نُبِّئتُ كلبَ كُلَيبٍ قَد عَوى جَزَعا
نُبِّئتُ كلبَ كُلَيبٍ قَد عَوى جَزَعا / وَكُلُّ عاوٍ بِفيهِ التربُ وَالحَجَرُ
أَعيا فَعَقَّبَ يَهجوني بِهِ ضَجَرا / وَلَن يُغَيِّرَ عَنهُ السَؤَةَ الضَجرُ
يَلومُني ظالِماً في سُنَّةٍ سَبَقَت / إِنَّ الكُلَيبيَّ لَم يُكتَب لَهُ ظَفَرُ
وَما خَلَقتُكَ عَبداً لا نِصابَ لَهُ / بَل هُو خَليقُ الَّذي يَقضي وَيأتَمِرُ
كلفتني مالِكاً إِن مالِكٌ زَخَرَت / يا بنَ المُراغَةِ قَد جاءَت بِكَ النُصَرُ
وَإِن تَجَرَّدَ أَمثالٌ خَدعتَ بِها / مِنَ الفَرَزدَقِ يَمضي ما مَضى السَفَرُ
لَمّا رَأَيت ابنَ لَيلى عِندَ غانيَةٍ / في كَفِّهِ قَصَباتُ السابِقِ الخِيَرُ
هِبتَ الفَرَزدَقَ فاِستَعفَيتَني جَزَعا / لِلمَوتِ يَعمُدُ وَالمَوتُ الَّذي تَذَرُ
فاِخسأ لَعَلَّكَ تَرجو أَن يَحُلَّ بِنا / رَحلُ الفَرَزدَقِ لَمّا عَضَّكَ الدَبَرُ
تَهجو بَني لَجأٍ لَمّا اِنهَزَمَت لَهُ / رُعبا وَأَنفُكَ مِمّا قالَ مُختَصَرُ
إِنّي أَنا البَحرُ غَمراً لَستَ جاسِرَهُ / وَسَبّيَ النارَ دونَ البَحرِ تَستَعِرُ
ما زِلتَ تَنتَجِعُ الأَصواتَ مُعتَرِضا / تَروحُ في اللؤُمِ مشتَقّاً وَتَبتَكِرُ
حَتّى اِستَثَرتَ أَبا شِبلين ذا لِبَدٍ / وَزَبرَةٍ لَم تواطي خَلقَها الزُبَرُ
وردَ القَرى كَصَفاةِ الهَضبِ جَبهَتُهُ / يَموتُ مِن زَأرِهِ في الغابَةِ النَمِرُ
يَعدو فَتَنفَرِجُ الغُمّى إِذا اِنفَرَجَت / وَالقِرنُ تَحتَ يَدَيهِ حينَ يَهتَصِرُ
شَكَّت أَنابيبُهُ صُدغَيكَ مُقتَدِرا / شَكَّ المَساميرِ عُودا جَوفُهُ نَخِرُ
ما بالُ قَولِ جَريرٍ يَومَ أَحبِسُهُ / عَنِ المَشارب إِنَّ الماءَ يُحتَضَرُ
خَلِّ الطَريقَ لَنا نَشرَب فَقُلتُ لَهُ / سَيفٌ وَراءَكَ حَتّى تَفضُلَ السُؤَرُ
إِنَّ الطَريقَ طَريقُ الوارِدينَ لَنا / يا بنَ الأَتانِ وَأَحواضِ الجِبى الكُبَرُ
إِنَّ الحِياضَ الَّتي تَبني بَنو الخَطَفى / تُبنى بِلؤمٍ فَما تَنفَكُّ تَنفَجِرُ
كانَت غَوائِلُها السُفلى أَعاليَها / فَكَيفَ تُبنى عَلَيها وَهيَ تَنكَسِرُ
ابنوا المَنارَ فإِنَّ العَبدَ يَنضُدُهُ / فَوقَ الصوى وَعَلى خَرطومِهِ المَدَرُ
