القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشابّ الظّريف الكل
المجموع : 51
يا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ
يا رَاقِدَ الطَرْفِ ما لِلطَّرْفِ إغفاءُ / حَدّثْ بِذاكَ فما في الحُبِّ إخْفاءُ
إنَّ اللَّياليَ وَالأيَّامَ مِنْ غَزَلي / في الحُسْنِ والحُبّ أَبْناءٌ وأَنباءُ
إذْ كلّ نافرةٍ في الحُبّ آنِسةٌ / وَكُلّ مَائِسَةٍ في الحَيِّ خَضْراءُ
وَصَفْوَةُ الدَّهْرِ بَحْرٌ والصّبا سُفُنٌ / وَللِخلاعَةِ إرْساءٌ وإسْراءُ
يا ساكِني مِصْر شَمْلُ الشّوْقِ مُجْتَمِعٌ / بَعْدَ الفِراقِ وَشَمْلُ الوَصْلِ أَجْزاءُ
كأنّ عَصْرَ الصِّبا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِكُمْ / عَصْرُ التّصابي بِهِ لِلّهْوِ إِبْطاءُ
نارَ الهَوَى لَيْس يَخْشَى مِنْكِ قُلْبُ فَتىً / يكونُ فيهِ لإبراهيمَ أَرْجَاءُ
نَدْبٌ يَرَى جُودَهُ الرّاجي مُشافَهَةً / والجُودُ مِنْ غَيرِهِ رَمْزٌ وإِيْماءُ
ذُو هِمَّةٍ لو غَدتْ لِلأُفْقِ ما رَحَلَتْ / لَه ثُريّا وَلا جَازَتْهُ جَوْزاءُ
لَوْلَا أخُوكَ ولا أَلْفى مَكارِمَهُ / لَمْ تَحْو غَيْرَ الَّذي تَحْوِيه بَطْحَاءُ
لَكِنْ تَعَوَّضْتُ عَنْ سُحْبٍ بِمُشْبهِهِ / إِذْ سُحْبُ هَذا وهَذا فِيهِما المَاءُ
وَعِنْدَ ذَلِكَ ظِلٌّ بارِدٌ شَبِمٌ / وَعِنْدَ ذا مَنْهَلٌ صَافٍ وأَهْواءُ
إِلَيْكَ أَرْسَلْتُ أبياتاً لِمَدْحِكُما / في سَاحَتَيْهِنّ إسْراء وإرْسَاءُ
لم يَقوَ مِنهنّ إقْواءٌ لِقَافِيَةٍ / وَلَمْ يَطأْهُنّ في التَّرْتيبِ إيْطاءُ
فإنّ نَظْمِي أفرادٌ مُعدّدةٌ / وَنظْمُ غَيْري رُعاعاتٌ وغَوْغاءُ
فلا يُقاسُ بِدُرٍّ مِنْه مُخْشَلبٌ / هَذا دَواءٌ وَقَوْلُ الجاهِلِ الدّاءُ
عَلَيْكَ مِنّي سَلامٌ ما سَرَتْ سَحَراً / نُسَيْمَةٌ عِطْرُها في الكَوْنِ دَرَّاءُ
لَهْفِي عَلَى شَادِنٍ فِي حُسْنِ طَلْعَتِهِ
لَهْفِي عَلَى شَادِنٍ فِي حُسْنِ طَلْعَتِهِ / وَشَعْرُهُ صَارَ إِصْبَاحِي وَإِمْسَائِي
قَدْ بَرَّدَ القَلْبَ فِي تَمُّوزَ مَرْشِفُهُ / وَظَلَّ يَحْرِقُ فِي كَانُونَ أَحْشَائِي
لا غَرْوَ إِنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ
لا غَرْوَ إِنْ هَزَّ عِطْفي نَحْوَكَ الطَّرَبُ / قَدْ قَامَ حُسْنُكَ عَنْ عُذْرِي بِمَا يَجِبُ
ما كانَ عَهْدُكَ إِلّا ضَوْءُ بَارِقَةٍ / لاحَتْ لَنَا وطَوَتْ أَنْوَارَهَا الحُجُبُ
تَمِيلُ عَنِّي ملالاً مَا لَهُ سَبَبٌ / سِوَى اعْتِرافي بِأَنّي فِيكَ مُكْتَئِبُ
