القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مُنِير الطَّرابُلَسي الكل
المجموع : 19
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال
ويلي مِنَ المُعْرِضِ الغَضْبان إذ نقلَ ال / واشي إليه حديثاً كُلُّهُ زُورُ
مقصّرُ الصُّدْغِ مَسبول ذَؤابَتهُ / لي مِنهُ وجدان مَمدودٌ وَمَقصورُ
سَلَّمتُ فَاِزوَرَّ يَزوي قَوسَ حاجِبِهِ / كَأَنّني كأس خَمرٍ وهوَ مخْمُورُ
فيهِ مَحاسِنُ شَتَّى قَد فُتِنْتُ بِها / وكلّ مُفْتَتِنٍ بالحُسْنِ مَعْذُورُ
مُهَفْهَفٌ في هَواه ما اِستَجَرتُ بهِ / إِلّا وَجَدت غَرامي وَهوَ مَنصورُ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ
ومُضْعَفُ الطَّرْفِ حيّاني بمُضْعَفَةٍ / كأنّما قُطِفَتْ من خدّ مُهْدِيها
رَقَّت فَراقَت فَأَحْيَتْ قَلبَ ناشِقِها / كَأَنَّ عَبْقَةَ فِيهِ أُفْرِغَتْ فيها
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا
أَصغى لهَيْثَمَة الواشي فَقالَ سَلا / وَكاذِبٌ في الهوى مَن يَحتوي الفَلا
كَأَنَّ الصِبَى مُزْنَةٌ هبَّت عليه صَباً / هزّ الصّلا مُرّها ثمَّ اِستَحالَ صِيلا
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه
عَدِمْتُ دَهْراً وُلِدْتُ فيه / كَم أَشربُ المُرَّ مِن بنيه
ما تَعتَريني الهمومُ إِلّا / مِن صاحِبٍ كُنتُ أَصطَفيه
فَهل صَديق يُبَاعُ حتّى / بِمُهجَتي كُنتُ أَشتَريه
يكون في قلبه مِثَالٌ / يشبه ما صاغ لي بفِيه
وكم صديقٍ رَغِبْتُ عنه / قد عِشْتُ حتى رَغِبْتُ فيه
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ
رَنَا وفي طَرْفِهِ اِحْمِرارٌ / يغُضُّ من سِحْر مُقْلَتَيْهِ
وَفاضَ مِن نَرْجسَيْهِ ماءٌ / ضرَّجَهُ ورْدُ وجْنَتَيْهِ
فقلتُ يا مُمْرِضِي بوجهٍ / أَظنُّ دائي سَرى إِليهِ
هَيهاتَ لا تَجْحَدَنَّ قتْلي / هذا دمي شاهدٌ عليهِ
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا
كَأَنَّ خَدَّيْهِ دينارانِ قَد وُزِنَا / وَحَرّر الصَّيْرفيُّ الوَزْنَ وَاِحتاطا
فَخفَّ إحداهما عَن وَزْنِ صاحِبِهِ / فَحَطَّ فوق الذي قد خفَّ قيراطا
هَذي المساعي قياساً أيُّها النَّاهي
هَذي المساعي قياساً أيُّها النَّاهي / مُنِّيتُها والمُنى أضْغاثُ أحلامِ
في دولةٍ قائم بالقِسْطِ قائمُها / مَتينةِ المَتْنِ من رصْفٍ وإِحْكامِ
فالعِزُّ أقْعَسُ والآلاءُ ضاحكةٌ / والظِلُّ ضافٍ ومسْعُودُ النَّدَى هامي
ونَيّرُ الدِّينِ نورُ الدّين يرشُفها / ماءُ المُنَى مِن حفىً في جَوِّهِ الدَّامي
يا حائزاً غَايَ كلِّ فَضْلٍ
يا حائزاً غَايَ كلِّ فَضْلٍ / تَضِلُّ في كُنْهِهِ الإحاطَهْ
