المجموع : 3
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي / وأَنتَ وَضَّاحُ ذو اتّبَاعِ
دَعَتكَ مَيَّالةٌ لَعُوبٌ / أَسِيلَةُ الخَدِّ باللِّمَاعِ
دَلاَلُكِ الحُلو والمشهِّى / وَلَيسَ سَرِّيكِ بالمُضّاعِ
لاَ اَمنَعُ النَّفسَ عَن هَوَاها / وَكُلُّ شَيءٍ إِلَى انقِطَاعِ
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا / فَدَمعُ عَينِكَ وَاهٍ واكِفٌ هَمِعُ
كَيفَ اللِّقَاءُ وَقَد أَضحَت وَمَسكَنُها / بَطنُ المَحِلَّةَ مِن صَنعَاءَ أَو ضَلَعُ
كَم دُونَها مِن فَيافٍ لا أنيسَ بها / إلاّ الظَلِيمُ وإِلاَّ الظِبيُ والسَّبعُ
وَمَنهَلٍ صَخِبِ الأَصدَاءِ وَارِدُه / طَيرُ السَّمَاءِ تَحومُ الحَينُ أَو تَقَعُ
لاَ مَاؤُهُ مَاءُ أَحسَاءٍ تُقَرِّظُهُ / أَيدي السُقَاةِ وَلا صَادٍ ولا كَرِعُ
إِلاَّ تَرَسُّخُ عِلبا دُونَهُ رَهَبٌ / مِن عِرمِضٍ فَأَبَاءٍ فَهيَ مُنتَقَعُ
تَقُولُ عَاذِلَتي مَهلاً فَقُلتُ لَها / عَنِّي إِلَيكِ فَهَل تدرِينَ مَن أَدَعُ
وكَيفَ أَترُكُ شَخصاً في رَوَاجِبِهِ / وَفي الأَنَامِلِ مِن حَنَّائِهِ لَمَعُ
وَأَنتِ لَو كُنتِ بي جُدُّ الخَبيرَةِ لَم / يُطمِعكِ في طَمَعٍ مِن شِيَمتي طَمَعُ
إِنِّي لَيُعوزُني جَدِّي فَأَترُكُهُ / عَمدَاً وَأَخدَعُ أَحيَاناً فَأَنخَدِعُ
وَأَكتُمُ السِرَّ في صَدرِي وَأَخزِنُهُ / حَتّى يكون لذاك القول مُطَّلَعُ
وَأَترُكُ القَولَ إِلاَّ في مُرَاجَعَةٍ / حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُلحُ وَمُستَمِعُ
لاَ قُوَّتِي قُوَّةُ الرَّاعِي رَكَائِبَهُ / يَأوِي فَيَأوِي إِلَيهِ الكَلبُ وَالرَّبَعُ
وَلاَ العَسِيفِ الَّذِي يَشتَدُّ عُقبتَهُ / حَتَّى يَبِيتَ وَبَاقِي نَعلِهِ قِطَعُ
لاَ يَحمِلُ العَبدُ مِنَّا فَوقَ طَاقَتِهِ / وَنَحنُ نَحمِلُ ما لا تحمل القَلَعُ
مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُنَا / إِنَّا بِطَاءٌ وفي إِبطَائِنَا سَرَعُ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ / إِنَّ الأُلَى كُنتَ تَهوَاهُم قَد انطَلَقُوا
ما بالُهُم لَم يُبَالُوا إِذ هَجَرتَهُمُ / وأَنتَ مِن هَجرهم قد كِدتَ تَحتَرقُ
قد كنتُ أشفقُ مما قد فجعتُ به / إن كانَ يَدفعُ عن ذي اللوعةِ الشَّفقُ