المجموع : 35
يا رب نارنجة يلهو النديم بها
يا رب نارنجة يلهو النديم بها / كأنها كرة من أحمر الذهب
أو جذوة حملتها كف قابسها / لكنها جذوة معدومة اللهب
ما في السفرجل شيء يستراب به
ما في السفرجل شيء يستراب به / فلا تبت منه مطوياً على وجل
واقبل هديته من راحتي حرة / راحت عليك به أو راحتي رجل
إني نظرت إلى تصحيف أحرفه / فانفك منهن لي بث تفرج لي
ولا تقل سفر حل البلاء / أو حل منه وقوع الحادث الجلل
لله مسجورة في شكل ناظرة
لله مسجورة في شكل ناظرة / من الأزاهر أهداب لها وطف
فيها سلاحف ألهاني تغامسها / في مائها ولها من عرمض لحف
تنافر الشط إلا حين يحضرها / برد العشي فستدني وتنصرف
كأنها حين يبديها تصرفها / جيش النصارى على أكتافها الحجف
وكوكب أبصر العفريت مسترقاً
وكوكب أبصر العفريت مسترقاً / فانقص يذكي أثره لهبه
كفارس حل إحضار عمامته / فجرها كلها من خلفه عذبه
باتت لنا النار درياقاً وقد جعلت
باتت لنا النار درياقاً وقد جعلت / عقارب البرد تحت الليل تلسعنا
زهراء قدت لنا من دفئها لحفاً / لم يعلم البرد فيها أين موضعنا
لها حريق بكانون نطيف به / كمثل جام رحيق فيه مكرعنا
تبيحنا قربها حيناً وتبعدنا / كالأم تفطمنا حيناً وترضعنا
ولي عصا عن طريق الذم أحمدها
ولي عصا عن طريق الذم أحمدها / بها أقدم في تأخيرها قدمي
كأنها وهي في كفي أهش بها / على ثمانين عاماً لا على غنمي
كأنني قوس رام وهي لي وتر / أرمي عليها سهام الشيب والهرم
ولحية لست أدري كيف أنعتها
ولحية لست أدري كيف أنعتها / فضول أشعارها أودت بأشعاري
كأنها ويمين الريح تنشرها / مذبة رفعت في عود بيطار
ومن ذوات النيوب شهم
ومن ذوات النيوب شهم / مظفر الناب واليدين
في طيلسان من آبنوس / على قميص من اللجين
غرته ما بين حاجبيه / كالشمس ما بين كوكبين
أبدى سوالف ريم زانها العطل
أبدى سوالف ريم زانها العطل / واستل سيف لحاظ هابه البطل
وافتر عن رتل ألمى فعلمني / ترتيل وصفى فيه ذلك الرتل
وما حرنت فصار السبق مرتجلا / في الشعر حتى بدا لي شعره الرجل
يا ظبية كنست في أضلعي ورعت
يا ظبية كنست في أضلعي ورعت / سواد قلبي ورعي الظبية الشيح
أبت جفونك إلا أن يكون لها / هوى صحيح وأكباد مجا ريح
كم ذا يكدر بي منك الصفاء / وكم تهدى إلى كبدي فيك التباريح
لم يخل وجهك لي من وجه مرتقب / أنت الزلال الذي فيه التماسيح
وزائر زار في ليل كلمته
وزائر زار في ليل كلمته / أقام عندي إلى صبح كغرته
نادمته والهوى العذري ثالثنا / والراح يفتك في عقلي كمقلته
عففت عنه عفاف الحر مقتدراً / وعفة المرء فضل عند قدرته
قطربل مر بي ولي بقرى الكرخ
قطربل مر بي ولي بقرى الكرخ / كرخ مصيف وأمي العنب
ترضعني درها وتلحفني / بظلها والهجير ملتهب
فقمت أحبو إلى الرضاع كما / تحامل الطفل مسه السغب
يا من يعذبني لما تملكني
يا من يعذبني لما تملكني / ماذا تريد بتعذيبي وإضراري
تروق حسناً وفيك الموت أجمعه / كالصقل في السيف أو كالنور في النار
يا غائباً بخطرات تحضره
