القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ كَمّونة الكل
المجموع : 9
تقاصرت دون أدنى شأوك الشهب
تقاصرت دون أدنى شأوك الشهب / وشامخات العلى والمجد والرتب
وقدست ذاتك العلياء واحتجبت / عن العقول فلا يرقى لها الطلب
تروم أوصافك الآراء قاطبةً / أنى ومن دونها الأستار والحجب
فكم تعرضها قوم وما بلغوا / منها المنى وقصارى نعتهم تعب
وكم تطلبها ذو العلم فأمتنعت / عن المنال ومس الطالب اللغب
جاؤا بكل صناعات العقول فما / فازت بضائعهم بالربح فأنقلبوا
فليغضض الطرف عما ليس يدركه / وليربع القوم قد شق الذي طلبوا
تاهت بنعتك أفواه الورى فحكت / عن بعض معناك لكن فاتها الشنب
يا من تجلى لموسى في الدجى فدعا / آنست ناراً بجنب الطور تلتهب
وأنتجت مريم عيسى المسيح به / كأنما هو للروح المسيح أب
وكم على هذه من نسبة نسبت / له بحيث إليه تنتهي النسب
فيا عظيماً تدلى وهو مرتفع / ونور قدس تجلى وهو محتجب
لولا المخافة من ربي لقلت ولا / أخشى من الناس إن لاموا وإن عتبوا
أنت المدبر بل انت المقدر بل / أنت المسبب للأسباب والسبب
مولاي حسبي من الدنيا هواك وفي / الأخرى لعفوك بعد الله أرتقب
ولاك غاية آمالي ومعتمدي به / نجبت وآبائي به نجبوا
هواك ليلاي لا أبغي به بدلاً بها / رغبت وعنها معشر رغبوا
أقول صدقا وأنفاسي تصدّقني / والصب يعرب عنه الوجد والوصب
لو أنني بهوى ليلى قضيت أسىً / لم أقض لا وهواها بعض ما يجب
إشراق وجهك يغنينا عن السرج
إشراق وجهك يغنينا عن السرج / ووكف كفيك يكفينا عن اللجج
نطقت بالحجة البيضاء فأتضحت / حتى تلجلج منها داحض الحجج
فاصدع بعلمك وأملأ رحبها حكماً / فما عليك وايم الله من حرج
دع المطايا تجوب البيد في السحر
دع المطايا تجوب البيد في السحر / وعج بربع أبي الضيم من مضر
أعني الغري ومن قد حل دارته / مولى الورى نفس طاها سيد البشر
عين الإله التي للخلق راعيةٌ / وأذنه جلَّ عن سمع وعن بصر
وآية الملك العظمى لناظرها / نعم بل الحجة الكبرى لمعتبر
بحر أمد البرايا رشح طافحه / وسورة علمت من سائر السور
لو شاء تكوير ما في الكون من فلك / يوماً لمدَّ إليه كف مقتدر
أحاط في كل شيء علمه فغدت / محتارة في علاه سائر النذر
قل ما تشاء به يا سعد من مدح / ودع ملام جهول كاذب أشر
أنظر إلى سائر الأكوان سوف / ترى كلا يمد إليه كف مفتقر
له على الكون حق في رعايته / وإنه النعمة العظمى على البشر
فاقر السلام عليه ثم ناد ألا / يا خيرة الله من بدو ومن حضر
يا سامع السر والنجوى ومن نزلت / في بعض أوصافه الآيات في الزبر
يا علة الكون يا بدء الوجود ومن / غدا القضا طوع يمناه مع القدر
إنهض فديتك إن السبط منفرد / صفر الأنامل من حام ومنتصر
عليه دار مدار الحرب حيث غدا / قطب الدوائر لولاه فلم تدر
يسعى إلى الموت مشتاقاً إليه كما / اشتاقت محول الربى والآكم للمطر
وحوله صحبه صرعى على كثب / من الرمال وهم أبهى من الدرر
