القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُحْتُري الكل
المجموع : 117
أَتارِكي أَنتَ أَم مُغرىً بِتَعذيبي
أَتارِكي أَنتَ أَم مُغرىً بِتَعذيبي / وَلائِمي في هَوىً إِن كانَ يُزري بي
عَمرُ الغَواني لَقَد بَيَّنَ مِن كَثَبٍ / هَضيمَةً في مُحِبٍّ غَيرِ مَحبوبِ
إِذا مَدَدنَ إِلى إِعراضِهِ سَبَباً / وَقَينَ مِن كُرهِهِ الشُبّانَ بِالشَيبِ
أَمُفلِتٌ بِكَ مِن زُهدِ المَها هَرَبٌ / مِن مُرهَقٍ بِبَوادي الشَيبِ مَقروبِ
يَحنونَهُ مِن أَعاليهِ عَلى أَوَدٍ / حَنوَ الثِقافِ جَرى فَوقَ الأَنابيبِ
أَم هَل مَعَ الحُبِّ حِلمٌ لا تُسَفِّهُهُ / صَبابَةٌ أَو عَزاءٌ غَيرُ مَغلوبِ
قَضَيتُ مِن طَلَبي لِلغانِياتِ وَقَد / شَأَونَني حاجَةً في نَفسِ يَعقوبِ
لَم أَرَ كَالنُفَّرِ الأَغفالِ سائِمَةً / مِنَ الحَبَلَّقِ لَم تُحفَظ مِنَ الذيبِ
أَغشى الخُطوبَ فَإِمّا جِئنَ مَأرَبَتي / فيما أُسَيِّرُ أَو أَحكَمنَ تَأديبي
إِن تَلتَمِس تَمرِ أَخلافَ الأُمورِ وَإِن / تَلبَث مَعَ الدَهرِ تَسمَع بِالأَعاجيبِ
وَأَربَدُ القُطرِ يَلقاكَ السَرابُ بِهِ / بَعدَ التَرَبُّدِ مُبيَضَّ الجَلابيبِ
إِذا خَلا جَوُّهُ لِلريحِ عارِضَةً / قالَت مَعَ العُفرِ أَو حَنَّت مَعَ النيبِ
لُجٌّ مِنَ الآلِ لَم تُجعَل سَفائِنُهُ / إِلّا غَريريَّةَ البُزلِ المَصاعيبِ
مِثلُ القَطا الكُدرِ إِلّا أَن يَعودَ بِها / لَطخٌ مِنَ اللَيلِ سوداً كَالغَرابيبِ
إِذا سُهَيلُ بَدا رَوَّحنَ مِن لَهَبٍ / مُسَعَّرٍ في كِفافِ الأُفقِ مَشبوبِ
وَقَد رَفَعتُ وَما طَأطَأتُها وَهَلاً / عَصا الهِجاءِ لِأَهلِ الحينِ وَالحوبِ
إِذا مَدَحتُهُمُ كانوا بِأَكذَبِ ما / وَأَوهُ أَخلَقَ أَقوامٍ بِتَكذيبي
حَتّى تُعورِفَ مِنّي غَيرُ مُعتَذِرٍ / تَحَوُّزي عَن سِوى قَومي وَتَنكيبي
إِلى أَبي جَعفَرٍ خاضَت رَكائِبُنا / خِطارَ لَيلٍ مَهولِ الخَرقِ مَرهوبِ
تَنوطُ آمالُنا مِنهُ إِلى مَلِكٍ / مُرَدَّدٍ في صَريحِ المَجدِ مَنسوبِ
مُحتَضَرِ البابِ إِمّا آذِنِ النَقَرى / أَو فائِتٍ لِعُيونِ الوَفدِ مَحجوبِ
نَغدو عَلى غايَةٍ في المَجدِ قاصِيَةِ ال / مَحَلِّ أَو مَثَلٍ في الجودِ مَضروبِ
إِذا تَبَدّى بِزَيدِ الخَيلِ لاءَمَهُ / بِحاتَمِ الجودِ شَعباً جِدَّ مَرؤوبِ
حَتّى تُقَلِّدَهُ العَليا قَلائِدَها / مِن بَينِ تَسمِيَةٍ فيها وَتَلقيبِ
يَكونُ أَضوَأَهُم إيماضَ بارِقَةٍ / تَهمي وَأَصدَقَ فيهِم حَدَّ شُؤبوبِ
إِن جاوَرَ النيلَ جارى النيلَ غالِبُهُ / أَوحَلَّ بِالسيبِ زُرنا مالِكَ السيبِ
أَغَرُّ يَملِكُ آفاقَ البِلادِ فَمِن / مُؤَخَّرٍ لِجَدى يَومٍ وَمَوهوبِ
رَضيتُ إِذ أَنا مِن مَعروفِهِ غُمُرٌ / وَاِزدَدتُ عَنهُ رِضىً مِن بَعدِ تَجريبِ
خَلائِقٌ كَسَواري المُزنِ موفِيَةٌ / عَلى البِلادِ بِتَصبيحٍ وَتَأويبِ
يَنهَضنَ بِالثِقلِ لا تُعطى النُهوضَ بِهِ / أَعناقُ مُجفَرَةِ الهوجِ الهَراجيبِ
في كُلِّ أَرضٍ وَقَومٍ مِن سَحائِبِهِ / أُسكوبُ عارِفَةٍ مِن بَعدِ أُسكوبِ
كَم بَثَّ في حاضِرِ النَهرَينِ مِن نَفَلٍ / مُلقىً عَلى حاضِرِ النَهرَينِ مَصبوبِ
يَملَأُ أَفواهَ مَدّاحيهِ مِن حَسَبٍ / عَلى السِماكَينِ وَالنَسرَينِ مَحسوبِ
تُلقى إِلَيهِ المَعالي قَصدَ أَوجُهِها / كَالبَيتِ يُقصَدُ أَمّا بِالمَحاريبِ
مُعطىً مِنَ المَجدِ مُزدادٌ بِرَغبَتِهِ / تَجري عَلى سَنَنٍ مِنهُ وَأُسلوبِ
كَالعَينِ مَنهومَةً بِالحُسنِ تَتبَعُهُ / وَالأَنفِ يَطلُبُ أَعلى مُنتَهى الطيبِ
ما اِنفَكَّ مُنتَضِياً سَيفي وَغىً وَقِرىً / عَلى الكَواهِلِ تَدمى وَالعَراقيبِ
قَد سَرَّني بُرءُ عِجلٍ مِن عَداوَتِهِ / بَعدَ الَّذي اِحتَطَبَت مِن سُخطِهِ الموبي
