المجموع : 4
حَنَّت قَلوصيَ وَهناً بَعدَ هَدأَتِها
حَنَّت قَلوصيَ وَهناً بَعدَ هَدأَتِها / فَهَيَّجَت مُغرَماً صَبّاً عَلى الطَرَبِ
حَنَّت إِلى خير من حُثَّ المَطيُّ لَهُ / كالبَدرِ بَينَ أَبي سُفيانَ وَالعُتبِ
تَذَكَّرَت بِقُرى البَلقاءِ نائِلَهُ / لَقَد تَذَكَّرتُه مِن نازِح عَزَبِ
وَاللَهِ ما كانَ بي لَولا زِيارَتُهُ / وَأَن أُلاقي أَبا حَسّانَ مِن أَرَبِ
حَنَّت لِترجعَني خَلفي فَقُلتُ لَها / هَذا أَمامِكِ فالقَيهِ فَتى العَرَبِ
لا يَحسَبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُهُ / وَلا يُعاقِبُ عِندَ الحِلمِ بالغَضَبِ
مِن خَيرِ بَيتٍ عَلِمناهُ وَأَكرَمهِ / كانَت دِماؤُهمُ تَشفي مِن الكَلَبِ
لا أَحسِبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُني
لا أَحسِبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُني / وَلا أحُزُّ عَلى ما فاتَني الوَدَجا
وَما نزلتُ مِن المَكروهِ مَنزِلَةً / إِلّا وَثِقتُ بأن أَلقى لَها فَرَجا
لا جَعَلَ اللَهُ قَلبي حينَ يَنزِلُ بي / هَمٌّ تَضيَّفَني ضَيفاً وَلا حَرجا
وَلا بأقوَدَ عِرقِ الأَخدَعينِ إِذا / مَرَّت عَليَّ ضَروسٌ تَخزِلُ الثَبَجا
وَلا تَراني عَلى ما فاتَ مكتَئِباً / وَلا تَراني إِلى ما قيدَ مُبتَهِجا
أَنّي لمن نَبعَةٍ صُمٍ مَكاسِرُها
أَنّي لمن نَبعَةٍ صُمٍ مَكاسِرُها / إِذا تَقادَمتِ القَصباءُ وَالعُشَرُ
وَلا أَلينُ لِغَيرِ الحَقِّ أَتبَعُهُ / حَتّى يَلينَ لِضِرسِ الماضِغِ الحَجَرُ
فَلا تَكونَن كَمَن أَلقَتهُ بِطنَتُهُ
فَلا تَكونَن كَمَن أَلقَتهُ بِطنَتُهُ / بَينَ القَرينَينِ حَتّى ظَلَّ مَقرونا