القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 44
أستغفرُ اللهَ من ذنوبي
أستغفرُ اللهَ من ذنوبي / فإنّني ظاهرُ العيوب
أَسرَفت يا نَفْسُ في التّصابي / قد آنَ يا نفسُ أَنْ تتوبي
غيرُ بعيدٍ مَدَى المنايا / توبي إلى الله من قريب
كفى بشيب القذال وعظاً / قد قاله واعظُ المشيب
وغايةُ النجم في شروقٍ / يبديه أُفق إلى غروب
خَليلُ تكسير أصنام الزَّمان وكم
خَليلُ تكسير أصنام الزَّمان وكم / جَبَرْتَ قَوماً ولكن بَعْضُهم هُبَلُ
فكل نمرودَ قد أودى بهامَته / ذُبابُ سَيفكَ حتى خالَهُ الأَجَلُ
فأينَ يحيا فرار منكَ ذا حذرٍ
فأينَ يحيا فرار منكَ ذا حذرٍ / وقَبضتاكَ عليه السّهلُ والجبلُ
مَن حادَ عادَ برأسٍ مالهُ جسد / غير القنا وهو ليس يحتمل
يلوحُ من دَمه في خَدِّه أَثَر / كأنَّ حمرَتَه في خَدَه خَجَلُ
حصدتَ ما زرَعوا فرَّقت ما جمعوا
حصدتَ ما زرَعوا فرَّقت ما جمعوا / عطلت ما شرعوا أبطلت ما عملوا
وقد تحقّق أهلُ الشرك أَنّهُم / إن سالموا سلموا أو قتلوا قُتلوا
القطرُ مُنْتُثرٌ والزّهرُ مُنْتَظم
القطرُ مُنْتُثرٌ والزّهرُ مُنْتَظم / فالجوُ باكٍ وثَغْرُ الرّوض مُبْتَسمُ
والماءُ كالدرْع أو كالسّيف مُنْصَلتاً / يَفري الكمائمَ ضرباً والشقيقُ دَمُ
لا بل تَراهُ كمرآة يُقابلُها / منَ الرياض عروسٌ زفّها الجُسُمُ
لها منَ الورد خدٌّ أحمرٌ بُهجٌ / والنّرجس الغضّ لحظُ والأقاحُ فمُ
سقياً لجيرة مصر أنّها وَطنٌ / في مثله عُنفوانُ العيش يغتنمُ
تَزَخْرَفَتْ ناهداً بكراً فوا عَجَباً / من ناهد قد بدا في صَدْرها الهَرمُ
إلى القناطر من نَهيا التي بَهَرَتْ / ألبابنا في نواحي أرضها حكَمُ
كأنّها أبلٌ في القفر من ظمأ / على ورود زُلال الماء تَزْدَحمُ
له يدٌ للندى لو أنّها خُلقَتْ
له يدٌ للندى لو أنّها خُلقَتْ / قبلَ النّدى ما تَسَمّى غَيرَها الكرَمُ
تُريكَ قطراً وتكسو الطرس آونةً / زهراً إلا مثل هذا تصنَعُ الدِّيَمُ
لا بَلْ هو البحرُ والبحرُ الخضمُّ على / ما فاته منه بالأمواج يَلتْطمُ
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي / مَعاهد اللهوِ في إبّان إيناسي
إذا ذكرتُ لَيالي السّفْح في جَبَلِ ال / جونديِّ جُدْتُ بدَمعٍ أيِّ رجّاسِ
ألهو بكل فَتاة كالمهاة لَها / رشيقُ قَدًّ كَغُصن البانِ مياسِ
وَلي بِدَيرِ كمولِ كُلُّ مُكتَملٍ / كالشّمس لكنّه يُدعى بشمّاسِ
إذا طَرَقناهُ حيّانا بذات شَذى / تَمُدُّ أنفاسَها طيباً بأنفاسِ
يسعى وهاديه منها في الظلام سَناً / يغنيهِ عَنْ حمل مشكاة وَنبراسِ
لم يَهدِنا نَحْوَهُ بالنّارِ في غَسَق / ولا النِّباحُ سوى الفانوسِ والكاسِ
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة / وَينتحي الحق مَقروناً بقرطاسِ
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها / وما أُخَيِّطُها ألا بأشراسِ
وَرَثَّ شاشيَ حتى ظنَّ مُبصرهُ / أنَّ العناكبَ قد سَدّت على راسي
وما نَظَرتُ إلى المرآةِ من سَقم / إلاّ وشاهَدْتُ فيها وجهَ نَسْناس
لكنَّ عِندي بحمد اللهِ جاريةً / لم يحكِ منقارَها شيءٌ سوى الفاسِ
لها البهارُ خدودٌ والشّقائقَ ال / حاظٌ وَمَبْسمُها في خُضْرَة الآسِ
تظلُّ تزأرُ كالرئبال باسطةً / ذراعَها وهو يَحْكي ضلْعَ رئباسِ
ولي عيالٌ بهمْ قد عيلَ مُصْطبري / وَصرتُ للْهَمَ فيهم مثلَ بُرْجاس
