القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ وَهْبون الأَندَلُسي الكل
المجموع : 18
أحاط جودُك بالدُّنيا فليس له
أحاط جودُك بالدُّنيا فليس له / إلا المُحيطُ مثالٌ حين يُعتَبرُ
وما حسبتُ بأن الكلَّ يحمُله / بعضٌ ولا كاملاً يَحويه مُختصَر
لم تَثْنِ عنك يداً أرجاءُ ضفَّته / إلا ومَّدت يداً أرجاؤُه الأَخر
كأنّما البحرُ عينٌ أنت ناظرُها / وكل شَطٍّ بأشخاص الوَرى شُفُر
تأتي البلادَ فتَنْدَى منك أوجهُها / حتى يقول ثَراها هل هَمَي المطر
ما القَفْر إلا مكانٌ لا تَحُلُّ به / وحيثُما سرْتَ سار البدوُ والحَضَر
الأرضُ داركُ فاسْلُك حيثُ شئتَ بها / هو المُقام وإن قالوا هو السّفَر
قل الوفاء فما تلقاه في أحد
قل الوفاء فما تلقاه في أحد / ولا يمر لمخلوق على بال
وصار عندهم عنقاء مغربة / أو مثل ما حدثوا عن ألف مثقال
سموه سيفاً وفي عينيه سيفان
سموه سيفاً وفي عينيه سيفان / هذا لقتلي مسلول وهذان
اما كفت قتلة بالسيف واحدة / حتى أتيح من الأجفان ثنتان
أسرته وثناني غنج مقلته / أسيره فكلانا آسر عاني
يا سيف أمسك بمعروف أسير هوى / لا يبتغي منك تسريحاً بإحسان
تم له الحسن بالعذار
تم له الحسن بالعذار / واقترن الليل بالنهار
أخضر في أبيض تبدى / ذلك آسي وذا بهاري
فقد حوى مجلسي تماماً / إن كان من ريقه عقاري
قامت لتحجب ضوء الشمس قامتها
قامت لتحجب ضوء الشمس قامتها / عن ناظري حجبت عن ناظر الغير
علماً لعمرك منها أنها قمر / هل تكسف الشمس إلا صورة القمر
إني لأسمع شدواً لا أحققه
إني لأسمع شدواً لا أحققه / وربما كذبت في سمعها الأذن
متى رأى أحد قبلي مطوقة / إذا تغنت بلحن جاوب الفنن
وشادن قد كساه الرّوض حلّته
وشادن قد كساه الرّوض حلّته / يستوقف العين بين الغصن والكثب
مموّه الحسن لم يعدم مقبّله / في خدّه رونقاً من ذلك الشّنب
تدعو الى حبّه لمياء كلّلَها / زبرجد النّبت يجلو لؤلؤ الحبب
يا نوم عاود جفوناً طالما سهرت
يا نوم عاود جفوناً طالما سهرت / فإنّ باعث وجدي رقّ لي ورثى
عانقته وهلال الأفق مطّلع / فبات من كمدي حيران مكترثا
أنار لحظي طريقاً فوق عارضه / وكان هاروت في أثنائه نفثا
وكان للحسن سرّ فيه مكتتم / وشى به ناظري من طول ما بحثا
لام يدلّ على بلبال مبصره / ما زال يبعث وجدي كل ما انبعثا
من آل مُذْحِجَ لي شخص كَلِفْتُ به / لم ينقص العهد من ودّي ولا نكثا
غاض الوفاء فما تلقاه في رجلٍ
غاض الوفاء فما تلقاه في رجلٍ / ولا يمرّ لمخلوقٍ على بال
قد صار عندهم عنقاء مغربةً / أو مثلما حدّثوا عن ألف مثقال
وافت به غفلة الرَّقيب
وافت به غفلة الرَّقيب / والنجم قد مال للغروبِ
نشوان قد هزَّت الحميَّا / منه قضيباً على كثيبِ
يعثر في ذيله فيحكي / عثرة عينيه في القلوبِ