إِن كُنتَ تَبكي عَلى المَوتى لِتَنكِحَهُم / فابرك جَريرُ فَهَذا ناكِحٌ ذَكَرُ
لَقَد كَذَبتَ وَشَرُ القَولِ أَكذَبهُ / ما خاطَرَت بِكَ عَن أَحسابِها مُضِرُ
بَل أَنتَ نَزوَةُ خَوّارٍ عَلى أمَةٍ / لَن يَسبِقَ الحَلباتِ اللؤمُ وَالخَورُ
يا بنَ المُراغَةِ شَرَّ العالَمينَ أَبا / زُع بِالمراغَةِ حيثُ اضطركَ القَدرُ
ما بالُ أُمكَ بِالمنحاةِ إِذ كَشَفَت / عَن عَضرَطٍ واِرمٍ قَد غَمَّهُ الشَعَرُ
لِبَربريٍّ خَبيثِ الريحِ أَبرَكَها / هَلا هُنالِكَ يا بنَ اللؤمِ تَنتَصِرُ
كأَن عُنبُلَها وَالعَبدُ يُنسِفُها / حِبنٌ عَلى رَكَبِ البَظراءِ يَنبَتِرُ
كَأَنَّ جَفرَ صَراةٍ مطرمٍ هَدِمٍ / مَشغَرُ أُمِّ جَريرٍ حينَ تَشتَغِرُ
رَحبُ المَشَقِّ عَلَيهِ اللَيفُ ذو زَبَدٍ / مُعَتّصِلٌ قَبقَبيُّ الصَوتِ مُنهَمِرُ
اللُؤمُ أَنكَحَها وَاللُؤمُ أَلقَحَها / وَكُلُ فَحلٍ لَهُ مِن ضَربِهِ قَدَرُ
ما قُلتَ في مِرَّةٍ إِلّا سَأنقُضُها / يا بنَ الأَتانِ بِمِثلي تُنقَضُ المِرَرُ
جاءَت بِأَنفِ جَريرٍ شَعرُها مَعهُ / إِنَّ الثَنيَّةَ ذاتَ الفَرعِ تُبتَدَرُ
جاءَت بِأَرضَعَ عَبدٍ مِن بَني الخَطَفى / في أَخدَعيهِ إِذا اِستَقبَلتَهُ صَعَرُ
لَو كُنتَ بَرّاً بِأُمٍ غَيرِ مُنجِبَةٍ / سَرَمتَ جولَ اِستِها لَم يَهجُها عُمَرُ
أَأَن تَمَثَلتَ بَيتاً يا أَبا خُرُطٍ / ناسٍ لُعابَكَ بَعدَ الشَيبِ يَنتَثِرُ
فارهِز أَباكَ بُنيَّ الخَيطَفى طَلَقا / هَذا إِلَيكَ بُنيَّ الخَيطفى العِذَرُ
وَملأ صِماخَكَ مِن عَوراءَ مُخزيَةٍ / إِن كان هاجَكَ قَولٌ ما بِهِ عَوَرُ
فَإِن أُهِنكَ فَهَذا العَبدُ أَخسأَهُ / وَإِن حُقِرتَ فأَنتَ العَبدُ تُحتَقَرُ
وَما ختَلتُ جَريرا حينَ أَقصدَهُ / سَهمي وَما كُنتُ مِنَّن يُخَبأُ القَمَرُ
جازَ العِقابُ بِهِ حَتّى قَصَدتُ لَهُ / واِعتَرَّ حَتّى أَفادَت وَحشَهُ الغَرَرُ
وَمُنجَنيقُكَ خَرَّت إِذ رَمَيتَ بِها / عِن استِ أُمكَ لَم يَبلِغ لَها حَجَرُ
تَرمي عَلى كَزَّةٍ بادٍ قَوادِحُها / فاِحذَر فَوادِحَها لا يُنجِكَ الحَذَرُ
إِنَّ اللَئيمَ جَريرا يَومَ فَرَّغَهُ / في قُرنَةِ السَوءِ عَبدٌ ماؤُهُ كَدِرُ
وَفي المَشيمَةِ لؤمٌ في مقَرَّتِها / حَتّى شَوى صُدُغَيه اللؤمُ وَالكِبَرُ
