المجموع : 19
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال / واشي إليه حديثاً كُلُّهُ زُورُ
مقصّرُ الصُّدْغِ مَسبول ذَؤابَتهُ / لي مِنهُ وجدان مَمدودٌ وَمَقصورُ
سَلَّمتُ فَاِزوَرَّ يَزوي قَوسَ حاجِبِهِ / كَأَنّني كأس خَمرٍ وهوَ مخْمُورُ
فيهِ مَحاسِنُ شَتَّى قَد فُتِنْتُ بِها / وكلّ مُفْتَتِنٍ بالحُسْنِ مَعْذُورُ
مُهَفْهَفٌ في هَواه ما اِستَجَرتُ بهِ / إِلّا وَجَدت غَرامي وَهوَ مَنصورُ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ / كأنّما قُطِفَتْ من خدّ مُهْدِيها
رَقَّت فَراقَت فَأَحْيَتْ قَلبَ ناشِقِها / كَأَنَّ عَبْقَةَ فِيهِ أُفْرِغَتْ فيها
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا / وَكاذِبٌ في الهوى مَن يَحتوي الفَلا
كَأَنَّ الصِبَى مُزْنَةٌ هبَّت عليه صَباً / هزّ الصّلا مُرّها ثمَّ اِستَحالَ صِيلا
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه / كَم أَشربُ المُرَّ مِن بنيه
ما تَعتَريني الهمومُ إِلّا / مِن صاحِبٍ كُنتُ أَصطَفيه
فَهل صَديق يُبَاعُ حتّى / بِمُهجَتي كُنتُ أَشتَريه
يكون في قلبه مِثَالٌ / يشبه ما صاغ لي بفِيه
وكم صديقٍ رَغِبْتُ عنه / قد عِشْتُ حتى رَغِبْتُ فيه
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ / يغُضُّ من سِحْر مُقْلَتَيْهِ
وَفاضَ مِن نَرْجسَيْهِ ماءٌ / ضرَّجَهُ ورْدُ وجْنَتَيْهِ
فقلتُ يا مُمْرِضِي بوجهٍ / أَظنُّ دائي سَرى إِليهِ
هَيهاتَ لا تَجْحَدَنَّ قتْلي / هذا دمي شاهدٌ عليهِ
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا / وَحَرّر الصَّيْرفيُّ الوَزْنَ وَاِحتاطا
فَخفَّ إحداهما عَن وَزْنِ صاحِبِهِ / فَحَطَّ فوق الذي قد خفَّ قيراطا
هَذي المساعي قياساً أيُّها النَّاهي
هَذي المساعي قياساً أيُّها النَّاهي / مُنِّيتُها والمُنى أضْغاثُ أحلامِ
في دولةٍ قائم بالقِسْطِ قائمُها / مَتينةِ المَتْنِ من رصْفٍ وإِحْكامِ
فالعِزُّ أقْعَسُ والآلاءُ ضاحكةٌ / والظِلُّ ضافٍ ومسْعُودُ النَّدَى هامي
ونَيّرُ الدِّينِ نورُ الدّين يرشُفها / ماءُ المُنَى مِن حفىً في جَوِّهِ الدَّامي
يا حائزاً غَايَ كلِّ فَضْلٍ
يا حائزاً غَايَ كلِّ فَضْلٍ / تَضِلُّ في كُنْهِهِ الإحاطَهْ
وَمَنْ تَرَقَّى إلى محلٍّ / أَحْكَمَ فوق السّهَا مَنَاطَهْ
إلى متى أُسْعَطُ التَمَنّي / ولا تَرَى المنّ بالوِسَاطَهْ
للَّه لِيلتنا إِذ صاحِبايَ بها
للَّه لِيلتنا إِذ صاحِبايَ بها / بدرٌ وبدرٌ سماويٌّ وأرضيُّ
