القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو بكر الخالدي الكل
المجموع : 14
وزَعْفَرانِيَّةٍ في اللَّوْنِ والطّيبِ
وزَعْفَرانِيَّةٍ في اللَّوْنِ والطّيبِ / طيِّبةِ الخَمْرِ دَكْناءِ الجَلابيبِ
ثَوَتْ بِحانَةِ عُمْر الزَّعْفَران على / مَرِّ الهَواجِرِ فيهِ والأَهَاضيبِ
وما الغَطارِفَةُ الشُّبانُ إِنْ شَرِبوا / خَمْراً بِأَبْلَجَ مِنْ رُهْبانِهِ الشِّيبِ
شَرِبْتُها مِنْ يَدَيْ حَوراءَ مُقْلَتُها / تُفْني القُلوبَ بِتَبْعيدٍ وتَقْريبِ
شَمْسٌ إِذا طَلَعَتْ قَالَتْ مَحاسِنُها / ها قد طَلَعْتُ فَيا شَمْسَ الضُّحى غيبي
وَنِمْتُ سُكْراً ونامَتْ لي مُعانِقَةً / فَلا تَسَلْ عَنْ عِناقِ الظَّبْي والذِّيبِ
لا تُطْنبنْ في بُكاءِ النُّؤي والطُّنُبِ
لا تُطْنبنْ في بُكاءِ النُّؤي والطُّنُبِ / ولا تُحَيّ كَثيبَ الحَيّ مِنْ كَثَبِ
ولا تَجُدْ بغَمامٍ للغميم ولا / تَسْمَح لِسِرْبِ المَها بالواكِفِ السَّرِبِ
رَبْعٌ تَعَفَّى فَأَعْفَى مِنْ جَوَىً وأَسَى / قَلْبي وكَانَ إِلى اللَّذَّاتِ مُنْقَلَبي
سِيَّان بَانَ خَليطٌ أَو أَقامَ بِهِ / فَإِنَّما عَامِرُ البَيْداءِ كَالْخَرِبِ
أَبْهَى وأَجْمَلُ منْ وَصْفِ الجِمالِ ومنْ / إِدْمانِ ذِكْرِ هَوىً يَهْوي على قَتَبِ
مَدُّ البَنانِ إِلى كَأْسٍ على سُكْرِ / ورَفْعُ صَوْتٍ بِتَطْريبٍ على طَرَبِ
حَمْراءَ حِينَ جَلَتْها الكَأْسُ نَقَّطَها / مِزاجُها بِدَنانِيرٍ من الحَبَبِ
كَمْ جَدَّدَتْ وهيَ لَمْ تُفضَضْ خَواتِمُها / من الدُّهورِ وكَمْ أَبْلَتْ مِنَ الحِقَبِ
كَانَتْ لَها أَرْجُلُ الأَعْلاجِ واتِرةً / بِالدَوْسِ فَانْتَصَفَتْ مِنْ أَرْؤُسِ العَرَبِ
يُسْقيكَها مِنْ بَني الكُفّارِ بَدْرُ دُجىً / أَلحاظُهُ لِلمَعاصي أَوْكَدُ السَّبَبِ
يُومي إِليْكَ بِأَطْرافٍ مُطَرَّفَةٍ / بِها خِضابانِ للعِنّابِ والعِنَبِ
تَسْبيكَ قَامَتُهُ إِنْ قامَ يَمْزُجُها / مُوَشَّحاً بِصَليبٍ صِيغَ مِنْ ذَهَبِ
كَمْ مَرَّةً قُلْتُ إِذ أَهْدى تَدَلُّلُهُ / إِليَّ جِدَّ الرَّدى في صُورَةِ اللَّعِبِ
يا ضَاحِكاً حِينَ أَبْكاني تَبَسُّمُهُ / حَقٌّ مِنَ الحُّبِ تُبْكيني وتَضْحَكُ بي
أَنْباكَ شَاهِدُ أَمْري عَنْ مُغَيَّبِهِ
أَنْباكَ شَاهِدُ أَمْري عَنْ مُغَيَّبِهِ / وجَدَّ جِدُّ الهوى بي في تَلَعُّبِهِ
يا نازِحاً نَزَحتْ دَمْعي قَطيعَتُهُ / هَبْ لي مِنَ الدَّمْعِ ما أَبْكي عَليْكَ بِهِ
يا نَفْسُ موتي فَقَدْ جَدَّ الأَسى مُوتي
يا نَفْسُ موتي فَقَدْ جَدَّ الأَسى مُوتي / ما كُنْتِ أَولَّ صَبٍّ غير مَبْخوتِ
يَوْمُ الفِراقِ رَمى شَمْلي فَشَتَّتَهُ / رَماهُ رَبِّي بِتَفْريقٍ وتَشْتيتِ
