القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 33
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ / ولا يشرفهُ عمٌ ولا خالُ
وإنما يتسامى للعلا رجلٌ / ماضي العزيمةِ لا تثنيه أهوالُ
يريكَ من نفسهِ فيما يهمُّ بهِ / أن النفوسَ ظبى والناسُ أبطالُ
لا ينثني إن عداه سوى حالتهِ / وكل حالٍ توافي بعدها حالُ
ألم يكن عمرُ يرعى المخاضَ فهل / ترى العلا بطنَ وادٍ فيه آبالُ
وهل سوى نفسهِ قد سودتُهُ وهل / تنالُ إلا بشقِّ النفسِ آمالُ
رأى الهدى فجلاه للورى قمراً / ملءَ العيونِ وجلُ الناس ضُلاَّلُ
وجدَّ في نصرةِ الهادي ودعوتِهِ / ولا يخيبُ امرءٌ في الحق فعَّالُ
وأطلقَ النفسَ مما تبتغيهِ هوىً / وإنما شهواتُ النفسِ أغلالُ
ولم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ / كأنهُ والدٌ والناسُ أطفالُ
بذا تفزعت الدنيا لهيبتِهِ / حتى تداعتْ عروشُ الصيدِ تنهالُ
وأرهبتْ أسدَ الآفاقِ زأرتُهُ / وملءَ أفاقها أُسْد وأشبالُ
فثبَّتَ الأرضَ يلقي في جوانبها / كتائباً هنَّ فوقَ الأرضِ أجبالُ
ومدَّ آمالهُ في كلِّ ناحيةٍ / ولا سريرٌ ولا تاجٌ ولا مالُ
والمرءُ إن كانْ إنساناً بزينتهِ / فإنَّما هو بينَ الناسِ تمثَالُ
وفي الأنامِ رجالٌ كالنجومِ إذا / أتى الفتى ما أتوهُ نالَ ما نالوا
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ / والقطرُ في الأرضِ لا كالقطر في السحُبِ
وما الفتى من رأى آباءَهُ نُجُباً / ولم يكن هو إنْ عدوهُ في النُّجُبِ
وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً / من نفسه ومِنَ الأمجادِ في نسبِ
فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا / يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ
وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما / للمجدِ في درجاتِ العزِّ والحَسَبِ
ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا / بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ
لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له / ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ
وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ / وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ
ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها / ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ
ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ / فربما راحةٌ جاءت من التعبِ
ويلٌ لمن عاش في لهوٍ وفي لعبٍ / فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ
ألم ترَ الشمس في الميزانِ هابطةً / لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا
سهرتُ والليلُ أمسى للورى سكنا / فمن يدلُّ على أجفاني الوسنا
أرعى كواكِبها حتى إذا أفلتْ / ألقيتُ للطيرِ في تحنانها الأذنا
واسألِ الحبَّ عن روحي وعن بدني / فلا أرى لي لا روحاً ولا بدنا