فَرَاعَنِي في وِدادٍ كُنْتُ رَاعِيَهُ / أَنّي بَعُدْتُ وَغَيْرِي مِنْكَ مُقْتَرِبُ
لِلْعَيْنِ عِنْدَكَ رَاحَاتٌ مُوَفَّرةٌ / وَلِلفُؤَادِ نَصيبٌ كُلُّهُ نَصَبُ
فإِنْ عَشِقْتَ فَهذا الحُسْنُ لِي وَطَرٌ / وإِنْ سَلَوْتَ فَهَذا الهَجْرُ لي سَبَبٌ
لِكنَّ لي حُسْنُ ظَنٍّ أَنْ يُعِيدَكَ لِي / ذَاكَ الحَياءُ وذَاكَ الفَضْلُ والأَدَبُ
وَبَيْنَنَا مِنْ عَلاقاتِ الهَوَى ذِمَمٌ / وَمِنْ رِضَاعَةِ أَخْلاقِ الصِّبا نَسَبُ
قِسْني وَقُسّاً وَقَيْساً مَنْطِقاً وَهَوىً / وَانْصِفْ تَجِدْ رُتْبَتي مِنْ دُونِها الرُّتَبُ
وَلا يَغُرَّنَّكَ مِنْ فَوْدَيَّ شَيْبَهُما / فَصُبْحُ عَزْمِي بادٍ لَيْسَ يَحْتَجِبُ
كَمْ مَهْمَهٍ جُبْتُه وَاللَّيْلُ مُعْتَكِرٌ / وَوَجْهُ بَدْرِ الدُّجَى بِالغَيْمِ مُنْتَقِبُ
أَقولُ وَالبارِقُ العُلْوِيُّ مُبْتَسِمٌ / وَالرّيحُ مُعْتلَّةٌ والغَيْثُ مُنْسَكِبُ
إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيةٍ / أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِه حَلَبُ
أَرضٌ إذا قُلْتَ مَنْ سُكَّان أَرْبُعِها / أَجابَكَ الأَشْرفَانِ الجُودُ والحَسَبُ
قَوْمٌ إذا زُرْتَهُمْ أَصْفُوكَ وُدَّهُم / كَأَنَّما لَكَ أُمٌّ مِنْهُمُ وَأَبُ
إِنْ دَامَ هَذا التَّجنِّي مِنْكَ والغَضَبُ
إِنْ دَامَ هَذا التَّجنِّي مِنْكَ والغَضَبُ / فَلا تَسَلْ عَنْ فُؤَادِي كَيْفَ يَلْتَهِبُ
جَعَلْتَ فَرْطَ غَرامِي فِيكَ لي نَسَباً / فِي الهَجْرِ قُلْ لي فَدتْكَ النَّفسُ ما السَّبَبُ
يا شَعْرَهُ كَمْ دُمُوعٌ فِيكَ أَنْثُرُهَا / وَهَكَذا اللَّيْلُ فيهِ تَظْهَرُ الشُّهبُ
تَراهُ عَيْني فَتُخْفيه مَدامِعُها / كَأَنَّهُ حِين يَبْدُو حِينَ يَحْتَجِبُ
وَمَا بَدا قَطُّ يَوْما وَهُوَ مُقْتَرِبٌ / إِلَّا ومِن دُونِه وَاشٍ وَمُرْتَقِبُ
يا ليلُ مَنْ لِي بِصُبْحٍ بِتُّ أَرْقبُهُ / تَاللَّهِ قَدْ فَنِيَتْ مِنْ دُونِه الحِقَبُ
إِنَّ الَّذينَ فُؤادي في الهَوَى نَهبُوا / لِناظِرَيَّ سُهَادِي في الدُّجَى وَهَبُوا
اللَّه جَارُهُم في أَيَّةٍ سَلَكُوا / إِنْ أَعْتَبُوا عَاشِقاً في الحُبِّ أَو عَتَبُوا
أَضْرِمْ لِمَنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَو خَطَبا
أَضْرِمْ لِمَنْ رَامَ وَصْلاً مِنْكَ أَو خَطَبا / ناراً جَعلْتَ لَها أَحْشَاءَهُ حَطَبَا
وَأْمُرْ غُصُونَ النَّقا أَنْ تَنْثني خَجَلاً / وَقُل لِشَمْسِ الضُّحَى أَنْ تَبْتَغي حُجُبَا
