القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الوَرْدي الكل
المجموع : 117
كانوا معاني المغاني حينَ ينشدُهُمْ
كانوا معاني المغاني حينَ ينشدُهُمْ / شادٍ يجاوبُهُ حُسْنٌ وإحسانُ
ما أنتَ حينَ تُغنِّي في منازلهم / إلا نسيم الصبا والقومُ أغصانُ
يا صاحِ حقَّ لكَ التخوفْ
يا صاحِ حقَّ لكَ التخوفْ / وقلةُ السعيِ والتطوفْ
لا تقربَنْ بعدها رباطاً / قَدْ حُرِّقتْ خرقةُ التصوفْ
كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ
كَمْ مِنْ صديقٍ صدوقِ الودِّ تحسبُهُ / في راحةٍ ولديهِ الهمُّ والنَّكَدُ
لا تغبطنَّ بني الدنيا بنعمتهم / فراحةُ القلبِ لم يظفَر بها أحدُ
علَّمتَ ليثَ الشرى وثوباً
علَّمتَ ليثَ الشرى وثوباً / والسحبَ علَّمتهنَّ هطْلا
حاشاكَ ذمٌّ وكلُّ ضدٍّ / فصحَّ قولي حاشا وكلاَّ
بي أغيدٌ لو بَذَلْتُ نفسي
بي أغيدٌ لو بَذَلْتُ نفسي / في قبلةٍ منهُ لمْ أنلْها
قلتُ لهُ بينَ عاشقيه / أتاجرٌ أنتَ قال بالْها
دَعْهُ ونتفَ العذارِ إذْ ما
دَعْهُ ونتفَ العذارِ إذْ ما / يسَّرَ وصلي حتى تَعذَّرْ
بالنتفِ ثم النبات يبقى / عذارُهُ السكرَ المكررْ
طولُ المقامِ بدارِ الحرثِ برَّحَ بي
طولُ المقامِ بدارِ الحرثِ برَّحَ بي / فالحزمُ رجعايَ عن قصدي وعن طلبي
أفنيتُ عمري بلا علمٍ علمتُ ولا / خيرٍ عملتُ ولا مالٍ ولا أدبِ
إنَّ الضياعَ ضياعٌ للزمانِ وَمَنْ / يلِ المناصبَ لا ينفكَ ذا نَصَبِ
والعجزُ أوجبَ لي سلبَ الخمول ولو / شلْتُ الحمول مع الركبانِ لم أجبِ
رضيتُ راحةَ روحي فاحتُقِرْتُ ولو / تعبتُ نلتُ رخيمَ العيش في التعبِ
ومذْ صحبْتُ سوى جنسي ضنيتُ به / والشَّمعُ لولا جوارُ النارِ لم يذبِ
أَمِرْيَةٌ بعدَ تجريبي فلستُ وإنْ / رامتْ مطامعٌ تجري بي بمنقلبِ
أمْ هلْ أشكُّ وقدْ جربتهم زمناً / وعفْتُ أكرمَهم رمياً فلا وأبي
كمْ ذا أصاحبُ ذا جهلٍ أُساءُ بهِ / ترى السلامةَ منهُ خيرُ مكتسَبِ
ممَّنْ أراهُ صديقاً في اليسارِ وَلَوْ / مالَ الزمانُ تولى مسعدَ النوَبِ
فسمعُهُ عنْ مقالِ الصدقِ في صممٍ / وقلبُهُ عن فعالِ الجدِّ في لعبِ
إنْ أبكِ يضحكْ وإنْ أعقلْ يجنَّ وإنْ / أقرَّ يعبثْ وإنْ أحضرْ لهُ يغبِ
وليس يكشفُ عني ما أكابدُهُ / وما أقاسيهِ مِنْ هَمٍّ ومنْ وصبِ
إلا إمامُ الهدى قاضي القضاة وَمَنْ / أحيا العلومَ وأعلى رتبةَ الأدبِ