وما نظرتُ لأعضائي وقد بليتْ / إلا حسبتُ ثيابها فوقَها كفنا
يا من يعزُّ على نفسي تدلله / كم ذا أكابدُ فيكَ الذلَّ والوهنا
دروا بما بي ولولا الدمعُ كانَ دما / لما تظنوهُ إلا عارضاً هتنا
وربَّ ذي سفهٍ قد هبَّ يعذلُني / فقالَ أنتَ الفتى المضنى فقلتُ أنا
وهل أخافُ على سرِّ الهوى أحداً / وقدْ خلقتُ على الأسرارِ مؤتمنا
فدع غرامكَ يطويني وينشرني / ودعْ عذولي يطوي جنبهُ الضغنا
من كان مثلي لم يحفلْ بمثلهمُ / ومن أحبَّ استلانَ المركبَ الخشنا
كأنما الحسنُ أمسى فيكَ مجتمعاً / فأينما نظرتْ عيني رأتْ حسنا
وإن تكنْ للعاشقينَ فما / يزالُ أمرُ الهوى في ما بيننا فتنا
فاسأل محياكَ كم أخجلتَ من قمرٍ / وسل قوامكَ ذا المياسِ كم غصنا
وكم يبيعكَ أهلُ العشقِ أفئدةً / وأنتَ لا عوضاً تعطي ولا ثمنا
فيمَ اقتصاصكَ في قلبي تعذبني / وما جنيتُ ولا قلبي عليكَ جنى
أما كفاني ما ألقاهُ من زمني / حتى أغالبَ فيكَ الشوقَ والزمنا
إني وإياكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ / أيُّ البلادِ رأى لم ينسهِ الوطنا
وما أطافَ بقلبي في الهوى أملٌ / إلا بعثتَ عليهِ الهمَّ والحزنا
ليهنكَ اليومَ أني ممسكٌ كبدي / وإنها قطعٌ تجري هنا وهنا
وفي الجوانحِ شيءٌ لستُ أعرفهُ / لكنْ أهل الهوى يدعونهُ شجنا
يبيبتُ ينبضُ قلبي من تقلبهِ / حتى إذا ذكروا من هاجهُ سكنا
فهلْ رثيتَ لمن لو بثَّ لوعتهُ / معَ الصباحِ لأبكى الطيرَ والفننا
وهل تعللنا يوماً بموعدةٍ / وإن تكن لا تفي سرّاً ولا علنا
أوأن نفسي على كفيكَ لانحدرتْ / ولو دفنتُ لما باليتَ من دُفنا
وذو الشقاوةِ مقرونٌ بشِقْوَتهِ / أنى تقلبَ جرتْ خلفهُ المحنا
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ / وكلُ يومٍ نوىً وهجرُ
إذا تناءيتَ لا يبالي / وإن تقربتَ لا يسرُّ
يأبى عليِهِ الدلالُ أن إلا / يزالُ فيهِ عليكَ كبرُ
ليسَ سوى الحبُّ من جنونٍ / وليسَ غير العيونِ سحرُ
تشكو إلى البدرِ من جفاهُ / كلاهما لو علمتَ بدرُ
وترقبُ الفجرَ في الدياجي / وهل لليلِ المحبِ فجرُ
قد عرفَ الناسُ ما تعاني / وليسَ للعاشقينَ سرُّ
فلا تطعْ من يلومُ فيهِ / ولا يغرنكَ ما يغرُّ
ولا تكن للوشاةِ عبداً / فليسَ بينَ الوشاةِ حرُّ
واصبر على اللغوِ صبرَ قومٍ / مروا كراماً غداةَ مروا
وهونِ الخطبَ كم عسيرٍ / أعقبهُ في الأمورِ يسرُ
ماذا على الدهرِ إن تمادى / وكلُّ يومٍ عليكَ دهرُ
وكيفَ ترضاهُ وهو حلوٌ / وتجزعُ اليومَ وهو مرُّ
واصبرْ لها ما دهاكَ خطبٌ / إن دواءَ الهمومِ صبرُ
تفنى الليالي وليسَ يبقى / ما ينفعُ المرءَ أو يضرُّ
يا من تعذبتُ في هواهُ / أما لصبري الطويلِ أجرُ
بي حسراتٌ عليكَ ما إن / يقوى على مسهنَّ صدرُ
نسيتني والزمانُ بؤسٌ / وكنتَ لي والزمانُ نضرُ
إذا رضينا فما علينا / إن ليسَ يرضى زيدٌ وعمرو
أراكَ تنظرُ للغزلانِ شاردةً
أراكَ تنظرُ للغزلانِ شاردةً / ولا يردُ شبا عينيكَ عينانِ