وَاطْلُبْ مِنَ الحُسْنِ شُكْراناً فَوجْهُكَ قَدْ / أَعْطاهُ مِنْ بَعْضِهِ كُلَّ الَّذي طَلَبَا
صَبَا وَهَزَّتهُ أَيْدِي شَوْقِه طَرَبا
صَبَا وَهَزَّتهُ أَيْدِي شَوْقِه طَرَبا / وَجَدَّ مِنْ بَعْدِما كانَ الهَوى لَعِبَا
لا تَعْتِبوهُ فَمَا أَبْقَى الغَرامُ لَهُ / مِنْ سَمْعِه ما بِهِ يُصْغي لِمنْ عَتِبا
وَلا ثَناهُ وَأَمْرُ الحبِّ في يَدِهِ / عَذْلٌ فَكَيْفَ وأَمْرُ الحُبّ قَدْ غَلَبَا
يَهْوَى بُروقَ الحِمىَ لَكِنْ يُخَالِفُها / فَكُلَّمَا ابْتَسَمَت مِنْ جَوِّهَا انْتَحَبا
يا قلبُ حَتَّام تَهْوَى مَنْ سَلاكَ وَيا / جَفْنَيَّ كَمْ تَبْكِيانِ الجيرةَ الغَيَبا
أعيذُ قَلْباً ثَوَى حُبُّ الأَميرِ بِهِ / مِنْ أنْ يَرَى بِسَوى حُبَّيْهِ مُلْتَهبا
لا تَنْظُر العَيْنُ مِنْهُ السَّيْفَ مُنْصَلِتاً / إنْ فارَقَ الغِمْدَ حَلَّ الهامَ فاحْتَجَبَا
لَوْ أَقْسَم المُدْلِجُ السَّارِي على قَمَرٍ / باسْمِ الأميرِ دَعاهُ قَطُّ ما غَرَبا
وَلَوْ وَضَعْتَ على الهِنْدِيِّ سَطْوَتَهُ / طاحَتْ رُؤوسُ الأَعادي وَهْوَ ما ضَرَبا
وَلوْ وَضَعْتَ الَّذي تُبْدي فُكَاهَتهُ / لِلعَلْقَمِ المُرِّ أضْحَى طَعْمُه ضَرِبا
وَلَوْ تَلوْتَ على مَيْتٍ مَناقِبَهُ / رَدّ الإلهُ لَهُ الرُّوحَ الَّتي سَلَبا
وَلوْ مَزجْتَ بِماءِ المُزْنِ ما اكْتَسَبتْ / مِنْ لُطْفِهِ شِيَمي ما غَصَّ مَنْ شَرِبَا
مِنَ الأَكارِم أَبْناءِ الأَكَارمِ آ / باءِ الأكارِم لا زُوراً ولا كَذِبَا
يَسْعى لِنَيْلِ العُلَى مِنْ مَعْشَرٍ وَهُمُ / تَسْعَى المعالي إِلى أبْوابِهِمْ أدبا
يُعلّمُونَ الوَرى آدابَهُم وَلَهُمْ / بِيضٌ إِذَا غَضِبُوا لا تَعْرِفُ الأَدَبا
لَوْ لُقّبُوا بِالغُصونِ السُّمْرِ صَدَّقهُمْ / جَعْلُ الرُّؤوس لها يَوْمَ الوَغى كُثَبا
المُنْجدِينَ أَخا المُوجِدينَ سَخاً / وَالماجِدين أباً والوَاجِدين إِبا
لَمّا انْتَسَبتُ إِلى أَبْوابِهِ كَبُرَتْ / بِي هِمَّةٌ صَغُرتْ في عَيْنِي الرُّتَبا
لَوْ رُمْتُ أَسْحَبُ أَذْيالي على فَلَكٍ / لَمدَّ لي سَببٌ مِنْ جُودهِ سَبَبا
يا ذَا الَّذي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ
يا ذَا الَّذي صَدَّ عَنْ مُحِبٍّ / به أَذابَ الغَرامُ قَلْبَهْ
مَا لكَ في الهَجْرِ مِنْ دَليلٍ / لَكِنْ هَذي عُلوّ قُبّه
أَرْض الأَحبّةِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ
