القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَمال الدّين الصَّرصَري الكل
المجموع : 5
يا سائق الركب لا تعجل فلي إرب
يا سائق الركب لا تعجل فلي إرب / فوق الرواحل حالت دونه الحجب
لعل بدر الدجى يرخى اللثام لنا / عن عارضيه فيشفىالواله الوصب
ماذا على ظاعن شط المزار به / لو أنه في الدجى يدنو ويقترب
فربما وجدت بردابه كبد / جرى بنار الجوى والشوق تلتهب
أحبابنا إن تكن أيدي النوى عبثت / بشملنا فهو بالتفريق منتهب
فإن حبكم وسط الحشاشة لا / تناله غير الأيام والنوب
أولا عطفتم على صب بكم فعلت / به سطا البين ما لا تفعل القضب
فؤاده نازح مستأنس بكم / وجسمه وهو بين الأهل مغترب
ما هب من نحوكم في الصبح ريح صبا / إلا وهز إليكم عطفه الطرب
ولا ترنم قمري على فنن / إلا وظل من الأشواق ينتحب
يحن نحو الحمى إذ تنزلون به / وليس بينهما لولاكم نسب
وإن جرى ذكر سلع في مسامعه / فإنه لدواعي وجده سبب
سحت غمائم أنوار المزيد على / فبابه البيض سحا دونه السحب
فهي الشفاء لاسقامي وساكنها / هو الحبيب الذي أبغى وأطلب
هل تبلغني إليها جسرة أجد / يحلو لها في الفلا الإرقال والخبب
يا ناقتي لا يغشاك الضلال ولا / مس القوائم منك الأين والنصب
وأمتد خصبك من ورد ومن كلأ / ولا تمكن من أخفافك النقب
سيري إلى ان تحلي أرض أفضل من / في الأرض شد إلى أقطاره القتب
محمد خير مبعوث بمرحمة / من خير بيت عليه أجمع العرب
مهذب طاهر طابت أرومته / وطاب بين الورى أم له وأب
هدى به الله قوماً صدهم سفهاً / عن الهدى الخمر والأزلام والنّصُب
أتاهم بكتاب صدّق الصحف ال / أولى كما صدقت آياته الكتب
فيه بيان وإيجاز وموعظة / وهو الشفاء لقلب شفّه الوصب
فاخرج الناس من ليل الضلال به / إلى صباح رشاد ليس يحتجب
دعا إلى الله رب العرش وهو على / بصيرة لا تغطّي نورها الريب
فمن أجاب فقد حاز الرضا ولمن / أبى وصدّ الوها والويل والحرب
وجاهد المعتدين الناكثين عن الح / ق المبين بعزم ليس ينقضب
وجنده السابقون الأولون أولو / البأس الذي رهبته البيض واليلب
وأصبحت زمر الأملاك نازلة / لنصره والصبا الحرقاء والرعب
حتى استقل عماد الدين وارتفعت / أعلامه وانجلت عن أهله الكرب
صلى عليه آله العرش ثم على / أصحابه فهم الأعيان والنجب
أزكى صلاة وأنماها وأدومها / وأجر ذلك عند الله احتسب
وارتجى بمديحي فيه مكرمة / من دونها الفضة البيضاء والذهب
لكنني لو قطعت الدهر ممتدحاً / للمصطفى ما قضى بعض الذي يجب
ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد
ما ذا أثار بقلبي السائق الغرد / لما غدت عيسه نحو الحمى تخد
وددت لو أنني أصبحت متبعاً / آثارها أرد الماء الذي ترد
أهوى الحجاز ولولا حب ساكنه / لما حلا لي به التهجير واللحد
ولا لهاني برق في أبارقه / كأنه صارم في متنه زبد
هل من سبيل إلى ذات الستور ولو / أن القنا والظبا من دونها رصد
ففي هواها قليل أن يطل دمي / وكم لها من قتيل ماله قود
وبالعقيق حبيب لو بذلت له / روحي لكان يسيراً في الذي أجد
تراب مربعه الرحب المنير به / شفاء عيني إذا ما شفها الرمد
يا راكباً تطس البيد القفار به / هو جاء عيس أمون جسرة أجد
إذا وصلت حمى سلع وطاب به / لك المقيل وزال الأين والعند
