القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَنْصُور النَّمِري الكل
المجموع : 11
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت / عَلى يَدِ الفَضلِ أَيدي العُجمِ وَالعَرَبِ
لِبَيعَةٍ لِوَليِّ العَهدِ أَحكَمَها / بِالنُصحِ مِنهُ وَبالإِشفاقِ وَالحَدَبِ
قَد وَكَّدَ الفَضلُ عِقداً لا اِنتِفاضَ لَهُ / لِمُصطَفىً مِن بَني العَبّاسِ مُنتَخَبِ
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً / في لَمَّتي وَعُبَيدَ اللَهِ لَم يَشِبِ
سَلَلتِ سَهمَينِ مِن عَينَيكِ فاِنتَصلا / عَلى سَبيَّةِ ذي الاَذيال وَالطَرَبِ
كَذا الغَواني مَراميهِنَّ قاصِدَةٌ / إِلى الفُروعِ مُعَدّاةٌ عَنِ الخَشَبِ
لا أَنتِ أَصبَحتِ تَعتَدّينَنا أَرَباً / وَلاوَ عَيشِكِ ما أَصبَحتِ مِن أَرَبي
إِحدى وَخَمسينَ قَد أَنضَيتُ جِدَّتَها / تَحولُ بَيني وَبَينَ اللَهوِ وَاللَعِبِ
لا تَحسَبيني وَإِن أَغضَيتُ عَن بَصَري / غَفَلتُ عَنكِ وَلا عَن شأنِكِ العَجَبِ
لَو لَم يَكُن لِبَني شَيبانَ مِن حَسَبٍ / سِوىَ يَزيدَ لَفاقوا الناسَ في الحَسَبِ
لا تَحسَبِ الناسَ قَد حابوا بَني مَطَرٍ / إِذ أَسلَمَ الجودُ فيهِم عاقِدَ الطُنُبِ
الجودُ أَخشَنُ لماً يا بَني مَطَرٍ / مِن أَن تَبُزَّكُموه كَفُّ مُتَلِبِ
ما أَعرَفَ الناسَ أَنَّ الجودَ مَدفَعَةٌ / لِلذَّمِّ لَكِنَّهُ يأتي عَلى النَشَبِ
تأوي المَكارِمُ مِن بَكرٍ إِلى مَلِكٍ / مِن آلِ شَيبانَ يَحويهِنَّ مِن كَثَبِ
أَبٌ وَعَمٌّ وَأَخوالٌ مَناصِبُهُم / في مَنبِتِ النَبعِ لا في مَنبِتِ الغَرَبِ
إِنَّ أَبا خالِدٍ لَمّا جَرى وَجَرَت / خَيلُ النَدى أَحرَزَ الأُولى مِنَ القَصَبِ
لَمّا تَلَغَّبَهُنَّ الجَريُ قَدَّمَهُ / عِتقٌ مُبينٌ وَمَحضٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ
إِنَّ الَّذينَ اِغتَزوا بِالحُرِّ غِرَّتَهُ / كَمُغتَزي اللَيثِ في عِرّيسَةِ الأَشِبِ
ضَرباً دِراكاً وَشَدّاتٍ عَلى عَنَقٍ / كَأَنَّ إِيقاعَها النِيرانُ في الحَطَبِ
لا تَقرَبَنَّ يَزيداً عِندَ صَولَتِهِ / لَكِن إِذا ما أَحتَبى لِلجودِ فاِقتَرِبِ
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً / بِها عَلى الهامِ وَالرِقابِ
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا / تَبكي عَلَيهِم بِكُلِّ وادِ
كانَت بِهِم بُرهَةً عَروساً / فَأَضحَتِ اليَومَ في حِدادِ
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها / إِنّي إِذاً لَدَنيءُ النَفسِ وَالخَطَرِ
