القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 11
ما رَونَقُ الفَجر وَالظَلماءُ عاكِفَةٌ
ما رَونَقُ الفَجر وَالظَلماءُ عاكِفَةٌ / إِذا تَنَفّس نوراً في حَناياها
فَهَبَّت الطَير تَدعو الطَير مُرسلة / مِن الأَغاريد أَحلاها وَأَشجاها
وَلا الورود كَأمثال الخُدود وَقَد / تَفتَّحت في الرِياض الفيح تَغشاها
كلا وَلا قَطراتُ الطَلِّ كامِنَة / في الأقحوان وَأُمُّ الشَهد تَرعاها
يَوماً بِأَجمَلَ من ميٍّ إِذا اِبتَسمت / تَحتَ النِقاب وَلاحَت لي ثَناياها
غَداً تُفارقني ميّ وَفي كَبدي / شَوق أُكابده آهاً وَأَواها
لم ألْقَ بيْن لياليَّ التي سَلَفَتْ
لم ألْقَ بيْن لياليَّ التي سَلَفَتْ / كلَيْلةٍ بِتُّها في دْير قدِّيسِ
ضَمَمْتُ حسناءَ لم يُخْلَقْ لها مَثَلٌ / بيْن الحسان ولا حورِ الفراديسِ
ما عرشُ بلقيس في إبَّان دولتها / ولا سليمان مزفوفاً لبلقيسِ
يوْماً بأعظم منَّا في السَّرير وقد / دام العناقُ إلى قرع النوَّاقيسِ
باعوا البِلادَ إلى أعدائِهمْ طمَعاً
باعوا البِلادَ إلى أعدائِهمْ طمَعاً / بالمالِ لكِنَّما أوطانَهم باعوا
قد يُعذرونَ لو أنَّ الجوعَ أرغمهم / والله ما عطشوا يوماً ولا جاعوا
وبلغة العار عند الجوع تلفظها / نفس لها عن قبول العار رادع
تلك البلادُ إذا قلتَ اسمُها وطنٌ / لا يفهمون ودون الفَهْم أطماعُ
أعداؤنا منذُ كانوا صَيارفةٌ / ونحنُ منذ هبطنا الأَرضَ زُرَّاعُ
لَمْ تَعكسوا آيةَ الخلاَّقِ بل رجعت / إلى اليهودِ بكم قُربى وأطباعُ
يا بائعَ الأرضِ لم تحفِلْ بعاقبةٍ / ولا تعلَّمتَ أنَّ الخصم خدّاعُ
لقد جنيتَ على الأحفادِ وا لهفي / وهم عبيدٌ وخُدَّامٌ وأتباعُ
وغرك الذهبُ اللماعُ تُحْرزُهُ / إن السَّرابَ كما تدريه لمَّاعُ
فكَّرْ بموتكَ في أرضٍ نشأتَ بها / واتركْ لقبركَ أرضاً طولها باعُ
لهفي على نافعٍ لو كان ينفعه
لهفي على نافعٍ لو كان ينفعه / لهفي وهيهات ما في الموت نفّاع
قد شيّعوه إلى قبر يحفّ به / مِن المهابة اتباعٌ واشياعٌ
حوتْه أوطانُه في جوفها فغدا / كأنما هو قلب وهي أضلاعُ
يا موطناً في ثراه غاب سادته / لو كان يخجل من باعوك ما باعوا
تحية لَك يا مصر الفراعين
تحية لَك يا مصر الفراعين / ذَوي المآثر مِن حَيٍّ وَمَدفون
وَلَم تَزَل دَوحة الآداب وارفة / عَلى جِوارك خَضراء الأفانين
إِلَيك يا مصر إِيمائي وَملتَهفي / وَنور نَهضتك الغَراء يَهديني
وَلي أَواصر قُربى فيكَ ما بَرحت / لَما مَضى ذات تَوثيق وَتَمكين
شَقوا القَناة عَساها عَنكَ تبعدني / أَني وَمِن لَهفتي جسر سَيُدنيني
أُحب مصر وَلَكن مصرَ راغِبَة / عَني فتعرض مِن حين إِلى حين
وَإِن بَكَت لا بَكَت هَماً فَقَد عَلِمَت / وَأَيقَنَت أن ذاكَ الهَمّ يبكيني
وَما عَتبت عَلى هَجر تدلُّ بِهِ / إِن الد لال يمنيني وَيغريني
لَكن جَزعت عَلى وِد أَخاف إِذا / فَقَدتهُ لَم أَجِد خلّاً يواسيني
في أَصدِقائي أُغَزّى إِن هُمُ هَلَكوا / وَفي الصداقات ما لي مَن يُعزيني