والله لو نالت الثُّريا / ما نال من بهجةٍ وطيبِ
دنا إليها الهلال حتى / قبَّل في كفها الخضيبِ
بيني وبين الليالي همّة جَللُ
بيني وبين الليالي همّة جَللُ / لو نالها البدرُ لاستخذى له زُحَلُ
سرابُ كلِّ يَبابٍ عندها شَنَب / وَهَولُ كلِّ ظلامٍ عندها كحل
من أين أبخَس لا في ساعدي قصر / عن المساعي ولا في مقولي خَطَلُ
ذنبي إلى الدهر إن أبدى تعنُّتَهُ / ذنبُ الحسام إذا ما أحجمَ البطل
يا طالبَ الوفرِ إني قمت أطلبها / علياءَ تَغنى بها الأسماعُ والمقل
لا كان للعيش فضل لا يجود به / يكفي المهنّدَ من أسلابه الخلل
لكن بخلتُ بأنفاسٍ مهذَّبَةٍ / تروي العقول وهنُّ الجمرُ والشُّعَل
إذا مدحتُ ففي لخمٍ وسيّدها / عن الأنامِ وعمّا زخرفوا شُغَل
وإن وصفتُ فكاليوم الذي عرفت / بكَ الفرنجةُ فيه كُنهَ ما جهلوا
وقد دلفتَ إليهم تحتَ خافقةٍ / قلبُ الضلالةِ منها خائف وجل
فراعهم منكَ وَضَّاحُ الجبينِ وعن / نشر الحسام يكونُ الرعب والوهل
وحين أسمعتَ ما أسمعتَ من كلمٍ / تمثَّلت لهمُ الأعرابُ والرِّعَلُ
وكلما نفحت ريحُ الهدى خَمَدَت / ذَماؤهم وسيوفَ الهند تشتعلُ
جيش فوارسه بيض كأنصله / وخيله كالقنا عسَّالةٌ ذُبُل
يمشي على الأرض منهم كلُّ ذي مرحٍ / كأنما التيهُ في أعطافه كسل
أشباهُ ما اعتقلوه من ذوابلهم / فالحربُ جاهلةٌ مَن منهمُ الأسَلُ
لولا اعتراضُكَ سدّاً بين أعينهم / لكان يَغرقُ فيها السهل والجبل
أنسيتها النظرَ الشّزرَ الذي عهدت / فكلُّ عينٍ بها من دَهشَة قَبَلُ
ترسَّلوا آلَ عبادٍ فربَّتما / لم يُدرِكِ الوصفُ ما تأتون والمثل
إذا أسرتم فما في أسركم قَنَطٌ / وإن عفوتم فما في عفوكم خَلَلُ
يقبّلُ الغلَّ مرتاحاً أسيركمُ / فهو البشيرُ له أن تُسحَبَ الحلل
أطَلتُ في الدهر تصعيدي وتصويبي
أطَلتُ في الدهر تصعيدي وتصويبي / ودهرُ ذي اللّب مضمارُ التجاريبِ
وربَّ أخرقَ لا يُهدَى إلى فمِهِ / أصابَ غرَّةَ مأمولٍ ومرغوب
وآفتي أدبٌ بادٍ فضيلتُهُ / من حيثُ يشفعُ لي قد صار يغري بي
كفى من اللحظ أني لا أنافسُ في / حظٍ وَمَخبُرتي تكفي وتجريبي
وقد أرى صوراً في الناسِ ماثلةً / أشيمها بين تحقيق وتكذيب
لما ملأتُ يدي منهم لأخبرهم / نفضتُ كفّي بأشباهِ اليعاسيب
بيضٌ وجوههمُ سودق ضمائرهم / فما حَصَلتُ على عُربٍ ولا نوب
الصدقُ أولى بمن يُبدي ضغينَتَهُ / لا تجعلِ الصدقَ في نعت الأصاحيب
في حسن رأي عبيد الله لي عِوَضٌ
في حسن رأي عبيد الله لي عِوَضٌ / وفضلُهُ بَدَلٌ من كلِّ مطلوب
وإن صحبتُ فتأميلي لغرَّتِهِ / وَذِكرُهُ خَيرُ مألوفٍ ومصحوب
بذلك الوجه تُجلى كلُّ غاشية / عن ناظرٍ بوجوه اللوم محصوب
عاد المصلَّى بوضّاحٍ أسِرَّتُهُ / تنبيك عن خَلَدٍ بالفهم مشبوب
