القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إبراهيم الطَّبَطَبائيّ الكل
المجموع : 26
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي
قد رق بابن شبيب كأس تشبيبي / حتى مزجت هوى الشبان بالشيب
كم بيض الشعر من فوديه ناصيةً / شابت باغيد داجي الشعر غربيب
وشب فيه زهيراً في صناعته / ككوكب شرقٍ في الأفق مشبوب
يحدو بسرح قوافيه مرجعة / حدو المرهفة العيش المطاريب
من كل حرف كحرف هاض جانبها / من خلف طرف طموح الطرف مجنوب
قد أنجبت فيه في الأعراب منجبة / أصلاً فأعرب عن طبع الأعاريب
غذته من لبن الحيين رغوته / حي اللقاح وحي المنزل الموبي
الغي الحضارة إذ حنت بداوته / فهل سمعت لشعر حنة النيب
ينسل مختطفاً أقصى شوارده / مثل انسلال رصيد الثلة الذيب
ما صوب الفكر إلا ريث صعده / فالفكر منه بتصعيد وتصويب
يفيض بالثاقب الرأي المصيب ذكا / حتى يصوب بدر غير مثقوب
منمنم زهر الألفاظ يرقمها / رقم الخميلة في طرز وترتيب
للشعر حسنان لا تعدوهما جهة / حسن بمعنى وحسن بالأساليب
مقوض الهم والحوبا مطنبة / فلا يزال بتقويض وتطنيب
سلس القياد وفيه بعد عجرفة / لا يسهل الصعب إلا بالمصاعيب
قد يخشن المرء بعد اللين جانبه / فالمرء ليس بمأكول ومشورب
يفتر عن خلق ذاك يفوه به / طيب النسيم كماء الورد مسكوب
قد حمل الطيب طيباً من خلائقه / فرحت أنشق طيباً منه في الطيب
زين الأخلاء إن جادوا وإن بخلوا / محب صدق تزيا زيَّ محبوب
وحسب جعفر تلقيباً وتسمية / لم يحوها البحر باسم أو بتلقيب
اللابس النثرة الحصدا من الزرد الن / نثر المشرد والنظم والأساريب
إذا اعتلى صهوة الاداب مزدهياً / بذَّ التخايل بالخيل السراحيب
يصيح في سرجها هب كلما انقعطت / حتى يواصل الهوباً بألهوب
جاري جواد فجدا في السباق معا / عنقاً لعنق وعرقوباً لعرقوب
إن لم يجز لهما في الحال نصبهما / قاضٍ قضى عنتاً في خفض منصوب
لا يعدم الضرم البازي شيمته / فوق المراقيب أو دون المراقيب
إن كان قد اصحباني بعض ودهما / أني اصطفيتهما من كل مصحوب
أو كنتُ أطلب شيئاً دون ما أربي / فقد ظفرت بشيء فوق مطولبي
ما كل من صحب الإخوان جربها / لا يعرف الخل إلّا بالتجاريب
أو كل من طلب لآداب أحرزها / إن الأديب لمشروط بتأديب
لم يبق حقّاً وراء الظهر باطنه / ولم يلذ بين تليق الأكاذيب
شعاره الصدق في جد وفي هزل / في وصف كل نقي الخد رعبيب
يعوم في جدولي ماءين زورقه / ماء الشباب بماء الحسن مقطوب
لم يحتجب منه وجه بالجمال بدا / ورب وجه لقبح فيه محجوب
تحلَّ عقدة صدر الصب لبته / إن حل أزرار أطراف الجلابيب
يقودني غنج عينيه بلا قرن / ذاك الغزيل مقرون الحواجيب
يشير إما بعين أو بحاجبها / إليَّ أو ببنان منه مخضوب
يشوب بالعذب تعذيبي وديدنه / يشوب بالعذب عذب الريق تعذيبي
يا يوسف نفحتني بعد غيبته / ريح القميص سرت وهنا ليعقوب
ألوى يختالها بالجد واللعب
ألوى يختالها بالجد واللعب / ظبي بملعب ذاك الربرب السرب
يفتر عن ظلم ثغر بارد شنب / يا حرَّ قلبي لذاك البادر الشنب
صبا له الصب لا يصغي إلى عذل / والوجد في صعد والدمع في صبب
شربت من فمه المعسول بنت لمىً / صهباء تهزء لونا بابنة العنب
أسرح اللحظ في خدٍّ له شرق / بالماء والنار مخضر وملتهب
يدعون خدك زهر الروض زاهيه / أولى لخدك أن يدعي أبالهب
لو لم يكُن ثغرك الدري كاس طلا / لما تحبب مثل الراح في الحبب
لم يخل منك ضمير قد خلوت به / ملآن من أربٍ خال من الربيب
تغازل العين عينيه مغازلة / غزيلاً أن رنا بالغنج واحربي
أخذت أنسج فيه الشعر رائقه / ثم انقلبت بأشعاري لمنقلبي
وافت بساعة يمن الأنس والطرب / ساع بسعي علي المركز الفصب
أتى بها السبب الداعي لخير حمى / يا ربما سبب قد جاء من سبب
نال العلى باسمه السامي علاً ويلي / نال العلى بعلي الأسم واللقب
دارت عليه رحا العلياء منتصبا / وهل تدور رحىً الأعلى قطب
الدُمنهُ يرد الخصم عن جدلٍ / سنان ذاك اللسان الفاتك الذرب
قضى له النجف الأعلى بمأثرة / في العزم فلَّت شبا المأثورة القضب
هو المجير إذا ما أزمة أزمت / وهو المعد لريب الحادث الأشب
ذو همة ما علاها في العلى نصب / قد غادرت همم النصاب في نصب