ساروا مَعَ الناسِ حَيثُ الناسُ أَزفَلَةٌ / في جودِهِ بَينَ مَرؤوسٍ وَمَربوبِ
وَلَو تَناهَت بَنو شَيبانَ عَنهُ إِذاً / لَم يَجشَموا وَقعَ ذي حَدَّينِ مَذروبِ
ما زادَها النَفرُ عَنهُ غَيرَ تَغوِيَةٍ / وَبُعدُها عَن رِضاهُ غَيرَ تَتبيبِ
إِلَيكِ ما أَنا مِن لَهوٍ وَلا طَرَبِ
إِلَيكِ ما أَنا مِن لَهوٍ وَلا طَرَبِ / مُنيتِ مِنّي بِقَلبٍ غَيرِ مُنقَلِبِ
رُدّي عَلَيَّ الصِبا إِن كُنتِ فاعِلَةً / إِنَّ الهَوى لَيسَ مِن شَأني وَلا أَربي
جاوَزتُ حَدَّ الشَبابِ النَضرِ مُلتَفِتاً / إِلى بَناتِ الصِبا يَركُضنَ في طَلَبي
وَالشَيبُ مَهرَبُ مَن جارى مَنِيَّتَهُ / وَلا نَجاءَ لَهُ مِن ذَلِكَ الهَرَبِ
وَالمَرءُ لَو كانَتِ الشِعرى لَهُ وَطَناً / حُطَّت عَلَيهِ صُروفُ الدَهرِ مِن صَبَبِ
قَد أَقذِفُ العيسَ في لَيلِ كَأَنَّ لَهُ / وَشياً مِنَ النورِ أَو أَرضاً مِنَ العُشُبِ
حَتّى إِذا ما اِنجَلَت أُخراهُ عَن أُفُقٍ / مُضَمَّخٍ بِالصَباحِ الوَردِ مُختَضِبِ
أَورَدتُ صادِيَةَ الآمالِ فَاِنصَرَفَت / بِرَيِّها وَأَخَذتُ النُجحَ مِن كَثَبِ
هاتيكَ أَخلاقُ إِسماعيلَ في تَعَبٍ / مِنَ العُلا وَالعُلا مِنهُنَّ في تَعَبِ
أَتعَبتَ شُكري فَأَضحى مِنكَ في نَصَبٍ / فَاِذهَب فَمالِيَ في جَدواكَ مِن أَرَبِ
لا أَقبَلُ الدَهرَ نَيلاً لا يَقومُ بِهِ / شُكري وَلَو كانَ مُسديهِ إِلَيَّ أَبي
لَمّا سَأَلتُكَ وافاني نَداكَ عَلى / أَضعافِ ظَنّي فَلَم أَظفَر وَلَم أَخِبِ
لَم يُخطِ مَأبِضَ خُلساتٍ تَعَمَّدَها / فَشَكَّ ذا الشُعبَةِ الطولى فَلَم يُصِبِ
لَأَشكُرَنَّكَ إِنَّ الشُكرَ نائِلُهُ / أَبقى عَلى حالَةٍ مِن نائِلِ النَشَبِ
بِكُلِّ شاهِدَةٍ لِلقَومِ غائِبَةِ / عَنهُم جَميعاً وَلَم تَشهَد وَلَم تَغِبِ
مَوصوفَةٍ بِاللَآلي مِن نَوادِرِها / مَسبوكَةِ اللَفظِ وَالمَعنى مِنَ الذَهَبِ
وَلَم أُحابِكَ في مَدحٍ تُكَذِّبُهُ / بِالفِعلِ مِنكَ وَبَعضُ المَدحِ مِن كَذِبِ
قالَ الحُسَينُ لَنا بِالأَمسِ مُفتَخِراً
قالَ الحُسَينُ لَنا بِالأَمسِ مُفتَخِراً / قَومي قُضاعَةُ أَزكى يَعرُبٍ حَسَبا
فَقُلتُ لَمّا أَتى دَهياءَ مُعضِلَةً / أَبلِ وَجَدِّد مَتى أَحدَثتَ ذا النَسَبا
نَحنُ الفِداءُ فَمَأخوذٌ وَمُرتَقِبٌ
نَحنُ الفِداءُ فَمَأخوذٌ وَمُرتَقِبٌ / يَنوبُ عَنكَ إِذا هَمَّت بِكَ النُوَبُ
قَد قابَلَتكَ سُعودُ العَيشِ ضاحِكَةً / وَواصَلَتكَ وَكانَت أَمسِ تَجتَنِبُ
وَنِعمَةٌ مِن أَمينِ اللَهِ ضافِيَةٌ / عَلَيكَ في رُتبَةٍ مِن دونِها الرُتَبُ
تَمَلَّها يا أَبا أَيّوبَ إِنَّ لَها / عِزَّ الحَياةِ وَفيها الرُغبُ وَالرَهَبُ
كَم مِن رَجاءٍ غَداةَ اِقتَدتَ جِريَتَها / قَد شُدَّ فيها إِلَيكَ الدَلوُ وَالكَربُ
ما لِلَّيالي أَراها لَيسَ تَجمَعُها / حالٌ وَيَجمَعُها مِن جَذمِها نَسَبُ
ها إِنَّها عُصبَةٌ جاءَت مُخالِفَةً / بَعضٌ لِبَعضٍ فَخِلنا أَنَّها عُصَبُ
وَنَعذُلُ الدَهرَ أَن وافى بِنائِبَةٍ / وَلَيسَ لِلدَهرِ فيما نابَنا أَرَبُ
الحَمدُ لِلَّهِ حَمداً تَمَّ واجِبُهُ / وَنَشكُرُ اللَهَ شُكراً مِثلَ ما يَجِبُ
أَرضى الزَمانُ نُفوساً طالَ ما سَخِطَت / وَأَعتَبَ الدَهرُ قَوماً طالَ ما عَتِبوا
وَأَكسَفَ اللَهُ بالَ الكاشِحينَ عَلى / وَعدٍ وَأَبطَلَ ما قالوا وَما كَذَبوا
لِتَهنِكَ النِعمَةُ المُخضَرُّ جانِبُها / مِن بَعدِ ما اِصفَرَّ في أَرجائِها العُشُبُ
وَكانَ أُعطِيَ مِنها حاسِدٌ حَنِقٌ / سُؤلاً وَنَيَّبَ فيها كاشِحٌ كَلِبُ
فَمِن دُموعِ عُيونٍ قَلَّما دَمَعَت / وَمِن وَجيبِ قُلوبٍ قَلَّما تَجِبُ
عافوكَ خَصَّكَ مَكروهٌ فَعَمَّهُمُ / ثُمَّ اِنجَلى فَتَجَلَّت أَوجُهٌ شُحُبُ