أَرْض الأَحبّةِ مِنْ سَفْحٍ وَمِنْ كُثُبِ / سَقاكِ مُنْهَمِرُ الأَنْواءِ مِنْ كَثَبِ
ولا عَدَتْ أَهْلَكِ النائينَ مِنْ نَفَس ال / صِبّا تحيّة عاني القلب مُكْتَئبِ
قَوْمٌ هُمُ العُرب المَحْمِيِّ جارُهُمُ / فَلا رَعى اللَّه إلّا أَوْجُهَ العَربِ
أعزّ عِنْدِي مِنْ سَمْعِي ومِنْ بَصَري / وَمِنْ فُؤادي وَمِنْ أَهْلي وَمِن نَشَبي
لَهُمْ عَليَّ حُقوقٌ مُذْ عَرَفْتُهُم / كأنّني بَيْن أمٍّ مِنْهُمُ وأبِ
إِنْ كان أَحْسَنُ ما في الشّعْرِ أَكْذبهُ / فَحُسْنُ شِعْري فيهمْ غَيْرُ ذي كَذِبِ
حَيّاكِ يا تُرْبَة الهادي الشَّفِيع حياً / بِمَنْطق الرّعْدِ بادٍ منْ فم السُّحُبِ
يا ساكِني طَيْبَة الفَيْحَاء هَلْ زَمنٌ / يُدْني المُحِبّ لِنَيْل السؤلِ والأَربِ
ضَمَمْتَ أَعْظُمَ منْ يُدْعَى بأعظَمِ منْ / يَسْعَى إليه أُخو صِدْقٍ فَلَمْ يَخِبِ
وَحُزْتَ أَفْصَحَ مَنْ يَهْدِي وَأَوْضَحَ مَنْ / يُبْدِي وأَرْجَحَ مَنْ يُعزى إلى نَسَبِ
تَحْدُوا النِّياقُ كِرامٌ نَحْوَ تُرْبَتهِ / فَتملأ الأرْضَ مِنْ نُجب وَمِنْ نُحِب
يَسْعَوْنَ نَحْوَ هِضَاب طابَ مَوْرِدُها / كأنَّما العَذْبُ مُشْتَقٌّ مِنَ العَذَبِ
أَرْضٌ مع اللَّه عَيْنُ الشَّمْسِ تَحْرُسُها / فإِنْ تَغِبْ حَرَسَتْهَا أَعْيُنُ الشّهُبِ
يَا خَيْرَ سَاعٍ بباعٍ لا يُردُّ ويا / أَجَلَّ دَاعٍ مُطاعٍ طَاهرِ الحَسَبِ
مَا كَانَ يرضى لَك الرَّحمَنُ منزلةً / يَا أَشْرَفَ الخلقِ إلّا أشرفُ الرّتبِ
لِي مِنْ ذُنُوبِي ذَنب وَافِرٌ فَعَسى / شَفَاعةً مِنكِ تُنْجيني مِنَ اللَّهَبِ
جَعَلْتُ حُبَّك لي ذُخْراً ومعتمداً / فَكَان لي ناظراً مِنْ نَاظر النُّوَبِ
إِلَيْكَ وَجّهْتُ آمالي فَلَا حُجِبَتْ / عَنْ بَابِ جُودِكَ إِنَّ المَوْتَ فِي الحُجُبِ
وَقَدْ دَعَوْتُكَ أَرْجُو مِنْكَ مَكْرُمَةً / حَاشاك حَاشَاكَ أنْ تُدْعَى فَلَمْ تُجِبِ
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ
تَحَرَّشَ الطَّرْفُ بَيْنَ الجِدّ واللَّعِبِ / أَفْنَى المَدَامِعَ بَيْنَ الحُزْنِ والطَّرَبِ
إلى مَتَى أَنا أَدْعو كُلَّ مُقْتَربٍ / دَاني المَزارِ وأَبْكِي كُلَّ مُغْتَرِبِ
وَكَمْ أُرَدِّدُ في أَرْضِ الحِمَى قَدَمِي / تَرَدُّد الشكِّ بَيْنَ الصّدْقِ وَالكَذِبِ
لَوْ أَنكَرتْني بُيوتُ الحيِّ لاعْتَرفَتْ / مَواطىءُ العِيس لي في رَبْعِها اليَبَبِ
كأنَّني لم أُعَرِّسْ في مَضارِبها / ولم أَحُطَّ بِهَا رَحْلي ولا قَتَبي
ولم أغازِلْ فتاةَ الحيِّ مائِسةً / في رَوْضِها بين ذَاكَ الحَلْيِ والذَّهَبِ
