المجموع : 92
أَشكو إِلَيكَ جُفوناً عَينُها أَبَداً
أَشكو إِلَيكَ جُفوناً عَينُها أَبَداً / عينٌ تُتَرجِمُ عَن نيرانِ أَحشائي
كَأَنَّ إِنسانَها وافى بِمُعجِزَةٍ / فَكانَ مِن أَدمُعي يَمشي عَلى الماءِ
وَأَغيَدٍ شُقَّ لي فيهِ قَميصُ تُقىً
وَأَغيَدٍ شُقَّ لي فيهِ قَميصُ تُقىً / وَفاضَ دَمعي عَلَيهِ مِن دَمٍ سَرِبِ
سَتَرتُهُ مِن عَذولٍ إِن رَضيتُ بِأَن / أَموتَ فيهِ فَما مَعناهُ بِالغَضَبِ
فَهوَ القَيمصُ الَّذي جِئتُ العِشاءَ بِهِ / وَما أَتَيتُ عَلَيهِ بِالدَمِ الكَذِبِ
وَلا مَنِيَّةَ إِلّا قَبلَها سَبَبٌ / وَجَفنُهُ لِلمَنايا أَوكَدُ السَبَبِ
وَأَسطُرُ الحُسنِ في عَينَيهِ واضِحَةٌ / وَزادَ إيضاحَها شَكلٌ مِنَ الهَدَبِ
كَالسُحبِ مُسوَدَّةَ المَرأى وَدانِيَةً / وَفي جُفوني أَرى مُستَودَع السُحُبِ
تَقَدَّمَت هُدبُكَ الأَجفانَ شائِكَةً / مِثلَ السِهامِ الَّتي أَنذَرنَ بِالقُضُبِ
فاضَت عَلَيهِ دُموعي فِضَّةً فَإِذا / أَغلى الوِصالَ شَراهُ الجَفنُ بِالذَهَبِ
لَقَد حَلَفتُ وَلَم أَحلِف عَلى الكَذِبِ
لَقَد حَلَفتُ وَلَم أَحلِف عَلى الكَذِبِ / دَهري لَقَد حَلَفَ الواشي عَلى الكَذِبِ
لَم يَجرِ وَاللَهِ في سِرّي وَفي عَلَني / لا في رِضايَ وَلا وَاللَهِ في غَضَبي
إِنَّ الَّذي قالَ عَنّي لَم أَقُلهُ وَلا / شَغَلتُ قَطُّ بِهِ سِرّي وَلا طَلَبي
أَيَقتَضى عَدلُ مَولانا عَلى مَلَكٍ / يَرمي الشَياطينَ يُرمى مِنهُ بِالشُهُبِ
وَدَدتُ أَن لَو تَراجَعنا بِأَلسُنِنا
وَدَدتُ أَن لَو تَراجَعنا بِأَلسُنِنا / كَفى تَراجُعُنا مِن أَلسُنِ الكُتُبِ
وَكَم رَسائِلِ تَسليمٍ مُحَمَّلَةٍ / لِلطَيفِ وَالبَرقِ وَالأَرواحِ وَالسُحُبِ
وَلَيسَ يَخلو حَديثُ الطَيفِ مِن جَزَعٍ / وَلا حَديثُ نَسيمِ الريحِ مِن نُوَبِ
وَلا تَبسُّمُ وَجهِ البَرقِ مِن مَلَقٍ / وَلا تَصوُّبُ دَمعِ السُحبِ مِن حَصَبِ
وَفي اللِقاءِ لَوَ اَنَّ الدَهرَ جادَ بِهِ / مِنَ الأَحاديثِ صَفوٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ
هُنالِكَ اِشتَعَلَت نارٌ فَما اِشتَعَلَت / غَيرُ الضُلوعِ وَلا أَورَيتُ بِالحَطَبِ
صَحِبتُ دُنيايَ لا مُستَصحِباً لِرِضاً / وَالمَوتُ مِن صُحبَةِ الدُنيا عَلى غَضَبِ
لَفظٌ يُصيخُ لَهُ سَمعُ البَليغِ فَما / يَذوقُ ذائِقُهُ ضَرباً مِنَ الضَرَبِ
هَذا المُحِبُّ المُخِبُّ السَيرِ نَحوَكُمُ / تُراهُ يَرجِعُ عَنكُم خائِبَ الخَبَبِ
مُعَمَّرٌ وُدُّهُ فيكُم وَمُغتَبِطٌ / رَجاؤُهُ مِنكُمُ كَالراحِ وَالحَبَبِ
لينُ القُدودِ وَتَضريجُ الخُدودِ وَتَف
