المجموع : 11
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت / عَلى يَدِ الفَضلِ أَيدي العُجمِ وَالعَرَبِ
لِبَيعَةٍ لِوَليِّ العَهدِ أَحكَمَها / بِالنُصحِ مِنهُ وَبالإِشفاقِ وَالحَدَبِ
قَد وَكَّدَ الفَضلُ عِقداً لا اِنتِفاضَ لَهُ / لِمُصطَفىً مِن بَني العَبّاسِ مُنتَخَبِ
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً / في لَمَّتي وَعُبَيدَ اللَهِ لَم يَشِبِ
سَلَلتِ سَهمَينِ مِن عَينَيكِ فاِنتَصلا / عَلى سَبيَّةِ ذي الاَذيال وَالطَرَبِ
كَذا الغَواني مَراميهِنَّ قاصِدَةٌ / إِلى الفُروعِ مُعَدّاةٌ عَنِ الخَشَبِ
لا أَنتِ أَصبَحتِ تَعتَدّينَنا أَرَباً / وَلاوَ عَيشِكِ ما أَصبَحتِ مِن أَرَبي
إِحدى وَخَمسينَ قَد أَنضَيتُ جِدَّتَها / تَحولُ بَيني وَبَينَ اللَهوِ وَاللَعِبِ
لا تَحسَبيني وَإِن أَغضَيتُ عَن بَصَري / غَفَلتُ عَنكِ وَلا عَن شأنِكِ العَجَبِ
لَو لَم يَكُن لِبَني شَيبانَ مِن حَسَبٍ / سِوىَ يَزيدَ لَفاقوا الناسَ في الحَسَبِ
لا تَحسَبِ الناسَ قَد حابوا بَني مَطَرٍ / إِذ أَسلَمَ الجودُ فيهِم عاقِدَ الطُنُبِ
الجودُ أَخشَنُ لماً يا بَني مَطَرٍ / مِن أَن تَبُزَّكُموه كَفُّ مُتَلِبِ
ما أَعرَفَ الناسَ أَنَّ الجودَ مَدفَعَةٌ / لِلذَّمِّ لَكِنَّهُ يأتي عَلى النَشَبِ
تأوي المَكارِمُ مِن بَكرٍ إِلى مَلِكٍ / مِن آلِ شَيبانَ يَحويهِنَّ مِن كَثَبِ
أَبٌ وَعَمٌّ وَأَخوالٌ مَناصِبُهُم / في مَنبِتِ النَبعِ لا في مَنبِتِ الغَرَبِ
إِنَّ أَبا خالِدٍ لَمّا جَرى وَجَرَت / خَيلُ النَدى أَحرَزَ الأُولى مِنَ القَصَبِ
لَمّا تَلَغَّبَهُنَّ الجَريُ قَدَّمَهُ / عِتقٌ مُبينٌ وَمَحضٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ
إِنَّ الَّذينَ اِغتَزوا بِالحُرِّ غِرَّتَهُ / كَمُغتَزي اللَيثِ في عِرّيسَةِ الأَشِبِ
ضَرباً دِراكاً وَشَدّاتٍ عَلى عَنَقٍ / كَأَنَّ إِيقاعَها النِيرانُ في الحَطَبِ
لا تَقرَبَنَّ يَزيداً عِندَ صَولَتِهِ / لَكِن إِذا ما أَحتَبى لِلجودِ فاِقتَرِبِ
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً / بِها عَلى الهامِ وَالرِقابِ
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا / تَبكي عَلَيهِم بِكُلِّ وادِ
كانَت بِهِم بُرهَةً عَروساً / فَأَضحَتِ اليَومَ في حِدادِ
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها / إِنّي إِذاً لَدَنيءُ النَفسِ وَالخَطَرِ
ما كانَ جَدّي وَلا كانَ الهُمامُ أَبي / لِيأكُلا سُؤرَ عَبّاسِ وَلا زُفَرِ
