المجموع : 34
ما انثت هذه الدنيا لعمر ابي
ما انثت هذه الدنيا لعمر ابي / الا لتخلب من يهوى تبرجها
بيضاء عند الذي قد شاف صولجها / سوداء عند الذي يشتاف بهرجها
إن الجوائب والدنيا قد اعتدتا
إن الجوائب والدنيا قد اعتدتا / على أب محسن وابن رض لهما
فبئس من مانتا بالوعد الفهما / وساء من خانتا بالعهد اهلهما
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا
عاهدت دنياي اني لا أرى جزعا / على فوات نصيب تلك سيمائي
فعاهدتني على أن ليس يخطئني / سهم فقد صدقت لكن لاصمائي
أحاط قاف بذي الدنيا فقيل رست
أحاط قاف بذي الدنيا فقيل رست / يحوطها سور قاف واحد كاف
واليوم في كل أسبوع يدور بها / من مزبرى ألف قاف قائف قاف
إذا خلوت بأفكاري أهذبها
إذا خلوت بأفكاري أهذبها / فذاك عن لهو دنيا الناس يغنيني
فكل فكر كليم لا يعنتني / وكل معنى نديم لا يعنيني
مهما تخالفت الارواح هب على
مهما تخالفت الارواح هب على / جوائبي عاصف الدنيا فيحذرها
جاءت على قدر ما للقوم من ملل / فحسبها اليوم ان الذكر ينشرها
سألت ذا صمم عن حاله شفقا
سألت ذا صمم عن حاله شفقا / فقال لي احمد المولى على الصمم
اني استرحت به من سمع ذي خطل / وذاك من محن الدنيا على الفهم
أهلا بسلطاننا المعتز بالصمد
أهلا بسلطاننا المعتز بالصمد / رب البرية لم يولد ولم يلد
عبد العزيز الذي عزت محامده / عن ان تمثل في بال وفي خلد
اهلا بمن لم تغب عنا مكارمه / وان تغب يده الكرمى عن البلد
اهلا بمن تبهج الاكوان طلعته / وتذهب الحزن بشراه عن الكبد
سارت بارواحنا الارواح تحجبه / عنا وعادت بها اذ عاد عن افد
ان ينقص السير بدر الافق ما نقصت به / محاسن بدر الارض عن عدد
او كان يرمد من نور الضحى احد / فنحن من بعد شمس الملك في رمد
قد كان يارق كي تكرى نواظرنا / فمذ نأى بات خالي الهم في سهد
قامت هواجس هذا البين تزعجني / وكثرة الظن تمنى المرء بالكمد
ناديت انسان عيني وهو ذوارق / خلقت يا ايها الانسان في كبد
لو يعلم البحر أي الجود جلله / لكان يقذف بالعقيان لا الزبد
ولو درت مصر ما بالشام من اسف / لشاطرته نصيب الفخر والرغد
تود كل بلاد ان يشرفها / بنظرة منه تزكيها مدى الابد
لسنا نروم على مرأى سناه رنا / وغير مرضاته في العمر لم نرد
من خط اسطر مدح فيه فهى له / مرقاة عز ومعلاة على سند
اسمى الورى حسبا والفعل شاهده / وخير ملتحد في الحادث النكد
ادنى عزائمه يفرى احد ظبى / قوارع الدهر يوم البأس والجلد
جل الذي بالعلى والمجد فضله / فما يدانيه في الاملاك من احد
فخر السلاطين ان قلوا وان كثروا / للدين والملك منه خير ملتحد
فاضت يداه نوالا غير محتقد / فاخجل السحب فانجابت على حقد
حوى جميع المعالي واستفذ بها / فاعجب لفرد بهذا الجمع منفرد
هو المطاع المفدى ان دنا ونأى / بالاهل والمال والارواح والولد