لينُ القُدودِ وَتَضريجُ الخُدودِ وَتَف / ويقُ العُيونِ وَتَقويسُ الحَواجيبِ
أَبَت وَزادَ إِباءُ الصَبِّ حينَ أَبَت / تَصديقَ ما قالَ عُذّالي وَتَكذيبي
أَهلاً بِهِ مِن كِتابٍ بَعضُ واجِبِهِ
أَهلاً بِهِ مِن كِتابٍ بَعضُ واجِبِهِ / تَقبيلُ تُربٍ عَلَيهِ رِجلُ كاتِبِهِ
وارَحمَتي لِغَليلي عِندَ مَورِدِهِ / قَد كانَ يَعنُفُ بي عُنفَ الدَلالِ به
مِن أَينَ أَنتَ وَمَن يُدريكِ أَينَ أَنا
مِن أَينَ أَنتَ وَمَن يُدريكِ أَينَ أَنا / الجِدُّ خُلقي وَمِن أَخلاقِكِ العَبَثُ
ما جِئتِ مَبعوثَةً بَل جِئتِ باعِثَةً / هَمّي وَلا خاطِرٌ في الهَمِّ مُنبَعِثُ
لَبِثتُ في الحُبِّ عُمراً لا أُحَصِّلُهُ / كَفِتيَةِ الكَهفِ لا يَدرونَ ما لَبِثوا
كَرّوا اللَواحِظَ بَحثاً عَن مَحاسِنِهِ / وَما دَرَوا أَنَّهُم عَن حَتفِهِم بَحَثوا
عادَ رَسولي فَقُلتُ ما جَرى
عادَ رَسولي فَقُلتُ ما جَرى / قالَ أُمورٌ طَويلَةُ الشَرحِ
مَتى رَأَيتَ المُحِبَّ مُلتَفِتاً / إِلى الأَحاديثِ مِن ذَوي النُصحِ
أَنَّبتَ ظُلماً وَلَستُ أَسمَحُ أَن / تَقولَ هَذا فَلَستُ بِالسَمحِ
ما جِئتَ إِلّا بِالمِلحِ تَقصِدُ أَن / يُذيبَني المِلحُ في فَمِ الجُرحِ
يا لَمعَةَ البَرقِ بَل يا هَبَّةَ الريحِ
يا لَمعَةَ البَرقِ بَل يا هَبَّةَ الريحِ / روحي بِجِسمي إِلى مَن عِندَهُ روحي
خُذي لَهُم مِن سَلامي عَنبَراً عَبِقاً / وَأَوقِدِيهِ بِنارٍ مِن تَباريحي
ناشَدتُكِ اللَهَ إِلّا كُنتِ مُخبِرَةً / عَنّي بِأَنَّهُمُ ذِكري وَتَسبيحي
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ / وَاللَيلُ يَقظانُ عَينِ الزُهْرِ وَالزَهَرِ
يا نائِمَ اللَيلِ ماذا فاتَ نائِمَهُ / مِن لَذَّةٍ تَشتَريها العَينُ بِالسَهَرِ
لا بُدَّ بَينَ الرِضا وَالسُخطِ مِن سَهَرٍ / يُقَلِّبُ اللَيلَ بَينَ الطولِ وَالقِصَرِ
وَأَنتَ يا قَمَري لا بُدَّ مِنكَ وَلَو / بَنَيتَ دارَكَ لي في دارَةِ القَمَرِ
يا مَورِدَ العَيشِ لَم يَترُكْهُ وارِدُهُ / عَلى الصَفاءِ وَلَم يَهجُرْهُ لِلكَدَرِ
ظَبيٌ إِذا ما أَدارَ الخَمرَ قُلتُ لَهُ / هَذا الَّذي لَم تُدِرهُ ظَبيَةُ الخَمَرِ
إِن نامَ زُرتُ خَيالاً أَو يَهُبَّ أَزُر / أَو يَمشِ أَسعَ وَإِن خَبَّ الخُطى أَطِر
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً / إِلّا اِقتَضى الوَطَرُ المَقضِيُّ أَوطارا
يا مَن شَقيتُ بِهِ دُنيا وَآخِرَةً / تُرى عَرَفتَ سِوى الدارَينِ لي دارا
النارُ في هَذِهِ لِلقَلبِ تَدخُلُهُ / وَتِلكَ فَالجِسمُ فيها يَدخُلُ النارا
أَشقى البَرِيَّةِ مَنظوراً وَمُنتَظِراً / هَذا الضَعيفُ الَّذي يَهواكَ جَبّارا