قد جدَّ قوم من الأقوام واجتهدوا / أن يلحقوه ققد خابوا ولم يخب
كم مغتد لبعيد الرزق يطلبه / والرزق أن تغد عنه انصاع في الطلب
بحر عباب من المعروف جاش له / بحر تغوَّر منه البحر ذو العبب
دعا الأمين قلبي عند دعوته / أمين غيب على الأستار والحجب
أهدى الأمين أمير العجم معربةً / هدية لأمير العجم والعرب
أتى بما حير الألباب من عجب / والمرء في حالةٍ يدعي أخا العجب
إن عضَّك الدهر في نابٍ لنائبة / فلذ بجانبه تأمن من النوب
إن كنت أعقبت عرفاً خص كاظمنا / فقد ذهبت بفضل البدء والعقب
فضيلة لك في الآفاق ذاهبة / فاذهب بحلي لجين الفضل والذهب
وخير جود الفتى من عمَّ نائله / ما خص فيه نبي أو وصي نبي
وقائل مالاسمعيل من شيم / صفها لنا قلت ما قد صح في الكتب
قد جاد في نفسه للَه محتسباً / للَه طاعة فرض ابنٍ لخير أب
هل كان يعرف إبراهيم موقعه / غداة تلَّ جبيناً منه للترب
له ضروب من الفعل الجميل وذا / ضرب لهمته أحلى من الضرب
يا حبذا ساعة بالبشر قادمة / بها علينا تباشير الحيا السكب
كنا نراع إذا ما لساعة اقتربت / إذ قال قائلنا للساعة اقتربي
نصغي لرنة صافي الطاس إن قرعت / إصغاء ذي طرب يصغي إلى الطرب
نارقب الوقت منها كل آونةٍ / ياحب مرتقب منها لمرتقب
تدعو إلى الصلوات الخمس مؤذنة / قتقتصي ناب ناهيك من أرب
تفيد من أمم نفعاً ومن كثب / والفيض من أمم يقضي ومن كثب
فضل تساوى به الداني القريب مع ال / نائي البعيد فكل بالحباء حبي
عاضت عن الشمس قانوناً يبين لنا / وقتا فوقتا إذا غابت ولم تغب
وطاردت في دجى الليل البهيم سرى / عطارد النجم بين الأنجم الشهب
كأنما قطب هذا الكون منتصب / فيها تدور به الأيام في الحقب
فهاكها سلسة الألفاظ منجبة / سادت على العشر بابن السادة النجب
ولم أكن حرفتي في رصفها أدبٌ / وإن أليَّ تناهت نوبة الأدب
بمنتهى أرب تم الحبور لنا / أرخ بساعة أنس العيش والطرب
نزعت دين التسلي في هواك وقد
نزعت دين التسلي في هواك وقد / لبست دين التصابي فيك جلبابا
قطعت حبلك عن حبلي بلا سبب / يا قاطعاً من حبال الوصل أسبابا
أعلل القلب أن يحظى بمنيته / فكم أعلل قلباً فيك قد خابا
من لي بياقوت خدٍّ منك ملتهب / يزيد خدك قبيل الهابا
قابلت منه نسيم الورد أسأله / هل طاب منه نسيم الورد إذ طابا
أما وصلتِ جبين منك مثَّ لي / لدمية القصر أو داود محرابا
ما ضرَّ كونك بالسن الصغير وقد / أحرزت ضعف كبير السن آدابا
وافى الحمى فامط على قلبك التراحا
وافى الحمى فامط على قلبك التراحا / أهلا بمن بثّ فينا الأنس والفرحا
قد قرَّ عيناً ببيت اللَه خاشعة / تغض طرفا لغير اللَه ما طمحا
ومرَّ يمسحُ في اركان كعبته / صفاح وجه عن المعروف ما صفحا
وطاف بالبيت سبعاً وانحنى لمنى / فنال فوق مناه في منى المِنَحا
لما قضى ما قضى من حجه وطراً / الوى العنان يحثُّ الأينق الطلحا
فعاد أبيض يستسقى الغمام به / وعاد اسود وجه البين قد كلحا
كنا نعدُّ له الايام من زمن / قد ضنّ فيه زمانا ثم قد سمحا
فاهتز في مرح عطف الغري به / لا غرو أن هزّ عطفيه الحمى مرحا
كم قرحة برئت منا بمقدمه / يا حي من جاء يبري الهم والقرحا
بدا فأشرق نادي الفضل وابتهجت / غر العلوم ونهجُ الحق قد وضحا
ورفّ روض العلى تزهو بواسقه / غَض النبات وشوءبوب الندى دلحا
والدهر اسعف والامال قد ظفرت / والمجد اخصب ربعاً والزمان صحا
والوجد اقلع والآلام فد برئت / والسقم ازمع نأيا والعنا نزحا
قمنا نحيّي محيّاً واضحاً شرقا / كالشمس تشرق في افق السماء ضحى
كأننا وطلى الافراح مائلةٌ / بنا من الراح كلٌّ شاربٌ قدحا
بحرٌ غزير عميق القعر ملتطمٌ / طاغي العباب بفيض العلم قد سفحا
جلى فاحرز صفو الفضل مغترفا / وضل من ضل يحسو خلفه الرشحا
ان كنت تسمع نعتاً بالحسين فخذ / ما صحَّ عنه عيانا ويك واتضحا
هو المجلي بمضمار العلوم أجل / وهو الجموع بمجرى السبق اين نحا
مآثر لك لم تبرح مخلدة / تبقى حجول الليالي الدهم والوَضحا
ياخير من أمَّ بيت اللَه معتمرا / وآب يرفل بالغفران منبجحا
لم أصغ عذل عذول في علاك هذي / او تصغينَّ للاح ي نداك لحا
ان راق بين الورى مدحي فمجدك لي / يملي فارقم في اوصافك المدحا