وَمَنْ تَرَقَّى إلى محلٍّ / أَحْكَمَ فوق السّهَا مَنَاطَهْ
إلى متى أُسْعَطُ التَمَنّي / ولا تَرَى المنّ بالوِسَاطَهْ
للَّه لِيلتنا إِذ صاحِبايَ بها
للَّه لِيلتنا إِذ صاحِبايَ بها / بدرٌ وبدرٌ سماويٌّ وأرضيُّ
إِذِ الهَوَى وَالهواء الطَّلْقُ مُعتَدِلٌ / هذا وهذا ربيعيٌّ طبيعيُّ
اليومَ نورُ جَيْبِ الدُّجُنِّ مَزْرُورُ
اليومَ نورُ جَيْبِ الدُّجُنِّ مَزْرُورُ / والظِّلُّ مُنْتَظِمٌ والطَّلُّ مَنْثُورُ
ولِلرّياضِ اِخْتِيالٌ في مَلابِسِها / مَثلَ القَصائِدِ مَمدودٌ وَمَقصورُ
كَأَنَّ ما اِصْفَرَّ وَالمحمر يَرقُبُه / في محفل النّور محزون ومسرورُ
كأنّ نَوَّارَهُ والرّيح تقذفُهُ / في الماء جيشانِ مخذولٌ ومنصورُ
كَأَنَّ أَظلالَه وَالشمسُ يَنسَخُها / عَنهُ رِداءان مَطْوِيٌّ ومنشورُ
كَأنّ يانِعهُ مِن بعد مُورِقِهِ / فيهِ حَديثانِ مَعلولٌ ومأثورُ
كَأَنَّما الثَّلجُ والنَّارنجُ مُرتَدِياً / به مجامرَ نارٍ فوقَها نورُ
عُرْسُ الربيعِ الَّذي فُضَّت دَراهِمُهُ / عَلَيهِ وَاِنتَثَرَتْ فيه الدَّنانيرُ
كم أحمرٍ أَنْشَدَتْ فيه الحمائمُ إذ / مُعَصْفر غَرَّدَتْ فيه العصافيرُ
فَالجَوّ وَالنّور وَالوادي وَبِزَّتُهُ / دُرٌّ ودُرٌّ وديباجٌ وكافورُ
تُهدي نَوافِجُهُ ما في نَواقِحه / فعَيْشُهُ مُطْلَقٌ والهَمُّ مأسورُ
ما شئتَ من مُلَحٍ فيه يصنَعُهَا / شادٍ وحادٍ وَمَلّاحٌ وناطورُ
قُمْ للصَّبُوح فقد غنّى البلابل تنويباً / ولاحت من الصُّبْح التباشيرُ
وَقَهقَهتْ شَفَةُ الإِبريق ضاحِكَةً / على الكؤوس وناغَتْهَا النَّواعيرُ
أما تَرى الدَّوْحَ يجلي في زَبَرْجَدِهِ / فِراشَها في أديم الأرض بِلَّوْرُ
قُمْ عاطِها مخطف طالت ذوائبُهُ / وصُدْغُهُ فيه عن خدَّيْهِ تقصيرُ
واهي الجُفُونِ مَصُون القوم مُبْتَذَلٌ / لطَرْفِهِ وأميرُ الحيِّ مأمورُ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ
حَيِّ الدِّيارَ على علياء جَيْرُونِ / مَهْوَى الهَوَى ومَغَاني الخُرَّد العِينِ
مرَاد لَهْوِيَ إذْ كفّي مُصَرِّفَةٌ / أَعِنَّةَ اللَّهْوِ في تلك الميادينِ
بالنَّيْرَبَيْنِ فمَقْرَى فَالسريرِ فَجَم / رايا فجَوِّ حواشي جِسْرِ جِسْرينِ
فَالقصرِ فَالمَرْجِ فَالمَيْدانِ فَالشَرفِ ال / أَعلى فَسَطْرا فَجَرْمانا فَقُلبينِ
فَالماطِرونَ فَدَارَيَّا فجارتها / فَآبلٍ فمَغَاني دَيْرِ قانونِ
تِلكَ المَنازلُ لا وادي الأَراكِ ولا / رَملِ المُصَلَّى وَلا أَثلاثِ يبرينِ
واهاً لِطِيبِ غُدَيَّاتِ الرَّبيع بها / وبَرْدِ أنفاسِ آصالِ التَّشَارِينِ
أَشتاقُ بَرزةَ درنا والأَرزَة من / حَربا وَأبلى لِغَزوى في صريفينِ
