القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحُصْري القَيرَواني الكل
المجموع : 54
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا
بَكَيتُ مِن سَكَنٍ في أَضلُعي سَكَنا / لَو عاشَ لي لَكَفاني الدَهرَ أَوقاتا
في كُلِّ وَقتٍ عَلى فَقديهِ أذكُرُهُ / وَرُبَّما نَسِيَ الأَحبابُ أَوقاتا
دَهرٌ حَوادِثُهُ شَتّى الأَحاديثِ
دَهرٌ حَوادِثُهُ شَتّى الأَحاديثِ / فَاِسمَع بِما شِئتَ عَن نوحٍ وَعَن شيثِ
وَسَل عَن اِبنِ التُرابِ البكرِ كَيفَ هوى / فَأَصبَحَت قُوَّةٌ فيهِ لِتَنكيثِ
تَغُرُّنا دارُنا الدُنيا بِزُخرُفِها / وَنَحنُ في طَلَبٍ لِلمَوتِ مَحثوثُ
وَإِنَّما هِيَ أَضغاثٌ تُضَغِّثُها / خَواطِرُ الوَهمِ فيها أَيَّ تَضغيثِ
ما أَتعَبَ الناسَ أَحياءً وَأَروَحَهُم / مَوتى لَوَ اِنَّ رَميماً غَيرَ مَبعوثِ
لِهَولِ يَومٍ عَصيبٍ لا مَرَدَّ لَهُ / تَراهُمُ كَفَراشٍ فيهِ مَبثوثِ
وَكَأس ثكلٍ عَلى رِيٍّ شَرِبتُ بِها / فَرُحتُ مِنها بِتَمريصٍ وَتَمريثِ
قالوا أَفِق لِعلاً يُؤذيكَ قُلتُ لَهُم / لا يُؤلِمُ المُنتَشي عَضّ البَراغيثِ
عِندي مِنَ الدَهرِ ما عَنهُم شغلتُ بِهِ / وَالصِلُّ لَيسَ يُبالي بَالخَفافيثِ
تَوُفّي الخَلَفُ الزاكي وَعِشتُ كَما / تَرضى العِدا عَيشَ مَكروبٍ وَمَكروثِ
حَتّى أَعافَ شَراباً لَستُ أَمزجُهُ / بِعبرَتي وَطَعاماً غَيرُ مَغلوثِ
وَكُنتُ في جَنَّةٍ حفَّت جَوانِبُها / بالزرعِ وَالنَخلِ وَالأَعنابِ وَالتوثِ
فَأَصبَحَت يَومَ أَودى وَهيَ خاوِيَةٌ / جَرداءُ مِن كُلِّ مَغروسٍ وَمَحروثِ
ما لي أَرى فَهرَ قَد أَودَت شَواهِقُها / وَأَجدَبَت أَرضها ذات الجَثاجيثِ
يا ديمَةَ الدَمعِ جودي أَربُعاً دُرُساً / نادَتكِ مِن ظَمأ خَمس بِها غيثي
فَأَمرعيها وَقولي وَهيَ صالِحَة / لِلَوعَةِ الثُكلِ في قَلبِ العَلا عيثي
وَيلاهُ وَيلاهُ لا أشفى بِتَثنية / حَتّى أزيدَ وَلا أشفى بِتَثليثِ
بَكَيتُ مُستَسقِياً بِالدَمعِ حينَ جِرى / فَلَم أزد نار قَلبي غَير تَأريثِ
أَودى الزَمانُ بِمَن يَدعونَ غرّتهُ / بَدرَ السَماءِ وَيُمناهُ حَيا الميثِ
أَودى بِعَبدِ الغَني اِبني وَلَبَّثَني / وَكَيفَ إيذاؤُهُ بِاِبني وَتَلبيثي
أُحِبُّ لُقياهُ وَالبُقيا لأَندُبَهُ / فَيا شعوبُ اِعجِلي إِن شِئتِ أَو رِيثي
عَزَّ العَوالي بَل عَزَّ المَعالي في / فَرعٍ لَها أَثَّثتهُ أَيَّ تَأثيثِ
