المجموع : 34
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها / عَن ناظِري حُجِبَت عَن ناظِرِ الغيرِ
عِلماً لَعَمرُكَ مِنها أَنَّها قَمَرٌ / هَل تَحجُبُ الشَمسَ إِلّا صَفحَةُ القَمَرِ
ثَلاثَةٌ مَنَعَتها عَن زيارَتِنا
ثَلاثَةٌ مَنَعَتها عَن زيارَتِنا / خَوفُ الرَقيبِ وَخَوفُ الحاسِد الحَنِقِ
ضَوءُ الجَبينِ وَوسواسُ الحَلي وَما / تَحوي مَعاطِفُها مِن عَنبَر عَبِق
هَبِ الجَبينَ بِفَضلِ الكُمّ تَستُرُهُ / وَالحَليَ تَنزَعُهُ ما حلَةُ العَرَق
يا ظَبيَةً لَطُفَت مِنّي مَنازِلُها
يا ظَبيَةً لَطُفَت مِنّي مَنازِلُها / فالقَلبُ مِنهُنَّ وَالأحداقُ وَالكَبِدُ
حُبّي لَكِ الناسُ طُرّا يَشهَدونَ بهِ / وَأَنتِ شاهِدَتي إِن يَثنِهِم حَسَدُ
لا يَغرُبُ الوَصلُ فيما بَينَنا أَبَداً / لَو كُنتِ واجِدَةً مِثلَ الَّذي أَجِدُ
سُمِّيتَ سَيفا وَفي عَينَيكَ سَيفانِ
سُمِّيتَ سَيفا وَفي عَينَيكَ سَيفانِ / هَذا لِقَتليَ مَسلولٌ وَهَذانِ
أَما كَفَت قَتلَةٌ بِالسَيف واحِدَةٌ / حَتّى أُتيحَ مِنَ الأَجفانِ ثِنتانِ
أَسَرتُهُ وَثَناني غُنجُ مُقلَتِهِ / أَسيرَهُ فَكلانا آسرٌ عانِ
يا سَيفُ أَمسِك بِمَعروفٍ أَسيرَ هَوى / لا يَبتَغي مِنكَ تَسريحا بِاحسان
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار / وَاقتَرنَ اللَيلُ بِالنَهارِ
أَخضَرُ في أَبيَضَ تَبَدّى / ذَلِكَ آسي وَذا بَهاري
فَقَد حَوى مَجلسي تَماما / إِن تَكُ مِن ريقِهِ عُقاري
لَولا عُيونٌ مِنَ الواشينَ تَرمُقُني
لَولا عُيونٌ مِنَ الواشينَ تَرمُقُني / وَما أُحاذُرهُ مِن قَول حُرّاسي
لَزُرتُكُم لا أُكافيكُم بِجَفوَتِكم / مَشيا عَلى الوَجه أَو سَعيا عَلى الرأسِ
قَد زارَنا النَرجِسُ الذَكيُّ
قَد زارَنا النَرجِسُ الذَكيُّ / وَآنَ مِن يَومِنا العَشيُّ
وَنَحنُ في مَجلِسٍ أَنيقِ / وَقَد ظَمئنا وَثَمَّ ريُّ
وَلي خَليلٌ غَدا سميّي / يا لَيتَهُ ساعَدَ السَميُّ
بَعَثتُ بِالمُرسِل اِنبِساطا
بَعَثتُ بِالمُرسِل اِنبِساطا / مِنّي عَلى خَلقِك الجَميلِ
نَزراً حَقيراً فَفيه يأتي / فَضلُكَ في العُذر وَالقَبولِ
لَو أَنَّهُ مُهجَتي لَكانَت / تَصغُر في قَدرِكَ الجَليلِ
يا لَيتَ حرباً ذاقَ الأَعادي
يا لَيتَ حرباً ذاقَ الأَعادي / طَعمَين مِنّا أَرياً وَسُمّا
هَذا إِذا ما ناشبوهُ حَرباً / وَذا إِذا اِستَوهبوهُ سِلما
لا غرو إِن حَمّ منك جِسمٌ / فَعادَة الأسد أَن تُحمّا
لَيُهنِني إِن طلعتَ بَدراً / لأعيُنِ الخَلقِِ مُستَتِمّا
لا زِلتَ تَلقى العُداة بُؤسى / مِنكَ وَيَلقى الولاة نُعمى
وَليَخزَ من قال مِن حسود / إِن يَكُنِ الحَقُّ قَد أَلَمّا
مَولايَ أَشكو إِلَيكَ داءً
مَولايَ أَشكو إِلَيكَ داءً / أَصبح قَلبي بِهِ قَريحا
إِن لَم يُرِحهُ رِضاك عَنّي / فَلست ُأَدري لَهُ مُريحا
سُخطُك قَد زادَني سَقاما / فاِبعَث إِلَيَّ الرِضى مسيحا
وَاِغفِر ذنوبي ولا تُضيِّق / عَن حَملِها صَدركَ الفسيحا
لَو صَوَّر اللَهُ لِلمَعالي / جسماً لأصبَحتَ فيهِ روحا
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ / ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها / وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ / فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ / فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ / فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة / وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه / وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ / فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ / إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو / عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً / وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها / لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً / لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ / صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ / إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها / وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ / وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ / وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني / أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به / عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ / وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ / مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا / وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ / فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ / بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ / أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ / فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ / وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ / فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا / عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ / فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن / أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ / يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها / نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة / تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت / فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة / لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي / آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها / نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً / فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ
مَن لِلمُلوك بِشأو الأَصيَد البَطَل
مَن لِلمُلوك بِشأو الأَصيَد البَطَل / هَيهاتَ جاءَتكم مهدية الدولِ
خَطَبتُ قُرطبةَ الحَسناء إِذ مَنَعَت / من جاءَ يَخطُبُها بالبيض وَالأَسَلِ
وَكَم غَدَت عاطِلا حَتّى عَرضتُ لَها / فَأَصبَحت في سُرى الحُلي وَالحُلَلِ
عِرسُ المُلوك لَنا في قَصرِها عُرُسٌ / كُلّ المُلوك بِهِ في مَأتَم الوَجَلِ
فَراقِبوا عَن قَريبٍ لا أَبا لَكُمُ / هُجوم لَيثٍ بِدرعِ البأس مُشتَمِلِ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ / وَمِن مَنال قَصيّ السؤلِ وَالوَطَرِ
وَمِن غِناء أرَيوى في الصبوح لَنا / يا طلعةَ الشَمس في الآصال وَالبُكَرِ
وَمِن حَنَنتُ إِلى ما اِعتَدتُ مِن كَرَمٍ / حَنينَ أَرضٍ إِلى مُستأخر المَطَرِ
وَقَد تناهت يَدي عَن كأسها غَضَباً / وَمَجَّت الأُذنُ أَيضاً نَعمَةَ الوَتَرِ
حَتّى أُمَلِّك هذي ما تَجودُ بِهِ / وَأَسمَعَ الحَمدَ بِالأُخرى عَلى الأثرِ
فَهاتِها خِلعاً أَرضي السَماحَ بِها / مَحفوفَةً في أَكُفّ الشِربِ بِالبِدَرِ
يا قَمَراً أفقُهُ فُؤادي
يا قَمَراً أفقُهُ فُؤادي / مقالةٌ لَم تُشَب بِإِفكِ
وَمَن غَدا مُسترقَ حُرّ ال / كَلامِ قَد حازَهُ بِمُلكِ
نَثَرتُ دُرّ القَريض نَثراً / يَقومُ ذهني لَهُ بِسِلكِ
فَقدتُ لِلَّه دَرُّ ذهنٍ / يُخرِجُ دُرّا مِن بَحر فَكِّ
وَجاءَت الطَيرُ مودّعاتٍ / سِرّك يا سرّ كُلّ مُلكِ
