القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : هاشِم الكَعْبي الحائِري الكل
المجموع : 2
عدتك نجد فماذا أنت مرتقب
عدتك نجد فماذا أنت مرتقب / يدنوا إليك الحمى أم تنقل الهضب
أبعد أن بنت عنها بت ترقبها / فاذهب فليس لك العتبى ولا العتب
لو كنت صادق دعوى الحب ما برحت / بك المطي ولا زمت بك النجب
أعراب بادية تهنى بيوتهم / حيث العوامل والهندية القضب
لم يعد ملكهم باس ولا كرم / فلا عدو لهم تلقى ولا نشب
تجري على العكس من قولي ظعونهم / ولو جرت مطلقاً ما فاتني الأرب
فكلما قلت رفقاً بالحشى عنفوا / فليت لو قلت بعداً بالسرى قربوا
يستعذب القلب من تعذيبهم أبداً / كأنهم كلما قد عذبوا عذبوا
يا منزلاً بمحاني الطف لا برحت / تسقي السحائب منك البان والكثب
كم قلت نجداً وما اعني سواك به / وعرب نجد ومن في ضمنك العرب
اني وان عنك عاقتني بداً قدر / ببين جسمي فقلبي منك مقترب
لا تحسبن كل دان منك ذا كلف / الدار بالجنب لكن الهوى جنب
أقائل أهل ودي أنهم غربوا / عن ناظري انهم عن خاطري عزبواه
لا والهوى ليس بعد الدار يشغلني / عنهم ولا محنة كلا ولا وصب
يا سائق الحرة الوجناء انحلها / طي السري وطواها الابن والنصب
وجناء ما الفت يوماً مباركها / ولا انثنت عند تعريس لها ركب
علامة بضروب السير اقربها / منها إلى رأيها التقريب والخيب
تأبى جوانبها تأبى مناكبها / حب السرى فكأن الراحة التعب
عجبي إذا جئت غربي الحمى وبدت / منه لمقلتك الاعلام والقبب
وحي عني الأولى اقمارهم طلعت / من طيبة ولدى كرب البلا غربوا
فاعجب لهم كيف حلوا كربلاء وكم / كانت بهم تفرج الغماء والكرب
فاين تلك البدور التي لا غربوا / واين تلك البحور الفعم لا نضبوا
قوم لهم شرف العلياء من مضر / والمرء يؤخذ في تحويده النسب
قوم كأولهم في الفضل آخرهم / والفضل ان يتساوى البدء والعقب
فمنذر مصطفى بالوحي منتجب / ومرتضى مجتبي للهدى منتخب
الواهبون لدى البأساء ما وجدوا / والطالبون بصدر الرمح ما طلبوا
والمدركون إذا ما أزمة بخلت / بصرفها وتخلت عندها الصحب
وكم لهم حيث جد الخطب من قدم / رست علا والجبال القود تضطرب
ولا كيومهم في كربلاء وقد / جد البلاء وارجحنت عندها الكرب
وفية وردوا ماء المنون بها / ورد المفاضة ظمآن الحشا سغب
من كل ابيض وضاح الجبين له / نوران من جانبيه الفضل والنسب
نجلو العفاة لهم تحت القنا غرواً / تلاعب البيض فيها والقنا السلب
أمت امية ان تعلو لها شرفاً / ويصبح الراس مخدوماً له الذنب
ودون ما يممت هند وجار بها / هند السيوف وحرب دونه الحرب
جاءت ليستعبد الحر اللئيم وفي / عود العلا عند غمز الضيم مضطرب
فشمرت للوغى فرسانها طرباً / وامتاز بالسبك عما دونه الذهب
فوارس اتخذوا سمر القنا سمراً / فكلما سجعت ورق القنا طربوا
يستنجعون اردى شوقاً لغايته / كأنما الضرب في افواهها الضرب
واستأثروا بالردى من دون سيدهم / قصداً وما كل ايثار به الأرب
حتى إذا سئموا دار البلى وبت / لهم عياناً هناك الخرب العرب
فغودروا بالعرى صرعى تلفهم / مطارف من أنابيب القنا قشب
واقبلت زمر الأعداء ترفل والاضعان / تسعر والاحشاء تتلهب
جلالها ابن جلا عضب الشبا ذكراً / لا يعرف الصفح اذ يستلة الغضب
تأتي على الحق الماذي ضربته / ولا يقيم عليها البيض واليلب
فكلما اسود ليل من كتائبهم / أحاله من سناه الضوء لا اللهب
وما استطال سحاب من جموعهم / إلا استطار به من لمعه الرهب
وباسم الثغر والابطال عابسة / كأن جد المنايا عنده لعب
لا يسلب القرن اذ يرديه بزته / والليث همته المسلوب لا السلب
ماض بماض اذا استقبلت امرهما / بدا لعينيك متى فعليهما العجب
تلقي الردى في الندى طلق العنان / تردى حيرة الورى محمولها العطب
حتى اذا ضربت يمنى القضا وارى / احدى العجائب دهر شأنه العجب