فَجَثّهُ القَدَرُ الجاري لِيَفجَعَها / بِطيب مِن فَوَيقِ النَجمِ مَجثوثِ
إِن قُلتُ وَاللَهِ ما أَبقى الزَمانُ لَهُ / في القَومِ شِبهاً أَبَت عَلياهُ تَحنيثي
تَرضى العلا عَنهُ وَالأَحسابُ إِن ذكرت / مَكاسِب المَجدِ مِن بَعدِ المَواريثِ
فَقَد أَقامَت عَلَيهِ اليَومَ مَأتَمَها / بَينَ المَها العينِ وَالأسدِ الدَلاهيثِ
تَجاوَبَت بِالبُكا الأَصواتُ وَاِشتَبَهَت / فَلَم أَمِز بَينَ تَذكيرٍ وَتَأنيثِ
أَفدي النِساءَ سِوى أَمّ لَهُ نَشَزَت / وَباعَت الفَحلَ مِنّي بِالمَخانيثِ
أَستَغفر اللَهَ مِن عَهدِ الَّتي نَكَثت / فَاِستَبدَلَت بي وَما عَهدي بِمَنكوثِ
عَبد الغِنيّ اِسكنِ الفردَوسَ في ظَلَلٍ / وَاِطمث مِنَ الحورِ سرباً غَير مَطموثِ
وَصِل أَباكَ شَفيعاً فيهِ وَاِقضِ لَهُ / حُقوقَ تَربِيَةٍ بَرَّت وَتَشبيثِ
لَعَلَّنا نَلتَقي في رَوضَةٍ أُنُفٍ / نَفوزُ فيها بِتَخليدٍ وَتَمكيثِ
أَصبَحت يَومَ دَهاكَ المَوتُ يا وَلَدي
أَصبَحت يَومَ دَهاكَ المَوتُ يا وَلَدي / كَأَنَّ حَولي مِنَ الظلماءِ أملاثا
فَما دَرَيتُ وَثَوبَ اللَيلِ يَشمَلُني / نَضا النَهارُ إِزارَ اللَيلِ أَم لاثا
قَد فاتَني مِنكَ يا عَبدَ الغنيّ فَتى
قَد فاتَني مِنكَ يا عَبدَ الغنيّ فَتى / كَأَنَّهُ في سُيوفِ الهِندِ فَولاذُ
آوى إِلى جَنَّةِ المَأوى وَغادَرَني / في غابِرينَ إِذا ما قُلتُ فوا لاذوا
قُل لِلزَّمانِ لَئِن سرت مَحاسِنكَ ال
قُل لِلزَّمانِ لَئِن سرت مَحاسِنكَ ال / لاتي غَرَرنَ لَقَد ساءَت مَساويكا
كَأَنَّني لَم أَقبل مِن حَلا فَمهُ / عِندَ الصَباحِ وَلَم يَحتَج مَساويكا
حَكَمَ الرَدى هُوَ حُكمُ اللَهِ لَيسَ لَهُ
حَكَمَ الرَدى هُوَ حُكمُ اللَهِ لَيسَ لَهُ / مُعقبٌ وَلِهذا الخَلقِ آجالُ
حَتّى إِذا تَمَّ ميقاتُ الحَياةِ إِلى / حُكمِ الرَدى فَاِستَوَت أُسدٌ وَآجالُ
وَلَيسَ عَن حَوضِهِ المَورود مِن صَدرٍ / كَبا الفَوارِسُ في الميدانِ أَو جالوا
حَتّى تَرى التاجَ مَحلولاً وَعاقِدُهُ / في نَفسِهِ مِن حَديثِ المَوتِ أَوجالُ
أَبدَلتَ يا عيد عَيني حام من سام
أَبدَلتَ يا عيد عَيني حام من سام / فَفاضَ جَفني بِما أَفضى إِلى يامِ
قَد كُنت هَيمان مَهموماً بِلا جَلدِ / فَزِدتُ ضِعفَينِ في هَمّي وَتهيامي
عَهدتُ لَيلَتَكَ البَيضاءَ نيّرَةً / فَما لَها كَحَّلت عَيني بِإِظلامِ
حَتّى تَناسَيتُ ما عوَّدتُ مِن فَرَحٍ / وَقُبحُ يَومٍ يُنَسّي حُسنَ أَيّامِ