بَيتانِ دَلّا عَلى وِدادٍ / مَحَضتَهُ لي بِغَير شَكِّ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ
أَنفحةُ الرَوض رَقَّت في صَبا السَحرِ / مِن بَعدِ ما باتَ وَالأنداءُ في سَمَرِ
لا بَل تَحيَّةُ مَحضِ الوُدِّ بلَّغَها / بَرٌّ شَريف المَعالي ماجِدُ النَفَرِ
أَمّا لعمرُ أَبي يَحيى لَقَد وَصلت / من بِرّه صِلَةٌ أَحلى مِن الظَفرِ
يا مَن وَرَدتُ الوَفاءَ الغَمر مرتوياً / مِن عهدهِ إِذ يُساقى الناسُ بالغُمَرِ
أَحرَزتَ سرو السَجايا ثُمَّ قارَنهُ / ظَرفَ اللِسان اِقتِرانَ الكأس بِالوَتَرِ
إِذا اِعتَبَرتُ مِنَ الأَخلاقِ أَنفسَها / كُنتَ المُنافِسُ فيهِ الساميَ القَدرِ
عَلَيكَ مِني سَلامٌ لا يَزال لَهُ / فَرضٌ تُؤَديهِ آمالٌ إِلى بُكَرِ
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت
ترفُقاً يا أَبا يَحيى ومن ظفرت / كَفي بِهِ فَدَعاني فَضلُهُ ظافِرْ
إِن حالَ ما بَينَنا رَيحانُنا الناظِر / فَناظرُ القَلبِ حَقا نَحوَكُم ناظِرْ
أَحمي مَكانَك مِن قَلبي وَأمنعُه / كَما حَمى الحاجِبُ الإِسلامَ بِالباتِرْ
أَهلاً بِكُم صَحِبتكم نَحوي الدِيَمُ
أَهلاً بِكُم صَحِبتكم نَحوي الدِيَمُ / وَحانَ أَن يَتَسَنّى لي بِكُم حُلُمُ
حُثّوا المَطيَّ وَلَو لَيلا بمجهلةٍ / فَلَن تَضِلّوا وَمن بِشري لَكُم عَلَمُ
لأنتُمُ القَومُ إِن خطّوا يُجِد قَلَمٌ / وَإِن يَقولوا يُصِب فصل الخِطاب فَمُ
لا خَرقٌ إِن رقموا كتبا وَلا حَصرٌ / إِذ يَنتَدونَ ولا جَورٌ إِذا حَكَموا
أَقدِم أَبا الأَصبغ المَحبوبِ تلقَ فَتىً / هَشَّ المَوَدَّة لا يُزري بِهِ سأمُ
هَذا فُؤاديَ قَد طارَ السُرورُ بِهِ / إِن كُنتَ تَنقُلكَ الوَخّادَةُ الرُسُمُ
سأكتُم اللَيلَ ما أَشكوهُ مِن بُعُدٍ / وَأسألُ الصُبحَ عَنكُم حينَ يَبتَسِمُ
مَن يَصحَبِ الدَهر لَم يَعدَم تَقَلّبَهُ
مَن يَصحَبِ الدَهر لَم يَعدَم تَقَلّبَهُ / وَالشَوكُ يَنبُتُ فيهِ الوَردُ والآسُ
يَمُرّ حينا وَتَخلو لي حَوادِثُهُ / فَقَلَّما جَرحت إِلّا اِنثَنَت تاسو
بَكى المُبارَكُ في إِثرِ ابن عَبّادِ
بَكى المُبارَكُ في إِثرِ ابن عَبّادِ / بَكى عَلى أَثر غِزلانٍ وَآسادِ
بَكَت ثُرَيّاهُ لا غُمَّت كَواكِبُها / بِمِثلِ نَوءِ الثرَيّا الرائح الغادي
بَكىَ الوَحيدُ بَكى الزاهي وَقُبَّتُهُ / وَالنَهرُ وَالتاجُ كُلٌّ ذُلُّهُ بادي
ماءُ السَماءِ عَلى أَبنائِهِ دُرَرٌ / يا لُجَّةَ البَحرِ دومي ذاتَ إِزبادِ
يا غَيمُ عَيني أَقوى مِنك تَهتانا
يا غَيمُ عَيني أَقوى مِنك تَهتانا / أَبكي لِحُزني وَما حُمّلتَ أَحزانا
وَنارُ بَرقِكَ تَخبو إِثرَ وَقدِتها / وَنارُ قَلبي تَبقى الدَهرَ بُركانا
نارٌ وَماءٌ صَميمُ القَلبِ أَصلُهُما / مَتى حَوى القَلبُ نيرانا وَطوفانا
ضدّان أَلَّفَ صَرفُ الدَهرِ بَينَهُما / لَقَد تَلَوّن في الدهرِ أَلوانا
بَكيتُ فَتحاً فَإِذ رُمتُ سَلوَتهُ / ثَوى يَزيدُ فَزادَ القَلبَ نيرانا
يا فلذتَي كبِدِي يأبى تقطُّعها / مِن وَجدِها بِكُما ما عِشتُ سُلوانا
لَقَد هَوى بِكُما نِجمانِ ما رَميا / إِلّا مِن العُلوِّ بِالأَلحاظِ كيوانا
مُخَفَّفٌ عَن فُؤادي أَنَّ ثُكلَكُما / مُثَقِّلٌ ليَ يَومَ الحَشرِ ميزانا
يا فَتحُ قَد فتحَت تِلكَ الشهادَةُ لي / بابَ الطَماعَة في لُقياكَ جُذلانا
وَيا زَيدُ لَقَد زادَ الرَجا بِكُما / أَن يَشفَعَ اللَهُ بِالاحسان إِحسانا
لمَّا شفعتَ أَخاكَ الفَتحَ تَتبعُهُ / لقاكُما اللَهُ غُفراناً وَرِضوانا
مِنّي السَلامُ ومن أمٍّ مُفجَّعةٍ / عَلَيكُما أَبَداً مَثنى وَوحدانا
أَبكي وَنَبكي وَنُبكي غَيرنا أَسَفا / لدى التَذَكُّرِ نِسوانا وَوُلدانا