بَكَى إِليَّ غَداةَ البَيْنِ حِينَ رَأَى / دَمْعي يَفيضُ وَحالي حالَ مَبْهوتِ
فَدَمْعَتي ذَوْبُ ياقوتٍ عَلى ذَهَبٍ / وَدَمْعُهُ ذَوْبَ دُرٍّ فَوْقَ ياقوتِ
بِبامخايالِ إِنْ حاوَلْتُما طَلَبي
بِبامخايالِ إِنْ حاوَلْتُما طَلَبي / فَأَنْتُما تَجِداني ثَمَّ مَطْروحا
يا صَاحِبيّ هو العُمْرُ الذي جُمِعَتْ / فيهِ المُنى فاغْدُوَا لِلدَّيْرِ أَوْ رُوحا
بَرٌّ وبَحْرُ بِهِ يُهْدي نَسيمُهُما / للرُّوحِ مِسْكاً بِماءِ الوَرْدِ مَنْفوحا
يَجُرُّ صَيّادُه الشَّبُّوطَ مُضْطَرِباً / حَيّاً وقَانِصُهُ اليَعْفُور مَذْبوحا
مَحاسِنُ الدَّيْرِ تَسْبيحي ومِسْباحي
مَحاسِنُ الدَّيْرِ تَسْبيحي ومِسْباحي / وخَمْرُهُ في الدُّجى صُبْحي ومِصْباحي
أَقَمْتُ فيهِ إِلى أَنْ صَارَ هَيْكَلُهُ / بَيْتي ومُفْتاحُهُ لِلأُنْسِ مِفْتاحي
مُنادِماً في قَلالِيهِ رَهابِنَةً / راحَتْ خَلائِقُهُمْ أَصْفى مِنَ الرَّاحِ
قَدْ عُدِّلُوا ثُقْلَ أَوْزانٍ ومَعْرِفَةٍ / فِيهِمْ بِخِفَّةِ أَبْدانٍ وأَرْواحِ
ووَشَّحوا غُرَرَ الآَدابِ فَلْسَفَةً / وحِكْمَةً بِعُلومٍ ذات إِيضاحِ
في طِبِّ بقْراط لَحْنُ الموصِلي وفي / نَحْوِ المُبَرِّدِ أَشْعارُ الطِّرِمّاحِ
ومُنْشِدٌ حينَ يُبْديهِ المِزاجُ لَنا / أَلَمْعُ بَرْقٍ سَرى أَمْ ضَوْءُ مِصْباحِ
أَخْلَفْتُ في العُمْرِ عُمْري حينَ راحَ إِلى / غَيْرِ البِطالَةِ قَلْبي غَيْرَ مُرْتاحِ
ما نورُ أَحْدَاقِنا إِلاَّ حَدائِقُهُ / لامَ اللَّوائِمُ فيهِ أَوْ لَحا اللاَّحي
بَدائِعٌ لا لِدَيْرِ العَلْثِ هُنُّ ولا / لِدَيْرِ حَنَّةَ مِنْ ذاتِ الأُكَيْراحِ
وكَمْ حَنَنْتُ إلى حاناتِهِ وغَدا / شَوْقي يُكاثِرُ أَصْواتاً بِأَقْداحِ
حتَّى تَخَمَّرَ خَمَّاري بِمَعْرِفَتي / وصَيَّرَتْ مُلَحي في السُّكْرِ مُلاّحي
أَبا مَخايال لا تَعْدَمْ ضُحىً ودُجىً / سِجالَ كُلّ مُلِثِّ الوَدْقِ سَحّاحِ
إِنْ تُفْنِ كَأْسُكَ أَكْياسي فَإِنَّ بِها / يَفُلُّ جَيْشَ هُمومي جَيْشُ أَفْراحي
وإِنْ أُقِمْ سُوقَ إِطْرابي فَلا عَجَبٌ / هَذا بِذاكَ إِذا ما قامَ نُوّاحي
يا سَيِّداً بِالعُلا والمَجْدِ مُنْفَرِدا
يا سَيِّداً بِالعُلا والمَجْدِ مُنْفَرِدا / وواحِدَ الأَرْضِ لا مُسْتَثْنياً أَحدا
لُهاكَ أَوْجَدَتِ الآَمالَ ما فَقَدَتْ / وقَرَّبَتْ لِمُنى الرّاجينَ ما بَعُدا
هَذا زَمانُ عِلاجٍ يُتَّقى ضَرَرُ الْ / أَخْلاطِ فيهِ لأَنَّ الفَصْلَ قَدْ وفَدا
فَلَسْتَ تُبْصِرُ إِلاّ شارِباً قَدَحاً / مُرّاً وإِلاّ نَزيفَ الجِسْمِ مُفْتَصدَا
وقَدْ عَصَيْتُ الهَوى مُذْ أَمْسِ مُحْتَمياً / لَمّا عَزَمْتُ عَلى إِصْلاحِ ما فَسَدا
ورَوَّقوا لِيَ رَطْلاً لَسْتُ أَذْكُرُهُ / إِلاّ عُدِمْتُ لَدَيْهِ الصَّبْرَ والجَلَدا
