المجموع : 14
سقى الحمى ومحلاً كنت أعهده
سقى الحمى ومحلاً كنت أعهده / حيا بحور بصوب المزن أجوده
فإن دنا الغيث واستسقت مرابعه / ربىً فدمعي بالتسكاب ينجده
بانت أهالي ذاك الحي واقتسموا / قلبي فافقد أحبابي وأفقده
أحرزت في الصدر دراً من عقودهم / عند الوداع فأجفاني تبدده
فقد كان يسعدني في البحر بيضه / فساعة البين وافاني مورده
بين السهاد وجفني منكم صلة / نبعدكم عن لذيذ النوم يبعده
كأنما الليل يهواني فيرصدني / كالنجم أهواه في ليلي فأرصده
وليلة بت فيها ما بها كدر / والهجر قام له وصل ينكده
يدير كأس حمياها قضيب نقا / كالخيزرانة أودى بي تأوده
مهفهف القد أخشى من لطافته / أن يخجل الغصن منه حين يشهده
وقد يطوق أيم في ذوابته / حرز فعز على الراقي تصلده
كما بدا الحق في آل الوصي فأنـ / ـوار الهدى لعَّمي القلب ترشده
يا راكب الغي دع عنك الضلال فه
يا راكب الغي دع عنك الضلال فه / ذا الرشد بالكوفة الغراء مشهده
من ردت الشمس من بعد المغيب له / فأدرك الفضل والاملاك تشهده
ويوم خمَّ وقد قال النبي له / بين الحضور وشالت عضده يده
من كنت مولى له هذا يكون له / مولى أتاني به أمر يؤكده
من كان يخذله فاللّه يخذله / أو كان يعضده فاللّه يعضده
قالوا سمعنا وفي أكبادهم حرق / وكل مستمع للقول يجحده
وأظلمت بسواد الحقد أوجههم / وأنه لم يزل بالكفر أسوده
والباب لما دحاه وهو في سغب / عن الصيام وما يخفى تعبده
وقلقل الحصن فارتاع اليهود له / وكان أكثرهم عمداً يفنده
واسأل به مرحباً لما أعد له / مشطباً غير فرارٍ مجرده
ألقى مهنده في وسط قمته / فغاص في الأرض يفريها مهنده
نادى بأعلى العلى جبريل ممتدحاً / هذا الوصي وهذا الطهر أحمده
وفي الفرات حديث إذ طغى فأتى / كل إليه لخوف الهلك يقصده
قالوا أجرنا فقام المرتضى فرحاً / بالفضل واللّه بالافضال مفرده
وقال للماء غفر طوعاً فبان لهم / حصباؤه حين وافاه يهدده
فللعفاف وللإيمان طاعته / وللقنوت وللتقوى تهجده
يا قائم الليل تمجيداً لخالقه / وأين مثلك قواماً تمجده
يا حجة اللّه يا من يستضاء به / إلى الهداية يا من طاب مولده
ألستم أنتم أهل الكساء بكم / جبريل يفخر إذ فيكم نعدده
يا عروة سلَّم المستمسكون بها / ومسلكاً بالولا فيكم يمهده
أبوكم جد في طوع لجدكم / وعترة جد في خلف تجدده
نحن المقرون بالافضال أنكم / فرع نما إذ ذكا في المجد محتده
نفوز يا آل طه باسمكم صلة / بعد الصلاة لمن طوعاً نوحده
جعلتكم يا بني الزهراء معتمدي / يوم المعاد بما فيكم أجدده
لفظاً بإحسانكم عندي أنثره / دراً وأفعالكم عندي ننضده
أنا المظفر سيف الدين معتقداً / أن القريض إذا ما فهت أنشده
في مدح آل رسول اللّه دار غدٍ / في جنة وحساماً في أجرده
آل رسول الإله قوم
آل رسول الإله قوم / مقدارهم في العلى خطير
إذ جائهم سائل يتيم / وجاء من بعده أسير
أخافهم في المعاد يوم / معظم الهول قمطرير
فقد وقوا شر ما أتقوا / وصار عقابهم السرور
في جنة لا يرون فيها / شمساً ولأثم زمهرير
يطوف ولدانهم عليهم / كأنهم لؤلؤ نثير
لباسهم في جنان عدن / سندسها الأخضر الحرير
جزاهم ربهم بهذا / وهو لما قد سعوا شكورا
يا نفس دنياك هذه خدع
يا نفس دنياك هذه خدع / والعيش إن دام فهو منقطع
وكل من نفسه تحدثه الخلو / د فيها قد غره الطمع
يا صاح فأيس من الدوام على / الأيام إن الدوام ممتنع
فالناس قد قدموا الرحيل و / ما تشك في أننا سنتبع
