القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 300
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا / إِلّا وَقَد حَمَلوا فيها الطَواويسا
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مالِكَةٍ / تَخالُها فَوقَ عَرشِ الدُرِّ بِلقيسا
إِذا تَمَشَّت عَلى صَرحِ الزُجاجِ تَرى / شَمساً عَلى فَلَكٍ في حِجرِ إِدريسا
تُحيي إِذا قُتِلَت بِاللَحظِ مَنطِقَها / كَأَنَّها عِندَما تُحيي بِهِ عيسى
تَوراتُها لَوحُ ساقَيها سَناً وَأَنا / أَتلو وَأَدرُسُها كَأَنَّني موسى
أُسقُفَّةٌ مِن بَناتِ الرومِ عاطِلَةٌ / تَرى عَلَيها مِنَ الأَنوارِ ناموسا
وَحشِيَّةٌ ما بِها أُنسٌ قَد اِتَّخَذَت / في بَيتِ خَلوتِها لِلذِّكرِ ناووسا
قَد أَعجَزَت كُلَّ عَلّامٍ بِمِلَّتِنا / وَداوُدِيّاً وَحِبراً ثُمَّ قِسّيسا
إِن أَومَأَت تَطلُبُ الإِنجيلَ تَحسَبُها / أَقِسَّةً أَو بَطاريقاً شَماميسا
نادَيتُ إِذ رَحَّلَت لِلبَنينَ ناقَتَها / يا حادِيَ العيسِ لا تَحدو بِها العيسا
عَبَّيتُ أَجيادَ صَبري يَومَ بَينِهِمُ / عَلى الطَريقِ كَراديساً كَراديسا
سَأَلتُ إِذ بَلَغَت نَفسي تَراقِيَها / ذاكَ الجَمالَ وَذاكَ اللُطفَ تَنفيسا
فَأَسلَمَت وَوَقانا اللَهُ شِرَّتَها / وَزَحزَحَ المَلِكُ المَنصورُ إِبليسا
بانَ العَزاءُ وَبانَ الصَبرُ إِذ بانوا
بانَ العَزاءُ وَبانَ الصَبرُ إِذ بانوا / بانوا وُهُم في سُوَيدا القَلبِ سُكّانُ
سَأَلتُهُم عَن مَقيلِ الرَكبِ قيلَ لَنا / مَقيلُهُم حَيثُ فاحَ الشيحُ وَالبانُ
فَقُلتُ لِلريحِ سيري وَالحَقي بِهِمُ / فَإِنَّهُم عِندَ ظِلِّ الأَيكِ قُطّانُ
وَبَلِّغيهِم سَلاماً مِن أَخي شَجَنٍ / في قَلبِهِ مِن فِراقِ القَومِ أَشجانُ
إِنّي عَجِبتُ لِصَبٍّ مِن مَحاسِنِهِ
إِنّي عَجِبتُ لِصَبٍّ مِن مَحاسِنِهِ / تَختالُ ما بَينَ أَزهارٍ وَبُستانِ
فَقُلتُ لا تَعجِبي مِمَّن تَرَينَ فَقَد / أَبصَرتِ نَفسَكَ في مِرآةِ إِنسانِ
يا حادِيَ العيسِ لا تَعجَل بِها وَقِفا
يا حادِيَ العيسِ لا تَعجَل بِها وَقِفا / فَإِنَّني زَمِنٌ في إِثرِها غادي
قِف بِالمَطايا وَشَمِّر مِن أَزِمَّتِها / بِاللَهِ بِالوَجدِ وَالتَبريحِ يا حادي
نَفسي تُريدُ وَلكِن لا تُساعِدُني / رِجلي فَمَن لي بِإِشفاقٍ وَإِسعادِ
ما يَفعَلُ الصَنَعُ النَحريرُ في شُغُلٍ / آلاتُهُ أَذِنَت فيهِ بِإِفسادِ
عَرَّج فَفي أَيمَنِ الوادي خِيامُهُمُ / لِلَّهِ دَرُّكَ ما تَحويهِ يا وادي
جَمَعتَ قَوماً هُمُ نَفسي وَهُم نَفَسي / وَهُم سَوادُ سُوَيدا خِلبِ أَكبادي