عَبدٌ إِذا ناءَ لِلعَليا تَكاءَدَهُ / سدٌّ مِنَ اللؤمِ لا يَجتازُهُ البَصَرُ
أَلقِ العَصا صاغِرا لَيسَ القيامُ لَكُم / واقعُد جَريرُ فَأَنتَ الأَعقَدُ الزَمِرُ
لَقَد وَجَدتُم جَريرا يا بَنيِ الخَطفى / بِئسَ المُراهِنُ حَتىّ ابتُلَّتِ العُذَرُ
سُدَّت عَلَيكَ الثَنايا واِستَدرَتَ لَها / كَما تَحيَّرَ تَحتَ الظُلمَةِ الحيَرُ
دَقَّت ثَنيَّتَهُ الثرَماءَ حينَ جَرى / طولُ العِشار وَأَدمى باستهِ الثَفَرُ
إِن كانَ قالَ جَريرٌ إِنَّ لي نَفَرا / مِن صالِحِ الناسِ فاِسأَلهُ مَن النَفَرُ
أَمُعرِضٌ أَم مُعيدٌ أَم بَنو الخَطَفى / تِلكَ الأَخابِثُ ما طابوا وَما كَثروا
خِزيٌ حياتُهُم رِجسٌ وَفاتُهُم / لا تَقبَلُ الأَرضُ مَوتاهُم إِذا قُبِروا
أُندُب بَني الخَطَفى إِن كُنتَ تُعلِمهُم / شَيئاً وَإِلّا فَلَم يَشعُر بِهِم بَشَرُ
تَنتَحِلُ المَجدَ لَم يَعلَم أَبوكَ بِهِ / هَيهاتَ جارَ بِكَ الإِيرادُ وَالصَدَرُ
أُندُب خَنازيرَ لُؤمٍ أُلحِقوا بِهِم / وَاِترُك جَريرُ ذَهابا حَيثُ تَقتَفِرُ
هَل أَنتَ إِلّا حِمارٌ مِن بَني الخَطَفى / فَصَوِّب الطَرفَ لَم يُفسَح لَكَ النَظَرُ
بَيتُ المَدَقَّةِ لَم يَشعُر بِهِم أَحَدٌ / إِذا هُمُ في مَراغِ الأَرنَبِ اِنجَحَروا
لَقَد عَلِمتُ عَلى أَنّي أَسبُّهُمُ / ما في بَني الخَطَفى مِن والِدي ثُؤَرُ
وَإِنَّ كُلَّ كَريمٍ قامَ ذا حَسَبٍ / يَهجو جَريرا يَسُبُّ العَبدَ أَو يَذَرُ
يَدعو عُتَيبَةَ إِذ دَقَّت بَنو الخَطَفى / حَتّى رَمى وَجهَهُ مِن دونِهِ وَزَرُ
وَقَعنَبٌ يا بنَ لا شَيءٍ هَتَفتَ بِهِ / إِذ مالَ رجلُكَ واِنهاضَت بِكَ الأُسَرُ
أَن تَلبَسِ الخَزَّ تَظلِمهُ أَبا خُرُطٍ / وَأَنتَ بِاللؤمِ معتَمٌّ وَمُؤتَزِرُ
وَيَنزِلُ الخَزُّ مِنكَ اليَومَ مَنزِلَةً / ما كانَ لِلخَزِّ فيما قَبلَها الأَثَرُ
فَأَصبَحَ الخَزُّ يَبكي مِن بَني الخَطَفى / يا خَزَّ كِرمانَ صَبرا إِنَّها الهِتَرُ
وَكانَ خَزُّ جَريرٍ كُلَّ مُمتَزِقٍ / مِن صوفِ ماهرَّأت مِن ضَأنِها القِرَرُ
فَأُمُّهُ في قَبيلَي بُردَةٍ خَلَقٍ / وَالخَيطَفى في شِمالِ اللؤمِ مُعتَجِرُ
أَما قَبائِلُ يَربوعٍ فَلَيسَ لَها / فيما يَعُدُّ ذَوو الأَحسابِ مُفتَخَرُ
