المجموع : 54
تَبدو المَجَرَّةَ مُنجَرٌّ ذَوائِبُها
تَبدو المَجَرَّةَ مُنجَرٌّ ذَوائِبُها / كَالماءِ يَنساحُ أَو كَالأَيمِ يَنسابُ
وَزَهرَةٌ بِإِزاءِ البَدرِ واقِفَةٌ / كَأَنَّهُ غَرَضٌ يَنحوهُ نَشّابُ
وَمَهمِهٍ قَلِقَت فيهِ رَكائِبُنا
وَمَهمِهٍ قَلِقَت فيهِ رَكائِبُنا / وَاللَيلُ في قَلَقٍ تَسري رَكائِبُهُ
رَكِبتُهُ فَكَأَنَّ الصُبحَ راكِبُهُ / وَجُبتُهُ فَكَأَنَّ النَجمَ جائِبُهُ
بِكُلِّ ذي ميعَةٍ جَدَّ الوَجيفُ بِهِ / فَاِنهَدَّ غارِبُهُ وَاِنضَمَّ حالِبُهُ
وَباتَ يَنهُبُ جُنحَ اللَيلِ في عَجَلٍ / كَأَنَّهُ لاعِبٌ طابَت مَلاعِبُهُ
حَتّى بَدا الصُبحُ مُبيَضّاً تَرائِبُهُ / وَأَدبَرَ اللَيلُ مُخضَرّاً شَوارِبُهُ
وَإِنَّما النَجحُ في لَيلٍ تُرادِفُهُ / إِذا تَأَوَّبَ أَو صُبحٌ يُواكِبُهُ
وَساهِرَ اللَيلِ في الحاجاتِ نائِمُهُ / وَذاهِبَ المالِ عِندَ المَجدِ كاسِبُهُ
وَلا أَهابُ عَظيماً حينَ يَدهُمُني / وَلَيسَ تَغلِبُ شَيئاً أَنتَ هائِبُهُ
حُلوَ حَلاوَةَ وَصلٍ عادَ فائِتُهُ / مُرَّ مَرارَةَ حَقٍّ حَلَّ واجِبُهُ
أَخو عَزائِمَ لا تَفنى عَجائِبُها / وَالدَهرُ ما بَينَها تَفنى عَجائِبُهُ
تُقضى مَآرِبُهُ مِن كُلِّ فائِدَةٍ / لَكِن مِنَ المَجدِ ما تُقضى مَآرِبُهُ
أَفادَهُ العِزَّ آباءٌ ذَوُو كَرمٍ / وَزادَهُ الخُلُقُ المُخضَرُّ جانِبُهُ
لَقَد فَضَلتَ كِرامَ الناسَ كُلَّهُمُ / فَهُم مَناسِمُ مَجدٍ أَنتَ غارِبُهُ
يا لَيتَ شِعرِيَ هَل يَستَطيعُ شُكرَكُمُ / دَهرٌ مَساعيكُمُ فيهِ مَناقِبُهُ
وَحينَ أَرضَيتُمُ كُنتُم نَوافِلُهُ / وَأَنتُمُ حينَ أَسخَطتُم نَوائِبُهُ
مِنكُم عَلى الدَهرِ عَينٌ لا تُناوِمُهُ / وَلِلحَوادِثِ قَرنٌ لا تُغالِبُهُ
ما بالُ نَفسِكَ لا تَهوى سَلامَتَها
ما بالُ نَفسِكَ لا تَهوى سَلامَتَها / وَأَنتَ في عَرَضِ الدُنيا تُرَغِّبُها
دارٌ إِذا جاءَتِ الآمالُ تَعمُرُها / جاءَت مُقَدَّمَةَ الآجالِ تَخرِبُها
أَصبَحتَ تَطلُبُ دُنيا لَستَ تُدرِكُها / فَكَيفَ تُدرِكُ أُخرى لَستَ تَطلُبُها
إِن كُنتَ تَسلَمُ مِن شَغبِ الزَمانِ وَلا
إِن كُنتَ تَسلَمُ مِن شَغبِ الزَمانِ وَلا / أُعطى السَلامَةَ مِنهُ كُلَّما شَغِبا
فَالعاصِفاتُ إِذا مَرَّت عَلى شَجَرٍ / حَطَمنَهُ وَتَرَكنَ البَقلَ وَالعُشبا
وَهَيَّجَت لِيَ مِن شَوقٍ وَمِن فَرَحٍ
وَهَيَّجَت لِيَ مِن شَوقٍ وَمِن فَرَحٍ / أَيدٍ نَثَرنَ عَلى الأَوتارِ أَعنابا
