القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ وَكِيع التَّنّيسي الكل
المجموع : 13
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً / فَقُلتُ هَيهاتَ عَنكُم غابَ أَطيَبُهُ
لَو جادَ هانَ وَقيلَ الجودُ عادَتُهُ / وَإِنَّما عَزَّ لِما عَزَّ مَطلَبُهُ
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً / فَاِشهَد عَلى عِدتي بِالزورِ وَالكَذِبِ
أَما تَرى اللَيلَ قَد وَلَّت عَساكِرُهُ / وَأَقبَلَ الصُبحُ في جَيشٍ لَهُ لَجِبِ
وَجَدَّ في أَثَرِ الجَوزاءِ يَطلُبُها / في الجَوِّ رَكضَ هِلالٍ دائِمِ الطَلَبِ
كَصَولَجانِ لُجَينٍ في يَدَي مَلِكٍ / أَدناهُ مِن كُرَةٍ صِيغَت مِنَ الذَهَبِ
فَقُم بِنا نَصطَبِح صَفراءَ صافِيَةً / كَالنارِ لكِنَّها نارٌ بَلا لَهَبِ
عَروسَ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها تاجٌ مِنَ الحَبَبِ
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ / وَاِبتَسَمَ الوَردُ وَالبَهارُ
مِن قَهوَةٍ ما اِنبَرَت لِهَمٍّ / إِلّا وَوَلّى لَهُ اِنشِمارُ
لَها جُيوشٌ مِنَ المَلاهي / لِلهَمِّ قُدّامَها الفِرارُ
لَألاؤُها في الدُجى نَهارٌ / يُظلِمِ مِن نورِهِ النَهارُ
إِذا اِستَقَرَّت حَشا لَبيبٍ / رَأَيتَهُ ما لَهُ قَرارُ
لَم يَرَها ناظِرٌ حَديدٌ / إِلّا ثَنى لَحظَهُ اِنكِسارُ
حَبابُها جِسمُهُ لُجَينٌ / وَجِسمُها شَخصُهُ نُضارُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ عِذارُ
لَها لَدى حُزنِ شارِبها / ثَأرٌ وَعِندَ الحُلومِ ثارُ
فَالحُزنُ عَن أَهلِها مُطارُ / وَالحِلمُ في إِثرِهِ مُطارُ
فَلا اِنتِصارٌ لِذا عَلَيها / وَلا عَلَيها لِذا اِنتِصارُ
يَسعى بِها جُؤذَرٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ اِحوِرارُ
يَحسُنُ مِنّي الوَقارُ إِلا / فيهِ فَما يَحسُنُ الوَقارُ
أَغارُ مِنّي عَلَيهِ حَتّى / عَلَيهِ مِن نَفسِهِ أَغارُ
كلُّ جمالٍ ترى فمنهُ / إِذا تأَمَّلتَ مستعارُ
كُأَنَّ صُدغاً لَهُ تَراهُ / وَهوَ عَلى خَدِّهِ مُدارُ
مَيدانُ آسٍ بَدا جَنِيّا / أُلهِبَ في جانِبَيهِ نارُ
بَيتٌ مِنَ الحُسنِ لي إِلَيهِ / حَجٌّ مَدى الدَهرِ وَاِعتِمارُ
زِيارَةُ البَيتِ كُلَّ عامٍ / وَدَهرُ ذا كُلُّهُ يُزارُ
قُلتُ لَهُ إِذ بَدا وَقَلبي / مِن لاعِجِ الشَوقِ مُستَطارُ
يا جامِعَ الحُسنِ كُلِّ حُسنٍ / لِلنّاسِ مِن شَرطِكَ اِختِصارُ
ما فَضَّلَ الغانِياتِ عِندي / عَلَيكَ إِلّا اِمرُؤٌ حِمارُ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ / أَقامَ عُذري بِهِ عِذارُهْ
