القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 13
يا عصر قد حسدتك اليوم أعصارُ
يا عصر قد حسدتك اليوم أعصارُ / الأمر شورى وكل الناس أحرارُ
تنوّع الخير مرئياً ومستمعاً / فلتجتل الخير أسماع وأبصار
حسب الليالي من الإحسان ما وهبت / وربما أعقب الإقلال إكثار
ولو على قدر ما نرضى تجود لنا / لم يبق من سيبها للغير مقدار
في ذمة الله آباء لنا سلفوا / لم يبلغوا الدرب إلا أنهم ساروا
إن لم يكن لهمُ من بعدهم أثرٌ / الحمد لله إنا نحن آثار
الدار تبكي على ايامهم حزناً / ونحن تضحك في أيامنا الدار
إن الجدود التي قد أقصرت معهم / جدّت فليس لها من بعد اقصار
وربما تبلغ الهمات منزلة / ليست تؤمل لولا السيف والنار
الناس تحت قيود الأسر قد وقعوا / دهراً ومذ أدركوا حرية طاروا
أهلاً بفاتنة الأطيار داعية / لله ماذا دعت في الروض أطيار
استنشيها على أفنانها سحراً / فإنما تبعث الأشجان أسحار
إذا تهادى بريّاك النسيم ضحى / في الروض تعتنق الأشجار أشجار
هل ثامر الغصن يستصبي وزاهرهُ / إن لم تعش بك أثمار وأزهار
هذي الأغاني التي تلقين ساحرة / وذي المعاني التي توحين أسحار
تجري السجايا بها في النفس سانحة / وتغتدي وهي في الأفواه أشعار
تزين تيجان أقوام إذا عدلوا / تشين تيجان أقوام إذا جاروا
تظل من بلد تخطو إلى بلد / مستطردات لها في الكون أسفار
تطوى الفجاج لها طياً إذا طردت / كأن أميالها في الطول أشبار
مضى زمان الهجان البزل منقرضاً / وللبخار كما للبزل أدوار
عاش الرجال الذي قد كنت أثمرهُ / وللرجاء بطول الصبر أثمار
هوى من الأفق نجم لم ينر أبداً / لما أهابت به صيحات من ثاروا
لم ينظرالقدر المحتوم حين دها / وكان في كل جزء منه منظارُ
واستطلع الشرق أقماراً به احتجبت / دهراً فكم في سماهُ اليوم أقمارُ
إخواني الصيد لا فُلّت لكم همم / هذا الثناء الذي تبغون مختارُ
يبقى تراثاً لقوم يفخرون به / إذا توالت على الأعقاب أعصارُ
إن المعالي لم تنفد عرائسها / بل لا يزال لها كالغيد أبكارُ
تبدي صدوداً فإن لانت عرائكها / جادت وعاقبة الإعسار إيسارُ
كنا نمرّ بأقطار فنغبطها / وكم أثارت شجون الناس أقطارُ
حتى إذا رجعت للمُلك نضرتهُ / أبدت لنا مصرُ ما أبدتهُ أمصارُ
هذا الإخاءُ بنا شُدّت أواصرهُ / تقسّمتهُ قلوب فهو أشطارُ
يسير من مهج منا إلى مهج / فينا فتمضي الليالي وهو سيّارُ
كالكهرباء إذا الأيدي بها اتصلت / ينساب منها إلى الأجسام تيّارُ
إن كان للمُلك أنصار تؤيدهُ / بالشرع أنا لهُ بالعقل أنصارُ
نسعى ويسعون والآمال واحدة / وإن تناءت عن الأفكار أفكارُ
إيهٍ بني الشرق ن الشرق ينظركم / هذي النجوم التي في الأفق أنظارُ
وكلما جاء تموز بموكبه / فذاك من قبل الأيام إنذارُ
تفتر عنهُ الليالي وهي مشرقة / كأن ظلماءها للناس أنوارُ
فكم يكتّم من سرّ تطالعه / وتحتهُ من خفايا الدهر أسرارُ
السحر لا تدرك الألباب معجزهُ / كذاك تموز للألباب سحارُ
هنّئتموا بإخاء كان مختفياً / بين القلوب فحان اليوم إظهارُ
لم يستجدّ ولكنّا نكررهُ / وهكذا يستديم الود تكرارُ