بِحُسنِ رَأيِ أَميرِ المُؤمِنينَ وَما / لِصاعِدٍ وَهوَ مَوصولٌ بِهِ نَسَبُ
ما كانَ إِلّا مُكافاةً وَتَكرِمَةٍ / هَذا الرِضا وَاِمتِحاناً ذَلِكَ الغَضَبُ
وَرِبَّما كانَ مَكروهُ الأُمورِ إِلى / مَحبوبِها سَبَباً ما مِثلَهُ سَبَبُ
هَذي مَخايِلُ بَرقٍ خَلفَهُ مَطَرٌ / جَودٌ وَوَريُ زِنادٍ خَلفَهُ لَهَبُ
وَأَزرَقُ الفَجرِ يَأتي قَبلَ أَبيَضِهِ / وَأَوَّلُ الغَيثِ قَطرٌ ثُمَّ يَنسَكِبُ
إِنَّ الخَليفَةَ قَد جَدَّت عَزيمَتُهُ / فيما يُريدُ وَما في جِدِّهِ لَعِبُ
رَآكَ إِن وَقَفوا في الأَمرِ تَسبِقُهُم / هَدياً وَإِن خَمَدوا في الرَأيِ تَلتَهِبُ
كَأَنَّني بِكَ قَد قُلِّدتَ أَعظَمَها / أَمراً فَلا مُنكَرٌ بِدعٌ وَلا عَجَبُ
فَلا تَهُمُّ بِتَقصيرٍ وَلا طَبعٍ / وَلَو هَمَمتَ نَهاكَ الدينُ وَالحَسَبُ
قَلبٌ يُطِلُّ عَلى أَفكارِهِ وَيَدٌ / تُمضي الأُمورَ وَنَفسٌ لَهوُها التَعَبُ
وَقاطِعٌ لِلخُصومِ اللُدِّ إِن نَخِبَت / قُلوبُهُم فَسَرايا عَزمِهِ نُخَبُ
لا يَتَحَظّى كَما اِحتَجَّ البَخيلُ وَلا / يُحِبُّ مِن مالِهِ إِلّا الَّذي يَهِبُ
حُلوُ الحَديثِ إِذا أَعطى مُسايِرَهُ / تِلكَ الأَعاجيبَ أَصغى المَوكِبُ اللَجِبُ
لَولا مَواهِبُ يُخفيها وَيُعلِنُها / لَقُلتُ ما حَدَّثوا عَن حاتِمٍ كَذِبُ
يا طالِبَ المَجدِ لا يَلوي عَلى أَحَدٍ / بِالجِدِّ مِن طَلَبٍ كَأَنَّهُ هَرَبُ
إِسلَم سَلِمتَ عَلى الأَيامِ ما بَقِيَت / قَرارِنُ الدَهرِ وَالأَيامُ وَالحِقَبُ
وَلا أَمُنُّ عَلَيكَ الشُكرَ مُتَّصِلاً / إِذا بَعُدتُ وَمَنّي حينَ أَقتَرِبُ
وَما صَحِبتُكَ عَن خَوفٍ وَلا طَمَعِ / بَلِ الشَمائِلُ وَالأَخلاقُ تَصطَحِبُ
عَهدي بِرَبعِكَ مَأنوساً مَلاعِبُهُ
عَهدي بِرَبعِكَ مَأنوساً مَلاعِبُهُ / أَشباهُ آرامِهِ حُسناً كَواعِبُهُ
يُشِبنَ لِلصَبِّ في صَفوِ الهَوى كَدَراً / إِن وَخطُ شَيبٍ أُعيرَتهُ شَوائِبُهُ
إِمّا رَدَدتِ عَنِ الحاجاتِ مُفتَقِداً / جادَ الشَبابِ الَّذي قَد فاتَ ذاهِبُهُ
فَكَم غَنَيتُ أَخا لَهوٍ يُطالِبُني / بِهِ أُناسِيُّ مِمَّن لا أُطالِبُهُ
قَد نَقَّلَت نُوَبُ الأَيّامُ مِن شِيَمي / لِكُلِّ نائِبَةٍ رَأيٌ أُجانِبُهُ
تَجارِبٌ أَبدَلَتني غَيرُ ما خُلُقي / وَتوسِعُ المَرءَ أَبدالاً تَجارِبُهُ
إِذا اِقتَصَرتَ عَلى حُكمِ الزَمانِ فَقَد / أَراكَ شاهِدُ أَمرٍ كَيفَ غائِبُهُ
كَلَّفتَني قَدَراً غَلَّت ضَرورَتُهُ / عَزيمَتي وَقَضاءً ما أُغالِبُهُ
وَظَلتَ تَحسِبَ رَبَّ المالِ مالِكَهُ / عَلى الحُقوقِ وَرَبُّ المالِ واهِبُهُ
وَما جَهِلتَ فَلا تَجهَل مُحاجَزَتي / لِصاحِبِ البابِ يَرمي عَنهُ حاجِبُهُ
الأَرضُ أَوسَعُ مِن دارٍ أُلِطُّ بِها / وَالناسُ أَكثَرُ مِن خِلٍّ أُجاذِبُهُ
أُعاتِبُ المَرءَ فيما جاءَ واحِدَةً / ثُمَّ السَلامُ عَلَيهِ لا أُعاتِبُهُ
وَلَو أَخَفتُ لَئيمَ القَومِ جَنَّبَني / أَذاتَهُ وَصَديقُ الكَلبِ ضارِبُهُ
وَلَن تُعينَ اِمرَأً يَوماً وَسائِلُهُ / إِن لَم تُعِنهُ عَلى حُرٍّ ضَرائِبُهُ
أَلا فَتىً كَأَبي العَبّاسِ يُسعِدُهُ / عَلى النَوالِ فَلا تُكدي مَطالِبُهُ
وَالبَحرُ لَو زيدَ مِثلاً يَستَعينُ بِهِ / لَطَبَّقَ الأَرضَ باديهِ وَثائِبُهُ
مُكَثَّرٌ هِمَّةً في المَكرُماتِ فَما / تُقضى مِنَ الشَرَفِ الأَعلى مَآرِبُهُ
يَضيقُ أَرضاً إِذا فاتَتهُ مَكرُمَةٌ / وَلَم يَبِت ذِكرُها غُنماً يُناهِبُهُ
وَلَن تَرى مِثلَ كِنزِ المَجدِ مُكتَسَباً / يَرعاهُ صَوناً مِنَ الإِنفاقِ كاسِبُهُ
باتَ بنُ بَدرِ لَنا بَدراً نَهُدُّ بِهِ / سُدَّ لِظَلّامٍ إِذا اِمتَدَّت غَياهِبُهُ
مُناكِبٌ لِدَنيآتِ الأُمورِ تُقىً / يَزوَرُّ عَن جانِبِ الفَحشاءِ جانِبُهُ
