المجموع : 13
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً / فَقُلتُ هَيهاتَ عَنكُم غابَ أَطيَبُهُ
لَو جادَ هانَ وَقيلَ الجودُ عادَتُهُ / وَإِنَّما عَزَّ لِما عَزَّ مَطلَبُهُ
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً / فَاِشهَد عَلى عِدتي بِالزورِ وَالكَذِبِ
أَما تَرى اللَيلَ قَد وَلَّت عَساكِرُهُ / وَأَقبَلَ الصُبحُ في جَيشٍ لَهُ لَجِبِ
وَجَدَّ في أَثَرِ الجَوزاءِ يَطلُبُها / في الجَوِّ رَكضَ هِلالٍ دائِمِ الطَلَبِ
كَصَولَجانِ لُجَينٍ في يَدَي مَلِكٍ / أَدناهُ مِن كُرَةٍ صِيغَت مِنَ الذَهَبِ
فَقُم بِنا نَصطَبِح صَفراءَ صافِيَةً / كَالنارِ لكِنَّها نارٌ بَلا لَهَبِ
عَروسَ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها تاجٌ مِنَ الحَبَبِ
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ العُقارُ / وَاِبتَسَمَ الوَردُ وَالبَهارُ
مِن قَهوَةٍ ما اِنبَرَت لِهَمٍّ / إِلّا وَوَلّى لَهُ اِنشِمارُ
لَها جُيوشٌ مِنَ المَلاهي / لِلهَمِّ قُدّامَها الفِرارُ
لَألاؤُها في الدُجى نَهارٌ / يُظلِمِ مِن نورِهِ النَهارُ
إِذا اِستَقَرَّت حَشا لَبيبٍ / رَأَيتَهُ ما لَهُ قَرارُ
لَم يَرَها ناظِرٌ حَديدٌ / إِلّا ثَنى لَحظَهُ اِنكِسارُ
حَبابُها جِسمُهُ لُجَينٌ / وَجِسمُها شَخصُهُ نُضارُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ عِذارُ
لَها لَدى حُزنِ شارِبها / ثَأرٌ وَعِندَ الحُلومِ ثارُ
فَالحُزنُ عَن أَهلِها مُطارُ / وَالحِلمُ في إِثرِهِ مُطارُ
فَلا اِنتِصارٌ لِذا عَلَيها / وَلا عَلَيها لِذا اِنتِصارُ
يَسعى بِها جُؤذَرٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ اِحوِرارُ
يَحسُنُ مِنّي الوَقارُ إِلا / فيهِ فَما يَحسُنُ الوَقارُ
أَغارُ مِنّي عَلَيهِ حَتّى / عَلَيهِ مِن نَفسِهِ أَغارُ
كلُّ جمالٍ ترى فمنهُ / إِذا تأَمَّلتَ مستعارُ
كُأَنَّ صُدغاً لَهُ تَراهُ / وَهوَ عَلى خَدِّهِ مُدارُ
مَيدانُ آسٍ بَدا جَنِيّا / أُلهِبَ في جانِبَيهِ نارُ
بَيتٌ مِنَ الحُسنِ لي إِلَيهِ / حَجٌّ مَدى الدَهرِ وَاِعتِمارُ
زِيارَةُ البَيتِ كُلَّ عامٍ / وَدَهرُ ذا كُلُّهُ يُزارُ
قُلتُ لَهُ إِذ بَدا وَقَلبي / مِن لاعِجِ الشَوقِ مُستَطارُ
يا جامِعَ الحُسنِ كُلِّ حُسنٍ / لِلنّاسِ مِن شَرطِكَ اِختِصارُ
ما فَضَّلَ الغانِياتِ عِندي / عَلَيكَ إِلّا اِمرُؤٌ حِمارُ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ
وَاحَرَبي مِن جُفونِ ظَبيٍ / أَقامَ عُذري بِهِ عِذارُهْ
أَسقَمَ جِسمي بِسُقمِ طَرفٍ / حَيَّرَني في الهَوى اِحوِرارُهْ