إِذِ الهَوَى وَالهواء الطَّلْقُ مُعتَدِلٌ / هذا وهذا ربيعيٌّ طبيعيُّ
اليومَ نورُ جَيْبِ الدُّجُنِّ مَزْرُورُ
اليومَ نورُ جَيْبِ الدُّجُنِّ مَزْرُورُ / والظِّلُّ مُنْتَظِمٌ والطَّلُّ مَنْثُورُ
ولِلرّياضِ اِخْتِيالٌ في مَلابِسِها / مَثلَ القَصائِدِ مَمدودٌ وَمَقصورُ
كَأَنَّ ما اِصْفَرَّ وَالمحمر يَرقُبُه / في محفل النّور محزون ومسرورُ
كأنّ نَوَّارَهُ والرّيح تقذفُهُ / في الماء جيشانِ مخذولٌ ومنصورُ
كَأَنَّ أَظلالَه وَالشمسُ يَنسَخُها / عَنهُ رِداءان مَطْوِيٌّ ومنشورُ
كَأنّ يانِعهُ مِن بعد مُورِقِهِ / فيهِ حَديثانِ مَعلولٌ ومأثورُ
كَأَنَّما الثَّلجُ والنَّارنجُ مُرتَدِياً / به مجامرَ نارٍ فوقَها نورُ
عُرْسُ الربيعِ الَّذي فُضَّت دَراهِمُهُ / عَلَيهِ وَاِنتَثَرَتْ فيه الدَّنانيرُ
كم أحمرٍ أَنْشَدَتْ فيه الحمائمُ إذ / مُعَصْفر غَرَّدَتْ فيه العصافيرُ
فَالجَوّ وَالنّور وَالوادي وَبِزَّتُهُ / دُرٌّ ودُرٌّ وديباجٌ وكافورُ
تُهدي نَوافِجُهُ ما في نَواقِحه / فعَيْشُهُ مُطْلَقٌ والهَمُّ مأسورُ
ما شئتَ من مُلَحٍ فيه يصنَعُهَا / شادٍ وحادٍ وَمَلّاحٌ وناطورُ
قُمْ للصَّبُوح فقد غنّى البلابل تنويباً / ولاحت من الصُّبْح التباشيرُ
وَقَهقَهتْ شَفَةُ الإِبريق ضاحِكَةً / على الكؤوس وناغَتْهَا النَّواعيرُ
أما تَرى الدَّوْحَ يجلي في زَبَرْجَدِهِ / فِراشَها في أديم الأرض بِلَّوْرُ
قُمْ عاطِها مخطف طالت ذوائبُهُ / وصُدْغُهُ فيه عن خدَّيْهِ تقصيرُ
واهي الجُفُونِ مَصُون القوم مُبْتَذَلٌ / لطَرْفِهِ وأميرُ الحيِّ مأمورُ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ / مَهْوَى الهَوَى ومَغَاني الخُرَّد العِينِ
مرَاد لَهْوِيَ إذْ كفّي مُصَرِّفَةٌ / أَعِنَّةَ اللَّهْوِ في تلك الميادينِ
بالنَّيْرَبَيْنِ فمَقْرَى فَالسريرِ فَجَم / رايا فجَوِّ حواشي جِسْرِ جِسْرينِ
فَالقصرِ فَالمَرْجِ فَالمَيْدانِ فَالشَرفِ ال / أَعلى فَسَطْرا فَجَرْمانا فَقُلبينِ
فَالماطِرونَ فَدَارَيَّا فجارتها / فَآبلٍ فمَغَاني دَيْرِ قانونِ
تِلكَ المَنازلُ لا وادي الأَراكِ ولا / رَملِ المُصَلَّى وَلا أَثلاثِ يبرينِ
واهاً لِطِيبِ غُدَيَّاتِ الرَّبيع بها / وبَرْدِ أنفاسِ آصالِ التَّشَارِينِ
أَشتاقُ بَرزةَ درنا والأَرزَة من / حَربا وَأبلى لِغَزوى في صريفينِ
هَيْهَات شطَّ حميم الشَّطّ عن خَضِرٍ / يشدو ويُسْعِده طَيْرُ البساتينِ
يَؤُمُّ كافورَ حَصْباءِ العيونِ بِهِ / عَن طَلّ عنبرِ أَصداغِ الرَّياحينِ
