المجموع : 26
قَلبُ المُحِبِّ إِلى الأَحبابِ مَقلوبُ
قَلبُ المُحِبِّ إِلى الأَحبابِ مَقلوبُ / وَجِسمُهُ بِيَدِ الأَسقامِ مَنهوبُ
وَقائِلٍ كَيفَ طَعمُ الحُبِّ قُلتُ لَهُ / الحُبُّ عَذبٌ وَلَكِن فيهِ تَعذيبُ
في كُلِّ يَومٍ بِعَسّالِ القَوامِ لَنا / وَصارِمِ اللَحظِ مَطعونٌ وَمضروبُ
أَفدي الَّذينَ عَلى خَدَّيّ بَعدَهُم / دَمي وَدَمعِيَ مَسفوكٌ وَمسكوبُ
أَنا السَمَوأَلُ في حِفظِ الوِدادِ لَهُم / وَهُم إِذا وَعَدوا بِالوَصلِ عُرقوبُ
ما في الخِيامِ وَقَد سارَت حُمولُهُمُ / إِلّا مُحِبٌّ لَهُ في الظَعنِ مَحبوبُ
كَأَنَّما يَوسُفٌ في كُلِّ راحِلَةٍ / وَالحَيُّ في كُلِّ بَيتٍ مِنهُ يَعقوبُ
ذَرِ المُقامَ إِذا ما ساءَكَ الطَلَبُ
ذَرِ المُقامَ إِذا ما ساءَكَ الطَلَبُ / وَسِر فَعَزمُكَ فيهِ الحَزمُ وَالأَرَبُ
لا تَقعُدَنَّ بِأَرضٍ قَد عُرِفتَ بِها / فَلَيسَ تَقطَعُ في أَغمادِها القُضُبُ
أَلَم تَكُن لَكَ أَرضُ اللَهِ واسِعَةً / إِن أَقفَرَت جَلَّقٌ ما أَقفَرَت حَلَبُ
أَقولُ وَالقَلبُ في هَمٍ وَتَعذيبِ
أَقولُ وَالقَلبُ في هَمٍ وَتَعذيبِ / يا كُلَّ يوسُفَ إِرحَم نِصفَ أَيّوبِ
يا مَن إِذا جِئتُهُ سَئولاً
يا مَن إِذا جِئتُهُ سَئولاً / وَلَستُ بِالسائلِ اللَجوجِ
حَرَّكَ لي مُوعِداً بِمُطلٍ / حادِيَ عَشرٍ مِنَ البُروجِ
عِندي إِلَيكُم مِنَ الأَشواقِ وَالبُرَحا
عِندي إِلَيكُم مِنَ الأَشواقِ وَالبُرَحا / ما صَيَّرَ القَلبُ مِن فَرطِ الهَوى سَبَحا
أَحبابَنا لا تَظُنوني سَلوَتُكُمُ / ما حالَتِ الحالُ وَالتَبريحُ ما بَرِحا
لَو كانَ يَسبَحُ صَبٌّ في مَدامِعِهِ / لَكُنتُ أَوَلَ مَن في دَمعِهِ سَبَحا
أَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ البَينَ يَقتُلُني / ما بِنتُ عَنكُم وَلَكِن فاتَ ما ذُبِحا
يا ساقِيَ الراحِ صُدَّ الكَأسَ عَن دِنفٍ / مازالَ مُغتَبِقاً بِالدَمعِ مُصطَبِحا
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي
دِمَشقُ حُييِتِ مِن حَيٍّ وَمِن نادي / وَحَبَّذا حَبَّذا واديكِ مِن وادِ
لَيسَ النَدامى نَدامى حينَ تَنزِلُهُ / يَعُلُّهُم شادِنٌ كَأساً عَلى شادِ
حَقَّاً وَلِلوُرقِ في أَوراقِهِ طَرَبُ / كَأَنَّ في كُلِّ عودٍ أَلفَ عَوّادِ