ما كانَ جَدّي وَلا كانَ الهُمامُ أَبي / لِيأكُلا سُؤرَ عَبّاسِ وَلا زُفَرِ
شَتّانَ مِن سُؤرِ عَبّاسٍ وَفَضلَتِهِ / وَسؤرِ كَلبٍ مُغَطّى العَينِ بالوَبَرِ
ما زالَ يَلقَمُ وَالطَبّاخُ يَلحَظُهُ / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ
ما تنَقَضي حَسرَةٌ مِنّي وَلا جَزَعُ / إِذا ذَكَرتُ شَباباً لَيسَ يُرتَجَعُ
بانَ الشَبابُ وَفاتَتني بِشرَّتِهِ / صَروفُ دَهرٍ وَأَيّامٌ لَها جُدَعُ
ما كانَ أَحسَنَ أَيذامَ الشَبابِ وَما / أَبقى حَلاوَةَ ذِكراهُ الَّتي تَدَعُ
ما كُنتُ أُوفي شَبابي كُنهَ عِزَّتِهِ / حَتّى اِنقَضى فَإِذا الدُنيا لَهُ تَبَعُ
تَعَجَّبَت أَن رأَت أَسرابَ دَمعَتِهِ / في حَلبَةِ الخَدِّ أَجراها حَشاً وَجِعُ
إِن كُنتِ لضم تَطعَمي ثُكلَ الشَبابِ وَلَم / تَشجي بِغُصَّتِهِ فالعُذرُ لا يَقَعُ
لَو قَد لَبِستِ قِناعَ الشَيبِ كانَ لَنا / عُذرٌ لَدَيكِ وَراحَ اللَومُ وَالوَلَعُ
أَبكي شَباباً سُلِبناه وَكانَ وَلا / تُوفي بِقِيسَتِهِ الدُنيا وَما تَسَعُ
ما كُنتُ أَوَّلَ مَسلوبٍ شَبيبَتَهُ / مَكسوَّ شَيبٍ فَلا يَذهَب بشكَ الجَزَعُ
تِلكَ الأُسى مِن لِداتي في رُؤوسِهِمُ / عَمائِمُ الشَيبِ مُنجابٌ لضها الصَلَعُ
لا تَعذُليني فَإِنّي غَيرُ كاذِبَتي / عَنكِ الكَذوبُ وَلا في وُدِّكُم طَمَعُ
قَد كُنتُ فِيكُنَّ ذا جاهٍ وَذا مِقَةٍ / أَيّامَ غُصنُ شَبابي لَيّنٌ تَرِعُ
إِنّي لَمُعتَرِفٌ ما فيَّ مِن أَرَبٍ / لِلغانياتِ فَما لِلنَّفسِ تَنخَدِعُ
ما واجَهَ الشَيبَ مِن عَينٍ وَإِن وَمِقَت / إِلّا لَها نَبوَةٌ عَنهُ وَمُرتَدَعُ
قَد كِدتَ تَقضي عَلى فَوتِ الشَبابِ أَسىً / لَولا تَعَزيِّكَ أَنَّ العَيشَ مُنقَطِعُ
لا بَل بَقاءُ أَميرِ المُؤمِنينَ لَنا / فيهِ الغِنى وَحَياةُ الدينِ وَالرِفَعُ
إِن أَخلَفَ الغَيثُ لَم تُخلِف مَخايلُهُ / أَو ضاقَ أَمرٌ ذَكَرناهُ فَيتَتَّسِعُ
إِنَّ الخَليفَةَ هارونَ الَّذي امتَلأت / مِنهُ القُلوبُ رَجاءً تَحتَهُ فَزَعُ
مَفروضَةٌ في رِقابِ الناسِ طاعَتُهُ / عاصيهِ مِن رِبقَةِ الإِسلامِ مُنقَطِعُ
أَيُّ امرىءٍ باتَ مِن هارونَ في سَخَطٍ / فَلَيسَ بِالصَلواتِ الخَمسِ يَنتَفِعُ
أُثني عَلى اللَهِ إِحساناً وَأَشكُرُهُ / أَن لَيسَ لي عَن وَليِّ الأَمرِ مُنقَطَعُ
أَصفَيتُ وُدّي لِهارونٍ وَشيعَتِهِ / لَما تَفَرَّقَتِ الأَحزابُ وَالشيَعُ
لَمّا أَخَذتُ بِكَفّي حَبلَ طاعَتِهِ / أَيقَنتُ أَنّي مِنَ الأَحداثِ مُمتَنِعٌ