لا تذكريني فإن الذكر يرجع لي
لا تذكريني فإن الذكر يرجع لي / عادات وجدي في أيامي الأول
وعالجيني بيأس منك ينفعني / البرء باليأس ينسي السقم بالأمل
طاب التجافي فلا تأساك قسمته / إذا مللت فما يشكيك من مللي
لسائم الود أما ينصرم بدل / منه وليس لراعي الود من بدل
دعي ليالي أوطاني تطالبني / بها فلا تشغلي نفسي بلا شغل
وكفكفي الدمع هذا الدمع يفتنني / أشجى الشكايات عندي أدمع المقل
هي اللآلئ تطفو في المحاجر لا / تختار للسبح إلا موضع الكحل
لو لم أكن شاعراً أصبحت حاسداً / فلؤلؤ الدمع منه لؤلؤ الغزل
خلافة قد مضى عنها خلائفها
خلافة قد مضى عنها خلائفها / من آل عثمان من سادوا ومن شادوا
أبقوا بها المجد للأخلاف بعدهمو / والمجد يبقيه للأخلاف أمجاد
حتى انتهت لأمير في تسلطه / يخشى مظالمه عاد وشداد
يا ويلنا إنما نبكي لنا وطناً / يبكيه في الترب آباءٌ وأجداد
لو يعلم المهد ما يكون
لو يعلم المهد ما يكون / من بعده ذخره الثمين
لبات حرصاً به ضنيناً / وذو الغوالي بها ضنين
يظل يهفو به حنين / إذا شجا ربه حنين
يصر في ميله صريراً / كأنه تحته أنين
يا حبذا الوجه حين يبدو / من فوقه ذلك الجبين
حسن تشك العقول فيه / وينتهي عنده اليقين
لما تجلى بها صباها / وجاولت عينها العيون
وأقبلت تنثني دلالاً / كما انثنت قبلها الغصون
أطاعها الحب في البرايا / فكيف كانت لهم يكون
تحاجزت دونها الأماني / وأوقفت عندها الظنون
امست وعشاقها ملوك / أضحت وأخوانها قيون
فوجهها للعلا وفي / وقلبها للهوى خؤون
وجسمها في الورى عزيز / وقدرها عندهم مهين
وكم قصور بها حسان / أحب منها لها السجون
ملت سهول الحياة رغماً / وأعجبتها بها الحزون
في أوج تلك السماء شمس / تغضي لاشراقها الجفون
لم يستقر الفؤاد منها / بينا خفوق إذا سكون
وما خلا من جوى فاءما / مضت شجون أتت شجون
أستسلمت للزمان طوعاً / إذا قسا صرفه تلين
تشتاق في عزها ذويها / وحصنها دونهم حصين
حتى م هذي القيود تبقى / يا رب قد كلت المتون
نويت تقبيلها بالوهم من كلف
نويت تقبيلها بالوهم من كلف / بها فأثر في الخدين تقبيلي
ولاح من خجل في وجهها عرق / كأنه أدمعي في طرف منديلي
يا فتنة جعل الله القلوب لها
يا فتنة جعل الله القلوب لها / مسخرات تعالى الله باريك
لقد تنزهت عن شبه وعن مثل / فليس غيرك بين الناس يحكيك
إني لأرضى بموتي لو رضيت به / لكن أخاف فموتي سوف يبكيك
تنأى فديتك آمال مكذبة
تنأى فديتك آمال مكذبة / لم تبق ذكراً ولا هيأت سلوانا
قد كان ما كان من قلبي ومن نظري / يا ليت ما كان قبل اليوم ما كانا
مالي وللشعر أبقيه لطالبه
مالي وللشعر أبقيه لطالبه / وصيري حصتي في مرسل الشعر
إني أحبك حباً لا اتصال له / بعلة أنت في قلبي وفي فكري
سعى بحبك لي في أصله قدر / فأنت في قدري والحب في قدري
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع
يعلو بها الحسن ما يعلو وأتضع / قد ذل اهل الهوى يا رب ما صنعوا
اسعى لأرضيها والسعي يغضبها / فشرعة الهجر في الحالين لي شرع