وَلَو تَراني صَباحَ اليَومَ إِذ بَرَزوا / ثَكلان أَبكي وَتَبكي حَولي الآمِ
فَما لَبِستُ سِوى الأَحزان سابِغَةً / وَلا نَحَرتُ سِوى إِنساني الدامي
وَلا بَرَزتُ لِزُوّاري مَخافَة أَن / أساءَ مِنهُم بِطَلقِ الوَجهِ بَسّامِ
وَرافِلٍ في جَديدٍ كانَ يَرفلُ في / مِثالِهِ اِبني غُداةَ العيدِ مُذ عامِ
حُبيب النَفسِ لَو أعطيتُ سُؤلَتها / أَصابَ نَحري وَأَخطا نَحرَكَ الرامي
كَأَنَّني لَم أُكَلِّم مِنكَ نابِغَةً / وَلا رَأَيتُكَ مِلءَ العَينَ قُدّامي
وَلا سَمِعتُكَ تَتلو الذِكرَ في سحرٍ / بِصَوتِ داوودِ في إِفصاحِ هَمّامِ
مَخايِلٌ فيكَ راقَتني مَحاسِنُها / سرَّت بِبَدءٍ وَلَم تسرر بِإِتمامِ
الحَمدُ لِلَّهِ عَدلٌ عَنكَ ما نَفَذَت / بِهِ المَقاديرُ مِن نَقضٍ وَإِبرامِ
أَنا أُجيبُ من اِستَفَتى بِنادِرَةٍ / وَخاطِري بَينَ إِنجادٍ وَإِتهامِ
مُفَكِّراً في مَعانٍ كُنتُ أَسمَعُها / مِن فيكَ قَد حَيَّرَت لُبّي وَأَفهامي
لا أَنقُشُ اِسمَكَ في الخيتامِ مِن شَغَفٍ / قَلبي أَحقُّ بِهِ مِن فصِّ خَيتامِ
كَأَنَّنا لا أَصاب البَينُ إِلفَتها / فأفرَدَت أَلفٌ لِلشَّوقِ مِن لامِ
كانَ اِشتِفائيَ في دَمعي وَفي نَفسي / حَتّى اِفتَضَحتُ بِذا الجاري وَذا الطامي
لَيتَ المَدامِعَ تَجري وَالزَفير يرى / في خلوَتي قَطّ أَوفى كُلَّ حمامِ
كَم رَدَّ قَبرُكَ أَلحاني بِمَوعِظَةٍ / وَهاجَني طَيفُكَ الساري بِإِلمامِ
لَو ساءَني فيكَ غَيرُ اللَهِ رحتَ وَقَد / قَرَعتُ سِنّي أَو أَدمَيتُ إِبهامي
ثُمَّ اِثَّأَرتُ وَحَولي جَحفَلٌ لَجبٌ / غَزا وَبَحرُ المَنايا حَولَهُ طامِ
بفَيصلٍ مِن سُيوفِ اللَهِ مُنصَلِتٍ / ماضي الغِرارِ وَإِن لَم يَمضِ في الهامِ
لكن مَضَت فَأَمَضَّت فيكَ ذا ثَكَلٍ / مَقادِرٌ كلَّ عَنها كُلُّ صَمصامِ
إذا تَأَمَّلتُ صَرعى المَوتِ لَم أرَني / مُفرِّقاً بَينَ ضبعانٍ وَضرغامِ
فاِنظُر غَداً هَل عَلا البَرجيس مانِعُهُ / مِنَ الحَوادِثِ أَو عَلياءُ بَهرامِ
سيَهوِيانِ وَيُطفي اللَهُ نورَهُما / وَإِن تَراخى بَقاءُ النَيِّرِ السامي
ما أصدَقَ الناس لَو قالوا إِذا سُئِلوا / عَن كُلِّ عيشٍ مَضى أَضغاثُ أَحلامِ
المرءُ حَرفٌ وَمَحياهُ تَحَرُّكُهُ / وَعُمرُهُ مِثلُ رومٍ أَو كَإِشمامِ
عَبدُ الغَنِيّ أَبي وَاِبني فَقَدتُهُما / فَضامَني الدَهرُ حَتّى اِرتَعت بِالظامِ
كانا هُما حَرَميَّ الآمِنَينِ فَيا / وَيلاهُ أَبدَلتُ إِحلالي بإِحرامي
