المجموع : 44
أستغفرُ اللهَ من ذنوبي
أستغفرُ اللهَ من ذنوبي / فإنّني ظاهرُ العيوب
أَسرَفت يا نَفْسُ في التّصابي / قد آنَ يا نفسُ أَنْ تتوبي
غيرُ بعيدٍ مَدَى المنايا / توبي إلى الله من قريب
كفى بشيب القذال وعظاً / قد قاله واعظُ المشيب
وغايةُ النجم في شروقٍ / يبديه أُفق إلى غروب
خَليلُ تكسير أصنام الزَّمان وكم
خَليلُ تكسير أصنام الزَّمان وكم / جَبَرْتَ قَوماً ولكن بَعْضُهم هُبَلُ
فكل نمرودَ قد أودى بهامَته / ذُبابُ سَيفكَ حتى خالَهُ الأَجَلُ
فأينَ يحيا فرار منكَ ذا حذرٍ
فأينَ يحيا فرار منكَ ذا حذرٍ / وقَبضتاكَ عليه السّهلُ والجبلُ
مَن حادَ عادَ برأسٍ مالهُ جسد / غير القنا وهو ليس يحتمل
يلوحُ من دَمه في خَدِّه أَثَر / كأنَّ حمرَتَه في خَدَه خَجَلُ
حصدتَ ما زرَعوا فرَّقت ما جمعوا
حصدتَ ما زرَعوا فرَّقت ما جمعوا / عطلت ما شرعوا أبطلت ما عملوا
وقد تحقّق أهلُ الشرك أَنّهُم / إن سالموا سلموا أو قتلوا قُتلوا
القطرُ مُنْتُثرٌ والزّهرُ مُنْتَظم
القطرُ مُنْتُثرٌ والزّهرُ مُنْتَظم / فالجوُ باكٍ وثَغْرُ الرّوض مُبْتَسمُ
والماءُ كالدرْع أو كالسّيف مُنْصَلتاً / يَفري الكمائمَ ضرباً والشقيقُ دَمُ
لا بل تَراهُ كمرآة يُقابلُها / منَ الرياض عروسٌ زفّها الجُسُمُ
لها منَ الورد خدٌّ أحمرٌ بُهجٌ / والنّرجس الغضّ لحظُ والأقاحُ فمُ
سقياً لجيرة مصر أنّها وَطنٌ / في مثله عُنفوانُ العيش يغتنمُ
تَزَخْرَفَتْ ناهداً بكراً فوا عَجَباً / من ناهد قد بدا في صَدْرها الهَرمُ
إلى القناطر من نَهيا التي بَهَرَتْ / ألبابنا في نواحي أرضها حكَمُ
كأنّها أبلٌ في القفر من ظمأ / على ورود زُلال الماء تَزْدَحمُ
له يدٌ للندى لو أنّها خُلقَتْ
له يدٌ للندى لو أنّها خُلقَتْ / قبلَ النّدى ما تَسَمّى غَيرَها الكرَمُ
تُريكَ قطراً وتكسو الطرس آونةً / زهراً إلا مثل هذا تصنَعُ الدِّيَمُ
لا بَلْ هو البحرُ والبحرُ الخضمُّ على / ما فاته منه بالأمواج يَلتْطمُ
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي / مَعاهد اللهوِ في إبّان إيناسي
إذا ذكرتُ لَيالي السّفْح في جَبَلِ ال / جونديِّ جُدْتُ بدَمعٍ أيِّ رجّاسِ
ألهو بكل فَتاة كالمهاة لَها / رشيقُ قَدًّ كَغُصن البانِ مياسِ
وَلي بِدَيرِ كمولِ كُلُّ مُكتَملٍ / كالشّمس لكنّه يُدعى بشمّاسِ
إذا طَرَقناهُ حيّانا بذات شَذى / تَمُدُّ أنفاسَها طيباً بأنفاسِ
يسعى وهاديه منها في الظلام سَناً / يغنيهِ عَنْ حمل مشكاة وَنبراسِ
لم يَهدِنا نَحْوَهُ بالنّارِ في غَسَق / ولا النِّباحُ سوى الفانوسِ والكاسِ
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة / وَينتحي الحق مَقروناً بقرطاسِ
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها / وما أُخَيِّطُها ألا بأشراسِ
وَرَثَّ شاشيَ حتى ظنَّ مُبصرهُ / أنَّ العناكبَ قد سَدّت على راسي
وما نَظَرتُ إلى المرآةِ من سَقم / إلاّ وشاهَدْتُ فيها وجهَ نَسْناس
لكنَّ عِندي بحمد اللهِ جاريةً / لم يحكِ منقارَها شيءٌ سوى الفاسِ
لها البهارُ خدودٌ والشّقائقَ ال / حاظٌ وَمَبْسمُها في خُضْرَة الآسِ
تظلُّ تزأرُ كالرئبال باسطةً / ذراعَها وهو يَحْكي ضلْعَ رئباسِ