عَجِبتُ مِن جَمرِ وَجنَتَيهِ / يُحرِقُني دونَهُ اِستِعارُهْ
هذا اِختِياري فَأَبصِروهُ / شاهِدُ عَقلِ الفَتى اِختِيارُهْ
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى
خَلَعتُ في حُبِّهِ عِذارى / وَطابَ لي العَيشُ بِاِشتِهاري
وَذُقتُ طَعمَ الجُنونِ فيهِ / فَكانَ أَحلى مِنَ العُقارِ
إِن أُبدِ في حُبِّهِ خُضوعاً / فَلَيسَ ذُلُّ الهَوى بِعارِ
لَو كانَ في الحُبِّ لي اِختِيارٌ / لَكانَ تَركي لَهُ اِختِياري
مَن روحُهُ في يَدي سِواهُ / فَهوَ حَقيقٌ بِأَن يُداري
لا تَحمَدوني عَلى اِحتِمالي / هَوانَهُ وَاِحمَدوا اِصطِباري
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ
بِما بِعَينَيكَ مِن فُتونٍ / وَمِن فُتورٍ بِها وَسِحرِ
وَبِالعِذارِ الَّذي تَوَلّى / خَلعَ عِذارى وَبَسطَ عُذرى
وَمَضحَكٍ مِنكَ لُؤلُؤَيٍّ / مُمتَزِجٍ مِسكُهُ بِخَمرِ
جُد لِيَ بِالصَفحِ عَن ذُنوبي / أَو لا فَعاقِب بِغَيرِ هَجرِ
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا
عَلَيكَ بِالنَحوِ لا تَعرِض لِصَنعَتِنا / فَإِنَّ شِعرَكَ عِندي أَشهَرُ الشُهَرِ
لَو كانَ بِالنَحوِ قولُ الشعرِ مُكتَسَباً / كانَ الخَليلُ بِهِ أَحظى مِنَ البَشَرِ
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي
عُدتُ إِلى الغَيِّ بَعدَ نُسكي / وَلَذَّ لي فيكَ طَعمُ مَحكي
أَضحَكُ لِلكاشِحينَ جَهراً / وَلي ضَميرٌ عَلَيكَ يَبكي
تَمنَعُنى أَن أَبوحَ نَفسٌ / تَأنَفُ مِن ذِلَّةِ التَشَكّي
عَيني الَّتي أَوقَعَت فُؤادي / يا عينُ ماذا لَقيتُ مِنكِ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ
عَلِّل فُؤادَكَ وَالدُنيا أَعاليلُ / لا يَشغَلَنكَ عَنِ اللَهوِ الأَباطيلُ
وَلا يَصُدَّنكَ عَن أَمرٍ هَمَمتَ بِهِ / مِنَ العَواذِلِ لا قالٌ وَلا قيلُ
فَخَيرُ يَومَيكَ يَومٌ أَنتَ فيهِ إِذا / مُيِّزتَ في الناسِ مَحمودٌ وَمَعذولُ
وَإِن أَتَوكَ فَقالوا كُن خَليفَتَنا / فَقُل لَهُم إِنَّني عَن ذاكَ مَشغولُ
فَإِنَّ ذلِكَ أَمرٌ مَع نَفاسَتِهِ / وَنُبلِهِ بِفَناءِ العُمرِ مَوصولُ
وَاِرضَ الخُمولَ فَلا يَحظى بِلَذَّتِهِ / إِلّا اِمرؤٌ خامِلٌ في الناسِ مَجهولُ
وَلا تَبِع عاجِلَ الدُنيا بِآجِلِ ما / تَرجو فَذلِكَ أَمرٌ شَأنُهُ الطولُ
اِسفِك دَمَ القَهوَةِ الصَهباءِ تَحيَ بِهِ / روحي فَإِنَّ دَمَ الصَهباءِ مَطلولُ
يا خائِفَ الإِثمِ فيها حينَ يَشرَبُها / لا تَقنَطَنَّ فَعَفوُ اللَهِ مَأمولُ
قُم فَاِسقِني النَصَّ مِمّا حَرَّموهُ وَلا / تَعرِض لِما كَثُرَت فيهِ الأَقاويلُ
مِن قَهوَةٍ عُتِّقَت في دَنِّها حِقَباً / كَأَنَّها في سَوادِ اللَيلِ قِنديلُ