ما دمتَ تهوى حبيباً فالفؤادُ لهُ / وليسَ ينزلُ في قلبٍ حبيبانِ
أما كفاكَ الفراقُ غدرا
أما كفاكَ الفراقُ غدرا / وبعدَ هذي الديارِ هجرا
أسائلُ البدرَ عنكَ حيناً / وأسألُ الشمسَ عنكَ طورا
وكلما غردتْ حمامٌ / في الأيكِ طارَ الفؤادُ طيرا
قضى علينا الغرامُ أنا / نتخذُّ الليلَ فيهِ سترا
فمن عيونٍ تبيتُ عبْرى / ومن عيونٍ تبيتُ سَكْرى
وكلُّ يومٍ يخلفُ يوماً / أراهُ دهراً يعقبُ دهراً
يا أحسنَ الفاتنينَ قدّاً / وارفعَ المالكينَ قدرا
فتنتَ مصرا فهل تولى / يوسفُ يا ذا الدلالِ مصرا
لو عشقَ الشمسَ فيكَ قومٌ / لكانَ هذا الجمالُ عذرا
ما إن حسبتُ الزمانَ يوماً / يتركُ نفسي عليكَ حسرى
إذ تتثتَّى جوىً وحسناً / وإذ تجنَّى هوىً وكبرا
نقتسمُ العيشَ لا نبالي / أكانَ حلواً أم كانَ مُرّا
وقد تركنا زيداً وعَمْرا / يضربُ زيدٌ هناكَ عَمْرا
وقد أبانتْ لنا الليالي / أن لهذي الحياةِ سرّا
بينا يكونُ الزمانُ عُسْرا / إذا تراهُ استحالَ يُسرا
كفى صدوداً فما أبقى تجافينا
كفى صدوداً فما أبقى تجافينا / منا ولا الدمعُ أبقى من مآقينا
تطيرُ نفسي من ذكراكَ خافقةً / على ليالٍ توافينا وتسبينا
إذ الزمانُ طليقُ الوجهِ مبتسمٌ / خضرَ الجوانبِ تسقيها أمانينا
كانتْ بها نسماتُ العتبِ راقصةٌ / تهزُّ من حبِّنا فيها رياحينا
لا يمددُ الدهرُ بعدَ اليومِ لي يدَهُ / فما سوى الهمِّ أمسى بينَ أيدينا
وأدمعٍ في زمامِ الحبِّ جارية / ما كنَّ لم يرضَها الحبُ يجرينا
صيرتَ هذي الدراري من عواذِلِنا / ومطلعُ الشمسِ فيها من أعادينا
مرَّ الزمانُ الذي كانتْ فجائِعهُ / تُخطى وهذا زمانٌ ليسَ يخطينا
وفرقَ الدهرُ شملاً كانَ يجمعُنا / فما لذا الدهرِ مُغرىً بالمحبينا
من مبلغُ الفجرَ إذ قامتْ نواديهُ / أنَّا بجنحِ الدجى ينعاهُ ناعينا
كانتْ ليالي الهوى تفترُّ ضاحكةً / عنهُ فبِتْنَ عليَّ اليومَ يبكينا
وكانَ فيهِ جمالٌ من نضارتِنا / وفي محياهُ صفوٌ من تصافينا
أيامَ لم ندرِ أن البدرَ حاسدُنا / على الهوى وضياءُ الفجرِ واشينا
تدورُ في كأسنا صرفٌ مشعشعةٌ / من وردةِ الخدِّ حينا واللُّمى حينا
والنجمُ في نشوةٍ مما ينادمنا / والحليُ في طربٍ مما يُغنينا
يا حاجةَ النفسِ لا تصغي لذي حسدٍ / فما لقينا من الأيامِ يكفينا
كأنها لم تصنَّا في جوانحها / ولم تكنْ بسوادِ القلبِ تُفدينا
ولم نبتْ ليلةً كالروضِ حاليةٍ / نجني بها من صنوفِ اللهوِ ماشينا
والبينُ ظمآنٌ لم تحسبْ عواذلنا / إن الدموعَ سترويهِ وتظمينا
فيا ليالٍ ذكرناها وأكبُدنا / مقطعاتٌ عليها في حوانينا
قد سالَ بعدكِ ما كنا نُكَفْكِفُهُ / وجاذبتنا النوى من كانَ يُسلينا
لا في الأسى راحةٌ مما نغالبهُ / من البعادِ ولا يغني تأسينا
إذا نسيمُ الصبا رقتْ جوانبهُ / على متونِ الروابي راحَ يصبينا
تهيجُ رياهُ من ذكرى الديارِ هوىً / وربما ذكروا بالمسكِ دارينا
ما فيهِ إلا تحايا العاشقينَ إلى / الغيدِ الأوانسِ والعتبى أفانينا