ولي عيالٌ بهمْ قد عيلَ مُصْطبري / وَصرتُ للْهَمَ فيهم مثلَ بُرْجاس
يَسعَونَ حَولي كالجُرذان من شغب / مقرضينَ بأنياب وأضراسِ
إذا اصطلوا بلظى قدر حَسبْتَهُم / لسوء حالهمِ صبيانَ عدّاسِ
وليلةُ الحّمصِ المصلوقِ عنَدهُمُ / معدودةٌ تلكَ من ليلاتِ أعراسِ
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا / مَنْ ستقلَّ لَهُ الأفلاكُ في التُّحَفِ
وكيفَ تجحدُني فَضلي النجومُ وقد / سَيّرتُها عامَ تقويمي إلى الشّرَف
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ / وشانَه بعدَ ما أعماهُ بالعَرَج
أسير مثلَ أسيرٍ وَهَو يَعرُج بي / كأنّه ماشياً ينحطُ منْ دَرَج
فإنْ رَماني على ما فيهِ من عرجٍ / فما عليه إذا ما متُ من حَرَج
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها / أَضْحَتْ ولا جَنّةُ المأوى ضَواحيها
وَغَمِّرتْ منْكَ بالعَدل العميم إلى / أنْ طابَ حاضرُها سكني وباديها
من بعد ما أَصْبَحَتْ طيرُ الخراب بها / على أسافلها تبكي أعاليها
فأنتَ كالبان أعطافاً مُرَنّحةً / لمَنْ تَشَبَهَ أنّا أرضى تَشبيهاً
فإنهّا كالتي أنشّدتهُا طَرَبَاً / صدورها عَلمَتْ منها قوافيها
قد كنتُ بالفَخْر ذا ضَلالٍ
قد كنتُ بالفَخْر ذا ضَلالٍ / إذ جئتُهُ مُخلصَ الوفاء
حقّقتُهُ إذ دَعوهُ فَخراً / فكانَ فخراً بغير فاء
يا لائمي في العذار مَهْلاً
يا لائمي في العذار مَهْلاً / فأنتَ للعَذل لي مهيِّج
الحسنُ قد زادني غراماً / إذْ رَقَمَ الوردَ بالبَنَفْسجْ
وكلّ ديباجِ خَدّ ظبْي / إنْ لم يَكُنْ مُعْلماًُ فَدَحَرجْ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ / وهو شُيَيْخٌ رَدٍ قُوافي
سَرَتْ قياداتُه إلى أنْ / قادَ بمِصرَ على عِراقِ
أصبحتَ في الكاتبينَ فرداً
أصبحتَ في الكاتبينَ فرداً / وأَنتَ كنزٌ لكلِّ راجِ
لا كَشَفَ الله منك رأسي / ودُمت عزي وَدمتَ تاجي
مولاي قد ساءَني افتقادي / وَسَرَّ حُسّادِيَ احتياجي
فاصلحْ بحَقِّ الوفاءِ شأني / فَغَيْر علياكَ لا أُناجي
فالزَّيتُ قد قلَّ في فَتيلي / وكادَ أنْ يَنطفي سراجي
وباتَ فوقَ التُّراب أهلي / تَلْتَقطُ الحبَّ كالدَّجاجِ
عساكَ باللهِ يا هِلالي / تكتبُ رزقي على الخراج
فَثُلْثُ رِزقي في حاصصوه / وأسقطوا الثُّلثَ عن خراجي
لا كانَ بختي ولا اشتهادي / ولا نِكاحي ولا زواجي
إن لم تُعالجْ سَقامَ حالي / تحيرّ الطِّبُ في علاجي
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ / ولا لكسرى كذا الإيوانُ إيوانُ
ذاتُ العمادِ تبدَّت في جَوانبهِ / بَلْ جَنّةُ الخُلْد والبّوابُ رضوانُ
إنْ غبتَ عنهُ فشخصٌ منكَ يملأُهُ / مهابةً يتّقيها الإنسُ والجانُ
صوَّرتَ جَيْشَكَ فيهِ مثلَ عادَتهِ / كأنّهم في ظهورِ الخيلِ سكانُ
لا يسأمونَ ركوبَ الخيلِ في طَلَبِ ال / أعداءِ يوماً ولا يُلهيهمُ شانُ
قد حَدَّقَتْ لامتثالِ الأمرِ أعيُنُهم / فَلَيْسَ تُطبِقُ مِنْهُمْ قَطُّ أَجفانُ
سُيوفهُم بدِماءِ الكفر قد رُوِيَتْ / سَفْكاً وَكُلٌّ إلى الهيجاءِ عَطْشانُ
كأَنّهُم في غِياضٍ من رِماحِهمُ / تحتَ البنودِ وَهُم حورٌ وولدانُ
