القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الوأواء الدِّمَشقي الكل
المجموع : 72
رِضا الفنا عن بَقائي بعدَكُمْ غَضَبُ
رِضا الفنا عن بَقائي بعدَكُمْ غَضَبُ / كأَنَّما راحَتي مُذْ غِبتُمُ تعبُ
وَاخَجْلتي من بقائي بعدَ فُرْقَتِكُمْ / إِذ ليس لي في حياتي بَعدكم أَربُ
وَلَيسَ مَوتي عَجيباً بَعْدَ بينِكُمُ / وإِنَّما في حياتي بَعدكم عَجَبُ
زارَ بِلَيْلٍ عَلَى صَبَاحٍ
زارَ بِلَيْلٍ عَلَى صَبَاحٍ / عَلَى قضيبٍ عَلَى كثيبِ
حين أَتَت أَلسنُ الليالي / معتذراتٍ من الذُنُوبِ
فيا لها زورةً أَخذنا / لها أَماناً من الخُطُوبِ
هِيَ الحياةُ فلو تأْتي إِلى حَجَرٍ
هِيَ الحياةُ فلو تأْتي إِلى حَجَرٍ / لَوَلَّدَتْ فيه مِنْها نَشْوَةَ الطَّرَبِ
كأَنَّها ولسانُ الماءِ يَقرَعُها / دمعٌ ترقرق في أَجفانِ منتحبِ
إِذا علاها حَبابٌ خِلْتَهُ شبكاً / من اللجَيْن عَلَى أَرْضٍ مِنَ الذَّهبِ
تصورتْ من أَديم الكأْس سورتها / فأَنبتتْ بَرَداً منها عَلَى لَهَبِ
تخالُ منها بجيد الكأسِ إِنْ مُزِجَتْ / عِقداً من الدُّرِّ أَوْ طَوْقاً من الحَبَبِ
يا مَنْ حياتي رضاهُ في تعتُّبهِ
يا مَنْ حياتي رضاهُ في تعتُّبهِ / ومَنْ مماتي جَفاهُ في تَغضُّبِهِ
هجرتَني ظالماً من غير ما سببٍ / فَفاض دمعُ عذولي من تعجُّبِهِ
ما خانك الطَّرفُ مِنِّي قَطُّ في نظرٍ / ولا سَلا عنكَ قلبي في تَقلُّبِهِ
وأَنتَ واللهِ يا سُؤلي ويا أَملي / أَعزُّ في مهجتي مما أَراكَ بِهِ
يا مَنْ تجنَّبْتُ صبري في تجنُّبِهِ
يا مَنْ تجنَّبْتُ صبري في تجنُّبِهِ / عَمْداً وعاصَيْتُ نومي في تغضُّبِهِ
أَنباك شاهدُ أَمري عَن مغيَّبهِ / وجدَّ جِدُّ الهَوى بي في تلعُّبهِ
يا نازِحاً لَعِبَتْ أَيدي الفراقِ به / هَبْ لي مِن الدَّمْعِ ما أَبكي عليكَ بِهِ
كأَنَّ قلبَكَ سُقمي في قَساوَتِهِ / وَوَردَ خدَّيْك قلبي في تَلَهُّبِهِ
حتَّى متى زفراتي في تصاعُدِها / إِلى المماتِ ودمعي في تصوُّبِهِ
أَخفيتُ سلوةَ حُرٍّ في تذلُّلِه / وإِنَّما قيلَ قلبٌ من تقلُّبِهِ
ولي فؤادٌ إِذا طال العذابُ بِهِ / هام اشتياقاً إِلى لُقْيا معذِّبِهِ
يفديكَ بالنفس صَبٌّ لو يكونُ لهُ / أَعزُّ من نفسه شيءٌ فداك بِهِ
يا عاتباً لي بِغَيْرِ عَتْبِ
يا عاتباً لي بِغَيْرِ عَتْبِ / وهاجراً لي بِغَيْرِ ذَنْبِ
لولاكَ لَمْ تَجْرِ لي دُمُوعٌ / سَكْباً عَلَى الخدِّ فوقَ سَكْبِ