ويَطَّبِيني لدار الرُّوم ما شهرت / بِدَير مُرَّان أعيادُ الشَّعانينِ
أَبْدَتْ دمشقُ ربيعاً جلَّ صانِعُهُ / يَأتيكَ في كُلِّ حينٍ غَيرِ مَكنونِ
سُودُ الذَّوائِبِ في حُمْر الخُدُودِ عَلى / بِيضِ المباسِمِ في خُضْر الجفانينِ
آياتُ حُسنٍ غَنيّاتٍ بِأَنفسِها / عَنِ الأَدِلَّةِ فيها وَالبَراهينِ
كَأَنَّ أَلطافَها تَجلو لأَعْيُنِنا / آثارَ أَلطافِ فَخرِ الدّينِ بالدّينِ
عَريقُ مَجدٍ يرى ساسان مَنْصِبَه / مِنَ المَوارنِ منها والعَرَانينِ
وَهِمَّةٌ قد سَمَتْ للمُلْك تَكلؤهُ / أجرتهُ في فَلَكَيْ عِزٍّ وتَمكينِ
تَتَوَّجَ المُلْكُ مِن تاجِ الملوكِ سناً / شمسٌ مَحَتْ كلَّ تأثيرٍ وتزيينِ
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها / حَياً تهزّ له أعطافَها تِيها
لا زال للدَّوْح عطّاراً يراوِحها / وللسحائب خَمَّاراً يُغَاديها
دارٌ هِيَ الجَنَّةُ المَحبورُ ساكِنُها / إِنْ لَم تكنِها وإلّا فهيَ تَحكيها
تَباركَ اللَّهُ كَم مِن منظرٍ بهجٍ / يَستَوقِفُ الطَّرفَ في بَطحاءِ وادِيها
بِذَوْبِ صافِيةٍ دَقَّتْ حَواشيها / وثَوْبِ ضافِيةٍ رَقَّت حَواشيها
يا هَل تردُّ ليَ الأَيَّامُ واحِدةً / مِنَ الهَنَات الَّتي قضَّتْيُها فيها
ما بين ظبْيٍ بلَحْظِ الطَّرْف أقنُصُهُ / وظَبْيَةٍ بخِداعِ القَوْلِ أَحويها
مَن ركَّبَ البدرَ في صدْر الرُّدَيْنيِّ
مَن ركَّبَ البدرَ في صدْر الرُّدَيْنيِّ / ومَوَّه السِّحْرَ في حَدِّ اليَمَانيِّ
وأنزل النَّيِّرَ الأعلى إلى فَلَكٍ / مَدَارُهُ في القبَاءِ الخُسرُوانيِّ
طَرْفٌ رَنا أَمْ قِرابٌ سُلَّ صارِمُهُ / وأَغْيَدٌ مَاسَ أَمْ أَعْطَافُ خَطِّيِّ
وبَرْقُ غادِيَةٍ أَمْ بَرْقُ مُبْتَسِمٍ / يَفْتَرُّ من خلَلِ الصُّدْغِ الدَّجوجِيِّ
وَيْلاهُ من فارسِيِّ النَّحْر مُفْتَرِسٍ / بفاترٍ أَسدِيِّ الفَتْك رِيميِّ
يُكِنُّ ناظرُهُ ما في كِنَانتِه / فَلَيسَ يَنْفَكُّ مِن إِقصادِ مَرْميِّ
أذَلَّني بعد عزٍّ والهَوَى أَبَداً / يستعبِدُ اللَّيْثَ للظَّبْيِ الكِنَاسيِّ
ما مان مانيُّ لولا ليلُ عارضِهِ / ما شَدَّ خَيْلَ المَنَايا بالأمانيِّ
تكنَّف الحُسْنُ منه وجْهَ مُشْتمِلٍ / نِفارَ أَحْوَرَ في تأنيس حُورِيِّ
أما وذائبِ مِسْكٍ من ذوائِبِهِ / على أعالي القضيبِ الخَيْزُرانيِّ
وما يُجنُّ عَقيقيُّ الشِّفاهِ مِنَ الر / ريقِ الرَّحيقيّ والثغر الجُمَانيِّ
لو قيل للبدر مَن في الأرض تحسُدُهُ / إذا تَجَلَّى لقال ابْنُ الفلانيِّ