لا دَرَّ دَرُّ الهَوى إِن لَم أَمُت كَمَداً / بِحاجِرٍ أَو بِسَلعٍ أَو بِأَجيادِ
نَفسي الفِداءُ لِبيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ
نَفسي الفِداءُ لِبيضٍ خُرَّدٍ عُرُبٍ / لَعِبنَ بي عِندَ لَثِمِ الرُكنِ وَالحَجَرِ
ما تَستَدَلُّ إِذا ما تَهتَ خَلفَهُمُ / إِلّا بِريحِهِمُ مِن طَيِّبِ الأَثَرِ
وَلا دَجا بِيَ لَيلٌ ما بِهِ قَمَرٌ / إِلّا ذَكَرتُهُمُ فَسِرتُ في القَمَرِ
وَإِنَّما حينَ أُمسي في رِكابِهِمُ / فَاللَيلُ عِندِيَ مِثلُ الشَمسَ في البُكَرِ
غازَلتُ مِن غَزَلي مِنهُنَّ واحِدَةً / حَسناءَ لَيسَ لَها أُختٌ مِنَ البَشَرِ
إِن أَسفَرَت عَن مُحَيّاها أَرَتكَ سَناً / مِثلَ الغَزالَةِ إِشراقاً بِلا غَبَرِ
لِلشَّمسِ غُرَّتُها لِلَّيلِ طُرَّتُها / شَمسٌ وَلَيلٌ مَعاً مِن أَعجُبِ الصُوَرِ
فَنَحنُ بِاللَيلِ في ضَوءِ النَهارِ بِها / وَنَحنُ في الظُهرِ في لَيلٍ مِنَ الشَعَرِ
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً
بَينَ الحَشا وَالعُيونِ النُجلِ حَربُ هَوىً / وَالقَلبُ مِن أَجلِ ذاكَ الحَربِ في حَرَبِ
لَمياءُ لَعساءُ مَعسولٌ مُقَبَّلُها / شَهادَةُ النَحلِ ما يَلقى مِنَ الضَرَبِ
رَيّا المُخَلخَلِ ديجورٌ عَلى قَمَرٍ / في خَدِّها شَفَقٌ غُصنٌ عَلى كُثُبِ
حَسناءُ حالِيَةٌ لَيسَت بِغانِيَةٍ / تَفتَرَّ عَن بَرَدٍ ظَلمٍ وَعَن شَنَبِ
تَصُدُّ جِدّاً وَتَلهو بِالهَوى لَعِباً / وَالمَوتُ ما بَينَ ذاكَ الجِدِّ وَاللَعبِ
ما عَسعَسَ اللَيلُ إِلّا جاءَ يَعقُبُهُ / تَنَفُّسُ الصُبحِ مَعلومٌ مِنَ الحِقَبِ
وَلا تَمُرُّ عَلى رَوضٍ رِياحُ صَباً / تَحوي عَلى كاعِباتٍ خُرَّدٍ عُرُبِ
إِلّا أَمالَت وَنَمَّت في تَنَسُّمِها / بِما حَمَلنَ مِنَ الأَزهارِ وَالقُضُبِ
سَأَلتُ ريحَ الصَبا عَنهُم لِتُخبِرَني / قالَت وَما لَكَ في الأَخبارِ مِن أَرَبِ
في الأَبرَقَينِ وَفي بَركِ العِمادِ وَفي / بَركِ العَميمِ تَرَكتُ الحَيَّ عَن كَثَبِ
لا تَستَقِلُّ بِهِم أَرضُ فَقُلتُ لَها / أَينَ المَفَرَّ وَخَيلُ الشَوقِ في الطَلَبِ
هَيهاتَ لَيسَ لَهُم مَعنىً سِو خَلَدي / فَحَيثُ كُنتُ يَكونُ البَدرُ فَاِرتَقِبِ
أَلَيسَ مَطلَعُها وَهمي وَمَغرِبُها / قَلبي فَقَد زالَ شُؤمُ البانِ وَالغَرَبِ
ما لِلغُرابِ نَعيقٌ في مَنازِلُنا / وَما لَهُ في نِظامِ الشَملِ مِن نَدَبِ
مَن لي بَمَخضوبَةِ البَنانِ
مَن لي بَمَخضوبَةِ البَنانِ / مَن لي بِمَعسولَةِ اللِسانِ
مِن كاعِباتٍ ذَواتِ خِدرٍ / نَواعِمٍ خُرَّدٍ حِسانِ
بُدورُ تَمٍّ عَلى غُصونٍ / هُنَّ مِنَ النَقصِ في أَمانِ