مؤيد العزم ماضي الراي متخذ / من خشية الله جيشا سابغ العدد
فالحمد لله ان قد عاد عن كثب / بنجله سالما مع جملة الحفد
حمدا تدوم به البشرى مؤرخة / قدوم سلطاننا بالخير والمدد
من سره عاجل الدنيا فسوف يرى
من سره عاجل الدنيا فسوف يرى / ما فيه مشجبه في ساعة الاجل
لا غرو ان كان منهوما بعاجلها / فانما خلق الانسان من عجل
من لم تحذره دنياه بعبرتها
من لم تحذره دنياه بعبرتها / فلن يكون اذا حذرته يقظا
ليس الذي وعظ الاقوام ذا رشد / بل الذي سمع الانذار فاتعظا
من لم تودبه دنياه بعبرتها
من لم تودبه دنياه بعبرتها / لم ينتفع بعبارات من الأدب
ومن نبا سمعه عن وعظ تجربه / لم يرشد القلب منه واعظ الكتقب
من لم تعلمه دنياه فما هو من
من لم تعلمه دنياه فما هو من / دراسة الصحف الاولى بمعتبر
فمن صروف الليالي منتهى عبر / وفي التجارب ما يغنى عن الخبر
يا أيها البحر قد أهديتني دررا
يا أيها البحر قد أهديتني دررا / فليت شعري ماذا اليوم أهديكا
أخلافك الغر مثل الشمس ظاهرة / فأنت في غنية عن وصف مطريكا
أجمال مدحك لا أرضى به وإذا / فصلت أخشى قصورا ليس يرضيكا
فإنما هو راح لست آمن من / إكثاره نشوة تنسى معاليكا
أنت الخصم لعلم لا مرآء به / فكنه للحلم وامنحني تغاضيكا
مضى وكل قطين بعده فان
مضى وكل قطين بعده فان / من كنت في البعد ارعاه ويرعاني
ومن على فوته عيني مسهدة / ترعى النجوم وليل الهم يغشاني
ومن اتاني منعاه ولم اره / فهاج حزني واضناني واضناني
يا طور لبنان هل تشجيك اشجاني / لفقد الف عزيز للصبي ثان
وهل ذوى منك دوح باسق اسفا / كما ذوى من فوادي كل سلوان
وهل اتاك حديث الاولين مضوا / وفخرهم دائم من دون نقصان
امثال فردك ناصيف فهل لك من / فقدانه بدل يا فجع فقدان
هيهات ليس له ند فينسينا / فرط الحنين اليه بعض نسيان
يا سائلي هل شجا ناعيه ذا شحط / ولاع منه فؤادا لوعة الداني
انظر الى دمعي القاني وقس لهبا / عليه بين الحشا من نار احزاني
حر تحرى على الآداب في زمن / فيه المآدب تحدو كل انسان
فلم يضع ساعة من عمره عبثا / ولم يضع قوله في غير احسان
كانت قوافيها البيد سائرة / سير النجوم فتهدى كل حيران
تنزهت عن عيوب الشعر رائقة / لفظا ومعنى هما في الحسن صنوان
كما تساوي لديه من نزاهته / مال وعدم هما للحر سيان
لو لم تكن دررا ما كان ناظمها / فكر له ثاقب في جيد ازمان
له البلاغة مذ عهد الصبى خلق / لم يثنه عنه في السبعين من ثان
ما كان يهجو ولا يهجى ولا حجبت / ذكا قريحته احلاك حدثان
كانت اسرته عنوان نيته / على المصافاة في سر واعلان
وشانئ شانه تهجين ذي شان / لكنه عاش ذا شان بلا شان
مضى وفي ثوبه الآداب قد طويت / من بعد ما نشرت عنه بتبيان
ان الذي انشرت اشعاره حكما / حي وان درجوه ضمن اكفان
ان كنت بالغت في تابينه فلكم / في مدحه بالغت صحبي واقراني
لا تنكروا فضل ذي فضل لمذهبه / وفي اطلبوا علم اهل الصين برهاني
