المجموع : 9
تقاصرت دون أدنى شأوك الشهب
تقاصرت دون أدنى شأوك الشهب / وشامخات العلى والمجد والرتب
وقدست ذاتك العلياء واحتجبت / عن العقول فلا يرقى لها الطلب
تروم أوصافك الآراء قاطبةً / أنى ومن دونها الأستار والحجب
فكم تعرضها قوم وما بلغوا / منها المنى وقصارى نعتهم تعب
وكم تطلبها ذو العلم فأمتنعت / عن المنال ومس الطالب اللغب
جاؤا بكل صناعات العقول فما / فازت بضائعهم بالربح فأنقلبوا
فليغضض الطرف عما ليس يدركه / وليربع القوم قد شق الذي طلبوا
تاهت بنعتك أفواه الورى فحكت / عن بعض معناك لكن فاتها الشنب
يا من تجلى لموسى في الدجى فدعا / آنست ناراً بجنب الطور تلتهب
وأنتجت مريم عيسى المسيح به / كأنما هو للروح المسيح أب
وكم على هذه من نسبة نسبت / له بحيث إليه تنتهي النسب
فيا عظيماً تدلى وهو مرتفع / ونور قدس تجلى وهو محتجب
لولا المخافة من ربي لقلت ولا / أخشى من الناس إن لاموا وإن عتبوا
أنت المدبر بل انت المقدر بل / أنت المسبب للأسباب والسبب
مولاي حسبي من الدنيا هواك وفي / الأخرى لعفوك بعد الله أرتقب
ولاك غاية آمالي ومعتمدي به / نجبت وآبائي به نجبوا
هواك ليلاي لا أبغي به بدلاً بها / رغبت وعنها معشر رغبوا
أقول صدقا وأنفاسي تصدّقني / والصب يعرب عنه الوجد والوصب
لو أنني بهوى ليلى قضيت أسىً / لم أقض لا وهواها بعض ما يجب
إشراق وجهك يغنينا عن السرج
إشراق وجهك يغنينا عن السرج / ووكف كفيك يكفينا عن اللجج
نطقت بالحجة البيضاء فأتضحت / حتى تلجلج منها داحض الحجج
فاصدع بعلمك وأملأ رحبها حكماً / فما عليك وايم الله من حرج
دع المطايا تجوب البيد في السحر
دع المطايا تجوب البيد في السحر / وعج بربع أبي الضيم من مضر
أعني الغري ومن قد حل دارته / مولى الورى نفس طاها سيد البشر
عين الإله التي للخلق راعيةٌ / وأذنه جلَّ عن سمع وعن بصر
وآية الملك العظمى لناظرها / نعم بل الحجة الكبرى لمعتبر
بحر أمد البرايا رشح طافحه / وسورة علمت من سائر السور
لو شاء تكوير ما في الكون من فلك / يوماً لمدَّ إليه كف مقتدر
أحاط في كل شيء علمه فغدت / محتارة في علاه سائر النذر
قل ما تشاء به يا سعد من مدح / ودع ملام جهول كاذب أشر
أنظر إلى سائر الأكوان سوف / ترى كلا يمد إليه كف مفتقر
له على الكون حق في رعايته / وإنه النعمة العظمى على البشر
فاقر السلام عليه ثم ناد ألا / يا خيرة الله من بدو ومن حضر
يا سامع السر والنجوى ومن نزلت / في بعض أوصافه الآيات في الزبر
يا علة الكون يا بدء الوجود ومن / غدا القضا طوع يمناه مع القدر
إنهض فديتك إن السبط منفرد / صفر الأنامل من حام ومنتصر
عليه دار مدار الحرب حيث غدا / قطب الدوائر لولاه فلم تدر
يسعى إلى الموت مشتاقاً إليه كما / اشتاقت محول الربى والآكم للمطر
وحوله صحبه صرعى على كثب / من الرمال وهم أبهى من الدرر
حاموا لعمري على الإسلام والهفي / لهم إلى أن هووا في أرفع الحفر
وبعدهم أحدقت خيل الطغاة به / بالنبل والسمر والهندية البتر
ما شد نحوهم إلا وصيرهم / شطرين ما بين منحور ومنجحر
ففوق البين سهم الحادثات له / صمداً فأصمى حشاه عن يد القدر
فانحط عن سرجه للأرض منقلباً / فريسةً بين ناب الخطب والظفر
أليةً بالذي حج الأنام له / وبالصفا ومنى والركن والحجر
لو شاء رد قضاء الموت خاسئةً / أبصاره آيساً من ذلك الظفر
