المجموع : 41
لَم تَبدُ لي مَن بِها وَجدي وَبِلِوائي
لَم تَبدُ لي مَن بِها وَجدي وَبِلِوائي / بِغَيرِ نَعتي وَأَوصافي وَأَسمائي
صَفاؤُها في تَجَلّيها يُقابِلُ را / ئيها فَتَظهَرُ فيها صورَةُ الرائي
رَفَضتُ سُنَّةَ أَهلِ الزُهدِ مُعتَمِداً
رَفَضتُ سُنَّةَ أَهلِ الزُهدِ مُعتَمِداً / لِيَرغَبَ الغَمرُ عَن ديني بِدُنيائي
وَرُحتُ في طَيِّ نَشرِ اللَهوِ مُستَتِراً / عَن ناظِرٍ أَكَمَهٍ عَن نورِ مَعنائي
وَفي خَفائي بَدا لي بِالتَنَعُّمِ في / دارَيَّ مِن غَيرِ إِثمٍ أَمرُ مَولائي
الراحَ كَالنارِ في زُجاجِ
الراحَ كَالنارِ في زُجاجِ / تُضيءَ في باطِنِ اللَبيبِ
وَهيَ إِذا الجاهِلُ اِحتَساها / تَبدو دُخاناً بِلا لَهيبِ
قالوا أَنِخ بِحِمى لَيلى فَقُلتُ وَهَل
قالوا أَنِخ بِحِمى لَيلى فَقُلتُ وَهَل / سِوى حِماها مُناخٌ كَي يُحَلَّ بِهِ
قالوا فَشَرقِيُّ واديها فَقُلتُ وَهَل / شَرقِيُّهُ وَهيَ فيهِ غَيرُ مَغرِبِهِ
قالوا فَآوي إِلى كَهفِ الرُقودِ بشهِ / فَقُلتُ لَم أُلفَ فيهِ غَيرَ مُنتَبِهِ
قالوا فَمَشهَدُها قُلتُ المَغيبُ بِهِ / عَنّي أَراهُ بِعَيني في تَقَلُّبِهِ
قَد أَخلَفَ الصَبرُ ميعادي وَأَنجَزَ بِالأَسى
قَد أَخلَفَ الصَبرُ ميعادي وَأَنجَزَ بِالأَسى / الوَعيدَ لِقَلبي بَعدُ مَحبوبي
وَقَد خَلَعتُ الحَيا عَنّي وَأَلبَسَني / مَذَلَّةَ النَفسِ فيهِ عِزُّ مَطلوبي
وَخِلتُ بَعدَ نَوى القَلبَ يَصحَبُني / وَأَنَّ وَعدَ اِصطِباري غَيرُ مَكذوبِ
حَتّى تَوَلّى وَوَلّى الطَرفُ يَصحَبُهُ / وَقالَ لِيَ القَلبُ بُعداً غَيرَ مَصحوبِ
بِالصَدِّ عَنهُ لِحيني رُمتُ تَجرِبَتي / إِنَّ المَصائِبَ أَثمانُ التَجاريبِ
قالوا تُرى ما بِهِ لِما رَأَوا وَلَهي
قالوا تُرى ما بِهِ لِما رَأَوا وَلَهي / فَقُلتُ فيمَن أَنا وَالكائِناتُ بِهِ
عَينُ الحَياةِ الَّذي ما عَنهُ لي صَدَرٌ / إِذ لَيسَ شُربٌ غَيرَ مَشرَبِهِ
وَلا قِرى لِنَزيلٍ دونَ قَريَتِهِ / وَلا هُدىً لِسَبيلٍ دونَ كَوكَبِهِ
وَكَيفَ عَن مُحكَمِ الآياتِ مِنهُ أَرى / زَيغاً وَأَتبَعُ تُبّاعاً لِمُشتَبِهِ
وَمُذ حَلَلتُ رَقيمَ الكَهفِ مِنهُ بِنَو / مي فيهِ لَم يُلفَ قَلبي غَيرَ مُنتَبِهِ
وَحَلَّ مُذحَلَّ في قَلبي السُرورُ وَسَرّى / الهَمَّ وَالوَهمَ عَنهُ في تَقَلُّبِهِ
لَبَّيتُ لَمّا دَعَتني رَبَّةُ الحُجُبِ