إِنّا إِلى اللَهِ إِن لَم يَغتَفِر زَلَلي / أَستَغفِرُ اللَهَ سَتّارا وَغَفّارا
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها / قَلبي وَإِن جَهِلَت عَيني يُخَبِّرُها
ما كادَها الريحُ قِدماً حينَ يَنسِفُها / وَإِنَّما خَلفَهُم أَمسى يُسَيِّرُها
لَقَد عَفَت وَذُيولُ الريحِ إِن سُحِبَت / لَم يَبقَ مِن رَسمِها باقٍ يُعَثِّرُها
يا دارُ كُنتِ لِأَفلاكِ الهَوى فَلَكاً / فَما اِستَطَعتُكِ أَفلاكاً أُسَمِّرُها
ما أَنتِ إِلّا عَروسٌ وَالرَبيعُ لَها / في كُلِّ عامٍ بِما يَشري يُشَوِّرُها
وَالدارُ كَالساكِنيها حُكمُ خالِقِها / يُميتُها وَإِذا ما شاءَ يَنشُرُها
كَم لِلسَحائِبِ عِندَ الدارِ مِن مِنَنٍ / مِشكورَةٍ وَلِسانُ الرَوضِ يَشكُرُها
كَم يَهتِكُ الدَمعُ سِرّاً كُنتُ أَستُرُهُ
كَم يَهتِكُ الدَمعُ سِرّاً كُنتُ أَستُرُهُ / وَيُمحِلُ الجَفنُ خَدّاً باتَ يُمطِرُهُ
يا مَن تَبَسَّمَ عَن دُرٍّ يُنَظِّمُه / ثَغراً عَلى أَنَّهُ بِاللَفظِ يَنثُرُهُ
عُنقودُ صُدغِكَ رَجعُ اللَحظِ يَعصِرُهُ / خَمراً بِريقِكَ شَمسُ الخَدِّ تَهصِرُهُ
ما كانَ أَقرَب قَلبَ الصَبِّ مِن كَلَفٍ / لَو لَم يَكُن طَرفُكَ السَحّارُ يَسحَرُهُ
إِذا تَقاضى ومن يَهوى إِلى حَكَمٍ / فالدَمعُ شاهِدُهُ وَالخَدُّ مَحضَرُه
أَلقى عَلى النَهَرِ الجاري لَهُ شَبَكاً / يُصطادُ فيهِ مِنَ النُوّارِ جَوهَرُهُ
في لَيلِ وَصلٍ كَلَيلِ الهَجرِ لَم يُنِرِ
في لَيلِ وَصلٍ كَلَيلِ الهَجرِ لَم يُنِرِ / وَلا صَفا بَل وَمَلآنٌ مِنَ الكَدَرِ
مِنَ الرَقيبِ مِنَ الغَيرانِ مِن حَدَقٍ / مِنَ النُجومِ وَلا أَنسَى مِنَ القِصَرِ
تَقَدَّمَ الوَقتَ فيهِ الوَقتُ مِن عَتَمٍ / بِلا عِشاءٍ وَمِن صُبحٍ بِلا سَحَرِ
كَخافِقِ الآلِ لَم تَبُرُد بِهِ غُلَلي / وَخاطِفِ البَرقِ لَم يُمتَع بِهِ بَصَري
وَأَنتَ يا ذَيلَ لَيلِ الوَصلِ تَخطُبُ لي / مِنَ العَشاءِ وَلَيلُ الهَجرِ في حَصَرِ
لَيتَ الدَياجي عَلى الآفاقِ مُقفَلَةٌ / فَلا تُفَضُّ عَنِ الأَسحارِ وَالبُكَرِ
وَلَيتَ أَغرِبَةً لِلبَينِ ما وَقَعَت / وَلَيتَ أَغرِبَةً لِلَّيلِ لَم تَصِرِ
وَصَدَّ صَقرُ الدُجى بازِيَّ صُبحَتِها / يَنقَضُّ خَلفَ بُغاثِ الأَنجُمِ الزُهُرِ
يا مَن سَفَكتُ دِمائي في الدُموعِ لَهُ
يا مَن سَفَكتُ دِمائي في الدُموعِ لَهُ / وَالنَفسُ في زَفَراتٍ قَيَّدَت نَفسي
عاهَدتُمُ وَتَناسَيتُم عُهودَكُمُ / فَاللَهُ عاهَدَ قِدماً آدَماً فَنَسي
لَشَدَّ ما قَد صَدَفتُم بَعدَ وَصلِكُمُ / يا قُربَ مَأتَمِهِم يالي مِنَ العُرُسِ
لَم يَطمَعِ اللَيلُ مِنّي أَن أَرِقَّ لَهُ