واسأل عن الظاعين إذ طعنوا / ماذا لقوا في الورى وما منعوا
دعاهم الحين مسرعاً بهم / فقد أجابوا لما إليه دعوا
لووا خدودا أعزة وزهوا / تيهاً فها هم لأمره خضع
لا يدفع الموت من يعض له / كفا ولا من دموعه دفع
ينقل في مهجة الشجاع ولا / يرده عن مراده المصع
عارض خطب وميض بارقة / إليه كل الأنام منتجع
ولا تزال الأيام واهبة / لكنها للهبات ترتجع
قد أمر اللّه أن يطاع وما / كلف نفساً فوق الذي تسع
وليس للمرء ما يكون له / ذخراً به في المعاد ينتفع
وهو تجاه النفوس يؤمنها / من خوفها إذ يهول مطلع
الا موالاة آل فاطمة الذين / في المؤمنين قد شفعوا
همُ ضياء الهدى فعلمهم / به ظلال الضلال ينقشع
لا دنس فيهم فأزرهُمُ / معقودة لا يمسها طبع
غيوث علم إذا هي انبجست / فهي مدود البحار تندفع
عجبت من منكري فضائلهم / كأنهم ما رأوا وما سمعوا
وليلة قد رعيت أنجمها / وكاد قلبي للوجد ينصدع
سهرت ضغنا على عدوهم / لا نوم لي والأنام قد هجعوا
أود لو كان أسمري قصداً / وأن سيفي في نصرهم قطع
فعندهم لا أمان يدركه / مني بحال وحسبه الجزع
إن لساني في نصرهم لكما / يهاب في حين يزأر السبع
فتارة مسفر وملتثم / وتارة حاسر ومدَّرع
كم من فؤاد وغرته وأنا / لا يعتريني بحاله فزع
يبتدع الضد ما يلفقه / فيمن سواهم ولست أبتدع
أعدت للدين حسنه ولقد / كان زماناً بأنفه جدع
ردعت عباساً اللعين ولو / قد كان غيري ما كان يرتدع
بغى على من أباحه حسناً / لكل باغ يبغيه صرع
سقى فكانت له بغير مرا /
إن فاتني مصرع الحسين ففي / هذا يزيد اللعين منصرع
يا صاحبَّي بجرعاء الغوير قفا
يا صاحبَّي بجرعاء الغوير قفا / نجد لمن بان بالدمع الذي وكفا
ليست دموعاً من الأجفان سائلة / لكنها أنفس ذابت بهم أسفا
لعل ليل الأحاظي أن يبيح لنا / بدر الدجى قد تجلى هذه السدفا
حتى يعود بروض الأنس مرتعنا / ونستعيض من العيش الذي سلفا
كم ليلة بت والقلب العميد بها / مردد في سنا البرق الذي خطفا
بمهجتي بدر تمَّ لو بطلعته / ليلاً أشافه بدر التم لانكسفا
ما ضره إذ رأى مذعنه قد عطفا / لو انه رقَّ لي بالوصل ما انعطفا
في لحظة دنف أودى به جسدي / فصرت من فرط حبي أعشق الدنفا
إذا حكى الريم من أجفانه وطفا / حكى قضيب النقا من خصره هيفا
إذ فاتني من زمان الورد رونقه / ظللت من خده للورد مقتطفا
ظبى لقلبي وجيف عند رؤيته / وفي صراع ليوث الحرب ما رجفا
قالوا أتوا في لجاف غدره خلقٌ / لو أنصفوا عد ذاك الغدر منه وفا
يا جامد الدمع أقصر عن ملامة من / لو دمع عينيه جاد الأرض ما نزفا
ورب ورقاء في ليل تؤرقني / وهاتف في ذرى الأغصان قد هتفا
وقد علوت عليه بالملام له / إذ كيف تبكي على وجدان ما ألفا
وبان عذري أني لم أزل لعكو / ف البين فينا على الأشجان معتكفا
كما تبين حبي للوصي وصالها / بالشمس إن سامتت قطب السماء خفا
الانني كل يوم من محاسنه / أهدي إلى من توالى دينه تحفا
إن الولاء إذا حققته نِعمٌ / تمت لدي واحسان عليَّ صفا
لا يقصد الباطل المدحوض رتبته / بين البرية من للحق قد عرفا
فآل أحمد فاقوا الناس أجمعهم / كما يفوق ثمين الجوهر الصدفا
بذكرهم تتحلى كل سامعة / حياً حسبنا على أسماعنا شنفا
ماذا أقول أنا والواصفون لهم / وقد تعالوا على أوصاف من وصفا
لو استطعت ركبت الريح عاصفة / حتى أزور سريعاً سيد الخلفا
أناشد الغيث أن لا يستقل إلى / أن ترتوي أعظم قد حلت النجفا
هو الذخيرة لي عند الصراط إذا / أمسكت في الحشر من أسبابه طرفا