فقف بتلك القباب البيض دام لها / من ذي الجلال السنا والقرب والمدد
وأد بعد سلام نشره عطر / عني قصيدة مثن وهو مقتصد
وقل فقد أمكن التبليغ في وطن / ما خاب عبد إليه قاصداً يفد
أشكو إليك رسول الله ما أجد / من الخطوب التي أعيا بها الجلد
عمر أناف على الستين خالطه / سقم لأعبائه وسط الحشى كمد
ضعف أضيف إلى ضعف وبعضهما / يوهي قوى الجسم مني وهو منفرد
شهدت أنك خير الناس ما ولدت / انثى نظيرك في الدنيا ولا تلد
ولم ينافسك في أصل سما بشرٌ / ولم ينل رتبة نالت يداك يد
نقلت من كل صلب طاب محتده / إلى بطون زكت ما شأنها نكد
حللت صلب أبينا عند مهبطه / وصلب نوح وقد غشي الورى الزبد
وكنت في صلب إبراهيم مستتراً / ونار نمرود أشقى الخلق تتقد
وحاز نورك إسماعيل يودعه / أبناءه الغرّ حتى حازه أدد
ونال عدنان في الأنساب منزلة / علياً بذكرك لم يخفض لها عمد
ولم يزل في معد ثم في مضر / وهاشم بك تاج الفخر ينعقد
حتى تسلم عبد الله منصبه / من شيبة الحمد لما استوسق الأمد
ومذ حملت بدا في وجه آمنة ال / أنوار وهي لثقل الحمل لا تجد
وأشرقت مذ ولدت الأرض وابتهج ال / بيت الحرام وحاز الجنة المرد
وكنت خير نبي عند خالقنا / وروح آدم لم ينهض بها الجسد
فابصر اسمك فوق العرش مكتتباً / وتلك منزلة لم يعطها أحد
فحين تاب دعا رب العباد به / فتاب حقاً عليه الواحد الأحد
وأنت يوم نشور الناس سيدهم / أتباعك الغر لا يحصي لهم عدد
وأنت فيه بشير القوم إن يئسوا / وأنت فيه خطيب القوم إن وفدوا
وفي يديك لواء الحمد ثم لك ال / حوض الروي إذا ما أعوز الثمد
لك الشفاعة عند الكرب والعرق الط / اغي وعند جحيم حرها يقد
وبالوسيلة تحظى وهي منزلة / علياً حباك بها ذو العزة الصمد
وإن حبك من إيماننا سبب / من دونه النفس والأموال والولد
فبالذي أجزل النعما عليك إلى / يوم المعاد فلا نقص ولا بدد
أنعم عليّ برؤيا منك تنعشني / وتنقذ القلب مني فهو مضطهد
واشفع إلى الله في إحسان خاتمتي / فإنني بك بعد الله اعتضد
يا ربة الستر لا انجابت غواديكي
يا ربة الستر لا انجابت غواديكي / عن جو مغناك أو يخضرّ واديكي
وزدت في كل صبح عزةً وسناً / ولا خلا من رجال الحيّ ناديكي
لا زال مربعك الداني الظلال حمىً / رحباً لعاكفك الناوي وباديكي
وأنت يا عذبات الباني لا برحت / تهيج أشواقنا ألحانُ شاديكي
وماس من كل غصن منك من طرب / عطف وتهت دلالاً في تهاديك
ويا مياه الحمى لا زلت طيبة / يروي بشرب الزلال العذب صاديكي
ويا نسيم صبا بجد لقد عرفت / روحي بمسراك وهناً عرف مهديكي
وياليالينا لله عيش هوىً / معى البدور تقضي في دياريكي
ويا فوارط أيامي بخيف منىً / لو كان يُفدى زمانٌ كنت أفديكي
ويا رسائل وجدٍ لا أبوح بها / إلى الأحبة عنّي من يؤديكي
أخفيك من عّذلي صوناً ومكرمة / بل المدامع والأنفاس تبديكي
ويا ركاب الحجاز القُود لا نقبت / من السرى أبداً أخفافُ أيديكي
ولا عدلت عن النهج القويم ولا / مالت إلى غير أحبابي هواديكي
كم ذا التمادي دعى التعليل وابتدرى / إلى الحمى فعنائي في تماديكي
ويا قباب حمى سلع حويت على / رقى بما أسلفت عندي أياديكي
فتحت بالرشد لي عيني بعد عمىً / واسمع السر من قلبي مناديكي
حق علي أوالي من بك اعتقلت / أسبابه وأعادي من يعاديكي
أني وإن تكن أضحت عنك نازحة / داري لأرعى بظهر الغيب واديكي