حب سأتضي له بالدمع واجبه / هيهات لو كنت عيناً فيه أدمع
يا نازعين ووجدي غير منتزع / بالله عودوا فقد جار الألى نزعوا
لا تستذلوا عزيزاً من بني يكن / آباؤه أخضعوا الدنيا وما خضعوا
لم ينقطع في الهوى عني البكاء لكم / ليس البكاء عن الولهان ينقطع
أظل أنشد للأفلاك مظلمتي / والدهر يرثى لها والله يستمع
إني اخترعت المعاني في محاسنكم / كذاك أهل الهوى من قبلي اخترعوا
فلا سكت على عجز كمن سكتوا / ولا سجعت بمطروق كمن سجعوا
وهذه من بقايا الفكر واحدة / أظل أتبعها نوحي فيتبع
ما زلت أتبع قلبي في رضائكم / حتى استحال وقد أودى به الطمع
كذاك يصدع قلباً يأيه أسفاً / إن القلوب بطول اليأس تنصدع
بين فروق وبين مصر
بين فروق وبين مصر / نهجان في البحر والسماء
فمن يشأ في العباب يجر / ومن يُرد يسمُ في الجواء
الناس ملوا من المطايا / فجاء في بعدها البخارُ
وملّه أكثر البرايا / ثم اعتلوا في السما فطاروا
السحب نابت عن الأرائك / لمعشر قد رقوا إليها
وضجت الطير والملائك / في إثرهم حسرة عليها
وقفت بالدار أبكي رسمها العافي
وقفت بالدار أبكي رسمها العافي / ما كل ذي شجن مثلي بوقاف
سفى عليها الصبا المختال تربتها / لاكنت يا ذا الصبا لاكنت من ساف
قد ابعدتني عن الألاف أزمنة / عدت علينا فوا شوقي لألافي
ماذا أحمل قلبي من بعادهم / تأتي المصائب آلافاً بآلاف
ليست لواعج أشواقي بخافية / كلا ولا لاعج في العشق بالخافي
ما ضر من اسعفته في مطالبه / لحاظه لو سعى يوماً لإسعافي
لو كنت أدعو على الجافي خشيت على / قلب هنالك ادرى أنه الجافي
أليس يكفيه ما لاقيت من حزن / بلى وربك مالاقيته كاف
أهوى رضاه وأهوى أن يعذبني / سان في حبه ظلمي وانصافي
كأنها من شعاع النفس قد خلقت
كأنها من شعاع النفس قد خلقت / فليس يدركها نقص ولا دنس
تزكو شمائلها في روح عاشقها / كما زكا بأريج الوردة النفس
لا الصبر يرجى ولا السلوان ينتظر
لا الصبر يرجى ولا السلوان ينتظر / قد جل يومك في الأيام يا عمر
ويح القلوب التي أسكنتها أزلاً / ماذا عليك من الاحزان تدخر
أن تفن منها فما ذكراك فانية / تبقى الهيولى وتفنى وحدها الصور
خط الوجود لنا في بعضه خططاً / هي الكنوز ولكن أسمها حفر
أن يخل ريع الصبا ينزل مرابعها / أو يندثر أثر يظهر بها أثر
تجاورت عندها الأحساب فالتحمت / أن الورى أسرة في الارض لا أسر
أن تذو يا غصن مصر في حديقتها / فحسبها منك أن قد أينع الثمر
تنبو الحوادث عن أهرامها قعساً / وليس يأبى على أهرامها الكبر
الناطقات لمصر وهي صامتة / والشاهدات لمصر وهي تفتخر
بك النواظر والأفواه في شغل / كلا الفريقين فيه جمت الدرر
تسابقت فيك لا تألو عزائمها / وقصرت فاتتك اليوم تعتذر
يثني عليك رجال الفضل ما ذكروا / وتستطيب المعالي كل ما ذكروا
تبقى مساعيك فيهم سلوة لهم / يجري الصغار عليها إن هم كبروا
ما بعد مجدك للآمال مطرح / وليس بعدك في الأمجاد منتظر
لا زال قبرك بالريحان مزدهراً / فكل قلب به أسكنت مزدهر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025