لا عَيبَ في العَيشِ إِلّا خَوفَ غَيبَتُكُم / إِنَّ السُرورَ إِذا ما غِبتُمُ غابا
لَو تَمَّ شَيءٌ مِنَ الدُنيا لِذي أَدَبٍ
لَو تَمَّ شَيءٌ مِنَ الدُنيا لِذي أَدَبٍ / لَاِنضافَ مالٌ إِلى عِلمي وَآدابي
فَتَمَّ جاهِيَ عِندَ الناسِ كُلَّهُمُ / وَطابَ عَيشِيَ في أَهلي وَأَصحابي
عَزَّ الكَمالُ فَلا يُحظى بِهِ أَحَدٌ / فَكُلُّ خَلقٍ وَإِن لَم يَدرِ ذو عابِ
شَمسٌ هَوَت وَهِلالُ الشَهرِ يَتبَعُها
شَمسٌ هَوَت وَهِلالُ الشَهرِ يَتبَعُها / كَأَنَّهُ سافِرٌ قُدّامَ مُنتَقِبِ
تَبدو الثُرَيّا وَأَمرُ اللَيلِ مُجتَمِعٌ / كَأَنَّها عَقرَبٌ مَقطوعَةُ الذَنَبِ
وَمَيِّتٌ لا يَكادُ المَرءُ يَدفُنُهُ
وَمَيِّتٌ لا يَكادُ المَرءُ يَدفُنُهُ / إِلّا إِذا عادَ حَيّاً بَعدَ ما ماتا
وَمَيِّتٌ غَيَّبوا في الأَرضِ جُثَّتَهُ / عَمداً لِكَي يَجعَلوا الأَحياءَ أَمواتا
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ
وَالغَيمُ تَأخُذُهُ ريحٌ فَتَنفُشُهُ / كَالقُطنِ يَندُفُ مِن زُرقِ الدَبابيجِ
وَقَهوَةٌ مِن يَدِ المَغنوجِ صافِيَةً / كَأَنَّها عُصِرَت مِن خَدِّ مَغنوجِ
عَهدٌ تَوَلَّت بِهِ الأَيّامُ وَاِنجَرَدَت
عَهدٌ تَوَلَّت بِهِ الأَيّامُ وَاِنجَرَدَت / بِحُسنِهِ وَلَعاتُ البَينِ فَاِنجَرَدا
غَدا لَهُ المُزنُ مَنهَلاً بَوادِرُهُ / كَأَنَّ فيهِ لِيُحيِي أُصبَعاً وَيَدا
إِنجازُ وَعدِكَ في السِكّينِ مَكرُمَةٌ
إِنجازُ وَعدِكَ في السِكّينِ مَكرُمَةٌ / غَرّاءُ فَضلُكَ فيها غَيرُ مَجحودِ
أَحسِن بِهِ أَزرَقاً في أَبيَضٍ يَقَقٍ / لَهُ مَناطِقُ مِن بيضٍ وَمِن سودِ
خُلفُ الوَعيدِ حَميدٌ لا يُذَمُّ بِهِ / وَلَم يَكُن خُلفُ مَوعودٍ بِمَحمودِ
قَد قَرُبَ الأَمرُ بَعدَ بُعدِه
قَد قَرُبَ الأَمرُ بَعدَ بُعدِه / وَأَسعَفَ الإِلفُ بَعدَ صَدِّه
وَبَعدَ بُؤسٍ وَضيقِ عَيشٍ / صِرتَ إِلى خَفضِهِ وَرَغدِه
لَكِنَّهُ مَلبَسٌ مُعارٌ / لابُدَّ مِن نَزعِهِ وَرَدِّه
وَهَل يُسَرُّ الفَتى بِحَظٍّ / وُجودُهُ عِلَّةٌ لِفَقدِه
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً / ما نالَها أَخَواكَ البَحرُ وَالمَطَرُ
وَبِالتَكَرُّمِ وَالأَفضالِ مَرتَبَةً / لَم يُعطَها خادِماكَ السَيفُ وَالقَدَرُ
قالوا أَيُمطِرُ مِن مَحلٍ أَلَمَّ بِهِ / فَقُلتُ قَد تُمطِرُ الأَنهارُ وَالغَدرُ
مالٌ يُبَدِّدُهُ في جَمعِ مَكرُمَةٍ / فَالمَجدُ مُجتَمِعٌ وَالمالُ مُنتَشِرُ
مَناقِبٌ ما يَكادُ الدَهرُ يَهدِمُها / كَأَنَّها أُصَلٌ لِلدَهرِ أَو بُكَرُ