تُبْدِي النّفارَ دَلالاً وَهْيَ آنِسةٌ / يا حُسْنَ مَعْنَى الرِّضَا في صُورةِ الغَضَبِ
لَيْتَ اللّيالي الَّتي أولتْ بَشاشتُها / إن لَمْ تُدِمْ هِبة اللّذاتِ لم تَهَبِ
ما بالهَا غلّبت حُزْني على فَرَحي / وَألْقتِ الحدّ بَيْنَ النّجْحِ والطَّلَبِ
ما اخْتَصَّ بِي حادِثٌ مِنْهَا فأغْبَنُها / كَذاكَ شِيمَتُها في كُلّ ذِي أَدَبِ
وَقائِل والمطايا قَدْ أَخدّ بِها / سَيْر الدليلِ بِجدٍ غَيْر ذِي لَعِبِ
حَتامٍ تُنْضِي وتُفْني العيسُ قُلْتُ لَهُ / نَيْلُ المناصِب مَوْقُوفٌ على النَّصَبِ
ما لي وللشّعراءِ المُنْكِري شَرَفي / وَفَوْقُ دُرِّهم ما تَحْتَ مُخْشَلبي
إن غِبْتُ عَنْهُمْ تَباهوا في قصائِدهمْ / بِغَيْبِة الشمسِ تَبْدُو زِينَةُ الشهُبِ
قِفْ بالرّكائِبِ أو سُقْها بِتَرْتِيبِ
قِفْ بالرّكائِبِ أو سُقْها بِتَرْتِيبِ / عَسى تَسير إلى الحيّ الأعاريبِ
وَاسْأَلْ نَسيما ثَنَتْ أَعْطَافَنَا سَحَراً / مِنْ أَيْنَ جاءَتْ ففِيها نَفْحَةُ الطِّيبِ
وفي الركائبِ مَطْوِيٌّ على حُرقٍ / يَلْحقْنَ مُرْد الهَوى العُذْرِي بالشِّيبِ
يَلْقى الفُرَاقَ بِصَبْرٍ غَيْرِ منْتصرٍ / على النّوَى وبِوَجْدٍ غير مَغْلوبِ
يا ربّة الهَوْدَج المَحْميّ جَانبه / إِلامَ حُبّكَ يُغْريني ويُغْري بي
ظَنَنْتُ إنّ شَبابِي فيكَ يَشْفَعُ لي / وإنَّ جُودَ يَدِي يَقْضِي بِتَقْرِيبي
وقعْتِ بي وبآمالي عَلى خِدَعٍ / مِنَ المُنَى بَيْنَ تَصْدِيقِ وتكْذيبِ
وَأنّ أبْعدَ حالاتِ المحبَّةِ أنْ / يَلْقى الوَفاءَ مُحِبٌّ عِنْدَ مَحْبُوبِ
كَمْ قَدْ شَقِيتُ بِعُذّالي عَلَيكَ وكَمْ / شَقوا بِصَدّي وإعْراضي وتَقْطِيبي
أَسْعى إِلَيْكَ وَيَسْعَى بي مَلامُهُمُ / فَإِنّني بَيْنَ تأويبٍ وتأنيبِ
صَدَّتْ بِلاَ سَبَبٍ عَنّي فَقُلْتُ لَهَا / يا أُخْتَ يُوسُفَ ما لِي صَبْرَ أَيُّوبِ
تَرَحَّلي أَو أَقيمي أَنْتِ لي سَكَنٌ / وَأَنْتِ غايةُ آمالي ومَطْلوبِي
شَيْئانِ قَدْ أمِنّا مِنْ ثالثٍ لَهُما / وَجْدي عَليكِ وإحْسانُ ابن يَعْقوبِ
أَغرّ لا الوَعْدُ مَمْطولٌ لديهِ وَلَا / أُسْلُوبه في النَّدى عَنِّي بِمَسْلُوبِ
إذا سَطا قُلْتُ يا أُسْدَ العَرينِ قِفي / وَإنْ بَدَا قُلْتُ يَا شَمْسَ الضُّحَى غِيبي
يَبيتُ بِالبأسِ مِنْهُ البِشْرُ مُبتسماً / والسّيْفُ غَيْرُ صَقيلٍ غَيْرُ مَرْهوبِ
صُمّ المسائِل فِي يَوْمِ الجِدالِ لَهُ / أَمْضى وأنفذ مِنْ صُمّ الأَنَابِيبِ