فاستقبلت قبلةُ الإسلام بدرَ عُلاً / يُمسي له البدر نجماً غير محسوب
وغرةً تطلبُ الآمال قبلتها / بين المحارب طرّاً والمحاريب
أدنى المؤيد إذ شطَّت منازله / فضلاً بفضلٍ وتهذيباً بتهذيب
كالطَّرفِ والقلبِ فيما بين ذاك وذا / مسرى الضمير وتبعيدٌ كتقريب
فبتُّ من وصفه في غايةٍ قَذَفٍ / والطبعُ ينجدني والفكرُ يسري بي
كأنني واجدٌ من عَرفِ سؤدده / ريحَ القميص سَرت في نفس يعقوب
لولا تبسُّمُ ذاك الظَّلمِ والبَرَدِ
لولا تبسُّمُ ذاك الظَّلمِ والبَرَدِ / قبلتُ نُصحَكَ إلاَّ في هوى الغَيدِ
بل لا أطيعك في غُصن أهيم به / كأنه نابت في طيِّ معتقدي
وأين بي وبصبري عن جفون رشا / غوامض السحرِ لا ينفثن في العقد
يعدي على اللوم قلبي وهي تؤلمه / كما تضرُّ كَميّاً شِكَّةُ الزَّرد
قل للرشيد وقد هبَّت نوافحها / أسرفت يا ديمةَ المعروف فاقتصد
أشكو إليكَ الندى من حيث أحمده / لو فاضَ فيضاً عليَّ البحرُ لم يزد
يا قاتلَ الشكرِ بالإحسانِ يعمره / مهلاً أما لقتيلِ الجودِ من قَوَدِ
عجبتُ من كَرَمٍ في راحتيك بدا / إشراقُهُ كيف لم يُعزَ إلى الفند
جادت سحابُكَ إذ جادت على أملي / فقال أشياعها جادت على بلد
أثريتُ عندَكَ من جاهٍ ومن نشب / حتى وجدتُ الغنى في همتي ويدي
يا واحداً تقتضي آلاؤه جملاً / بَرَّحتَ بي وبنظم الشكلِ فاتئد
للناس بعدكَ في العَليا منازلُهُم / والواحدُ الفردُ يحوي مبدا العدد
يُدعَى الرشيدَ ولم تعدم به صفة / يا مَن هو الفصلُ بين الغيِّ والرشد
لك الرشادةُ أخلاقاً وتسميةً / مثل البسالة إذ تُعزَى إلى الأسد
أيُّ الفضائلِ تَستَوفيه مكتهلاً / وذا شبابُك قد أربى على الأمد
بادهتني بأيادٍ لا يقومُ بها / ما في لسانيَ من قصدٍ ومن لدد
عاد الزمانُ بما أوليتني غُصُناً / غضاً فقمتُ مقام الطائرِ الغرد
ما عذر طبعيَ أن ينبو وما تركت / به أياديك من أمتٍ ومن أودِ
قالوا صحا وأدال الغيَّ بالرَّشَدِ
قالوا صحا وأدال الغيَّ بالرَّشَدِ / من لي بذاك الصِّبا في ذلك الفَنَدِ
لئن صحوتُ فعن كَرهٍ وقد علموا / بأيّ علقٍ من الدنيا فتحتُ يدي
لم يقصد الدهرُ إصلاحي ولي مثلٌ / في الغصن تذهبُ عنه صورة الغيد
طوى الزمانُ لييلاتٍ نعمتُ بها / رنا بعينِ الرضى منها ولم يكد
وقاتل الله أدوار السنين فكم / مزجن بالسمّ ما احلولى من الشهدِ
لم يرسمِ الشيبُ في فوديَّ خطَّته / إِلاَّ ترحَّلَت اللذاتُ من خلدي
ضيفُ الوقارِ أفدنا منه تكرمةً / بما تثقف من أمتٍ ومن أود
وأسمرُ الخطّ لا تبدو فَضيلتُه / بغير أزرق كالنبراس متَّقد
للدهرِ عندي بناتٌ من تجاربه / أولى واجدرُ بي من بيضها الخرد
الحرُّ يرزأ إلاَّ فضل شيمته / وإن تقلَّب بين البؤسِ والنكد
وما الغنى في يدٍ مملوءةٍ عَرضاً / لكنه في وفور العزم والجلد
