القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الحاجّ النُّمَيْري الكل
المجموع : 8
رَحَلْتُ نَحْوَ دِمَشْقَ الشَّامِ مُبْتَغِياً
رَحَلْتُ نَحْوَ دِمَشْقَ الشَّامِ مُبْتَغِياً / رِوَايَةً عَنْ ذَوِي الأَحْلاَمِ وَالأَدَبِ
فَفُزْتُ فِي كُتُبِ الآثَارِ حِينَ غَدَتْ / تُرْوَى بِسِلْسِلَةٍ عُظْمَى من الذَّهَبِي
اثْنَانِ عَزَّا فَلَمْ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِمَا
اثْنَانِ عَزَّا فَلَمْ يَظْفَرْ بِنَيْلِهِمَا / وَأَعْوَزَا مَنْ هُمَا فِي الدَّهْرِ مَطْلَبُهُ
أَخٌ مَوَدَّتُهُ فِي الَّلهِ صَادِقَةٌ / وَدِرْهَمٌ مِنْ حَلاَلٍ طَابَ مَكْسَبُهُ
يَاخَيْرَ مَلْكٍ بِهِ الدُّنْيَا قَدِ ابْتَهَجَتْ
يَاخَيْرَ مَلْكٍ بِهِ الدُّنْيَا قَدِ ابْتَهَجَتْ / وَخَيْرَ مُعْتَضِدٍ فِيهَا وَمُنْتَصِرِ
قَدْ حَنَّتِ السُّحْبُ مِنْ شَوْقٍ إِلَيْكَ وَلَمْ / تَشْعُرْ بِذَلِكَ إِذْ جَاءَتْ عَلَى قَدَرِ
وَاسْتَشْعَرَتْ أَنَّنَا لَمْ نَدْرِ مَا قَصَدَتْ / فَأَرْسَلَتْ سَيْلَهَا يَسْعَى عَلَى الأَثَرِ
فَقَبَّلَ الأَرْضَ إِعْظَاماً وَأَوْسَعَهَا / لَثْماً وَلَمْ يَطْوِ مِنْ كَشْحٍ عَلَى ضَرَرِ
سَرِيرَةٌ ظَلَّ يُبْدِيهَا وَيُظْهِرُهَا / مِنَ الْمَحَبَّةِ حَتَّى جَاءَ بِالْعِبَرِ
فَاعْجَبْ لِمَاءٍ غَدَا يُخْفِي سَرَائِرَهُ / مَعَ الصَّفَاءِ ويُبْدِيهَا مَعَ الْكَدَرِ
لاَ زِلْتَ فِي العِزِّ وَالسَّعْدِ الْمُجَدَّدِ مَا / وَافَى الحَجِيجُ لِقَصْدِ الحِجْرِ وَالْحَجَرِ
يَا لاَئِمِي فِي الْهَوَى كَلَّفْتَنِي شَطَطَا
يَا لاَئِمِي فِي الْهَوَى كَلَّفْتَنِي شَطَطَا / وَإِنَّنِي بِالْهَوَى مَا زِلْتُ مُغْتَبِطَا
وَلِي بِأَهْلِ الْحِمَى يَدْرِي الْحِمَى كَلَفٌ / وَطُولُ مَبْكىً عَلَى عَهْدٍ بِهِ فَرَطَا
وَمَا اصْطَبَارِي وَقَدْ زُمَّتْ رَحَائِلُهُمْ / وَللتَّرَحُّلِ حَادِي العِيسِ قَدْ نَشَطَا
وَهَاجَ وَجْدِيَ رَكْبٌ رَافِعٌ حُدُجاً / بِهِنَّ جُنْح الدُّجَى فِي الْبِيدِ قَدْ خَبَطَا
وَعطَّرَ الْجَوَّ مِنْهُ أَيُّ طِيبِ شَذَا / بِكُلِّ رُوحٍ لَعَمْرِي رُوحُهُ اخْتلَطَا
وَأَغْصُنُ الْبَانِ قَدْ مَالَتْ لَهُ طَرَباً / لَمَّا أَتَى مَثْلَ مَا نَفَّرْتَ سِرْبَ قَطَا
وَالْوُرْقُ فِي الْغُصْنِ قَدْ غَنَّتْ لَهُ فَرَحاً / بِعَوْدِهِ حِينَ وَافَى مُعْمِلاً لِخُطَى
وَالرِّيحُ رَقَّتْ لِمَسْرَاهُ فَمَا بَرِحَتْ / عَلِيلَةً خِلْتُهَا قَدْ أَعْيَتِ الخُلَطَا