لا يُفقَدونَ إِذا غابوا وَإِن شَهِدوا / لَم تَستَشِرُهُم تَميمٌ حينَ تَأتَمِرُ
تُقضى الأَمورُ وَيَربوعٌ مُخَلَّفَةٌ / حَتّى يَقولوا غداةَ الغِبِّ ما الخَبَرُ
تُشارِبُ الذُلَ يَربوعٌ إِذا وَرَدوا / وَالذُلُّ يَصدُرُ فيهِم أَينَما صَدَروا
إِن جارُهُم طرَقتُهُ غولُ غَيرِهِم / طارَ الحَديثُ وَما أَوفوا وَما صَبَروا
وَجامعَ اللؤمُ يَربوعا وَحالَفها / ما دامَ أَسفَلَ مِن ماويَةَ الحَفَرُ
الأَبعَدونَ مِن الأَحسابِ مَنزِلَةً / وَالأَخبَثونَ عُصاراتٍ إِذا اِعتُصِروا
الأَالأَمونَ فلوَّا شَبَّ في غَنَمٍ / وَفي الحَميرِ أَبوهُ الأَشمَطُ القَمِرُ
قِردانُ ملأمَةٍ في الشاءِ جَدُهُم / ميلٌ عَواتِقُهُم مِن طولِ ما زَفَروا
فَهُم لآباءِ سَوءٍ أُلحِقوا بِهِم / زُلا حِناكا وَلا يدرونَ ما السُوَرُ
خِزيُ البُعولَةِ وَالأَفواهُ مُرِوحَةٌ / إِذا تَفَتَّلَ في أَستاهِها الشَعَرُ
سُودٌ مَدارينُ تَلقى في بُيوتِهِم / قُدَّامَ أَخبيَةِ اللؤم الَّذي اِحتَجَروا
وَإِن حَبالاهُمُ نَتَجنَ بشَّرهُمُ / صَوتُ الصَبيِّ بِلؤمٍ حينَ يَعتَقِرُ
إِنّي سَبَبتُهمُ سَبّا سيورِثُهُم / خِزيا وَمنقَصةً في الناسِ ما عَمِروا
لَقَد ذَعَرنا قَديما في نِسائِكُمُ / فَلَم تَغاروا وَلَم تُستَنكَرِ الذُعَرُ
أَزمانَ وَصّى بيَربوعٍ فَحَضَّهُمُ / عِندَ الوَفاةِ تَميمٌ وَهوَ مُحتَضَرُ
أَنَّ الفُحولَ لَكُم تَيمٌ وَأَنَكُمُ / حَلائِلُ التيم فاِستَوصوا بِما أَمَروا
أَما كُلَيبٌ فَإِنَّ اللَهَ زادَ لها / لُؤما عَلى كُلِّ شَيءٍ زادَهُ الكِبَرُ
لا السِنُّ يَنهاهُ عَن لُؤمٍ وَلا طَبَعٍ / وَلَيسَ مانِعُهُ مِن لُؤمِهِ الصِغَرُ
أُنظُر تَرَ اللُؤمَ فيما بَينَ لحيَتِهِ / وَحاجِبَيهِ إِذا ما أَمكَنَ النَظَرُ
يا لُؤمَ رَهطِ كُلَيبٍ في نِسائِهِم / ما قاتَلوا القَومَ إِذ تُسبى وَلا شَكَروا
فاِستَردَفوا النِسوَةَ اللاتي وَلَدنَهُمُ / خَلفَ العَضاريطِ في أَعناقِها الخمُرُ
لَم يُدرِكوها وَأَلهَتهُمُ أَناتُهمُ / حَتّى أَتى دونَها سَلمانُ أَو أُقَرُ
فَأَصبَحت في بَني شيبانَ مُسلَحَةً / يُعيرهم بَعضُهُم بَعضا وَتؤتَجَرُ