يا غادِياً رائِحاً عَرِّج عَلى بَرَدى / وَخَلِّني مِن حَديثِ الرائِحِ الغادي
كَم قَد شَرِبتُ بِهِ في ظِلِّ دالِيَةٍ / مِن ماءِ دالِيَةٍ تُنبيكَ عَن عادِ
في جَنبِ ساقِيَةٍ مِن كَفِّ ساقِيَةٍ / قامَت تَثَنّى بِقَدٍّ غَيرِ مُنآدِ
سَمراءُ كالصَعدَةِ السَمراءِ واضِحَةٌ / يَشفي لَمَى شَفَتَيها غُلَّةَ الصادي
لَها بِعَيني إِذا ماسَت عَواطِفُها / جَمالُ مَيّاسَةٍ في عَينِ مِقدادِ
وَهَل أَذَمُّ زَماني في مَحَبَّتِها / وَأَهلُهُ عِندَ أَعدائي وَحُسّادي
وَقَد غَدَوتُ بِفَخرِ الدينِ مُفتَخِراً / عَلى البَرِيَّةِ مِن حَضَرٍ وَمِن بادي
ثَورانَ شاهَ بنَ أَيّوبَ الَّذي شَرُفَت / بِهِ دِمَشقُ عَلى مِصرٍ وَبَغدادِ
مِن اِبنُ مامَةَ وَالطائيُّ في كَرَمٍ / وَشِدَّةِ الباسِ عَمروٌ وَاِبنُ شَدّادِ
كَالبَدرِ إِن غابَ حَلَّت بَعدَهُ ظُلَمٌ / وَإِن أَلَّمَ أَتاكَ المُؤنِسُ الهادي
وَهُوَ الَّذي لَم يَزَل في كُلِّ مَنزِلَةٍ / يَسيرُ خَلفَ العُلى بِالماءِ وَالزادِ
مِن مَعشَرٍ لَم تَزَل نيرانُ حَربِهِم / مَشبوبَةً ذاتِ إِبرِاقٍ وَإِرعادِ
تَمضي مَجالِسُهُم غُرّاً مُحَجَّلَةً / هَزلَ اِبنِ حَجّاجِ في جِدِّ اِبنِ عَبّادِ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ
أَقسَمتُ يا لائِمي فيمَن بُليتُ بِهِ / وَقَد تَحَكَّم في هَجري وَإِبعادي
لَو أَنَهُ كُلَّما سافَرتُ وَدَّعَني / بِقُبلَةٍ لَم أَزَل في الرائِحِ الغادي
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ
وَحِسبَةٍ نالَها شَريفٌ / بِلا طَريفٍ وَلا تَليدِ
ما إِن تَأَمَّلتُهُ عَبوساً / إِلّا تَرَضَّيتُ عَن يَزيدِ
تَضاحَكَ الرَوضُ لَمّا أَن بَكى المَطَرُ
تَضاحَكَ الرَوضُ لَمّا أَن بَكى المَطَرُ / فَلِلرَبيعُ رُبوعٌ زانَها الزَهَرُ
لِلَّهِ نَمنَمَةُ النَمامِ حينَ بَدَت / وَالوَردُ يُنظَمُ وَالمَنثورُ يَنتَثِرُ
فَاِشرَب هَنيئاً عَلى ضَوءِ الهَزارِ ضُحىً / فَالطَيرُ تُطرِبُ ما لا يُطرِبُ الوَتَرُ
وَبادِرِ الكَأسَ مِنَ بَدرٍ يَطوفُ بِها / ظَبيٌ مِنَ الحورِ في أَلحاظِهِ حَوَرُ
فَهَذِهِ الراحُ وَالرَيحانُ يَصحَبُها / وَالنَهرُ وَالزَهرُ وَالقُمرِيُّ وَالقَمَرُ