فاسلم ودم وابق للرواد روضُ منىً / طلق الحدائق مغبوقاً ومصطبحا
ميلوا إلى الدار من سعدي بذي السند
ميلوا إلى الدار من سعدي بذي السند / واستنشدوا الربع ذا الأوتاد والعمد
لعلّ في الدار ذا خبر فيخبرنا / ما كان قبل غدٍ فيها لبعد غدِ
عهدي بها حادثاً تزهو غضارتُها / فهل تأبّد فيها حادث الأبدِ
افض بدمعك والبس فيه سابغةً / فضفاضةً نسج داود من الزردِ
لا تُغرِ في عذل أهل الحب في فندٍ / فالحب مغرىً بأهليه على الفندِ
أعِر جفوني نظراتٍ لهم أَمما / فالعين يخلج فيها عائر الرمد
إن غضك الدهر لا تلجأ إليه تكن / كالعير تنفرُ مِن خوفٍ إلى الأسد
لا تجزعنّ وان قاسيتَ من كمدٍ / فما ابن آدم إلا عرضة الكمدِ
وإنما العيش كدٌّ بعده رغدٌ / لا تحسبنَّ جميع العيش في الرغد
والمرء ما دام مجبول على حسدٍ / ما آفة المرء إلا حالة الحَسَدِ
لا تعبأنَّ بعبء الدهر محتملا / فغفرةُ الليث منهُ موضعُ الكتدِ
في الناس من يحمل الدنيا على كتفٍ / بعزمة النُجُد الضِرغام لا النَقَدِ
ما للمطالب تأباني واطلُبها / وما رجعت بها إلا بصفر يدِ
خدَت بيَ البختريات القلاص ضحىً / وخدا لمهارى ولولا الشوق لم تخدِ
صبحتُ أخدَعَ هذا الليث منفردا / كوري الظلامُ على العيرانة الأجدِ
كأنني وبنات الدهر تلعب بي / أمسى على خدعات الدهر في صفدِ
فلا أعوّلُ في الدنيا على أحد / وهل يعوَّل في الدنيا على أحد
متى تراني في الآفاق منجردا / أمسى وأصبح سبّاقا بمنجرد
هيهات يرقد طرفٌ عبَّ في لجج / من السهاد عباب البحر ذي الزبدِ
لم تُبق لي نكبات البين من جلد / أو تبق مني جلداً لي بلا جلد
يا قمر الأرض أين تغدو
يا قمر الأرض أين تغدو / قصدك نجدٌ وأين نجدُ
قصدك تنحو السماء لا بل / سماوة الحسن منك قصدُ
الست تَدري وأنت أدرى / سماوتانا فمٌ وخدُّ
وَما علينا إِذا ظمئنا / وليس إلا لماك وِردُ
ثغرك برق والدمع غيث / وليس إلا الحنين رعدُ
والقدُّ لدنٌ وفيه لينٌ / يكاد من لينه يقدُّ
وحين جدَّ المسير فيكم / وللمطايا نصٌّ ووخدُ
أوسعتُ أرض الفلا دموعاً / يضيق منها حزن ووهدُ
أردُّ دَمعي والدَمع يأبى / كأنَّ دمعي خصمٌ الدُّ
آليت لم أأل فيك جهدا / وغاية المستهام جهدُ
حملت قلبي ما ليس يقوى / عليه جلدٌ وأنت جلدُ
إن كت فردا والناس جمعٌ / فبدر كل الأنام فردُ
أسعدُ يوم به لقاكم / يا سعد قرب الحبيب سعدُ
قد حال دون الوصال هجرٌ / وحال دونَ الدنو بعدُ
أصات حادي المطي فيكم / والبين يدعو والعيس تحدو
ورب ليل به انتظمنا / كأننا في طلاه عقد
نفضُّ فيه حديث لهو / والعيش حلو المذاق رغدُ
به التففنا كشحاً لكشح / يضمُّنا للعفاف بردُ
أجرَّني حبلُ وصلٍ كان منعقدا
أجرَّني حبلُ وصلٍ كان منعقدا / حتى إذا احتال منه انحلَّ معقودُ
قد يأخذ اليقظ الأفعى بغفلته / وربما أسكر الدهقان راقونُ
وناشد الغفل قد يحظى بحاجته / وناشد النبه أعيته الأناشيدُ
أجري الثقاف علىعود ويأطره / شكس جرور حبال الوعد جارودُ
هيهات حسبك لا أنقاد ثانية / قد تمطلنَّ القياد الجمَّح القود
الحقت واحدة السوأى بثانية / وتلك ثالثةٌ لا عز مجهودُ
كم قد نظمت الثريا فيك أقمرها / كأن طائرها في الأذن منقودُ
يا أجود الناس ألا في مسامحتي / البخل أجود مما ضيَّع الجود
أخيّ ما الحسن مودود لذي كرم / وإنما الحسنُ بالإحسان مودودُ
عد لتخلق إن الخلق مجمرة / لولا التخلق لم يسطع بها عود
هبني تجنبت ألفاً قد تجنبني / كأنما القلب من جنبيه صيخودُ
سئمتُ من سأمي حتى تخيلَ لي / ساعاته البيض هنَّ الأزمن السودُ
يا حبذا الحب لو تبقى حلاوته / لكنه بالذعاف المرّ مقصود
والحبُّ كالرزق مقسوم ومحتبسٌ / والناس قسمان محرومٌ ومسعودُ
ولي إلى الحب أقدامٌ وآونة / لي أن دجى الحبُّ أحجام وتعريدُ
ولا أخال العلى ترضى بذاك وذي / حتى تبلغني العز المقاحيدُ
بحسرةٍ تذرع البيدا بعجرفة / وللركائب اساد وتوخيدُ
مأمونة العثر لم ترعد فرائصها / بمأزق فيه قلب الليث رعديدُ
أطارحُ الجنَّ أنسا في مطارحها / إذا هتفت أجابتني القراديدُ
مستجمع الجاش لا أهفو بنازلةٍ / ولا أطبتني آراء عباديدُ
أعلو وأهبط أرضا صفصفا وربىً / وللرواقص تصويبٌ وتصعيدُ
من كل خرق إلى نهدٍ تقاذف بي / لم تثن عنه عناني النَّهدُ الخود