أَسقَمَ جِسمي بِسُقمِ طَرفٍ / حَيَّرَني في الهَوى اِحوِرارُهْ
عَجِبتُ مِن جَمرِ وَجنَتَيهِ / يُحرِقُني دونَهُ اِستِعارُهْ
هذا اِختِياري فَأَبصِروهُ / شاهِدُ عَقلِ الفَتى اِختِيارُهْ
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى / وَطابَ لي العَيشُ بِاِشتِهاري
وَذُقتُ طَعمَ الجُنونِ فيهِ / فَكانَ أَحلى مِنَ العُقارِ
إِن أُبدِ في حُبِّهِ خُضوعاً / فَلَيسَ ذُلُّ الهَوى بِعارِ
لَو كانَ في الحُبِّ لي اِختِيارٌ / لَكانَ تَركي لَهُ اِختِياري
مَن روحُهُ في يَدي سِواهُ / فَهوَ حَقيقٌ بِأَن يُداري
لا تَحمَدوني عَلى اِحتِمالي / هَوانَهُ وَاِحمَدوا اِصطِباري
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ / وَمِن فُتورٍ بِها وَسِحرِ
وَبِالعِذارِ الَّذي تَوَلّى / خَلعَ عِذارى وَبَسطَ عُذرى
وَمَضحَكٍ مِنكَ لُؤلُؤَيٍّ / مُمتَزِجٍ مِسكُهُ بِخَمرِ
جُد لِيَ بِالصَفحِ عَن ذُنوبي / أَو لا فَعاقِب بِغَيرِ هَجرِ
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا / فَإِنَّ شِعرَكَ عِندي أَشهَرُ الشُهَرِ
لَو كانَ بِالنَحوِ قولُ الشعرِ مُكتَسَباً / كانَ الخَليلُ بِهِ أَحظى مِنَ البَشَرِ
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي / وَلَذَّ لي فيكَ طَعمُ مَحكي
أَضحَكُ لِلكاشِحينَ جَهراً / وَلي ضَميرٌ عَلَيكَ يَبكي
تَمنَعُنى أَن أَبوحَ نَفسٌ / تَأنَفُ مِن ذِلَّةِ التَشَكّي
عَيني الَّتي أَوقَعَت فُؤادي / يا عينُ ماذا لَقيتُ مِنكِ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ / لا يَشغَلَنكَ عَنِ اللَهوِ الأَباطيلُ
وَلا يَصُدَّنكَ عَن أَمرٍ هَمَمتَ بِهِ / مِنَ العَواذِلِ لا قالٌ وَلا قيلُ
فَخَيرُ يَومَيكَ يَومٌ أَنتَ فيهِ إِذا / مُيِّزتَ في الناسِ مَحمودٌ وَمَعذولُ
وَإِن أَتَوكَ فَقالوا كُن خَليفَتَنا / فَقُل لَهُم إِنَّني عَن ذاكَ مَشغولُ
فَإِنَّ ذلِكَ أَمرٌ مَع نَفاسَتِهِ / وَنُبلِهِ بِفَناءِ العُمرِ مَوصولُ
وَاِرضَ الخُمولَ فَلا يَحظى بِلَذَّتِهِ / إِلّا اِمرؤٌ خامِلٌ في الناسِ مَجهولُ
وَلا تَبِع عاجِلَ الدُنيا بِآجِلِ ما / تَرجو فَذلِكَ أَمرٌ شَأنُهُ الطولُ
اِسفِك دَمَ القَهوَةِ الصَهباءِ تَحيَ بِهِ / روحي فَإِنَّ دَمَ الصَهباءِ مَطلولُ
يا خائِفَ الإِثمِ فيها حينَ يَشرَبُها / لا تَقنَطَنَّ فَعَفوُ اللَهِ مَأمولُ
قُم فَاِسقِني النَصَّ مِمّا حَرَّموهُ وَلا / تَعرِض لِما كَثُرَت فيهِ الأَقاويلُ
مِن قَهوَةٍ عُتِّقَت في دَنِّها حِقَباً / كَأَنَّها في سَوادِ اللَيلِ قِنديلُ