يُحَبُّ أَن يَتَراءى مِن طَلاقَتِهِ / إِذا اللَئيمُ كَريمُ الوَجهِ قاطِبُهُ
وَعِندَ إِشراقُ ذاكَ البِشرِ دَرءُ شَذاً / كَمُنتَضى السَيفِ آجالٌ مَضارِبُهُ
جِدٌّ يُطارُ فُضاضُ الهَزلِ عَنهُ إِلى / حِلمٍ مُقيمٍ وَبَعضُ الحِلمِ عازِبُهُ
شَديدُ إِحصادِ فَتلِ الرَأيِ يَنكُلُ عَن / جَريٍ إِلى الغايَةِ القُصوى مُخاطِبُهُ
جَنى عَلى نَفسِهِ أَو زادَها سَفَهاً / إِلى الجَهالَةِ مَغرورٌ يُوارِبُهُ
مُطالِبٌ بُغيَةً في كُلِّ مَكرُمَةٍ / مَرحولَةٌ لِتَقَصّيها رَكائِبُهُ
عَبدُ المَدانِ لَهُ جَيشٌ يُسانِدُهُ / بِبنَي جُوانٍ إِذا جاشَت حَلائِبُهُ
فَفي العُمومَةِ سَعدٌ أَو عَشيرَتُهُ / وَفي الخُؤولَةِ كِسرى أَو مَرازِبُهُ
قَومٌ إِذا أَخَذوا لِلحَربِ أُهبَتَها / رَأَيتَ أَمراً قَدِ اِحمَرَّت عَواقِبُهُ
يُرَنِّقُ النَسرُ في جَوِّ السَماءِ وَقَد / أَوما إِلَيهِ شُعاعُ الشَمسِ ياذِبُهُ
إِن كانَ عِندَكَ خَيرُ القَولِ صادِقُهُ / فَواجِبٌ أَنَّ شَرَّ القَولِ كاذِبُهُ
وَما حَبَوتَ أَبا العَبّاسِ مَنقَبَةً / في المَدحِ حَتّى اِستَحَقَّتها مَناقِبُهُ
وَما تَبَرَّعتُ بِالتَقريظِ مُبتَدِئً / حَتّى اِقتَضَتني فَأَحفَتني مَواهِبُهُ
دُرٌّ مِنَ الشِعرِ لَم يَظلِمهُ ناظِمُهُ / وَلَم يَزُغ مُخطِىءَ التَوسيطِ ثاقِبُهُ
فيهِ إِذا ما أَضَلَّتهُ العُقولُ هُدىً / هُدى أَخي اللَيلِ أَدَّتهُ كَواكِبُهُ
اللَهُ جارَكَ جارٌ لِلحَريبِ وَإِن / غَدا وَراحَ لَنا وَالجودُ حارِبُهُ
أَزائِدي أَنتَ في جَدواكَ مُنتَسِباً / إِلى الوَجيهِ وَجيهاتٌ مَناسِبُهُ
يَختالُ في مَشيِهِ حَتّى يُزايِدَهُ / إِلى المَخيلَةِ دونَ الرَكبِ راكِبُهُ
وَلَن تَفوتَ المُغالي في المَديحِ بِهِ / حَتّى أَفوتَ عَلَيهِ مَن أُواكِبُهُ
إِذا اِعتَلَت دَرَجاتُ الشَمسِ مُصعِدَةً
إِذا اِعتَلَت دَرَجاتُ الشَمسِ مُصعِدَةً / في الحوتِ أَغنَت غِنىً عَن خَزِّ يَعقوبِ
وَفي الرَبيعِ إِذا اِستَمتَعتَ مِنهُ غِنىً / عَن حاكَةٍ في طِرازِ السوسِ وَالطيبِ
مَنَعتَني الخَطَرَ المَنذورَ تَبذِلُهُ / في حالِكٍ مِن أَديمِ الشَمسِ غَربيبِ
أَبلِغ أَبا الفَضلِ تُبلِغ خَيرَ أَصحابِه
أَبلِغ أَبا الفَضلِ تُبلِغ خَيرَ أَصحابِه / في فَضلِ أَخلاقِهِ المُثلى وَآدابِه
الحَمدُ وَالمَجدُ يَحتَلّانِ قُبَّتَهُ / وَالرُغبُ وَالرُهبُ مَوجودانِ في بابِه
لَن يَعلَقَ الدينَ وَالدُنيا بِحَقِّهِما / إِلّا المُعَلِّقُ كَفَّيهِ بِأَسبابِه
تَفديكَ أَنفُسُنا اللاتي نَضَنُّ بِها / مِن مُؤلِماتِ الَّذي تَشكو وَأَوصابِه
لَستَ العَليلَ الَّذي عُدناهُ تَكرُمَةً / بَلِ العَليلُ الَّذي أَصبَحتَ تُكنى بِه
إِن تَرجُ طولَ عُبَيدِ اللَهِ لا تَخِبِ
إِن تَرجُ طولَ عُبَيدِ اللَهِ لا تَخِبِ / أَو تَرمِ في غَرَضٍ مِن سَيبِهِ تَصِبِ
لَم تَلقَ مِثلَ مَساعيهِ الَّتي اِتَّصَلَت / وَما تَقَيَّلَ مِنها عَن أَبٍ فَأَبِ
رَأيٌ صَليبٌ عَلى الأَيّامِ يَتبَعُهُ / ظَرفٌ مَتى يَعتَرِض في عَيشِنا يَطِبِ
ذاكُم أَخٌ أَفتَديهِ إِن يُحِسَّ أَسىً / بِالنَفسِ مِمّا تَوَقّاهُ وَبِالنَشَبِ
إِن كانَ مِن فارِسٍ في بَيتِ سُؤدُدِها / وَكُنتُ مِن طَيِّئٍ في البَيتِ ذي الحَسَبِ
فَلَم يَضِرنا تَنائي المَنصِبَينِ وَقَد / رُحنا نَسيبَينِ في خُلقٍ وَفي أَدَبِ
إِذا تَشاكَلَتِ الأَخلاقُ وَاِقتَرَبَت / دَنَت مَسافَةُ بَينَ العَجمِ وَالعَرَبِ
إِسلَم وَلا زِلتَ في سِترٍ مِنَ النُوَبِ / وَعِش حَميداً عَلى الأَيّامِ وَالحِقَبِ
وَليَهنِكَ البُرءُ مِمّا كُنتَ تَألَمُهُ / فَالأَجرُ في عُقبِ ذاكَ الشَكوِ وَالوَصَبِ
أَوحَشتَ مُذ غِبتَ قَوماً كُنتَ أُنسَهُمُ / إِذا شَهِدتَهُمُ فَاِشهَد وَلا تَغِبِ