فَلَيسَ لي ها هُنا حِجرٌ وَلا حجر / وَلا حَميمٌ يُواليني وَلا حامِ
فَكانَ ذا عِوضاً مِن ذاكَ فيهِ بَقي / وَفيكَ مَفخَرُ أَخوالي وَأَعمامي
نَمى فَأَشبَهَني مَجداً وَأشبههُ / فَنابَ عَن أَبَويهِ المُشبِهُ النامي
لَم يجبر العَظمَ حَتّى هاضَ وا أسفاً / ما اِبتَزَّ لي حَسَناتي غَيرُ إِجرامي
حَكَمتُ في اِبني بِإِدراك المُنى فَأَبَت / أَحكامُ رَبّي إِلّا فَسخ أَحكامي
ضَلَّت عُقولُ بَني الدُنيا لَقَد عَلِقوا / فيها بِحَبلٍ مِنَ الآمالِ أَرمامِ
تَبكي عَلَيها وَمِنها وَهيَ ضاحِكَةٌ / فَتَرتَضي وَهيَ عَينُ السخطِ وَالذامِ
أُفٍّ لَها إِنَّها أُمٌّ مُبَرَّتُها / في مَنعِ مَرحَمَةٍ أَو قَطعِ أَرحامِ
إِنَّ الحَياة مَتاعٌ وَالألى خَسِروا / أَغرَتهُمُ فَاِشتَروا جَهلاً بِأَحلامِ
فازَ المُخِفّونَ بِالحُسنى وَقَيّدَني / وَراءَهُم ثِقلُ أَوزارٍ وَآثامِ
ما لي بَكيتُ عَلى اِبني وَالذُنوبُ غَدا / تهينُني وَهوَ في عِزٍّ وَإِكرامِ
هَلّا بَكيتُ عَلى نَفسي وَما جَرَمت / مِنَ الجَرائِمِ وَاِستَبكَيتُ لوّامي
لا أَمنَ إِلّا بِإيمانٍ غَداةَ غَدٍ / وَلا سَلامَةَ لي إِلّا بِإِسلامي
هذا إِذا أَنعَمَ المَولى فَأَسعَدَني / في القَنيَتَينِ بِتَثبيتٍ وَإِلهامِ
لِكَي أَفوزُ مَع اِبني حَيثُ بَوَّأَهُ / بِرَحمَةٍ مِنهُ أَرجوها وَإِنعامِ
وَعداً عَلى المُصطَفى لا بُدَّ مِنهُ وَلَو / أَقسَمتُ فيهِ أَبَرَّ اللَه إِقسامي
قالوا غَض الدَمعُ هَل رَدَّ البُكا وَلَدا / لثاكلٍ أَو أَباً برّ لِأَيتامِ
فُقُلتُ أَنهاهُ وَالأَحزانُ تَأمُرُهُ / فَكَيفَ يرقَأُ دَمعُ الهائِمِ الهامي
حَسِبتُ عَينيّ تَشفي بِالبُكا حرقي / وَإِنَّما وُكِّلَت فيها بِإِضرامِ
يا دُرَّةً مِن نَفيس الدُرِّ غالِيَةً / وسامَة مَحضَة مِن طَيِّبِ السامِ
حامَت لِداتُكَ حَومَ الطَيرِ ظامِئَةً / حَولي وَكُنتُ أَراهُم غَير حُوّامِ
تَفَقَّدوكَ فَقالوا أَينَ فَرقَدُنا / وَأَينَ أَفهَمُنا مِن غَيرِ إِفهامِ
فَقُم لِتحدقَ إنَّ الصِبيَةَ اِنتَظَروا / وَعداً عَلَيكَ بِإِطلاقٍ وَإِطعامِ
أَينَ اِبتِكاركَ لِلكُتّابِ مُجتَهِداً / وَالناسُ ما بَينَ أَيقاظٍ وَنُوّامِ
وَأَينَ تَجريرُكَ الثَوب المَصون إِذا / راحوا لِتَجريرِ أَثوابٍ وَأَكمامِ
وَأَينَ آياتُكَ اللّاتي ملَأنَ دَماً / عَيني وَآلَمنَ قَلبي أَيّ إيلامِ
وَأَينَ قَولُكَ لِلمَفجوعَةِ اِحتَفِظي / حَتّى أفيقَ بِألواحي وَأَقلامي