حَتّى أَتينَكُم مِن بَعدِ مُخلَفِها / بَعدَ السِفادِ وَحُبلاهن تَنتَظِرُ
جَزَّت نواصيها بيضٌ غَطارِفَةٌ / مِن وائِلٍ أَنَّ نُعمى سيبَهُم دِرَرُ
بَكرٌ وَتغلِبُ ساموكَ الَّتي جَعَلَت / لَونَ التُرابِ عَلى خَدَّيكَ يا كُفَرُ
الواهِبونَ لَكُم أَطهارَ نِسوَتِكُم / لَم يَجزِها مِنكُم نُعمى وَلا أَثَرُ
يا بنَ المَراغَةِ لَم تَفخَر بِمَفخرَةٍ / بَعدَ الرِدافِ مِنَ المَسبيَّةِ العُقُرُ
أَنا ابنُ جُلهمَ يا بنَ الأَخبَثينَ أَبا / وابنُ جِساسٍ وَتَيمٍ حينَ أَفتَخِرُ
المُصدري الأَمرَ قَد أَعيَت مَصادِرُهُ / وَالمَطعَمي الشَحمَ حَتّى يُرسَلَ المَطَرُ
وَقادَةُ اليُمنِ وَالمَجسورِ أَثرُهمُ / يَومَ المُهمَّةِ وَالجُلىَّ إِذا جَسَروا
وَالوالِدينَ مُلوكا كُنتَ تَعبُدُهُم / مِن قَبلِ سَجحَةَ في عَليائِكَ السُخَرُ
وَالمانِعينَ بإِذنِ اللَهِ مَحميَّةً / بَني تَميمٍ ونارُ الحَربِ تَستَعِرُ
قُدنا تَميماً لأَيام الكُلابِ مَعاً / فاِستَعثَروا جَدَّ أَقوامٍ وَما عَثَروا
وَيَومَ تَيمَنَ نَحنُ الناحِرونَ بِها / جَبّارَ مَذحِجَ وَالجَبّارُ يَنتَحِرُ
هَلّا سَأَلتَ بِنا حَسّانَ يَومَ كَبا / وَالرمحُ يُخلِجُهُ وَالخَدُّ مُنعَفِرُ
وَإِذ أَغارَ شُمَيطٌ نَحوَ نِسوَتِنا / غِرنا عَلَيهنَّ إِنّا مَعشَرٌ غُيُرُ
ذُدنا الخَميسَ وَلَم نَفعَل كَفِعلِكُمُ / بِالضَربِ شُذِّبتِ الهاماتُ وَالقَصَرُ
فَأَصبَحوا بَينَ مَقتولٍ وَمؤتَسَرٍ / شُدَّت يَداهُ إِلى اللِيتينِ تؤتَسَرُ
وَيَومَ سَخبانَ أَبرَمنا بِواحِدَةٍ / لِلناس أَمرَهُمُ وَالأَمرُ مُنتَشِرُ
وَيَومَ دَجلَةَ أَكداسٌ يُجَرِّعُها / كأسَ الفَطيمَةِ فيها الصابُ وَالمَقِرُ
وَيَومَ سَعدٍ وَصَحنى فَر قَرى لَحِقَت / مِنّا فَوارِسُ لا مَيلٌ وَلا ضُجُرُ
يَومَ اِعتَنَقنا سُوَيدا والقَنا قِصَدٌ / وَالخَيلُ تَعدو عَلَيها عِثيَرٌ كَدِرُ
وَلَم تَزَل كَمَكانِ النجمِ نِسوَتُنا / إِذ مؤدفاتُك تُسبى ما لَها مَهَرُ
نَغزو فَنَسبي وَلا تُسبى حَلائِلُنا / إِنَّ القِتالَ لتَيمٍ طائِرٌ أَمِرُ
إِنّا لِبَطنِ حَصانٍ غَيرِ ضائِعَةٍ / يا بنَ الَّتي حَمَلَتهُ وَهيَ تَمتَذِرُ
لَم يُخزِنا مَوقِفٌ كُنّا نَقومُ بِهِ / ولا يُجيرُ عَلَينا ثأرَنا الغِيَرُ