وكم ينم بأنفاسٍ تحملَها / فيها الحياةُ ولكن ليسَ يحيينا
سلي الظلامَ إذا شابتْ ذوائبهُ / من هولِ ما بتُّ ألقى من تنائينا
ألاحتِ الشمسُ تغرِي العاذلينَ بنا / كليلةُ الطرفِ أم راحتْ تحيينا
لقد عدتنا عوادينا وكيفَ بنا / إذا عدتنا عن اللقيا عوادينا
نبيتُ والهجرُ في الآفاقِ ينشرنا / كأننا لم نبتْ والوصلُ يطوينا
قالتْ رأيتكَ مجنوناً فقلتُ لها / لولا هواكِ لما كنا مجانينا
يا طلعةَ الشمسِ غابتْ بعدما طلعتْ / وظبيةُ القاعِ لم ترجعْ لوادينا
هل شاغلتكِ عواد ما تشاغلنا / وباتَ يلهيكَ أنسٌ ليسَ يلهينا
إن كان سهلاً على اللهِ تفرقنا / فليسَ صعباً عليهِ أن يلاقينا
رأيتُ في الناسِ كلَّ شيءٍ
رأيتُ في الناسِ كلَّ شيءٍ / تحارُ في كنهِهِ العقولُ
ويصطفي المرءُ ألفَ خلٍّ / ولا يفي منهمُ خليلُ
فلا تحاولْ لهمْ رضاءً / إن رضاء الناسِ مستحيلُ
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي / وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ / ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ / ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ / فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا / فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ / كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً / وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ / كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى / وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ / لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا
أرى نساءَ بني قومي ويا أسفا / في لسنهنَّ سهامٌ لسنَ في الحدقِ
كأنما من بني تيمٍ بعثنَ لنا / لو لم يكُنَّ قباحَ الخلقِ والخُلُقِ
يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني
يا ناعسَ الطرفِ كم أشكو وتظلمني / رحماكَ يا ناعسَ العينينِ رحماكا
لو أن غيرَ فؤادي يشتكيكَ معي / لضجتِ الناسُ والدنيا بشكواكا
ما بال ألأنفكَ هذا قد شمختَ بهِ
ما بال ألأنفكَ هذا قد شمختَ بهِ / إلى السمواتِ حتى جاوزَالقدرا
لولا خشيتُ إذا ما كنت رافعهُ / من أجلِ واحدةٍ أن يقفأ الأخرى
يا فاجعَ القومِ ماذا ينفعُ الحذرُ
يا فاجعَ القومِ ماذا ينفعُ الحذرُ / وقد عهدناكَ لا تبقي ولا تَذَرُ
جنتْ أناملكَ الأرواحَ فانتثرتْ / كما تناثرَ من أوراقهِ الزَّهَرُ
وما بمانعهم ما قدَروا وقضوا / وقبلَ كلِّ قضاءٍ في الورى قدرُ
من يتعظ فصروفُ الدهرِ موعظةٌ / وما مواعظِ دهرٍ كلّهُ عبرُ
يا لهفَ كابلَ ما فاجأتَ كافلها / حتى درى كلُّ قلبٍ كيفَ ينفطرُ
فجعتها وفجعتَ العالمينَ بها / حتى النجومُ وحتى الشمسُ والقمرُ
وجئت ضيغمها لكن بمخلبهِ / فما استطاعكَ ذاكَ الضيغمُ الهصِرُ
قد كانَ يزجي المنايا للعدا زمراً / واليومَ جئنَ لهُ من ربِّهِ الزمرُ
وكانَ يأتيهِ ريبُ الدهرِ معتذراً / واليومَ عنهُ صروفُ الدهرِ تعتذرُ