لَم يَطمَعِ اللَيلُ مِنّي أَن أَرِقَّ لَهُ / يَنسى جِناياتِهِ الناسي عَلى الناسِ
بِت مَيِّتاً بَينَ مَنظورٍ وَمُنتَظَرٍ / مِن أَبيَضِ الصُبحِ أَو مِن أَحمَرِ الكاسِ
مِن جُنحِهِ تَأخُذُ الأَقلامُ صِبغَتَها / إِن أَودَعَت سَيِّئاتِ الدَهرِ قِرطاسي
وَالضَربُ قَد لَجَّ بِالأَوتارِ أَو حُبِسَت / وَهَيَّجَ الحَليُ وَسواسي بِوَسواسِ
وَكَيفَ يَطمَعُ أَن يَأتي بِصالِحَةٍ / مَن باتَ ما بَينَ وَسواسٍ وَخَنّاسِ
رَجَعتُ عَنهُ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ
رَجَعتُ عَنهُ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ / وَلا فُؤادٍ وَلا دَمعٍ وَلا نَفَسِ
وَلا حَبيبٍ وَلا أَهلٍ وَلا وَطَنٍ / وَلا اِصطِبارٍ وَلا نَومٍ وَلا أَنَسِ
كانَ اللِقا ساعَةً وَالبَينُ آخَرَها / أَقبِح بِهِ مِن طَلاقٍ لَيلَةَ العُرُسِ
لَم يَصبِرِ الدَهرُ مِقدارَ الخِطابِ لَهُ / لِمُحسِنٍ إِن أَسا لا كانَ كُلُّ مُسي
طالَ الزَمانُ وَما أَنسى عُهودَهُم / وَكُلُّ عَهدٍ إِذا طالَ الزَمانُ نُسي
عِذارُهُ قَد سَبى طَرفي تَطَرُّفُهُ
عِذارُهُ قَد سَبى طَرفي تَطَرُّفُهُ / وَشَفَّني مِنهُ صَرفٌ لَستُ أَصرِفُهُ
وَخِلتُ عَزمَةَ صَبري عَنهُ ماضِيَةً / فَاِستَوقَفَ الصَبرَ عَن عَزمي تَوَقُّفُهُ
هَذا كِتابٌ بِعَينِ القَلبِ تُقرَؤُهُ / تَدِقُّ عَن أَعيُنِ القارينَ أَحرُفُهُ
ما صورَةُ الحُسنِ إِلّا سورَةٌ نَزَلَت / فَكَيفَ لا يَقبَلُ التَقبيلَ مُصحَفُهُ
إِن يُصبِحِ الوَردُ لا يُغري الغَرامَ بِهِ / ضَعيفُهُ فبما أَغراهُ مُضعَفُهُ
فَيا لَهُ مِن حَبيبٍ هانَ مَجلِسُهُ / وَيا لَهُ مِن مُحِبٍّ عَزَّ مَوقِفُهُ
ماتوا بِمَن كانَ قَد يُحييهِمُ كَلَفا
ماتوا بِمَن كانَ قَد يُحييهِمُ كَلَفا / كَما أَموتُ بِمَن أَحيا بِهِ كَلَفا
إِنّي وَجَدتُ عَلى وَجدٍ نُوَرِّثُهُ / في مَذهَبِ الحُبِّ مَن أَعتَدُّهُ سَلَفا
تَواصَفوا الحُبَّ في مَأثورِ شِعرِهِمُ / فَكانَ لَمّا بَلَونا فَوقَ ما وُصِفا
شَريعَةٌ حُفِظَت مِنهُم وَما تَلِفَت / لِكُلِّ مَن في هَواهُ كابَدَ التَلَفا
تَبلى قَصائِدُهُم صُحفاً فَما تُرِكَت / سَوداءَ بَل غَسَلَت أَجفانُنا الصُحُفا
فَاِترُك رِجالاً أَبَوا بَوحاً بِما بِهِمُ / مِنَ الغَرامِ مَعَ المَتروكَةِ الضُعَفا
لَسنا نَرى سَرَفاً في صَبوَةٍ سَرَفاً / لا بَل نَراهُ عَلى مَن لامَنا شَرَفا
تَعَلَّقَت بِفُؤادي نارُ كُلِّ هَوىً
تَعَلَّقَت بِفُؤادي نارُ كُلِّ هَوىً / فَما سَوادُ فُؤادي غَيرُ حُرّاقِ
وَقامَ ساقٍ عَلى ساقٍ يُقيمُ بِها / حَربي فَقامَت لِيَ الدُينا عَلى ساقِ