القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ القَيْسَراني الكل
المجموع : 12
ابنَ مُنيرٍ هجوت مني
ابنَ مُنيرٍ هجوت مني / حبراً أفاد الورى صوابه
ولم تُضَيِّق بذاك صدري / فإن لي أُسوة الصحابه
كم ليلة بت من كاسي وريقته
كم ليلة بت من كاسي وريقته / نشوان أمزج سلسالا بسلسال
وبات لا تحتمي عني مراشفه / كأنما ثغره ثغر بلا والي
والله لو أَنصف الفتيان أَنفسَهم
والله لو أَنصف الفتيان أَنفسَهم / أَعطَوْك ما ادّخروا منها وما صانوا
ما أَنت حين تُغنّي في مجالسهم / إِلاّ نسيمُ الصَّبا والقومُ أَغصانُ
في طاعة الحب ما أَنفقتُ من عُمري
في طاعة الحب ما أَنفقتُ من عُمري / وفي سبيل الهوي ما شابَ من شَعَري
طال الوُقوف على ضَحْضاحِ نائلكم / وغُلَّة الصّدر بين الوِرد والصَّدرِ
كم قد أَماتَ الهوى شوقي وأَنشره / عن يأْس منتظِرٍ أضو وعد منتظَر
بمُهْجتي وبصَحْبي كلُّ آنسةٍ / تبيت نافرةً منّي ومِنْ نَفَري
أَما ترى سُنَّةَ الأَقمار مُشْرقةً / في لِمَّتي فبياض الليل للقمر
هَبْني أُخلِّصُ جسمي من مُعَذِّبه / فمن يخلّص قلبي من يَدَيْ نظري
فيا نسيم الخُزامى هُبَّ لي سَحَراً / لعلَّ نَشْرك مَطْوِيٌّ على خَبَر
واحذر لسان دُموعي أَنْ تَنِمَّ به / فإِنَّ سرّيَ من دمعي على خَطَر
خذوا حديث غرامي عن ضَنا بدني
خذوا حديث غرامي عن ضَنا بدني / أَغنى لسانُ الهوى عن دمعيَ اللَّسِنِ
وخبّرونيَ عن قلبي ومالِكِه / فربّما أَشكل المعنى على الفَطِن
هذا الذي سلب العشّاقَ نومَهم / أَما ترى عينَه ملأَى من الوَسَن
أَمسى غرامي بذاك القدّ يوهمني / أَنّ اعتلال الصَّبا شوقٌ إِلى الغُصُن
أَرى الوفودَ رباعَ الجودِ عامرةً / من بعد ما وقفوا منها على دِمَنِ
قومٌ إِذا ناظروا عن سَرْح جارهُمُ / تكلّمتْ أَلسنُ الخطيّة اللُّدُنِ
لها من الرَّشإِ الوَسْنان عَيْناهُ
لها من الرَّشإِ الوَسْنان عَيْناهُ / وبي من الوَجْد أَقْصاه وأَدْناهُ
بِنفسيَ القمر المحجوب طلعتُهُ / عنّي وإِن كان يَهواني وأَهواه
إِذا عزمتُ على السُّلوان خادعني / بثغره فثنتْ عنّي ثناياه
وَليّ هواهُ على قلبي فَعذّبه / وحكَّم الحبَّ في جسمي فأَضناه
يا أَهل بابل أَنتمْ أَصْلُ بلبالي
يا أَهل بابل أَنتمْ أَصْلُ بلبالي / رُدّوا فؤادي على جُثْمانيَ البالي
لا واعتناقِ هواكم بعد فُرْقتكم / ما كان صَرْفُ النَّوى منكم على بالي
وإِنّما اعترضتْ بيني وبينَكم / نوائبٌ أَرْخصتْ من دمعيَ الغالي