هوى إلى الترب قطب الحرب وابتدرت / من مهجة الفدب أيدي البيض تختضب
واقبلت خفرات المصطفى ولها / ندب على الندب لكن الحشا يجب
كواكب فقدت شمس الضحى فبدت / والمرء يعجب لو لم يعرف السبب
كم حرة مثل قرن الشمس قد نفست / على العيون بها الاستار والحجب
ابدت امية منها اوجهاً كرمت / بالصون بسئل عنها الكور والقتب
من كل باكية اسرى وشاكية / حسرى وزاكية عبرى وتنتحب
وكم كمي بقاني البرد مشتمل / وكم أبي بماضي الحد يعتصب
وجسم بحر ندى في الترب منعفر / ورأس بدر هدى في الرمح ينتصب
وحرة بعد فقد الصون يحملها / بين المضلين مهزول المطا نقب
فخدرها وجليل القدر مهتدل / ورحلها وجميل الصبر منتهب
فكلما عاينت ضلت مدامعها / تجري دموعاً وضل القلب ينشعب
كأنما الكون ما فيه سوى جسد / بالترب ملقى على أعضائه الترب
يا غيث كل الورى ان عم عامهم / جدب وياغوثهم ان نابت النوب
والثابت العزم والاهوال مقبلة / والراسخ الحلم والأحلام نضطرب
والماجد الحسب المقري الظبا كرماً / حوبائه وكذاك الماجدا الحسب
ما غالبت صبرك الدنيا ومحنتها / الا انثنت وله من دونها الغلب
ولا تروع لك الأيام سرب حجى / بلى اذا ريعت الاعلام والهضب
ان يصبح الكون داجي اللون بعدك / والايام سوداً وحسن الدهر مستلب
فانت كالشمس ما بالعالمين غنى / عنها ولا تجدهم من دونها الشهب
تاللّه ما سيف شمر نال منك ولا / يدا سنان وان جل الذي ارتكبوا
لولا الأولى اغضبوا رب العلا وابوا نص / الولا والحق المرتضى غصبوا
اصابك النفر الماضي بما ابتدعوا / وما المسيب لو لم ينجح السبب
وما تزال خيول الحقد كامنة / حتى اذا ابصروها فرصة وثبوا
فادرك الكل ما قد كان يطلبه / والقصد يدرك لما يمكن الطلب
كف بها امك الزهراء قد ضربوا / هي التي اختك الحورا بها سلبوا
وان نار وغى صاليت جمرتها / كانت لها كف ذاك البغي تحتطب
فليبك يومك من يبكيه يوم غدرا / بالصنو قوداً وبنت المصطفى ضربوا
واللَه ما كربلا لولا والاحياء / تدرى ولولا النار ما الحطب
يفنى الزمان وفيك الحزن متصل / باق إلى سرمد الايام ينتسب
كأن حزنك في الأحشاء مجدك في / الأحياء لم تبله الأعوام والحقب
تقول نفسي ونار الحزن تضرم في / قلبي وماء البكا في مقلتي سرب
ترضى من العين تجري مدامعها / ومن فؤادك ان يعتاده اللهب
هيهات رمت محالا وادعيت به / دعوى يلوح عليها الخلف والكذب
ما انت والقوم ترجوا نيل سعيهم / وما شربت من الكأس الذي شربوا
هب انك فاتك يوم البين صحبتهم / فكيف لم تركب النهج الذي ركبوا
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم
هل أم طوق كذاك الطوق في السلم / تحن شوقاً إِلى أيامنا القدم
أم عاقها بعدنا من بعدنا فسلت / سلو البهائم عن أطفالها البهم
أم راعها البين فارتاعت لفرقتنا / فالقلب في ضرم والدمع في سجم
هل سرحة الحي في أيامنا فرقتنا / هل بعدنا للتصابي لذة لفم
لا والهوى ليس بعد القانطين كرى / فيستريح أخو شوق إلى الحلم
وأين من طيف من تهواه عينك والا / جفان منهلة بالدمع كالديم
فاعجب لمكسالة الاعراب إذ حصلت / نحوي ومن بيننا الاعراب والعجم
واعجب بها إذ تجوب المومياة دجى / نحوي وعني وعنها خطوة القدم
وكيف يأوي بأرض الري منزلنا / من كان منزله الروحاء من أضم
أني اهتدي مضجعي والليل منسدل / والجسم يخفى ضنى عن ملة القلم
فاعجب لمسراه والاهوال تصحبه / حتى الوسادة لم يهجع ولم ينم
يأتي الوسادة ليلاً غير ملتفت / إلى الرقيب ولا خاش من التهم
حتى إذا الفجر وافى كر منفلتاً / من حيث أقبل لم يلبث ولم يقم
يا ساكن القلب هل من رحمة لشيح / مغض إلى سقم مفض إلى عدم
ما عند ناظره والقلب من أرب / بعد الحمى غير منهل ومضطرم
اسوان ليس له بعد النوى جلداً / يقوي به غير قرع السن من ندم
صفر الأنامل بادي الغي في ضجر / مقسم القلب بين الخمص والهضم
