المجموع : 37
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ / وَكانَ بَدراً لَهُ ضِياءُ
فَزادَهُ رَبُّهُ عِذاراً / تَمَّ بِهِ الحُسنُ وَالبَهاءُ
كَذَلِكَ اللَهُ كُلَّ وَقتٍ / يَزيدُ في الخَلقِ مايَشاءُ
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ / سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها
هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ / اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها
لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها / فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها
مَن كانَ أَنفَقَ في نَصرِ الهُدى نَشبا
مَن كانَ أَنفَقَ في نَصرِ الهُدى نَشبا / فَأَنتَ أَنفَقتَ فيهِ النَفسَ وَالنَشبا
يُذكي أَخوكَ شِهابَ الحَربِ مُعتَمِداً / فَيَستَضيءُ وَيَغشى جَدُّكَ اللَهَبا
يا ضارِبَ الجَيشِ بي في وَسطِ مَفرِقِهِ
يا ضارِبَ الجَيشِ بي في وَسطِ مَفرِقِهِ / لَقَد ضَرَبتَ بِعَينِ الصارِمِ العَضَبِ
لاتَحرُزُ الدُرعُ عَنّي نَفسَ صاحِبِها / وَلا أُجيرُ ذِمامَ البيضِ وَاليَلَبِ
وَلا أَعودُ بِرُمحي غَيرَ مُنحَطِمٍ / وَلا أَروحُ بِسَيفي غَيرَ مُختَضِبِ
حَتّى تَقولَ لَكَ الأَعداءُ راغِمَةً / أَضحى اِبنُ عَمِّكَ هَذا فارِسُ العَرَبِ
هَيهاتَ لا أَجحَدُ النَعماءَ مُنعِمَها / خَلَفتَ يا اِبنَ أَبي الهَيجاءِ فِيَّ أَبي
يامَن يُحاذِرُ أَن تَمضي عَلَيَّ يَدٌ / مالي أَراكَ لِبيضِ الهِندِ تَسمَحُ بي
وَأَنتَ بي مِن أَضَنِّ الناسِ كُلِّهِمِ / فَكَيفَ تَبذُلُني لِلسُمرِ وَالقُضُبِ
ما زِلتُ أَجهَلُهُ فَضلاً وَأُنكِرُهُ / وَأوسِعُ النَفسَ مِن عُذرٍ وَمِن عَجَبِ
حَتّى رَأَيتُكَ بَينَ الناسِ مُجتَنِباً / تُثني عَلَيَّ بِوَجهٍ غَيرِ مُتَّإِبِ
فَعِندَها وَعُيونُ الناسِ تَرمُقُني / عَلِمتُ أَنَّكَ لَم تُخطِئ وَلَم أُصِبِ
وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً
وَقَد أَروحُ قَريرَ العَينِ مُغتَبِطاً / بِصاحِبٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ وَضّاحِ
عَذبِ الخَلائِقِ مَحمودٍ طَرائِقُهُ / عَفَّ المَسامِعِ حَتّى يَرغَمَ اللاحي
لَمّا رَأى لَحَظاتي في عَوارِضِهِ / فيما أَشاءُ مِنَ الرَيحانِ وَالراحِ
لاثَ اللِثامَ عَلى وَجهٍ أَسِرَّتُهُ / كَأَنَّها قَمَرٌ أَو ضَوءُ مِصباحِ
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ
أوصيكَ بِالحُزنِ لا أوصيكَ بِالجَلَدِ / جَلَّ المُصابُ عَنِ التَعنيفِ وَالفَنَدِ
