المجموع : 14
يا من غدا جبلُ الجوديَّ يحجبه
يا من غدا جبلُ الجوديَّ يحجبه / ليس التذكر عن قلبي بمحجوب
علمتني الحزم لكن بعد موجعةٍ / إن المصائب أثمانُ التجاريب
يا صاحبي إذا أعياكما سقمي
يا صاحبي إذا أعياكما سقمي / فلقيتاني نسيم الريح من حلبِ
من الديار التي كان الصبا وطري / فيها وكان الهوى العذري من أربي
لو خَطرَف الشيبُ عقداً كنت أعذرُهُ
لو خَطرَف الشيبُ عقداً كنت أعذرُهُ / لكنما سهوه بالضعفِ في العددِ
أعطى الثلاثين في ريعان شرَّتها / ما لابن ستينَ من شَيبٍ ومن كمد
عهدي به ورداءُ الوصلِ يجمعنا
عهدي به ورداءُ الوصلِ يجمعنا / والليلُ أطولُهُ كاللمحِ بالبصرِ
فالآن ليلي مذ غابوا فديتهم / ليلُ الضريرِ وصبحي غيرُ منتظر
أستارُ بيتكَ أمن الخوفِ منكَ وقد
أستارُ بيتكَ أمن الخوفِ منكَ وقد / علقتها مستجيراً منك يا باري
وما اظنك لما أن علقت بها / خوفاً من النار تدنيني من النار
وها أنا جارُ بيتٍ أنت قلت لنا / حجوا إليه وقد أوصيتَ بالجار
الله يعلم ما إثمٌ هممتُ به
الله يعلم ما إثمٌ هممتُ به / إلا وبغضه خوفي من النار
وأن نفسي ما هامت بمعصيةٍ / إلا وقلبي عليها عاتبٌ زار
ومصعدٍ سفنُهُ قلبي ومنحدرٍ
ومصعدٍ سفنُهُ قلبي ومنحدرٍ / بالماءِ والريح من دمعي وأنفاسي
إذا انحنى حثَّ قلبي نحوه طرباً / أو مدَّ مدَّ إليه أعينَ الناس
وافت ملاحتهُ فيها مِلاحتَهُ / فأفتنَ الناسَ في قَلسٍ ومقلاس
لأشكونَّ إلى سكانه وإلى / خنّيه إن خان عهدي قلبُهُ القاسي
ولو سلوت لنفسي عن طلابِ غنىً
ولو سلوت لنفسي عن طلابِ غنىً / لما سلوتُ لأتباعي وأشياعي
من كل سام بعينيه يؤمّلني / تأميلَ ضرَّارِ أعداء ونفّاع
ولو جنيتُ لأعواني سلامتهم / حتى يراني رحباً بالندى باعي
كأنَّ قلبي إذا عنَّ ادّكاركمُ
كأنَّ قلبي إذا عنَّ ادّكاركمُ / ظلُّ اللواءِ عليه الريحُ تخترقُ
حتى إذا ما أراد الله يُسعدني
حتى إذا ما أراد الله يُسعدني / رأيتُهُ فرأيتُ الناسَ في رجلِ
يا ربَّ سوداءَ تيمتني
يا ربَّ سوداءَ تيمتني / يَحسُنُ في مثلها الغرامُ
كالليل تستسهل المعاصي / فيه ويستعذب الحرام
لو كنتُ أعرفُ فوق الشكرِ منزلةً
لو كنتُ أعرفُ فوق الشكرِ منزلةً / أعلى من الشكر عند الله في الثمنِ
إذاً منحتكما منّي مهذبة / حذواً على حذوِ ما واليتُ من حسنِ
كأسُ مُدامٍ صددتُ عنها
كأسُ مُدامٍ صددتُ عنها / لله والنفسُ تشتهيها
قال عليٌّ وكان عدلاً / قد طُبخت قلتُ فاسقنيها
فالآن إذ عُذبت قليلاً / فدت من النارِ شاربيها
يا ناعيَ الدين والدنيا أشد بهما
يا ناعيَ الدين والدنيا أشد بهما / من حيثُ سالَ بآلِ الله واديهِ
هذي معالي قريشٍ غاض آخرها / ومجدُ هاشمَ مزار التربَ باقيه
قل يا أبا حسنٍ والقولُ ذو سعةٍ / لولا حجابٌ من الثرياء يثنيه
أآخرُ الدهر أم تحيى عواطفه / وفيصلُ البينِ أم يُرجَى تلافيه
كلا لقد فات منك الوصلُ آمِلَهُ / مذ شيَّد الجدثُ المأمولَ بانيه
هنيت ربعاً برغم المجدِ تسكنُهُ / تلقى أباك علياً في مغانيه
إن أخلُ بعدك بالدنيا أروّضها / فقد خلا بضميرِ النبعِ باريه
هل كنتَ تعلمُ إذ عوّدتني أبداً / حسنَ التصبّر أني فيكَ أُفنيه