ما نالَنا الضيمُ إِنّا مَعشَرٌ شُمُسٌ / مِن دونِ أَحسابِنا وَالمَوتُ مُحتَضَرُ
وَإِنَّ نَبعَتَنا صُلبٌ مَكاسِرُها / فَلا نَخورُ إِذا ما خارَتِ العُشَرُ
أَخطارُ صِدقٍ إِذا قُمنا نَقومُ بِها / وابنُ الأَتانِ جَريرٌ ما لَهُ خَطَرُ
دَعِ الرِبابَ وَسَعدا لَستَ نائِلَها / هَيهاتَ هَيهاتَ مِنكَ الشَمسُ وَالقَمَرُ
هُم أَسرَعُ الناس إِدراكا إِذا طَلَبوا / وَأَعظَمُ الناسِ أَحلاما إِذا قَدَروا
مُدوّا بِسَيلٍ أَتيٍّ لَستَ حابِسَهُ / وَلَيسَ سيلُهمُ يُلقى إِذا زَخَروا
كانوا قَديماً أَشَدَّ الناسِ مُعتَمَدا / في الأَوَلينَ وَفي الحِلفِ الَّذي غَبَروا
وَلَو يَشاؤونَ ماتَت مِن مَخافَتِهِم / أَدنى الأَسوَدِ وَأَقصاهُم إِذا زَأَروا
كانوا إِذا الأَمرُ أَعيَتكُم مَصادرُهُ / يَكفونَهُ وَإِذا ما هِبتُم جَسَروا
قَد عَلِمَت يَومَها هَذا بَنو الخَطَفى / إِني مرافَعَتي فَوقَ الَّذي قَدَروا
سَيَعلَمونَ إِذا ما قيلَ أَيُهُما / يا بنَ المَراغَةِ إِني سَوفَ أَنتَصِرُ
وَصَرَّحَ الأَمرُ عَن بيضٍ مُشَهَّرَةٍ / مِني سَوابِقَ في أَعناقِها البُشرُ
بِالنَصرِ واللَهُ لَم يَنصر بَني الخَطَفى / وَالمؤمِنونَ إِذا ما اِستَنصَروا نُصِروا
ما زالَ حينُ جَريرٍ عَن بَني الخَطفى / يَغشى بَني الخَطَفى مَوجٌ وَما مَهَروا
حَتّى التَقى ساحِلُ التيارِ فَوقَهُمُ / لا بَحرَ إِلّا لِغاشي موجهِ جَزَرُ
أَمسى كَفِرعَونَ إِذ يَقتادُ شيعَتَهُ / يَرجو الجُسورَ فَما كَرّوا وما جَسَروا
فَما حَمى ناكِحُ المَوتى بَني الخَطَفى / حَتّى يفرِّعَهُم مِني الَّذي حَذَروا
لَقَد نَهَتكَ سُحَيمٌ عَن مُرافَعَتي / أَهل الفَعالِ وَفِتيانُ النَدى غُيُرُ
لَو كانَ مِن رَهطِ بِسطامٍ بَنو الخَطَفى / أَو مِن حَنيفَةَ ما دَقّوا وَما غَمَروا
يا بنَ المَراغَةِ إِن تُصبِح لَها نَكَدا / فَما المُراغَةُ إِلّا خُبثَةٌ قَذَرُ
تَهجو الرواةَ وَقَد ذَكّاكَ غَيرُهُم / وَجزَّأوكَ سِهاما حينَ تُجتَزَرُ
وَما الرواةُ بَنو اللؤم الفَعال لَكُم / يا بنَ الأَتانِ فَلا يَعجَل بِكَ الضَجَرُ
إِنَّ الرواةَ فَلا تَعجَل بِسَبِّهِم / بَثوا القَصائِدَ في الآفاقِ واِنتَشَروا