مناه عود المطايا لو تعود له / بما تحملن من ورد ومن عنم
لا رأي للركب أن يخشى الضلال دجى / والصبح فوق المطايا غير منكتم
وكيف يبغي الشذى والروض تحمله / أكوارها في انتشاق الشيح في الحزم
في البيت من هاشم العلياء نسبتهم / والنعت من احمد المبعوث للأمم
قوم إذا فخر الاقوام كان لهم / أنف الصفا وأعالي البيت والحرم
شم المراعف ولا جون مزدحم / الهيجاء بالنفس فراجون للغمم
أهل الحفيظة لا يلفي جوارهم / يشقى به الجار حفاضون للذمم
أبياتهم حرم للنازلين بها / تأوي المخوف ولا يخشى من العدم
عف المئاذر لا عيب يدنسهم / ولا يخاف عليهم زلة القدم
تلقى جفونهم تغضى حياً وترى / أسماعهم عن هجين القول في صمم
وموقف لهم تنسى مواقفه / وقائع الحرب في أيامها القدم
أيام قاد ابن خير الخلق معلمة / لم ترد فرسانها إلا أخا علم
حمر الضبا سود يوم النقع خضر رباً / لرائدي الجود بيض الأوجه الوسم
من كل ابيض في كفيه مشبهه / في الجزم والحزم والامضاء والقسم
قريع قوم قراع البيض مطربة / لسمعه دون قرع الناس بالتعم
ماض بأبيض لماع الحديد له / مستحكم من أديم الموت منقسم
يوم أبو الفضل تدعوا الضاميات به / والماء تحت شبا الهندية الخذم
الضارب القمم ابن الضارب القمم / ين الضارب القمم بن الضارب القمم
يوم له والمنايا السود شاهدة / بأنه بدرها الوقاد في الظلم
يسطوا فقل في السبنتي خلفت بشرى / أشبالها جوعاً في غاية الألم
والجمع والنقع والظلماء مرتكم / في ظل مرتكم في ظل مرتكم
والخيل تصطلك والزغف الدلاص / على فرسانها قد غدت ناراً على علم
والضرب يخلق أفواهاً مفوهة / تحكي الدماء فكان الكلم للكلم
والطعن يشبه عين الضبي أنجله / لكنه غاير الأعماق في قتم
وأقبل الليث لا يلويه خوف ردى / بادي البشاشة كالمدعو للنعم
فياض مكرمة خواض ملحمة / فضاض معضلة عار من الوصم
أخو ندى ينحر الآساد ضارية / حسامه طعماً للسيد والرخم
ثيابه نسج داود وعمته / عادية أصبحت تعزى إلى أرم
يشتد كالصقر والابطال شاردة / عن جوه كضباء الضال والسلم
يبدو فيغدو صميم الجمع منصدعاً / نصفين ما بين مطروح ومنهزم
فقال منتدب في اللَه محتسب / في اللَه معتصم بِاللَه ملتزم
حتى حوى بحرها الطامي فراتهم / الجاري ببحر من الهندي ملتطم
واصبح الماء ملكاً طوع راحته / مصرفا منه في حكم وفي حكم
فحازه الندب والابطال تلحظه / تكاد احشائه تنشق من ورم
فكف كفاً عن الورد المباح وفي / أحشائه ضرم ناهيك عن ضرم
وحرمت أن تنال الري مهجته / كأنما الري فيها أشهر الحرم
ولم تهم بشرب الماء همته / وسلب ذا الهم نفساً أكبر الهمم
وهل ترى صادقاً دعوى اخوته / روى حشاه واخوه في الهجير رمي
وما كفاه الردى دون ابن والده / حتى قضى مثله وارى الفؤاد ضمي
حتى ملا مطمئن الجأش قربته / ثم انثنى مستهلاً طالب الحرم
فكاثروه فالفوا غير ما نكس / ماضي الشبا غير هياب ولا أرم
فردها والسيوف البيض تحسبها / برق الحيا والرماح الخط كالاجم
وكلما أقبلت تنحو جموعهم / يبدو فينقض منها كل محتدم
أكمي كمي ومن كان الوصي له / اباً فذاك كمي فوق كل كمي
يستوعب الجمع لا مستفهماً بهل / عنه ولا سائلاً عن عده بكم
غيران تأبى يسير الطعن همته / فلا يؤم رماحاً غير مزدحم
فراح ما زالَ في الهندي مشتملاً / بالرمح ملتثماً مستحصف الحزم
حتى ابتنى قلل العلياء من شرف / ورم ساحتها الجرباء بالرمم
عموه بالنبل والسمر العواسل والبيض / الفواصل من فرع إلى قدم
وخر للأرض مقطوع اليدين له / من كل مجد يمين غير منجذم
يا جامعاً شمل انسي بعد بعدكم / قد شت شملي وأمسى غير ملتئم
يا أمن كل مخرف في حماك غدا / بقيت بعدك في خوف بغير حمي
ما بعد جودك للراجين من أمل / ولا ورائك للاجين من حرم
هيهات ما حرم لما قضيت ردى / إلا وبعدك أضحى غير محترم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025