وَالْوَرْدُ لَمَّا أَتَاهُ احْمَرَّ مِنْ خَجَلٍ / وَخَدَّهُ إِذْ مَشَى فِي الأَرْضِ قَدْ بَسَطَا
وَالْغَيْثُ لَمَّا سَرَى وَافَاهُ مُنْسَكِباً / كَأَنَّهُ دُرُّ عِقْدٍ فِي الثَّرَى سَقَطَا
أَوْ دُرُّ مَدْحِي لِمَوْلانَا الإِمَامِ أَبِي / عَبْدِ الإلَهِ الَّذِي أَعْلَى لِي الخِطَطَا
دُرٌّ بِبِيضِ طُروسِي ظَلْتُ أَلْقَطُهُ / فَزَانَ بِيضَ طُرُوسِي خَيْرُ مَا لُقِطَا
أَعْلَى المُلُوكِ الَّذِي جَلَّتْ مَوَاهِبُهِ / تِلْكَ الَّتِي لَمْ تَدَعْ يَأْساً وَلاَ قَنَطَا
سَمِيُّ خَيْرِ نَبِيِّ قَامَ مُنْتَصِراً / لِدِينِهِ وَأَعَزُّ الأُمَّةِ الْوَسَطَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْحَجَّاجِ أَكْرَمُ مَنْ / زَكَا وَأَقْسَطَ فِي حُكْمٍ وَمَا قَسَطَا
أَوْلاَدُهُ خَيْرُ أَوْلاَدٍ لَهُمْ شَرَفٌ / بُحْبُوحَةُ الْفَخْرِ كُلِّ الْفَخْرِ قَدْ وَسَطَا
غُرٌّ مَيَامِنُ أَمْجَادٌ أَكَارِمَةٌ / عَلَى عِدَاهُمُ إِلهُ الْخَلْقِ قَدْ سَخِطَا
شُبُولُ أَجْرَاءِ لَيْثٍ لِلْقِتَالِ دَعَا / وَفِي الْوَغَى لِلأَعَادِي الْكَافِرِينَ سَطَا
وَأَنْجُمٌ قَدْ نَمَاهَا لِلْعُلاَ قَمَرٌ / مِنْ وَالِدٍ لِلْعُلاَ فِي مُلْكِهِ اشْتُرطَا
مُصَحِّحٌ صُحُفَاً لِلْمَجْدِ لاَ غَلَثَاً / أَبْقَى بهَا لاَ وَلاَ أَبْقَى بِهَا غَلَطَا
مَا زَالَ عَمَّنْ أَرَادَ الْفُحشَ مُنْقَبِضَاً / وَللأُلَى بَلَّغُوهُ الْمَدْحَ مُنْبَسِطَا
مُبَاركٌ لَمْ يَزَلْ لِلْمَدْحِ مُكْتَسِباً / وَلِلْقَضَاءِ بِهِ مَا زَالَ مُرْتَبِطا
رَبُّ الْمَعَارِفِ مُبْدِي كُلَّ مُعْجبَةٍ / مُعَاجِلٌ بِصَوابٍ نَحْوَ كُلِّ خَطَا
مُؤَيَّدُ الْعَزْمِ مِنْ أَهْلِ الْحُرُوبِ دَنَا / وَعَنْ رُبُوعِ بَنِي الرَّاحَاتِ قَدْ شَحَطَا
أَجَلُّ مَوْلىً لَزِمْنَا شُكْرَ أَنْعُمِهِ / فَالْكُلُّ مِنَّا بِذَاكَ الشُّكْرِ قَدْ غُبِطَا
وَقَدْ كَشَفْنَا مِنَ الْمَدْحِ الْبَدِيعِ لَهُ / عَنْ كُلِّ وَجْهٍ فَمِسْكُ الْحِبْرِ قَدْ نَقَطَا
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَأَنَا
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَأَنَا / مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِهِ بِالشَّامِ ذُو أَلَمِ
فَلاَ تَلُمْنِي عَلَى حُبِّي دِمَشْقَ فَقَدْ / أَصْبَحْتُ فِيهَا زَمَاناً صَاحِبَ العَلَمِ