لكنه اشتاق ما الباري أعد له / من النعيم ومن موضونة السرر
فخر عن صهوة الميمون ممتثلاً / لأمره ثم أدى سجدة الشكر
تكسرت عمد الإسلام حين قضى / ظماً وذلك كسرٌ غير منجبر
أبكت رزيته عين السماء دماً / ثراً وأجرت عيون السحب بالمطر
أورت قلوب البرايا في شواظ لظىً / حتى لقد عمت الآفاق بالشرر
وهذه خفرات المصطفى هتكت / بين الطواغيت هتك الزنج والخزر
برزن من حجب الأستار حاسرةً / ما بين أرجاس كوفان بلا خمر
لم أنس أم الرزايا بنت فاطمةِ / ودمعها بين منهلٍ ومنهمر
تدعو أخي يا حمى الإسلام رزؤك قد / أوهى قواي إلى أن قل مصطبري
تلك الرزايا لعمر الله قد عظمت / في العالمين فكانت عبرة العبر
يابن النبيين هذا الدين قد طمست / أعلامه وغدت مكفوفة البصر
والعلم والحلم والأحكام قاطبةً / ما بين مندرسٍ منها ومندثر
وهذه ظلمات الجور ضافية / على الكواكب من شمس ومن قمر
لولا بقية ما أبقيت من عقبٍ / لم يلف يوماً لهذا الكون من أثر
وكاد أفق الهدى يظلم من دهش / لولا سنا رأسك السامي على السمر
خذها أمام الهدى عذراء كاعبةً / أرجو القبول بها يا خيرة الخير
عروس خدرٍ وافكاري لها نظمت / قلائداً من يواقيت ومن درر
يا كعبة الوفد إني جئت متجراً / في كل ما ملكت نفسي من الفكر
أرجو بها الربح منكم يوم لا عملٌ / ينجي سوى حبكم يا خير مدخر
ترضون حاشاكم أصلى بنار لظىً / ترمي أعاديكم بالشهب والشرر
فما أقول إذا ما قال قائلهم / محب آل الهدى مأواه في سقر
ما هكذا الظن فيكم تتركون فتىً / ولاؤه لكم صاف من الكدر
تشرف اسمي إذ وافى مركبه / محمدٌ وعليٌ فهو مفتخري
صلى عليكم آله الخلق ما طلعت / شمس وما شدت الورقا على الشجر
لله من قمرٍ بتنا نناظره
لله من قمرٍ بتنا نناظره / قرت نواظرنا من وجهه النضر
خط العذار على خديه دائرةً / كأنه رام يحميه عن النظر
فالبدر أمسى يباهينا بهالته / وبالعذار نباهي هالة القمر
وفت يدي السيف ضرباً حقه ووفت
وفت يدي السيف ضرباً حقه ووفت / حق اليراع وكم كفت وكم وكفت
سل الكتائب والكتب التي اختلفت / في السلم والحرب كم لي قصةٌ سلفت
عن حكاها لسان السيف والقلم /
هذا يقر بفضلي ثغر مخذمه / وذا يقرر فضلي في مترجمه
ففيهما فرق فرقاني ومحكمه / ومنهما كل ثغرٍ في تكلمه
يجانس اللفظ بين الكلم والكلم /
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا / وسام أقمارها خسفاً ونقصانا
ومن أزال لوياً عن مراتبها / من بعدما طاولت في الشأو كيوانا
من سام أُم القرى ضيماً وزعزعها / من هَّدى للدين والإيمان أركانا
ومن أصاب قريشاً بابن بجدتها / وشيبة الحمد من أقذاه أجفانا
من ذا أفاضت به الدنيا غوائلها / وحكمت في قضايا الناس أوثانا
ضلت ضلالاً بعيداً عن هدايتها / واستبدلت سفهاً بالربح خسرانا
أقصت قصياً ونحن هاشماً وأبت / إلا الضلال وأدنت من له دانا
وحاربت أحمد المختار خيرتها / وستأصلت فرعه شيباً وشبانا
وأضمرت لعليٍ حيث طلقها / حقداً وللبضعة الزهراء أضغانا
وجرعت حسناً من صابها غصصاً / غصت به لهوات الدهر أشجانا
وجهزت لحسين جندها وعدت / عليه حتى قضى بالطف ظمآنا
وفرقت آله من بعده فرقاً / في كل ناحية مثنىً ووحدانا
نوازحاً فكأن البين وكلها / بأن تجوب الفلا سهلاً وأحزانا