لا تُنْكِرَن إِنْ جَرَتْ بِدُرٍّ / مُنْتَثِرٍ لَمْ يُشَنْ بِثَقْبِ
صيَّرَها في الجفونِ حُمْراً / تَصعيدُها منْ دَمي وقلبي
هُوَ الفِراقُ فَعِشْ إِنْ شِئْتَ أَوْ فَمُت
هُوَ الفِراقُ فَعِشْ إِنْ شِئْتَ أَوْ فَمُت / لَيْسَ الحَياةُ إِذا بانُوا بِمُعْجِبَتي
وَيْحَ المَنِيَّةِ إِذْ سارَتْ رَكائِبُهُمْ / لَوْ أَنَّها قَبَضَتْ رُوحي لأَحْسَنَتِ
كَانَتْ تَطيبُ ليَ الدُّنْيا بِقُربِهِمُ / فَقَدْ أَمَرُّوا لِيَ الدُّنْيا الَّتي حَلَتِ
قَدْ كُنْتُ آمُلُهُمْ والبَيْنُ يُوعِدُني / فَأَنْجَزَ البَيْنُ والآمَالُ أَخْلَفَتِ
دُونَ المُنى في الهَوى يا نَفْس آفاتُ
دُونَ المُنى في الهَوى يا نَفْس آفاتُ / كَأْسُ الهَوى حُلْوَةٌ فيها مَراراتُ
إِنَّ المُحِبّينَ إِنْ أَخْفَوا مُحاذَرَةً / هَواهُمُ فَلَهُمْ فيهِ عَلاماتُ
لا آخَذَ اللَهُ مَنْ قَلْبي بِهِ كَلِفٌ / صَبٌّ قَدِ اسْتَحكَمَتْ فيهِ الصَّباباتُ
لِكُلِّ شَيْءٍ نِهاياتٌ تَبيدُ وَما / لِلَوْعَةِ الحُبِّ في قَلْبي نِهاياتُ
أَجْرى دُمُوعاً كَمِثْلِ الدُّرِّ أَهْمَلَها
أَجْرى دُمُوعاً كَمِثْلِ الدُّرِّ أَهْمَلَها / مِنْ ناظِرَيْهِ عَلَى ياقُوتِ وَجْنَتِهِ
فَحَدَّرَتْ مُقْلَتا عَيْني العقِيقَ عَلَى / خَدٍّ حَكى ذَهباً مِنْهُ بِصُفْرَتِهِ
دَمْعانِ لَوْنانِ في لَونيْنِ قَدْ جَرَيا / كلٌّ أَتى عَجَباً مِنهُ بِجِرْيَتِهِ
يا مَنْ هوَ الماءُ في تَكْوينِ خِلْقَتِهِ
يا مَنْ هوَ الماءُ في تَكْوينِ خِلْقَتِهِ / وَمَنْ هُوَ الخمرُ في أَفعالِ مُقلَتِهِ
وَمَنْ خَلَعْتُ عِذاري في هَوَايَ لَهُ / ومن تَهَتَّكَ سِتْري في مَحَبَّتِهِ
وَمَنْ بزُرْقَةِ سَيْفِ اللَّحظِ طَلَّ دَمي / والسَّيْفُ ما فخرُه إِلا بِزُرْقَتِهِ
عَلَّمْتَ إِنْسانَ عَيْني أَنْ يَعومَ فَقَدْ / جادَتْ سِبَاحَتُهُ في ماءِ دَمْعَتِهِ
شَغَلْتُ قلبي وَسَمْعي في مَودَّتِكُمْ
شَغَلْتُ قلبي وَسَمْعي في مَودَّتِكُمْ / لا خَلَّصَ اللّهُ قلبي مِنْ مَحَبَّتِكُمْ
ولا رُزِقْتُ حياةً بَعْدَ بَيْنِكُمُ / إِنْ لَم أَمُتْ نَدَماً مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ
هَا قَدْ غَضِبْتُ عَلَى رُوحي لِأَجْلِكُمُ / حتى جَفَوتُ حَياتي عِند جَفوَتِكُمْ
إذا تَلَهَّبَ جمرُ الشوقِ في كَبِدي / أَطْفاهُ ماءُ التَّلاقي عِنْدَ رُؤْيَتِكُمْ
اُنْظرْ إِلى السِّحرِ في عينيهِ والدَّعَجِ
اُنْظرْ إِلى السِّحرِ في عينيهِ والدَّعَجِ / كأنَّ أَجفانَهُ مَرْضى مِن الغُنُجِ