بِرَوضَةٍ مِن دِيارِ جِسمي / حَمامَةٌ فَوقَ غُصنِ بانِ
تَموتُ شَوقاً تَذوبُ عِشقاً / لِما دَهاها الَّذي دَهاني
تَندُبُ إِلفاً تَذُمُّ دَهراً / رَماها قَصداً بِما رَماني
فِراقُ جارٍ وَنَأيُ دارٍ / فَيا زَماني عَلى زَماني
مَن لي بِمَن يَرتَضي عَذابي / ما لي بِما يَرتَضي يَدانِ
أَلِم بِمَنزِلِ أَحبابٍ لَهُم ذِمَمُ
أَلِم بِمَنزِلِ أَحبابٍ لَهُم ذِمَمُ / سَحَّت عَلَيهِم سَحابٌ صَوبُها دِيَمُ
وَاِستَنشِقِ الريحَ مِن تِلقاءِ أَرضِهِمُ / شَوقاً لِتُخبِرَكَ الأَرواحُ أَينَ هُمُ
أَظُنُّهُم خَيَّموا بِالبانِ مِن إِضَمٍ / حَيثُ العَرّارُ وَحيثُ الشيحُ وَالكَتَمُ
لما بدا السرُّ في فؤادي
لما بدا السرُّ في فؤادي / فنى وجودي وغاب نجمي
وحال قلبي بسرِّ ربي / وغبتُ عن رسم حسِّ جسمي
وجئتُ منه به إليه / في مركب من سِنيّ عزمي
نشرتُ فيه قلاعَ فكري / في لُجةٍ من خفيِّ علمي
هَّبتْ عليه رياحُ شوقي / فمرّ في البحر مَرَّ سهم
فجزتُ بحرَ الدنوِّ حتى / أبصرت جهراً من لا اسمي
وقلتُ يا من رآه قلبي / أضربُ في حبكم بسهم
فأنت أُنسي ومهرجاني / وغايتي في الهوى وغُنمي
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ
يا أيها الكاتبُ اللبيبُ / أمرك عند الورى عجيبُ
قرّبك السِّيد العليُّ / فيممتْ نحوك القلوبُ
لما تغيبت عن جفوني / تاهت على الظاهر الغيوب
لولاك يا كاتبَ المعاني / ما كان لي في العلى نصيب
فاكتب طير الأماني حتى / يأمنك الخائف المريب
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم
هذا الخليفة هذا السيدُ العلم / هذا المقام هذا الركن والحرمُ
ساد الأنامَ ولم تظهر سيادتُه / لما بدا العجل للأبصارِ والصنم
ما زال يروع قوماً همُّهم أبداً / في نيل ما ناله موسى وما علموا
إن العيان حرام كلما نظرتْ / عينُ البصيرةِ شيئاً أصله عدمُ
السرُّ ما بين إقرارٍ وإنكار
السرُّ ما بين إقرارٍ وإنكار / في المشتريّ وهمِّ المُدلجِ الساري
لم لا يقول وقد أودعت سرّهما / أنا المعلم للأرواح أسراري
أنا المكّلم من نارٍ حجبتُ بها / نوراً فخاطبتُ ذاتَ النور في النارِ
أنا الذي أوجد الأكوان مظلمةً / ولو أشاءُ لكانتْ ذاتَ أنوار
أنا الذي أوجد الأسرار في شجِ / مجموعة لم ينلها بؤسُ أغيار
يا ضارباً بعصاه صلد رابيةَ / شمس وبدر وأرض ذات أحجار
فاعجب إلى شجرٍ قاصٍ على حجر / وانظر إلى ضاربٍ من خلف أستار
لقد ظهرتَ فما تخفى على أحدٍ / إلا على أحدٍ لا يعرفُ الباري
قطعتَ شرقاً وغرباً كي أنالهم / على نجائبَ في ليلٍ وأسحار
فلم أجدكم ولم أسمع لكم خبراً / وكيف تسمع أذن خلف أسوار
