القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 54
تَبدو المَجَرَّةَ مُنجَرٌّ ذَوائِبُها
تَبدو المَجَرَّةَ مُنجَرٌّ ذَوائِبُها / كَالماءِ يَنساحُ أَو كَالأَيمِ يَنسابُ
وَزَهرَةٌ بِإِزاءِ البَدرِ واقِفَةٌ / كَأَنَّهُ غَرَضٌ يَنحوهُ نَشّابُ
وَمَهمِهٍ قَلِقَت فيهِ رَكائِبُنا
وَمَهمِهٍ قَلِقَت فيهِ رَكائِبُنا / وَاللَيلُ في قَلَقٍ تَسري رَكائِبُهُ
رَكِبتُهُ فَكَأَنَّ الصُبحَ راكِبُهُ / وَجُبتُهُ فَكَأَنَّ النَجمَ جائِبُهُ
بِكُلِّ ذي ميعَةٍ جَدَّ الوَجيفُ بِهِ / فَاِنهَدَّ غارِبُهُ وَاِنضَمَّ حالِبُهُ
وَباتَ يَنهُبُ جُنحَ اللَيلِ في عَجَلٍ / كَأَنَّهُ لاعِبٌ طابَت مَلاعِبُهُ
حَتّى بَدا الصُبحُ مُبيَضّاً تَرائِبُهُ / وَأَدبَرَ اللَيلُ مُخضَرّاً شَوارِبُهُ
وَإِنَّما النَجحُ في لَيلٍ تُرادِفُهُ / إِذا تَأَوَّبَ أَو صُبحٌ يُواكِبُهُ
وَساهِرَ اللَيلِ في الحاجاتِ نائِمُهُ / وَذاهِبَ المالِ عِندَ المَجدِ كاسِبُهُ
وَلا أَهابُ عَظيماً حينَ يَدهُمُني / وَلَيسَ تَغلِبُ شَيئاً أَنتَ هائِبُهُ
حُلوَ حَلاوَةَ وَصلٍ عادَ فائِتُهُ / مُرَّ مَرارَةَ حَقٍّ حَلَّ واجِبُهُ
أَخو عَزائِمَ لا تَفنى عَجائِبُها / وَالدَهرُ ما بَينَها تَفنى عَجائِبُهُ
تُقضى مَآرِبُهُ مِن كُلِّ فائِدَةٍ / لَكِن مِنَ المَجدِ ما تُقضى مَآرِبُهُ
أَفادَهُ العِزَّ آباءٌ ذَوُو كَرمٍ / وَزادَهُ الخُلُقُ المُخضَرُّ جانِبُهُ
لَقَد فَضَلتَ كِرامَ الناسَ كُلَّهُمُ / فَهُم مَناسِمُ مَجدٍ أَنتَ غارِبُهُ
يا لَيتَ شِعرِيَ هَل يَستَطيعُ شُكرَكُمُ / دَهرٌ مَساعيكُمُ فيهِ مَناقِبُهُ
وَحينَ أَرضَيتُمُ كُنتُم نَوافِلُهُ / وَأَنتُمُ حينَ أَسخَطتُم نَوائِبُهُ
مِنكُم عَلى الدَهرِ عَينٌ لا تُناوِمُهُ / وَلِلحَوادِثِ قَرنٌ لا تُغالِبُهُ
ما بالُ نَفسِكَ لا تَهوى سَلامَتَها
ما بالُ نَفسِكَ لا تَهوى سَلامَتَها / وَأَنتَ في عَرَضِ الدُنيا تُرَغِّبُها
دارٌ إِذا جاءَتِ الآمالُ تَعمُرُها / جاءَت مُقَدَّمَةَ الآجالِ تَخرِبُها
أَصبَحتَ تَطلُبُ دُنيا لَستَ تُدرِكُها / فَكَيفَ تُدرِكُ أُخرى لَستَ تَطلُبُها
إِن كُنتَ تَسلَمُ مِن شَغبِ الزَمانِ وَلا
إِن كُنتَ تَسلَمُ مِن شَغبِ الزَمانِ وَلا / أُعطى السَلامَةَ مِنهُ كُلَّما شَغِبا
فَالعاصِفاتُ إِذا مَرَّت عَلى شَجَرٍ / حَطَمنَهُ وَتَرَكنَ البَقلَ وَالعُشبا
وَهَيَّجَت لِيَ مِن شَوقٍ وَمِن فَرَحٍ
وَهَيَّجَت لِيَ مِن شَوقٍ وَمِن فَرَحٍ / أَيدٍ نَثَرنَ عَلى الأَوتارِ أَعنابا