مُحاسِنٌ وَجَلالِ اللَهِ ما التَأَمَت / إِلّا تَصَرَّمَتِ الأَحزانُ وَالفِكَرُ
يا راكِبَ البَكرِ بَينَ الشيحِ وَالغارِ
يا راكِبَ البَكرِ بَينَ الشيحِ وَالغارِ / أَجارَكَ اللَهُ مِن جورٍ وَمِن عارِ
عَرِّج عَلى الحَيِّ مِن كَلبٍ وَنادِ بِهِ / يا لَلجُلاحِ أُصَيحابي وَأَنصاري
لا أَوحَشَ الشامَ مِن تِصهالِ خَيلِكُم / وَلا أَباعِرَكُم مِن دِمنَةِ الدارِ
إِلامَ تَغفَل عَن ثَأرِ اِبنِ عَمِّكُمُ / فِعلَ الحَواضِرِ لا يُرجَونَ لِلثارِ
لَقَد غَزَتهُ عُيونُ الغُرِّ غائِرَةً / فَهَل بَصُرتُم بِمَقتولٍ بِأَبصارِ
أَغصانُ بانٍ إِذا هَبَّ النَسيمُ بِها / تَرَنَّحَت بَينَ كُثبانٍ وَاِقمارِ
مِن كُلِّ أَشنَبَ أَلمى في مَراشِفِهِ / ماءُ العُذَيبِ عَلى صَهباءِ خَمّارِ
يُغنيكَ في كُلِّ حَربٍ قَوسُ حاجِبِهِ / عَن قَوسِ حاجِبَ في أَيّام ذي قارِ
ما فَتَّحَ النَورُ إِلّا أَشرَقَ النورُ
ما فَتَّحَ النَورُ إِلّا أَشرَقَ النورُ / فَما اِشتِغالُكَ وَالمَنثورُ مَنثورُ
وَلِلرَبيعِ رُبوعٌ كُلَّما ضَحِكَت / بَكى عَلى نَشَواتِ الخَمرِ مَخمورُ
أَما دِمَشقُ فَجَنّاتٌ مُعَجَّلَةٌ / لِلطالِبينَ بِها الوِلدانُ وَالحورُ
ما صاحَ فيها عَلى أَوتارِهِ قَمَرٌ / إِلّا وَغَنّاهُ قُمَرِيٌّ وَشَحرورُ
يا حَبَّذا وَدُروعُ الماءِ تَنسُجُها / أَنامِلُ الريحِ لَولا أَنَها زورُ
وَيحُ اللَوائِمِ في لَونِ اللَمى حَسَداً / حَتّى مَتى أَنا مَحسودٌ وَمهجورُ
هُم عارَضوني عَلى حُبّي لِعارِضِهِ / وَمَن أَحَبَّ عِذاراً فَهوَ مَعذورُ
قوموا اِنظُروا وَاِعذُروا يا غافِلينَ إِلى
قوموا اِنظُروا وَاِعذُروا يا غافِلينَ إِلى / بَدرٍ تَبادُرٍ مِن أَفلاكِ أَزرارِ
عَلى قَضيبٍ أَراكٍ في كَثيبِ نَقاً / تَهُزُّهُ خَطَراتٌ ذاتُ أَخطارِ
ما رامَتِ الرومُ وَالأَتراكُ ما تَرَكَت / أَدَقَّ مِن خَصرِهِ في عَقدِ زُنّارِ
الماءُ وَالنارُ في خَدَّيهِ قَد جُمِعا / جَلَّ المُؤَلِّفُ بَينَ الماءِ وَالنارِ
وَقَد بَدَت شَعَراتٌ في عَوارِضِهِ / كَأَنَهُنَّ لَيالٍ فَوق أَقمارِ
قالوا هَوَيتَ رَفيعاً نَيِّراً حَسَناً
قالوا هَوَيتَ رَفيعاً نَيِّراً حَسَناً / فَقُلتُ هَذي خِصالٌ حازَها القَمَرُ
قالوا فَمالَكَ مِنهُ قُلتُ مُعتَذِراً / مِثلُ الَّذي لَكُمُ التَسليمُ وَالنَظَرُ