أو في رجاءِ ابنِ عبادٍ وقد رغبت / أيدي الملوك عن الإفضال والصَّفَد
استوثق الناس مما في أكفهمُ / وربما نفثوا بخلاً على العُقَد
ولا يرى العَقد إلا في أذمّتِهِ / وما حوته يداه غيرُ منعقد
بقيةُ الفضلِ في دنيا قد ارتضعت / ورحمة الله في سلطانه النكد
مستجمعُ الفكرِ لا ينحو معاندُهُ / على بوائدَ من آرائه بدَدِ
إذا استخفت حلومُ القومِ وقَّرها / يقظانُ يَسعى إليهم سَعيَ متّئد
يكفي المؤيدَ في الأعداء أنَّ له / عيناً من الله لا تَغفى من الرصد
تلقى به صِلَّ أصلالٍ وآيتُهُ / أن تستبين عليه قشرةُ الزرد
وما تمرُّ بأدهى من ليوثِ وغىً / بتبعن منه أباناً وافر اللبد
يجرُّ من شجر الخطّي غابته / وذاك ما لم تَسَعهُ عزمةُ الأسد
جاريتمُ الدهرَ في مضمار حَلبتها / جرياً سواءً إلى أقصى من الأمد
لكن تحيتها قدماً وقد شهدت / يا دار ميَّةَ بالعلياء فالسند
لخمُ ابن يعربَ أولى أن يضاف إلى / سناء معتضد فيكم ومعتمد
أنت الجميع وأنت الفرد قد علموا / سريرة لم تكن في واحد العدد
يا أشبه الناسِ آداباً بما لك من / جمال وجهٍ تحدثني وفضل يد
من أين لي قَدَمٌ في الفضلِ سابقةٌ / لو أنَّ طبعيَ في واديك لم يرد
هذا الأتيُّ لذاك المزنِ منتسبٌ / عاري الأديمِ من الأقذاء والزبد
ارسلتها في سماء المجد طائرةً / عن غير جهدٍ وفيها متعةُ الأبد
تُصحي النهي أبداً من حيث تسكرها / وتسمع اللحظَ صوت البلبل الغرد
لو أن لقمان يُعطَى عمرها بكَ لم / يُخنِ عليها الذي أخنى على لبد
طبعتها ولك التبرُ الذي طُبِعَت / منه فأسلَمتها في كفٍّ منتقد
ألستمُ معشرَ الأملاكِ طائفةً
ألستمُ معشرَ الأملاكِ طائفةً / تقضي بتخليدها هذي الأناشيدُ
فإن نقصتم أناساً من نوالكمُ / فحقَّ منكم لأهلِ الشعر تزييد
لَكُم خُلِقنا ولم نُخلَق لأنفسنا / فإنّما نحن تحميدٌ وتمجيد
يا صاحب المجدِ إن المجدَ سائمةٌ / تضلُّ إن لم يكن بالشعر تقييد
خُذني بما شئتَ من غرّاءَ شاردةٍ / يصغي الأصمُّ إليها وهو مفؤود
واعذر بتصيره مَن لا يزالُ له / في ساقةِ الرزقِ إرقالٌ وتوخيد
لا يُدركُ القوتَ مما أنت واهبُهُ / حتى يطولَ من العمَّالِ تنكيد
وليس للشِّعرِ إلاَّ خاطرٌ يقظٌ / يهزُّهُ منكَ ترفيهٌ وتأييد
وما المدائح إلا بالملوك وهل / يبدي سنا العقدِ إلاَّ النحر والجيد
عزمٌ تجرَّدَ فيه النصرُ والظّفرُ
عزمٌ تجرَّدَ فيه النصرُ والظّفرُ / وفكرةٌ خمدت من تحتها الفكرُ
ركبتَ في الله حتى البحرَ حين طما / آذيُّهُ وبسوطِ الريح ينحصر
طِرفٌ يَزِلُّ عليه سرجُ فارسه / وليس مما تضمُّ الحُزمُ والعُذَرُ
كأنَّ راكبه في متنٍ ذي لبدٍ / غضبانَ تقدحُ من أنفاسِهِ الشرر
حملتَ نفسك فيه فوقَ داهيةٍ / دهياءَ لا ملجأٌ منها ولا وزر
عُذِرَت لو أنه ميدانُ معركةً / يسمو له رَهَجٌ في الجوِّ منتشر