متيمٌ بحزوم الأرض أقطعها / لا من يتيّمه طرف ولا جيد
وشادن أخذت منه المها حوراً / وأغيد أطرقت منه الظبا القيد
أراه بالعين حسّاً ثم المسها / فلم أجد أثراً والحسُّ موجود
ينهلُّ منه الجبين الصلت عن عرقٍ / كأنه لؤلؤ في النحر مبدود
يمجُّ بالريق عذباً من مباسمه / كأنه في حشا الإبريق ناجود
إذا مشى اهتزَّ من فرع إلى قدم / كأنه غُصُنٌ بالريح مخضود
مرنَّحٌ مرحٌ متسعذبٌ عذبٌ / مخصَّر ناعم الأطراف أملود
وللغزال قميص منه فوَّفهُ / وللغزالة جيب منه مقدود
وللمخلخل ما أخرَّست خلاخله / وللموشح ما تشدو الأغاريد
مستعرق بمياه الحسن عارضه / قد زان منه بياض الخدِّ توريد
يا فاضح البدر من لألاء طلعته / وساتر الوجه أن الوجه مشهود
لي منك في حالتي سخطٍ وعين رضا / وعدٌ تقرُّ به عيني وتوعيد
أحبابنا أن يضرَّ القلب بعدكم / فليس ينفعنا قرب وتبعيدُ
وأعدتمونا وأخلفتم وعودكم / فما مللنا وملتنا المواعيدُ
يا ظبي وجرة من شرقي كاظمةٍ
يا ظبي وجرة من شرقي كاظمةٍ / هل ان بالجانب الغربيّ ورادُ
مُعذب ليد الرامي تخاتله / يا ريم رامة لا يرميك صيّاد
يا منهل العاطش الهيمان حلأه / عن عذب وردك بالأصدار إيراد
قد قلت ما قلت لولا أن تمتَّ بنا / لهاشم الجود آباء وأجداد
الموت فيك حياة يا أخا مضرٍ / لعاشق وضلال النفس أرشاد
اشتار خدَّك أرياً حين أشربه / زدني فخدُّك لي شربٌ ولي زاد
وعدتني أمس بالأنجاد يوم غد / صلني بيومي فالأيام أوعاد
غصن كساه سقيط الطل ريّقه / حتى انثنى وسقيط الطل أبراد
القدُّ معتدلٌ والكشح منجدلٌ / والطرف مكتحل والخدّ وقّاد
غازلت منه على الوادي غزال نقاً / يرنو إليَّ وملء العين آساد
ما غار حبك إلا القلب أنجده / فلي بحبك أغوار وأنجاد
من صاح بالدين والدنيا إلا اعتبرا
من صاح بالدين والدنيا إلا اعتبرا / جرى المقدر محتوما خذا وذرا
من قالَ للفلكِ العلوي مجترأً / إن القضاء على مجري القضاء جرى
منغال من هاشم البطحاء سيدها / البحر والبدر الضرغامة الهصرا
تنفس الصبح حزنا حال منه ضحى / وجهٍ نفست عليه الشمس والقمرا
إن عرّس الركب ليلا في معرسه / لا ينحر البدن حتى ينحر البُدَرا
القاتل المحل في الأزمان إن دثرت / والمحيي من أزماتِ الدهر ما دثرا
يا عثرةً لم تقل من بعد عاثرها / يا لالعاً بعدها للدهر إن عثرا
كم قلتُ حين نعى الناعي عجمت فماً / أكفف نعيت نزار العرب بلُ مضرا
ينعاك نعي ذباب السيف قائمه / والكف ساعدها والساعد الظفرا
ينعاك نعي قناة الخظ فقرتها / والقوس حنوتها والمعجس الوترا
ينعاك نعي فتاة الحي واحدها / ولهي عليه تذيل الدمع منهمرا
ينعاك لليل إذ تحييه مبتهلا / حتى تميت به آناءه سهرا
ينعاك للصبح ردّ الليل حاجبه / حتى تمنطق بالظلماء واتزرا
يا صفقة الدين قد قلَّت بضاعته / لك الأنام فدىً إن قلَّ أو كثرا
غادرت سفر ذوي الامال أعينه / صور إليك يرى وجدانه صورا
إن صاخ للناس سمع أو رنا بصرٌ / فأنت للناس كنت السمع والبصرا
ما بعد محياك للمهدي محبرة / لمن ينير ويسدي بعك الحبرا
أو بعد جدواك للراجعين غيث جدىً / أو بعد علياك للاجين ليث شرى
يا معلق الناب في قلب الردى عجباً / هل كيف أعلق فيك الناب والظفرا
لو كان يحمي من الأقدار مقتدر / لردَّ باسك عنك الحتم والقدرا
يا مزجر النضو فيه قاطعا شققاً / لم يحتفل بعياف الطير أن زجرا
عرج لمكة والبيت العتيق وقف / لوث الأزار وعز الركن والحجرا
قف موقف الفاقد الحران فيه وقل / ما بعد فقد أبي المصرين أمّ قرى
واثن العنان لسامراء ننشدها / من كبَّ للحسن الزاكي جفان قرى
بالهون تصبح سامراء سامرها / يطارح الهمّ والأحزا والكدرا
من حافظ للملوك الأرض سلطنة / قد ضاع من يدها من يمنع الخطرا
من للمالك يرعاها رعايته / بناظر في خفايا السر قد نظرا
هيهات مثلك في الدنيا يُرى بشر / يا معوزا سعة الدنيا بها بشرا
نقلّ منك على قدس لو انتدبا / قدس ويذبل نهضاً فيه ما قدرا
سل حامليه على الأعناق هل حملوا / على العواتق جسم الروح والزبرا
هذا محمدُ محمول له جسد / وأروا به صحف إبراهيم والسورا
ثنوا بقبرك صدر الرمح منأطرا / صم الأنابيب والصمصامة الذكرا