تَاللَهِ أَنسى محيّاكَ الجنيَّ وَلا / فاكَ الفَصيحَ إِذا فاهوا بِإِعجامِ
وَلا قراءَتكَ السوراتِ بَينَهُمُ / مُرَتَّلاتٍ بِإِظهارٍ وَإِدغامِ
يا رُبَّ مَعنىً قَد اِستَنبَطتهُ فَهماً / فَقيلَ يَحفَظُ تَفسيرُ اِبن سَلامِ
كَم مِن فُؤادٍ وَمِن جِسمٍ تَرَكتَهُما / قِسمَينِ ما بَينَ أَشواقٍ وَأَسقامِ
هَل نَحنُ فيكَ جسومٌ دونَ أَفئِدَةٍ / أَم نَحنُ أَفئِدَةٌ مِن دونِ أَجسامِ
سَبَقتَ والِدَكَ الواني وَضُمَّرُهُ / مُهَيَّئاتٌ لِإِسراجٍ وَإِلجامِ
كُنّا نُفَدّيكَ لَو أَنّا نَرى علماً / يُفدى مِنَ القَدرِ الجاري بِأَعلامِ
هَيهات لا يُدَّرى عَن كُلِّ قَسوَرَة / ريبُ المَنونِ وَلا عَن كُلِّ قمقامِ
وَالناسُ سَعيُهُمُ شَتّى وَأَمرُهُمُ / مِن أَمرِ مُقتَدِرٍ بِالغَيبِ عَلّامُ
هذا صَريعٌ وَذا حَيٌّ إِلى أَجَلٍ / وَذا فَقيرٌ وَذا مُثرٍ بِأَقسامِ
وَخَيرُ ما يَكسَبُ الإِنسانُ عِندَ غِنىً / شُكرٌ عَلَيهِ وَصَبرٌ عِندَ إِعدامِ
صَبَرتُ لِلدَّهرِ إلّا عِندَ فَقدِ أَبٍ / وَاِبنٍ فِداؤُهُما نَفسي وَأَقوامي
مَن لي بِنُصرَةِ ماضي الحَدِّ بَعدَهُما / مَن لي بِدَعوَةِ صَوّامٍ وَقَوّامِ
عَلَيهِما صَلَواتُ اللَّهِ دائِبَة / وَأَدمُعي وَالغَوادي ذاتُ إثجامِ
أسدُ الشَرى وَاللُيوثُ تَبكي
أسدُ الشَرى وَاللُيوثُ تَبكي / عَلَيهِ وَالأَنجُمُ السَوامي
لَم يَتَبسَّم غداةَ أَودى / إِلّا الأَعادي مَعَ السَوامي
قُل لِحُماةِ الحُروبِ فهرٍ
قُل لِحُماةِ الحُروبِ فهرٍ / ما لِأَشِدّائِكُم يَهونا
جَلَّ مُصابُ العُلا وَلكِن / ما عَزَّ لا بُدَّ أَن يَهونا
عَبد الغنيّ رَأى الدُنيا وَجَرَّبَها
عَبد الغنيّ رَأى الدُنيا وَجَرَّبَها / فَقالَ لِلنَّفسِ مِن أَظفارِها نوصي
رَعى الحُقوقَ الَّتي أَوصَتهُ فِهرُ بِها / فَسوّدوهُ وَقالوا مِثلَها نوصي
دينُكَ أَعلى العُلوقِ علقا
دينُكَ أَعلى العُلوقِ علقا / إِيّاكَ بِالبَخسِ أَن تَبيعَه
صِراط ذي العَرشِ مُستَقيمٌ / مَن يَمشِ فيهِ يَكُن تَبيعَه
وَاِحذَر مِنَ الدَهرِ طارِقات / لَم يَخلُ مِنها ذرى وَقيعَه
وَقائِع الدَهرِ فيَّ شَتّى / وَهذِهِ شَرُّها وَقيعَه
ضَلَّت مَكائِدُ أَعدائي مَتى سَمِعوا
ضَلَّت مَكائِدُ أَعدائي مَتى سَمِعوا / بِنابِحٍ في دَمِ الضّرغامِ وَلّاغِ
لولا بُكائي عَلى اِبنٍ خطبُهُ جَلَلٌ / جَعَلتُ أَضحَكَ بِالمِهذارِ وَاللاغي
يا واحِداً حَلّ مِثلَ الأَلفِ مِن مضَر