ما شبَّ في غيرِ الأحداثِ فكرتهُ / إلا أضاءت لهُ الأحداثُ والغيرُ
ولو روى الفلكُ الدوارُ حكمتهُ / لامستِ الشهبُ فيهِ كلها سورُ
والدهرُ يومّانٌ يومٌ كلهُ كَدَرٌ / لا صفوَ فيهِ ويومٌ بعضهُ كدرُ
وما تبسمَ للأيامِ مختبلٌ / إلا تفجَّعَ بالأيامِ مختبرُ
سلوا المآثرَ عنهُ فهي باقيةٌ / في كلِ قلبٍ لهُ من حبهِ أثرُ
واستخبروا الأرضَ ما للشمسِ كاسفةٌ / فما جهينةُ إلا عندها الخبرُ
يا شامخاً دكَّهُ ريبُ المنونِ أما اه / تزَّ الحطيمُ وركنُ البيتِ والحجرُ
هذي المدافعُ والأسيافُ ناطقةٌ / في الغربِ والهندِ بالأفغانِ تفتخرُ
طارت بنعيكَ في الإسلامِ بارقةٌ / فانهلَّ دمعُ بني الإسلامِ ينهمرُ
خطبُ قلوبِ الورى من حرِّ جاحمهِ / كأنَّ نار الوغى فيهنَّ تستعرُ
فما لأنباءِ هذا السلكِ خائنةٌ / حتى المدامعُ خانت سلكها الدررُ
أمٌّ يكيدٌ لها من نسلها العقبُ
أمٌّ يكيدٌ لها من نسلها العقبُ / ولا نقيضةٌ إلا ما جنى النسبُ
كانتْ لهمْ سبباً في كلِّ مكرمةٍ / وهم لنكبتها من دهرها سببُ
لا عيبَ في العربِ العرباءِ إن نطقوا / بينَ الأعاجمِ إلا أبهم عربُ
والطيرُ تصدحُ شتَّى كالأنامِ وما / عندَ العرابِ يزكى البلبلُ الطربُ
أتى عليها طوالَ الدهرِ ناصعةً / كطلعةِ الشمسِ لم تعلق بها الريبُ
ثمَّ استفاضتْ دياجٍ في جوانبها / كالبدرِ قد طمستْ من نورهِ السحبُ
ثم استضاءتْ فقالوا الفجرُ يعقبهُ / صبحٌ فكَانَ ولكن فجرها كذبُ
ثم اختفتْ وعلينا الشمسُ شاهدةٌ / كأنها جمرةٌ في الجوِّ تلتهبُ
سلوا الكواكبَ كم جيلٍ تداولها / ولم تزلْ نيّراتٍ هذهِ الشهبُ
وسائلوا الناسَ كم في الأرضِ من لغةٍ / قديمةٍ جدّدتْ من زهوها الحقبُ
ونحنُ في عجبٍ يلهو الزمانُ بنا / لم نعتبرْ ولبئسَ الشيمةَ العجبُ
إن الأمورَ لمن قد باتَ يطلبها / فكيفَ تبقى إذا طلابها ذهبوا
كانَ الزمانُ لنا واللسنُ جامعةٌ / فقد غدونا لهُ والأمرُ ينقلبُ
وكانَ من قلبنا يرجوننا خلفاً / فاليومَ لو نظروا من بعدهم ندبوا
أنتركُ الغربَ يلهينا بزخرفهِ / ومشرقُ الشمسِ يبكينا وينتحبُ
وعندنا نهرٌ عذبٌ لشاربهِ / فكيفَ نتركهُ في البحرِ ينسربُ
وأيما لغةٍ تنسي امرأً لغةً / فإنها نكبةٌ من فيهِ تنسكبُ
لكم بقى القولُ في ظلِّ القصورِ على / أيامُ كانتْ خيامُ البيدِ والطنبِ
والشمسُ تلفحهُ والريحُ تنفحهُ / والظلُّ يعوزهُ والماءُ والعشبُ
أرى نفوسَ الورى شتى وقيمتها / عندي تأثُّرها لا العزُّ والرتبُ
ألم ترَ الحطبَ استعلى فصارَ لظىً / لما تأثرَ من مسِّ اللظى الحطبُ
فهل نضيعُ ما أبقى الزمانُ لنا / وننفضُ الكفَّ لا مجدٌ ولا حسبُ
إنَّا إذاً سبةٌ في الشرقِ فاضحةٌ / والشرقُ منا وإن كنا به خربُ
هيهاتَ ينفعُنا هذا الصياحُ فما / يجدي الجبانُ إذا روَّعته الصخَبُ
ومنْ يكنْ عاجزاً عن دفعِ نائبةٍ / فقصرُ ذلكَ أن تلقاهُ يحتسبُ
إذا اللغاتُ ازدهرت يوماًفقد ضمنتْ / للعُرْب أي فخارٍ بينها الكتبُ