يا موحش النفر الباقي لوحدته / ومونس النفر الماضي له سمرا
إن العلوم إذا لاحظت أودية / أحله اللَه منها الورد والصدرا
أبا الحسين عدت أخلاقك الغيرُ
أبا الحسين عدت أخلاقك الغيرُ / قلَّ المساعد أو إن يسعد القدر
أصخ بقيت لداع عز مورده / دعاك ساعة أعيى الورد والصدرُ
يشكو إليك زمانا عادَ معتدياً / بالمرجفات ودهرا كله عبرُ
ما الدهر للمرء الأحية ذكرٌ / وقيت منها وشر الحية الذكرُ
مرّت علينا سنون جد مجحفة / شهبٌ كوالح لا تبقي ولا تذرُ
قد كنت عودتنا بالأمس منك يداً / شبه الغمامة في الأيدي لها دررُ
في حيث لا نشتكي همّاً ولا كدرا / عطفا عليٌّ علانا الهمُّ والكدرُ
يا ملبسي فضل نعماه التي سلفت / إن كان ذنبٌ بدا فالذنب يغتفرُ
عجزت أجمع أفراخا مفرقة / زغب الحواصل لا ماء ولا شجرُ
في قعر ظلماء لم يرفع لها خبر / قد كنت ترثي لها لو كنت تختبر
لم أستطع حوَلاً عنها فاتركها / وحبذا لي ذا لو كان مصطبرُ
فابعث سماءك مدراراً لتنعشنا / وافعل أخا الغيث مالا يفعل المطر
واسلم أبا هاشم للدين شمس هدى / تخفي الكواكب ضوءً ما بدا القمرُ
بني خزاعة أن طالت رماحكم
بني خزاعة أن طالت رماحكم / فليس إلا بنا لم يثنها القِصَرُ
كانت لآبائنا آباؤكم وزراً / حلفا وأنتم لنا من بعدهم وزرُ
إذا رَكبتم ركبتم هاتفين بنا / وإن نزلتم ففينا تنزل السورُ
وإن طعنتم فمنّا الرمح لهذمهُ / وإن ضربتم فمنا الصارِمُ الذكرُ
في حيث لا ورد للبيض السيوف سوى / حمر الدماء ولا عنها لها صدَر
الصادقون وكل الناس ما صدقوا / والقادرون وكل الناس ما قدروا
إذا أسأتم صفحنا عن إسائتكم / وثم عنكم نرداً لخصم فاعتبروا
يجري من العين ماء العين منبعثا
يجري من العين ماء العين منبعثا / جمراً توقد منه في الحشا نارا
أراك يا ابن أبي الورها تعيرني / في حيث لما أجد ما قلته عارا
يحلُّ عقدة قلب المستهام له / صدر محلّىً إذا ما حلَّ أزرارا
أشمُّ منه صبا نجدٍ مقابلة / صباً من الغور غيري صافحت غارا
ويلي عليك لويل ليس ينقطعُ
ويلي عليك لويل ليس ينقطعُ / يا نازلا حفر الغبرا وما تسع
قد كنت لي صاحباً اذ كنت لا جزعا / اذا المّ بصدر الحازم الجزعُ
هل منظرٌ حسنٌ يغنيك عن حسنٍ / او مخبر ذهب ما شانه طبع
يا غائباً عن عيون منه ناظرة / وقتا يؤوب اليها منه مُطلعُ
فما يهوِّن اسباب الحمام لنا / إِن الحمام به كل الورى شرع
احبابيَ اليومِ ان الوى بكم ضرعٌ / فحسبنا في غدٍ يلوي بنا الضرعُ
ان كان قلبي امسى وهو منقطعٌ / عليكمُ فلأخوانٍ قد انقطعوا
ما اولع الموت بالصحب الاولى رتعوا / به ولوعاً كأن الموت منتجع
دعاهم فاجابوه لطيته / مسترسلين ولا عثرٌ ولا ضلعُ
ما لان في الموت منهم جانب خشنٌ / والموت يخفق منهُ الاروع السبعُ
ولا استطار فريصٌ منهم ورأوا / طير المنون على حوبائهم تقعُ
اتبعتهم شطر حوبائي ومعتقدٌ / اني بهم عن قريب لاحق تبع
أنعم ببيروت اجراعاً واودية
أنعم ببيروت اجراعاً واودية / وحي بيروت احياء واخيافا
اذا تنفَّس مشتاقاً باربعها / اعاد مرتبع الحيين مصطافا
او استفزّ قطيع الرمل ذئب غضاً / بالقلب اوقف نضو الشوق ايقافا
يبسمن عن لؤلؤ ما ضمَّه صدف / ولؤلؤ الثغر لا يحتاج اصدافا
اذا الفن وعرّضن العوارض لي / الفيت جنات خلد الحسن الفافا
من كل صامتة الحجلين تفصح عن / نطق الوشاحين اشباعا واخطافا
اذا مشت لك ريثاً او على عجل / تقسَّمت لك قضبانا واحقانا
او كلفت في التكفي خطو مشيتها / تهزهز الأسل الخطي اعطافا
تهزُّ من طرفيها او موسطها / والغصن ما اهتز اوساطا واطرافا
لطفٌ من اللَه مقسوم يضاعفه / لمن يشاء وزاد اللَه الطافا
ممكورة رودة بيض سوالفها / ميل المعاطف ملء الدرع اردافا
يخيّل الوهم لي في العين موقفها / حتى اخال امير الحسن قد وافى
اذا تعذر ركب السفر عن صدر / اتبعته نفس المصدور الهافا
اقول للمعجل الحادي يلفُّ به / مهابط الغور خذ بالنجد اشرافا
حسبي نزعت رداء الاسر عن كتفي / وملت للآسر الفكاك اكتافا
يأوي بي المجد والعليا الى علم / موطد المجد والعلياء أكتافا
تلقاه في ساعتي يوميه من زمن / خوفا لدى الأمن او امناً لمن خافا
ان اخلف المزن او جفَّت ضروع حياً / كفى بكفيه الموسمي اخلافا
