المجموع : 34
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ
دَعَوتُهُ فَأَجابَتني مَكارِمُهُ / وَلَو دَعَوتُ سِوى نُعماهُ لَم تُجِبِ
وَجَدتُهُ الغَيثَ مَشغوفاً بِعادَتِهِ / وَالرَوضُ يَجني بِما في عادَةِ السُحُبِ
لَو فاتَهُ النَسَبُ الوَضّاحُ كانَ لَهُ / مِن فَضلِهِ نَسَبٌ يُغني عَن النَسَبِ
إِذا دَعَتهُ مُلوكُ الأَرضِ سَيِّدَها / طُرّاً دَعَتهُ المَعالي سَيِّدَ العَرَبِ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ
سُرورُنا بِكَ فَوقَ الهَمِّ بِالنُوَبِ / فَما يُغالِبُنا حُزنٌ عَلى طَرَبِ
إِذا تَجاوَزَت الأَقدارُ عَنكَ فَهَل / مِن واجِبِ الشُكرِ أَن يُرتاعُ مَن سَبَبِ
حَتّام تَخدَعنا الدُنيا بِزُفِها / وَلا تحصلنا مِنها عَلى أَرَبِ
نُسَرُّ مِنها بِما تُجنى عَواقِبهُ / هَمّاً وَنَهرُبُ وَالآجالُ في الطَلَبِ
فَإِنَّ رَأي لا رَأي سواءاً وَلا بَرح ال
فَإِنَّ رَأي لا رَأي سواءاً وَلا بَرح ال / إِقبال مُشتَمِلاً أَيّامَ دَولَتِهِ
أَن يَقتَضي لي مِن إِنعامِهِ خِلَعاً / تَنوبُ عَن مَنطِقي في شُكرِ نِعمَتهُ
إِذا تَأَمَّلَها الحُسّادُ لائِحَةً / تَيَقَّنوا أَنَّها عُنوانُ نِيَّتِهِ
وَضَيغَمٍ ذابِلٍ يَلوحُ
وَضَيغَمٍ ذابِلٍ يَلوحُ /
مُساوِرٍ تَسيلُ مِنهُ الروحُ /
جِسمٌ وَلكِن لَيسَ فيهِ روحُ /
وَإِن رَأى المُتَناهى مِن سِيادَتهُ
وَإِن رَأى المُتَناهى مِن سِيادَتهُ / إِلى المَحلِ الَّذي لَم يرقَهُ أَحَدُ
أَن يَقتَضي لي حَظّاً مِن مَكارِمِهِ / يُغري عَلى العَدى مِن أَجلِهِ الحَسَدُ
فَالشَمسُ تَدنو ضِياءً وَهِيَ نازِحَةٌ / وَالسَحبُ تُروى وَمِن أَوطانِه البُعدُ
أَعَدَّت سَعودَ بَهاءِ الدَولَةِ الفُلكُ
أَعَدَّت سَعودَ بَهاءِ الدَولَةِ الفُلكُ / الأَعلى فَما فيهِ نَجمٌ غَيرُ مَسعودِ
وَقابَلَ العيدَ مِنهُ حينَ قابَلَهُ / مِن ملكِهِ كُلَّ يَومٍ مِنهُ في عيدِ
وَلَيسَ يَرضى مَساعيكَ الَّتي بَهَرَت / بِأَن يَهنَأ موجودٌ بِمَفقودِ
فَالإِختِصار عَلى ذا الحَكَمِ أَبلَغ في / صِفاتِ فَضلِكَ مِن إِغراقِ تَجويدِ
اِستَودِعُ اللَهَ قَوماً ما ذَكَرتهُم
اِستَودِعُ اللَهَ قَوماً ما ذَكَرتهُم / إِلّا وَضَعتُ يَدي لَها عَلى كَبِدي
تَبَدَّلوا وَتَبَدَّلنا وَأَخسَرنا / مَنِ اِبتَغى سَبَباً يَسلى فَلَم يَجِد
