القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العباس الجُراوي الكل
المجموع : 14
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا / وأحجمَ الشركُ عن إقدامِهِ رَهبا
وأيقنت مِلَّةُ الإسلامِ أنَّ لها / بِكَ الظُّهورِ على الأعداءِ والغلبا
وأنَّ كُلَّ بعيدٍ عندَها كَثَبٌ / ولو تُطالِبُ في أفلاكِها الشُّهيا
وأن أمركَ مستولٍ على أمدٍ / من السعادةِ فاتَ العجمَ والعَرَبا
إن الخلافةَ نالَت من محاسِنِكُم / أوفى الحُظوظِ فأبدت منظراً عَجَبَاً
أعلى المراتب من بعدِ النُبوَّةِ قَد / حَبابِهَا اللَه أعلى الخلقِ وانتخبا
سينظمُ السعدُ مِصراً في ممالِكِه / حتى تُدَوِّخَ مِنها خَيلُهُ حَلَبا
إلى العراقِ إلى أقصى الحجازِ إلى / أقصى خُراسانَ يلقى جَيشُهُ الرُّعبا
هُوَ الذي كانتِ الدُنيا تُؤمِّلُهُ / وكلُّ عصرٍ لهُ ما زالَ مُرتَقَبا
هَلِ ابنُ إسحاقِ إلا كالذين جَرَوا / إلى مصارِعِهم من قبلِهِ خَبَبَا
عن شرِّ مُنقَلَبٍ تُجلى عواقِبُهُ / وقلَّما حُمِدَ المغرورُ مُنقلبا
راقَ النضارُ عُيونَ الناظرينَ وقَد / غُدا اسمُكَ المُعتلي أعلاهُ مُكتتبا
قد حارَ في وصفِهَا تبريّةً جُدداً / رُب ناظِماً شِعراً وُمختَطِبا
ما ارتباَ مُبصِرُها في كَفِّ ذاكَ وذا / أن النجومَ استحالت للورى ذهبا
نداكَ عمَّ بني الدُنيا وألبسهُمك / في الشرقِ والغربِ أثوابَ الغنى القُشُبا
خليفةَ اللَهِ رحماكُم لمغترِبٍ / ناءٍ وما إن نأى داراً ولا اعترَبا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا / عنها وآثارُهُم فيها مُقيماتُ
تاللَهِ لو عَلِمت مقدارَ وارثها / هبت إليكَ رُباها والقراراتُ
قالوا العطياتُ أحياها فقلتُ لهم / بل لم تكن قبلَ أن كان العطياتُ
أما سمعتم جريراً عن هنيدته / يثني يرى أنها في الجودِ غاياتُ
وأينَ من حسبهُ الآلاف من ذهبٍ / هنيدةٌ من سواهُ أو هنيداتُ
وأين من قيسُ عيلانٍ أرومتهُ / وقيسُ عيلانَ أملاكٌ وساداتُ
ومن يكن من أميرِ المؤمنين فقد / قامت على فضلهِ منه الشهاداتُ
اهنأ إمامَ الهُدى فالعدلُ منبسطٌ / والدينُ منتظمٌ والكفرُ أشتاتُ
أعيت مآثركم من أن تنالَ وكم / شُنَّت عليها من الأقوالِ غاراتُ
وكم أرادت ولاةُ الشعر تحصرها / فأخفقت دونها منهم إرادات
هذي ابياتُ عبدٍ مخلصٍ لكم / محض اعتقاد وما تغني الأبياتُ
الأمر اعظم مقداراً وارفع من / أن قد تحيطُ به منا مقامات
دمتم ودام لكم إسعادُ سعدكُم / ما دامَتِ الأرض والسبعُ السماواتُ
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا / كروا فما دفعوا فروا فما فاتوا
قد أصليت نارها العداةُ
قد أصليت نارها العداةُ / وأنجزت فيهم العداتُ
وعمهم بالدمار يومٌ / تقصر عن وصفهِ الرواةُ
في مشهدٍ لا تزالُ تُتلى / آياتُهُ وهي بيناتُ
فتحٌ مفاتيحُهُ المواضِي / والعزَمَاتُ المؤيَّداتُ
ردَّت حمى الفنشَ مُستباحاً / بيضٌ من الهندِ مُرهفاتُ
ذَلُّوا الأمرِ الإلِهِ قسراً / وهم أُولُو نجدةٍ أُباةُ
وغرَّقت جمعهم بحارٌ / أمواجها الخيلُ والكُماةُ
رأوا لحزبِ الإلهِ صبراً / والمَوتُ حُفَّت بِهِ الجهاتُ
فحاولوا منهمُ انفلاتاً / وليسَ للحائِنِ انفلاتُ
فلا تسل عن بناتِ ماءٍ / إن صَرصَرَت حَولَها البُزَاةُ
يا من يجدي لمن يجدي
