المجموع : 14
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا / وأحجمَ الشركُ عن إقدامِهِ رَهبا
وأيقنت مِلَّةُ الإسلامِ أنَّ لها / بِكَ الظُّهورِ على الأعداءِ والغلبا
وأنَّ كُلَّ بعيدٍ عندَها كَثَبٌ / ولو تُطالِبُ في أفلاكِها الشُّهيا
وأن أمركَ مستولٍ على أمدٍ / من السعادةِ فاتَ العجمَ والعَرَبا
إن الخلافةَ نالَت من محاسِنِكُم / أوفى الحُظوظِ فأبدت منظراً عَجَبَاً
أعلى المراتب من بعدِ النُبوَّةِ قَد / حَبابِهَا اللَه أعلى الخلقِ وانتخبا
سينظمُ السعدُ مِصراً في ممالِكِه / حتى تُدَوِّخَ مِنها خَيلُهُ حَلَبا
إلى العراقِ إلى أقصى الحجازِ إلى / أقصى خُراسانَ يلقى جَيشُهُ الرُّعبا
هُوَ الذي كانتِ الدُنيا تُؤمِّلُهُ / وكلُّ عصرٍ لهُ ما زالَ مُرتَقَبا
هَلِ ابنُ إسحاقِ إلا كالذين جَرَوا / إلى مصارِعِهم من قبلِهِ خَبَبَا
عن شرِّ مُنقَلَبٍ تُجلى عواقِبُهُ / وقلَّما حُمِدَ المغرورُ مُنقلبا
راقَ النضارُ عُيونَ الناظرينَ وقَد / غُدا اسمُكَ المُعتلي أعلاهُ مُكتتبا
قد حارَ في وصفِهَا تبريّةً جُدداً / رُب ناظِماً شِعراً وُمختَطِبا
ما ارتباَ مُبصِرُها في كَفِّ ذاكَ وذا / أن النجومَ استحالت للورى ذهبا
نداكَ عمَّ بني الدُنيا وألبسهُمك / في الشرقِ والغربِ أثوابَ الغنى القُشُبا
خليفةَ اللَهِ رحماكُم لمغترِبٍ / ناءٍ وما إن نأى داراً ولا اعترَبا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا / عنها وآثارُهُم فيها مُقيماتُ
تاللَهِ لو عَلِمت مقدارَ وارثها / هبت إليكَ رُباها والقراراتُ
قالوا العطياتُ أحياها فقلتُ لهم / بل لم تكن قبلَ أن كان العطياتُ
أما سمعتم جريراً عن هنيدته / يثني يرى أنها في الجودِ غاياتُ
وأينَ من حسبهُ الآلاف من ذهبٍ / هنيدةٌ من سواهُ أو هنيداتُ
وأين من قيسُ عيلانٍ أرومتهُ / وقيسُ عيلانَ أملاكٌ وساداتُ
ومن يكن من أميرِ المؤمنين فقد / قامت على فضلهِ منه الشهاداتُ
اهنأ إمامَ الهُدى فالعدلُ منبسطٌ / والدينُ منتظمٌ والكفرُ أشتاتُ
أعيت مآثركم من أن تنالَ وكم / شُنَّت عليها من الأقوالِ غاراتُ
وكم أرادت ولاةُ الشعر تحصرها / فأخفقت دونها منهم إرادات
هذي ابياتُ عبدٍ مخلصٍ لكم / محض اعتقاد وما تغني الأبياتُ
الأمر اعظم مقداراً وارفع من / أن قد تحيطُ به منا مقامات
دمتم ودام لكم إسعادُ سعدكُم / ما دامَتِ الأرض والسبعُ السماواتُ
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا / كروا فما دفعوا فروا فما فاتوا
قد أصليت نارها العداةُ
قد أصليت نارها العداةُ / وأنجزت فيهم العداتُ
وعمهم بالدمار يومٌ / تقصر عن وصفهِ الرواةُ
في مشهدٍ لا تزالُ تُتلى / آياتُهُ وهي بيناتُ
فتحٌ مفاتيحُهُ المواضِي / والعزَمَاتُ المؤيَّداتُ
ردَّت حمى الفنشَ مُستباحاً / بيضٌ من الهندِ مُرهفاتُ
ذَلُّوا الأمرِ الإلِهِ قسراً / وهم أُولُو نجدةٍ أُباةُ
وغرَّقت جمعهم بحارٌ / أمواجها الخيلُ والكُماةُ
رأوا لحزبِ الإلهِ صبراً / والمَوتُ حُفَّت بِهِ الجهاتُ
فحاولوا منهمُ انفلاتاً / وليسَ للحائِنِ انفلاتُ
فلا تسل عن بناتِ ماءٍ / إن صَرصَرَت حَولَها البُزَاةُ
يا من يجدي لمن يجدي
يا من يجدي لمن يجدي / أسرفت واللَه في التعدي