قالوا شفاؤك في مصر وَقَد يَئسوا / مني وَأَعيي سقامي مَن يُداويني
خَلفتها بلدة يَعقوبُ خلفها / شَوقاً ليوسف قَبلي فَهُوَ يَحكيني
تقليني مِن بَنات النار زافِرَةٌ / تَكتَنُّني وَهَجير البيد يَصليني
تَمضي عَلى سنن الفولاذ جامِحَة / وَجذوة الشَوق تَزجيها وَتَرجيني
حَتّى سمت ليَ جنات النَخيل عَلى / ضفاف مطرد النَعماءِ مَيمون
هَبطت مصر وَظني أَنَّها رَقَدت / في ظلِّ أَجنِحَة مِن لَيلِها جون
كَأَنَّها وَكَأنَ اللَيل مُنصَدِعاً / بِنورها سرُّ صدر غَير مَكنون
وَالأَزبكيّةُ في الأَمساء راقِصة / لَها غَلائل مِن شَتى الرَياحين
وَالنور ذو لحظات في خَمائلها / كَأَنَّها لَحظات النَهدِ اللعين
ما لي وَللسقم أَخشاه وَأَسأل عَن / طَبيبهِ وَعِماد الدين يَشفيني
لَو أَنشب المَوت بي أَظفاره لكفى / بِأُم كَلثوم أَن تشدو فَتحييني
هَذا وَمَصر بَساتين منمقة / شبابها بَعض أَزهار البَساتين
خاضوا ميَادين مِن جدٍّ وَمِن لعب / فَأَحرَزوا السَبق في كُلِّ الميادين
أحرارنَا قد كشفتم عن بطولتكم
أحرارنَا قد كشفتم عن بطولتكم / غظاءَ ها يوم توقيع الكفالاتِ
أنتم رجال خطابات منمَّقةٍ / كما علمنا وأبطال احتجاجاتِ
وقد شبعتم ظهوراً في مظاهرةٍ / مشروعةٍ وسكرتم بالهتافاتِ
ولو أُصيب بجرحٍ بعضُكم خطاً / فيها إذاً لرتعتم بالحفاواتِ
بل حكمةُ اللهِ كانت في سلامتكم / لأَنكم غير أهل للشهاداتِ
أضحتْ فلسطينُ من غيظ تصيح بكم / خلوا الطريق فلستم من رجالاتي
ذاك السجين الذي أغلى كرامته / فداؤه كل طلاّب الزعاماتِ
من كان ينكر نوحاً أو سفينَتَه
من كان ينكر نوحاً أو سفينَتَه / فإن نوحاً بأمر الله قد عادا
حلَّ الوبالُ بعيبالٍ فمالَ به / يا هيبةَ الله إبراقاً وإرعادا
في جارفٍ كعجيج البحر ظاغيةَ / أمواجُهُ تحمل الأسواقَ امدادا
ولا تزالُ من الزلزال باقيةٌ / تذكارُها يوقد الأُكبادَ إيقادا
منذ احتللتم وشؤْمُ العيش يرهقنا / فقراً وجوْراَ وإتْعاساً وإفسادا
بفضلكم قد طغى طوفانُ هجرتهم / وكان وعداً تلقَّيناه إيعاداً
واليوم من شؤْمكم نُبلى بكارثةٍ / هذا هو الطَّينُ والماءُ الذي زادا
دار الزعامة والأَحزاب كان لنا
دار الزعامة والأَحزاب كان لنا / قضيةٌ فيك ضيَّعنا أمانيها
هل تذكرين وقد جاءتكِ ناشئةً / غنيةَ دونها الأَرواحُ تَفْديها
تَوَدُّ لو وَجَدَتْ يوماً أخا ثقةٍ / لديكِ يُوسعُها برّاً ويحميها
ما كان كفؤاً عفيفَ النفس كافلُها / ولا أبيّاً حميَّ الأَنف راعيها
ولا أفادتْ سوى الأحقاد تُضرمها / فوق البلاد زعاماتٌ وتذكيها
ولم تبالِ بما تلقي لها حطباً / ولا بأيّ كرام الناس ترميها
قضيةٌ نبذوها بعدما قُتِلَتْ / ما ضرَّ لو فتحوا قبراً يواريها
سَل جَنة الشعر ما أَلوى بدوحتها
سَل جَنة الشعر ما أَلوى بدوحتها / حَتّى خَلَت مِن ظلال الحُسن وَالطيبِ
وَمَن تَصَدّى يَردُّ السَيلَ مُزدَحِماً / لَما تَحَدَّر مِن شُمِّ الأَهاضيبِ
وَمَن أَغار عَلى تلكَ الخِيام ضُحىً / يبيح تَقويضها مِن بَعد تَطنيبِ