يا من يجدي لمن يجدي / أسرفت واللَ‍ه في التعدي
أنا أجدي الأنامَ طُرَّاً / وأنت تبغي النوالَ عندي
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ / وأمركُم باتصالِ النصرِ مَوعُودُ
وملككم مستمرٌّ مالَهُ أمدٌ / موقتٌ دونَ يومِ الحشرِ محدودُ
ألقى على كُلِّ جبارٍ كلا كِلَهُ / كأنهُ وهو في الأحياءِ مفقودُ
رأى الشقاءَ ابن إسحاقٍ أحقَّ بهِ / من السعادةِ والمحدودُ محدودُ
وكيفَ يحظى بدنيا أو بآخِرَةٍ / محلا عن طريق الحقِّ مطرُود
أعمى ونُورُ الهُدى بادٍ لَهُ وكذا / من لم يساعِدُ توفيقٌ وتسديدُ
لم يُصغِ للوعظِ لا قلباً ولا اذناً / وكيفَ تُصغي إلى الوعظِ الجلاميدُ
لجت ثَمُودُ وعادٌ ي ضلالِهُم / ولم يدع صالِحٌ نُصحاً ولا هُودُ
والسيفُ أبلغُ فيمن لَيسَ يَردَعُهُ / عن الغوايةِ إيعادٌ وتهديدُ
أولى له لو تراخى ساعةً لغدا / وريدُهُ وهوَ بالخطي مَورُودُ
أما درى لا درى عُقبى عداوتهم / كل بحدِّ حسامِ الحقِّ محصُودُ
ألقى السلاحَ وولى يبتغي أمداً / ينجيهِ وهوَ مروعُ القلبِ مَفؤودُ
ما مرَّ يوماً ببابٍ ظنَّهُ سبباً / إلى التخلص إلا وهو مسدودُ
وهبهُ عاشَ أليسَ الموتُ أهوَنَ من / عيشٍ يُخالِطُهُ همٌّ وتنكيدُ
أنحى الزمان على الأغزاز واجتهدت / في قطعِ دابرِهِم أحداثُهُ السُّودُ
ونازعتهم سُيوفُ الهند أنفسهُم / فلم يفدهم عن الهيجاءِ تعريدُ
فهم على التربِ صرعى مثلهُ عدداً / إن كان يقضى بأن التربَ معدودُ
ولوا فلا صاحبٌ عن نفسِ صاحبِهِ / يُغني ولا والدٌ يرجُوهُ مولُودُ
يَومٌ جديرٌ بتعظيمِ الأنامِ لَهُ / فما يُقاسُ بهِ في حُسنِهِ عِيدُ
أضحت على فضلِهِ الأيامُ تحسدُهُ / إن النبيهَ الرفيعَ القدرِ محسُودُ
إذا حمى الأسدُ الغضبانُ رابيةً / لم يفترس ثعلبٌ فيها ولا سيدُ
أنتم سليمانُ في المُلكِ العظيمِ وفي / طُولِ التهجدِ في المحرابِ داوُد
قد أبهج الدينَ والدنيا مقامُكُم / وكيفَ لا وهو عِندَ اللَهِ محمُودُ
جارى مناقبكُم شعري فقصَّرَ عن / بلوغِ أدنى مداها وهو مجهُودُ
من ليسَ معتقداً إيجابَ طاعتِكُم / فليسَ يُعنيهِ إيمانٌ وتوحيدٌ
رضاكُمُ الدينُ والدنيا وعدلُكُم / ظِلٌّ ظليلٌ على الأيامِ ممدُودُ
دُمتُم حياةَ بني الدنيا ودامَ لَكُم / نصرٌ وفتحٌ وتمكينٌ وتأييدُ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ / وبالسعادَةِ في وردٍ وفي صَدَرِ
آثرتَ في نُصرَةِ الدينِ المسيرَ على / طيبِ المُقامِ وبعتَ النومَ بالسهرِ
مُظفَّرٌ مالمغرورِ يُطالِبُهُ / في الأرض من ملجأ عنهُ ولا وَزَرِ
جدَّ الجزيريُّ في إتلافِ مهجتِهِ / حَتَّى تَوَرطَ في وِردٍ بلا صَدَرِ
نارٌ من الفتنةِ العَمياءِ أطفأها / سَعدُ الإمامِ وحَدُّ الصارِمِ الذكرِ
ما زالَ إبليسُ في الأقطارِ يوقِدُها / وترتمي من شرارِ الخلقِ بالشرَرِ
زادَ الشقيُّ على الخفاشِ مشبهِهِ / ضعفَ البصيرةِ إذا ساواهُ في البصَرِ
جارى إلى سقرٍ أصحابَهُ فهووا / فيها سراعاً ووافاهُم على الأثرِ
إن الذي اتخذ الأهواءَ آلِهَةً / على الضلالِ مُصِرٌّ غَيرُ مُزدَجِرِ
والوَعظُ في الناسِ مقبولٌ ومُطَّرَحٌ / كالخطِّ في الماءِ أو كالنقشِ في الحَجَرِ
ما في الحياةِ لمن ناواكُمُ طَمَعُ
ما في الحياةِ لمن ناواكُمُ طَمَعُ / إن نَدَّ خَوفاً ففي أحبولَةٍ يَقَعُ