هَيْهَات شطَّ حميم الشَّطّ عن خَضِرٍ / يشدو ويُسْعِده طَيْرُ البساتينِ
يَؤُمُّ كافورَ حَصْباءِ العيونِ بِهِ / عَن طَلّ عنبرِ أَصداغِ الرَّياحينِ
ويَطَّبِيني لدار الرُّوم ما شهرت / بِدَير مُرَّان أعيادُ الشَّعانينِ
أَبْدَتْ دمشقُ ربيعاً جلَّ صانِعُهُ / يَأتيكَ في كُلِّ حينٍ غَيرِ مَكنونِ
سُودُ الذَّوائِبِ في حُمْر الخُدُودِ عَلى / بِيضِ المباسِمِ في خُضْر الجفانينِ
آياتُ حُسنٍ غَنيّاتٍ بِأَنفسِها / عَنِ الأَدِلَّةِ فيها وَالبَراهينِ
كَأَنَّ أَلطافَها تَجلو لأَعْيُنِنا / آثارَ أَلطافِ فَخرِ الدّينِ بالدّينِ
عَريقُ مَجدٍ يرى ساسان مَنْصِبَه / مِنَ المَوارنِ منها والعَرَانينِ
وَهِمَّةٌ قد سَمَتْ للمُلْك تَكلؤهُ / أجرتهُ في فَلَكَيْ عِزٍّ وتَمكينِ
تَتَوَّجَ المُلْكُ مِن تاجِ الملوكِ سناً / شمسٌ مَحَتْ كلَّ تأثيرٍ وتزيينِ
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها
سَقَى دمشقَ ومغنىً للهوى فيها / حَياً تهزّ له أعطافَها تِيها
لا زال للدَّوْح عطّاراً يراوِحها / وللسحائب خَمَّاراً يُغَاديها
دارٌ هِيَ الجَنَّةُ المَحبورُ ساكِنُها / إِنْ لَم تكنِها وإلّا فهيَ تَحكيها
تَباركَ اللَّهُ كَم مِن منظرٍ بهجٍ / يَستَوقِفُ الطَّرفَ في بَطحاءِ وادِيها
بِذَوْبِ صافِيةٍ دَقَّتْ حَواشيها / وثَوْبِ ضافِيةٍ رَقَّت حَواشيها
يا هَل تردُّ ليَ الأَيَّامُ واحِدةً / مِنَ الهَنَات الَّتي قضَّتْيُها فيها
ما بين ظبْيٍ بلَحْظِ الطَّرْف أقنُصُهُ / وظَبْيَةٍ بخِداعِ القَوْلِ أَحويها
مَن ركَّبَ البدرَ في صدْر الرُّدَيْنيِّ
مَن ركَّبَ البدرَ في صدْر الرُّدَيْنيِّ / ومَوَّه السِّحْرَ في حَدِّ اليَمَانيِّ
وأنزل النَّيِّرَ الأعلى إلى فَلَكٍ / مَدَارُهُ في القبَاءِ الخُسرُوانيِّ
طَرْفٌ رَنا أَمْ قِرابٌ سُلَّ صارِمُهُ / وأَغْيَدٌ مَاسَ أَمْ أَعْطَافُ خَطِّيِّ
وبَرْقُ غادِيَةٍ أَمْ بَرْقُ مُبْتَسِمٍ / يَفْتَرُّ من خلَلِ الصُّدْغِ الدَّجوجِيِّ
وَيْلاهُ من فارسِيِّ النَّحْر مُفْتَرِسٍ / بفاترٍ أَسدِيِّ الفَتْك رِيميِّ
يُكِنُّ ناظرُهُ ما في كِنَانتِه / فَلَيسَ يَنْفَكُّ مِن إِقصادِ مَرْميِّ
أذَلَّني بعد عزٍّ والهَوَى أَبَداً / يستعبِدُ اللَّيْثَ للظَّبْيِ الكِنَاسيِّ
ما مان مانيُّ لولا ليلُ عارضِهِ / ما شَدَّ خَيْلَ المَنَايا بالأمانيِّ
تكنَّف الحُسْنُ منه وجْهَ مُشْتمِلٍ / نِفارَ أَحْوَرَ في تأنيس حُورِيِّ
أما وذائبِ مِسْكٍ من ذوائِبِهِ / على أعالي القضيبِ الخَيْزُرانيِّ
وما يُجنُّ عَقيقيُّ الشِّفاهِ مِنَ الر / ريقِ الرَّحيقيّ والثغر الجُمَانيِّ