يلقى الخميسين في باسين مشتملا / بالسيف منصلتاً والرمح رعَّافا
يا ابن العرانين من آناف هاشمها / والجادعين من الاقوام آنافا
والمرتقين وقد حلُّوا السما غرفا / والعاقدين باعلى النجم اعرافا
انت الذي قد اذل المال طارفه / وعزَّ في الدهر انداداً واحلافا
المسرف الذهب الابريز ظالمه / والمتلف النشب المظلوم اتلافا
ان قيل اسرف في جدواه زاد على / جدواه في الجود والمعروف اسرافا
غير ان يهتف بالاضياف حيهلا / حتى يضيف الى الاضياف اضيافا
كم ملحفٍ رام من جدواك فرصته / لم يثن جودك بالتعفيف الحافا
وواصفٍ لك بالتطويل قلت له / اقصر بوصفك من قد عزَّ اوصافا
جرى النجيب على مجرى الاولى سلفوا / طلق العنان ويقفو الفرع اسلافا
هو الهجان المجلي في السباق اذا / طاح الهجين بتالي الخيل مقرافا
عبّا من العلم بحراً جاش غاربه / مغلولبا بنفيس الدرّ قذافا
يغور اما على معنى ليورده / بكراً واما لورد اللفظ قطّافا
يا حيّ لي بمغاني عامل فئة / عواملا تعمل الأقلام اسيافا
صفحت عنهم وقد جرَّبتهم قضباً / قد ارهفت من صفيح الهند ارهافا
اخوان صدق اذا اهتز والمكرمة / اروك ضرب قداح الجود اصنافا
كم فيهم من نسيب لي وددت بأن / لو قد نزعت له الحوبا وان عافا
ذكرت الفتهم ايام قربهم / وهل نسيتهم في البعد الافا
اشتاق للجبل العالي المنيف بهم / شوقاً يضاف بالاشواق اضعافا
لو استطعت تركت الخيل حافية / سرىً لهم وتركت الليل زيَّافا
من ينثني بغوادي الطير بارحة / لم يثنِ عزميَ زجر الطير عيافا
لاغبَّ عامل ان غبَّ الغمام حياً / غيثٌ دلوح يصوب المزن وكَّافا
وفي الهوادج من تلك الحدوج مها
وفي الهوادج من تلك الحدوج مها / هيفاء ضمَّ عليها درعها الهيفا
جاءت وملء فضول الريط دعص نقاً / يكاد ينهال في ابرادها لطفا
خطَّ المصور كالتمثال صورتها / حتى تمثَّل لي ممشوقها الفا
يرتدُّ طرفيَ صفراً من محاسنها / او ان يرود رياض الحسن مقتطفا
كأنما الطرف منها حين تخفضه / مستبدل عوضاً عن اثمدٍ دنفا
غرثانة وسطاً ريانة كفلا / ممشوقة هيفاً مجدولة قصفا
اتبعتها نظر البازي اذا اخذت / براس علياء من رمل الحمى الحقفا
فلا تشم زهو روضٍ للمنى أنفٍ / او أن تشمَّ فتجني الروضة الأنفا
ونازعين من الاوطان قد قطعوا / متن المهامه حتى استوطنوا النجفا
وصارعوا الحب لا شاكين فانكشفوا / عزل التجلد لا عزل الهوى كشفا
كم فيهم ليَ من خلٍّ علقت به / حتى اذا علقت نفسي هواه جفا
سأبعثنَّ بنات البيد تخبط بي / طوراً واخبط فيها الليل معتسفا
توءمُّ ابيض مجبولاً على كرم / صدفت عنه بآمالي وما صدفا
غمر النوال لوفر المال محتقراً / يرى النضار بعيني ناقداً خزفا
رحب الفناء اذا ما جئته تره / بالعز محتبئاً بالمجد ملتحفا
مكلف شيم الأيام ملزمها / بعكس ما سلكته مسلكاً كلفا
خرق تلاعب بالدهر المجدِّ على / تعاقب الدهر ثبت الجاش ما اختلفا
ملازم شرعة المعروف يكلؤها / ما زاغ عن سنن عنها ولا انحرفا
سمحٌ تبرَّع بالاحسان مبتدأً / ثم استقلَّ فاثنى مكثرا سرفا
مغوار يوم طراد شامس قضبا / خواض يوم عجاج غائم سدفا
لِلّه أيَّة جلَّى بالطفوف عرت
لِلّه أيَّة جلَّى بالطفوف عرت / كادت لوقعتها الافلاك ان تقفا
يوماً ابو الفضل جلَّى في عجاجتها / طليق وجهٍ ووجه الشمس قد كسفا
فمرَّ يطعن فيهم فقرة وكلاً / اعارها لأنابيب القنا شنفا
الطاعن الطعنة النجلاء مختلساً / والضارب الضربة الا خدود مختطفا
فالطعن بالرمح شزر خارز لَبباً / والضرب بالسيف هبر خادع كتفا
قوم اذا ازدحم الاقران في ضنَك / اخلت له الخيل في الصفين مزدلفا
جوَّال يوم طراد شامس قضباً / خوَّاض يوم عجاج غائم سدفا
كأنما النقع والارماح مشرعة / في الجحفلين عماداً رافعاً سجفا
كأنما البيض تعلو البيض كادحة / برق تهزَّم يزجي عارضاً قصفا
كأنما الحلق الماذي محتبك / على الكماة حباب الماء حين طفا
ان صرَّحت صحف الباغي بهدنته / محت صحائفه المرقومة الصحفا
او صدّ عنه وظلَّ السلم منتظراً / في الحرب سيان ان اعفا وان دلفا
أن الكمي اذا ماردَّ ثغرته / او راع يطلب غراة فقد زحفا
حسب الشجاع اذا ما كفَّ منكفئاً / حزم يريك به وجه الكمي قفا