إِنّي أُجِلُّكَ أَن تُكفى بِتَعزِيَةٍ / عَن خَيرِ مُفتَقِدٍ ياخَيرَ مُفتَقِدِ
هِيَ الرَزِيَّةُ إِن ضَنَّت بِما مَلَكَت / مِنها الجُفونُ فَما تَسخو عَلى رَحَدِ
بي مِثلُ مابِكَ مِن حُزنٍ وَمِن جَزَعٍ / وَقَد لَجَأتُ إِلى صَبرٍ فَلَم أَجِدِ
لَم يَنتَقِصنِيَ بُعدي عَنكَ مِن حُزُنٍ / هِيَ المُواساةُ في قُربٍ وَفي بُعُدِ
لَأَشرِكَنَّكَ في اللَأواءِ إِن طَرَقَت / كَما شَرِكتُكَ في النَعماءِ وَالرَغَدِ
أَبكي بِدَمعٍ لَهُ مِن حَسرَتي مَدَدٌ / وَأَستَريحُ إِلى صَبرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفسي فَرحَةً أَبَداً / وَقَد عَرَفتُ الَّذي تَلقاهُ مِن كَمَدِ
وَأَمنَعُ النَومَ عَيني أَن يُلِمَّ بِها / عِلماً بِأَنَّكَ مَوقوفٌ عَلى السُهُدِ
يامُفرَداً باتَ يَبكي لامُعينَ لَهُ / أَعانَكَ اللَهُ بِالتَسليمِ وَالجَلَدِ
هَذا الأَسيرُ المُبَقّى لافِداءَ لَهُ / يَفديكَ بِالنَفسِ وَالأَهلينِ وَالوَلَدِ
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا
ياطولَ شَوقِيَ إِن قالوا الرَحيلُ غَدا / لَفَرَّقَ اللَهُ فيما بَينَنا أَبَدا
يامَن أُصافيهِ في قُربٍ وَفي بُعدٍ / وَمَن أُخالِصُهُ إِن غابَ أَو شَهِدا
لا يُبعِدِ اللَهُ شَخصاً لا أَرى أَنَساً / وَلا تَطيبُ لِيَ الدُنيا إِذا بَعُدا
راعَ الفِراقُ فُؤاداً كُنتَ تُؤنِسُهُ / وَذَرَّ بَينَ الجُفونِ الدَمعَ وَالسَهَدا
أَضحى وَأَضحَيتُ في سِرٍّ وَفي عَلَنٍ / أَعُدُّهُ والِداً إِذ عَدَّني وَلَدا
مازالَ يَنظِمُ فِيَّ الشِعرَ مُجتَهِداً / فَضلاً وَأَنظِمُ فيهِ الشِعرَ مُجتَهِدا
حَتّى اِعتَرَفتُ وَعَزَّتني فَضائِلُهُ / وَفاتَ سَبقاً وَحازَ الفَضلَ مُنفَرِدا
إِن قَصَّرَ الجُهدُ عَن إِدراكِ غايَتِهِ / فَأَعذَرُ الناسِ مَن أَعطاكَ ماوَجَدا
أَبقى لَنا اللَهُ مَولانا وَلا بَرِحَت / أَيّامُنا أَبَداً في ظِلِّهِ جُدَدا
لايَترُقِ النازِلُ المَحذورُ ساحَتَهُ / وَلا تَمُدُّ إِلَيهِ الحادِثاتُ يَدا
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً دائِماً أَبَدا / أَعطانِيَ الدَهرُ مالَم يُعطِهِ أَحَدا
بِتنا نُعَلِّلُ مِن ساقٍ أَغَنَّ لَنا
بِتنا نُعَلِّلُ مِن ساقٍ أَغَنَّ لَنا / بِخَمرَتَينِ مِنَ الصَهباءِ وَالخَدِّ
كَأَنَّهُ حينَ أَذكى نارَ وَجنَتِهِ / سُكراً وَأَسبَلَ فَضلَ الفاحِمِ الجَعدِ
يَعُدُّ مَأَ عَناقيدٍ بِطُرَّتِهِ / بِماءِ ما حَمَلَت خَدّاهُ مِن وَردِ
كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ
كَيفَ السَبيلُ إِلى طَيفٍ يُزاوِرُهُ / وَالنَومُ في جُملَةِ الأَحبابِ هاجِرُهُ
الحُبُّ آمِرُهُ وَالصَونُ زاجِرُهُ / وَالصَبرُ أَوَّلُ ماتَأتي أَواخِرُهُ
أَنا الَّذي إِن صَبا أَو شَفَّهُ غَزَلٌ / فَلِلعَفافِ وَلِلتَقوى مَآزِرُهُ
وَأَشرَفُ الناسِ أَهلُ الحُبِّ مَنزِلَةٍ / وَأَشرَفُ الحُبِّ ماعَفَّت سَرائِرُهُ
ما بالُ لَيلِيَ لا تَسري كَواكِبُهُ / وَطَيفُ عَزَّةَ لا يَعتادُ زائِرُهُ
مَن لا يَنامُ فَلا صَبرٌ يُؤازِرُهُ / وَلا خَيالٌ عَلى شَحطٍ يُزاوِرُهُ
ياساهِراً لَعِبَت أَيدي الفِراقِ بِهِ / فَالصَبرُ خاذِلُهُ وَالدَمعُ ناصِرُهُ
إِنَّ الحَبيبَ الَّذي هامَ الفُؤادُ بِهِ / يَنامُ عَن طولِ لَيلٍ أَنتَ ساهِرُهُ
ما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ البَينِ مَوقِفَنا / وَالشَوقُ يَنهى البُكى عَنّي وَيَأمُرُهُ
وَقَولَها وَدُموعُ العَينِ واكِفَةٌ / هَذا الفِراقُ الَّذي كُنّا نُحاذِرُهُ
هَل أَنتِ يارِفقَةَ العُشّاقِ مُخبِرَتي / عَنِ الخَليطِ الَّذي زُمَّت أَباعِرُهُ
وَهَل رَأَيتِ أَمامَ الحَيِّ جارِيَةً / كَالجُؤذَرِ الفَردِ تَقفوهُ جَآذِرُهُ
وَأَنتَ يا راكِباً يُزجي مَطِيَّتُهُ / يَستَطرِقُ الحَيَّ لَيلاً أَو يُباكِرُهُ
إِذا وَصَلتَ فَعَرِّض بي وَقُل لَهُمُ / هَل واعِدُ الوَعدِ يَومَ البَينِ ذاكِرُهُ
ما أَعجَبَ الحُبَّ يُمسي طَوعَ جارِيَةٍ / في الحَيِّ مَن عَجَزَت عَنهُ مَساعِرُهُ
وَيَتَّقي الحَيَّ مِن جاءٍ وَغادِيَةٍ / كَيفَ الوُصولُ إِذا مانامَ سامِرُهُ
يا أَيُّها العاذِلُ الراجي إِنابَتَهُ / وَالحُبُّ قَد نَشِبَت فيهِ أَظافِرُهُ
لاتُشعِلَنَّ فَما يَدري بِحُرقَتِهِ / أَأَنتَ عاذِلُهُ أَم أَنتَ عاذِرُهُ
وَراحِلٍ أَوحَشَ الدُنيا بِرِحلَتِهِ / وَإِن غَداً مَعَهُ قَلبي يُسايِرُهُ
هَل أَنتَ مُبلِغُهُ عَنّي بِأَنَّ لَهُ / وُدّاً تَمَكَّنَ في قَلبي يُجاوِرُهُ
وَأَنَّني مَن صَفَت مِنهُ سَرائِرُهُ / وَصَحَّ باطِنُهُ مِنهُ وَظاهِرُهُ
وَما أَخوكَ الَّذي يَدنو بِهِ نَسَبٌ / لَكِن أَخوكَ الَّذي تَصفو ضَمائِرُهُ
وَأَنَّني واصِلٌ مَن أَنتَ واصِلُهُ / وَأَنَّني هاجِرٌ مَن أَنتَ هاجِرُهُ
وَلَستُ واجِدَ شَيءٍ أَنتَ عادِمُهُ / وَلَستُ غائِبَ شَيءٍ أَنتَ حاضِرُهُ
وافى كِتابُكَ مَطوِيّاً عَلى نُزَهٍ / يَحارُ سامِعُهُ فيهِ وَناظِرُهُ
فَالعَينُ تَرتَعُ فيما خَطَّ كاتِبُهُ / وَالسَمعُ يَنعَمُ فيما قالَ شاعِرُهُ
فَإِن وَقَفتُ أَمامَ الحَيِّ أُنشِدُهُ / وَدَّ الخَرائِدُ لَو تُقنى جَواهِرُهُ