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَذَكَتْ
نَوَى النَّوَى عَلَمُ الدِّينِ الرِّضَى فَذَكَتْ / نَارُ اشْتِيَاقِيَ حَتَّى اسْتَعْظَمُوا أَلَمِي
فَقُلْتُ إِنِّي مِنْ قَوْمٍ شِعَارُهُمُ / جُودٌ فَلاَ تُنْكِرُوا نَارِي عَلَى العَلَمِ
يَا خَيْرَ مَلْكٍ سَمَا بِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ
يَا خَيْرَ مَلْكٍ سَمَا بِأَرْضِ أَنْدَلُسٍ / وَلِلْجِهَادِ بِهَا نَحْوَ العُدَاةِ مَشَى
وأَفْضَلَ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِهَا / وَالشَّاغِلَ الرُّومَ عَنْ أَسَائِهِمْ دَهَشَا
وَأَكْرَمَ العَادِلِينَ النَّاصِرِينَ لَهَا / نَصْراً قُلُوبُ العِدَى بِالرُّعْبِ مِنْهُ حَشَا
بُشْرَاكَ بِالفَتْحِ وَالنَّصْرِ العَزِيزِ وَمَا / أَحْرَزْتَ مِنْ شَرَفٍ فِي العَالَمِينَ فَشَا
وَدَوْلَةٍ وَسَمَتْ غُفْلَ العِدَى وَسَمَتْ / فَالسَّعْدُ مُذْ نَشَأَتْ مِلْءَ العُيُونِ نَشَا
غَرَّاءَ بِالنُّورِ فِي الآفَاقِ صَادِعَةٍ / كَالشَّمْسِ يَجْلُو سَنَاهَا اللَّيْلَ وَالغَبَشَا
وَقِيلَ مَمْلَكَةٌ قَدْ أَصْعَدَتْ فَإِلَى / مَا شَبَّ مِنْ نَارِهَا وَفْدُ الفَخَارِ عَشَا
سَقَى رُبُوعَ بَنِي نَصْرٍ وَأَرْضَهُمُ / غَيْثٌ مَتَى جَادَهَا لَمْ تَشتَكِ العَطَشَا
وَكَرَّمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أُسْرَةً بِهِمُ / قَامَ الجِهَادُ الَّذِي بِالكُفْرِ قَدْ بَطَشَا
وَمَا ابْنُ يُوسُفَ إِلاَّ رَحْمَةٌ نَفَحَتْ / عَنْ أَيِّ رُوحٍ بِهِ دِينُ الهُدَى انْتَعَشَا
مُحَمَّدٌ فَاضِلُ الدُّنْيَا وَعَالِمُهَا / وَالمَالِكُ الرُّومَ وَالأَتْرَاكَ وَالحَبَشَا
مِن صَفْوَةِ العَرَبِ الغُرِّ الَّذِينَ لَهُمْ / حَدِيثُ فَضْلٍ بِأَلْوَاحِ العُلاَ انْتَقَشَا
مِن سِرِّ خَزْرَجَ فِي عَلْيَاءِ شَاهِقَةٍ / زُهْرُ النُّجُومِ لَهَا قَدْ وُطِّئتْ فُرُشَا
مِنْ آلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ فِي ذُرَى شَرَفٍ / مُحَكِّمٍ حُبُّهُ فِي مُهْجَةٍ وَحَشَا
ذُو العَدْلِ أَذْهَبَ عَنَّا الضُّرَّ أَجْمَعَهُ / فَلَوْ سَرَى عَدْلُهُ لِلصُّلِّ مَا نَهَشَا
بَاتَتْ تُحَدِّثُ عَنْ نَجْدٍ وَمَا فِيهَا
بَاتَتْ تُحَدِّثُ عَنْ نَجْدٍ وَمَا فِيهَا / فَخِلْتُ دُرًّا سُقُوطُ اللَّفْظِ مِنْ فِيهَا
وَطَارَحْتْنِي شُجُوناً كَانَ يَنْشُرُهَا / وَجْدِي القَدِيمُ وَكَانَ الكَتْمُ يَطْوِيهَا