يا واحِداً حَلّ مِثلَ الأَلفِ مِن مضَر / حَتّى تَقول العِدا حَسبي بِهِ وَكَفى
سَما بِهِ الأَمرُ حَتّى لا يرى أَحَدٌ / مِنَ الأَمامِ وَلا مِن خَلفهُ وَكَفا
مِن أَينَ لِلعَينِ أَن تَلقاكَ في حُلمٍ / وَماؤُها كُلَّما كَفكَفتَهُ وكفا
الحَمدُ لِلَّهِ ما يُوَقّي
الحَمدُ لِلَّهِ ما يُوَقّي / أَكثَرُ مِن كُلِّ ما يُلَقّي
يا فَجعَتي بِالحَبيبِ سحّي / دَمعي وَقَلبي عَلَيهِ شقّي
وَاِكتَتِبي ثُكلَهُ بِدَمعي / في وَجناتي مَكانَ رقِّ
أَكَوكَبٌ غارَ في ضَريح / أم درَّةٌ صُنتها بِحقِّ
في جَنَّةِ الخُلدِ عِندَ رَبّي / حَيثُ تَناهى بي التَرَقّي
فازَ ثَواباً بِما تَشَكّى / وَلا ثَوابٌ بِغَيرِ شقِّ
إِن كانَ طِفلاً فَفي حجاهُ / أَربى عَلى الأَشيَبِ الأَمَقِّ
اِبعُد فَقَد هِجت عبرَتي يا / نوروزُ لِلحادِثِ الأَشَقِّ
لا سَمعَ الجارُ فيكَ عِندي / حَسيسُ نارٍ وَلا مُدقِّ
لا يَملِكُ الناسُ بِالهَدايا / مِن بَعدِ عبد الغَنِيِّ رِقّي
مِن أَجلِهِ كُنتُ مادِحاً مَن / لَيسَ لِمَدحي بِمُستَحقِّ
وَلَستُ مِن بَعدِ ما تَوَلّى / أنعّمُ الناس بَل أبقّي
زَهَّدَني في النَعيمِ حَتّى / يَدنُس ثَوبي فَلا أُنَقّي
لَو بِتُّ ظَمآنَ حَولَ وِردٍ / لَم أَتَضَرَّع لِمَن يُسَقّي
لَو أَنَّ بِالمُنتَشي هُمومي / صَدَّتهُ عَن قَينَةٍ وَزقِّ
كَأَنَّني مِن أَذى أُناسٍ / بَينَ ذُبابٍ وَبَينَ بَقِّ
يا رَبِّ يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ / خُذ لي مِنَ الظالِمينَ حَقّي
غلَّظ قولٌ يُقال قَلبي / وَهوَ كَماءِ الهَوى الأَرَقِّ
قيلَ الكَبيرُ الأَجَلُّ خلقاً / قَضى عَلى الأَصغَرِ الأَدَقِّ
وَما يُتيحُ القَضاءُ إِلّا / أَنتَ وَلا يَنفَعُ التَوَقّي
فَإِن يَكُن ما يُقالُ حَقّاً / فَلا تذرهُ وَلا تُبَقّي
جَبرُ مُصابِ الأَبَرِّ عِندي / راحَةُ قَلبي مِنَ الأَعَقِّ
ماتَ أَحَقُّ الوَرى بِبِرّي / وَعاشَ مَن لَيسَ بِالأَحَقِّ
ذِكراهُ تُشرِقُني بِالدَمعِ وَا حزنا
ذِكراهُ تُشرِقُني بِالدَمعِ وَا حزنا / وَقلّ بِالدَمعِ لِلمَحزونِ إِشراقُ
ألَم يَكُن مِن دَراريِّ العُلا قَمَراً / لَهُ إِذا غابَتِ الأَقمارُ إِشراقُ
لا تَعجَبي لِلمَعرّى كَيفَ أَرّقَهُ
لا تَعجَبي لِلمَعرّى كَيفَ أَرّقَهُ / ترى أَيّ نَجمٍ تَحتَهُ فَرشا
هُوَ الهِلالُ وَإِن أَدمى أَظافِرَهُ / فَشِبلُ غابٍ وَإِمّا إِن رَنا فَرَشا
أَلفتُ بَعدَكَ دَمعي فَاِشتَفيتُ بِهِ