أَبا الحُصَينِ وَخَيرُ القَولِ أَصدَقُهُ / أَنتَ الصَديقُ الَّذي طابَت مَخابِرُهُ
لَولا اِعتِذارُ أَخِلّائي بِكَ اِنصَرَفوا / بِوَجهِ خَزيانَ لَم تُقبَل مَعاذِرُهُ
أَينَ الخَليلُ الَّذي يُرضيكَ باطِنُهُ / مَعَ الخُطوبِ كَما يُرضيكَ ظاهِرُهُ
أَمّا الكِتابُ فَإِنّي لَستُ أَقرَؤُهُ / إِلّا تَبادَرَ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
يَجري الجُمانُ عَلى مِثلِ الجُمانِ بِهِ / وَيَنشُرُ الدُرَّ فَوقَ الدُرِّ ناثِرُهُ
أَنا الَّذي لايُصيبُ الدَهرُ عِترَتَهُ / وَلا يَبيتُ عَلى خَوفٍ مُجاوِرُهُ
يُمسي وَكُلُّ بِلادٍ حَلَّها وَطَنٌ / وَكُلُّ قَومٍ غَدا فيهِم عَشائِرُهُ
وَما تُمَدُّ لَهُ الأَطنابُ في بَلَدٍ / إِلّا تَضَعضَعَ باديهِ وَحاضِرُهُ
لِيَ التَخَيُّرُ مُشتَطّاً وَمُنتَصِفاً / وَلِلأَفاضِلِ بَعدي ما أُغادِرُهُ
وَكَيفَ تَنتَصِفُ الأَعداءُ مِن رَجُلٍ / العِزُّ أَوَّلُهُ وَالمَجدُ آخِرُهُ
زاكي الأُصولِ كَريمُ النَبعَتَينِ وَمَن / زَكَت أَوائِلُهُ طابَت أَواخِرُهُ
فَمِن سَعيدِ بنِ حَمدانٍ وِلادَتُهُ / وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ سائِرُهُ
القائِلُ الفاعِلُ المَأمونُ نَبوَتُهُ / وَالسَيِّدُ الأَيِّدُ المَيمونُ طائِرُهُ
بَنى لَنا العِزَّ مَرفوعاً دَعائِمُهُ / وَشَيَّدَ المَجدَ مُشتَدّاً مَرائِرُهُ
فَما فَضائِلُنا إِلّا فَضائِلُهُ / وَلا مَفاخِرُنا إِلّا مَفاخِرُهُ
لَقَد فَقَدتُ أَبي طِفلاً فَكانَ أَبي / مِنَ الرِجالِ كَريمُ العودِ ناضِرُهُ
فَهوَ اِبنُ عَمِّيَ دُنيا حينَ أَنسُبُهُ / لَكِنَّهُ لِيَ مَولىً لا أُناكِرُهُ
مازالَ لي نَجوَةً مِمّا أُحاذِرُهُ / لازالَ في نَجوَةٍ مِمّا يُحاذِرُهُ
وَإِنَّما وَقَّتِ الدُنيا مُوَقِّتَها / مِنهُ وَعُمِّرَ لِلإِسلامِ عامِرُهُ
هَذا كِتابُ مَشوقِ القَلبِ مُكتَئِبٍ / لَم يَألُ ناظِمُهُ جُهداً وَناثِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداةَ البَينِ مُبتَدِئاً / مِنَ الجَوابِ بِوَعدٍ أَنتَ ذاكِرُهُ
بَقيتَ ما غَرَّدَت وُرقُ الحَمامِ وَما اِس / تَهَلَّ مِن مونَقِ الوَسمِيِّ باكِرُهُ
حَتّى تُبَلَّغَ أَقصى ماتُؤَمِّلُهُ / مِنَ الأُمورِ وَتُكفى ماتُحاذِرُهُ
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها
ياطيبَ لَيلَةِ ميلادٍ لَهَوتُ بِها / بِأَحوَرٍ ساحِرِ العَينَينِ مَكمورِ
وَالجَوُّ يَنثُرُ دُرّاً غَيرِ مُنتَظِمٍ / وَالأَرضُ بارِزَةٌ في ثَوبِ كافورِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ يَحكي حُسنُ مَنظَرِهِ / صَفراءَ صافِيَةٍ في كَأسِ بَلَّورِ