لو قيل للبدر مَن في الأرض تحسُدُهُ / إذا تَجَلَّى لقال ابْنُ الفلانيِّ
أَرْبَى عَلَيَّ بشتَّى من مَحَاسِنِه / تألَّفَتْ بين مسمُوعٍ ومَرْئيِّ
إِباءُ فارسَ مع لِينِ الشآم مَعَ الظ / ظَرْفِ العِراقيّ في النُّطْقِ الحِجازيِّ
وما المُدَامَةُ بالألباب أَلْعَبُ من / فصاحةِ البدْو في ألفاظِ تُرْكيِّ
أَشبَهته ببُعَادِي ثمَّ كانَ لَهُ / مَزِيَّةُ الخَلْق والأخلاق والزِّيِّ
مِن أَينَ لي لَهبٌ يَجري على ذَهَبٍ / في صحنِ أبيضَ صافي الماء فضِّيِّ
ورَوْضَةٌ لم تَحُكْهَا كَفُّ ساريةٍ / ولا شَكَا خَدُّها مِن لُئْمِ وَسْميِّ
يحُفُّها سوْسَنٌ غَضّ يُغازِلُه / بنَرْجِس بِنِطَافِ السِّحر مَوْليِّ
مَن مُنْقِذي أو مُجيري من هوى رشأٍ / أفتى وأفتكُ من عَمرو بن مَعَديِّ
لا يعشق الدَّهْرُ إلّا ذِكْرَ مَعركةٍ / أو خَوْضَ مَهْلَكَةٍ أو ضربَ هنديِّ
وَلا يُحدِّثُ إلّا عن رِبابَتِهِ / من المِهَار العَوَالي والمَهَاريِّ
والصَّافِناتُ ولُبْسُ الضَّافياتِ وَشُر / بُ الصَّافِياتِ وإطْرابُ الأغانيِّ
أَشْهى إليه من الدَّوْحِ الظَّليلِ على الر / رُوحِ العليلِ وَتَغريدِ القَمَارِيِّ
شَدُّ الجِيادِ لأيّام الجِلادِ وإرْ / شادُ الصِّعادِ إلى طَعْن الأناسيِّ
وحَثُّ بازٍ على نأْي وحَمْلُ قَطَا / مِيٍّ تَكَدَّر منه عَيْشُ كُدْرِيِّ
في غِلْمةٍ كَغُصون البان يحملُهَا / كُثْبانُ بُرْدٍ على غادات بَرْدِيِّ
يمشُون في الوَشْيِ أَسْراباً فَتَحْسَبُهُمْ / رَوْضَ الربيع على بَيْضِ الأَدَاحِيِّ
والسَّاحِرُ السَّاخرُ الغَرَّارُ بينهم / كالشَّمْس تكْسِف أنوارَ الدَّرارِيِّ
مُهَفْهَفُ القَدِّ سَهْلُ الخَدِّ أغرب في ال / جَمالِ من لُثْغَةٍ في لفظ نَجْدِيِّ
يُلْهِيهِ عن كُتُبٍ تُرْوَى ونُصْرَتِهِ / لشافعيٍّ فقيهٍ أو حنيفيِّ
عُوجُ القِسيِّ وقُبُّ الأعْوَجيَّةِ والش / شُهبُ الهماليج تُرْبَى في الأواريِّ
والشِّعْرُ في الشَّعر الدّاجي على الغَنج الس / سَاجي يُلَيِّنُ منه قلْبَ حُوشيِّ
فلو بَصْرتَ به يصغي وأنشدهُ / قلت النواسِيّ يَشجو قَلبَ عذريِّ
أو صائدُ الإِنْسِ قد أَلْقَى حَبائلَه / ليلاً فأوقَعَ فيها صَيْدَ وَحْشِيِّ
أَغْراهُ بي بعدما جَدَّ النِّفارُ له / شَدْوُ القَرِيض وألحانُ السُّرَيْجِيِّ
فصار أَطْوَعَ لي منه لمُقْلَتِهِ / وَصِرْتُ أُعْرَفُ فيه بالعَزِيزيِّ
إِن كُنتَ لَستَ معي فالذِّكْرُ منك معي
إِن كُنتَ لَستَ معي فالذِّكْرُ منك معي / يراك قلبي وإِنْ غيَّبْتَ عن بَصَري
العينُ تنظرُ من تَهْوَى وتفقدُهُ / وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو عن النَّظَرِ