شَتّانَ مِن سُؤرِ عَبّاسٍ وَفَضلَتِهِ / وَسؤرِ كَلبٍ مُغَطّى العَينِ بالوَبَرِ
ما زالَ يَلقَمُ وَالطَبّاخُ يَلحَظُهُ / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ / إِذا ذَكَرتُ شَباباً لَيسَ يُرتَجَعُ
بانَ الشَبابُ وَفاتَتني بِشرَّتِهِ / صَروفُ دَهرٍ وَأَيّامٌ لَها جُدَعُ
ما كانَ أَحسَنَ أَيذامَ الشَبابِ وَما / أَبقى حَلاوَةَ ذِكراهُ الَّتي تَدَعُ
ما كُنتُ أُوفي شَبابي كُنهَ عِزَّتِهِ / حَتّى اِنقَضى فَإِذا الدُنيا لَهُ تَبَعُ
تَعَجَّبَت أَن رأَت أَسرابَ دَمعَتِهِ / في حَلبَةِ الخَدِّ أَجراها حَشاً وَجِعُ
إِن كُنتِ لضم تَطعَمي ثُكلَ الشَبابِ وَلَم / تَشجي بِغُصَّتِهِ فالعُذرُ لا يَقَعُ
لَو قَد لَبِستِ قِناعَ الشَيبِ كانَ لَنا / عُذرٌ لَدَيكِ وَراحَ اللَومُ وَالوَلَعُ
أَبكي شَباباً سُلِبناه وَكانَ وَلا / تُوفي بِقِيسَتِهِ الدُنيا وَما تَسَعُ
ما كُنتُ أَوَّلَ مَسلوبٍ شَبيبَتَهُ / مَكسوَّ شَيبٍ فَلا يَذهَب بشكَ الجَزَعُ
تِلكَ الأُسى مِن لِداتي في رُؤوسِهِمُ / عَمائِمُ الشَيبِ مُنجابٌ لضها الصَلَعُ
لا تَعذُليني فَإِنّي غَيرُ كاذِبَتي / عَنكِ الكَذوبُ وَلا في وُدِّكُم طَمَعُ
قَد كُنتُ فِيكُنَّ ذا جاهٍ وَذا مِقَةٍ / أَيّامَ غُصنُ شَبابي لَيّنٌ تَرِعُ
إِنّي لَمُعتَرِفٌ ما فيَّ مِن أَرَبٍ / لِلغانياتِ فَما لِلنَّفسِ تَنخَدِعُ
ما واجَهَ الشَيبَ مِن عَينٍ وَإِن وَمِقَت / إِلّا لَها نَبوَةٌ عَنهُ وَمُرتَدَعُ
قَد كِدتَ تَقضي عَلى فَوتِ الشَبابِ أَسىً / لَولا تَعَزيِّكَ أَنَّ العَيشَ مُنقَطِعُ
لا بَل بَقاءُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَنا / فيهِ الغِنى وَحَياةُ الدينِ وَالرِفَعُ
إِن أَخلَفَ الغَيثُ لَم تُخلِف مَخايلُهُ / أَو ضاقَ أَمرٌ ذَكَرناهُ فَيتَتَّسِعُ
إِنَّ الخَليفَةَ هارونَ الَّذي امتَلأت / مِنهُ القُلوبُ رَجاءً تَحتَهُ فَزَعُ
مَفروضَةٌ في رِقابِ الناسِ طاعَتُهُ / عاصيهِ مِن رِبقَةِ الإِسلامِ مُنقَطِعُ
أَيُّ امرىءٍ باتَ مِن هارونَ في سَخَطٍ / فَلَيسَ بِالصَلواتِ الخَمسِ يَنتَفِعُ
أُثني عَلى اللَهِ إِحساناً وَأَشكُرُهُ / أَن لَيسَ لي عَن وَليِّ الأَمرِ مُنقَطَعُ
أَصفَيتُ وُدّي لِهارونٍ وَشيعَتِهِ / لَما تَفَرَّقَتِ الأَحزابُ وَالشيَعُ
لَمّا أَخَذتُ بِكَفّي حَبلَ طاعَتِهِ / أَيقَنتُ أَنّي مِنَ الأَحداثِ مُمتَنِعٌ
هُوَ الإِمامُ الَّذي طابَ الجِهادُ بِهِ / وَالحَجُّ لِلنَّاسِ وَالأَعيادُ وَالجُمَعُ