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ
وَوارِدٍ مورِدٍ أُنساً يُؤَكِّدُهُ / صُدورُهُ عَن سَليمِ الوِردِ وَالصَدرِ
شُدَّت سَحائِبُهُ مِنهُ عَلى نُزَهٍ / تَقَسَّمَ الحُسنُ بَينَ السَمعِ وَالبَصَرِ
عُذوبَةٌ صَدَرَت عَن مَنطِقٍ جَدَدٍ / كَالماءِ يَخرُجُ يُنبوعاً مِنَ الحَجَرِ
وَرَوضَةٌ مِن رِياضِ الفِكرِ دَبَّجَها / صَوبُ القَرائِحِ لاصَوبٌ مِنَ المَطَرِ
كَأَنَّما نَشَرَت أَيدي الرَبيعِ بِها / بُرداً مِنَ الوَشيِ أَو ثَوباً مِنَ الحِبرِ
وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ
وَشادِنٍ مِن بَني كِسرى شُغِفتُ بِهِ / لَو كانَ أَنصَفَني في الحُبِّ ماجارا
إِن زارَ قَصَّرَ لَيلي في زِيارَتِهِ / وَإِن جَفاني أَطالَ اللَيلَ أَعمارا
كَأَنَّما الشَمسُ بي في القَوسِ نازِلَةٌ / إِن لَم يَزُرني وَفي الجَوزاءِ إِن زارا
لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي
لِمَن أُعاتِبُ مالي أَينَ يُذهَبُ بي / قَد صَرَّحَ الدَهرُ لي بِالمَنعِ وَالياسِ
أَبغي الوَفاءَ بِدَهرٍ لا وَفاءَ لَهُ / كَأَنَّني جاهِلٌ بِالدَهرِ وَالناسِ
سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها
سَقى ثَرى حَلَبٍ ما دُمتَ ساكِنَها / يا بَدرُ غَيثانِ مُنهَلٌّ وَمُنبَجِسُ
أَسيرُ عَنها وَقَلبي في المَقامِ بِها / كَأَنَّ مُهري لِثُقلِ السَيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَولا الَّذي في قَلبِ صاحِبِهِ / مِنَ البَلابِلِ لَم يَقلَق بِهِ فَرَسُ
كَأَنَّما الأَرضُ وَالبُلدانُ موحِشَةٌ / وَرَبعُها دونَهُنَّ العامِرُ الأَنِسُ
مِثلُ الحَصاةِ الَّتي يُرمى بِها أَبَداً / إِلى السَماءِ فَتَرقى ثُمَّ تَنعَكِسُ
تَناهَضَ القَومُ لِلمَعالي
تَناهَضَ القَومُ لِلمَعالي / لَمّا رَأوا نَحوَها نُهوضي
تَكَلَّفوا المَكرُماتِ كَدّاً / تَكَلُّفَ الشِعرِ بِالعَروضِ
وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ
وَما تَعَرَّضَ لي يَأسٌ سَلَوتُ بِهِ / إِلّا تَجَدَّدَ لي في إِثرِهِ طَمَعُ
وَلا تَناهَيتُ في شَكوى مَحَبَّتِهِ / إِلّا وَأَكثَرَ مِمّا قُلتُ ما أَدعُ
بَعضُ الجُفاةِ إِلى المَجفُوُّ مُشتاقُ
بَعضُ الجُفاةِ إِلى المَجفُوُّ مُشتاقُ / وَدونَ ما أَمَّلَ المَعشوقُ مِعتاقُ
أَعصي الهَوى وَأُطيعُ الرَأيَ في وَلَدٍ / بَعدَ النَصيحَةِ رابَت مِنهُ أَخلاقُ