هُوَ الإِمامُ الَّذي طابَ الجِهادُ بِهِ / وَالحَجُّ لِلنَّاسِ وَالأَعيادُ وَالجُمَعُ
حِصنٌ بَنَتهُ يَمينُ اللَهِ يَسكُنُهُ ال / إِسلامُ صَعبُ المَراقي لَيسَ يُطَّلَعُ
يَقري العَدوَّ المَنايا وَالعُفاةَ نَدىً / مِن كُلِّ ذاكَ النَدى أَحواضُهُ تُرَعٌ
صَبٌّ إِلى اللَهِ زَوّارٌ لِكَعبَتِهِ / في كُلِّ عامٍ وَإِن زّارُها شَسَعوا
لا يَحفِلُ البُعدَ مِن دارٍ وَلا وَطَنٍ / إِذا سَرى بِوفودِ اللَهِ وَاتَّبَعوا
عَزّافَةُ النَفسِ لا يَلوي عَلى دَعَةٍ / وَقَد يَرى خَفضُ مَن يَلهو وَيتَدَّعُ
بَرٌّ بِمَكَّةَ لَم يُجمَع إِلى بَلَدٍ / إِلّا تَخَرَّقَ فيهِ الريُّ وَالشِبَعُ
تُزهى بِهِ عَرَفاتٌ حينَ يَنزِلُها / وَالمَشعَرانِ وَتأسى حينَ يَندَفِعُ
تِلكَ المَنازِلُ إِن غَبَّت زِيارَتُهُ / حَنَّت كَما يَستَحِنُّ الوالِهُ النَزِعُ
يَقظانُ لا يَتَعايا بِالخُطوبِ إِذا / نابَت وَلا يَعتَريهِ الضيقُ وَالزَمَعُ
مُستَحكِمُ الرأيُ مُستَغنٍ بِوَحدَتِهِ / عَنِ الرِجالِ بِرَيبِ الدَهرِ مُضطَلِعُ
لا يَملِكُ البُخلُ مِن هارونَ أَنمُلَةً / وَالجودُ يَملِكُهُ وَالمالُ يُنتَزَعُ
إِذا بَلَغنا جَمالَ الدينِ لَم تَرَنا / لِلحادِثاتِ بِحَمدِ اللَهِ نَختَشِعُ
أَدّى إِلَيكَ مَطايانا وَأَرحُلَنا / تَقاذُفُ السَيرِ إِنَّ الخَيرَ مُتَّبَعٌ
مِن كُلِّ سَمحِ الخُطا أَو كُلِّ يَعمَلَةٍ / خُرطومُها باللُغامِ الجَعدِ مُلتَقَعُ
رَكبٌ مِنَ النَمرِ عاذوا بابنِ عَمَّتِهِم / مِن هاشِمٍ حينَ لَجَّ الأَزلَمُ الجَذَعُ
مَتّوا إِلَيكَ بِقُربى مِنكَ تَعرِضُها / لَهُم بِها في سَنامِ المَجدِ مُطَّلَعُ
قَومٌ هُمُ وَلَدوا العَبّاسَ والِدَكُم / وَأَنتَ بَرٌّ وَعِندَ المَرءِ مُصطَنَعُ
يُعشي العُيونَ إِذا هارونُ واجَهَها / نورٌ تَكادُ لضهُ الأَبصارُ تَلتَمِعُ
مُباشِرٌ لأُمورِ المُلكِ مُبتَذِلٌ / فيها قَريحَةَ رأيٍ ما بِهِ طَبَعُ
تَهديهِ في ظُلُماتِ الرّأيِ تَحزُبُهُ / عَينٌ مِنَ الحَزمِ ما في ماقِها قَمَعُ
إِنَّ المَكارِمَ وَالمَعروفَ أَوديَةٌ / أَحَلَّكَ اللَهُ مِنها حَيثُ تَجتَمِعُ
إِذا رَفَعتَ امرُأً فَاللَهُ يَرفَعُهُ / وَمَن وَضَعتَ مِنَ الأَقوامِ يَتَّضِعُ
نَفسي فِداؤُكَ وَالأَبطالُ مُعلَمَةٌ / يَومَ الوَغى وَالمَنايا بَينَهُم قُرَعُ
كَم ضَربَةٍ لَكَ تَحكي فا قُراسيَةٍ / مِنَ المَصاعِبِ في أَشداقِها شَنَعُ
أَو طَعنَةٍ نَفَذَت حَتّى بَدا وَضَحٌ / مِنَ السِنانِ وَراءَ المَتنِ مُذَّرَعُ