لَحَحتُ ثُمَّ رَأَيتُ اليَأسَ أَجمَلَ بي / تَنَزُّهاً فَخَصَمتُ الشَوقَ بِالجَلَدِ
يا مُسقِمي بِجُفونِ سَقمها سَبَب
يا مُسقِمي بِجُفونِ سَقمها سَبَب / إِلى مُواصَلَةِ الأَسقامِ في جَسَدي
وَحَقّ جَفنَيكَ لا اِستَعفَيتَ مِن كَمِدي / دَهري وَلَو مُتُّ مِن هَمٍّ وَمِن كَمَدِ
عَذَرتُ مِن ظَلَّ في حَبيِكَ يِحسدني / لِأَنَّهُ فيكَ مَعذورٌ عَلى حَسَدي
قَد كانَ أَحسَنَ شَيءٍ بَعدَ بُعدِهِم
قَد كانَ أَحسَنَ شَيءٍ بَعدَ بُعدِهِم / بِروحٍ مِثلَكَ أَن تَنأَى عَنِ الجَسَدِ
هُم بِالوِصالِ أَعادوها إِلَيكَ فَلم / ذَخَرتَها بَعدَهُم لِلصَبرِ وَالجَلَدِ
وَعَدتَ بِالدَمعِ تَعليلاً كَأَنَّكَ قَد / أَظهَرتَ ما لَيسَ مَوجوداً لَدى أَحَدِ
لُمتُ الزَمانَ عَلى تَأخيرِ مُطَّلَبي
لُمتُ الزَمانَ عَلى تَأخيرِ مُطَّلَبي / فَقالَ ما وَجهُ لَومي وَهُوَ مَحظورُ
فَقُلتُ لَو شِئتَ ما فاتَ الغِنى أَمَلي / فَقالَ أَخطَأتَ بَل لَو شاءَ سابورُ
عُذ بِالوَزيرِ أَبي نَصرٍ وَسَل شَطَطاً / أَسرِف فَإِنَّكَ في الإِسرافِ مَعذورُ
وَقَد تَقَبَّلتُ هذا النُصحَ مِن زَمَني / وَالنُصحُ حَتّى مِنَ الأَعداءِ مَشكورُ
وَما لِطَرفِ رَجائي عَنكَ مُنصَرِفُ / وَهَل يُفارِقُ جُرمُ المُشتَري النورُ
لِمَن أَسائِلُ لا رسمٌ وَلا أَثَرُ
لِمَن أَسائِلُ لا رسمٌ وَلا أَثَرُ / رَحَلتُمُ وَأَقامَ الدَمعُ وَالسَهَرُ
كُنتُم لِعَيني صَباحاً لا مَساء لَهُ / فَعاضَها البَينُ لَيلاً مالَهُ سَحرُ
وَما أُعابُ بِشَيءٍ بَعدَ فُرقَتِكُم / إِلّا البَقاءَ فَإِنّي مِنهُ أَعتَذِرُ
فَإِن رَأى لا أَراهُ اللَهُ نائِبَةً
فَإِن رَأى لا أَراهُ اللَهُ نائِبَةً / مِنَ الزَمانِ وَرَعاهُ مِنَ الغيرِ
أَن يَجعَلَ النُجحَ لي باباً إِلَيهِ وَأَن / يَخُصَّ حُسنَ رَجائي فيهِ بِالظَفرِ
لا عُذرَ بَعدَ عَذارٍ شابَ أَكثُرُهُ
لا عُذرَ بَعدَ عَذارٍ شابَ أَكثُرُهُ / فَالشَيبُ أَوعَظُ أَعذار وَأَنذارِ
قَد جاءَتِ البَغلَةُ السَفواءُ يَجلِبُ مِن
قَد جاءَتِ البَغلَةُ السَفواءُ يَجلِبُ مِن / ها البَرقُ غَيثُ نَدى يَنهَلُ ماطِرُهُ
عَريقَةٌ ناسَبَت أَخوالَها فَلها / بِالعُتقِ مِن كَرَمِ الجِنسَينِ فاخِرهُ
مِلءُ الحِزامِ وَمِلءُ اللَبَدِ مُجفَرَّةً / يُريكَ عائِبَها في الحَسَنِ حاضِرُهُ