لَبَّيتُ لَمّا دَعَتني رَبَّةُ الحُجُبِ / وَغِبتُ عَنّي بِها مِن شِدَّةِ الطَربِ
وَأَحضَرَتني مِن غَيبي لَتَشهَدني / جَمالُها في حِجابٍ غَيرَ مُحتَجِبِ
مَشهودَةٌ لا يَراها في الأَنامِ بِها / خَلقٌ وَقَد شوهِدَت بَينَ الخَلائِقِ بي
مَوصوفَةٌ لَم أَصِف إِلّا وَصيفَتُها / وَهيَ العَلِيَّةُ عَن نَظمي وَعَن خَطبي
تُركِيَّةٌ في بِلادِ الهَندِ قَد ظَهَرَت / وَوَجهُها عَن بِلادِ التُراكِ لَم يَغِبِ
أَبدى الرِضى حُسنُها في الفَرَسِ فَاِبتَهَجوا / بِحُسنِها وَاِختَفَت في ظُلمَةِ الغَضَبِ
وَأَلوَتِ الحُسنَ عَن أَبياتِ فارِسِها / إِلى لُؤَيٍّ فَصارَ الحُسنُ في العَرَبِ
في كُلِّ حَيٍّ لَها حَيٌّ تَطوفُ بِهِ / مِنَ المُحِبّينَ أَهلِ الصِدقِ وَالكَذِبِ
وَيَدَّعي وَصلَها مَن لَيسَ يَعرِفُها / إِلّا بِأَسمائِها في ظاهِرِ الكُتُبِ
وَلَستُ مِمَّن غَدا في الحُبِّ مُتَّهَماً / وَقَد تَعَلَّقتُ مِن لَيماءَ بِالسَبَبِ
وَبِاليَتيمِ اِقتِدائي في مَحَبَّتِها / وَبِالتَسابي إِلَيهِ يَنتَهي نَسَبي
وَبِالشَعيبِيِّ أُدعى بَينَ شُعبَتِها / وَهَذِهِ في هَواها أَشرَفُ الرُتَبِ
فَأَيُّ صَبٍّ تَهَوّاها وَجاءَ بِبُر / هانٍ عَلى حُبِّ لَيلى فَهوَ إِبنُ أَبي
أَزالَ حُكمَ وَجودي إِذ تَمَكَّنَ بي
أَزالَ حُكمَ وَجودي إِذ تَمَكَّنَ بي / وَجدي وَغَيَّبَ في ذاتِ الضَنا ذاتي
فَدامَ بَقائي بِالفَناءِ بِهِ / وَضَلَّ عَن مَوضِعي أَهلُ الإِشاراتِ
يَكونُ ماذا لِمَن يَموتُ
يَكونُ ماذا لِمَن يَموتُ / ثَوبٌ يُوارى بِهِ وَقوتُ
أَيَحذَربُ المَرءُ فَوتَ أَمرٍ / في قَصدِهِ عُمرُهُ يَفوتُ
ما الحَرُّ في الدارِ غَيرُ عَبدٍ / أَغناهُ عَن كَدِّهِ المُقيتُ
لَمّا اِنتَهى هَمُّهُ بِوَهمٍ / أَتاهُ في مَحوِهِ الثُبوتُ
لَم أَقضِ في حَجِّكُم نَسكي وَلا تَفثي
لَم أَقضِ في حَجِّكُم نَسكي وَلا تَفثي / إِن لَم أَرُح هاجَراً لِلفِسقِ وَالرَفثِ
وَكَيفَ أَقِدُ إِحرامي لَدى حَرَمٍ / أَطَبتُموهُ عَلى شَيءٍ مِنَ الخَبَثِ
وَأَبتَغي في فَنا أَهلِ الصَفاءِ بَقاً / وَالقَلبُ مِنّي لِرُشدي غَيرُ مُنبَعِثِ
وَأَصحَبُ الشَعثَ طَوّافاً بِكَعبَتِكُم / ما لَمَمتُ لِإِلمامي بِها شَعثي
وَأَشهَدُ الرِقِّ مَنشوراً لِمَشهَدِكُم / بِناظِرٍ قَد طَواهُ المَوتُ في الجَدَثِ