حِصنٌ بَنَتهُ يَمينُ اللَهِ يَسكُنُهُ ال / إِسلامُ صَعبُ المَراقي لَيسَ يُطَّلَعُ
يَقري العَدوَّ المَنايا وَالعُفاةَ نَدىً / مِن كُلِّ ذاكَ النَدى أَحواضُهُ تُرَعٌ
صَبٌّ إِلى اللَهِ زَوّارٌ لِكَعبَتِهِ / في كُلِّ عامٍ وَإِن زّارُها شَسَعوا
لا يَحفِلُ البُعدَ مِن دارٍ وَلا وَطَنٍ / إِذا سَرى بِوفودِ اللَهِ وَاتَّبَعوا
عَزّافَةُ النَفسِ لا يَلوي عَلى دَعَةٍ / وَقَد يَرى خَفضُ مَن يَلهو وَيتَدَّعُ
بَرٌّ بِمَكَّةَ لَم يُجمَع إِلى بَلَدٍ / إِلّا تَخَرَّقَ فيهِ الريُّ وَالشِبَعُ
تُزهى بِهِ عَرَفاتٌ حينَ يَنزِلُها / وَالمَشعَرانِ وَتأسى حينَ يَندَفِعُ
تِلكَ المَنازِلُ إِن غَبَّت زِيارَتُهُ / حَنَّت كَما يَستَحِنُّ الوالِهُ النَزِعُ
يَقظانُ لا يَتَعايا بِالخُطوبِ إِذا / نابَت وَلا يَعتَريهِ الضيقُ وَالزَمَعُ
مُستَحكِمُ الرأيُ مُستَغنٍ بِوَحدَتِهِ / عَنِ الرِجالِ بِرَيبِ الدَهرِ مُضطَلِعُ
لا يَملِكُ البُخلُ مِن هارونَ أَنمُلَةً / وَالجودُ يَملِكُهُ وَالمالُ يُنتَزَعُ
إِذا بَلَغنا جَمالَ الدينِ لَم تَرَنا / لِلحادِثاتِ بِحَمدِ اللَهِ نَختَشِعُ
أَدّى إِلَيكَ مَطايانا وَأَرحُلَنا / تَقاذُفُ السَيرِ إِنَّ الخَيرَ مُتَّبَعٌ
مِن كُلِّ سَمحِ الخُطا أَو كُلِّ يَعمَلَةٍ / خُرطومُها باللُغامِ الجَعدِ مُلتَقَعُ
رَكبٌ مِنَ النَمرِ عاذوا بابنِ عَمَّتِهِم / مِن هاشِمٍ حينَ لَجَّ الأَزلَمُ الجَذَعُ
مَتّوا إِلَيكَ بِقُربى مِنكَ تَعرِضُها / لَهُم بِها في سَنامِ المَجدِ مُطَّلَعُ
قَومٌ هُمُ وَلَدوا العَبّاسَ والِدَكُم / وَأَنتَ بَرٌّ وَعِندَ المَرءِ مُصطَنَعُ
يُعشي العُيونَ إِذا هارونُ واجَهَها / نورٌ تَكادُ لضهُ الأَبصارُ تَلتَمِعُ
مُباشِرٌ لأُمورِ المُلكِ مُبتَذِلٌ / فيها قَريحَةَ رأيٍ ما بِهِ طَبَعُ
تَهديهِ في ظُلُماتِ الرّأيِ تَحزُبُهُ / عَينٌ مِنَ الحَزمِ ما في ماقِها قَمَعُ
إِنَّ المَكارِمَ وَالمَعروفَ أَوديَةٌ / أَحَلَّكَ اللَهُ مِنها حَيثُ تَجتَمِعُ
إِذا رَفَعتَ امرُأً فَاللَهُ يَرفَعُهُ / وَمَن وَضَعتَ مِنَ الأَقوامِ يَتَّضِعُ
نَفسي فِداؤُكَ وَالأَبطالُ مُعلَمَةٌ / يَومَ الوَغى وَالمَنايا بَينَهُم قُرَعُ
كَم ضَربَةٍ لَكَ تَحكي فا قُراسيَةٍ / مِنَ المَصاعِبِ في أَشداقِها شَنَعُ
أَو طَعنَةٍ نَفَذَت حَتّى بَدا وَضَحٌ / مِنَ السِنانِ وَراءَ المَتنِ مُذَّرَعُ
يا رُبَّ قِرنٍ تَخَطَّيتَ الحُتوفَ إِلى / حَوبائِهِ وَعَجاجُ المَوتِ يَرتَفِعُ