لَهُ مِنَ الدُّرِّ عِقْدٌ تَحْتَ شارِبِهِ / وَفَوْقَ أَصْداغِهِ لامانِ مِن سَبَجِ
تَظُنُّ من خَجَلٍ تَوْريدَ وَجْنَتِهِ / وَاللَهِ ما ذاكَ إِلا مِنْ دَمِ المُهَجِ
تَقَنَّعَتْ بالدّجى فَوْق الضحى فَجَلَتْ
تَقَنَّعَتْ بالدّجى فَوْق الضحى فَجَلَتْ / في عاجِ عارِضِها لاماً من السَّبَجِ
كأنَّها اسْتَرْهَنَتْ في ناظِري سَقَماً / بِلَحْظِ أَجْفانِها المَرْضى من الغُنُجِ
لَوْ أَنَّها في ظَلامٍ لاستَنارَ بِها / لأَنَّ إِشراقَها يُغني عن السُّرُجِ
كأنَّما أُلبِسَت مِن لَونِ مَبسِمِها / غِلالةً طرزتها من دم المُهَجِ
لَها مِنَ الماءِ كَفٌّ في أَنامِلِها
لَها مِنَ الماءِ كَفٌّ في أَنامِلِها / إِذْ صافَحَتْني بِهِ نارٌ عَلَى وَهَجِ
تَكادُ مِنْ لَمَعانِ الحُسْنِ تَسْتُرُهُ / كأنَّما طَرَّفَتْهُ مِنْ دَمِ المُهَجِ
أَطالَ ليلَ الصُّدودِ حتَّى
أَطالَ ليلَ الصُّدودِ حتَّى / يَئِسْتُ مِنْ غُرَّةِ الصَّباحِ
كأنَّهُ إِذْ دَجا غُدافٌ / قَدْ حَضَنَ الأَرْضَ بالجَناحِ
لا أَرَّقَ اللَهُ عَينَي مَنْ يُؤَرِّقُني
لا أَرَّقَ اللَهُ عَينَي مَنْ يُؤَرِّقُني / وَلا مَلا مثل قلبي قَلْبَهُ بُرَحَا
قَدْ سَرَّني أَنَّهُمْ قَدْ سَرَّهُمْ سَقَمي / فَازْدَدْتُ سُقْماً لِيَزْدادوا بِهِ فَرَحا
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ
سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُ / عَلَى التي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُ
ما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها / إِلا وَأَيَّامُ عُمْري بَعْدَها سُودُ
عَنَّتْ يَدُ الدَّمْعِ في خَدِّي عِنانَ دَمٍ / كأنَّهُ مِنْ أَديمِ القَلْبِ مَقْدُودُ
ما اسْتَعْبَرَ الغَيْثُ إِلا عِنْدَ عَبْرَتِهِ / فَخَدُّ وَجْهِ الثَّرى لِلْغَيْثِ مَخْدُودُ
مَنْ لي بِرَحْمَةِ قَلْبٍ ليسَ يَرْحَمُني / كأَنَّ نُقْصانَ وَجْدي فيهِ تَزْييدُ
تولد النار فيهِ ماء سَلْوَتِهِ / فَاعْجَبْ لنارٍ لها في الماءِ تَوْليدُ
كَمْ بِتُّ أَرْجُمُ أَعضائِي بِجَمْرِ غَضاً / وَالفَجْرُ في صَفَدِ الظَّلْماءِ مَصْفُودُ
نامَتْ عيونُ عُداتي إِذ زَفَرْتُ وَلي / من مَغْمَدِ الدَّمْعِ في عَيْنَيَّ تجريدُ
لَولا عَلائقُ بَيْنٍ مِنْكِ تَعْلَقُ بي / لَقُلْتُ إِنَّ اقتِرابي مِنْكِ تَبعيدُ