لولا مكانُ هواكم من مُحافظتي / لما صرفتُ إِليكم وجه آمالي
سَلوْتُ عن غيركم لمّا عَلِقْتُ بكم / وَجْداً أَلا فاعجبوا للعاشق السالي
يا صاحِ إِنّ دموعي حرب زاجرها / فامنَح هواملَها تركي وإِهمالي
وانظر إِلى عبراتي بَعْدَ بُعْدِهمُ / إِن أَنت لم ترَ حالي عند تَرْحالي
لو كنتَ شاهدَنا والبينُ يجمعُنا / على وداعٍ بنيران الهوى صال
رأَيتَ حبّةَ قلبي كيف يسلُبها / حدٌّ لها ليس بالخالي من الخال
وقد علاني فُتورٌ عند رؤيتها / مُقَسَّمٌ بين عَيْنَيْها وأَوصالي
أَقول للصاحب الهادي ملامتَه / ضَلالةُ القلبِ في أَكناف دي ذال
دعْني أَفُضُّ شُؤوني في معالمها / فالدَّمعُ دمعيَ والأطلال أَطلالي
بما بعطفيك من تيهٍ ومن صَفَفِ
بما بعطفيك من تيهٍ ومن صَفَفِ / مَنْ دَلّ ذلك يا هذا على تلفي
ناشدْتُكَ الله في نفسٍ غَدَتْ فِرَقاً / بين الجَوى والأَسى والبَثِّ والأَسفِ
ومهجةٍ رفع التكليفَ خالقُها / عنها لشدّة ما تلقى من الكَلَف
أَستشعرُ اليأس في لا ثمّ يُطمِعُني / إِشارةٌ في اعتناق اللامِ والأَلِفِ
إِنْ أَنت روَّيْتَ من أَلفاظه أُذُناً / علمتَ كيفَ مَقَرُّ الدُّرِّ في الصَّدَفِ
وإِن نظرتَ إِلى القِرطاس في يده / رأَيتَ كيف نباتُ الرُّوْضِ في الصُّحُف
أَرى الصوارم في الأَلحاظ تُمْتَشَق
أَرى الصوارم في الأَلحاظ تُمْتَشَق / متى استحالت سُيوفاً هذه الحَدَقُ
واويلتا من عيون قلّما رمقتْ / إِلاّ انثنت عن قتيلٍ ما به رمق
يا صاح دعني وما أنكرتَ من ولهي / بان الفريقُ فقلبي بعدهم فرق
أما ترى أَيَّ ليثٍ صاده رشأٌ / وأَيَّ خِرْقٍ دهاه شادنٌ خَرِق
في معركٍ لذوات الدَّلِّ لو شرِقت / بحرِّه أَنفُسُ العُشّاق ما عشقوا
من كلّ شمسٍ لها من خِدْرها فلَكٌ / وبدرِ تِمٍّ له من فرعه غَسَق
ومن كثيب تجلّى فوقه قمرٌ / على قضيبٍ له من حُلَةٍ ورَق
وغادةٍ في وشاحٍ يشتكي عطشاً / إلى حُجُول بها من رِيِّها شَرَقُ
تبسَّمتْ والنَّوى تبدي الجوى عجباً / من لوعة تحتها الأحشاء تحترق
وأَنكرت لؤلؤ الأَجفان حين طفا / منها على لُجَّةٍ غوّاصها غَرِقُ
يا منْ لصبٍّ شجاه ليلُ صَبْوَته / لمّا تبسّم هذا الأَبيضُ اليَقَقُ
متى نهته النُّهى حنّت عَلاقته / إِن الكريم بأَيام الصِّبى عَلِقُ
صاحبتُ عمريَ مسروراً ومكتئباً / كذلك العيش فيه الصَّفو والرنَقُ
وعِشتُ أَفتح أَبواباً وأُغْلِقها / حتى سمتْ بي عُلاً ما دونها غَلَق
فسِرتُ مُغْتبِق الإدلاج مُعْتنِقاً / ذرى عزائمَ من تعريسها العَنَق