يا رُبَّ قِرنٍ تَخَطَّيتَ الحُتوفَ إِلى / حَوبائِهِ وَعَجاجُ المَوتِ يَرتَفِعُ
كَم شَدَّةٍ لَكَ لَو كانَت عَلى جَبَلٍ / لانهَدَّ مِن وَزنِها أَو كادَ يَنقَلِعُ
لَيلٌ مِنَ النَقعِ لا نَجمٌ وَلا قَمَرٌ / إِلّا جَبينُكَ والمَذروبَةُ الشُرُعُ
أَلقى بَنو الأَصفِرِ الأَذقانَ واِشتَمَلوا / ذُلَّ الخُنوعِ وَكانوا قَطُّ ما خَنَعوا
والَيتَ حَولاً مُغاراً في بِلادِهِمُ / وَلِلمَنايا سَحابٌ لَيسَ يَنقَطِعُ
لضمّا أَناخَ أَميرُ المُؤمِنينَ بِهِم / وَالخَيلُ عابِسَةٌ وَالمَوتُ مُكتَنِعُ
خاضَت إِلَيهِم خَليجَ البَحرِ هَيبَتُهُ / فأَذعَنوا بأَداءِ الخَرجِ واِنتَجَعوا
عاذوا بِسَبعَةِ حيطانٍ فَسَوَّرَها / جُندٌ مِنَ الرُعبِ لَمّا نالَهَم خَضَعوا
حُكمُ الخَليفَةِ هارونٍ يَذَكِّرُنا / أَحكامَ أَحمَدَ بَل أَخلاقُهُ جُمَعُ
مَشابِهٌ مِن نَبيِّ اللَه تَنزعُهُ / إِلى المَحاسِنِ وَالأَشباهُ تُنتَزَعُ
وَمِن إِمامِ الهُدى المَنصورِ يَلحَقُهُ / قَهرُ الأُمورِ وَحَزمٌ حينَ يَقتَرِعُ
وَتُشبِهُ القائِمَ المَهديَّ مَرحَمَةٌ / مِنهُ وَبضحرُ نَوالٍ حينَ يُنتَجَعُ
وَما أَخَلَّ وَصيُّ الأَوصياءِ بِهِ / مُحَمَّدُ بنُ عَليٍّ نورُهُ الصَدِعُ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضٍ اِصطُنِعَت / فالحَقُّ ما نَطَقوا وَالحَقُّ ما شَرَعوا
يا ابنَ الأَئِمَّةِ مِن بَعدِ النَبيِّ وَيا ب / نَ الأَوصياءِ أَقَرَّ الناس أَم دَفَعوا
إِنَّ الخِلافَةَ كانَت إِرثَ والِدِكُم / مِن دونِ تَيمٍ وَعَفوُ اللَهِ مُتَسِعُ
لَولا عَديٌّ وَتَيمٌ لَم تَكُن وَصَلَت / إِلى أُمَيَّةَ تَمريها وَتَرتَضِعُ
تِسعينَ عاماً إِلى عَشرٍ مُجَرَّمَةٍ / مِنَ السِنينَ وَأَنفُ الحَقِّ يُجتَدَعُ
وَما لآلِ عَليٍّ في إِمارَتِكُم / حَقٌّ وَما لَهُمُ في إِرثِكُم طَمَعُ
يا أَيُّها الناسُ لا تَعزُب عُقولُكُمُ / وَلا تَضيفكُم إِلى أَكنافِها البِدَعُ
العَمُّ أَولى مِن ابنِ العَمِّ فاِستَمِعوا / قَولَ النَصيحِ فَإِنَّ الحَقَّ يُستَمَعُ
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني
يا مَنزِلَ الحَيِّ ذا المَغاني / انعَم صَباحاً عَلى بِلاكا
هارونُ يا خَيرَ مَن يُرَجّى / لَم يُطِعِ اللَهَ مَن عَصاكا
في خَيرِ دينٍ وَخَيرِ دُنيا / مَنِ اتَّقى اللَهَ واتَّقاكا
لَو كُنتُ أَخشى مَعادي حَقَّ خَشيَتِهِ
لَو كُنتُ أَخشى مَعادي حَقَّ خَشيَتِهِ / لَم تَسمُ عَيني إِلى الدُنيا وَلَم تَنَمِ