يَا مَنْ لَهُ الودّ مِنْ سِرّي وَمِنْ عَلَني / وَمَنْ إِلى بابِهِ شدّي وتَقْرِيبي
كَمْ رُمْتُ لَوْلاَ اشْتياقي إن تُباعِدني / لِكي تَرى صِدْقَ ودّي بَعْد تجريبي
بِكَ انْتصرْتُ عَلى الأَيَّام مُقْتَدِراً / فَبِتْنَ مِنِّي بحدٍّ جِدّ مَرْهُوبِ
وَأَنْتَ أَتْقَنْتَ بالإِحْسانِ تَرْبِيتي / وأَنْتَ أَحْسَنْتَ بالإِتْقانِ تأديبي
وأَنْتَ أكْسَبتني رأياً غَنيتُ بِهِ / عَنْ أَن أُكَابِدَ مِنْ هَوْلِ التّجاريب
فاسألْ مَعانيكَ عَنِّي فَهْيَ تَخْبرُني / تُخْبِرُكَ عَنْ كَرمٍ مِنْهُنَّ مَوْهُوبِ
مَنْ سَيَّر الشُهبَ مِنْ نَظْمي الشُّموسَ ضُحىً / أَضاءَ ما بَيْنَ تَشْريقٍ وَتَغْريبِ
قَدْ جَرَّد البِيضَ مِنْ ذِهْني ومِنْ هِمَمي / وقُلِّدَ البيضَ مِنْ مَدْحِي وَتَشْبيبي
وَمِنْ مُحَمَّد إِقْدامي وَمِعْرفَتي / وَمِنْ مُحمَّدَ إِعْرامي وتهذيبي
لا رأي لي في جيادِ الخيلِ أَرْكَبُها / إذا نَهضْتُ فَعَزْمي خَيْرُ مَرْكُوبِ
أَعاذَكَ اللَّه مِنْ هَمٍّ أُكابِدُهُ / أَقولُ كَرْهاً لأحْشائِي بِهِ ذُوبي
مُلئتَ بالدّهر عِلْماً وَهُوَ يَمْلأُ بِي / جَهْلاً وَيَحْسَبُ مِنِّي غير مَحْسُوبِ
إِحْدَى الأَعاجيبِ عِنْدِي مِنْهُ لو وُصِفَتْ / لَكَانَ وَصْفي لَهَا إِحْدى الأَعاجِيبِ
لا يَسْتَقِرُّ بِوَجْهٍ غَيْر مُبْتَذِلٍ / ولا يَسيرُ بِعرْضٍ غَير مَثْلُوبِ
ولا يبيتُ له جارٌ بلا فَرقٍ / ولا يُسَرُّ لَهُ ضَيْفٌ بِتَرْحَيب
يَصدّ عَنِّي إذا قابلتُه غَضباً / ككافرٍ صَدّ عَنْ بَعْضِ المحارِيبِ
وَلَوْ ضَربتُ بأدنى الفِكْرِ قُلْتُ لَهُ / قَتَلْتَ في شرّ ضَرْبٍ شَرّ مَضْرُوبِ
فِدا نِعالِكَ ما ضَمَّت أَسرّتُهُ / وَإِنْ فُدِينَ بِمَمْقُوتٍ ومَسْبُوبِ
إِن المعالي بَراءٌ مِنْ تَجَشُّمِها / تَلبَّسَ المَجْدُ فِيها بالأَكاذِيبِ
فَلَيْتَ كُلّ مُريبٍ غابَ عاتِبُهُ / فِداء كلّ بريء العِرْضِ مَعْتُوبِ
وَلَيْتَ أَنّي لَمْ أُدْفَعُ إِلى زَمنٍ / ألقى الأسُودَ بِهِ طَوْعَ الأَرانيبِ
إن يحْجِبِ الأَضْعَفُ الأَقْوَى فَلاَ عَجَبٌ / فَرُبَّ عَقْلٍ بِسَتْرِ الوَهْمِ مَحْجُوبِ
والدّهْرُ لَيْسٍ بِمأمونٍ على بَشرٍ / يُديرهُ بَيْنَ تنعيمٍ وَتَعْذيبِ
فلا يَرُقْ مَسْكَنٌ فيهِ لِساكِنِه / ولا يَثقْ صاحِبٌ فيهِ بِمَصْحُوبِ
وَإِنَّما الناسُ إِلّا أَنْتَ في سِنَةٍ / مُعلّلين بِتَرْغيبٍ وتَرْهيبِ
أَلَسْتَ مِنْ نَفَرٍ لَمْ يُثْنَ دُونَهُمُ / عادٍ بِنَجْحٍ ولا عافٍ بتَخْييبِ
عَالِينَ في رُتَبٍ عافينَ عَنْ رِيبِ / دانينَ مِنْ شَرَفٍ نائينَ عن حُوبِ