كَم شَدَّةٍ لَكَ لَو كانَت عَلى جَبَلٍ / لانهَدَّ مِن وَزنِها أَو كادَ يَنقَلِعُ
لَيلٌ مِنَ النَقعِ لا نَجمٌ وَلا قَمَرٌ / إِلّا جَبينُكَ والمَذروبَةُ الشُرُعُ
أَلقى بَنو الأَصفِرِ الأَذقانَ واِشتَمَلوا / ذُلَّ الخُنوعِ وَكانوا قَطُّ ما خَنَعوا
والَيتَ حَولاً مُغاراً في بِلادِهِمُ / وَلِلمَنايا سَحابٌ لَيسَ يَنقَطِعُ
لضمّا أَناخَ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِم / وَالخَيلُ عابِسَةٌ وَالمَوتُ مُكتَنِعُ
خاضَت إِلَيهِم خَليجَ البَحرِ هَيبَتُهُ / فأَذعَنوا بأَداءِ الخَرجِ واِنتَجَعوا
عاذوا بِسَبعَةِ حيطانٍ فَسَوَّرَها / جُندٌ مِنَ الرُعبِ لَمّا نالَهَم خَضَعوا
حُكمُ الخَليفَةِ هارونٍ يَذَكِّرُنا / أَحكامَ أَحمَدَ بَل أَخلاقُهُ جُمَعُ
مَشابِهٌ مِن نَبيِّ اللَه تَنزعُهُ / إِلى المَحاسِنِ وَالأَشباهُ تُنتَزَعُ
وَمِن إِمامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ / قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حينَ يَقتَرِعُ
وَتُشبِهُ القائِمَ المَهديَّ مَرحَمَةٌ / مِنهُ وَبضحرُ نَوالٍ حينَ يُنتَجَعُ
وَما أَخَلَّ وَصيُّ الأَوصياءِ بِهِ / مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ نورُهُ الصَدِعُ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ اِصطُنِعَت / فالحَقُّ ما نَطَقوا وَالحَقُّ ما شَرَعوا
يا ابنَ الأَئِمَّةِ مِن بَعدِ النَبيِّ وَيا ب / نَ الأَوصياءِ أَقَرَّ الناس أَم دَفَعوا
إِنَّ الخِلافَةَ كانَت إِرثَ والِدِكُم / مِن دونِ تَيمٍ وَعَفوُ اللَهِ مُتَسِعُ
لَولا عَديٌّ وَتَيمٌ لَم تَكُن وَصَلَت / إِلى أُمَيَّةَ تَمريها وَتَرتَضِعُ
تِسعينَ عاماً إِلى عَشرٍ مُجَرَّمَةٍ / مِنَ السِنينَ وَأَنفُ الحَقِّ يُجتَدَعُ
وَما لآلِ عَليٍّ في إِمارَتِكُم / حَقٌّ وَما لَهُمُ في إِرثِكُم طَمَعُ
يا أَيُّها الناسُ لا تَعزُب عُقولُكُمُ / وَلا تَضيفكُم إِلى أَكنافِها البِدَعُ
العَمُّ أَولى مِن ابنِ العَمِّ فاِستَمِعوا / قَولَ النَصيحِ فَإِنَّ الحَقَّ يُستَمَعُ
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني / انعَم صَباحاً عَلى بِلاكا
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِعِ اللَهَ مَن عَصاكا
في خَيرِ دينٍ وَخَيرِ دُنيا / مَنِ اتَّقى اللَهَ واتَّقاكا
لَو كُنتُ أَخشى مَعادي حَقَّ خَشيَتِهِ