أم كيف أدرك مَنْ لا شيءَ يدركه / لقد جهلتك إذ جاوزتَ مقداري
حجبتَ نفسك في إيجاد آنية / فأنت كالسرّ في روح ابنة القاري
أنت الوحيد الذي ضاق الزمان به / أنت المنزه عن كون وأقطار
أنضى الركاب إلى ربِّ السموات
أنضى الركاب إلى ربِّ السموات / وانبذ عن القلبِ أطوارَ الكراماتِ
واعكف بشاطىء وادي القدس مرتقياً / واخلع نعالك تحظى بالمناجات
وغِب عن الكونِ بالأسماء يا سندي / حتى تغيب عن الأسماء بالذات
ولُذ بجانب فرد لا شبيه له / ولا تعرِّج على أهل البطالات
بل صُم وصلِّ وفكِّر وافتقر أبداً / تنل معالم مِن علم الخفيَّات
فقد قضى الله بالميراثِ سيّدنا / لكلِّ عبدٍ صدوق ذي تقيات
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ / بعُرف روض النُّهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَين لاح لنا / يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألم تروا لكليمِ اللهِ كيف بدا / له الخطابُ من الأشجار في القبس
يا بدرُ بادر إلى المنادي
يا بدرُ بادر إلى المنادي / كَفيتَ فاشكر ضُرّ الأعادي
قد جاءك النور فاقتبسه / ولا تُعرِّج على السوادِ
فمن أتاه النُّضارُ يوماً / يزهد في الخط بالمدادِ
فقم بوصف الإله وانظر / إليه فرداً على انفرادِ
وحصن السَّمع إذ تنادي / وخلص القول إذ تنادى
والبس لمولاك ثوبَ فقرٍ / كي تحظى بالواهب الجوادِ
وقل إذا جئته فقيراً / يا سّيداً ودّه اعتمادي
اسق شرابَ الوصال صباً / ما زال يشكو صدى البعاد
تاه زماناً بغير قوتٍ / إذ لم يشاهد سوى العباد
فكن له القوتَ ما استمرت / أيّامه الغرُّ باقتصادِ
حتى يموت العذول صبراً / وتنطفي جمرة البعادِ
ويعجب الناس من شخيصٍ / يكون بعد الضلال هادي
من كان ميتاً فصار حياً / فقد تعالى عن النفاد
ما خلع النعل غير موسى / بشرطها عند بطن وادِ
من خلعتَ نعله تناهت / رتبة أقواله السَّداد
فإن تكن هاشميّ ورثٍ / فاسلك بها منهج السَّداد
والبس نعاليك إن من لم / يلبس نعاليه في وهادِ
فهل يساوي المحيط حالاً / من لم ير العينَ في الرمادِ
فميز الحال إذ تراه / في مركب القدس في الغوادي
ورتب العلم إذ يناجي / سرك بالسرِّ في الهوادي
وارقبه في وهم كل سرٍّ / في ساتر إن أتى وبادي
ولا تشتِّت ولا تفرِّق / عبديه من حاضر وبادي
فإن وهبتَ الرجوع فرِّق / بين الحواضر والبوادي
واحذر بأنْ تركب المهارى / إذ تقرن العير بالجواد
لا يحجبنك الشخوصُ واصبر / على مَهماته الشدادِ
وانظر إلى واهبِ المعاني / وقارنِ العينَ بالفؤاد
وأسند الأمر في التلقي / له تكن صاحبَ استناد
و لايغرّنك قولُ عبدي / فالحقُّ في الجمعِ لا ينادي