أَرْبَى عَلَيَّ بشتَّى من مَحَاسِنِه / تألَّفَتْ بين مسمُوعٍ ومَرْئيِّ
إِباءُ فارسَ مع لِينِ الشآم مَعَ الظ / ظَرْفِ العِراقيّ في النُّطْقِ الحِجازيِّ
وما المُدَامَةُ بالألباب أَلْعَبُ من / فصاحةِ البدْو في ألفاظِ تُرْكيِّ
أَشبَهته ببُعَادِي ثمَّ كانَ لَهُ / مَزِيَّةُ الخَلْق والأخلاق والزِّيِّ
مِن أَينَ لي لَهبٌ يَجري على ذَهَبٍ / في صحنِ أبيضَ صافي الماء فضِّيِّ
ورَوْضَةٌ لم تَحُكْهَا كَفُّ ساريةٍ / ولا شَكَا خَدُّها مِن لُئْمِ وَسْميِّ
يحُفُّها سوْسَنٌ غَضّ يُغازِلُه / بنَرْجِس بِنِطَافِ السِّحر مَوْليِّ
مَن مُنْقِذي أو مُجيري من هوى رشأٍ / أفتى وأفتكُ من عَمرو بن مَعَديِّ
لا يعشق الدَّهْرُ إلّا ذِكْرَ مَعركةٍ / أو خَوْضَ مَهْلَكَةٍ أو ضربَ هنديِّ
وَلا يُحدِّثُ إلّا عن رِبابَتِهِ / من المِهَار العَوَالي والمَهَاريِّ
والصَّافِناتُ ولُبْسُ الضَّافياتِ وَشُر / بُ الصَّافِياتِ وإطْرابُ الأغانيِّ
أَشْهى إليه من الدَّوْحِ الظَّليلِ على الر / رُوحِ العليلِ وَتَغريدِ القَمَارِيِّ
شَدُّ الجِيادِ لأيّام الجِلادِ وإرْ / شادُ الصِّعادِ إلى طَعْن الأناسيِّ
وحَثُّ بازٍ على نأْي وحَمْلُ قَطَا / مِيٍّ تَكَدَّر منه عَيْشُ كُدْرِيِّ
في غِلْمةٍ كَغُصون البان يحملُهَا / كُثْبانُ بُرْدٍ على غادات بَرْدِيِّ
يمشُون في الوَشْيِ أَسْراباً فَتَحْسَبُهُمْ / رَوْضَ الربيع على بَيْضِ الأَدَاحِيِّ
والسَّاحِرُ السَّاخرُ الغَرَّارُ بينهم / كالشَّمْس تكْسِف أنوارَ الدَّرارِيِّ
مُهَفْهَفُ القَدِّ سَهْلُ الخَدِّ أغرب في ال / جَمالِ من لُثْغَةٍ في لفظ نَجْدِيِّ
يُلْهِيهِ عن كُتُبٍ تُرْوَى ونُصْرَتِهِ / لشافعيٍّ فقيهٍ أو حنيفيِّ
عُوجُ القِسيِّ وقُبُّ الأعْوَجيَّةِ والش / شُهبُ الهماليج تُرْبَى في الأواريِّ
والشِّعْرُ في الشَّعر الدّاجي على الغَنج الس / سَاجي يُلَيِّنُ منه قلْبَ حُوشيِّ
فلو بَصْرتَ به يصغي وأنشدهُ / قلت النواسِيّ يَشجو قَلبَ عذريِّ
أو صائدُ الإِنْسِ قد أَلْقَى حَبائلَه / ليلاً فأوقَعَ فيها صَيْدَ وَحْشِيِّ
أَغْراهُ بي بعدما جَدَّ النِّفارُ له / شَدْوُ القَرِيض وألحانُ السُّرَيْجِيِّ
فصار أَطْوَعَ لي منه لمُقْلَتِهِ / وَصِرْتُ أُعْرَفُ فيه بالعَزِيزيِّ
إِن كُنتَ لَستَ معي فالذِّكْرُ منك معي
إِن كُنتَ لَستَ معي فالذِّكْرُ منك معي / يراك قلبي وإِنْ غيَّبْتَ عن بَصَري
العينُ تنظرُ من تَهْوَى وتفقدُهُ / وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو عن النَّظَرِ
