القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو فِراس الحمَداني الكل
المجموع : 37
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ / وَكانَ بَدراً لَهُ ضِياءُ
فَزادَهُ رَبُّهُ عِذاراً / تَمَّ بِهِ الحُسنُ وَالبَهاءُ
كَذَلِكَ اللَهُ كُلَّ وَقتٍ / يَزيدُ في الخَلقِ مايَشاءُ
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ / سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها
هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ / اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها
لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها / فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها
مَن كانَ أَنفَقَ في نَصرِ الهُدى نَشبا
مَن كانَ أَنفَقَ في نَصرِ الهُدى نَشبا / فَأَنتَ أَنفَقتَ فيهِ النَفسَ وَالنَشبا
يُذكي أَخوكَ شِهابَ الحَربِ مُعتَمِداً / فَيَستَضيءُ وَيَغشى جَدُّكَ اللَهَبا
يا ضارِبَ الجَيشِ بي في وَسطِ مَفرِقِهِ
يا ضارِبَ الجَيشِ بي في وَسطِ مَفرِقِهِ / لَقَد ضَرَبتَ بِعَينِ الصارِمِ العَضَبِ
لاتَحرُزُ الدُرعُ عَنّي نَفسَ صاحِبِها / وَلا أُجيرُ ذِمامَ البيضِ وَاليَلَبِ
وَلا أَعودُ بِرُمحي غَيرَ مُنحَطِمٍ / وَلا أَروحُ بِسَيفي غَيرَ مُختَضِبِ
حَتّى تَقولَ لَكَ الأَعداءُ راغِمَةً / أَضحى اِبنُ عَمِّكَ هَذا فارِسُ العَرَبِ
هَيهاتَ لا أَجحَدُ النَعماءَ مُنعِمَها / خَلَفتَ يا اِبنَ أَبي الهَيجاءِ فِيَّ أَبي
يامَن يُحاذِرُ أَن تَمضي عَلَيَّ يَدٌ / مالي أَراكَ لِبيضِ الهِندِ تَسمَحُ بي
وَأَنتَ بي مِن أَضَنِّ الناسِ كُلِّهِمِ / فَكَيفَ تَبذُلُني لِلسُمرِ وَالقُضُبِ
ما زِلتُ أَجهَلُهُ فَضلاً وَأُنكِرُهُ / وَأوسِعُ النَفسَ مِن عُذرٍ وَمِن عَجَبِ
حَتّى رَأَيتُكَ بَينَ الناسِ مُجتَنِباً / تُثني عَلَيَّ بِوَجهٍ غَيرِ مُتَّإِبِ
فَعِندَها وَعُيونُ الناسِ تَرمُقُني / عَلِمتُ أَنَّكَ لَم تُخطِئ وَلَم أُصِبِ
وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً
وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً / بِصاحِبٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ وَضّاحِ
عَذبِ الخَلائِقِ مَحمودٍ طَرائِقُهُ / عَفَّ المَسامِعِ حَتّى يَرغَمَ اللاحي
لَمّا رَأى لَحَظاتي في عَوارِضِهِ / فيما أَشاءُ مِنَ الرَيحانِ وَالراحِ
لاثَ اللِثامَ عَلى وَجهٍ أَسِرَّتُهُ / كَأَنَّها قَمَرٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ / جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ
إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ / عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ
هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت / مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ
بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ / وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ
لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ / هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ
لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت / كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ
أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ / وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً / وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ
وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها / عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ
يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ / أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ
هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ / يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا / لَفَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا
يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ / وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا
لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً / وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا
راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ / وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا
أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ / أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا
مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً / فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا
حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ / وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا
إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ / فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا
أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت / أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا
لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ / وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا / أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا
بِتنا نُعَلِّلُ مِن ساقٍ أَغَنَّ لَنا
بِتنا نُعَلِّلُ مِن ساقٍ أَغَنَّ لَنا / بِخَمرَتَينِ مِنَ الصَهباءِ وَالخَدِّ
كَأَنَّهُ حينَ أَذكى نارَ وَجنَتِهِ / سُكراً وَأَسبَلَ فَضلَ الفاحِمِ الجَعدِ
يَعُدُّ مَأَ عَناقيدٍ بِطُرَّتِهِ / بِماءِ ما حَمَلَت خَدّاهُ مِن وَردِ
كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ
كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ / وَالنَومُ في جُملَةِ الأَحبابِ هاجِرُهُ
الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَونُ زاجِرُهُ / وَالصَبرُ أَوَّلُ ماتَأتي أَواخِرُهُ
أَنا الَّذي إِن صَبا أَو شَفَّهُ غَزَلٌ / فَلِلعَفافِ وَلِلتَقوى مَآزِرُهُ
وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ / وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ
ما بالُ لَيلِيَ لا تَسري كَواكِبُهُ / وَطَيفُ عَزَّةَ لا يَعتادُ زائِرُهُ
مَن لا يَنامُ فَلا صَبرٌ يُؤازِرُهُ / وَلا خَيالٌ عَلى شَحطٍ يُزاوِرُهُ
ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ / فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ / يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ
ما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا / وَالشَوقُ يَنهى البُكى عَنّي وَيَأمُرُهُ
وَقَولَها وَدُموعُ العَينِ واكِفَةٌ / هَذا الفِراقُ الَّذي كُنّا نُحاذِرُهُ
هَل أَنتِ يارِفقَةَ العُشّاقِ مُخبِرَتي / عَنِ الخَليطِ الَّذي زُمَّت أَباعِرُهُ
وَهَل رَأَيتِ أَمامَ الحَيِّ جارِيَةً / كَالجُؤذَرِ الفَردِ تَقفوهُ جَآذِرُهُ
وَأَنتَ يا راكِباً يُزجي مَطِيَّتُهُ / يَستَطرِقُ الحَيَّ لَيلاً أَو يُباكِرُهُ
إِذا وَصَلتَ فَعَرِّض بي وَقُل لَهُمُ / هَل واعِدُ الوَعدِ يَومَ البَينِ ذاكِرُهُ
ما أَعجَبَ الحُبَّ يُمسي طَوعَ جارِيَةٍ / في الحَيِّ مَن عَجَزَت عَنهُ مَساعِرُهُ
وَيَتَّقي الحَيَّ مِن جاءٍ وَغادِيَةٍ / كَيفَ الوُصولُ إِذا مانامَ سامِرُهُ
يا أَيُّها العاذِلُ الراجي إِنابَتَهُ / وَالحُبُّ قَد نَشِبَت فيهِ أَظافِرُهُ
لاتُشعِلَنَّ فَما يَدري بِحُرقَتِهِ / أَأَنتَ عاذِلُهُ أَم أَنتَ عاذِرُهُ
وَراحِلٍ أَوحَشَ الدُنيا بِرِحلَتِهِ / وَإِن غَداً مَعَهُ قَلبي يُسايِرُهُ
هَل أَنتَ مُبلِغُهُ عَنّي بِأَنَّ لَهُ / وُدّاً تَمَكَّنَ في قَلبي يُجاوِرُهُ
وَأَنَّني مَن صَفَت مِنهُ سَرائِرُهُ / وَصَحَّ باطِنُهُ مِنهُ وَظاهِرُهُ
وَما أَخوكَ الَّذي يَدنو بِهِ نَسَبٌ / لَكِن أَخوكَ الَّذي تَصفو ضَمائِرُهُ
وَأَنَّني واصِلٌ مَن أَنتَ واصِلُهُ / وَأَنَّني هاجِرٌ مَن أَنتَ هاجِرُهُ
وَلَستُ واجِدَ شَيءٍ أَنتَ عادِمُهُ / وَلَستُ غائِبَ شَيءٍ أَنتَ حاضِرُهُ
وافى كِتابُكَ مَطوِيّاً عَلى نُزَهٍ / يَحارُ سامِعُهُ فيهِ وَناظِرُهُ