ولو إلى غيره أدعى وتجعل لي / ما في البسيطة لم أعلق به أنفا
ولو ذنوبي ملء الأرض قاطبة / تجاوز اللّه عنها لي به وعفا
يا آل طه سمعنا من محاسنكم / ما يسلك السمع منه روضة أنفا
أنتم يميني يوم البعث لا تذروا / سوى يميني أن أوتى بها الصحفا
أنتم طراز على الدنيا تجملها / يا أشرف الناس قد شرفتم الشرفا
لولاكم لم تكن دنيا ولا خلق الل / ه الجحيم ولا الجنات والغرفا
اني ابن رزيك لو أن الورى صدفوا / عنكم وخصص بالدنيا لما صدفا
لقد ضفا لكم ثوب الولاء على / طلائع فلربي الشكر حين ضفا
وقد صفا لي وردي في محبتكم / لكنه عن سواكم رغبة صدفا
دهري أشدد نبلي للطغاة فما / تخطى سهامي من أغراضهم هدفا
وأنتحي لمديحي فسل فاطمة / وأنتفي عن غبي للوصي نفا
أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا
أذكرهم الود إن صدوا وإن صدفوا / إن الكرام إذا استعطفتهم عطفوا
آدابك الغر بحر ماله طرفُ
آدابك الغر بحر ماله طرفُ / في كل سمع بدا من حسنه طُرفُ
نقول لما أتانا ما بعثت به / هذا كتاب أتى أم روضة أنف
خط تنزهت الأزهار حين بدا / كأنه الدر عنه فتح الصدف
إن نظنه طرق الأسماع كان لها / وإن حوت عطلا من حلية شنف
رقت حواشي كلام أنت فاطمه / فيه فجاء كزهر الروض يقتطف
وردت بحر القوافي فاغترفت كما / قد حل يوماً بمد النيل مغترف
زهت على البدر نوراً إذ أتت بسواد / النقس يشبهه من خده كلف
قرطست رمياً وكالرامٍ بأسهمه / إذا تحقق منه يسلم الهدف
بناظر فاق غزو العد لا وشل / ولا ببرض إذا ما حل ينتزف
إذا تطلع فوق الأرض ذو أدب / فأنت منه على العيوق تشترف
وإن تعرى دعي من فضائله / فأنت مدرع منها وملتحف
إذا تخفى لفتح وجه قافية / فعن قوافيك شيلت دوننا السُجف
لأعين الناس نهب من محاسنها / كما القلوب تلاقيها فتختطف
إذا ذكرناك مجد الدين عاودنا / شوق تجدد منه الوجد والأسف
ورمن ما قد وجدناه لفرقتكم / يحيط بالقلب من أرجائه التلف
ولو عرفت الذي في القلب منك لما / ان كنت عنا على الأحوال تختلف
ولا عجيب إذا حاف الزمان على / حر وكل قضاياه بها جنف
فلا تكن جازعاً إن التجاوز عن / انفاقك الصبر في شرع الهوى سرف
فإن حصلت على الصبر احتويت على / الأجر الجزيل وفي احرازه شرف
يا من جفانا ولو قد شاء كان إلى / جنابنا دون أهل الأرض ينعطف
وحق من أمه وفد الحجيج ومن / ظلت إلى بيته الركبان تختلف
إنا لنوفي على حال العباد كسا / نوفي لمن ضمه في قربنا كنف
ونغفر الذنب ان رام المسيء بنا / عفواً ونستره في حين ينكشف
وإن جنى من رأى أنا نعاقبه / يردنا الصفح أو يعتاقنا الأنف
نعم ونحفظ عند الغيب صاحبنا / وليس يدركنا كبر ولا صلف
فما لإبعادنا يوم الوغى ميل / ولا لموعدنا يوم الندى خلف
فعندنا جنة تدنو الثمار بها / إذا دنا مجتن منها ومقتطف
هدى مصاحبنا ضوء النهار وكم / قد ضل من في ظلام الليل يعتسف
فمل الينا بآمال محققة / وكف غرب دموع لم تزل تكف
كفى اغتراباً فعجل بالاياب لنا / فمنك لا عوض يلقى ولا خلف
وقد أجبنا إلى ما أنت طالبه / فالآن كيف تروى فيه أو تقف
فرّينا فيك قد ضحى علانية / والجند قد عرفوا منه الذي عرفوا
وقدمت لك تمهيداتنا وبها / وحس الفلاة إذا ما روعت أنف
كأننا حين تجري ذكرة لكم / على اضطرام لهيب النار نعتكف
فإن يبالغ أُناس في الثناء على / أوصافكم قصروا في كل ما وصفوا
فخذ نظاماً على قدر الذي كتبت / يداك إذ عدد النظمين مؤتلف
عاومك البحر غمراً ليس تنتزف