لا زال سكانك القطان في دعة / وفاز رائحك الساري وغاديكي
وأنت لا تجزعي يا نفس من بدع / مضلة ورسول الله هاديكي
أجارك الله لولا درع سنته / لكان سهم الهوى الفتان مرديكي
لا تخلفي موعدي في حفظ منهجها / فلست أخلف في حفظيه وعديكي
خط الربيع بأقلام التباشير
خط الربيع بأقلام التباشير / رسالة كتبت بالنور والنور
حيا البقاع الحيا فاهتز هامدها / لما أتتها يد البشرى بمنشور
وانشقت الأرض عن مكنون ما خبأت / كأنما باكرتها نفخة الصور
وزينت بحلي النبت وادرعت / ملابس الفخر من وشي الأزاهير
والطل في عبقري الروض منتشر / كلؤلؤ من عقود الغيد منثور
والبان قد ماس من نفح الصبا طربا / كأن أغصانه أعطاف مخمور
والورق تهتف في الأوراق شاكرة / إحسان مبتدىء بالفضل مشكور
وقد فهمنا لهذا الفصل ترجمة / إن المهيمن يحي كل مقبور
يا طيب فصل الربيع المونق العطر ال / أرجاء لو كان لا يدهى بتغيير
يبيت فينا قليلاً ثم يتركنا / كزورة الطيف وافت ربع مهجور
أو عيشنا بالحمى في حسن رونقه / ووشك بين على الأحباب مقدور
هل الركاب إلى البطحاء عائدة / يحثها كل رحب الباع شمير
تمسي وتصبح في البيداء هاجرة / طيب الكرى عند إسحار وتبكير
حتى تحل على علاتها بحمى / داني الظلال بروح الأمن معمور
فتجتلي البشر من ذات الستور به / وتجتني تمر حجر غير محجور
هناك لا حجر في تقبيلنا حجراً / يربي على المسك في لون وتعطير
يا سيدي يا رسول الله يا أملي / في موبقات تصاريف المقادير
جمعت ما في الكرام الزهر مفترق / وزدت فضلاً عظيماً غير محصور
فأنت سيد أهل الفضل أجمع في / أصل وفرع وتقديم وتأخير
بلغت من شرف المعراج مرتبة / توفر القرب فيها أي توفير
ويوم حشر الورى أنت الشفيع به / تنجي من النار نفس الهالك البور
والفضل بعدك لم يدركه ذو طلب / في صحبك النجب الشوش المغاوير
يا قسوة القلب مالي حيلة فيك
يا قسوة القلب مالي حيلة فيك / ملكت قلبي فأضحى شر مملوك
حجبت عني إفادات الخشوع فلا / يشفيك ذكر ولا وعظ يداويك
وما تماديك من كسب الذنوب ول / كن الذنوب أراها من تماديك
لكن تماديك من كسب نشأت به / طعام سوء على ضعفي يقويك
وأنت يا نفس مأوى كل معضلة / وكل داء بقلبي من عواديك
أنت الطليعة للشيطان في جسدي / فليس يدخل غلا من نواحيك
لما فسحت بتوفير الحظوظ له / أضحى مع الدم يجري في مجاريك
واليته بقبول الزور منك فلن / يوالي الله إلا من يعاديك
ما زلت في أسره تهوين موثقة / حتى تلفت فأعياني تلافيك
يا نفس توبي إلى الرحمن مخلصة / ثم استقيمي على عزم ينجيبك
واستدركي فارط الأوقات واجتهدي / عساك بالصدق أن تحمي مساويك
واسعي إلى البر والتقوى مسارعة / فربما شكرت يوما مساعيك
حب التكاثر في الدنيا وزينتها / هي التي عن طلاب الخير تلهيك
لا تكثري الحرص في تطلابها فلكم / دم لها بسيوف الحرص مسفوك
بل اقنعي بكفاف الرزق راضية / فكل ما جاز ما يكفيك يطغيك
ثم اذكري غصص الموت الفظيع يهن / عليك أكدار دنيا لا تصافيك
وظلمة القبر لا تنسي ووحشته / عند انفرادك عن خل يوازيك
والصالحات ليوم الفاقة ادخري / في موقف ليس فيه من يواسك
وأحسني الظن بالرحمن مخلصة / فحسن ظنك بالرحمن يكفيك

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025