هِيَ المَنية ما تَنفكّ سالِبَةً / فَما تُغادر حَيّاً غَير مَسلوبِ
حَقُ العُروبة أَن تَأسى لِشاعرها / وَتُذرف الدَمع مَنهَلّاً بِمَسكوبِ
وَتُرسل الزَفرة الحَرّى مصدّعة / ضُلوع كُل عَميد القَلب مَكروبِ
مَن للقريض عَريقاً في عُروبته / يَأتي بسحرين مِن مَعنى وَتَركيبِ
وَمِن لغرّ القَوافي وَهِيَ مُشرِقَة / كَأَوجه البَدَويات الرَعابيب
أَبا المَكارم قُم في الحَفل مُرتَجِلاً / مُهذَّباتك لَم تصقل بِتَهذيبِ
وَأَضرِم النارَ إِن القَومَ هامِدة / قُلوبُهُم ذلَّ قَلبٌ غَير مَشبوبِ
وَاِنفخ إِباءَك في آنافهم غَضَباً / فَقَد تُحَرِّكُ أَصنامَ المَحاريبِ
تَمكن الذلّ مِن قَومي فَلا عَجَب / أَلّا يُبالوا بِتَقريع وَتَأنيبِ
ما أَشرَفَ العُذرَ لَو أَن الوَغى نثرت / أَشلاءَهم بَينَ مَطعون وَمَضروبِ
لَكن دَهتهم أَساليب العداة وَهُم / ساهون لاهون عَن تِلكَ الأَساليبِ
وَيَقنعون بِمبذولٍ يلوِّحُهُ / مُستعمِروهم بِتبعيد وَتَقريبِ
كَأَنَّهُم لَم يُشيَّد مَجد أَولهم / عَلى السُيوف وَأَطرافِ الأَنابيبِ
يا رائِداً كُلَّ أَرض أَهلها عربٌ / يَجتازها نِضو تَصعيد وَتَصويبِ
وَمُنشِداً عِندهم علماً وَمَعرِفَةً / بِحالهم بَينَ إِدلاج وَتَأويبِ
هَل جئتَ مِنهُم أُناساً عَيشَهُم رغدٌ / أَم هَل نَزَلَت بِقطر غَير مَنكوبِ
أَم أَيّ راعٍ بِلا ذئبٍ يُجاوره / إِن لَم تَجد راعياً شَراً مِن الذيبِ
تَبّوأَ الكاظِميُّ الخلدَ مَنزِلَةً / يَلقى مِن اللَه فيها خَيرَ تَرحيبِ
أَبا المَكارم أَشرِف مِن علاك وَقُل / أَرى فلسطين أَم دُنيا الأَعاجيبِ
وَاِنظُر إِلَينا وَسرِّح في الحمى بَصَراً / عَن الهُدى لَم يَكُن يَوماً بِمَحجوبِ
تَجد قَوياً وَفي وَعدَ الدَخيل وَلَم / يَكُن لَنا مِنهُ إِلّا وَعد عَرقوبِ
وَمَرَّ سَبع وَعشر في البِلاد لَهُ / وَحكمه مَزج تَرهيب وَتَرغيبِ
قَد تَنتَهي هَذِهِ الدُنيا وَفي يَدِهِ / مَصيرنا رَهن تَدريب وَتَجريبِ
حال أَرى شَرَّها في الناس مُنتَشِراً / وَخَيرَها لِلمَطايا وَالمَحاسيبِ
هَل في فَلسطين بَعدَ البُؤس مِن دعةٍ / أَم لِلزَمان اِبتِسام بَعدَ تَقطيبِ
كَم حَققَ العَزم والاعجال مِن أَمَلٍ / وَخابَ قَصد بِإمهالٍ وَتَقليبِ
مسهدون وَهُم حَيرى مَحاجرهم
مسهدون وَهُم حَيرى مَحاجرهم / تَنوطها بِنُجوم اللَيل أَسبابُ
أَن يَخبُ للحُب في أَكبادهم قَبس / سَقَتهُم مِن شَراب المهل أَكواب
وَكَيفَ يَبغون عَن نار الهَوى حَولاً / وَعِندَهُم قاصِرات الطَرف أَتراب
مَجدُ البِلاد
مَجدُ البِلاد / بِالشَباب العاملين
وَالاجتهاد / لِلعُلى نَهج مُبين
هِبّوا إِذن / وَاِجنوا الثَمَن عز الوَطَن
مَدى السِنين /
إِن العَمل / يُحيي الأَمل
سرُّ الوجود / فيهِ نَسود
في العالمين /
عَزم الشَباب / قُوةٌ لا تُغلَب
وَلا يَهاب / أَيّ هَولٍ يركب
لا يَنثَني أَو / يَجتَني لِلوَطن
ما يُطلَب /
إِن العَمل / يَحيي الأَمل
سرُّ الوجود / فِيه نَسود
في العالمين /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025