المجموع : 5
يَا صَاحِ هَلْ أَنْتَ بالتَّعْرِيجِ تَنْفَعُنَا
يَا صَاحِ هَلْ أَنْتَ بالتَّعْرِيجِ تَنْفَعُنَا / عَلَى مَنَازِلَ بالبَرْقَاءِ مُنْعَرَجُ
عَلَى مَنازِلَ بالطَّاوُوسِ قَدْ دَرَسَتْ / تُسْدِي الجَنُوبُ عليها ثُمَّ تَتْتَسِجُ
كَأنَّنَا يَا سُلَيْمَى لَمْ نُلِمَّ بِكُمْ
كَأنَّنَا يَا سُلَيْمَى لَمْ نُلِمَّ بِكُمْ / وتَحْتَنَا عَلَسِيَّاتٌ مَلاجِيجُ
وَلَمْ نُكَلِّمْكِ والحُسَّادُ قَدْ حَضَرُوا / وفي الكَلامِ عَنِ الحَاجَاتِ تَخْلِيجُ
وَلَمْ نَقُلْ يَوْمَ سَارَتْ عِيْسُكُمْ عَنَقاً / والدَّوْسَرِيُّ بِجَذْبِ السَّاجِ مَجْرُوجُ
سَقَى سَقَى اللّهُ جِيراناً لَنا ظَعَنُوا / لَمَّا دَنَا مِنْ رِيَاضِ الْحَزْنِ تَهْيِيجُ
لَمْ أخْشَ بَيْنَهُمُ حَتَّى غَدَوْا حِزَقاً / واسْتَوْسَقَتْ بِهِمُ البُزْلُ العَنَاجِيجُ
فَاحْتَثَّ مِنْ خَلْفِهِمْ حَادِيهُم غَرِداً / وَخُدِّرَتْ دُونَ مَنْ تَهْوَى الهَوَادِيجُ
وَأَصْبَحتْ مِنْهُمُ ضَبَّاءُ خَالِيَةً / كما خَلَتْ مِنْهُمُ الزَّوْرَاءُ فالعُوجُ
تِلكُمْ دِيَارُكُمُ بالقَفِّ دَارِسَةٌ / يَسْتَنُّ فيها عَجَاجُ الصَّيْفِ والهُوجُ
قَفْراً خَلاءً مَا يَظَلُّ بِهَا / إلاّ الظِّبَاءُ وَغِرْبَانٌ مَشَاحِيجُ
فيها أَوَارٍ وآثارٌ بِعَرْضتِهَا / وَمَاثِلٌ نَاحِلٌ في الدَّارِ مَشْجُوجُ
دارٌ لِنَاعِمَةٍ بَيْضَاءَ حُلَّتُها / عَصْبٌ يَمَان وَبُرْدٌ فِيهِ تَدْبِيجُ
وَمَوْرِدٍ آجِنٍ سُدْمٍ مَنَاهِلُهُ / كأنَّ رِيقَ الدُّبَى فِيهِنَّ مَلْجُوجُ
زَارَتْكَ سَلُمَةُ والظَّلْمَاءُ دَاجِيَةٌ / والعَيْنُ هَاجِعَةٌ والرُّوحُ مَعْرُوجُ
فَمَرْحَباً بِكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ بِنَا / وَلَيْسَ يا سَلْمُ بي في السلم تحريج
هَلْ يُدْنِيَنَّكَ مِنْ سَلْمَى وَجِيرَتِها / قَلائِصٌ أَرْحَبيَّاتٌ حَرَاجِيجُ
هُدْلُ المَشَافِرِ أَيْدِيها مُوَثَّقَةٌ / زُجٌّ وأَرْجُلُهَا زُلٌّ هَزالِيجُ
لَمَّا لَقِحْنَ لِمَاءِ الفَحْلِ أعْجَلَهَا / وَقْت النِّكَاحِ فَلَمْ يُتْمِمْنَ تَخْدِيجُ
تفري السباع سلىً عنه تماشقهُ / كأنه بردُ عصبٍ فيه تضريجُ
قَالَتْ تَغيَّرْتَ عَنْ وُدِّي فَقُلْتُ لَهَا / لا والذي بَيتُهُ يَا سَلمُ مَحْجُوجُ
ما أَنْسَ لاَ أَنْسَ مِنْكُمْ نَظْرَةً سَلَفَتْ / في يَوْمِ عيدٍ وَيَوْمُ العِيدِ مَخْرُوجُ
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فَادَّلَجُوا
إنَّ الخَلِيطَ أجَدُّوا البَيْنَ فَادَّلَجُوا / بَانوا ولم يُنْظِرُوني أنَّهُمْ لَجِجُوا
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ
لَوْ يَعْبُدُ النَّاسُ يَا مَهْديُّ أَفْضَلَهُمْ / مَا كانَ فِي النَّاسِ إِلاَّ أَنْتَ مَعْبُودُ
أضْحَتْ يَمِينُكَ مِنْ جُودٍ مُصَوَّرَةً / لاَ بَلْ يَمِينُكَ مِنْها صُوِّرَ الجُودُ
مِنْ حُسْنِ وَجْهِكَ تُضْحى الأرضُ مُشْرِقَةً / وَمِنْ بَنَانِكَ يَجْري المَاءُ في العُودِ
لَوْ أَنَّ مِنْ نُورِهِ مِثْقَالَ خَرْدَلَةٍ / فِي السُّودِ طُرّاً إذاً لاَبْيَضَّتِ السُّودُ
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مِخْماصٍ لها بَشَرٌ
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مِخْماصٍ لها بَشَرٌ / كَأنَّهُ بِذَكِيِّ المِسْكِ مَغْسُولُ
فالخَدُّ مِنْ ذَهَبٍ والثَّغْرُ مِنْ بَرَدٍ / مُفَلَّجٌ وَاضِحُ الأَنْيابِ مَصْقُولُ
كأنَّها حين يَسْتَسْقي الضَّجِيعُ بِهِ / بَعْدَ الكَرَى بِمُدَامِ الرَّاحِ مَشْمُولُ
وَنَشْرُها مِثْلُ رَيَّا رَوْضَةٍ أُنُفٍ / لها بِفَيْحانَ أَنْوَارٌ أكالِيلُ