المجموع : 19
في كفِّه صارمٌ لانَتْ مَضارِبُهُ
في كفِّه صارمٌ لانَتْ مَضارِبُهُ / يَسوسُنا رَغَباً إنْ شاءَ أو رَهَبَا
السَّيْفُ والرُّمْحُ خُدَّامٌ له أبداً / لا يبلغانِ له جِدًّا ولا لَعِبَا
يَرضى فَيُرضيهما عن كلِّ مُجتَرِمٍ / ويَغضبَانِ على ذي النُّصحِ إن غَضِبا
تَجري دِماءُ الأعادي بينَ أَسْطُرِهِ / ولا يُحَسُّ له صوتٌ إِذا ضَرَبا
فما رأينا مِداداً قبل ذاك دَمَاً / ولا رأينا حُساماً قبلَ ذا قَصَبا
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي
هذا ابنُ أُمِّي عديلُ الرُّوحِ في جسدي / شقَّ الزَّمانُ به قلبي إلى كَبِدي
فاليومَ لم يبقَ شيءٌ أستريحُ بهِ / إلاَّ تفتُّتُ أعضائي من الكَمَدِ
أو مُقلَةٌ بخفِيِّ الهمِّ باكيةٌ / أو بيتُ مرثِيَّةٍ تبقى إلى الأبدِ
تُرى أُناجيكَ فيها بالدموعِ وقد / نامَ الخَليُّ ولم أهجع ولم أكَدِ
مَن لي بمثلكَ يا نورَ الحياةِ ويا / يُمنى يَديَّ التي شلَّت من العَضُدِ
مَن لي بمثلكَ أدعوه لحادثةٍ / يُشكى إليه ولا يشكو إلى أحدِ
قد ذُقتُ أنواعَ ثُكلٍ كنتَ أبلغَها / على القُلوبِ وأجناها على كبدي
قُل للرَّدى لا تُغادر بَعدَهُ أحَداً / وللمنيَّةِ مَن أحببتِ فاعتَمدِي
إنَّ الزَّمانَ تَقَضَّى بعدَ فُرقَتِهِ / والعيشُ آذَنَ بالتَّفريقِ والنَّكَدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ
هَبني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ / ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن وَلدِ
مَن لي برؤيةِ مَن قد كنتُ آلَفُهُ / وبالشَّبابِ الذي ولَّى ولم يَعُدِ
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَ فُرقَتهم / حتَّى يُفرّقَ بين الرُّوحِ والجسدِ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ
أعادَهُ من عُقابيلِ الصِّبا عيدُ / وعادَ لِلَّومِ فيه اليومَ تفنيدُ
هذا وحرفٌ إِذا ماتت مفاصِلُهُ / عن راكبٍ وصلت أكفالَهُ بيدُ
يَهماءُ لا يتخطَّاها الدليلُ سُرًى / إلاَّ وناظِرُهُ بالنَّجمِ مَعقُودُ
جاوزتُها والردى رحبٌ مَعالمُه / فيها ومسلكُها بالخوفِ مسدودُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ
حسبُ العواذلِ أنَّ الوجدَ أوحَشَهُ / من نومِهِ فكأنَّ النَّومَ تسهيدُ
أبقى الهَوَى منه جسماً كالهواء ضنًى / تَنَسَّمَ الرِّيحُ فيهِ وهو مفقودُ
كأنَّ مدمَعَهُ تجري أوائلُهُ / كما يَفيضُ على أُخراهُ مَردودُ