لا عَيبَ في العَيشِ إِلّا خَوفَ غَيبَتُكُم / إِنَّ السُرورَ إِذا ما غِبتُمُ غابا
لَو تَمَّ شَيءٌ مِنَ الدُنيا لِذي أَدَبٍ
لَو تَمَّ شَيءٌ مِنَ الدُنيا لِذي أَدَبٍ / لَاِنضافَ مالٌ إِلى عِلمي وَآدابي
فَتَمَّ جاهِيَ عِندَ الناسِ كُلَّهُمُ / وَطابَ عَيشِيَ في أَهلي وَأَصحابي
عَزَّ الكَمالُ فَلا يُحظى بِهِ أَحَدٌ / فَكُلُّ خَلقٍ وَإِن لَم يَدرِ ذو عابِ
شَمسٌ هَوَت وَهِلالُ الشَهرِ يَتبَعُها
شَمسٌ هَوَت وَهِلالُ الشَهرِ يَتبَعُها / كَأَنَّهُ سافِرٌ قُدّامَ مُنتَقِبِ
تَبدو الثُرَيّا وَأَمرُ اللَيلِ مُجتَمِعٌ / كَأَنَّها عَقرَبٌ مَقطوعَةُ الذَنَبِ
وَمَيِّتٌ لا يَكادُ المَرءُ يَدفُنُهُ
وَمَيِّتٌ لا يَكادُ المَرءُ يَدفُنُهُ / إِلّا إِذا عادَ حَيّاً بَعدَ ما ماتا
وَمَيِّتٌ غَيَّبوا في الأَرضِ جُثَّتَهُ / عَمداً لِكَي يَجعَلوا الأَحياءَ أَمواتا
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ / كَالقُطنِ يَندُفُ مِن زُرقِ الدَبابيجِ
وَقَهوَةٌ مِن يَدِ المَغنوجِ صافِيَةً / كَأَنَّها عُصِرَت مِن خَدِّ مَغنوجِ
عَهدٌ تَوَلَّت بِهِ الأَيّامُ وَاِنجَرَدَت
عَهدٌ تَوَلَّت بِهِ الأَيّامُ وَاِنجَرَدَت / بِحُسنِهِ وَلَعاتُ البَينِ فَاِنجَرَدا
غَدا لَهُ المُزنُ مَنهَلاً بَوادِرُهُ / كَأَنَّ فيهِ لِيُحيِي أُصبَعاً وَيَدا
إِنجازُ وَعدِكَ في السِكّينِ مَكرُمَةٌ
إِنجازُ وَعدِكَ في السِكّينِ مَكرُمَةٌ / غَرّاءُ فَضلُكَ فيها غَيرُ مَجحودِ
أَحسِن بِهِ أَزرَقاً في أَبيَضٍ يَقَقٍ / لَهُ مَناطِقُ مِن بيضٍ وَمِن سودِ
خُلفُ الوَعيدِ حَميدٌ لا يُذَمُّ بِهِ / وَلَم يَكُن خُلفُ مَوعودٍ بِمَحمودِ
قَد قَرُبَ الأَمرُ بَعدَ بُعدِه
قَد قَرُبَ الأَمرُ بَعدَ بُعدِه / وَأَسعَفَ الإِلفُ بَعدَ صَدِّه
وَبَعدَ بُؤسٍ وَضيقِ عَيشٍ / صِرتَ إِلى خَفضِهِ وَرَغدِه
لَكِنَّهُ مَلبَسٌ مُعارٌ / لابُدَّ مِن نَزعِهِ وَرَدِّه
وَهَل يُسَرُّ الفَتى بِحَظٍّ / وُجودُهُ عِلَّةٌ لِفَقدِه
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً / ما نالَها أَخَواكَ البَحرُ وَالمَطَرُ
وَبِالتَكَرُّمِ وَالأَفضالِ مَرتَبَةً / لَم يُعطَها خادِماكَ السَيفُ وَالقَدَرُ
قالوا أَيُمطِرُ مِن مَحلٍ أَلَمَّ بِهِ / فَقُلتُ قَد تُمطِرُ الأَنهارُ وَالغَدرُ
مالٌ يُبَدِّدُهُ في جَمعِ مَكرُمَةٍ / فَالمَجدُ مُجتَمِعٌ وَالمالُ مُنتَشِرُ