لَو كُنتُ أَخشى مَعادي حَقَّ خَشيَتِهِ / لَم تَسمُ عَيني إِلى الدُنيا وَلَم تَنَمِ
لَكِنَّني عَن طِلابِ الدينِ مُحتَبِلٌ / وَالعِلمُ مِثلُ الغِنى وَالجَهلُ كالعَدَمِ
يُحاوِلونَ دُخولي في سَوادِهِمُ / لَقَد أَطافوا بِصَدعٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
ما يَغلِبونَ النَصارى وَاليَهودَ على / حُبِّ القُلوبِ وَلا العُبّادَ للصَّنَمِ
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ / حَيّاكُما اللَهُ بالسَلامِ
يَحظُنُني أَن أَطفتُما بي / وَلَم تَنالا سِوى الكَلامِ
لَم تَطرُقاني وَبي حَراكٌ / إِلى حَلالٍ وَلا حَرامِ
هَيهاتَ للَّهوِ وَالتَصابي / وَلِلغَواني وَلِلمُدامِ
أَقصَرَ جَهلي وثابَ حِلمي / وَنَهنَهَ الشَيبُ مِن غَرامي
عَمرَ أَبيها لَقَد تَوَلَّت / سالِمَةَ الخَدِّ مِن غَرامي
لِلَّهِ حِبّي وَتِربُ حِبّي / لَيلَةَ أَعياهُما مَرامي
آذَنَتاني بِطولِ هَجرٍ / وَعَزَّباني مَعَ السَوامِ
واِنطَوَتا لي عَلى مَلامِ / وَالشَيبُ شَرٌّ مِنَ المَلامِ
بُورِكَ هارونُ مِن إِمامِ / بِطاعَةِ اللَهِ ذي اِعتِصامِ
لَهُ إِلى ذي الجَلالِ قُرَبى / لَيسَت لِعَدلٍ وَلا إِمامِ
يَسعى عَلى أُمَّةٍ تَمَنّى / أَن لَو تَقيهِ مَنَ الحِمامِ
لَو اِستَطاعَت لَقاسَمَتهُ / أَعمارَها قِسمَةَ السِهامِ
يا خَيرَ ماضٍ وَخَيرَ باقٍ / بَعدَ النَبيّينَ في الأَنامِ
ما اِستودِعَ الدينُ مِن إِمامٍ / حامى عَلَيهِ كَما تُحامي
يَأَنَسُ مِن رأيِهِ بِرأيٍ / أَصَدَقَ مِن سَلَّةِ الحُسامِ
رَضيتُ حُكمَكَ لا أَرضى بِهش بَدَلاً
رَضيتُ حُكمَكَ لا أَرضى بِهش بَدَلاً / لأَنَّ حُكمَكَ بِالتَوفيقِ مَقرونُ
آلُ الرَسولِ خيارُ الناسِ كُلِّهِمِ / وَخَيرُ آلِ رَسولِ اللَهِ هارونُ
ماذا بِبَغدادَ مِن طيبِ الأَفانينِ
ماذا بِبَغدادَ مِن طيبِ الأَفانينِ / وَمِن عَجائِبَ وَلِلدُّنيا وَلِلدّينِ
ما بَينَ قُطرُبُّلٍ فالكَرخِ نَرجَسَةٌ / تَندى وَمَنبَتُ خيريٍّ وَنِسرينِ
تَحيا النُفوسُ إِذا أَرواحُها نَفَحَت / وَخَرَّشَت بَينَ أَوراقِ الرَياحينِ
سَقياً لِتِلكَ القُصورِ الشاهِقاتِ وَما / بِها مِنَ البَقَرِ الإِنسيَّةِ العينِ
تَستَنُّ دِجلَةَ فيما بَينَها فَتَرى / دُهمَ السَفينِ تَعالى كالبَراذينِ
مَناظِرٌ ذاتُ أَبوابٍ مُفَتَّحَةٍ / أَنيقَةٍ بِزَخاريفٍ وَتَزينِ
فيها القُصورَ الَّتي تَهوي بِأَجنِحَةٍ / بِالزائِرينَ إِلى القَومِ المَزورينِ
مِن كُلِّ حَرّاقَةٍ يَعلو فَقارَتَها / قَصرٌ مِنَ الساجِ عالٍ ذو أَساطينِ