المجموع : 30
لَم يَضحَكِ الوَردُ إِلّا حينَ أَعجَبَهُ
لَم يَضحَكِ الوَردُ إِلّا حينَ أَعجَبَهُ / حُسنُ النَباتِ وَصَوتُ الطائِرِ الغَرِدِ
بَدا فَأَبدَت لَنا الدُنيا مَحاسِنَها / وَراحَتِ الراحُ في أَثوابِها الجُدُدِ
ما عايَنَت قُضُبُ الرَيحانِ طَلعَتَهُ / إِلّا تَبَيَّنَ فيها ذِلَّةُ الحَسَدِ
بَينَ النَديمَينِ وَالخِلَّينِ مَضجَعُهُ / وَسَيرُهُ مِن يَدٍ مَوصولَةٍ بِيَدِ
قامَت بِحُجَّتِهِ ريحٌ مُعَطَّرَةٌ / تَجلو القُلوبَ مِنَ الأَوصابِ وَالكَمَدِ
فَبادَرَتهُ يَدُ المُشتاقِ تَسنُدُهُ / إِلى التَرائِبِ وَالأَحشاءِ وَالكَبِدِ
كَأَنَّ فيهِ شِفاءً مِن صَبابَتِهِ / أَو مانِعاً جَفنَ عَينَيهِ مِنَ السَهَدِ
لا عَذَّبَ اللَهُ إِلّا مَن يُعَذِّبُهُ / بِمُسمِعٍ بارِدٍ أَو صاحِبٍ نَكِدِ
أَبلِغ أَخانا تَوَلّى اللَهُ صُحبَتَهُ
أَبلِغ أَخانا تَوَلّى اللَهُ صُحبَتَهُ / أَنّي وَإِن كُنتُ لا أَلقاهُ أَلقاهُ
وَأَنَّ طَرفِيَ مَوصولٌ بِرُؤيَتِهِ / وَإِن تَباعَدَ عَن مَثوايَ مَثواهُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ / وَكَيفَ أَذكُرُهُ إِذ لَستُ أَنساهُ
الوَردُ يَضحَكُ وَالأَوتارُ تَصطَخِبُ
الوَردُ يَضحَكُ وَالأَوتارُ تَصطَخِبُ / وَالنايُ يَندُبُ أَشجاناً وَيَنتَحِبُ
وَالراحُ تُعرَضُ في نَورِ الرَبيعِ كَما / تُجلى العَروسُ عَلَيها الدُرُّ وَالذَهَبُ
وَاللَهوُ يُلحِقُ مَغبوقاً بِمُصطَبِحٍ / وَالدَورُ سِيّانِ مَحثوثٌ وَمُنتَخَبُ
وَكُلَّما اِنسَكَبَت في الكَأسِ آنِيَةً / أَقسَمتُ أَنَّ شُعاعَ الشَمسِ يَنسَكِبُ
وَالقَومُ إِخوانُ صِدقٍ بَينَهُم نَسَبٌ / مِنَ المَوَدَّةِ لَم يُعدَل بِهِ نَسَبُ
تَراضَعوا دِرَّةَ الصَهباءِ بَينَهُمُ / وَأَوجَبوا لِرَضيعِ الكَأسِ ما يَجِبُ
لا يَحفَظونَ عَلى السَكرانِ زَلَّتَهُ / وَلا يَريبُكَ مِن أَخلاقِهِم رِيَبُ
نِعمَ المُؤَدِّبَةُ الأَيّامُ وَالحِقَبُ / وَلِلزَمانِ عَلى عِلّاتِهِ عُقَبُ
أَأَرقُدُ اللَيلَ مَسروراً عَدِمتُ إِذاً
أَأَرقُدُ اللَيلَ مَسروراً عَدِمتُ إِذاً / عَيشي وَأَحمَدُ يَرعى لَيلَهُ وَصِبا
اللَهُ يَعلَمُ أَنّي قَد نَذَرتُ لَهُ / صِيامَ شَهرٍ إِذا ما أَحمَدٌ رَكِبا
ما الجودُ عَن كَثرَةِ الأَموالِ وَالنَشَبِ
ما الجودُ عَن كَثرَةِ الأَموالِ وَالنَشَبِ / وَلا البَلاغَةُ في الإِكثارِ وَالخُطَبِ
وَلا الشَجاعَةُ عَن جِسمٍ وَلا جَلَدٍ / وَلا الإِمارَةُ إِرثٌ عَن أَبٍ فَأَبِ
لكِنَّها هِمَمٌ أَدَّت إِلى رِفَعٍ / وَكُلُّ ذلِكَ طَبعٌ غَيرُ مُكتَسَبِ
فَرُبَّ ذي حَسَبٍ أَودَت صَنايِعُهُ / بِهِ وَقَد شَرَّفَت وَغداً بِلا حَسَبِ
وَرُبَّ مَحمودِ فِعلٍ ما لَهُ حَسَبٌ / إِلّا صَنايِعُ جاءَتهُ مِن الأَدَبِ