واحسرتاه عليه اذ نؤرخه / مضى وكل قطين بعده فان
أرى زماني وفي سيماه تبشير
أرى زماني وفي سيماه تبشير / بان في الناس شهما طبعه الخير
شهم به نصر الرحمن امته / بكل فعل حميد فهو منصور
صهر الخديو سليل الأكرمين له / في كل قطر ثناء عنه مأثور
من بشر طلعته إبهاج ذي حزن / ومن نوابغه للعقل تنوير
ترى زمانك عبدا عند سدته / يوليك ما صد عنه وهو مسرور
أمير مجد تمرى في شبيبته / على الكهول بحلم فيه مفطور
والحلم يغني الفتى ما عاش عن نسب / فان هما اجتمعا فالفضل موفور
ونال من لطف مولانا المعظم ما / يفوت كل بليغ عنه تعبير
وأينما حل فاض الخير من يده / فمن فواضلها المغمور معمور
ومن فضائله أني رجعت إلى / نظم القريض وفكري عنه محسور
لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا
لاع الغرام فؤادا لازم الشجنا / وعال حكما فطر في صارم الوسنا
تناوشتني عوادي الدهر ملبسة / اياي من حوكها ثوبى اسى وضنى
فكدت اذهل اني في رضى ملك / وانه لي مجن يدفع المحنا
من لا تزال سجاياه مطهرة / عن ان تشاب بشيء ذكره هجنا
سن المحامد بين الناس فاتخذوا / فرض الثناء عليه واجبا سننا
تأبى عدالته في منظر عوجا / والسيف اعمله بالحق فاحتتنا
ترى اللغات جميعا في مدائحه / فصيحة والذي لم يتغر لسنغا
ان لم يكن لكريم قط معجزة / فذاك معجز اسماعيل قد علنا
لو ينطق الصخر يوما قال مرتجلا / اني الين لذكرى عدله غدنا
قل الجدير بهذا المدح وهو عنا / لمن به غيره من ذا الانام عني
سل عنه من صار يجدى السائلين يقل / ما جدت الا من استجدائه المننا
سل القياصر عنه والملوك وهم / يعظمون حماه اينما سكنا
وسل ممالك اوربا وقد نعشت / فيها مكارمه كلا كما زكنا
هل الرشيد وابناء الرشيد بنوا / للفخر ذكرا كما فضل العزيز بنى
اكان يوما لبغداد الفسيحة ما / لمصره من قرى قد باهت المدنا
الاق دجلة لوحا من بواخره / ام الفرات اقل الجيش والسفنا
ام المعارف كانت في زمانهم / تحوى رئيسا عليها عارفا فطنا
ام كان ينشر مما الفوا صحف / في كل فن تسنى للهدى سننا
ام كان ام كان مما لا اطيل به / قولا فحسبك ان كنت امرء الحنا
ذاك الفخار على اصل الحضيض مشى / طفلا وهذا فخار يفرع القننا
ذاك الزمان بتدمير العباد اتى / وذا اوان لتعمير البلاد اني
سل رهط احمد والنعمان ما جنبا / حتى اهينا وفي تقواهما سجنا
وسائل الصبر اذ يعلو مطهمه / كيف الجناب الرفيع اليوم قد امنا
فاي هاتين اولى ان يقال لها / دار السلام وهل تؤتى الجمال كنى
وانظرا من كان مطبوعا على خلق / كمن تكلفه من هاهنا وهنا
اتى من المادحين المطرئين على خلق / جميع من خلدوا ذكرا لهم حسنا
فانما المرء تحييه مآثره / وما له غير ما تجنى يداه جنى
لكن اقول مقال الحق لا وجلا / من ذي ملام ولا مغرى يقول خنى
وما بقال فلان كنت ذا ولع / ولا بزخرف مدح كنت مفتننا