شيخُ الأنامِ وحيدُ العصرِ جامعُ أش / تاتِ الفنونِ بلا مَيْن ولا كذبِ
لو لم تكمِّلْ به العليا مراتبَها / ما قيلَ عنهُ كمالُ الدينِ ذو الرتبِ
ابن الأفاضلِ والغرِّ الأماثلِ وال / شهبِ الكواملِ ردءُ الناسِ في الشَغَبِ
زينُ المدارسِ جلابُ النفائسِ غ / لاَّبُ المنافس معطي القاصدِ الجدبِ
محيي الثغور ندىً مجني الكفور ردىً / مولي الشكورِ هدىً كفَّاهُ كالسُّحُبِ
يا كاملَ الفضلِ جمَّ البذلِ وافرَه / جوداً مديدَ القوافي غيرَ مقتضبِ
إني أحبُّ مقامي في حماكَ وَمَنْ / يكنْ ببابِكَ يا ذا الفضلِ لم يَخِبِ
فليتني مثلُ بعضِ الخاملينَ ولا / تكونُ توليةُ الأحكامِ مِنْ سببي
فالحكمُ مَتْعَبَةٌ للقلبِ مَغْضَبَةٌ / للربِّ مَجْلَبَةٌ للذنبِ فاجتنبِ
وإن تكنْ رتبتي في البرِّ عاليةٌ / فالكونُ عندَكَ لي أعلى من الرتَبِ
فانظرْ إليَّ وجُدْ عطفاً عليَّ عسى / رزقٌ يعين على سكنايَ في حلبِ
والبرُّ أوسعُ رزقاً غيرَ أنِّيَ في / قلبي منَ العلمِ والتحصيلِ والطلبِ
وفي المدارسِ لي حقٌّ فما بُنِيَتْ / إلا لمثليَ في حجرِ العلومِ رُبي
أهلُ الإفادةِ والفتوى أنا ومعي / خطُّ الشيوخِ بهذا فامتحنْ كتبي
وإنَّ في عمرٍ عدلاً ومعرفةً / فكيفَ يُصْرَفُ عن هذا بلا سببِ
قالوا فلمْ تطلبِ العزلَ الذي هربَتْ / منهُ القضاةُ قديماً غايةَ الهربِ
فقلتُ نحنُ قضاةَ البرِّ مهملةُ / أقدارُنا فَهْيَ كالأوقاصِ في النصبِ
مَنْ كان منَّا جريَّاً أكرموه وول / وه المناصبَ بالخطْباتِ والخطبِ
ومتقي اللهِ منَّا مهملٌ حرجٌ / مروَّعُ القلبِ محمولٌ على الكربِ
لا يعرفونَ لهُ قدراً وعفتُهُ / يخشَونَ إعداءها للناسِ كالجربِ
إنْ دامَ هذا وحاشاهُ يدومُ بنا / فارقْتُ زيي إلى ما ليسَ يجملُ بي
وقلتُ يا فقهُ فقتُ المثْلَ فيكَ فلِمْ / خصصتني بمكانٍ ما ارتضاهُ غبي
وكيفَ يا نحوُ نحوَ الخفضِ تعطفني / وَقَدْ نصبْتَ قسيَ الجزمِ في نصَبي
ترى بقولي زيدٌ ضاربٌ مثلاً / عمراً أردتَ تجازيني على كذبي
ويا أُصولُ إلى كم ذا أصولُ ومِنْ / غيرِ الدعاوى ومني الصدقُ في طلبي
ويا بديعَ المعاني والبيان خذي / غيري فقدْ أخذَتْني حرفةُ الأدبِ
يا سيدي يا كمال الدينِ خذْ بيدي / من القضاءِ فما لي فيهِ مِنْ أربِ
البرُّ يصلحُ للشيخِ الكبيرِ ومن / رمى سهاماً إلى العليا فلم يُصبِ
أما الذي عُرفَتْ بالفهمِ فطرتُهُ / فإنَّهُ في مقامِ البرِّ لم يطبِ