وَلَيْتَ بَعْدَكِ تسويد البَياضِ فَلي / بالدَّمْعِ في صُحُفِ الأَحْزانِ تَسْويدُ
فَلا صَفا كَدَرُ الدُّنْيا لِمُصْفِيَةٍ / ما جاهَدَتْ فيكِ أنْفاسي المَجاهيدُ
إِنْ أَزْمَعَتْ عنكِ صَبْراً أُبْدِلَتْ بِجَوىً / مَعْدومُهُ بِكِ طُولَ الدَّهْرِ مَوْجودُ
لازالَ خدِّي تَريباً فوقَ تُرْبَتِها / ما دارَ في خَلَدِ الأَيَّامِ تَخْليدُ
جَبُنْتُ مِنْ عَسْكَرَيْ دَمْعي فشجَّعَني / قلبٌ له في انْحِدارِ الدَّمْعِ تَصْعِيدُ
متى يُبالي ثَرىً أَنْ لا يَرى مطراً / فَمُسْبَلُ الدَّمع مِنِّي وهو مَوْرُودُ
هَا قَدْ تَأَمَّلْتُ بالعُتْبى الَّتي سَلَفَتْ / أَنْ لا يُعاوِدَني من بَعْدِها عِيدُ
ودَّعْتُها وَبِنَحْري مِنْ مَدَامِعِها / نَحْرٌ وفي جيدِها مِنْ مَدْمَعِي جِيدُ
فبرَّدَتْ حرَّ أَنفاسي عَلى بَرَدٍ / كأنَّهُ مِنْ صَديدِ النَّفسِ مَصْدُودُ
وَاسْتُدْعِيَتْ فأَجابَتْ بعد ما ظَهَرَتْ / في وَجْنَةِ الفَجرِ قبلَ الصُّبحِ تَوريدُ
وصُوِّرت في مِراةِ الأُفق صورتُها / فلي إليها برُسلِ اللحظِ تَرديدُ
جَاهَدْتُ بِالصَّبْرِ في إِثْرِ العَزاءِ فَمَا / رَجَعْتُ إِلا وَصَبْرِي عَنْكِ مَفْقُودُ
وَيْحَ الطَّبيبِ الذي جَسَّتْ يَداهُ يَدَكْ
وَيْحَ الطَّبيبِ الذي جَسَّتْ يَداهُ يَدَكْ / ما كانَ أَغْفَلَهُ عَمَّا بِهِ اعْتَمَدَكْ
لَوْ أَنَّ أَلْحاظَهُ كانَتْ مَباضِعَهُ / ثُمَّ انْتَحاكَ بها مِنْ رِقَّةٍ فَصَدَكْ
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها
قالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فينا لَواحِظُها / كَمْ ذَا أَمَا لِقَتيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
وأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤاً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ / وَرْداً وَعَضَّت عَلَى العُنَّابِ بِالْبَرَدِ
إِنْسِيَّةٌ لَوْ رَأَتْها الشَّمْسُ ما طَلَعَتْ / مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْماً عَلى أَحَدِ
كَأنَّما بَيْنَ غاباتِ الجُفُونِ لَها / أُسْدُ الحِمامِ مُقيماتٍ عَلى الرَّصَدِ
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي
يا مُوْقِدَ النَّارِ في قلبي وفي كَبِدي / أَوقَدْتَ ما لَيْسَ يُطْفا آخِرَ الأَبَدِ
أَوقَدْتَ نارَ الهَوى بِالشَّوقِ فَاشْتَعَلَتْ / مِنَ الجَوانِحِ لم تَخْمُدْ ولَم تَكَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025