أنِستُ بالذِّكرِ منها والسُّهادِ لهُ / أعجِب به مِن مُسيءٍ وهو مَورودُ
أتبَعتُها نَفَساً تَدْمَى مسالِكُهُ / كأنَّهُ من حِمى الأحشاءِ مقدودُ
ما زلتُ أعرفُ أيَّامي وأُنكِرها / حتَّى انبرت وهيَ لا بيضٌ ولا سُودُ
خاضتْ بيَ الشَّكَّ حتَّى قالَ قائلُها / لا القُربُ قربٌ ولا التَّبعيدُ تبعيدُ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ
دانٍ مسِفٌّ له في كلِّ ناحيَةٍ / من قُطرِهِ طَنَبٌ في الأرضِ مشدودُ
ظلَّت مناكِبُه في الأرضِ لاصقةً / كأنهُ بتلاعِ الأرضِ مَصفودُ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ
بين الوصيِّ وبينَ المصطفى نسبٌ / تختالُ فيه المعالي والمحاميدُ
كانا كشمسِ نهارٍ في البُروجِ كما / أدارَها ثَمَّ إحكامٌ وتجويدُ
كسيرِها انتقلا من طاهرٍ عَلمٍ / إلى مُطَهَّرةٍ آباؤها صيدُ
تَفَرَّقا عندَ عبدِ الله واقترنا / بعدَ النبوَّةِ توفيقٌ وتسديدُ
وذَرَّ ذو العَرشِ ذَرًّا طابَ بينهما / فانبَثَّ نورٌ لهُ في الأرضِ تخليدُ
نورٌ تفرَّقَ عندَ البعثِ وانشعَبَت / منه شُعوبٌ لها في الدِّينِ تمهيدُ
هم فتيةٌ كسيوفِ الهِندِ طالَ بِهم / على المُطاوِلِ آباءٌ مناجيدُ
قومٌ لماء المعالي في وجوهِهمُ / عندَ التَّكرُّمِ تصويبٌ وتصعيدُ
يدعونَ أحمدَ إن عُدَّ الفَخارُ أباً / والعودُ ينبتُ في أفنانِه العُودُ
المُنعِمونَ إِذا ما لم تكن نِعمٌ / والذَّائدونَ إِذا قَلَّ المذاويدُ
أوفَوا من المجدِ والعلياءِ في قُلَلٍ / شُمٍّ قواعِدُهُنَّ البأسُ والجودُ
ما سَوَّدَ الناسُ إلاَّ مَن تَمكَّنَ في / أحشائِه لهمُ ودٌّ وتسويدُ
سُبطُ الأكفِّ إِذا شيمت مخايلُهم / أُسْدُ اللِّقاءِ إِذا صَدَّ الصناديدُ
يُزهي المطافُ إِذا طافُوا بكعبتِهِ / وتَشرَئبُّ لهم منها القواعيدُ
في كُلِّ يومٍ لهم بأسٌ يعاشُ بهِ / حَبلَ المَودَّةِ يُضحِ وهو محسودُ
لا يُنكَرُ الدَّهرُ إن ألوى بحقِّهمُ / فالدَّهرُ مُذ كانَ مذمومٌ ومحمودُ
وجهٌ هو البَدرُ إلاَّ أنَّ بينهما
وجهٌ هو البَدرُ إلاَّ أنَّ بينهما / فضلاً تلألأَ عن حافاتِهِ النُّورُ
في وجهِ ذاكَ أخاطيطٌ مُسَوَّدةٌ / وفي مضاحكِ هذا الدرُّ منثور
إني وقوميَ من أنسابِ قومِهمُ
إني وقوميَ من أنسابِ قومِهمُ / كمسجدِ الخَيفِ من بُحبوحةِ الخيفِ
ما عُلِّقَ السيفُ منا بابن عاشرةٍ / إلاَّ وهمَّتُهُ أمضى من السيفِ
ولا استضافَ بنا ضيفٌ يؤمِّلُنا / إلاَّ غَدا مالُنا في قبضةِ الضَّيفِ
