المجموع : 13
ما بلَّغ اللَه حُسَّادي الذي طلبوا
ما بلَّغ اللَه حُسَّادي الذي طلبوا / زارَ الحبيبُ وزال الهَجرُ والغَضَبُ
وبتُّ أعتِبُهُ إذ كان منقطعاً / وليس يُعرف لي فيها جرَى سَبَبُ
فيا لها ليلةً ما كان أقصَرَها / لما تطاول فيها اللَّهوُ والطَّرَبُ
بِتنا وساقي الطَّلى بدرٌ براحته / شمسٌ تُنَقِّطها في وجهها الشَهُبُ
وحَثَّها خَندَرِيساً كأسُهَا فَمُهُ / وثَغرُهُ كلما ضاحكتَهُ الحَبَبُ
أبا الحُسينِ وحسبي أن يُلبيني / يومَ الرجاء إذا ناديتُكَ الحَسَبُ
إن البرامكة الماضين ما افتخُروا / إلا بأيسَرِ ما تُعطى وما تَهَبُ
والفضلُ ما زال في الدنيا له شَرَفٌ / إذ كان يُعزى إلى يحيى وينتَسِبُ
استعمل العَصفَ بعد الدّبغ مَقلوُبا
استعمل العَصفَ بعد الدّبغ مَقلوُبا / لتعتدي طالباً طوراً ومطلوُبا
واسكَر من الرَّاحِ وأفهم ما اشرتُ له / فليس يحتاج لا كأساً ولا كُوبا
واحمل على القومَ واحلُم إن همو حملوا / فأنت ما زلتَ غلاباً ومغلُوبا
لك الجوادان فاركب ما تشاءُ ودَع / مالا تشاءُ مع الظلمات مجنوبا
قد أدَّبتكَ نواريزُ مفَرَّقةُ / حتى لقد صرتَ لا تحتاج تأديبا
وطالما استصلح الجزرَّاء نحركَ في / يوم الأضاحي ولم يستصلح النَبيا
أذكرتنا أرشيبراً إذ ركبتَّ وإذ / وأصبَحت بالتاج تاج الخوص مَعصُوبا
فاستوف غير ضجور بالإمارة ما / على جبينك مما قد كان مكتوبا
والق الأيادي واقبل من هديتها / ما كان من قوص أو إخميم مجنوبا
يا شاعراً لم يفقه اليومَ راوية / يروى المجون إذ لم يَرَوِ تشبباً
لو أنه قد أدرك الشيخ الصريع فتى ال / قطد صَّارِ لم يرو إلا عَنكَ أَسلُوبا
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي / إليك ما فوقهُ مَزِيدُ
أودعتَ يوم الوداع قلبي / ناراً لها في الحَشا وَقودَ
عَذِّب بغير النَّوَى فؤادي / إن عذاب النَّوَى شديدُ
لا واجتماعٍ لنا تَقَضَّى / أرجو الليالي تَعُودُ
ما كان ذ البَينُ من مرادي / لو أنَّ للمرء ما يُريدُ
لم تَرضَ لي بالفراقِ حتى / تَلاه من كُتبك الصُّدُودُ
كُن كيفما شِئتَ فالموالي / لا تتَساوى بها العَبِيدُ
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً / أراه عندي وإن شَطَّت به الدارُ
ولستُ أعجبُ إلا من إقامتهِ / في باطنٍ حَشوُهُ لما نأى نارُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ / لحسنه كلُّ ذَنبٍ منه مُغتَفَرُ
هُوَ الغنيُّ وإني في هواه إلى / أمانه من عذاب الهجر مُقتَقر
يا مالكَ القلب رِفقاً إنَّ نارك في / أضالعِ الصَّبِّ لا تُبقى ولا تَذر
ما أنكر الطَّرفُ أن الشَّعرَ منك دُجىً / وإنما غَرَّهُ من وجهك القمرُ
فَضَحتَ غُصنَ النَّقَا ليناً فظلَّ إذا / ما ماس قدُّك بالأوراق يَسترُ
يا مُدنَف الخَصرِ قد غادَرتني دَنِفاً / وناعسَ الطرف قد أودى بي السَّهَرُ
إني لأعجبُ من طرف تدبرُ به / على محبّيك خَمراً وهو مُنكَسرُ
يا عادلي فيه قل مهما أردت فما / عندي وعيشك مما قُلتَه خبر
قل للذي ظنّ أن الظبي يُشبِهُهُ / من أين للظبي ذاك الجيدُ والحورُ
استودعُ اللَه من ودَّعتُهُم سحراً / يوم الرحيل وهُم للقلب قد سحرُوا
فقال قلبي لطرفي عند فُرقَتِهم / ماذا بدمعك يوم البَينِ تَنتَظرُ
هناك لَبت جفوني وهي مسرعة / إن الجفون بأمرِ القلب تأتَمِرُ
ماضي العزيمة ما في باعه قِصَرُ / يوم الهيَاج ولا في طبعه خَوَرُ
تُثنى على جوده أخلاقُهُ وكَذا / يُثنى على حسن أفعال الحيَا الزّهرُ
فغير بدعٍ إذا ما خِلتُهُ مَلَكاً / لأنه حاز ما لا حازَهُ البَشَرُ
تجمَّع الحسنُ والإحسان فيه معاً / وإنما بالمعاني تُعشَقُ الصورُ
كم للنَّدا من معانٍ كلها طُرِقَت / وكلُّ معنى له في الجود مُبتَكَرُ
سَمحٌ إذا حلَّ في مغناه ذو أدب / فالمدح يُنظَمُ والأموال تنتَثرُ
يرتاحُ للمدح علماً أنه سببٌ / للجود لا كالذي بالمدح يَفتَخرُ