أنا أجدي الأنامَ طُرَّاً / وأنت تبغي النوالَ عندي
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ / وأمركُم باتصالِ النصرِ مَوعُودُ
وملككم مستمرٌّ مالَهُ أمدٌ / موقتٌ دونَ يومِ الحشرِ محدودُ
ألقى على كُلِّ جبارٍ كلا كِلَهُ / كأنهُ وهو في الأحياءِ مفقودُ
رأى الشقاءَ ابن إسحاقٍ أحقَّ بهِ / من السعادةِ والمحدودُ محدودُ
وكيفَ يحظى بدنيا أو بآخِرَةٍ / محلا عن طريق الحقِّ مطرُود
أعمى ونُورُ الهُدى بادٍ لَهُ وكذا / من لم يساعِدُ توفيقٌ وتسديدُ
لم يُصغِ للوعظِ لا قلباً ولا اذناً / وكيفَ تُصغي إلى الوعظِ الجلاميدُ
لجت ثَمُودُ وعادٌ ي ضلالِهُم / ولم يدع صالِحٌ نُصحاً ولا هُودُ
والسيفُ أبلغُ فيمن لَيسَ يَردَعُهُ / عن الغوايةِ إيعادٌ وتهديدُ
أولى له لو تراخى ساعةً لغدا / وريدُهُ وهوَ بالخطي مَورُودُ
أما درى لا درى عُقبى عداوتهم / كل بحدِّ حسامِ الحقِّ محصُودُ
ألقى السلاحَ وولى يبتغي أمداً / ينجيهِ وهوَ مروعُ القلبِ مَفؤودُ
ما مرَّ يوماً ببابٍ ظنَّهُ سبباً / إلى التخلص إلا وهو مسدودُ
وهبهُ عاشَ أليسَ الموتُ أهوَنَ من / عيشٍ يُخالِطُهُ همٌّ وتنكيدُ
أنحى الزمان على الأغزاز واجتهدت / في قطعِ دابرِهِم أحداثُهُ السُّودُ
ونازعتهم سُيوفُ الهند أنفسهُم / فلم يفدهم عن الهيجاءِ تعريدُ
فهم على التربِ صرعى مثلهُ عدداً / إن كان يقضى بأن التربَ معدودُ
ولوا فلا صاحبٌ عن نفسِ صاحبِهِ / يُغني ولا والدٌ يرجُوهُ مولُودُ
يَومٌ جديرٌ بتعظيمِ الأنامِ لَهُ / فما يُقاسُ بهِ في حُسنِهِ عِيدُ
أضحت على فضلِهِ الأيامُ تحسدُهُ / إن النبيهَ الرفيعَ القدرِ محسُودُ
إذا حمى الأسدُ الغضبانُ رابيةً / لم يفترس ثعلبٌ فيها ولا سيدُ
أنتم سليمانُ في المُلكِ العظيمِ وفي / طُولِ التهجدِ في المحرابِ داوُد
قد أبهج الدينَ والدنيا مقامُكُم / وكيفَ لا وهو عِندَ اللَهِ محمُودُ
جارى مناقبكُم شعري فقصَّرَ عن / بلوغِ أدنى مداها وهو مجهُودُ
من ليسَ معتقداً إيجابَ طاعتِكُم / فليسَ يُعنيهِ إيمانٌ وتوحيدٌ
رضاكُمُ الدينُ والدنيا وعدلُكُم / ظِلٌّ ظليلٌ على الأيامِ ممدُودُ
دُمتُم حياةَ بني الدنيا ودامَ لَكُم / نصرٌ وفتحٌ وتمكينٌ وتأييدُ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ / وبالسعادَةِ في وردٍ وفي صَدَرِ
آثرتَ في نُصرَةِ الدينِ المسيرَ على / طيبِ المُقامِ وبعتَ النومَ بالسهرِ
مُظفَّرٌ مالمغرورِ يُطالِبُهُ / في الأرض من ملجأ عنهُ ولا وَزَرِ
جدَّ الجزيريُّ في إتلافِ مهجتِهِ / حَتَّى تَوَرطَ في وِردٍ بلا صَدَرِ
نارٌ من الفتنةِ العَمياءِ أطفأها / سَعدُ الإمامِ وحَدُّ الصارِمِ الذكرِ
ما زالَ إبليسُ في الأقطارِ يوقِدُها / وترتمي من شرارِ الخلقِ بالشرَرِ
زادَ الشقيُّ على الخفاشِ مشبهِهِ / ضعفَ البصيرةِ إذا ساواهُ في البصَرِ
جارى إلى سقرٍ أصحابَهُ فهووا / فيها سراعاً ووافاهُم على الأثرِ
إن الذي اتخذ الأهواءَ آلِهَةً / على الضلالِ مُصِرٌّ غَيرُ مُزدَجِرِ
والوَعظُ في الناسِ مقبولٌ ومُطَّرَحٌ / كالخطِّ في الماءِ أو كالنقشِ في الحَجَرِ
ما في الحياةِ لمن ناواكُمُ طَمَعُ
ما في الحياةِ لمن ناواكُمُ طَمَعُ / إن نَدَّ خَوفاً ففي أحبولَةٍ يَقَعُ