يَسعَونَ حَولي كالجُرذان من شغب / مقرضينَ بأنياب وأضراسِ
إذا اصطلوا بلظى قدر حَسبْتَهُم / لسوء حالهمِ صبيانَ عدّاسِ
وليلةُ الحّمصِ المصلوقِ عنَدهُمُ / معدودةٌ تلكَ من ليلاتِ أعراسِ
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا
لِتَشْكُرَنّي النجومُ السّبْعُ فيكَ أَيا / مَنْ ستقلَّ لَهُ الأفلاكُ في التُّحَفِ
وكيفَ تجحدُني فَضلي النجومُ وقد / سَيّرتُها عامَ تقويمي إلى الشّرَف
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ
قد كَمّلَ اللهُ بِرذوني بَمْنقَصةِ / وشانَه بعدَ ما أعماهُ بالعَرَج
أسير مثلَ أسيرٍ وَهَو يَعرُج بي / كأنّه ماشياً ينحطُ منْ دَرَج
فإنْ رَماني على ما فيهِ من عرجٍ / فما عليه إذا ما متُ من حَرَج
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها
إنَّ البلادَ التي أَصبحتَ واليها / أَضْحَتْ ولا جَنّةُ المأوى ضَواحيها
وَغَمِّرتْ منْكَ بالعَدل العميم إلى / أنْ طابَ حاضرُها سكني وباديها
من بعد ما أَصْبَحَتْ طيرُ الخراب بها / على أسافلها تبكي أعاليها
فأنتَ كالبان أعطافاً مُرَنّحةً / لمَنْ تَشَبَهَ أنّا أرضى تَشبيهاً
فإنهّا كالتي أنشّدتهُا طَرَبَاً / صدورها عَلمَتْ منها قوافيها
قد كنتُ بالفَخْر ذا ضَلالٍ
قد كنتُ بالفَخْر ذا ضَلالٍ / إذ جئتُهُ مُخلصَ الوفاء
حقّقتُهُ إذ دَعوهُ فَخراً / فكانَ فخراً بغير فاء
يا لائمي في العذار مَهْلاً
يا لائمي في العذار مَهْلاً / فأنتَ للعَذل لي مهيِّج
الحسنُ قد زادني غراماً / إذْ رَقَمَ الوردَ بالبَنَفْسجْ
وكلّ ديباجِ خَدّ ظبْي / إنْ لم يَكُنْ مُعْلماًُ فَدَحَرجْ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ
عَيْنُ الكمالِ العوادِ قافٌ / وهو شُيَيْخٌ رَدٍ قُوافي
سَرَتْ قياداتُه إلى أنْ / قادَ بمِصرَ على عِراقِ
أصبحتَ في الكاتبينَ فرداً
أصبحتَ في الكاتبينَ فرداً / وأَنتَ كنزٌ لكلِّ راجِ
لا كَشَفَ الله منك رأسي / ودُمت عزي وَدمتَ تاجي
مولاي قد ساءَني افتقادي / وَسَرَّ حُسّادِيَ احتياجي
فاصلحْ بحَقِّ الوفاءِ شأني / فَغَيْر علياكَ لا أُناجي
فالزَّيتُ قد قلَّ في فَتيلي / وكادَ أنْ يَنطفي سراجي
وباتَ فوقَ التُّراب أهلي / تَلْتَقطُ الحبَّ كالدَّجاجِ
عساكَ باللهِ يا هِلالي / تكتبُ رزقي على الخراج
فَثُلْثُ رِزقي في حاصصوه / وأسقطوا الثُّلثَ عن خراجي
لا كانَ بختي ولا اشتهادي / ولا نِكاحي ولا زواجي
إن لم تُعالجْ سَقامَ حالي / تحيرّ الطِّبُ في علاجي
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ
ما كانَ مثلَكَ في الإسلامِ سُلطانُ / ولا لكسرى كذا الإيوانُ إيوانُ
ذاتُ العمادِ تبدَّت في جَوانبهِ / بَلْ جَنّةُ الخُلْد والبّوابُ رضوانُ
إنْ غبتَ عنهُ فشخصٌ منكَ يملأُهُ / مهابةً يتّقيها الإنسُ والجانُ
صوَّرتَ جَيْشَكَ فيهِ مثلَ عادَتهِ / كأنّهم في ظهورِ الخيلِ سكانُ
لا يسأمونَ ركوبَ الخيلِ في طَلَبِ ال / أعداءِ يوماً ولا يُلهيهمُ شانُ
قد حَدَّقَتْ لامتثالِ الأمرِ أعيُنُهم / فَلَيْسَ تُطبِقُ مِنْهُمْ قَطُّ أَجفانُ
سُيوفهُم بدِماءِ الكفر قد رُوِيَتْ / سَفْكاً وَكُلٌّ إلى الهيجاءِ عَطْشانُ
كأَنّهُم في غِياضٍ من رِماحِهمُ / تحتَ البنودِ وَهُم حورٌ وولدانُ