عَروسِ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها لِلمَزجِ إِكليلُ
كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ جُلِيَت / ذَوبٌ مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ مَحلولُ
في فِتيَةٍ جَعَلوا لِلَّهوِ طاعَتَهُم / فَما لَهُم عَن طَريقِ اللَهوِ مَعدولُ
جَليسُهُم لَيسَ يَروى مِن حَديثِهِمُ / يَوماً وَبَعضُ حَديثِ القَومِ مَملولُ
لا كَالَّذينَ إِذا ما كُنتَ حاضِرَهُم / فَفي سُكوتِهِمُ المَأمولُ وَالسولُ
تَرى مَجالِسَهُم مَملوءَةً لَجباً / وَكُلُّ ذاكَ فُضولٌ عَنكَ مَعزولُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ / وَاِفتَرَّ عَن ثَغرِهِ الغَمامُ
مِن قَهوَةٍ حُرِّمَت عَلَينا / وَالصَبرُ عَن مِثلِها حَرامُ
جَلَّت عَنِ الوَصفِ فَهيَ شَيءٌ / يَدِقُّ عَن شَأنِها الكَلامُ
إِذا اِستَذَمَّ الأَسى إِلَيها / فَما لَهُ عِندَها ذِمامُ
طَوَّقَها الماءُ سِمطَ دُرٍّ / لَيسَ لِمَنثورِهِ نِظامُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ لِجامُ
إِذا بَدَت لِلهُمومِ ظَلَّت / وَهيَ لِإِعظامِها قِيامُ
تَلوذُ مِنها فَلا لِواذٌ / يَنفَعُ مِنها وَلا اِعتِصامُ
في فِتيَةٍ كُلُّهُم كَريمٌ / وَخَيرُ مَن يَصحَبُ الكِرامُ
يَكسَدُ سَوقُ الفَتاةِ فيهِم / ظَرفاً وَلا يَكسَدُ الغُلامُ
أَئِمَّةٌ كُلُّهُمْ عَليمٌ / بِكُلِّ ما فِعلُهُ أَثامُ
لكِنَّني فيهِمُ عَلى ما / وَصَفتُ مِن فَضلِهِم إِمامُ
وَعِندَنا شادِنٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ سَقامُ
لِلحُسنِ قُدّامَهَ جُيوشٌ / لِلصَّبرِ قُدّامَها اِنهِزامُ
يَخِفُّ في حُبِّهِ التَصابي / كَمِثلِ ما يَثقُلُ المَلامُ
ذا العَيشُ فَاِفطُن لَهُ وَبادِر / مِن قَبلِ أَن يَفطُنَ الحِمامُ
وَاِنعَم فَعامُ السُرورِ عِندي / يَومٌ وَيَومُ الهُمومِ عامُ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ / يَوماً بِأَثقَلَ مِنهُ حينَ يَلقاني
مالي عَلَيهِ مُعينٌ حينَ أُبصِرُهُ / غَيرُ الصُدودِ وَتَغميضٍ لِأَجفانِ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ / وَلَم يَكُن قَبلَ ذا رَآهُ
فَقالَ لي لَو هَويتَ هذا / ما لامَكَ الناسُ في هَواهُ
قُل لي إِلى مَن عَدَلتَ عَنهُ / فَلَيسَ أَهلُ الهَوى سِواهُ
فَظَلَّ مِن حَيثُ لَيسَ يَدري / يَأمُرُ بِالحُبِّ مَن نَهاهُ
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي / تُزهِرُ في جَوفِها النَقّيِّ
تَحكي لَنا لُؤلُؤاً نَثيراً / عَلى بِساطٍ بَنَفسَجِيِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025