مَناقِبٌ ما يَكادُ الدَهرُ يَهدِمُها / كَأَنَّها أُصَلٌ لِلدَهرِ أَو بُكَرُ
فَاِبشِر فَإِنَّكَ رَأسٌ وَالعُلا جَسَدٌ / وَالمَجدُ وَجهٌ وَأَنتَ السَمعُ وَالبَصَرُ
لَولاكَ لَم تَكُ لِلأَيّامِ مَنقَبَةٌ / تَسمو إِلَيها وَلا لِلدَهرِ مُفتَخَرُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَشَرُّهُم لِشِرارِ الناسِ سَوّارُ
مُنَبَّهُ الذِكرِ مَعلومٌ طَرائِقُهُ / كَالشَمسِ لا عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ / لَو كانَ يَنفَعُني في مِثلِهِ الحَذَرُ
يا نَفسُ صَبراً عَلى ما كانَ مِن ضَرَرٍ / فَرُبَّ مَنفَعَةٍ يَأتي بِها الضَرَرُ
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى / وَالنارُ تَستَعجِلُ القُدورا
وَقَد أَتاني الغُلامُ يَسعى / بِأَرغُفٍ تُشبِهُ البُدورا
وَعِندَنا قَهوَةٌ شَمولٌ / لَو قُطِّعَت صُيِّرَت شُذورا
تَكونُ قَبلَ المِزاجِ ناراً / فَاِنقَلَبَت بِالمَزاجِ نورا
فَإِنهَض إِلى سُرعَةٍ إِلَينا / نَنثُر عَلى نَفسِكَ السُرورا
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ / وَما اِلتَفَتُّ إِلى رومٍ وَلا خَزَرِ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مِن وَجهٍ وَمِن بَدَنٍ / ما يَعشَقُ الناسُ مِن عَينٍ وَمِن شَعَرِ
فَإِن حَسِبتَ سَوادَ الجِلدِ مَنقَصَةً / فَاِنظُر إِلى سُفعَةٍ في وَجنَةِ القَمَرِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ / شَبائِهَ اِتَّفَقَت في الشَكلِ وَالصُوَرِ
خُضرٌ ظَواهِرُها بيضٌ بَطائِنُها / تَحكي القَباطِيَّ تَحتَ السُندُسِ النَضرِ
بيضٌ شِبائُهُ في خُضرٍ مُلَملَمَةٍ / مِثلَ الزَبَرجَدِ مَثنِيّاً عَلى دُرَرِ
يَنشَقُّ أَخضَرُها عَن أَبيَضٍ يَقَقٍ / كَالثَغرِ يُشرِقُ تَحتَ الشارِبِ الخَضِرِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ / كَما تُعَرَّكُ آذانَ السَنانيرِ
حَتّى إِذا إِرتَفَعَت في الصَوتِ لا إِرتَفَعَت / أَهدَت لِسَمعِيَ تَهديرَ الخَنازيرِ
وَكُلَّما اِنخَفَضَت فيهِ مُزَمزَمَةً / خِلتَ الزَنابيرَ تَشدو في القَواريرِ
لا تُخدَعَنَّ بِأَثوابٍ مُصَبَّغَةٍ / نَصَبنَهُنَّ شِباكاً لِلمَدابيرِ
في البانِياسِ إِذا أوطِئتَ ساحَتَها
في البانِياسِ إِذا أوطِئتَ ساحَتَها / خَوفٌ وَحيفٌ وَإِقلالٌ وَإِفلاسُ
وَكَيفَ يَطمَعُ في أَمنٍ وَفي دَعَةٍ / مَن حَلَّ في بَلَدٍ نِصفُ اِسمِهِ ياسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025