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه / فَلا اِستَردّ الّذي أعِطاكهُ اللّهُ
يا صَارِماً بِيَمينِ اللَّه قائمُهُ / وَفي أَعالي أَعادي اللَّهِ حَدَّاهُ
أَصبحْتَ دونَ ملوكِ الأرض منفرداً / بلا شبيهٍ إذِ الأملاكُ أشباهُ
فَداكَ مَن حاوَلَتْ مسْعَاكَ هِمَّتُهُ / جَهلاً وقَصَّر عَن مَسعاكَ مسعاهُ
قُل لِلأَعادي أَلا موتوا بهِ كَمَداً / فَاللَّهُ خيَّبَكُم واللَّهُ أَعطاهُ
مَلِكٌ تَنامُ عَنِ الفَحشاءِ هِمَّتُهُ / تُقىً وتَسهرُ للمعروف عيناهُ
مازال يَسْمُكُ والأيّامُ تخدمُهُ / فيما اِبتَلاهُ وتُدْني ما توخّاهُ
حتى تَعالَتْ عن الشِّعْرَى مشاعرهُ / قدْراً وجاوزتِ الجوزاءَ نَعلاهُ
وقد روى النّاسُ أخبارَ الكرام مَضَوْا / وأين مِمّا رَوَوْهُ ما رأيناهُ
أَينَ الخَلائف عن فتحٍ أُتيح له / مظلَّلٌ أُفُقَ الدنيا جناحاهُ
على المنابر من أنبائه أَرَجٌ / مقطوبةٌ بفتيق المِسْك ريّاهُ
فَتْحٌ أَعادَ على الإِسلامِ بَهجتَهُ / فافْتَرَّ مِبْسَمُهُ واهتزّ عِطْفاهُ
يهدي بِمُعتصمٍ بِاللَّهِ فَتكَتُهُ / حديثُهَا نَسَخَ الماضي وأنساهُ
إِنَّ الرُّهَا في عَمُّوريَّةٍ وكذا / مَن رامَهَا ليس مَغْزَاهُ كمغزاهُ
أُختُ الكواكِبِ عِزّاً ما بَغى أَحَدٌ / مِنَ المُلوكِ لَها وَقماً فواتاهُ
حَتّى دَلِفْتَ لَها بِالعَزْمِ يَشحَذُهُ / رأيٌ ببيت فُوَيْقَ النّجم مسراهُ
مُشمِّراً وبَنو الإِسلامِ في شُغُل / عن بدء غرسٍ لهم أثمارُ عُقْباهُ
يا مُحْييَ العدلِ إذ قامت نَوَادِبُهُ / وعامرَ الجود لمّا محّ مَغْناهُ
يا نِعمَةَ اللَّه يستصْفى المَزيد بها / لِلشاكرينَ وَيستقنى صفاياهُ
أبقاك للدّين والدّنيا تَحُوطُهُما / مَن لمْ يُتَوِّجْك هذا التَّاجَ إلّا هُو
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على / مَعالِمِ الدِّينِ يَرفيها وَيَبنيها
رَدَّ الكَنائِسَ كُنْساً لِلهُدَى فَخَبَت / نَارُ الضَّلالِ وَوارَتها أَثافيها
وَأَورَدَ العِلمَ عَدّاً مِن إِيالَتَهِ / فَاِستَنَّ وَاِفتَنَّ عبّاً في صَوافيها
وَبَثَّ لِلشِركِ أَشراكاً فَما دَرَجَت / طَريدَة مِنهُ إِلّا اِستَوهَقَت فيها
يا بَدْرُ مُذْ أَشرَقَتْ في الدَّسْتِ غُرَّتُهُ / غِيثَ الرَّعِيَّةُ وَاِخْضَلَّت مَراعيها
أَقامَ أَحمَدُ مِن مَحمودِها عَلَماً / بِهِ اِستَقامَ عَلى البَيضاءِ ساريها
مُحيِي شَريعَتِهِ مِن بَعدِما اِنهَدَمَت / وَاِستَعجَمَت بَعدَ إِفصاحٍ مَعانيها