وفي المعادنِ ما تمضي برونقهِ / يدُ الصدا غير أن لايصدأ الذهبُ
أتى عليكِ وإن لم تشعرِي الأمدُ
أتى عليكِ وإن لم تشعرِي الأمدُ / وأنتِ أنتِ مضى أمسٌ وحلَّ غدُ
فهبكِ عيناً فما في الناسِ ذو نظرٍ / إلا ويؤلمهُ في عينهِ الرَّمدُ
وهبكِ قلباً فما في الخلقِ من رجلٍ / إلا ويوجِعهُ في قلبِهِ الكمدُ
وهبكِ من كبدٍ في جنبِ صاحبها / أليسَ يحملُ ما تغلي بهِ الكيدُ
عجبتُ لامرأةٍ هانتْ وما اعتبرتْ / ومن رجالٍ أهانوها وما رَشَدوا
كلاهما رجلٌ في الناسِ وامرأةٌ / ولا مميزَ إلا ذلكَ الجسدُ
وكلُّ ما حولهم في الذلِّ مثلهمُ / يُستعبدُ الكلُّ حتى النهرُ والبلدُ
يا بنتَ مصرَ ولا قومٌ تعزُّ بهمْ / ولا بلادٌ ولا أهلٌ ولا ولدُ
زاغتْ عيونُ بني مصرَ وضلَّ بها / غيُّ النفوسِ وهذا الجهلُ والفندُ
فأنتِ في نظرِ الراقينَ سائمةٌ / وفي نواظرِ فلاحيهمُ وتدُ
وأنتِ بينهمْ في كلِّ منزلةٍ / صفرُ اليسارِ بهِ يستكملُ العددُ
أقامَ في رأسكِ الجهلُ الذي سلفتْ / بهِ الليالي وفي أضلاعكِ الحسدُ
وما يحلان بيتاً كانَ في رغدٍ / إلا وهاجرَ منهُ ذلكَ الرغدُ
فالسحرُ والزارُ والأسيادُ جملتها / لأهلها نكدٌ ما مثلهِ نكدُ
ما أنتِ في الصينِ والأوثانُ قائمةٌ / وللشياطينِ في كلِّ الأمورِ يدُ
تاللهِ لوز كانَ من علمٍ وتربيةٍ / شيءٌ يمازجهُ ذا الصبرُ والجلدُ
إذا لما سخرتْ من بنتِ جمعتها / من يومُها السبتُ أو من يومُها الأحدُ
فهل ارى رجلاً فينا أو امرأةً / بعدَ الخمودِ وطولِ الذلِّ يتقدُ
يا قومُ لو نامَ ليثُ الغابِ نومكمُ / لاستنكفَ الفارُ إن قالوا لهُ أسدُ
ألا ترى الزهرَ في رباهُ
ألا ترى الزهرَ في رباهُ / كأنهُ قلبي السليمُ
كأنَّ أغصانهُ الحواني / هذا وليٌّ وذا يتيمُ
تعاشقتْ مثلما ترانا / هذا صحيحٌ وذا سقيم
وكلما تنثني غِضاباً / يُصلحُ ما بينهما النسيمُ
على السماءِ وفوقَ الشمسِ أشعاري
على السماءِ وفوقَ الشمسِ أشعاري / وتحتَ أصدافِ هذا اللُّجِّ أفكاري
وبينَ تلكَ وهاتا جرى قد قلمي / بمعجزِ الوصفِ من درٍّ وأنوارِ
أرى جمالاً تعالى أن أُلِمَ بهِ / وجلَّ خالقهُ من مبدعٍ باري
كأنما الكون غيداءٌ محجبةٌ / تطلُّ مشرقةً من خلفِ أستارِ
فالبحرُ مقلتها والبرُّ حاجبها / من فوقهِ جبهةٌ زينتْ بأقمارِ
أو كانَ ذا البحرُ ديباجُ السما وقد انْ / حلَّ الوشاحُ فها صدرُ السما عاري
أو هذهِ لبستْ من ليلها حُللاً / ومن كواكبها زرتْ بأزرارِ
أو إنما الشمسُ ظنتْ أنها خَطفتْ / بالحسنِ أبصارَ قومٍ دونَ أبصارِ
وحالتِ الأرضُ داراً للسما فلذا / أقامتِ البحرَ مرآة بذي الدارِ
يا مسكنَ الشُّهبِ الزهراء كم عجبٍ / بمعدنِ الدررِ الغرَّا وأسرارِ
إن تحملي فلكاًَ قد دارَ دائرهُ / فدونكَ اللجُّ دوَّارٌ بدوَّارِ
كلاكما حسنٌ والحسنُ بينكما / كالروضِ يأرجُ من أشتاتِ أزهارِ
إني ارى الشمسَ تحتَ البحرِ مطفأةً / والماءُ ما زالَ ذا بأسٍ على النارِ
كأنما هو كفُّ الأرضِ قد بسطتْ / إلى السماءِ فجادتها بدينارِ