أَلفتُ بَعدَكَ دَمعي فَاِشتَفيتُ بِهِ / وَفرقتي لِنَعيمِ العَيشِ ألفيهِ
فَقِف قَليلاً عَلى العاصي أَبيكَ غَداً / وَاِشفَع لَهُ فَيَقولُ اللَهُ أل فيهِ
غالَ الرَدى شِبلَ غيلٍ كانَ فيهِ غِنى
غالَ الرَدى شِبلَ غيلٍ كانَ فيهِ غِنى / إِذا أَعالَ أَبو الأَشبالِ أَو عالا
لَو لَم تُقلم يَدُ الماني أَظافِرُهُ / قادَ الأُسودَ إِلى الأَحبالِ أَو عالا
أَتعَبَني بَعدَكَ البَقاء
أَتعَبَني بَعدَكَ البَقاء / وَفي وَفاتي لَكَ الوَفاءُ
أَودَيت فَاِستَفتَح المُعَزّي / أَن يحسنَ الصَبرُ وَالعَزاءُ
أَجَلُّ خَطبٍ فِراقُ حِبٍّ / كانَ لِسقمي هُوَ الشفاءُ
أَظلَمَ دَهرٌ أَنارَ مِنهُ / هَل بَعدَ إِظلامِهِ ضِياءُ
أَجمَدَ أَمواهنا جُمادى / أَلا دُموعاً هِيَ الدِماءُ
بَكى وَلَو أَنَّني صَفاةٌ / لَفاضَ مِنّي عَلَيكَ ماءُ
أَلَستَ قَلبي وَخِلبَ كَبدي / أَصابَني فيهِما القَضاءُ
الحَمدُ لِلَّهِ لا اِعتِراضٌ / عَدلٌ مِنَ اللَهِ ما يَشاءُ
أَذِمَّة الحُبِّ كُنتُ أَقضي / لَو أَنَّ نَفسي لَكَ الفِداءُ
آهاً عَلى مَن رَجَوتُ سَعدي / بِهِ وَلكِن أَبى الشَقاءُ
آفَةُ أَموالِنا الرَزايا / وَآفَةُ العالمِ الفَناءُ
آدَمُ في المَوتِ وَهوَ بكرٌ / وَكُلُّ أَبنائِهِ سَواءُ
أَيُّ هِلالٍ أَنارَ لَيلي / كانَ السَنى فيهِ وَالسَناءُ
أَيُّ رَبيعٍ وَشى حَياتي / كانَ الحَيا فيهِ وَالحَياءُ
الوَيلُ لي يا حُبَيِّبي إِن
الوَيلُ لي يا حُبَيِّبي إِن / غالَت غَداً دونَكَ الذُنوبُ
بَينَ ضُلوعي عَلَيكَ نارٌ / يَكادُ مِنها الصَفا يَذوبُ
بَرَّحَ بي الوَجدُ يَومَ مَدَّت / إِلَيكَ أَظفارها شعوبُ
بَزَّتكَ ثاراً يَدٌ تَساوى / فيها عِقابٌ وَعَندَليبُ
بَعدَكَ أَيقَنتُ لِاِنفِرادي / أَنّي في مَوطِني غَريبُ
بانَ شَبابي وَكُنتُ أَشهى / مِنهُ فَما راعَني المَشيبُ
بَشاشَةُ العَيشِ لَو تَمادَت / وَطيبُهُ عِندي الحَبيبُ
بَرقُ الأَماني خُلَّبٌ كَم / يَغُرُّنا وَعدُها الكَذوبُ
بُخلُ المُنى لَو نَظَرتَ جودٌ / وَحُبّها لَو سَلَوتَ حوبُ
بورِكتِ يا أَعيُنَ البَواكي / لَولاكِ لَم تَشتَفِ القُلوبُ
بي حَسَراتٌ يَضيقُ عَنها / صَدري عَلى أَنَّهُ رَحيبُ
بُحتُ بِسِرِّ الأَسى فَقالوا / نَحبُكَ يُقضى أَمِ النَحيبُ
بَحرٌ مِنَ الدَمعِ في جُفوني / صَعَّدَهُ مِن دمي اللَهيبُ
بَدَّلَني بِالسُرورِ هَمّاً / خَطبٌ تَباهى بِهِ الخُطوبُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025