فَجَلَّلَتهُ بِعِزٍّ بَعدَ مَخمَلَةٍ / وَرَتَّبَتهُ مِنَ الإِفضالِ في الرُتَبِ
لا تَعجَبَنَّ لِصَرفِ الدَهرِ كَيفَ أَتى / فَكُلُّهُ عَجَبٌ يَأوي إِلى عَجَبِ
أَما تَرى شَجَراتِ الوَردِ مُظهِرَةً
أَما تَرى شَجَراتِ الوَردِ مُظهِرَةً / لَنا بَدائِعَ قَد رُكِّبنَ في قُضُبِ
كَأَنَّهُنَّ يَواقيتٌ يَطيفُ بِها / زَبَرجَدٌ وَسطَها شَذرٌ مِنَ الذَهَبِ
أَما تَرى اليَومَ ما أَحلى شَمائِلَهُ
أَما تَرى اليَومَ ما أَحلى شَمائِلَهُ / صَحوٌ وَغَيمٌ وَإِبراقٌ وَإِرعادُ
كَأَنَّهُ أَنتَ يا مَن لا شَبيهَ لَهُ / وَصلٌ وَبَحرٌ وَتَقريبٌ وَإِبعادُ
فَباكِرِ الراحَ وَاِشرَبها مُعَتَّقَةً / لَم يَدَّخِر مِثلَها كِسرى وَلا عادُ
وَاِشرَب عَلى الرَوضِ إِذ وَشّى زَخارَفَهُ / زَهرٌ وَنَورٌ وَتَوراقٌ وَتَورادُ
كَأَنَّما يَومُنا فِعلُ الحَبيبِ بِنا / بَذلٌ وَبُخلٌ وَإِيعادٌ وَميعادُ
وَلَيسَ يَذهَبُ عَنّي كُلُّ فِعلِكُمُ / غَيٌّ وَرُشدٌ وَإَصلاحٌ وَإِفسادُ
أَبلِغ نَجاحاً فَتى الفِتيانِ مَألُكَةً
أَبلِغ نَجاحاً فَتى الفِتيانِ مَألُكَةً / تَمضي بِها الريحُ إِصداراً وَإيرادا
لَن يَخرُجَ المالُ عَفواً مِن يَدَي عُمَرٍ / أَو يُغمَدَ السَيفُ في فَودَيهِ إِغمادا
الرُخَّجِيّونَ لا يوفونَ ما وَعَدوا / وَالرُخَّجِيّاتُ لا يُخلِفنَ ميعادا
لاذَ بِها يَشتَكي إِلَيها
لاذَ بِها يَشتَكي إِلَيها / فَلَم يَجِد عِندَها مَلاذا
بَني مُتَيَّمَ هَل تَدرونَ ما الخَبَرُ
بَني مُتَيَّمَ هَل تَدرونَ ما الخَبَرُ / وَكَيفَ يُستَرُ أَمرٌ لَيسَ يَستَتِرُ
حاجَيتُكُم مَن أَبوكُم يا بَني عُصَبٍ / شَتّى وَلكِنَّما لِلعاهِرِ الحَجَرُ
قَد كانَ شَيخُكُمُ شَيخاً لَهُ خَطَرٌ / لكِنَّ أُمَّكُمُ في أَمرِها نَظَرُ
وَلَم تَكُن أُمُّكُم وَاللَهُ يَكلَؤُها / مَحجوبَةً دونَها الحُرّاسُ وَالسُتُرُ
كانَت مُغَنِّيَةَ الفِتيانِ إِن شَرِبوا / وَغَيرَ مَمنوعَةٍ مِنهُم إِذا سَكِروا
وَكانَ إِخوانُهُ غُرّاً غَطارِفَةً / لا يُمكِنُ الشَيخَ أَن يَعصي إِذا أَمَروا
قَومٌ أَعِفّاءُ إِلّا في بُيوتِكُمُ / فَإِنَّ في مِثلِها قَد تُخلَعُ العُذُرُ
فَأَصبَحَت كَمُراحِ الشَولِ حافِلَةً / مِن كُلِّ لاقِحَةٍ في بَطنِها دِرَرُ
فَجِئتُمُ عُصَباً مِن كُلِّ ناحِيَةٍ / نَوعاً مًخانيثَ في أَعناقِهِما الكَبَرُ
فَواحِدٌ كِسرَوِيٌ في قَراطِقِهِ / وَآخَرٌ قُرَشِيٌّ حينَ يُختَبَرُ
ما عِلمُ أُمِّكُمُ مَن حَلَّ مِئزَرَها / وَمَن رَماها بِكُم يا أَيُّها القَذَرُ
قَومٌ إِذا نُسِبوا فَالأُمُّ واحِدَةٌ / وَاللَهُ أَعلَمُ بِالآباءِ إِذ كَثُروا
لَم تَعرِفوا الطَعنَ إِلّا في أَسافِلِكُم / وَأَنتُمُ في المَخازي فِتيَةٌ صُبُرُ
أَحبَبتُ إِعلامَكُم أَنّي بِأَمرِكُمُ / وَأَمرِ غَيرِكُمُ مِن أَهلِكُم خَبِرُ