أو غاصتِ الشمسُ تحتَ اللجِّ هاربةً / فما على الناسِ من همٍّ وأكدارِ
ألستَ تبصرها صفراءَ جازعةً / وفد خبا زندُ تلكَ الشعلةِ الواري
تشبهَ الناسُ طهراً بالملائكِ من / خبثِ لضميرِ وكانوا غيرَ أبرارِ
والبحرُ أفقهم من إفكهم وكذا / لا تحمل الأرضَ إلا كلّ غرّا رِ
لو أنصفوا لرأوهُ في تلججهِ / على البسيطةِ كالمستأسدِ الضاري
لكنَّ من ألفَ الأنغامَ مسمعهُ / يخالُ كلَّ زئيرٍ نفخُ مزمارِ
ما للخضّمِّ أراهُ كاشراً فزعاً / يخدّشُ لأرضَ من لجٍّ بأظفارِ
مجرداً في تدجيهِ صفيحتهُ / مستوفزاً بينَ بتّارٍ وتيارِ
يقيمهُ الموجُ حرداً ثمَّ يقعدهُ / ما بينَ منسحبٍ منهُ وجرَّارِ
والأفقُ مكتئبٌ حيناً ومبتسمٌ / ما بنَ ليلٍ دجوجيٍّ وأسحارِ
يا أيها الناسُ إنَّ البحرَ موعظةٌ / وضجّةُ البحرِ ليستْ غيرَ إنذارِ
فكم عليكم بهِ للهِ من حججٍ / هل يغفرُ الذنبَ إلا بعدَ أعذارِ
البحرُ ألين شيءٍ ملمساً فإذا / خاشنتموهُ بلوتمْ أيَّ جبَّارِ
ولو تساندَ كلُّ الخلقِ ما قدروا / أنْ يحبسوا موجةً من موجةِ الجاري
فكيفَ يُجحدُ ربُّ البحرِ قدرتهُ / وذلكم أثرٌ من بعضِ آثارِ
آمنتُ باللهِ ما شيءٌ أراهُ سدى / لكنها حكمٌ تجري بأقدارِ
يومٌ بهذي الليالي يشبهُ القمرا
يومٌ بهذي الليالي يشبهُ القمرا / فإن رأى حلكاً في أفقها سفرا
تخالها ورقاً إن خلته ثمراً / والعامُ غصنهما والأزمنُ الشجرا
ما زالَ فيهِ بريقُ التاجِ من قِدَمٍ / واللحظُ يزدادُ سحراً كلما فترا
يومٌ جلا غرّةً في المجدِ سائلةً / تناظرُ الشمس إن قاسوا بها الغُرَرا
مرآةُ فكرِ مليكٍ فوقها انعكستْ / أنوارهُ كغديرٍ مثَّلَ القمرا
يضاحكُ التاجُ منها لمعةٌ سطعتْ / من الجلالةِ يغشى ضؤُها البهرا
عبدُ الحميدِ بهرتَ الخافقينِ فما / ندري أبرقاً نرينا أم نرى قكرا
إن تغرسِ الرأيَ فالتسديدُ زهرتُهُ / وإن هززتَ القنا أَجْنَيْنَكَ الظفرا
ما بينَ سلمٍ وحربٍ أنتَ ربُّهما / تركتَ هذا الورى في مأمنٍ حذِرا
فلو تشاءُ أمرتَ النارَ فانطفأتْ / ولو تشاءُ زجرتَ الماءَ فاستعرا
ومن يكنْ قلبهُ في كلِّ حادثةٍ / عيناً لفكرتِهِ لا يخطئُ النظرا
يا ضارباً بشبا السيفِ الذي ارتعدتْ / لهُ الممالكُ أطعم سيفكَ الجزرا
لا تخشَ زلزالها إن عصبةٌ رجفتْ / فمن يكنْ معولاً لا يرهبُ الحجرا
إذا سيوفكَ ظنوها صوالحةً / فإنَّ أرؤسهم كانتْ لها أُكرا
غرستَ عندهم نعماكَ في سبخٍ / ومن يلومُ على ريِّ الثرى المطرا
وزارعُ الحبِّ لا ينفكُّ يبذرهُ / وليسَ في وسعهِ إنباتُ ما بذرا
أرى على الأرضِ جرَّاراً لهُ لجبٌ / تخالهُ الأرضُ أطواداً إذا انحدرا
كأنّهُ يوم يرتجُّ الوغى شهبٌ / تساقطَ الجو منها يرجمُ البشرا
من كلِّ ليثٍ إذا حفزتهُ قطرتْ / أنيابهُ واستطارتْ عينهُ شررا
يلقى صدى الموتِ في الآذانِ من فزعٍ / كأنما ثارَ يدعوهُ إذا زأرا
أرى العناية صفت جيشهم كلماً / حروفها قرئتْ ما زالَ منتصرا
أراهُ في الأرضِ معنى لا نظيرَ لهُ / فما أكذبُ أن أدعوهُ مبتكرا