ومن تشقه حكايات مموهة / فانما مثله من بعيد الوثنا
ان الاوائل في روم الفخار شأوا / لكنهم في الجد للآخرين ثنى
قد يدرك الآخر الشأو الذي عجزت / عنه الاوالى وقد ينقاد ما حرنا
افدى العزيز الذي لولا مكارمه / لم يبق في الشعر الا قول من مجنا
من وصف خصر وارداف وماكمة / ونحو ذلك مما عقله فتنا
فلو عرضت على قوم جواهره / لما حلا احد منهم بها ثمنا
من ذا يشابه اسماعيل في خلق / تنسى حلاه الغريب الاهل والسكنا
صلاته رجحت آمال سائله / فكل قول اتى في شكرها اتزنا
في عصره الورق المضروب يبذل في / قراضة الورق المهدى اليه ثنا
ان تحص ما في لغات الناس من كلم / فأحص ايلاءه الآلاء والمثنا
لولا معاليه خلنا الناس قد نسيت / فعل الجميل وان الدهر قد افنا
اذ لا ترى غير وعد فات موعده / والغدر والمكر والاضغان والاحنا
ما ذا ترى في اناس طال مسخهم / فهل يعودون انسا بعد ما اسنا
راموا العزيز بضروهو نافعهم / وفي حماه اصابوا الرغد والغدنا
كادوا ولكنهم بآوا بغيظهم / وكل ذي منطق اياهم لعنا
سيعلمون غدا ماذا يحيق بهم / ومن يساوره السوء الذي اضطبنا
يا للعجاب وقد صرنا إلى زن / فيه نرى الجن امثال الورى سحنا
يروق عينك مرآهم ومخبرهم / يشف عن غول قصد في الحشا كما
ورب حر تراه العين ممتهنا / حتى تفاوضه في الامر ممتحنا
قد خيب الله مسعاهم وردهم / بغيظهم فهو عنهم يسلب الامنا
كما ادام لاسماعيل نعمته / وزاده بسطة يا طيب ذك منى
ابا الفداء ابيت اللعن ان لنا / منك الغناء وما عنه نصيب غنى
واننا ان نعد مدحا اليك يعد / مدحا علينا وفخرا باقيا وسنا
واننا ان نبلغ مصر تهنئة / بان سلمت فللدنيا بذاك هنا
العيد عاد بتخويل السرور لنا / وفي بحابح رغد العيش اسكننا
عيد به حزت انواع المبرة من / صوم ومن صدقات احيت الوطنا
بهرت خلقا واخلاقا ومنقبة / وشيمة ومزايا كلها حسنا
فما يباريك الا بائر بعنا / وما يجاريك الا خاسر غبنا
لا تخش باسا فذ والباس الشديد له / عناية بك اني كنت لن تهنا
ان الذين تقيهم منك مرحمة / ليبذلون لك الارواح والسكنا
فاسلم مدى الدهر في عز ومقدرة / وسيف عزمك ماض اينما مزنا
ودام نسلك فخرا للانام كما / سميك البر حلى نسله الزمنا
يا ليلة لم تذق عيني بها سنة
يا ليلة لم تذق عيني بها سنة / أجاهد البق أفرادا وأزواجا
مثل الفصوص على جسمي مرصعة / حتى إلى خاتمي الفين منهاجا
أعاضنا الورق المجلو من ورق
أعاضنا الورق المجلو من ورق / خليفة الله عز الملك والدين
أكرم بمأثرة تروى مؤرخة / عبد العزيز بدا فخر السلاطين
أقر أعيننا بالعين أكرم من
أقر أعيننا بالعين أكرم من / يحيى العباد محياه ومحياه
سلطاننا ذو اطاع الدهر سلطته / دامت مؤرخة واختاره الله
إن ترض زيدا أغضبت عمرا
إن ترض زيدا أغضبت عمرا / فالحق أولى بان يراضى
ومركب الظن لست تدري / مداه إلا بان يراضا