لَكِنَّني عَن طِلابِ الدينِ مُحتَبِلٌ / وَالعِلمُ مِثلُ الغِنى وَالجَهلُ كالعَدَمِ
يُحاوِلونَ دُخولي في سَوادِهِمُ / لَقَد أَطافوا بِصَدعٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
ما يَغلِبونَ النَصارى وَاليَهودَ على / حُبِّ القُلوبِ وَلا العُبّادَ للصَّنَمِ
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ
يا زائِرَينا مِنَ الخيامِ / حَيّاكُما اللَهُ بالسَلامِ
يَحظُنُني أَن أَطفتُما بي / وَلَم تَنالا سِوى الكَلامِ
لَم تَطرُقاني وَبي حَراكٌ / إِلى حَلالٍ وَلا حَرامِ
هَيهاتَ للَّهوِ وَالتَصابي / وَلِلغَواني وَلِلمُدامِ
أَقصَرَ جَهلي وثابَ حِلمي / وَنَهنَهَ الشَيبُ مِن غَرامي
عَمرَ أَبيها لَقَد تَوَلَّت / سالِمَةَ الخَدِّ مِن غَرامي
لِلَّهِ حِبّي وَتِربُ حِبّي / لَيلَةَ أَعياهُما مَرامي
آذَنَتاني بِطولِ هَجرٍ / وَعَزَّباني مَعَ السَوامِ
واِنطَوَتا لي عَلى مَلامِ / وَالشَيبُ شَرٌّ مِنَ المَلامِ
بُورِكَ هارونُ مِن إِمامِ / بِطاعَةِ اللَهِ ذي اِعتِصامِ
لَهُ إِلى ذي الجَلالِ قُرَبى / لَيسَت لِعَدلٍ وَلا إِمامِ
يَسعى عَلى أُمَّةٍ تَمَنّى / أَن لَو تَقيهِ مَنَ الحِمامِ
لَو اِستَطاعَت لَقاسَمَتهُ / أَعمارَها قِسمَةَ السِهامِ
يا خَيرَ ماضٍ وَخَيرَ باقٍ / بَعدَ النَبيّينَ في الأَنامِ
ما اِستودِعَ الدينُ مِن إِمامٍ / حامى عَلَيهِ كَما تُحامي
يَأَنَسُ مِن رأيِهِ بِرأيٍ / أَصَدَقَ مِن سَلَّةِ الحُسامِ
رَضيتُ حُكمَكَ لا أَرضى بِهش بَدَلاً
رَضيتُ حُكمَكَ لا أَرضى بِهش بَدَلاً / لأَنَّ حُكمَكَ بِالتَوفيقِ مَقرونُ
آلُ الرَسولِ خيارُ الناسِ كُلِّهِمِ / وَخَيرُ آلِ رَسولِ اللَهِ هارونُ
ماذا بِبَغدادَ مِن طيبِ الأَفانينِ
ماذا بِبَغدادَ مِن طيبِ الأَفانينِ / وَمِن عَجائِبَ وَلِلدُّنيا وَلِلدّينِ
ما بَينَ قُطرُبُّلٍ فالكَرخِ نَرجَسَةٌ / تَندى وَمَنبَتُ خيريٍّ وَنِسرينِ
تَحيا النُفوسُ إِذا أَرواحُها نَفَحَت / وَخَرَّشَت بَينَ أَوراقِ الرَياحينِ
سَقياً لِتِلكَ القُصورِ الشاهِقاتِ وَما / بِها مِنَ البَقَرِ الإِنسيَّةِ العينِ
تَستَنُّ دِجلَةَ فيما بَينَها فَتَرى / دُهمَ السَفينِ تَعالى كالبَراذينِ
مَناظِرٌ ذاتُ أَبوابٍ مُفَتَّحَةٍ / أَنيقَةٍ بِزَخاريفٍ وَتَزينِ
فيها القُصورَ الَّتي تَهوي بِأَجنِحَةٍ / بِالزائِرينَ إِلى القَومِ المَزورينِ
مِن كُلِّ حَرّاقَةٍ يَعلو فَقارَتَها / قَصرٌ مِنَ الساجِ عالٍ ذو أَساطينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025