وإنّ هذا المقام أخفى / من عدم المثلِ للجوادِ
فكنه علماً وكنه حالاً / مع رائح إن أتى و غادي
وكنه نعتاً و لا تكنه / ذاتاً فعين المحال بادي
ولا تكن ذا هوى وحب / فيه فقلب المحب صادي
من بات ذا لوعةٍ محباً / شكا له حرقةَ الجواد
وانظر بعينِ الفراق أيضاً / فيه ترى حكمةَ العِناد
وحكمةُ الحزمِ والتواني / وحكمة السِّلم والجِلاد
فحكمةُ الصدِّ لا يراها / سوى حكيم لها وسادي
وانظر إلى ضاربٍ بعود / صفاة يبس فانساب وادي
واعجبْ له واتخذه حالاً / تجده كالنارِ في الزناد
فالماءُ للروحِ قوتُ علم / والجسم للنار كالمزاد
فإن مضى الماء لم تجده / بدارِ دنياك في المعاد
وإن خَبت ناره عشاءً / فسوّ من مات في المهاد
أوضحتُ سرّاً إن كنتُ حرّاً / كنتُ به واري الزناد
من علم الحقَّ علمَ ذَوقٍ / لم يُقرن الغيّ بالرشاد
فمن أتاه الحبيبُ كشفاً / لم يدر ما لذة الرقاد
مثل رسول الإله إذ لم / يسكن له النومُ في فؤاد
لو بلغَ الزرعُ منتهاه / اشتغل القومُ بالحصاد
أو نازلَ الحصنَ قومُ حربٍ / لبادر الناسُ للجِهادِ
ناشدتك الله يا خليلي / هل فُرش الخزِّ كالقتاد
لا والذي أمرنا إليه / ما عنده الخير كالفساد
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه
قل لامرىء رام إدراكاً لخالقه / العجز عن دَرك الإدراك إدراكُ
من دانَ بالحيرة الغرَّاءِ فهو فتى / لغايةِ العلمِ بالرحمن دراكِ
وأيّ شخصٍ أبى إلا تحققه / فإنَّ غايته جحد وإشراك
فالعجز وعن دركِ التحقيق شمسُ حجىً / جرتْ بها فوق جوِّ النسكِ أفلاك
شمس الهوى في النفوسِ لاحت
شمس الهوى في النفوسِ لاحت / فأشرقت عندها القلوب
الحبُّ أشهى إليّ مما / يقوله العارفُ اللبيبُ
يا حبَّ مولاي لا تولِّ / عني فالعيشُ لا يطيب
لا إنس يصغو للقلبِ إلا / إذا تجلَّى له الحبيب
البدرُ في المحو لا يُجارى
البدرُ في المحو لا يُجارى / وفي تناهيه لا يحدّ
صحّ له النورُ بعد محو / ثم إليه يعود بعدُ
سرائر سرِّها ثلاث / ربٌ مليك والله فردُ
في المحو صحّت له فأثنتْ / عليه لما أتاه يعدو
النار تضرم في قلبي وفي كبدي
النار تضرم في قلبي وفي كبدي / شوقاً إلى نور ذاتِ الواحدِ الصمد
فجد عليّ بنورِ الذاتِ منفرداً / حتى أغيبَ عن التوحيد بالأحد
جاد الإله به في الحال فارتسمت / حقيقة غيبت قلبي عن الجسد
فصرتُ أشهدُه في كلِّ نازلة / عناية منه في الأدنا وفي البعد
يا صاحب البصر المحجوبِ ناظره
يا صاحب البصر المحجوبِ ناظره / غمض لتدركَ من لا شيء يدركُه
واعلم بأنك إن أرسلته عبثاً / فإنه خلف سِتر الكونِ تتركه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025