عن كُلِّ قَوسٍ صُروف الدهرِ ترشُقُهُ / فما لَهُ في سوى التسليمِ مُنتفَعُ
ما للعدوِّ بما أعددتهُ قِبَلٌ / ولا بغيرِ انقيادِ منهُ تَمتَنِعُ
غَزاهُمُ الرُّعبُ في جَيشٍ بلا لَجَبٍ / فأحجموا من وَراءِ الدربِ وانقمعوا
دارَت عليهم كُؤوسُ الذُّلِّ مترعةً / تسقيهمُ جرعاً من بعدِهَا جُرَعُ
كُلُّ الممالِكِ مُلكٌ خالِصٌ لَكُمُ / وكُلُّ ممتنِعٍ طَوعاً لكم تَبَعُ
والبَحرُ تعتمِدُ الأنهارُ موضِعَهُ / فتلتقي في نواحيهِ وتجتمعُ
والشعرُ إن لم يكن ي نفسِهِ حسناً / فما تحسنُهُ الأصحابُ والشِّبَعُ
من رامَ وصفَكَ مستوفى فغفلتَهُ / يُبدي ومن فهمِهِ عندَ الورى يضعُ
أضحت علاكَ مكانَ النجمِ عن مدحي / ما حيلتي وبلوغُ النجمِ ممتنِعُ
استُ الحبارى ورأسُ النسرِ بينهما
استُ الحبارى ورأسُ النسرِ بينهما / لونُ الغرابِ وأنفاسٌ من الجعلِ
خُذها إليكَ بحكمِ الوزنِ أربعةً / كالنعتِ والعطفِ والتوكيدش والبَدَلِ
جَلت عن المدحِ واستغنت فضائِلُهُ
جَلت عن المدحِ واستغنت فضائِلُهُ / والشمسُ تكبرُ عن حليٍ وعن حُلَلِ
جادُوا وصالوا وصادوا واحتبوا فهم
جادُوا وصالوا وصادوا واحتبوا فهم / مزنٌ وأسدٌ وأصقارٌ وأجبالُ
إن سابقوا سبقوا أو حاربوا غلبوا / أو يمموا وصلوا أو أملوا نالوا
أهدي إليكَ ثناءَ العرب والعجمِ
أهدي إليكَ ثناءَ العرب والعجمِ / جودٌ أبر على الداماء والديمِ
وأبصرت جودك الآمالُ فابتدرت / على همامٍ عليِّ القدر والهممِ
كفته أمر أعاديه سعادته / فنال ما رامه فيهم ولم يرم
مستقبل العمرِ قد عاد الزمان بهِ / إلى الشباب وقد أوفى على الهرمِ
لا غرو أن يتسمى غيرهُ ملكاً / فليس يلتبسُ المنكورُ بالعلمِ
ليس التقاربُ في الألفاظِ ملتفتاً / يا بعد ما بين معنى البهمِ والبهمِ
سطا وجادَ أبو يعقوبَ فاعترفت / له الملوكُ بفضلِ البأسِ والكرَمِ
تبقى الفوارس والكتابُ حائرةً / إن قط بالسيف أو إن خط بالقلمِ
غريبةٌ لم يعاين مثلها زمنٌ / وندرةٌ لا تراها العينُ في الحلمِ
أوفى الملوكِ وأكفاهم لمعضلةٍ / تعيي الكفاة وأهداهم إلى اللقمِ
والناسُ في الخلقِ أشباهٌ إذا نُظروا / وإنما اختلفوا في الخلقِ والشيمِ
بنى مناراً على التقوى تطالعهُ / زهرُ الكواكبِ والأفلاك من أُمَمِ
وهد ما كان مبنياً على جُرُفٍ / هارٍ ولم يبن من تقوى على دعم
برءُ الإمامِ حياةُ الخلقِ كلهم
برءُ الإمامِ حياةُ الخلقِ كلهم / عمَّ السرورُ به وانثالتِ النعمُ
شكا فلا مقلةً إلا أضرَّ بها / سُهدٌ ولا قلبَ إلا شفهُ ألمُ
تجهم الدهر لما أن شكا وبدا / ببرئهو وهو طلقُ الوجهِ مبتسمُ
صحت بصحتهِ الآمالُ وانتعشت / وزاحمت زُحلاً في افقهِ الهممُ
أفاضَ عدلاً على الدنيا وألبسها / نوراً فلم يبقَ لا ظلمٌ ولا ظلمُ
وبثَّ في كلِّ إقليمٍ هُدى وندى / فليسَ يُوجَدُ لا جهلٌ ولا عدمُ
لولا سياسته ما كان ملتئماً / شعثٌ ولا كانت الأسبابُ تنتظمُ
والله يختص أقواماً برحمتهِ / تجري بحكمتهِ الأرزاقُ والقِسَمُ
حاطَ الإلهُ لِنصرِ الدينِ مهجتهُ / وعُوفيت تلكمُ الأخلاقُ والشيمُ
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا / وأذعنت لكمُ الأيامُ إذعانا
وارتاضَ كُلُّ جموحٍ في عنانِكُم / من بعدِ ما أعجزَ الرواضَ أزمانا