قالوا فَما الحُبُّ إِن كُنتَ اِمرَأً فَطِناً / فَقَد تَحَيَّرَ فيهِ البَدوُ وَالحَضَرُ
فَقُلتُ كَالشَهدِ يَحلو عِندَ كُلِّ فَمٍ / وَفي القُلوبِ لَهيبٌ مِنهُ يَستَعِرُ
قُلتُ وَقَد أَقبَلَت بِخالٍ
قُلتُ وَقَد أَقبَلَت بِخالٍ / يَسبي عَلى خَدِّها اليَسارِ
سُبحانَكَ اللَهُ حارَ طَرفي / يا مولِجَ اللَيلِ في النَهارِ
قُل لِلصَلاحِ مُعيني عِندَ إِعساري
قُل لِلصَلاحِ مُعيني عِندَ إِعساري / يَا أَلفَ مَولايَ أَينَ الأَلفُ دينارِ
أَخشى مِنَ الأَسرِ إِن حاوَلتُ أَرضِكُم / وَما تَفي جَنَّةُ الفِردَوسِ بِالنارِ
فَجُد بِها عاضِدَّياتٍ مُسَطَّرَةً / مِن بَعضِ ما خَلَفَ الطاغي أَبو العارِ
حُمراً كَأَسيافِكُم غُرّاً كَخَيلِكُمُ / عُتقاً ثِقالاً كَأَعدائي وَأَطماري
قَد جُنَّ شَيخي أَبو نِزارٍ
قَد جُنَّ شَيخي أَبو نِزارٍ / بِذِكرِ مِصرٍ وَأَينَ مِصرُ
وَاللَهِ لَو حَلَّها لَقالوا / قِفاهُ يا زيدُ فَهُوَ عُمرو
يا حابِسَ الكَأسِ خَيلَ الوَردِ قَد وَرَدَت
يا حابِسَ الكَأسِ خَيلَ الوَردِ قَد وَرَدَت / شُهباً وَكُمتاً أَدِر يا حابِسَ الكاسِ
أَقسَمتُ ما الوَردُ في الأَزهارِ قاطِبَةً / إِلّا كَمِثلِ صَلاحِ الدينِ في الناسِ
الوارِثِ المَجدَ عَن آبائِهِ أَبَداً / مِثلَ الخِلافَةِ في أَولادِ عَبّاسِ
قالوا يَسُبُّكَ طُغريلُ وَتُهمِلُهُ
قالوا يَسُبُّكَ طُغريلُ وَتُهمِلُهُ / فَقُلتُ أَخشى عَلى عِرضي مِنَ الواشي
كُنّا نُحاذِرُ مِنهُ وَهوَ مِرشَحَةٌ / فَكَيفَ لا نَتَّقيهِ وَهوَ جَوباشي
لي أُسوَةٌ بِجَميعِ الخَلقِ يَشتُمُهُم / جُكّا وَدِلماصُ وَالعوذُ بنُ شَوّاشِ
وَصاحِبٍ يَتَلَقّاني لِحاجَتِهِ
وَصاحِبٍ يَتَلَقّاني لِحاجَتِهِ / بِالرَحبِ وَهوَ مَليحُ الخَلقِ وَالخُلُقِ
حَتّى إِذا ما اِنقَضَت وَلّى وَخَلَّفَني / أَخَسَّ مِن جُرَذٍ في بَيتِ مُرتَفَقِ
كَالماءِ بَينا تَرى الظَمآنَ يَشرَبُهُ / حَتّى يُبَدِّدَ باقيهِ عَلى الطُرُقِ
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً
إِن كُنتَ بِالأَسمَرِ الزَيني مُعتَنِياً / فَسَل عَنِ الأَبيَضِ الفِضِّيِّ بُلبالي
أَلَيسَ في الرُمحِ شِبرٌ قاتِلٌ أَبَداً / وَفي المُهَنَّدِ شِبرٌ غَيرُ قَتّالِ