فَاِبشِر فَإِنَّكَ رَأسٌ وَالعُلا جَسَدٌ / وَالمَجدُ وَجهٌ وَأَنتَ السَمعُ وَالبَصَرُ
لَولاكَ لَم تَكُ لِلأَيّامِ مَنقَبَةٌ / تَسمو إِلَيها وَلا لِلدَهرِ مُفتَخَرُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَشَرُّهُم لِشِرارِ الناسِ سَوّارُ
مُنَبَّهُ الذِكرِ مَعلومٌ طَرائِقُهُ / كَالشَمسِ لا عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ / لَو كانَ يَنفَعُني في مِثلِهِ الحَذَرُ
يا نَفسُ صَبراً عَلى ما كانَ مِن ضَرَرٍ / فَرُبَّ مَنفَعَةٍ يَأتي بِها الضَرَرُ
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى
كَتَبتُ أَستَعجِلُ النَدامى / وَالنارُ تَستَعجِلُ القُدورا
وَقَد أَتاني الغُلامُ يَسعى / بِأَرغُفٍ تُشبِهُ البُدورا
وَعِندَنا قَهوَةٌ شَمولٌ / لَو قُطِّعَت صُيِّرَت شُذورا
تَكونُ قَبلَ المِزاجِ ناراً / فَاِنقَلَبَت بِالمَزاجِ نورا
فَإِنهَض إِلى سُرعَةٍ إِلَينا / نَنثُر عَلى نَفسِكَ السُرورا
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ
صَرَفتُ وُدّي إِلى السودانِ مِن هَجرِ / وَما اِلتَفَتُّ إِلى رومٍ وَلا خَزَرِ
أَصبَحتُ أَعشَقُ مِن وَجهٍ وَمِن بَدَنٍ / ما يَعشَقُ الناسُ مِن عَينٍ وَمِن شَعَرِ
فَإِن حَسِبتَ سَوادَ الجِلدِ مَنقَصَةً / فَاِنظُر إِلى سُفعَةٍ في وَجنَةِ القَمَرِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ
أَبدى الرَبيعُ لَنا مِن حُسنِ صَنعَتِهِ / شَبائِهَ اِتَّفَقَت في الشَكلِ وَالصُوَرِ
خُضرٌ ظَواهِرُها بيضٌ بَطائِنُها / تَحكي القَباطِيَّ تَحتَ السُندُسِ النَضرِ
بيضٌ شِبائُهُ في خُضرٍ مُلَملَمَةٍ / مِثلَ الزَبَرجَدِ مَثنِيّاً عَلى دُرَرِ
يَنشَقُّ أَخضَرُها عَن أَبيَضٍ يَقَقٍ / كَالثَغرِ يُشرِقُ تَحتَ الشارِبِ الخَضِرِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ
قَد أَسمَعتَنا غِناءً لا خَلاقَ بِهِ / كَما تُعَرَّكُ آذانَ السَنانيرِ
حَتّى إِذا إِرتَفَعَت في الصَوتِ لا إِرتَفَعَت / أَهدَت لِسَمعِيَ تَهديرَ الخَنازيرِ
وَكُلَّما اِنخَفَضَت فيهِ مُزَمزَمَةً / خِلتَ الزَنابيرَ تَشدو في القَواريرِ
لا تُخدَعَنَّ بِأَثوابٍ مُصَبَّغَةٍ / نَصَبنَهُنَّ شِباكاً لِلمَدابيرِ
في البانِياسِ إِذا أوطِئتَ ساحَتَها
في البانِياسِ إِذا أوطِئتَ ساحَتَها / خَوفٌ وَحيفٌ وَإِقلالٌ وَإِفلاسُ
وَكَيفَ يَطمَعُ في أَمنٍ وَفي دَعَةٍ / مَن حَلَّ في بَلَدٍ نِصفُ اِسمِهِ ياسُ