لا أَرهب الليل حتى شاب مَفْرِقهُ / وهل يخاف الدُّجى من شمسه أَبق
أَمّا الشبابُ فطَيْفٌ زارني ومضى
أَمّا الشبابُ فطَيْفٌ زارني ومضى / لمّا تَبَلَّج صُبْحُ الشَّيْب مُعْترِضا
ما كان أَبيضَ وجهَ الوَصلِ حين دجا / وما أَشدَّ ظلامَ الهجرِ حين أَضا
وما وجدتُ الصِّبا في طُول صُحبتِه / إِلاّ كما لَبِس الجفنُ الكَرى ونَضَا
فالآن صَرَّحَ شَيْبُ الرأس عن عَذَلٍ / محضٍ ولم يَزْوِ عنك النُّصْحَ مَنْ مَحَضا
فإِن تَبِتْ سُحُبُ الأَجفان هاميةً / فَعَنْ سَنا بارقٍ في عارِضٍ وَمَضا
ومن عجائبِ وَجْدي أَنه عرضٌ / لم يُبْقِ منّيَ جسماً يحمِلُ العَرَضا
ولم يدع ليَ مَوْتُ السرِّ من جسديد / عِرْقاً إِذا جسّه آسي الهوى نَبَضا
فإِن يكن دَلَّ إِعراض الدَّلال على / غير المَلالِ فسُخْطي في هواك رضا
إِنّ الأُلى جمعتْهُمْ والنَّوى دارُ
إِنّ الأُلى جمعتْهُمْ والنَّوى دارُ / جارُوا فهل أَنت لي من ظلمهم جارُ
ساروا على أَنهم قرباً كبعدهم / فما أُبالي أَقام الحيُّ أَم سارُوا
عندي على الوجد فيهم كلُّ لائمةٍ / وعندهم للهوى العُذرِيِّ أَعذارُ
ففي الصُّدور صَباباتٌ وَمَوْجِدَةٌ / وفي الخُدور لُباناتٌ وأَوطار
قد أَنكر الناس من دمعي ومن حُرَقي / هوىً تهادَن فيه الماءُ والنار
إِلامَ اُعلن أَسراري وأَكتمُها / وآيةُ الشوق إِعلان وإِسرار
دَيْنٌ على عبراتي أَنْ تُقِرَّ به / وإِنما غايةُ الإنكار إِقرار
ما استأْنفَ القلبُ من أَشواقه أَرَبا
ما استأْنفَ القلبُ من أَشواقه أَرَبا / إِلاّ استفزَّتْه آياتُ الهوى طَرَبا
لله نِسبةُ أَنفاسي إِلى حُرَقي / إِذا النسيم إِلي رَيّا الحِمى انتسبا
أهكذا لم يكن في الناس ذو شَجَن / إِلاّ صَبا كلّما هبَّتْ عليه صَبا
ما أَعجبَ الحبَّ يُدْعى بأْسُه غَزَلاً / جَهْلاً به ويُسَمَّى جِدُّه لَعِبا
ويْحَ الحَمام أَما تجتاز بارقةٌ / إِلاّ بكا في مغاني الدار وانتحبا
كأَنه واجدٌ وَجْدي بجيرتها / فكلّما خطرت في قلبه وَجَبا
فموضعُ السِرّ مني يستضيء سَناً / ومنبع الماءِ منه يَلْتظي لَهَبا
أَحبابَنا عاد عيدُ الهمّ بعدَكُمُ / تباعدتْ دارُكم في الحبّ واقتربا
ما بال سَلوةِ بالي لا تسرُّكُمُ / حتّى كأَنّ لكم في راحتي تعبا
ما خانكم جَلَدي إِلاّ وفى لكُمُ / قلبٌ متى سُمْتُه ترك الغرام أَبى
عَلاقَةٌ غلبتْ صبري فلا عَجبٌ / إِن الصّبابة خصمٌ طالما غلبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025