عَروسِ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها لِلمَزجِ إِكليلُ
كَأَنَّها بِأَكُفِّ القَومِ إِذ جُلِيَت / ذَوبٌ مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ مَحلولُ
في فِتيَةٍ جَعَلوا لِلَّهوِ طاعَتَهُم / فَما لَهُم عَن طَريقِ اللَهوِ مَعدولُ
جَليسُهُم لَيسَ يَروى مِن حَديثِهِمُ / يَوماً وَبَعضُ حَديثِ القَومِ مَملولُ
لا كَالَّذينَ إِذا ما كُنتَ حاضِرَهُم / فَفي سُكوتِهِمُ المَأمولُ وَالسولُ
تَرى مَجالِسَهُم مَملوءَةً لَجباً / وَكُلُّ ذاكَ فُضولٌ عَنكَ مَعزولُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ
اِشرَب فَقَد طابَتِ المُدامُ / وَاِفتَرَّ عَن ثَغرِهِ الغَمامُ
مِن قَهوَةٍ حُرِّمَت عَلَينا / وَالصَبرُ عَن مِثلِها حَرامُ
جَلَّت عَنِ الوَصفِ فَهيَ شَيءٌ / يَدِقُّ عَن شَأنِها الكَلامُ
إِذا اِستَذَمَّ الأَسى إِلَيها / فَما لَهُ عِندَها ذِمامُ
طَوَّقَها الماءُ سِمطَ دُرٍّ / لَيسَ لِمَنثورِهِ نِظامُ
كَأَنَّها تَحتَهُ كُمَيتٌ / عَلَيهِ مِن فِضَّةٍ لِجامُ
إِذا بَدَت لِلهُمومِ ظَلَّت / وَهيَ لِإِعظامِها قِيامُ
تَلوذُ مِنها فَلا لِواذٌ / يَنفَعُ مِنها وَلا اِعتِصامُ
في فِتيَةٍ كُلُّهُم كَريمٌ / وَخَيرُ مَن يَصحَبُ الكِرامُ
يَكسَدُ سَوقُ الفَتاةِ فيهِم / ظَرفاً وَلا يَكسَدُ الغُلامُ
أَئِمَّةٌ كُلُّهُمْ عَليمٌ / بِكُلِّ ما فِعلُهُ أَثامُ
لكِنَّني فيهِمُ عَلى ما / وَصَفتُ مِن فَضلِهِم إِمامُ
وَعِندَنا شادِنٌ غَريرٌ / في لَحظِ أَجفانِهِ سَقامُ
لِلحُسنِ قُدّامَهَ جُيوشٌ / لِلصَّبرِ قُدّامَها اِنهِزامُ
يَخِفُّ في حُبِّهِ التَصابي / كَمِثلِ ما يَثقُلُ المَلامُ
ذا العَيشُ فَاِفطُن لَهُ وَبادِر / مِن قَبلِ أَن يَفطُنَ الحِمامُ
وَاِنعَم فَعامُ السُرورِ عِندي / يَومٌ وَيَومُ الهُمومِ عامُ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ
ما السُقمُ في سَفَرٍ وَالدَيْنُ مَع عُدُمٍ / يَوماً بِأَثقَلَ مِنهُ حينَ يَلقاني
مالي عَلَيهِ مُعينٌ حينَ أُبصِرُهُ / غَيرُ الصُدودِ وَتَغميضٍ لِأَجفانِ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ
أَبصَرَهُ عاذِلي عَلَيهِ / وَلَم يَكُن قَبلَ ذا رَآهُ
فَقالَ لي لَو هَويتَ هذا / ما لامَكَ الناسُ في هَواهُ
قُل لي إِلى مَن عَدَلتَ عَنهُ / فَلَيسَ أَهلُ الهَوى سِواهُ
فَظَلَّ مِن حَيثُ لَيسَ يَدري / يَأمُرُ بِالحُبِّ مَن نَهاهُ
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي
أَما تَرى أَنجُمَ الدَياجي / تُزهِرُ في جَوفِها النَقّيِّ
تَحكي لَنا لُؤلُؤاً نَثيراً / عَلى بِساطٍ بَنَفسَجِيِّ