شابَت مَواهِبَهَ فيها مَهابِتُهُ / حَتّى اِستَقَرَّت على سَمْتٍ سَواريها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها / وَالشّامُ غَير مُدافعاتٍ شامُها
إِنْ أُغمِدَت حَلَّ العَزائِمَ حَلُّها / أَو جُرِّدَت حَرَمَ الكرى إِحرامُها
شَخَبَت عِداكَ بِها فَلا إِشراقُها / بِمَفازَةٍ مِنها ولا إِعتامُها
سَرَبَت فَصَبَّحَها بِها يَقظانُهَا / هَدَأَت فَمَسَّتها بِها أَحلامُها
كَالماءِ إِلّا أَنَّ في رَشفاتِهِ / نَاراً حَشاشاتُ النّفوسِ ضِرامُها
خَفَّت عَلى إِيمانِكُم أَوزانُهَا / يَومَ الوَغى وَاِستَثقَلَتها هامُهَا
حَتّى أَحَلْن الشّامَ شاماً صَرصَرَت / فيهِ جَنادِبُها وَصَدَّحَ هامُها
ورَحَضْنَ أَدْراجَ الجَزيرَةِ بَعدَما / غَمرَت بِها وَهداتُها وَإِكامُها
شَطراً أَبَرْت وَمِثلَهُ أَنْظَرتَهُ / وَقعَ الخُطوبِ تَكرُّها أَيّامُها
بِالخابِطاتِ الغابَ تَزْأرُ أُسدُهُ / وَالمُجفِلي الحَيِّ اللّقاحِ صِيامُها
أَورَدتَها أَجماتِ أَنطاكِيَّة / عَنقاً وَقَد شَبّب الصّدا إِجمامُها
تَلقى المَشافِرَ في مَراشِف كُلَّما / بَردَت بِها الأكبادُ زادَ هُيامُهَا
فَغَدَت وَقَد عَزَّ السّراح سِراحُها / وَتَوزَّعَت في كنسها آرامُها
وَمَشى الضّلالُ القَهقرى وَاِستَأصلَ ال / آذانَ مِن رَجعِ الأَذانِ صِلامُها
وَغَدا يُخَلِّلُها الخَليلُ سَواحِباً / عَذباً يُمرُّ لَها العَذابَ غَمامُها
غَضَباً لِدينِ اللَّه خصّ جَناحَهُ / بَغياً وَأَدمى صَفحَتَيهِ لدامُها
فَالآنَ رَدّ النّورَ فيهِ نورُهُ / وَاِنجَابَ مِن تِلكَ الهناتِ ظَلامُها
مَحمودٌ المَحمودُ إِقراماً إِذا / خامَ الكُماةُ وَزلزلَت أَقدامُها
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ تَضاجَمَت / أَشداقُهَا وَفَرى القُلوبَ ضِغامُها
الدَّهرُ مارَضتهُ بِالجودِ وَالباسِ
الدَّهرُ مارَضتهُ بِالجودِ وَالباسِ / مُقَسَّمٌ بَينَ أَغراسٍ وَأَعراسِ
فَتحٌ تَعاقَبَهُ فَتحٌ ومُطَّلبٌ / داني المَنالِ ومُلكٌ ثابِتٌ راسي
نَصراً بِبُصرى وَصَفحاً عَن حَماةَ لَقَد / أَحسَنتَ لِلدّاءِ حَسماً أَيُّها الآسي
يا اِبْنَ الَّذي عَنَتِ الدُّنيا لِدَولَتِهِ / مِن فاطِمِيٍّ أعزّ بِهِ وَعبّاسي
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ / يَشقى لِنَفعي وَأَجني ضرَّهُ بِيدي
أَدنى إِلى القَلبِ مِن سَمعي وَمِن بَصَري / وَمِن تِلادي وَمِن مالي وَمِن وَلَدي
أَخلو بِبَثّي مِن خالٍ بِوَجنَتِهِ / مِدادُهُ زايدُ التقصيرِ لِلمَددِ
لَم أَلقَهُ مُذْ تَصاحَبنا فَحينَ بَدا / لِنَاظِرَيَّ اِفتَرقْنا فُرْقةَ الأبَدِ