إِلّا تَكُن مَلِكاً تُثنى تَحِيَّتُهُ / فَإِنَّكَ اِبنُ مُلوكٍ سادَةٍ نُجُبِ
وَإِن فَصَدتَ اِبتِغاءَ البُرءِ مِن سَقَمٍ / فَقَد أَرَقتَ دَماً يَشفي مِنَ الكَلَبِ
خِلٌّ قَريبٌ بَعيدٌ في تَطَلُّبِهِ
خِلٌّ قَريبٌ بَعيدٌ في تَطَلُّبِهِ / وَالمَوتُ أَسهَلُ عِندي مِن تَغَضُّبِهِ
وَلي فُؤادٌ إِذا طالَ العَذابُ بِهِ / طارَ اِشتِياقاً إِلى لُقيا مُعَذِّبِهِ
يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ / أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ
مُتِّعتُ مِنكِ بِغَيرِ الهَجرِ وَالغَضَبِ
مُتِّعتُ مِنكِ بِغَيرِ الهَجرِ وَالغَضَبِ / اليَومَ أَوَّلُ يَومٍ كانَ في رَجَبِ
فَهَب عِقابي لِهَذا اليَومِ مُحتَسِباً / لِلأَجرِ فيهِ فَهَذا أَعظَمُ السَبَبِ
ما زُرتُ أَهلَكِ أَستَشفي بِرُؤيَتِهِم / إِلّا اِنقَلَبتُ وَقَلبي غَيرُ مُنقَلِبِ
يَشكو إِلَيكِ هَواكِ المُدنَفُ الوَصِبُ
يَشكو إِلَيكِ هَواكِ المُدنَفُ الوَصِبُ / بِواكِفٍ يَنهَمي طَوراً وَيَنسَكِبُ
إِذا يُقالُ اِتَّئِب رَدَّت صَبابَتُهُ / إِلَيهِ ثابِتَ وَجدٍ لَيسَ يَتَّئِبُ
وَما اِجتَنَبتُكِ إِلّا لِلوُشاةِ وَكَم / مِن مُغرَمٍ كَلِفٍ بِالوَجدِ يَجتَنِبُ
وَلَو وَجَدتُ سُلُوّاً ما تَخَوَّنَني / لَمّا تَبَسَّمتِ ذاكَ الظَلمُ وَالشَنَبُ
وَلا اِستَخَفَّ غَرامي يَومَ وَقفَتِنا / عَلى الوَداعِ بَنانٌ مِنكِ مُختَضَبُ
ما لي وَلِلشَيبِ آباهُ وَيَتبَعُني / وَلِلصَبابَةِ أَنآها وَتَقتَرِبُ
وَقَد حَرِصتُ عَلى جَدّي يُصاحِبُني / عَلى الشَبابِ لَوَ أَنَّ الحَظَّ يُكتَسَبُ
هَذا الرَبيعُ يُسَدّي مِن زَخارِفِهِ / وَشياً يَكادُ عَلى الأَلحاظِ يَلتَهِبُ
هَل تَغلِبَنّي عَلى الساجورِ حينَ زَهَت / أَنوارُهُ وَتَناهى نورَهُ حَلَبُ
دَعِ المَطِيَّ مُناخاتٍ بِأَرحُلِها / لَم يُنضَ عَنهُنَّ تَصديرٌ وَلا حَقَبُ
فَما تَزيدُ عَلى إِلمامَةٍ خُلَسٍ / بِأَحمَدَ بنِ عَلِيٍّ ثُمَّ تَنقَلِبُ
قَضاءُ حَقٍّ وَما نَقضي بِطاقَتِنا / مِن ذَلِكَ الحَقِّ إِلّا بَعضُ ما يَجِبُ
عَفٌّ كَريمٌ مَتى عُدَّت مَناقِبُهُ / كانا سَواءً لَدَيهِ الدينُ وَالحَسَبُ
آلُ الجُنَيدِ بنِ فَوريدٍ أَرومَتُهُ / وَالفَرُّخانُ لَهُ مِن قَبلِ ذاكَ أَبُ
وَقَد أَنافَ بِهِ الصَبّاحُ مُعتَلِياً / في رُتبَةٍ تَتَكافا تَحتَها الرُتَبُ
أَمّا الخَراجُ فَقَد أُعطي مَقادَتَهُ / وَاِستُؤنِفَ الجِدُّ فيهِ وَاِنقَضى اللَعِبُ
قَد سُمِّحَ القَومُ عَنهُ بَعدَما مَنَعوا / وَخُفِّضَ القَولُ فيهِ بَعدَما شَغَبوا
ظَلّوا يُؤَدّونَ حَقَّ اللَهِ عِندَهُمُ / وَيَعجَبونَ وَما في ما أَتَوا عَجَبُ
جِدُّ اِمرِئٍ لَم يُلَبَّث عَن عَزيمَتِهِ / وَلا يُشارِفُ إِفراطاً بِهِ الغَضَبُ
إِن سارَعوا كانَ بَذلُ العُرفِ غايَتَهُ / وَإِن وَنَوا كانَ مِنهُ الجِدُّ وَالطَلَبُ
وَبارِزُ الوَجهِ يُبديهِ البَيانُ وَكَم / عَيٍّ تُغَطّي عَلى مَكنونِهِ الحُجُبُ
لا يَبلُغُ الناسُ جَهداً عَفوَ سُؤدُدِهِ / وَلا تُعيرُ أَكُفَّ الناسَ ما يَهَبُ
تومي إِلى العَدَدِ الأَقصى مَآثِرُهُ / حَتّى يُنافِسَ فيهِ عُجمَهُ العَرَبُ
لا تَعجَبَنَّ فَما لِلدَهرِ مِن عَجَبِ
لا تَعجَبَنَّ فَما لِلدَهرِ مِن عَجَبِ / وَلا مِنَ اللَهِ مِن حِصنٍ وَلا هَرَبِ
يا فَضلُ لا تَجزَعَن مِمّا رُميتَ بِهِ / مَن خاصَمَ الدَهرَ جاثاهُ عَلى الرُكَبِ
كَم مِن كَريمٍ نَشا في بَيتِ مَملَكَةٍ / أَتاكَ مُكتَئِباً بِالهَمِّ وَالكُرَبِ
أَولَيتَهُ مِنكَ إِذلالاً وَمَنقَصَةً / وَخابَ مِنكَ وَمِن ذي العَرشِ لَم يَخِبِ
ما تَشتَفي مُقلَةٌ أَبلَيتَ ناظِرَها / حَتّى تَراكَ عَلى عودٍ مِنَ الغَرَبِ