تَفَكَّهونَ بِأَعراضِ الكِرامِ وَما / أَنتُم وَذِكرُكُمُ الساداتِ يا عُرَرُ
هذا الهِجاءُ الَّذي تَبقى مَياسِمُهُ / عَلى جِباهِكُمُ ما أَورَقَ الشَجَرُ
كَأَنَّهُ وَوُلاةُ العَهدِ تَتبَعُهُ
كَأَنَّهُ وَوُلاةُ العَهدِ تَتبَعُهُ / بَدرُ السَماءِ تَلَتهُ الأَنجُمُ الزُهُرُ
بِسُرَّ مَن را إِمامُ عَدلٍ
بِسُرَّ مَن را إِمامُ عَدلٍ / تَغرِفُ مِن بَحرِهِ البِحارُ
المُلكُ فيهِ وَفي بَنيهِ / ما اِختَلَفَ اللَيلُ وَالنَهارُ
يُرجى وَيُخشى لِكُلِّ أَمرٍ / كَأَنَّهُ جَنَّةٌ وَنارُ
يَداهُ في الجودِ ضَرَّتانِ / عَلَيهِ كِلتاهُما تَغارُ
لَم تَأتِ مِنهُ اليَمينُ شَيئاً / إِلّا أَتَت مِثلَهُ اليَسارُ
يا ذا الَّذي بِعَذابي ظَلَّ مُفتَخِرا
يا ذا الَّذي بِعَذابي ظَلَّ مُفتَخِرا / هَل أَنتَ إِلّا مَليكٌ جارَ إِذ قَدَرا
لَولا الهَوى لَتَجارَينا عَلى قَدَرٍ / فَإِن أُفِق مِنهُ يَوماً ما فَسَوفَ تَرى
لا تَأمَنَنَّ عَلى سِرّي وَسِرِّكُمُ
لا تَأمَنَنَّ عَلى سِرّي وَسِرِّكُمُ / غَيري وَغَيرَكِ أَوطَيَّ القَراطيسِ
أَو طائِراً سَأُحَلّيهِ وَأَنعَتُهُ / قَد كانَ صاحِبَ تابيدٍ وَتَأسيسِ
صُفرٌ تَرائِبُهُ سودٌ ذَوائِبُهُ / حُمرٌ حَماليقُهُ في الحُسنِ مَغموسِ
قَد كانَ هَمَّ سُليمانٌ لِيَقتُلَهُ / لَولا سِعايَتُهُ في عَرشِ بِلقيسِ
جَزِعتُ لِلشَيبِ لَمّا حَلَّ أَوَّلُهُ
جَزِعتُ لِلشَيبِ لَمّا حَلَّ أَوَّلُهُ / فَهاجَ لي صلعاً أَنسانِيَ الجَزَعا
أَما المَشيبُ يُداوي الخِطرُ شايِعَهُ / فَكَيفَ لي بِدواءٍ يُذهِبُ الصَلَعا
إِنّي حُمِمتُ وَلَم أَشعُر بِحُمّاكا
إِنّي حُمِمتُ وَلَم أَشعُر بِحُمّاكا / حَتّى تَحَدَّثَ عُوّادي بِشَكواكا
يا لَيتَ حُمّاكَ بي أَو كُنتُ حُمّاكا / إِنّي أَغارُ عَلَيها حينَ تَغشاكا
حُمّاكَ جَمّاشَةٌ حُمّاكَ عاشِقَةٌ / لَو لَم تَكُن هكَذا ما قَبَّلَت فاكا
جَمَعتَ أَمرَينِ ضاعَ الحَزمُ بَينَهُما
جَمَعتَ أَمرَينِ ضاعَ الحَزمُ بَينَهُما / تيهَ المُلوكِ وَأَفعالَ المَماليكِ
أَرَدتَ شُكراً بِلا بِرٍّ وَمَرزِئَةٍ / لَقَد سَلَكتَ طَريقاً غَيرَ مَسلوكِ
ظَنَنتَ عِرضَكَ لا يُرمى بِقارِعَةٍ / وَما أراكَ عَلى حالٍ بِمَتروكِ
حَجّوا مَواليكِ يا بُرهانُ وَاِعتَمَروا
حَجّوا مَواليكِ يا بُرهانُ وَاِعتَمَروا / وَقَد أَتَتكِ الهَدايا مِن مَواليكِ
فَأَتحَفينِيَ مِمّا أَتحَفوكِ بِهِ / وَلا تَكُن تُحفَتي غَيرَ المَساويكِ
وَلَستُ أَرضاهُ حَتّى تُرسِلينَ بِهِ / مِمّا جَلا الثَغرَ أَو ما جالَ في فيكِ
ما أَخطَأَ الوَردُ مِنكَ لَوناً
ما أَخطَأَ الوَردُ مِنكَ لَوناً / وَطيبَ ريحٍ وَلا مَلالا
أَقامَ حَتّى إِذا أَنِسنا / بِقُربِهِ أَسرَعَ اِنتِقالا