فَما نَظَرتُ بِعَينِ السوءِ مُعتَمِداً / إِلَيهِ إِلّا وَلِلأَحشاءِ إِطراقُ
وَما دَعاني إِلى ما سائَهُ سَخَطٌ / إِلّا ثَناني إِلى ماشاءَ إِشفاقُ
الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ
الحُزنُ مُجتَمِعٌ وَالصَبرُ مُفتَرِقُ / وَالحُبُّ مُختَلِفٌ عِندي وَمُتَّفِقُ
وَلي إِذا كُلَّ عَينٍ نامَ صاحِبُها / عَينٌ تَحالَفَ فيها الدَمعُ وَالأَرَقُ
لَولاكِ يا ظَبيَةَ الإِنسِ الَّتي نَظَرَت / لَما وَصَلنَ إِلى مَكروهِيَ الحَدَقُ
لَكِن نَظَرتُ وَقَد سارَ الخَليطُ ضُحىً / بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنهُ مُستَرَقُ
ياعَمَّرَ اللَهُ سَيفَ الدينِ مُغتَبِطاً
ياعَمَّرَ اللَهُ سَيفَ الدينِ مُغتَبِطاً / فَكُلُّ حادِثَةٍ يُرمى بِها جَلَلُ
مَن كانَ مِن كُلِّ مَفقودٍ لَنا بَدَلاً / فَلَيسَ مِنهُ عَلى حالاتِهِ بَدَلُ
يَبكي الرِجالُ وَسَيفُ الدينِ مُبتَسِمٌ / حَتّى عَنِ اِبنِكَ تُعطى الصَبرَ ياجَبَلُ
لَم يَجهَلِ القَومُ مِنهُ فَضلَ ماعَرِفوا / لَكِن عَرَفتَ مِنَ التَسليمِ ماجَهِلوا
هَل تَبلُغُ القَمَرَ المَدفونَ رائِعَةٌ / مِنَ المَقالِ عَلَيها لِلأَسى حُلَلُ
مابَعدَ فَقدِكَ في أَهلٍ وَلا وَلَدٍ / وَلا حَياةٍ وَلا دُنيا لَنا أَمَلُ
يامَن أَتَتهُ المَنايا غَيرَ حافِلَةٍ / أَينَ العَبيدُ وَأَينَ الخَيلُ وَالخَوَلُ
أَينَ اللُيوثَ الَّتي حَولَيكَ رابِضَةً / أَينَ الصَنائِعُ أَينَ الأَهلُ مافَعَلوا
أَينَ السُيوفَ الَّتي يَحميكَ أَقطَعُها / أَينَ السَوابِقُ أَينَ البيضُ وَالأَسَلُ
ياوَيحَ خالِكَ بَل ياوَيحَ كُلِّ فَتىً / أَكُلَّ هَذا تَخَطّى نَحوَكَ الأَجَلُ
قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ
قَد ضَجَّ جَيشُكَ مِن طولِ القِتالِ بِهِ / وَقَد شَكَتكَ إِلَينا الخَيلُ وَالإِبِلُ
وَقَد دَرى الرومُ مُذ جاوَرتَ أَرضَهُمُ / أَن لَيسَ يَعصِمُهُم سَهلٌ وَلا جَبَلُ
في كُلِّ يَومٍ تَزورُ الثَغرَ لاضَجَرٌ / يَثنيكَ عَنهُ وَلا شُغلٌ وَلا مَلَلُ
فَالنَفسُ جاهِدَةٌ وَالعَينُ ساهِدَةٌ / وَالجَيشُ مُنهَمِكٌ وَالمالُ مُبتَذَلُ
تَوَهَّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قاصِدِها / وَقَد تَكَنَّفَكَ الأَعداءُ وَالشُغُلُ
حَتّى رَأَوكَ أَمامَ الجَيشِ تَقدُمُهُ / وَقَد طَلَعتَ عَلَيهِم دونَ ما أَمِلوا
فَاِستَقبَلوكَ بِفُرسانٍ أَسِنَّتُها / سودُ البَراقِعِ وَالأَكوارُ وَالكِلَلُ
فَكُنتَ أَكرَمَ مَسؤولٍ وَأَفضَلَهُ / إِذا وَهَبتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