المجموع : 11
أَشكو إِلى نَشرَةِ الجَنوبِ
أَشكو إِلى نَشرَةِ الجَنوبِ / ما ذَكَّرَتني مِنَ الحَبيبِ
مَدحُكَ يا اِبنَ الرَبيعِ أَحلى / عَلى لِساني مِنَ النَسيبِ
وَالشِعرُ ميدانُ كُلِّ فَخرٍ / بِحَلبَةِ سَبقِهِ النَجيبِ
لَمّا رَأَيتُ البُروقَ تَسري / بِكُلِّ وَمضٍ لَها كَذوبِ
هَتَفتُ بِالفَضلِ وَاللَيالي / عَلى مَزرورَةِ الجُيوبِ
مَن شابَهَ الناسَ في صِباهُ / وَفَضلَ الناسَ في المَشيبِ
أَجرى الإِمامُ الرَشيدُ نَهراً
أَجرى الإِمامُ الرَشيدُ نَهراً / عاشَ بِإِجرائِهِ المَواتُ
جادَ عَلَيهِ بِريقٍ فيهِ / وَسرّ مَضمونهُ الفُراتُ
أَلقَحَهُ دُرَّةً لَقوحاً / يُرضِعُ أَخلافَها النَباتُ
عَلى رِياضٍ لَهُ بِنَباتٍ / ما وَلَدَتهُنَّ أُمَّهاتُ
لِلماءِ مِن فَوقِها اِنتِباهٌ / وَلِلثَري تَحتَها سُباتُ
في جانِبَيهِ وَجانِبَيها / أَعِنَّةُ الماءِ مُطلقاتُ
لا تَبكِيَنَّ بِعَينٍ غَيرِ جائِدَةٍ
لا تَبكِيَنَّ بِعَينٍ غَيرِ جائِدَةٍ / وَكُلُّ ذي حُزنٍ يَبكي كَما يَجِدُ
أَيَّ أَمري كانَ عَبّاسٌ لِنائِبَةٍ / إِذا تَقَنَّعَ دونَ الوالِدِ الوَلَدُ
لَم يُدنِهِ طَمعٌ مِن دارِ مُخزِيَةٍ / وَلَم يَعِزَّ لَهُ مِن نِعمَةٍ بَلَدُ
قَد كُنتُ ذا جَلَدٍ في كُلِّ نائِبَةٍ / فَبانَ مِنّي عَلَيكَ الصَبرُ وَالجَلَدُ
لَمّا تسامَت بِكَ الآمالُ وَاِبتَهَجَت / بِكَ المُروءَةُ وَاِعتَدّت بِكَ العُدَدُ
وَلَم يَكُن لِفَتىً في نَفسِهِ أَمَلٌ / إِلّا إِلَيكَ بِهِ مِن أَرضِهِ يَفِدُ
وَحينَ جِئتَ أَمامَ السابِقينَ وَلَم / يَبلُل عِذارَكَ ميدانُ وَلا أَمَدُ
وافاكَ يَومٌ عَلى نَكراءَ مُشتَمِل / لَم يَنجُ مِن مِثلِهِ عادٌ وَلا لُبدُ
فَما تَكشِفُ إِلّا عَن مَولولَةٍ / حَرّى وَمُكتَئِبٍ أَحشاؤُهُ تَقِدُ
لَمّا اِشتَكى جَعفَرُ بنُ يَحيى
لَمّا اِشتَكى جَعفَرُ بنُ يَحيى / فارَقَني النَومُ وَالقَرارُ
وَمَرَّ عَيشي عَلَيَّ حَتّى / كَأَنَّما طَعمُهُ المَرارُ
حُزناً عَلى جَعفَر بنِ يَحيى / لا حُقِّقَ الخَوفُ وَالحَذارُ
إِن يَعفِهِ اللَهُ لا نُبالي / ما أَحدَثَ اللَيلُ وَالنَهارُ
بَينَ الكَنائِسِ وَالأَرواحِ مُطَّردٌ
بَينَ الكَنائِسِ وَالأَرواحِ مُطَّردٌ / لِلعَينِ يَلعَبُ فيهِ الطَرفُ وَالبَصرُ
في رُقعَةٍ مِن رِقاعِ الأَرضِ يَعمُرُها / قَومٌ عَلى أَبَوَيهِم أَجمَعَت مُضرُ
رَأَيٌ سَرى وَعُيونُ الناسِ هاجِعَةٌ
رَأَيٌ سَرى وَعُيونُ الناسِ هاجِعَةٌ / ما أَخَّرَ الحَزمَ رَأيٌ قَدَّمَ الحَذَرا
يا صاحِبَ العيسِ تَخدي في أَزِمَّتِها
يا صاحِبَ العيسِ تَخدي في أَزِمَّتِها / اِسمَع مَقالي وَاِسمَع صاحِبَ العيسِ
أَقرِ السَلامَ عَلى قَبرٍ بِطوس وَلا / تقَرِ السَلامَ وَلا النُعمى عَلى طوسِ
إِنَّ المَنايا أَنالَتهُ مَخالِبَها / وَدونَهُ عَسكَرٌ جَمُّ الكَراديسِ