كَريمٌ ما أَظْهرُوه مِنْ شَمائلهم / كريمٌ ما سَترُوه في الجلابيبِ
صَاغَتْ عِبارتُهُمْ حُسْنَ البديع بها / مِنَ البلاغَةِ في أَسْنى القَوالِيبِ
مِنْ كلّ مُنْتَهِجٍ جُوْداً ومُبْتَهِجٍ / بِشْراً إِلى حَلَبِ الفَيْحَاءِ مَنْسُوبِ
عَفٌّ كريمُ السّجايا مُحْسِنٌ عَلَمٌ / مِنَ الهُدَى في سَبيل اللَّه مَنْصُوبِ
فيهم لِكلّ فتىً يَغْشاهُمُ أَبداً / إِنْصافُ مَعْدلة في كُلّ أُسْلوبِ
لكلِّ ذي كِبَرٍ إِكبارُ تَكْرُمةٍ / وكلِّ ذِي صِغَر تَصْغير تَحْبيبِ
فاهنأ بذا العيدِ يا عيداً تُقلّلهُ / وابْشِرِ بِسَعْدٍ وأجر فيه مَجْلوبِ
وَاسْلَمْ على ما بِهذي الناسِ مِن عَطَبٍ / في العلمِ أو في الحَجَى أَو في التَّراتيبِ
فَلَيْسَ مَجْدُكَ في مَجْدٍ بِمُحْتَجَبٍ / وَلَيْسَ مَدْحُكَ في مَدْحٍ بمكذوبِ
وَلَيْس تَلقى اللّيالي غير مُنْصَرفٍ / وليس تَرْقى المعالي غَيْرَ مَخْطوبِ
دَعْني وشِعْري ومَنْ في جَفْنِهِ مَرضٌ / دُوني يُزلْ مَرضَ الأَجْفان تطبيبي
وَخُذْ شَواهِد ما أَمْليتُ مِنْ فِكَرٍ / تُثْني عَليكَ بِمَلْفُوظٍ وَمَكْتُوبِ
فَالدرُّ يحْسُنُ مَثْقُوباً لِناظِمِهِ / وَحُسْنُ لَفْظي دَرّ غَيْرُ مَثْقُوبِ
وكُلَّما قِيلَ شِعْرٌ أَو يُقالُ فما / أَراه إِلّا رَذاذاً مِنْ شَآبيبي
لَوْ لَمْ تَكُن ابنَةُ العُنْقُودِ في فَمِهِ
لَوْ لَمْ تَكُن ابنَةُ العُنْقُودِ في فَمِهِ / مَا كَانَ في خَدِّه القاني أَبو لَهَبِ
تَبَّتْ يَدا عَاذِلي فيهِ فوجْنَتُهُ / حَمَّالةُ الوَرْدِ لا حَمَّالة الحَطَبِ
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَاني
اسْمُ حَبيبي وَمَا يُعَاني / قَدْ شَغَلَا خَاطِري ولُبِّي
قَالُوا عَليٌّ فَقُلْتُ قَدْراً / قَالوا كَوَافِي فَقُلْتُ قَلْبِي
يَا أَهْلَ نَجْدٍ على هَوَائِي
يَا أَهْلَ نَجْدٍ على هَوَائِي / سَدَدْتُمُ سَائِرَ الجِهَاتِ
وَاعَجباً تَرْتَضُونَ قَتْلِي / وَأَنْتُمْ في الهَوَى حَياتِي
يا سَاكِني مُهْجَتِي وقَلْبِي
يا سَاكِني مُهْجَتِي وقَلْبِي / أَقْسَمَ قَلْبِي وَلَيْسَ يَحْنَثْ
إِنْ مُتُّ في حُبِّكُمْ فَإِنّي / أَحْيا عَلى عِشْقِكُمْ وأُبْعَثْ
مَنْ كَحَّلَ المُقْلَةَ السَّوْداءَ بِالدَّعَجِ
مَنْ كَحَّلَ المُقْلَةَ السَّوْداءَ بِالدَّعَجِ / وَخَضَّبَ الوَجْنَةَ الحَمْراءَ بالضَّرَجِ
وَمَنْ عَلى ذَلِكَ الوَرْدِ الجَنِيِّ جَنَى / وَمَنْ بِسَيْفِ التَّجَنِّي خَاضَ في المُهَجِ