عن كُلِّ قَوسٍ صُروف الدهرِ ترشُقُهُ / فما لَهُ في سوى التسليمِ مُنتفَعُ
ما للعدوِّ بما أعددتهُ قِبَلٌ / ولا بغيرِ انقيادِ منهُ تَمتَنِعُ
غَزاهُمُ الرُّعبُ في جَيشٍ بلا لَجَبٍ / فأحجموا من وَراءِ الدربِ وانقمعوا
دارَت عليهم كُؤوسُ الذُّلِّ مترعةً / تسقيهمُ جرعاً من بعدِهَا جُرَعُ
كُلُّ الممالِكِ مُلكٌ خالِصٌ لَكُمُ / وكُلُّ ممتنِعٍ طَوعاً لكم تَبَعُ
والبَحرُ تعتمِدُ الأنهارُ موضِعَهُ / فتلتقي في نواحيهِ وتجتمعُ
والشعرُ إن لم يكن ي نفسِهِ حسناً / فما تحسنُهُ الأصحابُ والشِّبَعُ
من رامَ وصفَكَ مستوفى فغفلتَهُ / يُبدي ومن فهمِهِ عندَ الورى يضعُ
أضحت علاكَ مكانَ النجمِ عن مدحي / ما حيلتي وبلوغُ النجمِ ممتنِعُ
استُ الحبارى ورأسُ النسرِ بينهما
استُ الحبارى ورأسُ النسرِ بينهما / لونُ الغرابِ وأنفاسٌ من الجعلِ
خُذها إليكَ بحكمِ الوزنِ أربعةً / كالنعتِ والعطفِ والتوكيدش والبَدَلِ
جَلت عن المدحِ واستغنت فضائِلُهُ
جَلت عن المدحِ واستغنت فضائِلُهُ / والشمسُ تكبرُ عن حليٍ وعن حُلَلِ
جادُوا وصالوا وصادوا واحتبوا فهم
جادُوا وصالوا وصادوا واحتبوا فهم / مزنٌ وأسدٌ وأصقارٌ وأجبالُ
إن سابقوا سبقوا أو حاربوا غلبوا / أو يمموا وصلوا أو أملوا نالوا
أهدي إليكَ ثناءَ العرب والعجمِ
أهدي إليكَ ثناءَ العرب والعجمِ / جودٌ أبر على الداماء والديمِ
وأبصرت جودك الآمالُ فابتدرت / على همامٍ عليِّ القدر والهممِ
كفته أمر أعاديه سعادته / فنال ما رامه فيهم ولم يرم
مستقبل العمرِ قد عاد الزمان بهِ / إلى الشباب وقد أوفى على الهرمِ
لا غرو أن يتسمى غيرهُ ملكاً / فليس يلتبسُ المنكورُ بالعلمِ
ليس التقاربُ في الألفاظِ ملتفتاً / يا بعد ما بين معنى البهمِ والبهمِ
سطا وجادَ أبو يعقوبَ فاعترفت / له الملوكُ بفضلِ البأسِ والكرَمِ
تبقى الفوارس والكتابُ حائرةً / إن قط بالسيف أو إن خط بالقلمِ
غريبةٌ لم يعاين مثلها زمنٌ / وندرةٌ لا تراها العينُ في الحلمِ
أوفى الملوكِ وأكفاهم لمعضلةٍ / تعيي الكفاة وأهداهم إلى اللقمِ
والناسُ في الخلقِ أشباهٌ إذا نُظروا / وإنما اختلفوا في الخلقِ والشيمِ
بنى مناراً على التقوى تطالعهُ / زهرُ الكواكبِ والأفلاك من أُمَمِ
وهد ما كان مبنياً على جُرُفٍ / هارٍ ولم يبن من تقوى على دعم
برءُ الإمامِ حياةُ الخلقِ كلهم
برءُ الإمامِ حياةُ الخلقِ كلهم / عمَّ السرورُ به وانثالتِ النعمُ
شكا فلا مقلةً إلا أضرَّ بها / سُهدٌ ولا قلبَ إلا شفهُ ألمُ
تجهم الدهر لما أن شكا وبدا / ببرئهو وهو طلقُ الوجهِ مبتسمُ
صحت بصحتهِ الآمالُ وانتعشت / وزاحمت زُحلاً في افقهِ الهممُ
أفاضَ عدلاً على الدنيا وألبسها / نوراً فلم يبقَ لا ظلمٌ ولا ظلمُ
وبثَّ في كلِّ إقليمٍ هُدى وندى / فليسَ يُوجَدُ لا جهلٌ ولا عدمُ
لولا سياسته ما كان ملتئماً / شعثٌ ولا كانت الأسبابُ تنتظمُ
والله يختص أقواماً برحمتهِ / تجري بحكمتهِ الأرزاقُ والقِسَمُ
حاطَ الإلهُ لِنصرِ الدينِ مهجتهُ / وعُوفيت تلكمُ الأخلاقُ والشيمُ
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا / وأذعنت لكمُ الأيامُ إذعانا
وارتاضَ كُلُّ جموحٍ في عنانِكُم / من بعدِ ما أعجزَ الرواضَ أزمانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025