رخو العريكة للاجين منخفضٌ / وفي الكريهة يشأو الصلدم الصلفا
قد جرَّبته اعاديه وقد عرفت / غير الأسار وغير المنِّ ما عرفا
كم خالط السيف غلاًّ من نفوسهم / حتى اشتفى غللاً من انفس وشفا
يعطي الورى نصفاً من نفسه ويرى / من خصمه بذباب السيف منتصفا
لم يتركنَّ لهم راساً على جسدٍ / يومٌ اطار به الهامات والقحفا
هل يجزينَّ وجاز الركب معتسفاً / دعوى الخليط الا يا صاحبيَّ قفا
واستنشدا لي يالقِّيتما رشداً / قلباً بقيد حبالات العنا رسفا
ونازعين عن الأوطان قد قطعوا / متن المهامه حتى بارحوا النجفا
قد قارعوا السير لا شاكين فانكشفوا / عزل السآمة لا عزل السرى كشفا
ازور فيهم ابا الفضل المثير ندىً / من فيضه البحر بل والبر قد غرفا
اغر ابلج اقنى الأنف زاهيه / كم دقَّ ساهم انف شامخٍ انفا
لو كان يجدي الفتى عن فائتٍ اسفٌ / لقطَّع المرء فيه عشره اسفا
لسوف ابكيك يا نجل الوصي اسىً / عن مهجة سقطعت او مدمع نزفا
يهيج لي الدمع تبريحاً يصعِّده / عليه حرَّ زفيرٍ معقب لهفا
ماء تحدّر من نار مؤججة / من الف النار بي والماء فأتلفا
ولا ازال عليك الدهر ممترياً / دمعاً سأجريه من عيني دماً وكفا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا
بدا وزنجيُّ صبغ الليل قد ابقا / وابلق الصبح يطوي خلفه الشُققا
بدرٌ يشقُّ قميص الليل ابلجُهُ / وليس يرتق منه كلما فتقا
احفيته العتب حتى عاد من خجل / جبينه الصَّلت منه يرشح العَرَقا
اسارق اللحظ خالاً فوق وجنتهِ / لم ادر من اين قرص المسك قد سرقا
يا هل ترى جاء من دارين جالبُهُ / فكلما هبّ علويُّ الصَّبا عَبَقا
هل تلكم العين ربّ القين طابعُها / سبحان قدرةِ ربٍّ يطبع الحدقا
يا مُطمعي حيث لا حسٌّ ولا رمق / رضيت بالوهم لو ابقيت لي رمقا
لم يخطر الوهم مجتازاً على خلدي / الا وخالط عيناً تنظر الطرُقا
فرحتُ اتبع منه اسوداً غدِقا / لون الغراب وانحو ابيضاً يققا
طوراً اضل وطورا اهتدي فأنا / مازلت منه بنعمى مرّةً وشقا
أني شددت نطاق الحزم في قمرٍ / بدرٍ تُخيِّلَ بالجوزاء منتطقا
لم ادرِ أن لاح او أن فاح في حلل / هل لاحَ لي قمراً ام فاح لي خُلقا
الموهبُ الحجر الياقوت مُقترنا / والمذهبُ الذهب الابريز مفترقا
اذا تعرّض للمعروف يصنعه / حسبته عيلما او عارضا غدقا
انسان عين العلى هل تكشفنّ قذى / عين بادمعها انسانُها غرقا
لئن أساء رفيق فيك صُحبته / احسنت صحبة من قد ساء مرتفقا
لقد تلهَّب جمراً ذاكياً كلمي / حتى بعثتُ باشعاري لكم حُرَقا
اهدي اليك سلاماً كالنسيم صبا / ما لا عبت نسمات البان غصن نقا
وبعد اثني ثناءً كالعبير فشا / طيباً تعبَّق بالآفاق منتشقا
من دلّ عينيك ان القلب محتبلُ
من دلّ عينيك ان القلب محتبلُ / يا دولة الصبّ إِن دالت له الدول
قالوا بعينيك يا عين المها حول / فقلت مه حَيلٌ في العين لا حول
ناديت اللَه يا نجلاء مقلته / كفي سهامك لا تفتك بنا المقل
جاز الحبالة ينحو البان منفلتاً / ظبيٌ تعرض بالاجفان يحتبلُ
اذا تكفَّى كخوط البان منعطفاً / كادت لتنخزل الاوراك والكفل
مهفهف مرح بالحسن متشحٌ / باللطف متَّزرٌ بالظرف مشتمل
فدىً لعينيك يا بدر السماء معا / ما تحمل النيب او ما تحتوي الكللُ
اوصلت شرب غبوقي فيك مصطبحي / حتى كأنيَ فيك الشارب الثملُ
يا حامل المرشف المعسول لي قدحاً / كأن ريقته الاسفنط والعسلُ
لم أدر حين اتاح اللَه حبك لي / هل قادني املٌ ام ساقني اجلُ
الأري ريقك ام مشمول سارية / كأن رياك فيها العنبر الشملُ
حملتني ثقل ما لو حمّلته يد / صم الجبال لخفت فهي تنتقلُ
مالي اعللُ عينا كلها سهدٌ / بقربكم وفؤاداً كله وجل
فيا رعى اللَه اياما كأنكم / ورد الخدود بها والملتقى قبل
اخفي هواكم ويبديهِ الحنين لكم / وكيف تخفي الحنين الانيق البزل
ان ازمع الركب ترحيلاً فلي بكم / جسم مقيم وقلبٌ عنه مرتحلُ
قد اكتم الوجد والاشواق بائحة / واستر الدمع والاجفان تنهمل
من غال مجد قريش امس من غالا
من غال مجد قريش امس من غالا / وسام عز نزار الجود اذلالا
من فلَّ ابيض عضباً من بني مضر / فنال من مضر الحمراء ما نالا
حمَّال اثقال عبء المجد خفَّ به / خطب فعطل للعلياء اثقالا
القى الجران على فهر فذعذها / ومرَّ يخلط بالاهوال اهوالا