كُنتُ إِلى وَصلِ سُعدى جِدَّ مُحتاجِ
كُنتُ إِلى وَصلِ سُعدى جِدَّ مُحتاجِ / لَو أَنَّهُ كَثَبٌ لِلآمِلِ الراجي
تُدامِجُ الوَعدَ لا نُجحٌ وَلا خُلُفٌ / مَجدولَةٌ بَينَ إِرهافٍ وَإِدماجِ
شَمسٌ أَضاءَت أَمامَ الشَمسِ إِذ بَرَزَت / تَسيرُ في ظُعُنٍ مِنهُم وَأَحداجِ
مِن لابِساتِ حَصى الياقوتِ أَوشِحَةً / وَلَم يُذَلنَ بِلُبسِ الذَبلِ وَالعاجِ
أَسقى دِيارَكِ وَالسُقيا تَقِلُّ لَها / إِغزارُ كُلِّ مُلِثِّ الوَدقِ ثَجّاجِ
يُلقي عَلى الأَرضِ مِن حُليٍ وَمِن حُلَلٍ / ما يُمتِعُ العَينِ مِن حُسنٍ وَإِبهاجِ
فَصاغَ ما صاغَ مِن تِبرٍ وَمِن وَرَقٍ / وَحاكَ ما حاكَ مِن وَشيٍ وَديباجِ
إِلى عَلِيِّ بَني الفَيّاضِ بَلَّغَني / سُرايَ مِن حَيثُ لا يُسرى وَإِدلاجي
إِلى فَتىً يُتبِعُ النُعمى نَظائِرَها / كَالبَحرِ يُتبِعُ أَمواجاً بِأَمواجِ
نَعودُ مِن رَأيِهِ في كُلِّ مُشكِلَةٍ / إِلى سِراجٍ يُرينا الغيبَ وَهّاجِ
لَم أَرَ يَوماً كَيَومٍ قيضَ فيهِ لِإِس / حاقَ بنَ أَيّوبَ إِسحاقُ بنُ كُنداجِ
أَجلى لِهامٍ عَلَيها بيضُها وَطُلىً / مِنهُ وَأَفرى لِأَورادٍ وَأَوداجِ
لَمّا تَضايَقَ بِالزَحفَينِ قُطرُهُما / فَضارِبٌ بِغِرارِ السَيفِ أَو واجِ
قالَت لَهُ النَفسُ لا تَألوهُ ما نَصَحَت / وَالخَيلُ تَخلِطُ مِن نَقعٍ بِإِرهاجِ
إِنَّ المُقيمَ قَتيلٌ لا رُجوعَ لَهُ / إِلى الحَياةِ وَإِنَّ الهارِبَ الناجي
فَمَرَّ يَهوي هَوِيَّ الريحِ يُسعِدُهُ / خَرقٌ بَسيطٌ وَلَيلٌ مُظلِمٌ داجِ
إِلّا تَنَلهُ العَوالي وَهوَ مُنجَذِبٌ / فَقَد كَوَت صَلَوَيهِ كَيَّ إِنضاجِ
إِنَّ الخِلافَةَ لا تُلقى كَتائِبُها / كَما لَقيتَ بِعَوّادٍ وَصَنّاجِ
تَرَكتَ عودَ كُنَيزٍ في العَجاجِ فَلَم / تَربَع عَلى رَمَلٍ فيهِ وَأَهزاجِ
تَصيحُ أَوتارُهُ وَالخَيلُ تَخبِطُهُ / يَطَأنَ حِضنَيهِ فَوجاً بَعدَ أَفواجِ
فَإِن رَجَعتَ إِلى حَربٍ فَأَبقِ عَلى / خِلياقِ يَنشو وَبَمٍّ فيهِ لَجلاجِ
إِذا تَخَطَّفَهُ المِضرابُ حَرَّكَ في / سِرِّ القُلوبِ سُروراً جِدَّ مُهتاجِ
كانَت نَصيبونَ خيساً ما يُرامُ فَقَد / ذَلَّت لِلَيثٍ عَلى الأَعداءِ وَلّاجِ
أَبقى وَلَولا التَلافي مِن بَقِيَّتِهِ / قاظَت لَهُم نِسوَةٌ مِن غَيرِ أَزواجِ
وَوَقعَةُ اللَحفِ وَالهَيجاءُ ساعِرَةٌ / لَهيبَ حَربٍ عَلى الأَبطالِ أَجّاجِ
أَزالَ خَمسينَ أَلفاً فَاِنثَنَوا عُصَباً / وَالطَعنُ يُزعِجُ مِنهُم أَيَّ إِزعاجِ
إِقدامُ أَبيَضَ تَستَعلي مَناسِبُهُ / بِهِ إِلى مَلِكِ البَيضاءِ ذي التاجِ
تُجلى الشُكوكُ إِذا اِسوَدَّت غَيابَتُها / عَن كَوكَبٍ لِسَوادِ الشَكِّ فَرّاجِ
إِن أَنا شَبَّهتُهُ بِالغَيثِ في مِدَحي / غَضَضتُ مِنهُ فَكُنتُ المادِحَ الهاجي
ما قامَ لَكي لِعِجلٍ حينَ زاحَفَها
ما قامَ لَكي لِعِجلٍ حينَ زاحَفَها / وَلَم تَقُم ما دَرايا بَعدُ لِلكَرَجِ
لَو أَنَّكُم كُنتُمُ لِلشَلمَغانِ إِذَن / ثَبَتُّمُ في مَضيقِ المَأزِقِ اللَحِجِ
لَمّا غَدا بَكرُ بَكرٍ في قَساطِلِهِ / غَدا بَنو حَسَنٍ فيها بَني سَمَجِ
هَيهاتَ غالَكُمُ لُؤمُ اِنتِسابِكُمُ / عَن أَن تَرَوا صُبُراً في ذَلِكَ الرَهَجِ
وَقَد تَوَهَّمَ أَو أَخطا مُنَجِّمُكُم / بَينَ الدَقائِقِ لَمّا اِجتازَ وَالدَرَجِ
وَالخِزيُ في شَهَواتٍ مِنكُمُ اِرتَفَعَت / عَن كَشحِ كُلِّ لَطيفٍ كَشحُهُ غَنِجِ
لَيسَ الرِجالُ بِأَحبابِ الرِجالِ فَلا / تُغالِطوا الناسَ في وَحشٍ وَلا فَرَجِ
قَد كانَ يَعلَمُ مِن طَرفي بِها طُرِفاً
قَد كانَ يَعلَمُ مِن طَرفي بِها طُرِفاً / إِذ لَيسَ يَخفى عَلَيهِ مِنهُ تَزويجُ
فَقَلبُهُ مِن حَذارى واجِفٌ وَلِهٌ / دوني عَلى بَيتِها سِترٌ وَتَحريجُ