عاومك البحر غمراً ليس تنتزف / أسماعنا لمعاني درها صدفُ
فإن يجد فلتة في الدهر ذو ادب / تجده من بحرك الزخار يغترف
تجيل فكرك في روض العقول فلا / نزال تختار ما تجني وتقتطف
بعثت منها هدياً في الورى جليت / فالحسن وقف عليها ليس ينصرف
عذراء تثبت فضل الواصفين لها / فقد تفادت جمالاً كل من يصف
بعثتها ديماً تروي بها عطش الصا / دي ومسكنها في سيرها الصحف
تروى القلوب بها بعد العيون فلا / قلب ولا عين الا وهو يرتشف
ألهت عن الحسن والاحسان أجمعه / إذا استبان بها عن غيرها أنف
حسناء تبرز في عرنينها شمم / من الجمال وفي أجفانها وطف
كأن أسماعنا لما أصخن لها / عجباً أتيح لها من حليها شنف
قد برهنت بالمعاني عن فؤاد شج / قد هاضه الأثقلان الهم والأسف
إن يبتسم غلطة في الدهر عاتبه / قلب مدامعه في صدره تكف
ورب صعب بدا من بعد شدته / لأضعف الناس حولاً وهو منعطف
وكم مصابٍ جنته فرقة فغدا / سحابه بنسيم القرب ينكشف
وكربة نزعت عنها ملابسها / والقلب منها بثوب الهم ملتحف
وحين تشرق أنوار الشموس فما / يضر ماضي ليال عمها السدف
أحوال ضرك مجد الدين واضحة / قد كان للدهر في توكيدها سرف
برق اليقين بدا منا اليك فما / يغر خلبه بل سحبه تكف
لا تخلف الوعد منا بالنجاح لمن / لنا بآماله في القصد يختلف
يقول حاسدنا والحق أنطقه / إذ شمسه لا كمثل الشمس تنكسف
أولاد رزيك لا فخر كفخرهم / حازوا المفاخر في الدنيا وهم نطف
وكم أراد الورى احصاء فضلهم / في المكرمات فما اسطاعوا ولا عرفوا
لكنهم أخذوا ما نستقل به / افهامهم وإلى حيث انتهوا وقفوا
تدنى الغنى من يدي رب المنى فلنا / به المطي إلى أوطانهم تجفُ
في غيرنا تخجل الامال إن قصدت / وما يخيب رجاء عندنا يقف
وقد قضى الله بي تأليف شملكم / وكان ظنكم أن ليس يأتلف
وقد أساء لكم دهر مضنى فإذا / شئتم من الدهر فاقنصوا أو انتصفوا
واقضوا ديون الهوى عن مدة سلفت / تشاكياً وعلى المستأنف استلفوا
وقد بدأنا وتممنا فهل أمل / يدعو وهل مدمع قد عاد ينذرف
نحن الزلال دفعنا غصة عرضت / لكم فلما عرضنا لم تكن تقف
وعندنا أهلكم كانوا لعيشهم / كأنهم عنك ما غابوا ولا انصرفوا
كم جهد ذي الهم أن يبقى تجلده / عليه والهم في استمراره التلف
لا نأسفن على فقدان غيرهم / ففي الملاوم قد جرت له عطف
قوم إذا ارتفعوا قدراً هووا همماً / فالمكرمات لعمري بينهم طرف
ولا نقل إن تذكرت البلاد أسىً / بأن قلبك بالأشواق يختطف
وإن دولتنا كنت الوحيد بها / فضلاً فكيف يرى منكم بها خلف
عليكم بدع الآداب قد وقفت / فما لها عنكم في الدهر منحرف
من ننشد عهد ذاك الاجتماع لنا / فقد أضاعته منكم نية قذف
هنيت أهلك مجد الدين فانتجع الا / تراح وانظر فإن الخير مؤتنف
فإن زللت قديماً أو جهلت فقد
فإن زللت قديماً أو جهلت فقد / أزال ما كان من جهلي ومن زللي
فحبه قد محا عني الذنوب ولو / كانت ذنوبي ملء السهل والجبلِ
يا لائمي العروة الوثقى امتسكت بها / أعيت عليَّ وضاقت أوجه الحيل
أما علي علت رجلاه كاهل خي / ر الخلق حتى أزال العز عن هبل
أما علي له العلم المصون به / قد حليت هذه الدنيا من العطل
أما علي له الايثار والكرم ال / ممحض الذي فاق أهل الأعصر الأول
أما علي عنى ماء الفرات له / هل كلم الجن والثعبان غير علي
ومن سوى حيدر ردت ذكاء له / من بعد ما جنحت ميلاً إلى الطفل
علي هل كان ماضي غرب مقوله / إذا تفلل سيف النطق ذا فلل
وراية الدين لما كان حاملها / دون الهنا بين هل نيطت إلى فشل