إِيهٍ عَلَى الجِيرَةِ الغَادِينَ دَارُهُمُ / نَجْدٌ وَعَنْ مُنْجِدِي مِنْ غُرِّ أَهْلِيهَا
وَأَعْصُرٌ ذَهَبَتْ عَنِّي وَقَدْ خَتَمَتْ / رَحِيقَ أُنْسِي بِمِسْكٍ مِنْ لَيَالِيهَا
وَقَدْ نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى وَإِنْ هِيَ قَدْ / أَضْحَى غُرُورُ الأَمَانِي مِنْ أَمَانِيهَا
بُدُورُ تِمٍّ عَلَى قُضْبٍ عَلَى كُثُبٍ / تَبْدُو بِأُفْقَيْنِ مِنْ قَلْبِي وَوَادِيهَا
أَمَّا الرُّبُوعُ فَصَبْرِي يَومَ كَاظِمَةٍ / مِمَّنْ عَدَتْهُ عَنِ البُغْيَا عَوَادِيهَا
كَأَنَّ خَيْمَاتِهَا الأَلْفَاظُ نَاصِعَة / وَالغِيدَ فِيهَا بَدِيعٌ مِنْ مَعَانِيهَا
مِنْ كُلِّ طَالِعَةٍ فِي البِيدِ تُبْعِدُهَا / أَيْدِي النَّوَى وَأَمَانُ الصَّبِّ يُدْنِيهَا
شَمْسٌ إِذَا غَرُبَتْ أَبْدَتْ لَنَا شَفَقاً / مِنْ أَدْمُعٍ بِدَمِي انْهَلَّتْ غَوَادِيهَا
وَمَا نَسَأْتُ بِدَوْحِ البَانِ نَاعِمَةً / تَثْنِي عَلَى الرِّيحِ إِنْ هَبَّتْ فَتَثْنِيهَا
كَأَنَّمَا القُضْبُ تَسْهُو عَنْ تَحِيَّتِهَا / غِبَّ الحَيَا فَسُجُودُ السَّهْوِ يُجزِيهَا
وَبِالأَبَاطِحِ مِعْطَارُ الأَصَائِلِ إِنْ / عُلَّتْ صَبَاهَا فَآسِي الآسِ يَشْفِيهَا
لِعَنْبَرِ الغَيْمِ فِيهَا كُلُّ مُشْغِلَةٍ / بِمَجْمَرِ البَرْقِ أَيْدِي الرِّيحِ تُذْكِيهَا
مُقَبِّلٌ لِخُدُودِ الوَرْدِ شَادِنُهَا / وَرَاشِفٌ لِثُغُورِ الزَّهْرِ شَادِيهَا
حَكَتْ يَدُ الغَيْثِ مِنْ نَوْرٍ لَهَا حُلَلاً / تَخْتَالُ فِيهَا لِمِثْقَالٍ يُوَافِيهَا
مَا رَاعَ جَيْشُ الصَّبَا لَيْلاً غَمَامَتَهَا / إِلاَّ وَبَانَتْ سُيُوفُ البَرْقِ تَحْمِيهَا
هِيَ الَّتِي زُرْتُهَا وَهْناً وَأَرْبُعُهَا / بِعَاطِرَاتِ غَوَانِيهَا تُحَلِّيهَا
وَبَاتَ يَهْفُو ارْتِيَاحاً غُصْنُ بَانَتِهَا / لَمَّا رَأَى الوُرْقَ تَبْكِينِي وَأَبْكِيهَا
وَالرَّوْضُ يَكْتُمُ أَسْرَاراً كَمَائِمَهُ / لِلزَّهْرِ لَكِنْ لِسَانُ الرِّيحِ يُفْشِيهَا
مُضَمَّخُ البُرْدِ مِنْ طِيبِ النَّوَاسِمِ إِنْ / أَضْحَتْ تُدَانِيهِ أَوْ أَضْحَى يُدَانِيهَا
كَأَنَّ عَاطِرَهَا ذِكْرُ الرَّسُولِ وَقَدْ / أَغْرَى الرَّكَائِبَ بِالأَشْوَاقِ حَادِيهَا
مُحَمَّدٌ خَاتِمُ الأَرْسَالِ أَوَّلُهَا / فِي الفَضْلِ شَمْسُ هَوَاهَا بَدْرُ نَادِيهَا
خَيْرُ الخَلاَئِقِ عَالِيهَا وَسَافِلِهَا / خَيْرُ البَرِيَّةِ مَاضِيهَا وَآتِيهَا