لا زلتَ عوناً لأهلِ العلمِ تكنفهم / ما لاحَ برقٌ وناحَ الورقُ في القضبِ
يا عالماً عاملاً قدْ جلَّ تشبيهاً
يا عالماً عاملاً قدْ جلَّ تشبيهاً / عنِ البدورِ وفي العلياءِ يحكيها
وفاضلاً فاضلاً تحوي بدايتُهُ / مِنَ النهايةِ تهذيباً وتنبيها
لا ما حججتَ بل الآدابُ أجمعُها / وما قدِمْتَ بل الدنيا وما فيها
رأى المعرةَ عيناً زانَها حَوَرٌ
رأى المعرةَ عيناً زانَها حَوَرٌ / لكنَّ حاجبَها بالجوْرِ مقرونُ
ماذا الذي يصنعُ الطاعونُ في بلدٍ / في كلِّ يومٍ لهُ بالظلمِ طاعونُ
قالوا فسادُ الهواءِ يُردي
قالوا فسادُ الهواءِ يُردي / فقلتُ يردي هوى الفسادِ
كم سيئاتٍ وكم خطايا / نادى عليكم بها المنادي
شوقٌ وتَوْقٌ إلى منْ فيضُ نائلِهِ
شوقٌ وتَوْقٌ إلى منْ فيضُ نائلِهِ / في منزلي وفؤادي في منازِلِه
ما كانَ أقربَ وقتاً كانَ بينهما
ما كانَ أقربَ وقتاً كانَ بينهما / كأنه الوقتُ بينَ الوِرْدِ والغَرَبِ
ديارُ مصرَ هي الدنيا وساكنُها
ديارُ مصرَ هي الدنيا وساكنُها / همُ الأنامُ فقابلْها بتقبيلِ
يا مِنْ يباهي ببغدادَ ودِجْلَتها / مصرُ مقدمةٌ والشرحُ للنيلِ
مَن انتهى طيشُهُ في المخزيات إلى
مَن انتهى طيشُهُ في المخزيات إلى / هذا المقامِ عليهِ لعنةُ الباري
ولستُ عن مالكٍ أرضى بنائبةٍ / عن خازِنِ العلمِ أو عن خازن النارِ
اللهَ اللّهَ لا تبقوهُ في حلب
اللهَ اللّهَ لا تبقوهُ في حلب / يا أهلَ مصرَ وفينا راقبوا اللَّهَ
دأباً يذمُّ فنونَ العلم محتقراً / بها ومَنْ جَهِلَ الأشياءَ عاداها
قاضٍ عن الناسِ غيرُ راضٍ
قاضٍ عن الناسِ غيرُ راضٍ / مباهتٌ خالطٌ مغالِطْ
يكذبُ عن مالكٍ كثيراً / ويسقطُ العدلَ وهو ساقطْ
وقاضياً ماضياً في الشر مجتنياً
وقاضياً ماضياً في الشر مجتنياً / للخير من سيئاتِ الدهرِ محسوبا
يرى إباحةَ أعراضٍ محرَّمةٍ / متى نرى شكلَهُ المكروهَ مندوبا
واللهِ لو أن حَماماتِكم وقعتْ
واللهِ لو أن حَماماتِكم وقعتْ / على الرجالِ لما ولّيتمُ هذا
ضاري الطباعِ سرورُ الناسِ يُحزِنُهُ / ولا انشراحٌ لهُ إلاّ إذا آذى
مَنْ كانَ في علمه دخيلا
مَنْ كانَ في علمه دخيلا / فللولاياتِ لا يليقُ
لا سيَّما منصبٌ جديدٌ / فكفؤُهُ عالمٌ عتيقُ
باللهِ يا أولياءَ مصر
باللهِ يا أولياءَ مصر / خذوهُ من عندِنا بسترِ
متى رأيتُمْ وهلْ سمعتم / بأن قاضي القضاةِ حَمْري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025