كَأَنَّما قَلَمٌ أَجْراهُ كاتِبُهُ / فَخطَّ لاماً على اليَاقُوتِ بالسَّبجِ
يا عَاذِلي كُنْ عَذِيري في مَحبَّتِهِ / فَمَا عَلى العاشِق المَفْتُونِ مِنْ حَرَجِ
تَبارَكَ اللَّه ما أَحْلاكَ في نَظَرِي / وَجَلَّ خَالقُ هذا المَنْظَرِ البَهِجِ
وَإِنْ بَدا رَوْضُ خَدَّيهِ وَوَجْنَتِه / أَغْنَتْ بأَزْهارِهَا عَنْ سَائِر الفُرَجِ
بِوَجْنَتَيْكَ الَّتِي خَضَّبتُها بِدَمِي / وَأَشْرَقتَ باحْمِرارٍ مِنْ دَمِ المُهَجِ
لا تَقْتُل الصَّبَّ بالهِجْرانِ يا أَمَلي / وَارْفُقْ بِقَلْبِ مُحبٍّ في هَواكَ شَجِي
مَرَّتْ عَلَى طُولِ المَدَى حِجَجِي
مَرَّتْ عَلَى طُولِ المَدَى حِجَجِي / وَكَمْ شَكَوْتُ فَلَمْ تُصْغُوا إِلى حُجَجِي
يا سَاكِني جِلَّقَ قَدْ طَابَ عِنْدَكُمْ / نَشْرُ الفَرادِيسِ فَأْتُوا الصَّبَّ بِالفَرَجِ
باب السلامة مردودٌ لِعَاشقكُم / والنَّصرُ مِنْكُمْ عَلَيْه في الهَوَى الحَرجِ
خطبتُ وصلَكُم في جامعٍ لِهَوى / وقُمتُ مُبتَدِرَ الساعاتِ وَالدرَجِ
طَابَتْ بِذِكْرِكُمُ الدُّنْيا بأَجْمَعِهَا / لِمَا تحمَّل مِنْكُمْ عَاطِر الأَرجِ
أَنْتُمْ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُمُ مَسْمَعِي نَظَرِي / قَلْبِي فإِنْ تَرْتَضُوا مَا قُلْتُ يَا فَرَجِي
كَسَاهُ ثَوْبُ الجَمَالِ حُسْن
كَسَاهُ ثَوْبُ الجَمَالِ حُسْن / لِطَرْزِ خَدَّيهِ لَمْ يُبَهْرِجْ
وَحُسْنُ ذَاكَ العِذَارِ نَادَى / إِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْلَماً فَدحْرِجْ
هَلْ جَابِرٌ جَائِرٌ بالوَصْلِ لَمْ يَجُدِ
هَلْ جَابِرٌ جَائِرٌ بالوَصْلِ لَمْ يَجُدِ / أَمْ نَاصِرٌ جَفْنِي عَلى السَّهَدِ
مُنعَّمُ البالِ لا تُثْنِي مَعَاطِفَهُ / يَدُ الغَرامِ وتُثْنيها يَدُ المَيَدِ
في جِسْمِهِ تَرَفٌ يَنْدَى بِهِ صَلِفٌ / إِنْ هَزَّهُ هَيَفٌ هَزَّ الضَّنَى جَسَدِي
تَقَسَّم اسْمُكَ تَقْسِيماً أَردْتَ بِهِ / الصَّادُ عَيْنُكَ والبَاقِي على كَبِدِي
مَا لِلْحَشيشَةِ فَضْلٌ عِنْدَ آكِلِهَا
مَا لِلْحَشيشَةِ فَضْلٌ عِنْدَ آكِلِهَا / لَكِنَّهُ غَيْرُ مَصْرُوفٍ إِلى رَشَدِهْ
صَفْرَاءُ في وَجْهِهِ خَضْرَاءُ في فَمِهِ / حَمْرَاءُ في عَيْنِهِ سَوْدَاءُ في كَبِدِهْ
رُبَّ قَاضٍ لَنَا مَلِيحٍ
رُبَّ قَاضٍ لَنَا مَلِيحٍ / يُعْرِبُ عَنْ مَنْطِقٍ لَذِيذِ
إِذَا رَنَا لِي بِسَهْمِ لَحْظٍ / قُلْنَا لَهُ دَائِم النّفُوذِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025