ما أَنسَ لا أَنسَ ما عُمِّرتُ قَولَتَها / وَالنَقضُ بِالرَحلِ وَالأَنساعِ مَحدوجُ
عَرِّج عَلَينا جَزاكَ اللَهُ مَغفِرَةً / فَقَد تُرى وَقَليلٌ مِنكَ تَعريجُ
فَالعَيشُ يَسمُجُ فينا حينَ تَهجُرُنا / وَحينَ تَزدارُنا ما فيهِ تَسميجُ
فَقُلتُ حُبّيكِ صِرفٌ لا مِزاجَ لَهُ / عِندي وَسائِرُ حُبِّ الناسِ مَمزوجُ
وَدونَ سِرِّكِ أَقفالٌ مُقَفَّلَةٌ / وَحاجِزٌ مِن رِتاجِ المالِ مَرتوجُ
أَمّا فُؤادي فَعِندَ اللَهِ حِسبَتُهُ / فَقَد تَقَسَّمَهُ الغُرُّ المَباهيجُ
الغانِياتُ اللَواتي قَد رُزِقنَ غِنىً / عَنّا وَنَحنُ إِلَيهِنَّ المَحاويجُ
كَم لَيلَةٍ ذاتِ أَجراسٍ وَأَروِقَةٍ
كَم لَيلَةٍ ذاتِ أَجراسٍ وَأَروِقَةٍ / كَاليَمِّ يَقذِفُ أَمواجاً بِأَمواجِ
فَالزَوُّ وَالجَوسَقُ المَيمونُ قابَلَهُ / غَنجُ الصَبيحِ الَّذي يُدعى بِصَنّاجِ
بِسُرَّ مَرّا سَرى هَمّي وَسامَرَني / لَهوٌ نَفى الهَمَّ عَن قَلبي بِإِخراجِ
سامَرتُها بَرَشاً كَالغُصنِ يَجذِبُهُ / حِقفانِ مِن هائِلٍ بِالرَملِ رَجراجِ
كَأَنَّما وَجهُهُ وَالشَعرُ يُلبِسُهُ / بَدرٌ تَنَفَّسَ في ذي ظُلمَةٍ داجِ
وَسنانَ يَفتَرُّ عَن سِمطَينِ مِن بَرَدٍ / صافٍ وَفي الصَدرِ تُفّاحٌ مِنَ العاجِ
يَسعى بِمِثلِ فَتيتِ المِسكِ صافِيَةٍ / كَأَنَّ مُستَنَّها مِن شَخبِ أَوداجِ
ما زِلتُ في حَسَناتِ اللَيلِ في مَهَلٍ / حَتّى أَساءَت عُيونُ الصُبحِ إِزعاجي
أَرَدتُ غِرَّتَهُ وَالسُكرُ يوهِمُهُ / أَن قَد نَجا وَهوَ مِنّي غَيرُ ما ناجِ
فَظَلَّ يَسقي بِماءِ المُزنِ مِن أَسَفٍ / وَرداً وَيَلطِمُ ديباجاً بِديباجِ
لَكَ الخَلائِقُ فينا السَهلَةُ السُمُحُ
لَكَ الخَلائِقُ فينا السَهلَةُ السُمُحُ / وَالنَيلُ يَسلَسُ لِلراجي وَيَنسَرِحُ
وَالمَكرُماتُ الَّتي باتَت مَعالِمُها / مَشهورَةً كَنُجومِ اللَيلِ تَتَّضِحُ
أَمّا العُفاةُ فَقَد حَطّوا رِحالَهُمُ / بِحَيثُ تَتَّسِعُ الدُنيا وَتَنفَسِحُ
فَداكَ مَن لا نَداهُ صَوبُ غادِيَةٍ / تَهمي وَلا صَدرُهُ لِلجودِ مُنشَرِحُ
أَمُطلِقي مِن يَدِ السَيبِيِّ أَنتَ فَقَد / كَلَّت لَدَيهِ رِكابُ الطالِبِ الطُلُحُ
أَرى عَلى بابِهِ صَرعى أَقامَ بِهِم / طولُ المَطالِ فَلا أَجدى وَلا نَجَحوا
لَنا مَواقِفُ في أَفناءِ عَرصَتِهِ / تُهانُ أَخطارُنا فيها وَتُطَّرَحُ
نَغشاهُ لا نَحنُ مُشتاقونَ مِنهُ إِلى / أُنسٍ وَلا هُوَ مَسرورٌ بِنا فَرِحُ
إِذا طَلَبنا بِلينِ القَولِ غِرَّتَهُ / ظَلنا نُعالِجُ قُفلاً لَيسَ يَنفَتِحُ
أَعيا عَلَيَّ فَلا هَيّابَةٌ فَرِقٌ / مِنَ الهِجاءِ وَلا هَشٌّ فَيُمتَدَحُ
يُريغُ كاتِبُهُ صُلحي لِيَنقُصَني / وَلَم يَكُن بَينَنا شَرٌّ فَنَصطَلِحُ
وَكَم أُناسٍ أَلاموا في مُتاجَرَتي / وَحاوَلوا الرِبحَ في نَقصي فَما رَبِحوا
أَطاعَ عاذِلَهُ في الحُبِّ إِذ نَصَحا
أَطاعَ عاذِلَهُ في الحُبِّ إِذ نَصَحا / وَكانَ نَشوانَ مِن سُكرِ الهَوى فَصَحا
فَما يُهَيِّجُهُ نَوحُ الحَمامِ إِذا / ناحَ الحَمامُ عَلى الأَغصانِ أَو صَدَحا
وَلا يُقيضُ عَلى الأَظعانِ عَبرَتَهُ / إِذا نَأَينَ وَلَو جاوَزنَ مُطَّلَحا
وَرُبَّما اِستَدعَتِ الأَطلالُ عَبرَتَهُ / وَشاقَهُ البَرقُ مِن نَجدِ إِذا لَمَحا
ما كانَ شَوقي بِبِدعِ يَومَ ذاكَ وَلا / دَمعي بِأَوَّلِ دَمعٍ في الهَوى سُفِحا
وَلِمَّةٍ كُنتُ مَشغوفاً بِجِدَّتِها / فَما عَفا الشَيبُ لي عَنها وَلا صَفَحا
إِذا نَسيتُ هَوى لَيلى أَشادَ بِهِ / طَيفٌ سَرى في سَوادِ اللَيلِ إِذ جَنَحا
دَنا إِلَيَّ عَلى بُعدٍ فَأَرَّقَني / حَتّى تَبَلَّجَ ضَوءُ الصُبحِ فَاِتَّضَحا
عَجِبتُ مِنهُ تَخَطّى القاعَ مِن إِضَمٍ / وَجاوَزَ الرَملَ مِن خَبتٍ وَما بَرِحا