عوِّل على قصده بعد الإِله تَجد / عَوناً وغَوثاً لديه العزُّ والظَّفَّرُ
واستَجل من وجهه شَمساً إذا بزغت / يكاد يَعجزُ عن إدراكها البصرُ
وشنِّف السمعَ من ألفاظ مِقوله / فإِنه بَحرُ علمٍ كُلُّهُ دُرَرُ
به انتَصرتُ على جَورِ الزمانِ وهل / يزِلُّ من بات بالأَنصار ينتَصرُ
حسبي اعتمادي على بيت مكارِمُه / في الدهر يُخبرُ عنها البدوُ والحضَرُ
قومٌ بقولِ رسول اللَه فَضلَهُمُ / في الجاهلية والإسلام مُشتَهِرُ
قَيسُ بن سَعدٍ وما أدراك جَدُّهُم / إن الأصول عليها تَنبتُ الشَّجرُ
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ / والحزنُ عنديَ لا يُبقي ولا يَذَرُ
يا من أقام بجنَّات النعيم وفي / قلبي عليه لهيبُ النار يَستَعرُ
كم قد تأسَّفتُ ولكن لم يُفِد أسفي / كما حَذِرتُ وما أغنائي الحَذَرُ
بكيتُ إذ قيل لي في عَينهِ أَثَرٌ / فكيف حالي ولا عَينٌ ولا أثَرُ
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم
أحبابنا ما لليلى بعد فرقتكُم / كأنَّما هو مخلوقٌ بلا سَحَر
أنفقت أيام عمري في محبتكُم / وقد نأيتم فلا أنتُم ولأغمرِي
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه
أجفانه ضَمِنت لي صِدق موعِدِه / فكيفَ توفى ضماناً وهي تِنكرُهُ
في خدّهِ من بقايا اللثمِ تجميش
في خدّهِ من بقايا اللثمِ تجميش / وبي لِتَشويشِ ذاك الصُّدغ تَشويشُ
ظبيٌ من التُّركِ أغنته لواحظُهُ / عما حوته من النَّبل التَّراكيشُ
إذا تثنَّى فقلبُ الغُصنِ مُنكَسرٌ / وإن تبدَّى فطرفُ البدرِ مَدهُوشُ
يا عاذلي إن تكُن عن حُسنِ صُورَتِهِ / أعمى فإني عما قُلتَ أطرُوشُ
واخجلةَ العُربِ إن كانتَ عمائمَهُم / لم تَحوِ ما قد حوتٌ منه الشرَّابيش
كم ليلةٍ باتَ يسقيني المدامَ على / روض له بنبات الغَيم تَرقيشُ
والغيث كالملك ترتجُّ الجيوشُ لهُ / والبرقُ راياتُه والرَّعدُ جاويشُ
في مجلسٍ ضَحِكت أرجاؤُه طرباً / لأنه ببديع الزَّهر مَفروُشُ
إني لمن معشرٍ سفكُ الدماءِ لهم
إني لمن معشرٍ سفكُ الدماءِ لهم / دأبٌ وسل عنهم إن رمتَ تصديقي
تزدادُ بالدم إشراقاً بمراصُهُم / فكلُّ أيامهم أيامُ تشريقِ
كم لي أُعَلّلُ آمالي بلقياكا
كم لي أُعَلّلُ آمالي بلقياكا / والدَّهرَ يحجُبُ عني حُسنَ مرآكا
ولست أحسب من لهوى سوى زَمن / فيه تمتَّعَ طرفي من مُحيَّاكا
يا ساكناً في فؤادي وهو يتلفُه / بالهَجرِ رفقاً بقلبي فهو مأواكا
إني أُعيذكَ من صدٍّ ومن صَلَفٍ / حاشاكَ أن لا تراعي الودَّ حاشاكا
عدني بوصلكَ أوعُدني فلا عجبٌ / في الحبِّ يوماً إذا ما عدتُ مُضناكا
رُحماكَ إن الهوى لم يبقِ من جلدي / شيئاً ولولا الهوى ما قُلتُ رحماكا
أشكو لعدلكَ جورَ السقم في جسدي / حماك ربي من سُقمٍ وعافاكا
للّه ما بَلَغَت أربابَها الهمَمُ
للّه ما بَلَغَت أربابَها الهمَمُ / من رُتبَةٍ عجزَت عن نَيلها الأُمَمُ
هي العزائمُ ما زالت مؤسِّسةً / أركان مجدٍ بناها السيفُ والقَلَمُ
جاهُ الأمانةِ عُقبَاهُ السُّرور كما / جاهُ الخيانة عُقبى أمره النَّدَمُ
وكلُّ من عَفَّ عن ظلم الوَرَى ورَعاً / جاءته قَصداً إلى أبوابه النَعَمُ
يُهنى الأجلَّ رشيد الدين حين غَدَت / تُعزى لخدمته بين الورى الخِدَمُ
بُشرَاهُ إذ نال ما قد كان يَبلُغُهُ / طَولا ولم ينلِ الأعداءُ ما زعموا
كم قد أرادوا به سوءاً فما ظفروا / إن الرشيد بحبَلِ اللَه مُعتَصِمُ
مولاي إن رام شتمي معشرٌ فلقد / صَدَّقتُهُم بقريضي في الذي شَتَمُوا
أقررت أني جَزَّارُ كما ذكروا / عَنِّي فهل غَيرُ هذا القول عندَهُمُ
وإن يكن أحمدُ الكنديُّ متَّهماً / بالفخر قبلي فإني لستُ أُتَّهَمُ
فاللحمُ والعظمُ والسكِّين تَعرِفني / والخَلعُ والقَطعُ والسَّاطورُ والوَضَم
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني
جنى ورد خُدودِ العاتبِ الجاني / إلى احتمالِ التجنِّي منه ألجاني