ألعَاقِبُ الحَاشِرُ المَاحِي الَّذِي بَهَرَتْ / آياتُهُ فَلِسَانُ الصِّدْقِ يُمْلِيهَا
خَرَّتْ لِمَوْلِدِهِ الأَصْنَامُ حَاكِيَةً / هَامَاتِ مَشْيَخَةٍ كَانَتْ تُحَيِّيهَا
وَالجِنُّ فِي الأُفْقِ قَدْ عَادَتْ مَقَاعِدهَا / لِلسَّمْعِ فَالشُّهْبُ قَبْلَ السَّمْعِ تَرْمِيهَا
وَارْتُجَّ إِيوَانُ كِسْرَى مُظْهِراً عِبَراً / عِبَارَةُ الفُرْسِ عَنْهَا لاَ تُوَافِيهَا
وَالنَّهْرُ غِيضَ لَهُمْ وَالنَّارُ قَدْ طُفِيَتْ / كَأَنَّ مَا فَاضَ مِنْ مَاءٍ سَرَى فِيهَا
وَالبَدْرُ شُقَّ لَهُ فِي لَيْلَةٍ كَرُمَتْ / فَلَمْ تُدَاجِ أَخَا التَّقْوَى دَيَاجِيهَا
وَالشَّمْسُ قَدْ رَدَّهَا مِنْ بَعْدِمَا غَرُبَتْ / فَحُبُّهُ لِعَلِيٍّ ظَلَّ يُعْلِيهَا
وَالجِذْعُ حَنَّ لَهُ كُلَّ الحَنِينِ فَمَا / أَشْجَى بِطِيبَةَ جِذْعاً كَادَ يُعْدِيهَا
كَأَنَّمَا الوُرْقُ إِذْ غَنَّتْ بِأَغْصُنِهِ / قَدْ عَلَّمَتْهُ فَأَضْحَى بَعْدُ يَحْكِيهَا
وَأَرْسَلَ المَاءَ نَبْعاً مِنْ أَصَابِعِهِ / هَذَا وَنَبْعُ النَّدَى لَوْ شَاءَ كَافِيهَا
وَالسُّحْبُ جَادَتْ بِسُحْبِ الغَيْثِ حِينَ دَعَا / فَأَضْحَكَ النَّوْرَ وَسْطَ الرَّوْضِ بَاكِيهَا
وَظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ الوُطْفُ وَاقِيَةً / شَمْساًعَلَى الأَرْضِ لاَ شَمْسٌ تُضَاهِيهَا
وَأَقْبَلَتْ نَحْوَهُ الأَشْجَارُ مُعْجَلَةً / غُصُونُهَا لَيْسَ يَثْنِيهَا تَثَنِّيهَا
وَعَادَ سَيْفاً قَضِيبُ النَّخْلِ فِي يَدِهِ / فَالْهَامُ كَالرُّطَبِ انْثَالَتْ لِجَانِيهَا
رَدَّ حُنَيْناً لأَهْلِ الكُفْرِ مُنْهَزِماً / بِقَبْضَةِ الرَّمْلِ قَبْلَ البِيضِ يُمْضِيهَا
وَإِنَّ أَنْدَلُساً هَذِي لَمُعْجِزَةٌ / بَقَاؤهَا وَقَرارٌ فِي نَوَاحِيهَا
لَكِنْ مَتَى خَشِيَتْ إِتْلاَفَهَا فَعَلَى / رَبِّ الوَرَى وَبَنِي نَصْرٍ تَلاَفِيهَا
وَقَدْ أَطَلَّ زَمَانَ الفَتْحِ طُولُ نَدَى / مُحَمَّدٍ غَوْثِ أَهْلِيهَا وَحَامِيهَا
مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي الحَجَّاجِ خِيرَةِ مَنْ / أَرْضَى الإِلهَ بِسَعْيٍ فِي مَرَاضِيهَا
فَمِنْ فُرُوضٍ يُمِيتُ العَائِقَاتِ لَهَا / وَسُنَّةٍ لِرَسُولِ اللَّهِ يُحْيِيهَا
صَحَّتْ أَحَادِيثُ بِيضِ الجُودِ عَنْ يَدِهِ / فَكُلُّ عَافٍ تُرَوِّيهِ وَيَرْوِيهَا
لاَ عُذْرَ لِلتَّارِكِ الأَشْعَارَ فَهْيَ بِهِ / كُثْرٌ بَوَاعِثُهَا كُثْرٌ دَوَاعِيهَا