ها إِنَّ سَعيَ ذَوي الآمالِ قَد نَجَحا / وَإِنَّ بابَ النَدى بِالفَتحِ قَد فُتِحا
أَغَرُّ يَحسُنُ مِنهُ الفِعلُ مُبتَدِئاً / نُعمى وَيَحسُنُ فيهِ القَولُ مُمتَدَحا
رَدَّ المَكارِمَ فينا بَعدَما فُقِدَت / وَقَرَّبَ الجودَ مِنّا بَعدَما نَزَحا
لا يَكفَهِرُّ إِذا اِنحازَ الوَقارُ بِهِ / وَلا تَطيشُ نَواحيهِ إِذا مَزَحا
خَفَّت إِلى السُؤدُدِ المَجفُوِّ نَهضَتُهُ / وَلَو يُوازِنُ رَضوى حِلمُهُ رَجَحا
وَلَجَّ في كَرَمٍ لا يَبتَغي بَدَلاً / مِنهُ وَإِن لامَ فيهِ عاذِلٌ وَلَحى
يا أَيُّها المَلِكُ الموفي بِغُرَّتِهِ / تَلَألُؤَ الشَمسِ لاحَت لِلعُيونِ ضُحى
هُناكَ أَنَّ أَعَزَّ الناسِ كُلِّهِمِ / عَلَيكَ غادى الغَداةَ الراحَ مُصطَبِحا
يَسُرُّهُ شُربُها طَوراً وَيَحزُنُهُ / أَلّا تُنازِعَهُ في شُربِها القَدَحا
قَدِ اِعتَلَلتَ أَوانَ اِعتَلَّ مِن شَفَقٍ / عَلَيهِ فَاِصلُح لَنا بُرءاً كَما صَلَحا
أَلَمعُ بَرقٍ سَرى أَم ضَوءُ مِصباحِ
أَلَمعُ بَرقٍ سَرى أَم ضَوءُ مِصباحِ / أَمِ اِبتِسامَتُها بِالمَنظَرِ الضاحي
يا بُؤسَ نَفسٍ عَلَيها جِدِّ آسِفَةٍ / وَشَجوَ قَلبٍ إِلَيها جِدِّ مُرتاحِ
وَيَرجِعُ اللَيلُ مُبيَضّاً إِذا اِبتَسَمَت / عَن أَبيَضٍ خَضِلِ السِمطَينِ وَضّاحِ
تَهتَزُّ مِثلَ اِهتِزازِ الغُصنِ أَتعَبَهُ / مُرورُ غَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ سَحّاحِ
وَجَدتُ نَفسَكِ مِن نَفسي بِمَنزِلَةٍ / هِيَ المُصافاةُ بَينَ الماءِ وَالراحِ
أُثني عَلَيكِ فَإِنّي لَم أَخَف أَحَداً / يَلحى عَلَيكِ وَماذا يَزعُمُ اللاحي
وَلَيلَةَ القَصرِ وَالصَهباءُ قاصِرَةٌ / لِلَّهوِ بَينَ أَباريقٍ وَأَقداحِ
أَرسَلتِ شُغلَينِ مِن لَفظٍ مَحاسِنَهُ / تُدوي الصَحيحَ وَلَحظٍ يُسكِرُ الصاحي
حَيَّيتُ خَدَّيكِ بَل حَيَّيتُ مِن طَرَبٍ / وَرداً بِوَردٍ وَتُفّاحاً بِتُفّاحِ
كَم نَظرَةٍ لي خِلالَ الشامِ لَو وَصَلَت / رَوَّت غَليلَ فُؤادٍ مِنكِ مُلتاحِ
وَالعيسُ تَرمي بِأَيديها عَلى عَجَلٍ / في مَهمَهٍ مِثلَ ظَهرِ التُرسِ رَحراحِ
تُهدي إِلى الفَتحِ وَالنُعمى بِذاكَ لَهُ / مَدحاً يُقَصِّرُ عَنهُ كُلُّ مَدّاحِ
تَكَشَّفَ اللَيلُ مِن لَألاءِ غُرَّتِهِ / عَن بَدرِ داجِيَةٍ أَو شَمسِ إِصباحِ
مُهَذَّبٌ تُشرِقُ الدُنيا لِطَلعَتِهِ / عَن أَبيَضٍ مِثلِ نَصلِ السَيفِ وَضّاحِ
غَمرُ النَوالِ إِذا الآمالُ أَكذَبَها / ثِمادُ نَيلٍ مِنَ الأَقوامِ ضَحضاحِ
مَواهِبٌ ضَرَبَت في كُلِّ ذي عَدَمٍ / بِثَروَةٍ وَأَماحَت كُلَّ مُمتاحِ
كَأَنَّما باتَ يَهمي في جَوانِبِها / رُكامُ مُنتَثِرِ الحِضنَينِ دَلّاحِ
قَد فَتَّحَ الفَتحُ أَغلاقَ الزَمانِ لَنا / عَمّا نُحاوِلُ مِن بَذلٍ وَإِسماحِ
يَسمو بِكَفٍّ عَلى العافينَ حانِيَةٍ / تَهمي وَطَرفٍ إِلى العَلياءِ طَمّاحِ
إِنَّ الَّذينَ جَرَوا كَي يَلحَقوهُ ثَنَوا / عَنهُ أَعِنَّةَ ظُلّاعٍ وَطُلّاحِ
طالَ المَدى دونَهُ حَتّى لَوى بِهِمِ / عَن غُرَّةٍ سَبَقَت مِنهُ وَأَوضاحِ
أَبلِغ أَبا صالِحٍ إِمّا مَرَرتَ بِهِ
أَبلِغ أَبا صالِحٍ إِمّا مَرَرتَ بِهِ / رِسالَةً مِن قَتيلِ الماءِ وَالراحِ
الآنَ أَقصَرتُ إِقصاراً مَلَكتُ بِهِ / مَقادَتي وَأَطَعتُ اللَهَ وَاللاحي
أَشكو إِلَيكَ وَما الشَكوى بِمُجدِيَةٍ / خَطبَينِ قَد طَوَّلا حُزني وَإِبراحي
مِن نَوبَةٍ وَاِختِلالٍ بِتُّ بَينَهُما / فَلا يَكُن لَكَ إِمسائي وَإِصباحي
بَني قُشَيرٍ أَلا سُقيا لِمَضطَهَدٍ / بَني قُشَيرٍ أَلا سُقيا لِمُلتاحِ
عِندي لَكُم نِعمَةٌ بِالأَمسِ واحِدَةٌ / لا خَيرَ في غُرَّةٍ مِن غَيرِ أَوضاحِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025