أَوفى عَلَيهِ الَّذي أَوفى بِأَشبُلِه / وَالمَوتُ يَلقي أَبا الأَشبالِ في الخيسِ
مَن كانَ مُقتَبِساً مِن نورٍ سابِقَةٍ / إِلى النَبِيِّ ضِياءً غَيرَ مَقبوسِ
في مَنبَتٍ نَهَضَت فيهِ فُروعُهُم / بِسامِقٍ في بِطاحِ المُلكِ مَغروسِ
وَالفَرعُ لا يَلتَقي إِلّا عَلى ثِقَةٍ / مِنَ القَواعِدِ قَد شُدَّت بِتَأسيسِ
أَشكو إِلى اللَهِ أَنّي لا أَرى أَحَداً
أَشكو إِلى اللَهِ أَنّي لا أَرى أَحَداً / يَلُمُّ قَيساً إِذا ما شَعبها اِنصَدَعا
قَد رَبَّضَت بَينَها الأَضغانَ سادَتُها / فَأَصبَحَت فِرقاً في أَمرِها شِيَعا
عَلامَ تُصبِحُ قَيسٌ وَهيَ واحِدَةٌ / شَتّى وَيُصبِحُ أَمرُ الناسِ مُجتَمِعا
في صَدرِ كُلِّ اِمرئٍ مِنهُم لِصاحِبِهِ / حُبٌّ مِنَ الضِغنِ لَو يَسطيعُ لا طَلعا
لَيسَ الشَريفُ الَّذي يَخشى غَوائِلهُ / بَنو أَبيهِ إِذا ما لَيلُهُم هَجَعا
الفَضلُ عِندَ الَّذي يَعفو ذُنوبَهُم / فَإِن رَأى مَذهَباً في عُصبَةٍ رَجعا
إِن عَزَّ صاحِبهُ ذَلَّت خَلائِقُهُ / لِغَيرِ ذُلٍّ وَإِن ضاقوا لَهُ اِتَّسَعا
ما لي وَلِلرَّبعِ وَالرُسومِ
ما لي وَلِلرَّبعِ وَالرُسومِ / هُنَّ طَريقٌ إِلى الهُمومِ
لَلَحظُ طَرفٍ وَغَمرُ كَفٍّ / وَخَمرَةٌ مِن بنانِ ريمِ
وَصَوتُ مَثنىً يُجيبُ زيراً / عَلى حَشا طفلَة هَضيمِ
وَريحُ ريحانَةٍ بِمِسكٍ / تَدعو نَديماً إِلى نَديمِ
أَحسَنُ مِن خيمَةٍ وَربعٍ / تَجرَحهُ الريحُ بِالنَسيمِ
لَقَد رَآني وَتَحتَ رَحلي / أَشَدُّ وَجداً مِنَ الظليمِ
إِذا تَمَطَّت بِهِ الفَيافي / أَعقَبَتِ الوَخدَ بِالرَسيمِ
أَما تَرى البَرقَ مُستَطيراً / في مُستَدرٍ مِنَ الغُيومِ
كَأَنَّ أَمطارَهُ تَوالَت / مِن عابِرِ العَيرَةِ السُجومِ
مُحَمَّدٌ خَيرُ آلِ مرٍّ / في حادِثِ الدَهرِ وَالقَديمِ
لَو حَلَّ بَينَ النُجومِ حَيٌّ / مِن عِزِّهِ حَلَّ في النُجومِ
ما بَلَغَت وائِلٌ وَقَيسٌ / بِسيّدٍ مِنهُمُ عَظيمِ
ما بَلَغَت في ذُرى المَعالي / بِاِبنِ جَميلٍ بَنو تَميمِ
لا زِلتَ تَنشُرُ أَعياداً وَتَطويها
لا زِلتَ تَنشُرُ أَعياداً وَتَطويها / تمضي بِها لَكَ أَيّامٌ وَتُثنيها
مُستَقبِلاً بَهجَةَ الدُنيا وَلذَّتَها / أَيّامُها لَكَ نَظمٌ في لَياليها
العيدُ وَالعيدُ وَالأَيّامُ بَينَهُما / مَوصولَةٌ بِكَ لا تَفنى وَتُفنيها
وَلا تَقَضَّت بِكَ الدُنيا وَلا بَرِحَت / يَطوي لَكَ الدَهرُ أَيّاماً وَتَطويها
وَلِيَهنكَ الفَتحُ وَالأَيّامُ مُقبِلَةٌ / إِلَيكَ وَالنَصرُ مَعقودٌ نَواصيها
أَمسَت هِرقلَةُ مَكلوماً جَوانِبها / وَناصِرُ الدينِ بِالتَدبيرِ يَرميها
مَلَكتَها وَقَتَلَت الناكِثينَ بِها / بِنَصرِ مَن يَملِكُ الدُنيا وَما فيها
ما روعِيَ الدينُ وَالدُنيا عَلى قَدَمٍ / بِمِثلِ هارونَ راعيهِ وَراعيها
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد / ناجاكَ بِالوَحيِ تَقديسٌ وَتَطهيرٌ