يا آلَ أحمدَ أنتم خيرُ مشتَمِلٍ
يا آلَ أحمدَ أنتم خيرُ مشتَمِلٍ / بالمَكرُماتِ وأنتم خيرُ مُعتَرَفِ
خلافةُ الله فيكم غيرُ خافيةٍ / يُفضي بها سلفٌ منكم إلى خَلَفِ
طِبتُم فطابَ مواليكم لطيبتكم / وباءَ أعداؤكم بالخُبثِ في النُّطفِ
رأيتُ نفعي وضري عندَكم فإذا / ما كان ذاك فعنكمُ أين مُنصَرفي
قد ألبسُ الليلَ حتَّى ينثني خَلَقاً
قد ألبسُ الليلَ حتَّى ينثني خَلَقاً / وأركبُ الهولَ بالغرِّ الغرانيقِ
وأنتحي لنَعامِ الدَّوِّ سلهَبَةً / كأنَّها بعضُ أحجارِ المجانيقِ
تُسدي الرِّياحُ لها ثوباً وتُلحِمُه / كما تَلَبَّسُ من نَسجِ الخداريقِ
كأنَّما ريشُها والرِّيحُ تَفرِقُهُ / أسمالُ راهِبةٍ شيبت بتشقيقِ
كأنَّها حين هزَّت رُؤسَها فَرَقاً / سُودُ الرِّجالِ تَعادى بالمزاريقِ
كأنَّ أعناقها وهناً إِذا خَفَقت / بها البلاقعُ أدقالُ الزَّواريقِ
فما استلذَّ بلحظِ العينِ ناظرُها / حتَّى تَغَصَّصَ أعلاهُنَّ بالرِّيقِ
اعدُد ثلاثَ خلالٍ قد جُمِعنَ له
اعدُد ثلاثَ خلالٍ قد جُمِعنَ له / هل سَبَّ من أحدٍ أم سُبَّ أو بَخِلا
كأنَّما الطَّرفُ يرمي عن جوانِبِه
كأنَّما الطَّرفُ يرمي عن جوانِبِه / عن العمى وكأنَّ النجمَ قنديلُ
قالتْ عييتَ عن الشكوى فقلتُ لها
قالتْ عييتَ عن الشكوى فقلتُ لها / جُهدُ الشكايةِ أن أعيا عن الكَلِمِ
أشكو إلى الله قلباً لو كحلتِ بهِ / عينيكِ لاختضَبتْ من حَرِّهِ بدَمِ
لا تُبرِمي فاقدَ الدُّنيا وبهجَتَها / وما يُسَرُّ به منها بلا ولَمِ
يا قمراً وافَقَ التَّماما
يا قمراً وافَقَ التَّماما / اقرأ على شِبهِكَ السلاما
نأيتَ عني وبانَ مني / كلاكما عَزَّ أن يُراما
إِذا رضيتَ فما ألقى أخا سُخُطٍ
إِذا رضيتَ فما ألقى أخا سُخُطٍ / وإن سخطتَ فكلُّ الناس ذو دِمَنِ
لبَّيكَ دعوة من إن شئتَ عزَّ وإن / أبديتَ سُخطَكَ لم يجتنَّ بالجُنَنِ
قد كان جدُّكَ عبد الله خيرَ أبٍ
قد كان جدُّكَ عبد الله خيرَ أبٍ / لابني عليٍّ حسينِ الخيرِ والحسَن
فالكفُّ يوهِنُ منها كلَّ أنمُلةٍ / ما كان من أختها الأخرى من الوَهَنِ
أشكو إلى الله خطاً لا يُبَلِّغني
أشكو إلى الله خطاً لا يُبَلِّغني / خطَّ البليغِ ولا خطَّ المُرجينا
إِذا هممتُ بشيءٍ لي أزخرِفهُ / سدَّت سماجتُه عني التَّحاسينا
أحسنُ من نيلكَ التمني
أحسنُ من نيلكَ التمني / وأخذُ مُلكٍ بلا تَعَنِّ
مقالُ معشوقةٍ لصَبٍّ / تَيَّمَها آهِ فَرَّ عني