يا غائباً بخطرات تحضره / الصبر بعدك شيء لست أذكره
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد / نادى به الناعيان الشيب والكبر
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت / من الحوادث إذ يسطو بها القدر
ومن إذا بدا في أفق مكرمة / جبينه السفر استخذى له القمر
عين الرجاء إلى رؤياك شاخصة / في حاجة أنت فيها السمع والبصر
فاجر الصفوف إلى استنزالها قدماً / وصاحباك بها التأييد والظفر
حتى تلاقي من قاضي القضاة بها / شمساً أنارت بها الأحكام والسير
في حبويته إذا استقبلته ملك / مقدس الروح إلا أنه بشر
أضفى على الدين أبراد الشباب فقل / صديقه البر أو فاروقه عمر
من ادعى الشرك في أكرومة معه / فاغلظ عليه وقل للعاهر الحجر
وقل له ما ترى في روضة أنف / وافت ليسقيها من جودك المطر
الله أكبر قد وافيت قرطبة
الله أكبر قد وافيت قرطبة / دار العلوم وكرسي السلاطين
وقد تهلل لي وجه النجاح بها / طلق الأسرة من وجه ابن حمدين
تزهى العلى بمساعيه إذا ذكرت / زهو الأنوف بأنفاس الرياحين
لم يرضه عرض الدنيا فجاد به / وضن بالأكرمين العرض والدين
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً / قفل النجاح بمفتاح من السفر
إن شئت خضرتها يا بن الرجاء فكن / في طي غمر الفيافي ثائي الحضر
ولا يذودنك من وجه تصعيه / قد ينبع الكوثر السلسال من حجر
تنمر الدهر لي حتى سرقت له / من قسورى الدياجي فروة النمر
ولا بد أن يقع المطلوب في شركي / ولو بنى وكره في دارة القمر
قاضي الجماعة في دار الأمارة لي / قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضلوع تواري نار فطنته / لأحرقت وجنات الشمس بالشرر
فلست أنشد والقاضي بقرطبة / يسير بالعدل في الأحكام والسير
جار الزمان علينا في تصرفه / وأي دهر على الأحرار لم يجر
ولا أقول وعندي من تهمه / ما يطرد الهم عن نفسي وعن فكري
عندي من الدهر ما لو أن أيسره / يلقى على الفلك الدوار لم يدر
أصغرت من زمني ما كنت أكبره / لما نظرت إلى آياته الكبر
وهاك بكراً تريك الحسن في خفر / إذا تجلت وحسن البكر في الخفر
لها بذكرك أنفاس معطرة / كما تنفست الأزهار في السحر
طالع بغرتك الميمون طائرها / نواظراً بك في أمن من الطير
ولا تدعني في كف الزمان سدى / كالقوس عطلها الرامي من الوتر
وقد تلين الليالي بعد قسوتها / ويسمح الورد بعد الشوك بالزهر
لم ألق في الورد إلا ما أنست به / وأنت لي وزير من وحشة الصدر
بحر وصارمه الدامي براحته
بحر وصارمه الدامي براحته / نهر على ضفتيه يانع الثمر
روض المنايا على أن الدماء به / وإن تخالفن أبدال من الزهر
أما الثنايا فإني منثنياً
أما الثنايا فإني منثنياً / عن الثناء عليها آخر الأبد
يبدو لطرفك منها حين تبصرها / سن كمثل مسن الصيقل الفرد
كأن جن سليمان بنوا فمه / بنيان تدمر بالصفاح والعمد
يهدي إلى السمع من ألفاظه نغماً / كأنها نفثات السحر في العقد
له فم كحر في شكل صورته / ترمي غواربه العبرين بالزبد