لَيسَت بِأَوَّلِ حَملان شَرِيَت بِهِ / حَمدى وَلآ هِيَ ياذا المَجدِ آخِرُهُ
كَم قَد تَقَدَّمَها مِن سابِحٍ بِيَدي / عَنانَهُ وَعَلى الجَوزاء حافِرُهُ
يا غازِياً أَتَت الأَحزانُ غازِيَةً
يا غازِياً أَتَت الأَحزانُ غازِيَةً / إِلا فُؤادي وَالأَحشاءُ حينَ غَزا
إِن بارَزتَكَ كَماةُ الرومُ فَاِرمِهِم / بِسَهمِ عَينَيكَ تَقتُل كُلَّ مَن برَزا
خُذوا منَ العَيشِ فَالأَعمارُ فاتِيَةٌ
خُذوا منَ العَيشِ فَالأَعمارُ فاتِيَةٌ / وَالدَهرُ مُنصَرِفٌ وَالعَيشُ مُنقَرِضُ
في حامِلِ الكَأسِ مِن بَدرِ الدُجى خَلَفُ / وَفي المُدامَةِ مِن شَمسِ الضُحى عِوَضُ
كَأَنَّ نَجمَ الثُرَيّا كَفُّ ذي كَرَمٍ / مَبسوطَةٌ لِلعَطايا لَيسَ تَنقَبِضُ
يا سادَتي هذِهِ نَفسي تُوَدِّعُكُم
يا سادَتي هذِهِ نَفسي تُوَدِّعُكُم / إِذ كانَ لا الصَبرُ يُسليها وَلا الجَزعُ
قَد كُنتُ أَطمَعُ في رَوحِ الحَياةِ لَها / فَالآنَ إِذ بِنتُمُ لَم يَبقَ لي طَمَعُ
لا عَذَّبَ اللَهُ روحي بِالبَقاءِ فَما / أَظُنُّني بَعدَكُم بِالعَيشِ أَنتَفِعُ
جاوَرتُ بِالحُبِّ قَلباً لَم تَذَر فِكرى
جاوَرتُ بِالحُبِّ قَلباً لَم تَذَر فِكرى / لِلحُبِّ مُستَمتِعاً فيهِ وَلَم تَدَعِ
مُفَرِّقاً بَينَ هَمٍّ غَيرَ مُفتَرِقٍ / عَنهُ وَبَينَ سَلُوٍّ غَيرَ مُجتَمِعِ
يَصبو وَلكِن يَكُفّ الحِلمُ صَبوَتَهُ / وَأَشرَفُ الحُبِّ أَدناهُ مِنَ الوَرَعِ
وَبي أَمَسَّ غَرامٍ لَو أَنِستُ إِلى ال / شَكوى وَلكِن أُعِدُّ الصَبرَ لِلجَزَعِ
ما بالُ أَهلِ زَماني مِن تَجاهُلِهم / بِمَوضِعي بَينَ مَغبونٍ وَمُختَدعِ
مَن لَم تَزِد قَومَهُ أَفعالُهُ شَرَفاً / بِالفَضلِ فَهُوَ لِمَعنىً غَيرَ مُختَرِعِ
عِفتُ المَوارِدَ لَمّا لَم أَجِد ظَمَأ / في كَثرَةِ الماءِ ما يُغنى عَنِ الجَرعِ
كَم كُربَةٍ ضاقَ صَدري عَن تَحَمُّلِها
كَم كُربَةٍ ضاقَ صَدري عَن تَحَمُّلِها / فَمِلتُ عَن جَلَدي فيها إِلى الجَزعِ
ثُمَّ اِستَكَنتُ فَأَدَّتني إِلى فَرَجٍ / لَم يَجرِ بِالظَنِّ في يَأسٍ وَلا طَمَعِ
يا مَن تَشابَهَ مِنهُ الخَلقُ وَالخُلقُ
يا مَن تَشابَهَ مِنهُ الخَلقُ وَالخُلقُ / فَما تُسافِرُ إِلا نَحوَهُ الحَدَقُ
تَوريدُ دَمعي مِن خَدَّيكَ مُختَلسُ / وَسُقمِ جِسمي مِن جَفنَيكَ مُستَرقُ
لَم يَبقَ لي رَمَقٌ أَشكو هَواكَ بِهِ / وَإِنِّما يَتَشَكى مَن بِهِ رَمقُ