وَحَقِّكُم ما رَأى الغَيبَ القَديمَ لَكُم / مَن زاغَ ناظِرُهُ عَن مَشهَدِ الحَدَثِ
كَلّا وَلا نالَ جَدَّ الوَجدِ ذو لَعِبٍ / رَأى بِأَفعالِكُم شَيئاً مِنَ العَبَثِ
ما الصَبُّ إِلّا الَّذي يَحيا بِكُم وَصِباً / وَيَلتَقي المَوتَ فيكُم غَيرَ مَكتَرِثِ
وَلَم يُنِل فيكُم الأَرواحَ راحَتَها / إِلّا اِجتِثاثُ دَواعيها مِنَ الجُثَثِ
كَم مُقعَدٍ قُلتُ قُم فَأَضحى
كَم مُقعَدٍ قُلتُ قُم فَأَضحى / يَسيرُ وَالعادِياتِ ضَبحا
وَناظِرٍ أَكمَهٍ بِقَدحي / أَرَيتُهُ المورِياتِ قَدحا
وَبِالمُغيراتِ مِن نُمَيرٍ / أَغَرتُ في المُشرِكينَ صُبحا
فَثارَ نَقعي عَلى كُنودٍ / في وَسطِ الجَمعِ صارَ ذَبحا
لَولاَ الهَوى ما هَوى في النارِ مِن أَحَدٍ
لَولاَ الهَوى ما هَوى في النارِ مِن أَحَدٍ / عَنِ الصِراطِ وَلا عَن حَدِّهِ حادا
وَلا رَأى مَشهوداً فَايَنَهُ / عِلماً وَأَنكَرَهُ ظُلماً وَإِلحادا
في ظِلِّهِ ظِلَّ مَن عَن حَدِّهِ حادا
في ظِلِّهِ ظِلَّ مَن عَن حَدِّهِ حادا / وَذَلَّ إِذ عَزَّ نَقصاً بَعدَما زادا
وَخابَ مَن جابَ مِنهاجَ السَبيلِ بِلا / هادٍ إِلَيهِ وَفي بِيَدِ العَمى بادا
بالَيتُهُ في التيهِ وَلَهانٌ عَلى ظَمَأٍ / يَدعو إِلى الوَردِ مَن وافاهُ مُرتادا
قَوامُكَ العادِلُ المُفَدّى
قَوامُكَ العادِلُ المُفَدّى / عَلَيَّ بِالمَيلِ قَد تَعَدّى
وَخَصرُكَ الناحِلُ المُعافى / مِنهُ لِجِسمي السَقامَ أَهدى
يا غُصنَ بانٍ إِذا تَثَنّى / وَبَدرَ تَمٍّ إِذا تَبَدّى
أَضَلَّني الحُبُّ فيكَ حَتّى / رَأَيتُ فيكَ الضَلالَ رَشدا
هُم رَغبَتي فَلِماذا فِيَّ قَد زَهِدوا
هُم رَغبَتي فَلِماذا فِيَّ قَد زَهِدوا / وَالحُكمُ في عَكسِ قَصدي مِنهُم اِطِّرَدوا
وَلَم أُلِمَّ بِمَكروهٍ ثُريبُهُم / هَذا وَقَد قَرُبوا مِنّي فَلَم بَعَدوا
زاروا اِختِيالاً بِزَورِ الوَعدِ لي أَسَروا / قَلبي لِذا أَخلَفوني كُلَّما وَعَدوا
وَاِستَيقَظا لَوعَتي مِن بَعدِ رَقدَتِها / حَتّى إِذا قامَ وَجدي فيهِمُ قَعَدوا
تَعاقَبا لِعِقابي مِنكَ بِالكَمَدِ
تَعاقَبا لِعِقابي مِنكَ بِالكَمَدِ / مِنكَ الصُدودُ وَمِنّي قِلُّةُ الجَلَدِ
وَلازَمَ الكَسرُ قَلبي صِحَّتِهِ / لُزومَ نونِ مُثَنّى الإِسمِ في العَدَدِ
مَن نَظرَتَينِ رَمَتني مِنكَ واحِدَةٌ / سَهماً وَمِنها أَصارَتها إِلى كَبِدي