خَيْرُ المُلُوكِ الَّتِي جَلَّتْ عُلاً فَغَدَتْ / حُمْراً وَقَائِعُهَا بِيضاً أَيادِيهَا
اَلقَاتِلُ المَحْلَ قَتْلَ المُشْبِهِينَ لَهُ / مِنْ الأَعَادِي الَّتِي مَا زَالَ يَكْفِيهَا
فَمِنْ سَحَابِ نَدَى يُرْضِيهِ هَامِلُهَا / وَمِنْ سَحَابِ دَمٍ يَشْفِيهِ هَامِيهَا
مِنْ آلِ يَعْرُبَ فِي العَدِّ الصَّرِيحِ لَهُ / مَحَاتِدٌ رَقِيَتْ أَعْلَى مَرَاقِيهَا
مِنْ سِرِّ قَحْطَانَ فِي أَسْمَى ذَوَائِبِهَا / من بِيتَةٍ لَيْسَ مِنْ نَجْمٍ يُسَامِيهَا
مِنْ ضِئْضِىءِ الخَزْرَجِ الغُرِّ الَّذِينَ هُمُ / مَا هُمْ إِذَا مَا دَعَا لِلحَرْبِ دَاعِيهَا
الرَّاكِبُونَ إِلَى الهَيْجَاءِ ضَامِرَةً / قُبَّ البُطُونِ مُنِيفَاتٍ هَوَادِيهَا
يَجْلُو بِصُبْحِ حَجُولٍ كَادَ يَبْهَرُهَا / بِالنُّورِ لَيْلَ عَجَاجٍ كَادَ يُخْفِيهَا
وَالمُرْسِلُونَ لَهَا وَالأَرْضُ بَحْرُ دَمٍ / سَفَائِناً بِأْسُهُمْ لا الرِّيحُ مُجْرِيهَا
وَالمُنْهِدُونَ وَسُمْرُ الخَطِّ مُشْرَعَةٌ / كَتَائِباً بَاتَتِ التَّقْوَى تُنَاجِيهَا
كَتَائِبٌ لِمَعَالِيهِمْ مُنَاسِبَةٌ / يُحْصَى الحَصَى قَبْلَ أَنْ يَنْفَكَّ مُحْصِيْهاً
أُولَئِكَ القَوْمُ أَنْصَارُ النَّبِيِّ وَمَنْ / تَلاَ مَدَائِحَهُمْ فِي الآي تَالِيهَا
وَإِنْ يُحَاكِ بَنُو نَصْرٍ فِعَالَهُمُ / فَالأُسْدُ أَشْبَالُهَا فِعْلاً تُحَاكِيهَا
وَحَضْرَةٍ زَيَّنَتْهَا بُقْعَةٌ جُعِلَتْ / وُسْطَى لِعِقْدٍ نَفِيسٍ مِنْ مَبَانِيهَا
يَاقُوتَةٍ فَهْيَ بِالحَمْرَاءِ قَدْ دُعِيَتْ / لاَ زَالَ جَوْهَرُ أَمْدَاحِي يُوَافِيهَا
وَكَمْ بِغَرْنَاطَةٍ مِنْ بُقْعَةٍ حَمَلَتْ / أَبْنَاءَ نَصْرٍ فَهَزَّتْ عِطْفَهَا تِيهَا
اَلمِسْكُ تُرْبُ مَوَاطٍ لِلْكِرَامِ بِهَا / وَالدُّرُّ مَهْمَا مَشَوْا حَصْبَا أَرَاضِيهَا
مِنْ آلِ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ سَادَةٍ نُجُبٍ / تُرْوَى الحِسَانُ العَوَالِي عَنْ عَوَالِيهَا
إِنْ يَشْتَكِ السَّيْفُ فِي يَوْمِ الوَغَى قِصَراً / فَوَصْلُهُ خَطْوُهَا زَحْفاً وَأَيْدِيهَا
لِلَّهِ دَرُّ إِمَامٍ جَاءَهَا خَلَفاً / وَزَادَ عِزَّ مَعَالٍ فِي مَعَالِيهَا
لاَ عَيْبَ فِيهِ يَقِي عَيْنَ الكَمَالِ سِوَى / أَنَّ السَّيُوفَ بِضَرْبِ الهَامِ يُفْنِيهَا
أَبْقَتْ لَنَا كُلَّ مَنْ نَرْجُوهُ دَوْلَتُهُ / وَمَا نُؤَمِّلُهُ فَاللَّهُ يُبْقِيهَا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025