ما جردت من علي ذا الفقار يد / الا وأغمده في هامة البطل
لم يقترب يوم حرب للكمي به / الا وقرب منه مدة الأجل
قد صاب في رأس عمرو العامري وفي / يافوخ مرحب صوب العارض الهطل
وفي مواقف لا يحصى لها عدد / ما كان فيها برعديد ولا نكل
ومدعي القول بالاجماع ينقضه / كم قد تخلف عند العهد من رجل
سلمان منهم وعمار وسعد كذا / العباس لا شك والمقداد والدؤلي
كم كربة لأخيه المصطفى فرجت / به وكان رهين الحادث الجلل
كم بين من كان قد سن الهروب ومن / في الحرب إن زالت الأجبال لم يزل
في هل أتى بيَّن الرحمن رتبته / في جوده فتمسك يا أخي بهلِ
علي قال أسألوني كي ابين لكم / علمي وغير علي ذاك لم يقل
بل قال لست بخير إذ وليتكم / فقوموني فإني غير معتدل
إن كان قد أنكر الحساد رتبته / فقد أقر له بالحق كل ولي
وفي الغدير له الفضل الشهير بما / نص النبي له في مجمع حفل
ومن يغطي نهار الحق منه فما / غنى بهارون فيه ضارب المل
قال النبي لنا أوصوا ومات كما / قالوا ولم يوص يا بعدا لذي جدل
هذا التناقض أوهى علمهم وبذا / يستضحك الجهل فيه ساير لمثل
فأصبحوا غنماً في غيها هملا / فثه على غنم في غيها هل
فإن تقولوا بأن اللّه قد أمر / الهادي بهذا وما هذا بمحتمل
فاللّه يختار ليس الاختيار إلى / زيد وعمرو فما للبغي لم يحل
وكان منهم أبو ذر ومالك ال / نخعي وقيس وأعيان من النبل
فباع منها أبو سفيان آخرة منه / بدنيا فسل عن رأيه الخطل
كم من رباع لهم في حسنها أهلت / حتى اختبرنا وجدنا دارس الطلل
لو لم يكن لعلي غير منقبة / فقد كفاه بقربى خاتم الرسل
ورب لائمة لامت فقلت لها / اليك عني فإني عنك في شغل
والصدق أزين لي قلب يقلب في / ضرام وجد على الأيام في شعل
أميل من أسف من غير ما سكر / هما به مثل ميل الشارب الثمل
أقول يا ليتني قد كنت في زمن / الهادي لأحضر فيه وقعة الجمل
ليشتفي كبدي ضرباً بذي شطب / في الظالمين وطعناً بالقنا الذبل
وانني لقتيل الطف مكتئب / إذ راحتي لبني اللخناء لم تطل
وإن سيفي عف عن دمائهم / وإن طرفي على الانجاس لم يجل
حتى أكون إذا اسودت وجوههم / ألقى الهي بوجه في المعاد جلي
ويا بنيَّ الطهر إن غابت جسومكم / عن رأي عيني فما تنأون بالرحل
فأنتم الذخر في حشري وعافيتي / في علتي وبكم أمني من الوجل
فما يولي ضميري عن ولائكم / ولا تميل الليالي بي إلى الملل
ولا لكم في ضمير القلب مسكنه / وذكركم في فمي أحلى من العسل
وإذ بحبكم ربي تخير لي / أعلى الأنام فما آسى على السفل
إن ابن رزيك ذو قلب يواجهكم / من الولاء بوجهٍ منه مقتبل
يصوغ فيكم رياضاً من مدائحه / كالروض دبجه وفي الندى الخضل
مثل العرائس تجلى من ملابسها / على المسامع في حلي من الحلل
بيض المعاني إذا اسودت مدارعها / فريها آمن من حمرة الخِجل
مثل النجوم تحث السير وادعة / في كل أرض ولا تعتاق بالكلل
تلهى العقول الرصينات البناء بها / عن الشموس التي يغرين في الكلل
كأنما في الخدود الناصعات جرى / ماء اللمى فاعتراه النهب بالقبل
بيضاء سوداء في حالٍ كأن بها / على الحقيقة سر الأعين النجل
وما الامارة من نطقي يانعة / السيف لي وأفانين البلاغة لي
خلَّصت من خدعات الأعين النجل
خلَّصت من خدعات الأعين النجل / ونبت من تبعات اللهو والغزل
وقام عندي لوم الخائنين إذا / خانوا الوداد مقام اللوم والعذلِ
فما بكيت لناس استريح به / من العناء ولم أضحك إلى أمل
ولو سوى هذه الدنيا غدا وطني / لقلت أني لم أربع على طلل