وَمِن صَباحَينِ ذا إِن زُرتُ زارَ وَذا / إِن لَم تَعُد مُرضي بِالوَصلِ لَم يَعُدِ
وَضَرُّ هَجرَينِ أَودى بي اِجتِماعُهُما / هَجرُ الرُقادُ وَهَجرُ الرَوحِ لِلجَسدِ
داءٌ ثَوى بِفُؤادِ شَفَّهُ سَقمُ
داءٌ ثَوى بِفُؤادِ شَفَّهُ سَقمُ / يا مَحنَتي مِن دَواعي الهَمِّ وَالنَكَدِ
بِأَضلُعي لَهَبٌ تَكوي حَرارَتُهُ / مِنَ الضَنا في مَحَلِّ الرَوحِ بِالجَسَدِ
يَومَ النَوى ظَلَّ في قَلبي لَهُ أَلَمُ / وَاِحرَقَتي وَتَلافي فيهِ بِالرَصَدِ
تَوَجُّعي مِن جوىً شَبَّت شَرارَتُهُ / مَعَ العَنا قَد رَثى لي فيهِ ذو الحَسَدِ
أَصلُ الهَوى مُلبِسي وَجدي بِهِ عَدَمُ / لِمُهجَتي مَن رَشا بِالحُسنِ مُنفَرِدِ
تَتَّبِعُني وَجهُ مَن تَزهو نَضارَتُهُ / لِماجِني مورِثي وَجداً مَدى الأَمَدِ
هَدَّ القُوى حُسنٌ كَالبَدرِ مُبتَسِمٌ / لِفِتنَتي موهِناً عِندَ النَوى جَلَدي
مُوَدِّعي قَمَرٌ تَسبي إِشارَتُهُ / إِذا رَنا ساطِعُ الأَنوارِ في البَلَدِ
مَهدي الجَوى مولَعٌ بِالهَجرِ مُنتَقِمٌ / ما حيلَتي قَد كَوى قَلبي مَعَ الكَبِدِ
لِمَصرَعي مُعتَدٍ تَحلو مَرارَتُهُ / يا قَومَنا فَخُذوا نَحوَ الضَنا بِيَدي
قَلبي كَوى مالِكَ بِالحُسنِ مَحَتكُم / لِغُصَّتي وَهوَ سُؤلي وَهوَ مُعتَمِدي
مَرَوِّعي سارَ لا شَطَّت زِيارَتُهُ / لِمّا اِنثَنى قاتِلي عَمداً بِلا قَوَدِ
أُنَزِّهُ العَينَ عَن عِلمٍ يُصَوِّرُهُ
أُنَزِّهُ العَينَ عَن عِلمٍ يُصَوِّرُهُ / حَدٌّ وَإِن لَحَظَتهُ العَينُ كَالصُوَرِ
وَأَسلُبُ العَجزَ وَالتَخطيطِ حَيثُ بَدا / مِنهُ لِإِظهارِ ما أَبدا مِنَ القَدَرِ
يا مَن بَصَرَ في إِلَيهِ القَصدَ بِدَّلَني
يا مَن بَصَرَ في إِلَيهِ القَصدَ بِدَّلَني / بِالذُلِّ عِزّاً وَبِالإِقلالِ إِكثارا
وَمَن بِإِعدامِ صَبري عَنهُ أَوجَدَني / وَجَدا عَلَيهِ بِهِ أَمسَيتُ صَبّارا
وَمَن بِقَصِّ جَناحي في هَواهُ لَهُ / إِلى أَعالي المَعالي صِرتُ طَيّارا
حَسنُ اِتِّكالي عَلى حُسنِ اِختِيارِكَ لي / لَميُبقِ لي غَيرَ ما تَحتارُ مُختارا
وَالعَونُ مِنكَ عَلى شانِيَّ صَيّرَني / مُهاجِراً مَن إِلى حُبّيكَ أَنصارا
لَو كانَتِ النَفسُ بِالآلاتِ مُدرِكَةً
لَو كانَتِ النَفسُ بِالآلاتِ مُدرِكَةً / لَم تَلقَ بِالنَومِ لا نُعمى وَلا بوسا
وَلا رَأَت مُقتَضى الرُؤيا بِيَقظَتِها / مِن بَعدِ ما كانَ الإِماكانُ مَحسوسا