يا عرشَ يلدزَ أنتَ النجمُ لا عطلتْ / منكَ السماءُ التي أفلاكها الوزرا
غدا بكَ الملكُ وجناتٍ موردةٍ / وأعيناً ملئتْ أجفانها حورا
لا زلتَ تشرقُ بالنورِ الذي اقتبستْ / منهُ العروشُ نجومَ الحكمةِ الزُّهرا
كذاكَ يلقي شعاعُ الشمسِ بهجتهُ / على القواريرِ حتى تشبهُ الدُّرَرَا
عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ
عرشٌ بطولِ مدارِ السبعَةِ الشهبِ / والشمسُ في تاجِهِ لا حليةَ الذهبِ
حيّ الزمانَ بكفِّ العزِّ مالكهُ / فصافحتْ منهُ كفَّ المجدِ والحسبِ
على جوانبهِ نورٌ تلألأَ منْ / نورِ الأميرِ وأجدادٍ لهُ وأبِ
يدني النفوسَ وتقصيها مهابتهُ / كزخرفِ الشمسِ في الهنديةِ القضُبِ
وما راى وجهَ عباسٍ يقابلهُ / إلا تهللَ بينَ التيهِ والعجبِ
مولايَ إنَّ بيومٍ قدْ رقيتُ لهُ / من رحمةِ اللهِ سرّاً بانَ للحقبِ
يوم تمنتهُ مصرَ قبلَ سوّغها اللّ / ه المنى وغدتْ موصولة السببِ
عباسُ أسعدها واللهُ أيدها / والدهرُ مجَّدها بالعلمِ والأدبِ
فامتدَّ جانبها واشتدَّ صاحبها / وارتدَّ خاطبها عن ذلكَ الأربِ
والنيلُ مذ نسبوهُ للأميرِ جرى / ينافرُ السينَ والتاميزَ في النسبِ
مثل العروسِ إذا زُفتْ تبختر في / استبرقٍ عجبٍ أو سندسٍ قشبِ
أو كالقصيدةِ في مدحِ العزيزِ إذا / ما امتدَّ في الأرضِ مدَّ الشعرِ في الكتبِ
يا صاحبَ النيلِ يحميهِ ويحرسهُ / من كيدِ ذي غللٍ في الصدرِ ملتهبِ
لو يستطيعُ بنو مصرٍ لقد خبأوا / ذا النيلَ في كلِّ جفنٍ غيرَ منتحبِ
فابسطْ يديكَ ليجري لائذاً بهما / إنب أرى الروعَ في آذيِّهِ الصخبِ
هذي القلوبُ أحلتكَ الشغفُ فلم / تخفقْ وأنتَ بها إلا من الطربِ
وكنَّ في مضضٍ لم يألها وأجاً / واليومَ طبْنَ ولولا أنتَ لم تطبِ
أفزرتَ مصرَ على ريحٍ تكفؤها / كبَّ السفينةِ في التيارِ والعببِ
وقيتها حينَ لا أمنٌ ولا رغدٌ / وجئتها بحياةٍ وهي في العطبِ
فكنتَ جُنتها من كلِّ طارقةٍ / وكنتَ جَنتها في ربعها الخصبِ
أنتَ النجابةُ من آبائها ظهرتْ / فلستُ أعجبُ إن قالوا أبو النُّجبِ
سموتَ بالصاعدينَ الجد والحسبَ العا / لي وبالساعدينَ الجِدَ والطلبِ
فَدُمْ لمصر فلم يُثَبتْ سواكَ لها / صدقُ العزيمةِ والأيامُ في كذبِ
إن الزمانَ لمن جدوا على بَصَرٍ / بالرايِ وهو على الساهينَ باللعبِ
أيكُ العصافيرِ والدنيا عليَّ أسىً
أيكُ العصافيرِ والدنيا عليَّ أسىً / أما تُرَوَّحُ عني بعضُ أحزاني
لي فيكَ عصفورةٌ لو أنها نطقتْ / رأيتَ كيفَ يُعادُ الميتُ الفاني
ما صوَّرَ الناس في الأنوارِ أجنحةً / إلا غداةَ بدا منها الجناحانِ
فويحَ قلبي ما من مرّةٍ صدحتْ / إلا شعرتُ بقلبي بينَ آذاني
وويحَ عُذالها ما في جوانبهمْ / قلبي فمن أينَ يحكى شأنهمْ شاني
أنا إذا عذلوا عانٍ وإذا عذروا / فآنٍ وإن حكموا لي أولها جاني
والحبُّ روحٌ لأهليهِ فعندهمُ / هذي الحياةُ وهذا الموتُ سيَّانِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025