مُناكِرٌ لِطِباعِيَ غَيْرَ أَنَّ لَهُ / عُقْبى تُمازِجُ مَحْموداتُها الجَسَدا
ولَيْسَ لي قَهْوَةٌ أُطْفي بِجَمْرَتِها / عَنْ مُهْجَتي شِرَّةَ الماءِ الَّذي بَرَدا
فامْنِنْ بِدَسْتيجَةِ المَشْروبِ يَوْمَكَ ذا / فَقَدْ عَزَمْتُ عَلى شُرْبِ الدَّواءِ غَدا
ما زَارَهُ الطَّيْفُ بَعْدَ اليَوْمِ مُعْتَمِدا
ما زَارَهُ الطَّيْفُ بَعْدَ اليَوْمِ مُعْتَمِدا / إِلاّ لِيُدْني لَهُ الشَّوْقَ الذي بَعُدا
كَأَنَّما مِنْ ثَناياها ومبْسَمِها / أَيْدي الغَمامِ سَرَقْنَ البَرْقَ والبَرَدا
لا تَحْسَبوا أَنَّني باغٍ بِكُمْ بَدَلاً
لا تَحْسَبوا أَنَّني باغٍ بِكُمْ بَدَلاً / وَلَوْ تَمَكَنْتُ من صَبْري ومن جَلَدي
قَلْبي رَقيبٌ عَلى قَلْبي لَكُمْ أَبَداً / والعَيْنُ عَيْنٌ عَلَيْهِ آَخِرَ الأَبَدِ
لَوْ أَنْ في فَمِهِ جَمْراً وأَنْشَدَنا
لَوْ أَنْ في فَمِهِ جَمْراً وأَنْشَدَنا / شِعْراً لَما ضَرَّهُ مِنْ بَرْدِ إِنْشَادِهْ
قَبْرٌ تَوَدُّ العُلَى ضَنّاً بِسَاكِنِهِ
قَبْرٌ تَوَدُّ العُلَى ضَنّاً بِسَاكِنِهِ / عَلى الثَّرى أَنَّهُ فيهِنَّ مَحْفورُ
فَإِنْ يَضِقْ فَلَهُ مِنْ صَدْرِهِ سِعَةٌ / وإِنْ دَجا فَلَهُ مِنْ صَدْرِهِ نُورُ
فَدَيْتُ مَنْ زَرَعَتْ في القَلْبِ لَحْظَتُهُ
فَدَيْتُ مَنْ زَرَعَتْ في القَلْبِ لَحْظَتُهُ / صَبابَةً وَسَقى بِالدَّمْعِ ما زَرَعا
لو أَنْ قَلْبي وفّاهُ مَحَبَّتَهُ / أَحَبَّهُ بِقُلوبِ العالَمينَ مَعا
أَهْلاً بِشَمْسِ مُدامٍ من يَدَيْ قَمَرٍ
أَهْلاً بِشَمْسِ مُدامٍ من يَدَيْ قَمَرٍ / تَكامَلَ الحُسْنُ فيهِ فَهو تَيّاهُ
كَأَنَّ خَمْرَتَهُ إِذْ قامَ يَمْزِجُها / مِنْ خَدِّهِ اعْتُصِرَتْ أَوْ من ثَناياهُ
إِذا سَقَتْكَ مِنَ المَمْزوجِ راحَتُهُ / كَأْساً سَقَتْكَ كُؤوسَ الصَّرْفِ عَيْناهُ
في وَجْهِهِ كُلُّ رَيْحانٍ تُراحُ لَهُ / مِنّا قُلوبٌ وأَبْصارٌ وتَهْواهُ
النَّرْجِسُ الغَضُّ عَيْناهُ وطُرَّتُهُ / بَنَفْسَجٌ وجَنْيُ الوَرْدِ خَدّاهُ
تَرى البَرِيَّةَ في حالَيْ نَدى ورَدى
تَرى البَرِيَّةَ في حالَيْ نَدى ورَدى / يَريشُها وبِحَدِّ السَّيْفِ يَبْريها
فَفِرقَةٌ بِمَناياها مصبّحة / وفرقة صَدَقَتْ فيها أَمانِيها
كَأَنَّهُ الدَّهْرُ في الآَمالِ يَنْشُرُها / بَيْنَ العِبادِ وفي الأَعْمارِ يَطْويها
إِذا الصَّوارم عَرَّتْهنَّ غَضْبَتُهُ / فإِنَّهُ بِنُفوسِ الأُسْدِ كاسيها
يَظَلُّ بِالهَزِّ يَوْمَ الرَّوْعِ يُضْحِكُها / وبِالدِّماءِ مِنَ الهاماتِ يُبْكيها
حتَّى كَأَنَّ جُفونَ المُشْرِكينَ حَلَّتْ / طَيّاتُها وأَعارَتْها مآَقيها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025