إذا تناكر أفعال الرجال بها / فحومة الحرب والمحراب تشهد لي
أنفت في خلواتي أن يرى لفمي / من غيرتي لهباً إلا على القتل
وعفت ما في قدود السمر إن خطرت / من اعتدال لما في السمر من خطل
وزرقة النصل في طرف القناة أبت / ان يستبين بما بالطرف من كحل
وتحل اثارها في كل معركة / قامت لدي مقام الأعين النجل
حتى كأن أسيلان الخدود وقد / أعرضت عنها أحالتني على الأسل
وإن جوهر سيفي لو قربت به / جواهر التحلي صار الحلي كالعطل
ترفعت همتي حتى وطيت على / كواكب الجو بالمهرية الذلل
فما المجدة في افق السماء سرى / محجة دستها بالخيل والابل
ولا الأهلة مع مر الشهور سوى / اثار خيلي من حاف ومنتعل
ما ثار الا وراء الثور عثيرها / قدماً ولا حملت الا على الحمل
وأخلف الشهب في ليل العجاج إذا / غابت بشهب على الأرماح لم تفل
فليس تبقي غداة الحرب إن فتكت / أعمال فتك لمريخ ولا زحل
وبعد هذا فإن الموت مدركنا / وليس يسبق في ريث ولا عجل
ولا الحول ينفع فيه حين يحضرنا / داعي المنايا ولا يرتد بالحيل
وليس يصحبنا ما نسر به / في هذه الدار الا صالح العمل
ولا يؤمننا في الحشر من وجل / الا ولاء أمير المؤمنين علي
شرعت عرفي إلى حوض النبي به / ولم أعرج على طرق ولا وشل
ومال ودي إلى القربى التي ظهرت / أعراقها لا إلى ود ولا هبل
آل النبي الأُلى آوي إلى سبب / منهم وحبل بحبل اللّه متصل
وما قصدت وقد صيرتهم درجا / إلى نجاتي الا أقرب السبل
بانت طريقهم المثلى لسالكها / فلست عنها بذي زيغ ولا ميل
ما كنت أبغي اعتصاماً بالنزول إلى / خفض الوهاد عن الانجاد والقلل
باللّه لو لم تجد عن نهج مسلكهم / عمى القلوب بقوم لا عمى المقل
ما كان يشكل عن ذي اللب فضلهم / في واضح الصبح ما يغني عن الطفل
من كالامام الذي الزهراء ثاوية / في بيته وأخوه خاتم الرسل
الباذل النفس من دون النبي وقد / فر الجبانان من عجز ومن فشل
في يوم خيبر والأجناد شاهدة / بنص ذلك منذ الأعصر الأول
ومطعم السائل البادي بخاتمه / عند الركوع اوان الفرض والنفل
والخاشع المتجرى في تواضعه / كأنه لم يصل يوماً ولم يصل
وقابض الكف عما لا يحل له / كأنها لم تطل يوماً ولم تطل
ومن يرد عن الدنيا بنان يد / كأنها لم تنل يوماً ولم تنل
سأل به ليلة الأحزاب إذ دلفت / خيل العدى وهي ملء السهل والجبل
وجاء أعداء دين اللّه في رهج / تزلزل الأرض من علو ومن سفل
وساء ظن الألى صارت قلوبهم / إلى الحناجر من خوف ومن وجل
وجردوا حين اطغى القردُّ نارهم / بيضاً توقد في الايمان كالشعل
وجاء عمر بن ود في أوائلهم / من شدة التيه لا يلوي على بطل
حتى توغل صف المسلمين على / نهد إذا زالت الأجبال لم يزل
هل كان غير أمير المؤمنين له / قرناً فرواه من مهل ومن وهل
ويوم بدر وقد ماد القليب دماً / يغص وارده في العل واليهل
شابت بضربته رأس الوليد ضحى / شيباً يضر لغير الفاحم الرجل
وكم وليد سواه في حروبهم / قد ظل يسبق منه الشيب بالأجل
وكل من لعبت أيدي الضلال به / هناك يأوي إلى الأكتاف والطلل
ولم يجز ذاك الا للنبي وما / في غيره حجة يوماً لذي جدل
قد آمر اللّه أن يلقى بمعتزم / من الرجال ولم يأمر بمعتزل
ولو أجاز نكوصا أو محاجزة / في ساعة الزحف للرعديدة الوكل
ما قال قدماً أعدوا ما استطاع له / اولاء للقوم من خيل ومن خول
ولو تولاهم الادبار إن زحفوا / يوماً فراراً إلى الأستار والكلل
ويوم احد غداة البأس حين ثوى / أهل اللواء بسيف الفارس البطل
