المجموع : 28
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا / حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ
وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ وَبَينَهُم / في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ
كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ / في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ
وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ رَوائِحُهُ / لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَبِ
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ / مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ / وَاِنصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ / إِن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ مااِفتَرَسَت / وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً / لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ / وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ
فَإِن تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ / وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ
لَمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ / أَرَحتُ نَفسي مِن هَمِّ العَداواتِ
إِنّي أُحَيّي عَدوّي عِندَ رُؤيَتِهِ / لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحِيّاتِ
وَأُظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغَضُهُ / كَما إِن قَد حَشى قَلبي مَوَدّاتِ
يالَهفَ نَفسي عَلى مالٍ أُفَرِّقُهُ
يالَهفَ نَفسي عَلى مالٍ أُفَرِّقُهُ / عَلى المُقِلّينَ مِن أَهلِ المُروآتِ
إِنَّ اِعتِذاري إِلى مَن جاءَ يَسأَلُني / ما لَيسَ عِندي لَمِن إِحدى المُصيباتِ
قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم
قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم / إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ
وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ / وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ
أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ / وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ
قالوا تَرَفَّضتَ قُلتُ كَلّا
قالوا تَرَفَّضتَ قُلتُ كَلّا / ما الرَفضُ ديني وَلا اِعتِقادي
لَكِن تَوَلَّيتُ غَيرَ شَكٍّ / خَيرَ إِمامٍ وَخَيرَ هادي
إِن كانَ حُبُّ الوَليِّ رَفضاً / فَإِنَّ رَفضي إِلى العِبادِ
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً
لَيتَ الكِلابَ لَنا كانَت مُجاوِرَةً / وَلَيتَنا لا نَرى مِمّا نَرى أَحَدا
إِنَّ الكِلابَ لَتَهدي في مَواطِنِها / وَالخَلقُ لَيسَ بِهادٍ شَرُّهُم أَبَدا
فَاِهرُب بِنَفسِكَ وَاِستَأنِس بِوِحدَتِها / تَبقى سَعيداً إِذا ما كُنتَ مُنفَرِدا
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ
إِنّي صَحِبتُ الناسَ ما لَهُم عَدَدُ / وَكُنتُ أَحسَبُ أَنَّي قَد مَلَأتُ يَدي
لَمّا بَلَوتُ أَخِلاّئي وَجَدتُهُمُ / كَالدَهرِ في الغَدرِ لَم يُبقوا عَلى أَحَدِ
إِن غِبتُ عَنهُم فَشَرُّ الناسِ يَشتُمُني / وَإِن مَرِضتُ فَخَيرُ الناسِ لَم يَعُدِ
وَإِن رَأَوني بِخَيرٍ ساءَهُم فَرَحي / وَإِن رَأَوني بِشَرٍّ سَرَّهُم نَكَدي
كَم ضاحِكٍ وَالمَنايا فَوقَ هامَتِهِ
كَم ضاحِكٍ وَالمَنايا فَوقَ هامَتِهِ / لَو كانَ يَعلَمُ غَيباً ماتَ مِن كَمَدِ
مَن كانَ لَم يُؤتَ عِلمَاً في بَقاءِ غَدٍ / ماذا تَفَكُّرُهُ في رِزقِ بَعدَ غَدِ
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها / يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا
هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً / حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا
إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها / فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا
تاهَ الأُعَيرِجُ وَاِستَعلى بِهِ الخَطَرُ
تاهَ الأُعَيرِجُ وَاِستَعلى بِهِ الخَطَرُ / فَقُل لَهُ خَيرُ ما اِستَعمَلتَهُ الحَذَرُ
أَحسَنتَ ظَنَّكَ بِالأَيّامِ إِذ حَسُنَت / وَلَم تَخَف سوءَ ما يَأتي بِهِ القَدَرُ
وَسالَمَتكَ اللَيالي فَاِغتَرَرتَ بِها / وَعِندَ صَفوِ اللَيالي يَحدُثُ الكَدَرُ
إِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً
إِقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً / إِن بَرَّ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
لَقَد أَطاعَكَ مَن يُرضيكَ ظاهِرُهُ / وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ
الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ / وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ / وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الدُرَرُ
وَفي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها / وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ / في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ
ماتَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي / إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ
لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ / بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ
وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها / وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي
فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا / تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ
وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي / وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ / يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ / إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها / وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها / إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى / ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ / وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ / وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ
وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ / وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ
وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ / وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ
وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ / وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ
وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ / وَضَربُ إِلفٍ بِحَبلِ قَلسِ
أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ / يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِها
اِرحَل بِنَفسِكَ مِن أَرضٍ تُضامُ بِها / وَلا تَكُن مِن فِراقِ الأَهلِ في حُرَقِ
فَالعَنبَرُ الخامُ رَوثٌ في مَواطِنِهِ / وَفي التَغَرُّبِ مَحمولٌ عَلى العُنُقِ
وَالكُحلُ نَوعٌ مِنَ الأَحجارِ تَنظُرُهُ / في أَرضِهِ وَهوَ مُرميٌّ عَلى الطُرُقِ
لَمّا تَغَرَّبَ حازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ / فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَدَقِ
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ
لَم يَبقَ في الناسِ إِلّا المَكرُ وَالمَلَقُ / شَوكٌ إِذا لَمَسوا زَهرٌ إِذا رَمَقوا
فَإِن دَعَتكَ ضَروراتٌ لِعِشرَتِهِم / فَكُن جَحيماً لَعَلَّ الشَوكَ يَحتَرِقُ
لَو كُنتَ بِالعَقلِ تُعطى ما تُريدُ إِذَن
لَو كُنتَ بِالعَقلِ تُعطى ما تُريدُ إِذَن / لَما ظَفِرتَ مِنَ الدُنيا بِمَرزوقِ
رُزِقتَ مالاً عَلى جَهلٍ فَعِشتَ بِهِ / فَلَستَ أَوَّلَ مَجنونٍ وَمَرزوقِ
عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ يَنفَعُني
عِلمي مَعي حَيثُما يَمَّمتُ يَنفَعُني / قَلبي وِعاءٌ لَهُ لا بَطنُ صُندوقِ
إِن كُنتُ في البَيتِ كانَ العِلمُ فيهِ مَعي / أَو كُنتُ في السوقِ كانَ العِلمُ في السوقِ