فَالعَينُ تَرتَعُ فيما خَطَّ كاتِبُهُ / وَالسَمعُ يَنعَمُ فيما قالَ شاعِرُهُ
فَإِن وَقَفتُ أَمامَ الحَيِّ أُنشِدُهُ / وَدَّ الخَرائِدُ لَو تُقنى جَواهِرُهُ
أَبا الحُصَينِ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ / أَنتَ الصَديقُ الَّذي طابَت مَخابِرُهُ
لَولا اِعتِذارُ أَخِلّائي بِكَ اِنصَرَفوا / بِوَجهِ خَزيانَ لَم تُقبَل مَعاذِرُهُ
أَينَ الخَليلُ الَّذي يُرضيكَ باطِنُهُ / مَعَ الخُطوبِ كَما يُرضيكَ ظاهِرُهُ
أَمّا الكِتابُ فَإِنّي لَستُ أَقرَؤُهُ / إِلّا تَبادَرَ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
يَجري الجُمانُ عَلى مِثلِ الجُمانِ بِهِ / وَيَنشُرُ الدُرَّ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
أَنا الَّذي لايُصيبُ الدَهرُ عِترَتَهُ / وَلا يَبيتُ عَلى خَوفٍ مُجاوِرُهُ
يُمسي وَكُلُّ بِلادٍ حَلَّها وَطَنٌ / وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ
وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ / إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ
لِيَ التَخَيُّرُ مُشتَطّاً وَمُنتَصِفاً / وَلِلأَفاضِلِ بَعدي ما أُغادِرُهُ
وَكَيفَ تَنتَصِفُ الأَعداءُ مِن رَجُلٍ / العِزُّ أَوَّلُهُ وَالمَجدُ آخِرُهُ
زاكي الأُصولِ كَريمُ النَبعَتَينِ وَمَن / زَكَت أَوائِلُهُ طابَت أَواخِرُهُ
فَمِن سَعيدِ بنِ حَمدانٍ وِلادَتُهُ / وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ سائِرُهُ
القائِلُ الفاعِلُ المَأمونُ نَبوَتُهُ / وَالسَيِّدُ الأَيِّدُ المَيمونُ طائِرُهُ
بَنى لَنا العِزَّ مَرفوعاً دَعائِمُهُ / وَشَيَّدَ المَجدَ مُشتَدّاً مَرائِرُهُ
فَما فَضائِلُنا إِلّا فَضائِلُهُ / وَلا مَفاخِرُنا إِلّا مَفاخِرُهُ
لَقَد فَقَدتُ أَبي طِفلاً فَكانَ أَبي / مِنَ الرِجالِ كَريمُ العودِ ناضِرُهُ
فَهوَ اِبنُ عَمِّيَ دُنيا حينَ أَنسُبُهُ / لَكِنَّهُ لِيَ مَولىً لا أُناكِرُهُ
مازالَ لي نَجوَةً مِمّا أُحاذِرُهُ / لازالَ في نَجوَةٍ مِمّا يُحاذِرُهُ
وَإِنَّما وَقَّتِ الدُنيا مُوَقِّتَها / مِنهُ وَعُمِّرَ لِلإِسلامِ عامِرُهُ
هَذا كِتابُ مَشوقِ القَلبِ مُكتَئِبٍ / لَم يَألُ ناظِمُهُ جُهداً وَناثِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداةَ البَينِ مُبتَدِئاً / مِنَ الجَوابِ بِوَعدٍ أَنتَ ذاكِرُهُ
بَقيتَ ما غَرَّدَت وُرقُ الحَمامِ وَما اِس / تَهَلَّ مِن مونَقِ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
حَتّى تُبَلَّغَ أَقصى ماتُؤَمِّلُهُ / مِنَ الأُمورِ وَتُكفى ماتُحاذِرُهُ
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها / بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ
وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ / وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ كافورِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ يَحكي حُسنُ مَنظَرِهِ / صَفراءَ صافِيَةٍ في كَأسِ بَلَّورِ
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ / صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ
شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ / تَقَسَّمَ الحُسنُ بَينَ السَمعِ وَالبَصَرِ
عُذوبَةٌ صَدَرَت عَن مَنطِقٍ جَدَدٍ / كَالماءِ يَخرُجُ يُنبوعاً مِنَ الحَجَرِ
وَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الفِكرِ دَبَّجَها / صَوبُ القَرائِحِ لاصَوبٌ مِنَ المَطَرِ
كَأَنَّما نَشَرَت أَيدي الرَبيعِ بِها / بُرداً مِنَ الوَشيِ أَو ثَوباً مِنَ الحِبرِ
وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ
وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ / لَو كانَ أَنصَفَني في الحُبِّ ماجارا
إِن زارَ قَصَّرَ لَيلي في زِيارَتِهِ / وَإِن جَفاني أَطالَ اللَيلَ أَعمارا
كَأَنَّما الشَمسُ بي في القَوسِ نازِلَةٌ / إِن لَم يَزُرني وَفي الجَوزاءِ إِن زارا
لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي
لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي / قَد صَرَّحَ الدَهرُ لي بِالمَنعِ وَالياسِ
أَبغي الوَفاءَ بِدَهرٍ لا وَفاءَ لَهُ / كَأَنَّني جاهِلٌ بِالدَهرِ وَالناسِ
سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها
سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها / يا بَدرُ غَيثانِ مُنهَلٌّ وَمُنبَجِسُ
أَسيرُ عَنها وَقَلبي في المَقامِ بِها / كَأَنَّ مُهري لِثُقلِ السَيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَولا الَّذي في قَلبِ صاحِبِهِ / مِنَ البَلابِلِ لَم يَقلَق بِهِ فَرَسُ
كَأَنَّما الأَرضُ وَالبُلدانُ موحِشَةٌ / وَرَبعُها دونَهُنَّ العامِرُ الأَنِسُ
مِثلُ الحَصاةِ الَّتي يُرمى بِها أَبَداً / إِلى السَماءِ فَتَرقى ثُمَّ تَنعَكِسُ
تَناهَضَ القَومُ لِلمَعالي
تَناهَضَ القَومُ لِلمَعالي / لَمّا رَأوا نَحوَها نُهوضي
تَكَلَّفوا المَكرُماتِ كَدّاً / تَكَلُّفَ الشِعرِ بِالعَروضِ
وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ
وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ / إِلّا تَجَدَّدَ لي في إِثرِهِ طَمَعُ
وَلا تَناهَيتُ في شَكوى مَحَبَّتِهِ / إِلّا وَأَكثَرَ مِمّا قُلتُ ما أَدعُ
بَعضُ الجُفاةِ إِلى المَجفُوُّ مُشتاقُ
بَعضُ الجُفاةِ إِلى المَجفُوُّ مُشتاقُ / وَدونَ ما أَمَّلَ المَعشوقُ مِعتاقُ
أَعصي الهَوى وَأُطيعُ الرَأيَ في وَلَدٍ / بَعدَ النَصيحَةِ رابَت مِنهُ أَخلاقُ
فَما نَظَرتُ بِعَينِ السوءِ مُعتَمِداً / إِلَيهِ إِلّا وَلِلأَحشاءِ إِطراقُ
وَما دَعاني إِلى ما سائَهُ سَخَطٌ / إِلّا ثَناني إِلى ماشاءَ إِشفاقُ
الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ
الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ / وَالحُبُّ مُختَلِفٌ عِندي وَمُتَّفِقُ
وَلي إِذا كُلَّ عَينٍ نامَ صاحِبُها / عَينٌ تَحالَفَ فيها الدَمعُ وَالأَرَقُ
لَولاكِ يا ظَبيَةَ الإِنسِ الَّتي نَظَرَت / لَما وَصَلنَ إِلى مَكروهِيَ الحَدَقُ
لَكِن نَظَرتُ وَقَد سارَ الخَليطُ ضُحىً / بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنهُ مُستَرَقُ
ياعَمَّرَ اللَهُ سَيفَ الدينِ مُغتَبِطاً
ياعَمَّرَ اللَهُ سَيفَ الدينِ مُغتَبِطاً / فَكُلُّ حادِثَةٍ يُرمى بِها جَلَلُ
مَن كانَ مِن كُلِّ مَفقودٍ لَنا بَدَلاً / فَلَيسَ مِنهُ عَلى حالاتِهِ بَدَلُ
يَبكي الرِجالُ وَسَيفُ الدينِ مُبتَسِمٌ / حَتّى عَنِ اِبنِكَ تُعطى الصَبرَ ياجَبَلُ
لَم يَجهَلِ القَومُ مِنهُ فَضلَ ماعَرِفوا / لَكِن عَرَفتَ مِنَ التَسليمِ ماجَهِلوا
هَل تَبلُغُ القَمَرَ المَدفونَ رائِعَةٌ / مِنَ المَقالِ عَلَيها لِلأَسى حُلَلُ
مابَعدَ فَقدِكَ في أَهلٍ وَلا وَلَدٍ / وَلا حَياةٍ وَلا دُنيا لَنا أَمَلُ
يامَن أَتَتهُ المَنايا غَيرَ حافِلَةٍ / أَينَ العَبيدُ وَأَينَ الخَيلُ وَالخَوَلُ
أَينَ اللُيوثَ الَّتي حَولَيكَ رابِضَةً / أَينَ الصَنائِعُ أَينَ الأَهلُ مافَعَلوا
أَينَ السُيوفَ الَّتي يَحميكَ أَقطَعُها / أَينَ السَوابِقُ أَينَ البيضُ وَالأَسَلُ
ياوَيحَ خالِكَ بَل ياوَيحَ كُلِّ فَتىً / أَكُلَّ هَذا تَخَطّى نَحوَكَ الأَجَلُ
قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ
قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ / وَقَد شَكَتكَ إِلَينا الخَيلُ وَالإِبِلُ
وَقَد دَرى الرومُ مُذ جاوَرتَ أَرضَهُمُ / أَن لَيسَ يَعصِمُهُم سَهلٌ وَلا جَبَلُ
في كُلِّ يَومٍ تَزورُ الثَغرَ لاضَجَرٌ / يَثنيكَ عَنهُ وَلا شُغلٌ وَلا مَلَلُ
فَالنَفسُ جاهِدَةٌ وَالعَينُ ساهِدَةٌ / وَالجَيشُ مُنهَمِكٌ وَالمالُ مُبتَذَلُ
تَوَهَّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قاصِدِها / وَقَد تَكَنَّفَكَ الأَعداءُ وَالشُغُلُ
حَتّى رَأَوكَ أَمامَ الجَيشِ تَقدُمُهُ / وَقَد طَلَعتَ عَلَيهِم دونَ ما أَمِلوا
فَاِستَقبَلوكَ بِفُرسانٍ أَسِنَّتُها / سودُ البَراقِعِ وَالأَكوارُ وَالكِلَلُ
فَكُنتَ أَكرَمَ مَسؤولٍ وَأَفضَلَهُ / إِذا وَهَبتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025