صوَّرتُهم فإذا رُسْلُ الملوكِ رأوا / جَمالَهم فُتنوا والحسنُ فتّانُ
وأَطرقوا ثمَّ قالوا خفِّضوا وَقفوا / منها هُنا اليومَ للحيطانِ آذانُ
مثالُ ذا صَعدوا تلكَ المعاقلَ من / حيطانها وَهُمُ رَجلٌ وفُرسانُ
لولا الأمانُ لَداسَتْنا خُيولُهُمُ / واستَخطَفتنا منَ الحيطان عُقبانُ
وَقُبّةٌ هي للأَفلاكِ عاشرةٌ / وَدونَها في عُلُوِّ الشأنِ كَيْوانُ
كأنّها العالَمُ العُلويُّ تحرُسُها ال / أَملاكُ لَم يدنُ منها ثمَّ شَيْطانُ
عَلَتْ فأَفلاكُها الأفلاك في شَرَفٍ / وتبرُها الشُّهبُ والأرَكانُ أَركانُ
وأنتَ يا أَشرفَ الأَملاك شمسُ عُلا / شهابهُا وعلى ظَنّي سُلَيْمانُ
وَتَحْتَ دِهليزِكَ الزَاهي بزركشةٍ / من كلِّ ماتَتَمنى النّفسُ أَلوان
والجيشُ بالقَبقِ المنصورِ قد وَلعوا / بكُلِّ طائشة والقَوسُ مرنانُ
كأَنَهّا العَرضُ يومَ العرض إذ عُرضوا / عله صفّاً وللإعطاء ميزانُ
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى / لِلْفَضْلِ من جملةِ الأُناسِ
عُذراً وقد كانَ بي جديراً / أنّي بتأخيرِها أُناسي
لأنّني لَسْتُ مستطيعاً / أُوازنُ التّبرَ بالنُّحاسِ
لكنّني واثقٌ بأنّي / ودَّعتُها طاهرَ النحاسي
طودٌ منَ العلمِ مُشمَخرٌّ / والفرحُ ثبتُ الأصول راسي
أخمَصهُ ما يزالُ فوق ال / فخار مثولهُ عندَ رأسي
وما العَزازيُّ غيرُ ليث / إنْ ريمَ يوماً صَعْب المراس
بلْ هو بحرُ العلومِ لكن / تَقْصُرُ عنْ دَرْكِهِ المَراسي
كمْ زرتُه لابتغاءٍ جودٍ / فكانَ لي مُطْعماً وكاسي
وكَمْ حَباني بِرَوضِ فضلٍ / وكم سَقاني بفضل كاسِ
وكم أراني حِماهُ لَيثاً / قد جمعَ الخَيْس بالكناسِ
مردِّداً رِفدَهُ مِراراً / حتى لَقَد خِلتُه كناسي
وَواصِلٌ الرَّجاءِ حَبلي / لِما أُرَجِّيهِ بعدَ ياسي
أكرَمُ مِن حاتمٍ وأَوفى / في صحّةِ الذهنِ من اياس
ذكاءُ مَن دونهِ ذُكاءٌ / ظُبْاهُ أمضى مِن المواسي
ونائلٌ لم أجدْ سِواهُ / في عسْريَ المُسعْدَ المواسي
ربيعُ فَضلٍ أبيتُ مِنهُ / ما بينَ وَردٍ وبينَ آس
لا زالَ لي من سَقامِ حالي / خيرَ مواسٍ وخيرَ آسي
عَوناً على الدَهرِ حينَ أشكو / منْ صَرْفهِ كُلّما أقاسي
وعُدَّةٌ والزمانُ إلبٌ / مُلَيِّناً مِنْهُ كلَّ قاسي
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ / وَلَمْ أَبتْ مُقرِياً في الليلِ أضيافي
قَوْمٌ أتونيّ لا يَبغونَ غيرَ قِرى / جمعاً كبيراً بأفراسٍ وأسيافِ
فَمِتُّ منْ خَجَلٍ مِنْهُمْ وَبِتُّ بِهمْ / حَيرانَ ما بينَ خبازٍ وَعَلاَّفِ
وَعُدْتُ أُظهِرُ أَعذاراً مُلَفّقةً / وَفيهِمُ كُلُّ شَتّامٍ وَقَذِّافِ
وَقلتُ دونَكُمُ شَمَّ النّسيمِ على / هذا الفضاءِ وماءً بارداً صافي
ناموا إذا شِئتمُ أو فاسهروا لتَرَوا / أشجار حورٍ على خَورٍ وَصَفْصافِ
فقالَ لي مِنهُمُ شيخٌ أخو بَلَه / كأنَّ في وَجْههِ حانوتَ نَدّافِ
يحتاجُ بيتُكُمُ والفارُ يَهْجُرُهُ / أشياءَ لا بُدَّ منها غيرَ كتّاف
فَكانَ في منزلِي أَضعافُ ما ابتهلوا / منَ الدُّعاءِ لَكُم منْ سَب أسلافي
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً / لا بُدَّ للشْمسِ من طُلوعِ
فَكانَ ذاكَ الطُّلوعُ داءً / يَرقا إلى السّطحِ منْ ضلوعي