المجموع : 7
أتيت بابك مراتٍ لتأذن لي
أتيت بابك مراتٍ لتأذن لي / فصار عنيَ إذنُ الباب محجوبا
إن كنت تحجبنا بالذئب مزدهياً / فقد لعمري أبوكم كلَّم الذيبا
فكيف لو كلم الليث الهصور إذن / تركتم الناس مأكولا ومشروبا
هذا السنيدي لا تخفى دَمامته / يكلم الفيل تصعيداً وتصويبا
إني امرؤٌ من قريش في أرومتها / لا يستطيعُ لي الأعداء تكذيبا
ولا مصاهرة الحبشان من شيمي / ولا ترى لون وجهي الدهر غربيبا
اذهب إليك فلن آتي عليك ولن / أُلفى ببابك طلاباً ومطلوبا
نعم الصديقُ صديقٌ لا يكلفني
نعم الصديقُ صديقٌ لا يكلفني / ذبحَ الدجاج ولا شيء الفراريجِ
يرضى بقِدْرينِ من كشك ومن عدسٍ / وإن تَشَهّى فزيتون بطسوج
لم يبق لي لذة من طربة بددِ
لم يبق لي لذة من طربة بددِ / ولا المنازلُ من خيفِ ولا سند
أبعد خمسين عادت جاهليته / يا ليت ما عاد منها اليوم لم يعد
وما تريد عيون العين من رجل / كر الجديدان في أيامه الجدد
أبدى سرائره وجداً بغانية / ولو اطاع مشيب الرأس لم يجد
واستمطرت عبرات العين منزلة / لم يبق منها سوى الآري والوتد
وما بكاؤك داراً لا أنيس بها / إلا الخواضب من حيطانها الربد
لدعهل وطرٌ في كل فاحشة / لو باد لؤم بنى قحطان لم يبد
ولي قواف إذا أنزلتها بلداً / طارت بهن شياطيي إلى بلد
لم ينج من خيرها أو شرها أحد / فاحذر شآبيها إن كنت من أحد
إن الطرماح نالته صواعقها / في ظلمة القهر بين الهام والصرد
وأنت أولى بها أن كنت وارثه / فابعد وجهدك ان تنجو على البعد
تهجو نزاراً بها ان كنت وارثه / وتنتمي في أناس حاكة البرد
إنى إذا رجل دبت عقاربه / سقيتهُ سم حياتي فلم يعد
زهاني أزدك هوانا أنت موضعه / ومن يزيد إذا ما نحن لم نزد
لو كنت متئداً فيما تلفقه / لكان حظك منه حظ متئد
لو كنت معتمداً منه على ثقة / من المكارم قلنا طول معتمد
لقد تقلدت امرا لست نائله / بلا ولي ولا مولى ولا عضد
وقد رميت بياض الصبح تحسبه / بياض بطنك من لؤم ومن نكد
لا توعدني بقوم انت ناصرهم / واقعد فإنك نومان من القعد
للّه معتصم باللّه طاعته / قضية من قضايا الواحد الصمد
اصبر لها صبر أقوام نفوسهم / لا تستريح إلى عقل ولا قود
لم ينج من خيرها أو شرها أحد
لم ينج من خيرها أو شرها أحد / فاذكر شآبيبها إن كنت من أحد
خاضت بك المنية الحمقاء غمرتها / فتلك أمواجها ترميك بالزبد
لم يترك الجود فيه غير عادته
لم يترك الجود فيه غير عادته / ولم يشن وعده كذب ولا خلف
فلا يلام على إتلافه كرماً / أمواتهُ والذي لم يعطه تلف
حفظ المروءة يؤذي قلب صاحبها / والحب مغرى به المستهتر الكلف
لا والذي خلق الصهباء من ذهب
لا والذي خلق الصهباء من ذهب / والماء من فضة لا ساد من بخلا
يقول لي دعبل في بطنه حبل / ولو أصابت ثيابي دعبلا حبلا
ودعبل رجل ما شئت من رجل / لو كان اسفله من خلفه رجلا
من لي برد الصبا واللهو والغزل
من لي برد الصبا واللهو والغزل / هيهات ما فات من أيامك الأول
طوى الجديدان ما قد كنت انشره / وأنكرتني ذوات العين النجل
وقد نهاني النهى عنها وأدبني / فلست أبكي على رسم ولا ظلل
مالي وللدمنة البوغاء أنبها / وللمنازل من خوف ومن ملل
متى ينال الفتى اليقظان همته / إذا المقام بدار اللهوى والغزل
في الخيل والخافقات السود لي شغل / ليس الصبابة والصهباء من شغلي
ما كان لي أمل في غير مكرمة / والنفس مقرونةٌ بالحرص والأمل
ذنبي إلى الخيل كري في جوانبها / إذا مشى الليث فيها مشي مختبل
ولي من الفيلق الجأواء غمرتها / إذا تقحمها الأبطال بالحيل
كم جأنب خشن صبحت عارضه / بعارض للمنايا مسبل هطل
وغمرة خضت أعلاها وأسفلها / بالضرب والطعن بين البيض والأسل
سل الجرادة عني يوم تحملني / هل فاتني بطل أو خمت عن بطل
وهل شآني إلى الغايات سابقها / وهل فزعت إلى غير القنا الذبل
ما لي أرى ذمتي يستمطرون دمي / ألست أولاهم بالقول والعمل
كيف السبيل إلى ورد خبعثنة / طلائع الموت في أنيابه العصل
وما يريدون لولا الحين من أسد / بالليل مشتمل بالجمر مكتحل
لا يشرب الماء إلا من قليب دم / ولا يبيت له جار على وجل
لولا الإمام ولولا حق طاعته / لقد شربت دما أحلى من العسل