المجموع : 25
بنى أبو جعفر داراً فشيّدها
بنى أبو جعفر داراً فشيّدها / ومثله لخيار الدور بنّاءُ
فالجوع داخلها والذل خارجها / وفي جوانبها بؤس وضرّاء
ما ينفع الدار من تشييد حائطها / وليس داخلها خبز ولا ماء
خلفوني خلافة الذئب في الشّا / ء وكانوا في جحد حقّي شاءُ
أما ترى الورد يدعو للورود على
أما ترى الورد يدعو للورود على / حمراء صافية في لونها صهبُ
مداهن من يواقيت منضدّة / على الزمرد في أوساطها الذهبُ
كأنه حين يبدو من مطالعه / صبّ يقبل صباً وهو مرتقب
خاف الملا إذا طالت إقامته / فظل يظهر أحياناً ويحتجب
للّه دَرّك من ميت بمضيعة
للّه دَرّك من ميت بمضيعة / ناهيك في العلم والأداب والحسبِ
ما فيه لو ولاّ ليت فتنقصه / وإنما أدركته حرفة الأدب
قل لأبي القاسم المرجّى
قل لأبي القاسم المرجّى / قابلك الدهر بالعجائبْ
مات لك ابن وكان زيناً / وعاش ذو النقص والمعايب
حياة هذا كموت هذا / فلست تخلو من المصائب
قل لأب القاسم المرجّى / لن يدفع الموت كف غالبْ
لئن تولى بمن تولى / وفقده أعظم المصائب
لقد تخطت لك المنايا / عن حامل عنك للنوائب
لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم
لو كان ما أنتم فيه يدوم لكم / ظننت ما أنا فيه دائماً أبدا
لكن رأيت الليالي غير تاركة / ما ساء من حادث أو سر مطردا
وقد سكنت إلى أني وأنكم / سنستجد خلاف الحالتين غدا
لا بدّ يا نفس من سجود
لا بدّ يا نفس من سجود / في زمن القرد للقرودِ
هبّت لك الريح يا ابن وهب / فخذ لها أهبة الركود
يا من نعته إلى الاخوان لحيته
يا من نعته إلى الاخوان لحيته / أدبرت والدهر إقبال وإدبارُ
قد كنت ممن يهش الناظرون له / تغض دونك أسماع وأبصار
أيام وجهك مصقول عوارضه / وللرياض على خديك أنوار
فيا لدهر مضى ما كان أحسنه / إذ أنت ممتنع والشرط دينار
خانت منيته فاسود عارضه / كما تسودّ بعد الميت الدار
لله أيّ فتى حانت منيته / وكل شيء له وقت ومقدار
خبز أبي جعفر طباشير
خبز أبي جعفر طباشير / فيه الافاويه والعقاقيرُ
فيه دواء لكل معضلة / للبطن والصدر والبواسير
وقصعة مثل مدهن صغراً / تزعق من حولها النواظير
ونيل ما ترتجيه من يده / ما ليس تجري به المقادير
قالوا تغيّر شعره عن حاله
قالوا تغيّر شعره عن حاله / فالسوق كاسدة بغير تجارِ
أما الهجاء فقد عراني كثرة / والمدح قلّ لقلة الاحرار
قد قرب الله يا ذا كل من شسعا
قد قرب الله يا ذا كل من شسعا / كأنني بهلال الفطر قد طلعا
فخذ للهوك في شوال أهبته / فإن شهرك في الواوات قد وقعا
فاشرب على الورد من وردية عتقت
فاشرب على الورد من وردية عتقت / كأنها خدّ ريمٍ ريمَ فامتنعا
قالوا خليفتنا قد مات قلت لهم
قالوا خليفتنا قد مات قلت لهم / في الكلب منه وفي أمثاله خلفُ
حتى إذا قام شرّ منه قلت لهم / الآن طاب عليه الهمّ والأسف
لقد صبرت على المكروه أسمعه
لقد صبرت على المكروه أسمعه / من معشر فيك لولا أنت ما نطقوا
وفيك داريت قوماً لأخلاق لهم / لولاك ما كنت أدري أنهم خلقوا
قل للرؤوس ومن ترجى نوافلهم
قل للرؤوس ومن ترجى نوافلهم / ومن يؤمل فيه الرفد والعملُ
إن تشغلوني بأعمال أصيّرها / شغلاً وإلاَّ ففي أعراضكم شغل
لا غرو أن حملت أعناقهم رجلاً
لا غرو أن حملت أعناقهم رجلاً / معروفه عندهم من قبلُ محتملُ
يبكيك للمجد أقلام مهنّدة / والأمر والنهي والديوان والعمل
انصرف الناس من ختان
انصرف الناس من ختان / يدعون من جوعهم حزاما
فقلت لا تعجبوا لهذا / فهكذا تختن اليتامى
يا زينة الدين والدنيا وما جمعا
يا زينة الدين والدنيا وما جمعا / والأمر والنهي والقرطاس والقلمِ
أن يُنسني الله في عمري فسوف ترى / من خدمتي لك ما يغني عن الخدم
أبا عليّ لقد طوقتني مِنناً / طوق الحمامة لا تبلى على القِدم
فاسلم فليس يزيل الله نعمته / عمّن يبثّ الأيادي من ذوي النعم
يا حجة الله في الأرزاق والقسم
يا حجة الله في الأرزاق والقسم / وعبرة لأولى الألباب والهممِ
تراك أصبحت في نعماء سابغة / إلا وربّك غضبان على النّعم
قل لابن مقلة مهلاً لا تكن عجلاً
قل لابن مقلة مهلاً لا تكن عجلاً / فإنما أنت في أضغاث أحلامِ
تبني بانقاض دور الناس مجتهداً / داراً ستنقض أيضاً بعد أيام
أبلغ وزير الأنام عني
أبلغ وزير الأنام عني / وناد يا ذا المصيبتينِ
يموت حلف الندى ويبقى / حلف المخازي أبو الحسين
فأنت من ذا عميد قلب / وأنت من ذا سخين عين
حياة هذا كموت هذا / فالطم على الرأس باليدين