ما كان في السهل من بعض النعام وفي / الأوعاد لما التقى الجمعان كالوعل
وجاء بعد بليث يستقيل فلم / يقل لدى عذره صدقاً ولم يقل
وفي حنين وللبيض الرقاق به / حنين بيض تنادت فيه بالثكل
من قال قد بطل اليوم الذي عقدوا / فينا من السحر إن الدهر ذو دول
وبعد مثوى رسول اللّه إذ نصبوا / له العداوة من أنثى ومن رجل
ما سد رأي التي كانت صلاتهم / برأيها خوف ذاك العارض الجلل
وبالعراق أراق البغي مِن دم مَن / أحالها مثل صوب العارض الهطل
بني أمية اني لست ذاكركم / إذ لي بذكر سواكم أكبر الشغل
كفى الذي دخل الاسلام إذ فتكت / ايمانكم ببني الزهراء من خلل
منعتم من لذيذ الماء شاربهم / ظُلما وكم فيكمُ من شارب ثمل
أبكيهم بدموع لو بها شربوا / في كربلاء كفتهم سورة الغلل
أنا ابن رزيك يزري ما أقول وان / طال الزمان بما قد قال كل ولي
ما ارتعت مذ كنت للاواء إن طرقت / رجلي ولا ارتحت للسراء والجذل
القلب ينجدني والعزم يصحبني / دون المصاحب في حل ومرتحل
والصبر ينشدني والخطب محتفل / لا تلق دهرك الا غير محتفل
أقسمت بالجود منا انه قسمُ
أقسمت بالجود منا انه قسمُ / وبالمودة منكم انها رحمُ
إنا لنحفظ فيكم مع بعادكم / شريعة سنها في ديننا الكرم
وكلما رام واش نقض مذهبها / أضحت تأكده الأخلاق والشيم
لسنا كقوم ولا نزري على أحدٍ / ولوا فلما رجوتم عدلهم ظلموا
بعلمنا قد حكمنا في اخائكم / دهراً وما حكموا فيكم بما علمُوا
لم يعرفوا لكم قدراً وإن كرمت / أخلاقهم وعرفنا قدر فضلكم
وليس ذاك لشيء غير انهم / بالطبع لا تنفق الآداب عندهمُ
والعرب أقتل داء يهلكون به / أن تملك الحكم في أعناقها عجم
ترفعت بك مجد الدين همة من / نجومه في سموات العلى الهمم
إذا تأخرت الآداب وامتنعت / تقدمت لك في احرازها قدم
وإن نظمت قريضاً في مكاتبة / فالبحر ما زال منه الدر ينتظم
لله كتب توالت ضمنها درر / من بحر علمك قالوا انها كلم
يقلُّ في فضلها أمثالها فإذا / تلوتها فهي الأمثال والحكم
سألت ما قد أجبناه وما برحت / قصادنا في الذي تحويه تحتكم
إن أمسك الغيث فانظر ما تجيء به / أنواؤنا فهي مهما شأتها ديم
ولو حللت بوادينا على وجل / أيقنت من غير شك انه الحرم
والأرض ما برحت مثل الرجال برى / من الرجال لها الاثراء والعدم
كذاك إن قلَّ حظ الود عندكم / فالحظ كالرزق ما بين الورى قِسم
يا غائبين وقد أضحت منازلهم / صدورنا هل علمتم انها حرم
قولوا لنا هل وجدتم مع جفائكم / رحابها اليوم أحمى أم حصونكم
بالسهل منها اعتصمتم عن معاندكم / والناس من قبل بالأجيال تعتصم
قالوا المعارف في أهل النهى ذمم / وقد غدا بيننا العرفان والذمم
وما نلط بدين تدعون به / حتى يخلصه السلطان والحكم
بل عندنا إن سألتم واثقين بنا / في حاجة نعم جوابها نعمُ
بعدتم ومنانا الان قربكم / فكيف يعتادنا في ودكم سأم
لو أبصرت لا رأت سوءاً عيونكم / جوارحي اليوم فيكم وهي تختصم
تقول عيني لقلبي قد ظفرت بهم / دوني ومالك مثلي أدمع سجم
وقول قلبي لعيني إن حظيت بهم / مع بعدهم فلي الأشواق والألم
إذا رأيت مليكاً ظل يملكه / وفاؤه وبنو الدنيا له خدم
لا تبك للجيرة السارين في الظعن
لا تبك للجيرة السارين في الظعن / ولا تعرج على الأطلال والدمن
فليس بعد مشيب الرأس من غزل / ولا حنين إلى إِلف ولا سكنِ
وتب إلى الله واستشفع بخيرته / من خلقه ذي الأيادي البيض والمنن
محمد خاتم الرسل الذي سبقت / به بشارة قسَّ وابن ذي يزن
