسُ أَنقاسِ
أَمسِك دارِينَ أَم أَنفاسُ أَنقاسِ / وَوَشيُ صَنعاءَ أَم نَقشٌ بِقرطاسِ
أَم رَوضَةٌ جَمَعت أَشتاتَ زَهرتِها / أَشخاصُ نورٍ لأَنواعٍ وَأَجناسِ
نَظمٌ توَدُّ الغَواني لَو يَكونُ لَها / عِقداً عَلى النَحرِ أَو تاجاً عَلى الراسِ
محبَّرٌ بِسَوادِ الحِبرِ أَبيضُهُ / يا حُسنَهُ من دُجى في نورِ نِبراسِ
حَيّا فَأَحيا أبا حَيّان وافِدُهُ / وَآنس النَفسَ مِنهُ أَيَّ إِيناسِ
يا يَومَ سَعدٍ مُتاحٍ قَد غَدا مَلَكي / بِهِ قَريباً وَشَيطاني بِهِ خاسِ
أَطلَعتَ أَنجُمَ سَعدي إِذ أَفَلنَ كَما / شَبَبتَ بَعدَ خُبُوءٍ ضوءَ مِقباسِ
ما ظَنت النَفسُ أَن تَسخو الدُهورُ بِما / ضَنَّت بِهِ إِذ أَلانَت قَلبَها القاسي
عادَ المشيبُ شَباباً وَالأَسى فرحا / فَقَلبيَ الأُمَوي وَالرَأس عَباسِي
لَما اِنتَمَيتُ لِنَجمِ الدينِ أنجم عَن / قَلبي الأَسى وَغَدا لي مسقِمي آسي
وَمُذ تعرَّف مَنكورِي إِلَيهِ نَأت / مَآتِمي وَدَنَت في الوَقتِ أَعراسي
فَثغرُ دَهرِيَ بَسّامٌ وَجانِبُهُ / لَينٌ وَكانَ قَديماً عابِساً عاسِي
بِالنَجمِ أَهلُ النُهى هُم يَهتَدونَ وَهَل / يحارُ مَن يَهتَدي بِالنجمِ في الناسِ
رَبُّ المَعارف وَهّابُ العَوارِفِ مُه / دٍ للطائِفِ ذو الإِحسانِ وَالباسِ
يُولي الجَميلَ وَيَنساهُ وَيذكرُ ما / تُوليهِ شُكراً لَهُ مِن ذاكِرٍ ناسِ
أَحيا بِيَحيى رَخيَّ البالِ ذامِقَةٍ / وَمَن يُناويهِ في مَقتٍ وَإِفلاسِ
لأَشكُرَنَّ الَّذي أَسداهُ مِن نِعَمٍ / شُكرَ الغَمامِ رِياضَ الوردِ وَالآسِ
لا تَرجُوَنَّ دَوامَ الخَيرِ مِن أَحَدٍ
لا تَرجُوَنَّ دَوامَ الخَيرِ مِن أَحَدٍ / فَالشَرُّ طَبعٌ وَفيهِ الخَيرُ بِالعَرَضِ
وَلا تَظُنَّ امرأً أَسدى إِلَيكَ نَدىً / مِن أَجلِ ذاتِكَ بَل أَسداهُ لِلغرَضِ
ما لي أَراكَ إِلى الأَغيارِ مُفتَقِراً
ما لي أَراكَ إِلى الأَغيارِ مُفتَقِراً / وَأنتَ يا صاحِ سرُّ العالمينَ مَعا
نَزِّه وُجودَك أَن يَسمو إِلى أَحَدٍ / إِلا الَّذي أَوجدَ الأَشياءَ مُختَرِعا
ما شاءَ كانَ وَما لا فَهوَ ممتَنِعٌ / فَدَع جَهولاً يُعاني الحِرصَ وَالطَمَعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025