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه
صِفاتُ مجدِك لفظٌ جلّ معناه / فَلا اِستَردّ الّذي أعِطاكهُ اللّهُ
يا صَارِماً بِيَمينِ اللَّه قائمُهُ / وَفي أَعالي أَعادي اللَّهِ حَدَّاهُ
أَصبحْتَ دونَ ملوكِ الأرض منفرداً / بلا شبيهٍ إذِ الأملاكُ أشباهُ
فَداكَ مَن حاوَلَتْ مسْعَاكَ هِمَّتُهُ / جَهلاً وقَصَّر عَن مَسعاكَ مسعاهُ
قُل لِلأَعادي أَلا موتوا بهِ كَمَداً / فَاللَّهُ خيَّبَكُم واللَّهُ أَعطاهُ
مَلِكٌ تَنامُ عَنِ الفَحشاءِ هِمَّتُهُ / تُقىً وتَسهرُ للمعروف عيناهُ
مازال يَسْمُكُ والأيّامُ تخدمُهُ / فيما اِبتَلاهُ وتُدْني ما توخّاهُ
حتى تَعالَتْ عن الشِّعْرَى مشاعرهُ / قدْراً وجاوزتِ الجوزاءَ نَعلاهُ
وقد روى النّاسُ أخبارَ الكرام مَضَوْا / وأين مِمّا رَوَوْهُ ما رأيناهُ
أَينَ الخَلائف عن فتحٍ أُتيح له / مظلَّلٌ أُفُقَ الدنيا جناحاهُ
على المنابر من أنبائه أَرَجٌ / مقطوبةٌ بفتيق المِسْك ريّاهُ
فَتْحٌ أَعادَ على الإِسلامِ بَهجتَهُ / فافْتَرَّ مِبْسَمُهُ واهتزّ عِطْفاهُ
يهدي بِمُعتصمٍ بِاللَّهِ فَتكَتُهُ / حديثُهَا نَسَخَ الماضي وأنساهُ
إِنَّ الرُّهَا في عَمُّوريَّةٍ وكذا / مَن رامَهَا ليس مَغْزَاهُ كمغزاهُ
أُختُ الكواكِبِ عِزّاً ما بَغى أَحَدٌ / مِنَ المُلوكِ لَها وَقماً فواتاهُ
حَتّى دَلِفْتَ لَها بِالعَزْمِ يَشحَذُهُ / رأيٌ ببيت فُوَيْقَ النّجم مسراهُ
مُشمِّراً وبَنو الإِسلامِ في شُغُل / عن بدء غرسٍ لهم أثمارُ عُقْباهُ
يا مُحْييَ العدلِ إذ قامت نَوَادِبُهُ / وعامرَ الجود لمّا محّ مَغْناهُ
يا نِعمَةَ اللَّه يستصْفى المَزيد بها / لِلشاكرينَ وَيستقنى صفاياهُ
أبقاك للدّين والدّنيا تَحُوطُهُما / مَن لمْ يُتَوِّجْك هذا التَّاجَ إلّا هُو
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على
مُظفَّرُ العَزمِ مَمدودُ الرّواقِ على / مَعالِمِ الدِّينِ يَرفيها وَيَبنيها
رَدَّ الكَنائِسَ كُنْساً لِلهُدَى فَخَبَت / نَارُ الضَّلالِ وَوارَتها أَثافيها
وَأَورَدَ العِلمَ عَدّاً مِن إِيالَتَهِ / فَاِستَنَّ وَاِفتَنَّ عبّاً في صَوافيها
وَبَثَّ لِلشِركِ أَشراكاً فَما دَرَجَت / طَريدَة مِنهُ إِلّا اِستَوهَقَت فيها
يا بَدْرُ مُذْ أَشرَقَتْ في الدَّسْتِ غُرَّتُهُ / غِيثَ الرَّعِيَّةُ وَاِخْضَلَّت مَراعيها
أَقامَ أَحمَدُ مِن مَحمودِها عَلَماً / بِهِ اِستَقامَ عَلى البَيضاءِ ساريها
مُحيِي شَريعَتِهِ مِن بَعدِما اِنهَدَمَت / وَاِستَعجَمَت بَعدَ إِفصاحٍ مَعانيها
شابَت مَواهِبَهَ فيها مَهابِتُهُ / حَتّى اِستَقَرَّت على سَمْتٍ سَواريها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها
عَزَّت سُيوفُكَ فَالعِراقُ عِراقُها / وَالشّامُ غَير مُدافعاتٍ شامُها
إِنْ أُغمِدَت حَلَّ العَزائِمَ حَلُّها / أَو جُرِّدَت حَرَمَ الكرى إِحرامُها
شَخَبَت عِداكَ بِها فَلا إِشراقُها / بِمَفازَةٍ مِنها ولا إِعتامُها
سَرَبَت فَصَبَّحَها بِها يَقظانُهَا / هَدَأَت فَمَسَّتها بِها أَحلامُها
كَالماءِ إِلّا أَنَّ في رَشفاتِهِ / نَاراً حَشاشاتُ النّفوسِ ضِرامُها
خَفَّت عَلى إِيمانِكُم أَوزانُهَا / يَومَ الوَغى وَاِستَثقَلَتها هامُهَا
حَتّى أَحَلْن الشّامَ شاماً صَرصَرَت / فيهِ جَنادِبُها وَصَدَّحَ هامُها
ورَحَضْنَ أَدْراجَ الجَزيرَةِ بَعدَما / غَمرَت بِها وَهداتُها وَإِكامُها
شَطراً أَبَرْت وَمِثلَهُ أَنْظَرتَهُ / وَقعَ الخُطوبِ تَكرُّها أَيّامُها
بِالخابِطاتِ الغابَ تَزْأرُ أُسدُهُ / وَالمُجفِلي الحَيِّ اللّقاحِ صِيامُها
أَورَدتَها أَجماتِ أَنطاكِيَّة / عَنقاً وَقَد شَبّب الصّدا إِجمامُها
تَلقى المَشافِرَ في مَراشِف كُلَّما / بَردَت بِها الأكبادُ زادَ هُيامُهَا
فَغَدَت وَقَد عَزَّ السّراح سِراحُها / وَتَوزَّعَت في كنسها آرامُها
وَمَشى الضّلالُ القَهقرى وَاِستَأصلَ ال / آذانَ مِن رَجعِ الأَذانِ صِلامُها
وَغَدا يُخَلِّلُها الخَليلُ سَواحِباً / عَذباً يُمرُّ لَها العَذابَ غَمامُها
غَضَباً لِدينِ اللَّه خصّ جَناحَهُ / بَغياً وَأَدمى صَفحَتَيهِ لدامُها
فَالآنَ رَدّ النّورَ فيهِ نورُهُ / وَاِنجَابَ مِن تِلكَ الهناتِ ظَلامُها
مَحمودٌ المَحمودُ إِقراماً إِذا / خامَ الكُماةُ وَزلزلَت أَقدامُها
الفارِجُ الكُرَبَ العِظامَ تَضاجَمَت / أَشداقُهَا وَفَرى القُلوبَ ضِغامُها
الدَّهرُ مارَضتهُ بِالجودِ وَالباسِ
الدَّهرُ مارَضتهُ بِالجودِ وَالباسِ / مُقَسَّمٌ بَينَ أَغراسٍ وَأَعراسِ
فَتحٌ تَعاقَبَهُ فَتحٌ ومُطَّلبٌ / داني المَنالِ ومُلكٌ ثابِتٌ راسي
نَصراً بِبُصرى وَصَفحاً عَن حَماةَ لَقَد / أَحسَنتَ لِلدّاءِ حَسماً أَيُّها الآسي
يا اِبْنَ الَّذي عَنَتِ الدُّنيا لِدَولَتِهِ / مِن فاطِمِيٍّ أعزّ بِهِ وَعبّاسي
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ
وَصاحِبٍ لا أَمَلُّ الدَّهْرَ صُحْبَتَهُ / يَشقى لِنَفعي وَأَجني ضرَّهُ بِيدي
أَدنى إِلى القَلبِ مِن سَمعي وَمِن بَصَري / وَمِن تِلادي وَمِن مالي وَمِن وَلَدي
أَخلو بِبَثّي مِن خالٍ بِوَجنَتِهِ / مِدادُهُ زايدُ التقصيرِ لِلمَددِ
لَم أَلقَهُ مُذْ تَصاحَبنا فَحينَ بَدا / لِنَاظِرَيَّ اِفتَرقْنا فُرْقةَ الأبَدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025