في حيثُ للكرِّ والإقدامِ مضطربٌ / وحيث تملكُ ما تأتي وما تذر
عساك خلتَ حبابَ الماءِ من زَرَد / تعوَّدَ الخوضَ فيه طِرفُك الأثِرق
أو قلتَ في الموج خرصان معرضة / تحارب الجيش أو مصقولةٌ بُتُر
هي البسالةُ إلاَّ أنها سَرَفٌ / تنفي الحذارَ وممّا يُؤثَرُ الحذر
لا تحملِ الدينَ والدنيا على خَطَرٍ / وليس يُحمَدُ في أمثالك الغرر
إن كان ثَوبُكَ مختصاً بلابسهِ / فقد تعلَّقَ من أذيالِهِ البشر
هلاَّ رحمتَ نفوساً حام حائمها / عليكَ واستولتِ الأشواقُ والذكر
وعاد أجبَنَها من كان أشجعَها / شحّاً عليكَ وأحيا ليله السهر
إنا لفي حمصَ نستقري محاضرها / وللقلوبِ بذاك اللجّ مُحتَضَر
لا نحسنُ الظنَّ إشفاقاً وقد ضمنت / لنا مساعيك أن يعنو لك القدر
كأنَّما النهرُ لما سرتَ سار على / ذاك المجاز فأجرى فُلكَكَ النهرَ
كأنما قمتَ بالجدوى تساجِلُهُ / فناله دهَشٌ أو نابه حصَر
أحاط جودُك بالدنيا فليس له / إلا المحيط مثالٌ حين يُعتبَر
وما حسبت بأن الكُلَّ يحملُهُ / بعضٌ ولا كاملاً يحويه مختصر
لم تثنِ عنكَ يداً أرجاءُ ضفتهِ / إلا ومدت يداً أرجاؤهُ الأخر
تواصِلُ اللحظَ حسرى من هنا وهنا / وليس غير الدعاءِ الجصُّ والحجر
فصرتَ فوق دفاعِ اللَه تهصرهُ / براحةِ البر والتقوى فينهصر
كأنما كان عيناً أنت ناظرها / وكلُّ شطٍ بأشخاصِ الورى شفُر
ما الشعر مرتجلاً أو غير مرتجل
ما الشعر مرتجلاً أو غير مرتجل / ببالغ كنه ذاك السؤدد الجلل
بأي لفظ أحلِّي منك ذا شيم / لولا حلاها لكان الدهر ذا عَطَلِ
لا حُلّةُ الشمسِ مما قد أحاوِلُهُ / ولا نظام النجوم الزهر من عملي
وسائلينِ أجَدّا في مباحثتي / خذا حديثي عن الأملاكِ والدول
جيشُ المؤيّد يقضي من خلائقه / أنَّ الملوكَ له ضَربٌ من الخول
فالفرقُ بينهما في كلِّ مَعلُوَةٍ / كالفرقِ يوجَدُ بين النقص والكمل
سَلِ المكارم عنه كيف تَعلَمُهُ / أو لا فَسَل شَفراتِ البيض والأسل
أحدّ من ذهنه في كلّ معضلة / إذا تعثر في العسالة الذبل
واري البصيرة لا تزري الأناةُ به / ولا تعودُ عليه آفةُ العجل
لذلك الحلم في الأعداء قد علموا / فتكٌ يَسُدُّ طريقَ الأمن بالوجل
صاحي النهى عربدت فيهم مكايده / فطار عنهم خُمارُ السُّكرِ والثمل
يجيزنا كلما حكنا مدائحه / والصبحُ عُريانُ مستغنٍ عن الحلل
لله آذارُ من شهرٍ سموتَ به / حتى لقيتَ عليه الشمسَ في الحمل
ما بين نورِ جبينٍ منك مؤتلقٍ / وبين فضلِ طباع منه معتدل
ونائلٍ أسديّ النوءِ طوع يدي / يسطو على القِرنِ أو يسطو على البخل
فديتُ موسومةً باليُمنِ مدَّ بها / فكان تقبيلها أسنى النهى قِبَلى
لثمتها فرشفتُ العزَّ ممتزجاً / فيه الغنى وأخذ الريِّ في النهل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025