وأنذر النطقاء الصادقون بما / يكون من أمره والطهر لم يكن
الكامل الوصف في حلم وفي كرم / والطاهر الأصل من دان ومن درن
ظل الإِله ومفتاح النجاة وينبو / ع الحياة وغيث العارض الهتن
فجعله ذخرك في الدارين معتصماً / له وبالمرتضى الهادي أبي الحسن
وصيه ومواسيه وناصره / على أعاديه من قيس ومن يمن
ذاك الذي طلق الدنيا لعمري عن / زهد وقد سفرت عن وجهها الحسن
وأوضح المشكلات الخافيات وقد / دقت على الفكر واعتاضت على الفطن
أليس في هل أتى ما يستدل به / من كان لا يتعدى واضح السنن
وقصة الطائر المشوي قد كشفت / عن كل قلب غطاء الرين والظنن
في يوم بدر وأحد والمذاد وفي / حنين أو خيبر هل كان ذا وهن
ومن تفرد في القربى وقد حسنت / أفعاله فغدت تاجاً على الزمن
أوصى النبي إليه لا إلى أحدٍ / سواه في خم والأصحاب في علن
فقال هذا وصي والخليفة من / عدي وذو العلم بالمفروض والسنن
قالوا سمعنا فلما أن قضى غدروا / والطهر أحمد ما واروه في الجبن
ثم اقتفى فعله الثاني ودام على / الاغضاء عن حقه خوفاً من الفتن
وجاء بالظلم والعدوان ثالثهم / والدين من فعلهم ذو مدمع هتن
وعاد زوج البتول الطهر فاطمة / أخو النبي يرى في زي ممتهن
وأظهروا في الحقد في آل الرسول فما / تطوى جوانحهم إلا على أحنِ
حتى لقد حملوهم في زمان بني / أمية فوق حد الصارم الخشن
لأن عداني زماني عندهم فلقد / ذممت لما عداني عنهم زمني
يا حر قلبي على قتل الحسين ويا / لهفي ويا طول تعدادي ويا حزني
لهفي على الأنجم الزهر التي أفلت / وأبعدتها بنو حرب عن الوطن
سبوا حريم رسول الله بل طعنوا / فيه بهم بأنابيب القنا اللدن
لهفي على عصب بالطف ظامية / نالت من القتل فيم أعظم المحن
وآل حرب لهم صفو الفرات ولم / يسمح لهم بشراب الآجن الاسن
أشهى إلي من المحيى الممات إذا / ذكرت مصرعهم واعتارني حزني
لما تذكرت إذ سألت دماؤهم / على النحور مضى صبري وودعني
ظالمت صبري فهل يا قوم ينشده / لي ناشد وله يا قوم ينشدني
يا أمة عدمت أخلاقها سفها / فالغدر كان بها يجري مع اللبن
غرقتم في بحار الغي يقذفكم / إلى الجحيم وخيبتم عن السفن
غوصتموني عن آل الرسول أسىً / فصرت فيهم حليف الوجد والحزن
فالوجد مني لا يفنى تضرمه / عليهم أبداً والدمع لم يخن
أغريتموني بأن أبدي مقابحكم / وأن أردي إليكم أظهر الجنن
يكفيكم أن أجزتم ظلم فاطمة / وقتلكم للحسين الطهر والحسن
وقاتل ابن البتول الطهر فهو كمن / عدا لها غاصباً في أول الزمن
فما عدا ابن زياد ظلم أولكم / بل اقتدى حين أجراه على سنن
قلبي بحبي لأهل البيت مرتهن / وبالطغاة فقلبي غير مرتهن
إذا سمعت بقوم ينتمون لهم / يهزني الشوق هز الريح للغصن
هنتم غداة جعلتم في معاوية / حتى الوصي فأما الحق لم يهن
أنا ابن رزيك لا أبغي بهم بدلاً / حتى أوسد في لحدي وفي كفني
أحباب قلبي إن شط المزار بكم
أحباب قلبي إن شط المزار بكم / فإنكم في صميم القلب سكان
وإن رجعتم إلى الأوطان إن لكم / صدورنا عوض الأوطان أوطان
جاورتم غيرنا لما نأت بكم / دار وأنتم لنا بالود جيران
فكيف ننساكم يوماً لبعدكم / عنا وشخصكم للعين إنسان
يا من يروم لهم في مدحهم شبهاً
يا من يروم لهم في مدحهم شبهاً / للشمس والبدر لا تأتي بأشباه
لا تحسبني بلاه عن ودادهم / فما أنا عن جنان الخلد باللاهي
وإن من يلتجي جهلاً لغيركم / كمن يلوذ بركن ساقط واه
أنا الذي جأتهم في مدحهم مرحاً / طوع القياد ولم أنقد باكراه