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة / تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها / كالمعصرات تصوب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا / يا والدي حكمت فينا رعايانا
إن عسعس الليل وأرى بذل أوجهنا / وإن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعو فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا / وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود وما / عهدي تغض على الأفذاء أجفانا
عجل لعلك من أسر أضربنا / تفكنا وتولى دفن قتلانا
وتنثني تارة تدعو عشيرتها / من شيبة الحمد أشياخاً وفتيانا
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا / واستنقذوا من يد البلوى بقايانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا / ومن ترى سامها خسفاً ونقصانا
من استفر نزاراً واستخف بها / وابتزها عزها من شأن من زانا
من أسبل الدمع من عين الكمال ومن / قد كف للجود بعد السبط إيمانا
من زلزل الأرض من هدا الجبال ومن / دحا إلى الفلك الدوار نيرانا
يا غيرة الله جار الدهر وانقلبت / أيامنا البيض سوداً مثل ممسانا
الناس توسعهم أعيادهم فرحاً / ونحن توسعنا الأعياد أحزانا
الله أكبر ما للدهر أسلمنا / للنائبات وما للعيد عادانا
فلتقض ما شاءت الأيام بعد فتىً / قد أوسع الدهر معروفاً وعرفانا
تعرضت حرماً للدين محترماً / متوجاً من حلي العلم تيجانا
أجيل إنسان عيني لا أرى أحداً / سواه يملأ عين الدهر إنسانا
يا كعبةً حولها طاف الهدى فغدا / طوافنا حول مغناها ومسعانا
إن غبت لا غبت آناً عن نواظرنا / فعن ضمائرنا لا لم تغب آنا
يا واعظاً طبق الأصقاع موعظةً / وعالماً أوقر الأسماع تبيانا
كفى بيانا بما افصحت من نباءِ / لمن وعى وبما أوضحت برهانا
قد كنت في تركك الدنيا وزينتها / سلمان مبنىً وفي المعنى سليمانا
لله رزؤك لم يترك لنا أبداً / ولو تعاقبت الأزمان سلوانا
رزءٌ تذوب قلوب الواجدين له / حزناً فتقذفها الآماق عقيانا
كأن نعشك والأملاك تحمله / فيه سكينة تابوت ابن عمرانا
نعشٌ حوى من رسول الله مهجته / ومن عليٍ ولي الله عنوانا
تطاولت نحوه الأيدي ليمنحها / من حيث عودها طولاً واحسانا
عجبت للترب كيف أنهال فوق ذرى / صدرٍ حوى كل جزٍ منه قرآنا
والقبر كيف حوى ذاتاً مقدسةً / وحاز حياً بروح العلم أحيانا
أخفى سناء فتىً جلت مكارمه / أن تستطيع لها الأيام كتمانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا / بروحه حين بالأفراح حيانا
فاجنح إلى اللهوان الصحب قد جنحوا / له وبادر إلى الصهباء جذلانا
راح من الروح لكن زانها قدم / تريك من عالم الأرواح عنوانا
بها يطوف كما شاء الهوى رشأٌ / مهفهف إن تثنى أخجل البانا
بتنا وراح رحيق الريق من فمه / فملت حتى تقوم الروح نشوانا
في روض أنس به الأطيار من طربٍ / غنت لنا فوق خوط البان الحانا
وللصبا نسمات ما سرت سجراً / إلا وأهدت لنا روحاً وريحانا
كأن طيب شذاها إذ يمر بنا / ريا أريج علي القدر مولانا
مثوىً أبو الفضل عباس ثوى فيه
مثوىً أبو الفضل عباس ثوى فيه / مأوى تود الثريا إن تدانيه
قصر مشيد وبيت عز جانبه / من أن يساويه بيت أو يضاهيه
عبدالمجيد علا سلطانه شرفاً / وزاده بسطة في الحكم باريه
أرسى على الشرف الأوفى قواعده / فجازت الفلك الأعلى أعاليه
أنى يضاهي علىً قل يا مؤرخه / مأوى أبي الفضل والسلطان بانيه