اناخ في هاشم بركا بكلكله / فهدَّ من هاشم البطحاء اجبالا
ما بال طيبة غبَّ الطيب مفرقها / وركب مكة خوَّى كاسفاً بالا
ما إن تضعضع او مالت جوانبه / الا تضعضع جنب البيت او مالا
سما فوَّطد مجداً فالسما وهوى / فزلزل الارض حزنا فيه زلزالا
يا ليت شعريَ هل اطفي ذبالتها / من كان يسرجها بالفكر اشعالا
اودى الحمام بمن لو سلَّ مقوله / احال من مشكل او حلَّ اشكالا
إنا قبرنا بذاك القبر ذا شطب / عضب الشبا واصمّ الكعب عسالا
علكن منه نيوب الموت ذا لبد / ورداً يدلُّ علوق الناب رئبالا
قد غاض مفعم بحر فاض فيك جدىً / فآل بعدك يا بحر الجدى آلا
يا مخصب الشتوة الغبرا لسائله / حيّاً يمر على الاحياء سيالا
وممطر السرحة الغنَّا مفيئة / على الطريق تحيّ الركب محلالا
اثكلت للشرع امّاً برَّة واباً / يا مثكل الشرع اعماماً واخوالا
من بعد فقدك اعيا العلم مقفله / يا فاتحاً لرتاج العلم اقفالا
تسلّبت بعدك الدنيا غضارتها / فعُرِّيت كالفتاة الرود معطالا
لو كان في اجل مستدفعٌ اجلٌ / لقمت ادفع بالآجال انبالا
إِن غاب خلَّف اسد الغاب مشبلة / والاسد تخلف في الغابات اشبالا
فحسبنا اليوم عمن قد مضى بدل / ان اعوز الدهر بالمفقود ابدالا
المحسين القول والفعل الجميل معا / والمرء يمدح اقوالا وافعالا
ما اعرضت اوجه اللذات من جهة / الا ومن جهة اقبلن اقبالا
لم تبق حال على حال وإن زعموا / فسوف تلقى لحال بعدها حالا
مازال ترنو اليه العين شاخصة / حتى تمثَّل في المحراب تمثالا
ثلجُ الفؤاد اذا الحرّان عارضه / ازاد جانحيته الوهل او جالا
هوّن عليك فلا الآلام مؤلمة / بعد الحسين ولا الآمال آمالا
اجلُّ مثواه ان يسقى ببارقةٍ / او ان يبلَّ بغادي السحب ابلالا
وافى البشير يهني صفوة الرسل
وافى البشير يهني صفوة الرسل / فقم نهني عليَّ المرتضى بعلي
قد عاد عود الحيا الهطَّال منبعثاً / ومن يسدّ طريق العارض الهطل
بعزمة لم تصادف في السرى خللا / كالسيف عرّي متناه عن الخلل
كم فدفدٍ مثل ظهر الترس منسرحٍ / خوَّت عليه بطون القلَّص البزل
لم يأل يجهد في المسرى ليركبه / حتى اعتلاه بايدي العيس والأبل
تثور ناشرةً فيه بكلكلها / بدءً وتعقب بالعرقوب والكفل
يا قرحة اقلعت عن صدر يعملة / ولم تزل بصدور الاينق الذلل
عجبت هل كيف تسري الخوص موقرةً / في البر منه بارسى من ذرى جبل
لكنَّ مُضمر سرٍّ حثَّها فسرت / تنحو به النجف الاعلى على عجل
سفائن البر الا انها ابلٌ / هيم تعوم ببحر يابس البلل
وتنبري تعوج الخيشوم ناشقة / من الغري مهبّ العنبر الشمل
لم تلو عنه الخدود الصعر عن كلل / كأنَّ ارساغها تقوى على الكلل
ليست وان عزَّ منها وردها ذلل / تعلو جراجرها للعلِّ والنهل
سواغب من صوادي الخمس واخدة / على الصدى بخفاف الاربع الفتل
لا غرو لو قد فدينا المقربات بها / بغرة النهد يفدى منسم الجمل
وافت تبوع به البيداء مرقةً / شعثا تثير رمال الارض بالرمل
من بعدما طاف سبعا محرماً وسعى / لِلّه في البيت ذي الاستار والحلل
فحبذا واجبٌ قد جلَّ فارضه / ادَّيته عن مبين في الكتاب جلي
ان هزَّ عطفيه فيك البيت مفتخرا / لا غرو فهو حمى آبائك الاول
تخذتموه تراثا من يد ليدٍ / فيكم ومن رجل يعطي الى رجل
ما زلتم انتم الداعون فيه له / ولم يزل لكم من عالم الازل
فالبيت بيتكم والحجر حجركم / والركن ركنكم يا عترة الرسل
كم ذا وكم لك من سعي خصصت به / دون الانام وجدٍّ يا عليّ علي
اذا نظرنا بني الدنيا بأجمعها / نراك منها مكان الكحل للمقل
ما كل ما اسودَّ في الاجفان تحسبه / كحلا وشتان بين الكحل والكحل
هو المجير من الجلَّى اذا دهمت / وهو المعدُّ لريب الحادث الجلل
مازال يقطع بالبرهان ما وصلوا / بمفرد الرأي في مستحكم الجمل
حلّى عواطل جيد الفضل في درر / نيطت عليه فزانته لدى العطل
خذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به / في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
يا ابن الاولى ضربوا جوداً قبابهم / للطارقين بملحوب من السبل
إسلم ودم واعطِ واسعف واستمل وانل / واعطف وجد وترفق من رقَّ صلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025