صوَّرتُهم فإذا رُسْلُ الملوكِ رأوا / جَمالَهم فُتنوا والحسنُ فتّانُ
وأَطرقوا ثمَّ قالوا خفِّضوا وَقفوا / منها هُنا اليومَ للحيطانِ آذانُ
مثالُ ذا صَعدوا تلكَ المعاقلَ من / حيطانها وَهُمُ رَجلٌ وفُرسانُ
لولا الأمانُ لَداسَتْنا خُيولُهُمُ / واستَخطَفتنا منَ الحيطان عُقبانُ
وَقُبّةٌ هي للأَفلاكِ عاشرةٌ / وَدونَها في عُلُوِّ الشأنِ كَيْوانُ
كأنّها العالَمُ العُلويُّ تحرُسُها ال / أَملاكُ لَم يدنُ منها ثمَّ شَيْطانُ
عَلَتْ فأَفلاكُها الأفلاك في شَرَفٍ / وتبرُها الشُّهبُ والأرَكانُ أَركانُ
وأنتَ يا أَشرفَ الأَملاك شمسُ عُلا / شهابهُا وعلى ظَنّي سُلَيْمانُ
وَتَحْتَ دِهليزِكَ الزَاهي بزركشةٍ / من كلِّ ماتَتَمنى النّفسُ أَلوان
والجيشُ بالقَبقِ المنصورِ قد وَلعوا / بكُلِّ طائشة والقَوسُ مرنانُ
كأَنَهّا العَرضُ يومَ العرض إذ عُرضوا / عله صفّاً وللإعطاء ميزانُ
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى / لِلْفَضْلِ من جملةِ الأُناسِ
عُذراً وقد كانَ بي جديراً / أنّي بتأخيرِها أُناسي
لأنّني لَسْتُ مستطيعاً / أُوازنُ التّبرَ بالنُّحاسِ
لكنّني واثقٌ بأنّي / ودَّعتُها طاهرَ النحاسي
طودٌ منَ العلمِ مُشمَخرٌّ / والفرحُ ثبتُ الأصول راسي
أخمَصهُ ما يزالُ فوق ال / فخار مثولهُ عندَ رأسي
وما العَزازيُّ غيرُ ليث / إنْ ريمَ يوماً صَعْب المراس
بلْ هو بحرُ العلومِ لكن / تَقْصُرُ عنْ دَرْكِهِ المَراسي
كمْ زرتُه لابتغاءٍ جودٍ / فكانَ لي مُطْعماً وكاسي
وكَمْ حَباني بِرَوضِ فضلٍ / وكم سَقاني بفضل كاسِ
وكم أراني حِماهُ لَيثاً / قد جمعَ الخَيْس بالكناسِ
مردِّداً رِفدَهُ مِراراً / حتى لَقَد خِلتُه كناسي
وَواصِلٌ الرَّجاءِ حَبلي / لِما أُرَجِّيهِ بعدَ ياسي
أكرَمُ مِن حاتمٍ وأَوفى / في صحّةِ الذهنِ من اياس
ذكاءُ مَن دونهِ ذُكاءٌ / ظُبْاهُ أمضى مِن المواسي
ونائلٌ لم أجدْ سِواهُ / في عسْريَ المُسعْدَ المواسي
ربيعُ فَضلٍ أبيتُ مِنهُ / ما بينَ وَردٍ وبينَ آس
لا زالَ لي من سَقامِ حالي / خيرَ مواسٍ وخيرَ آسي
عَوناً على الدَهرِ حينَ أشكو / منْ صَرْفهِ كُلّما أقاسي
وعُدَّةٌ والزمانُ إلبٌ / مُلَيِّناً مِنْهُ كلَّ قاسي
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ
يا لَيتني بِتُّ مقرِيَاً بِخَتْمِكُمُ / وَلَمْ أَبتْ مُقرِياً في الليلِ أضيافي
قَوْمٌ أتونيّ لا يَبغونَ غيرَ قِرى / جمعاً كبيراً بأفراسٍ وأسيافِ
فَمِتُّ منْ خَجَلٍ مِنْهُمْ وَبِتُّ بِهمْ / حَيرانَ ما بينَ خبازٍ وَعَلاَّفِ
وَعُدْتُ أُظهِرُ أَعذاراً مُلَفّقةً / وَفيهِمُ كُلُّ شَتّامٍ وَقَذِّافِ
وَقلتُ دونَكُمُ شَمَّ النّسيمِ على / هذا الفضاءِ وماءً بارداً صافي
ناموا إذا شِئتمُ أو فاسهروا لتَرَوا / أشجار حورٍ على خَورٍ وَصَفْصافِ
فقالَ لي مِنهُمُ شيخٌ أخو بَلَه / كأنَّ في وَجْههِ حانوتَ نَدّافِ
يحتاجُ بيتُكُمُ والفارُ يَهْجُرُهُ / أشياءَ لا بُدَّ منها غيرَ كتّاف
فَكانَ في منزلِي أَضعافُ ما ابتهلوا / منَ الدُّعاءِ لَكُم منْ سَب أسلافي
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً
كم قيلَ لي إذْ دُعيتُ شمساً / لا بُدَّ للشْمسِ من طُلوعِ
فَكانَ ذاكَ الطُّلوعُ داءً / يَرقا إلى السّطحِ منْ ضلوعي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025