حاموا لعمري على الإسلام والهفي / لهم إلى أن هووا في أرفع الحفر
وبعدهم أحدقت خيل الطغاة به / بالنبل والسمر والهندية البتر
ما شد نحوهم إلا وصيرهم / شطرين ما بين منحور ومنجحر
ففوق البين سهم الحادثات له / صمداً فأصمى حشاه عن يد القدر
فانحط عن سرجه للأرض منقلباً / فريسةً بين ناب الخطب والظفر
أليةً بالذي حج الأنام له / وبالصفا ومنى والركن والحجر
لو شاء رد قضاء الموت خاسئةً / أبصاره آيساً من ذلك الظفر
لكنه اشتاق ما الباري أعد له / من النعيم ومن موضونة السرر
فخر عن صهوة الميمون ممتثلاً / لأمره ثم أدى سجدة الشكر
تكسرت عمد الإسلام حين قضى / ظماً وذلك كسرٌ غير منجبر
أبكت رزيته عين السماء دماً / ثراً وأجرت عيون السحب بالمطر
أورت قلوب البرايا في شواظ لظىً / حتى لقد عمت الآفاق بالشرر
وهذه خفرات المصطفى هتكت / بين الطواغيت هتك الزنج والخزر
برزن من حجب الأستار حاسرةً / ما بين أرجاس كوفان بلا خمر
لم أنس أم الرزايا بنت فاطمةِ / ودمعها بين منهلٍ ومنهمر
تدعو أخي يا حمى الإسلام رزؤك قد / أوهى قواي إلى أن قل مصطبري
تلك الرزايا لعمر الله قد عظمت / في العالمين فكانت عبرة العبر
يابن النبيين هذا الدين قد طمست / أعلامه وغدت مكفوفة البصر
والعلم والحلم والأحكام قاطبةً / ما بين مندرسٍ منها ومندثر
وهذه ظلمات الجور ضافية / على الكواكب من شمس ومن قمر
لولا بقية ما أبقيت من عقبٍ / لم يلف يوماً لهذا الكون من أثر
وكاد أفق الهدى يظلم من دهش / لولا سنا رأسك السامي على السمر
خذها أمام الهدى عذراء كاعبةً / أرجو القبول بها يا خيرة الخير
عروس خدرٍ وافكاري لها نظمت / قلائداً من يواقيت ومن درر
يا كعبة الوفد إني جئت متجراً / في كل ما ملكت نفسي من الفكر
أرجو بها الربح منكم يوم لا عملٌ / ينجي سوى حبكم يا خير مدخر
ترضون حاشاكم أصلى بنار لظىً / ترمي أعاديكم بالشهب والشرر
فما أقول إذا ما قال قائلهم / محب آل الهدى مأواه في سقر
ما هكذا الظن فيكم تتركون فتىً / ولاؤه لكم صاف من الكدر
تشرف اسمي إذ وافى مركبه / محمدٌ وعليٌ فهو مفتخري
صلى عليكم آله الخلق ما طلعت / شمس وما شدت الورقا على الشجر
لله من قمرٍ بتنا نناظره
لله من قمرٍ بتنا نناظره / قرت نواظرنا من وجهه النضر
خط العذار على خديه دائرةً / كأنه رام يحميه عن النظر
فالبدر أمسى يباهينا بهالته / وبالعذار نباهي هالة القمر
وفت يدي السيف ضرباً حقه ووفت
وفت يدي السيف ضرباً حقه ووفت / حق اليراع وكم كفت وكم وكفت
سل الكتائب والكتب التي اختلفت / في السلم والحرب كم لي قصةٌ سلفت
عن حكاها لسان السيف والقلم /
هذا يقر بفضلي ثغر مخذمه / وذا يقرر فضلي في مترجمه
ففيهما فرق فرقاني ومحكمه / ومنهما كل ثغرٍ في تكلمه
يجانس اللفظ بين الكلم والكلم /
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا
من ذا دهى مضر الحمرا وعدنانا / وسام أقمارها خسفاً ونقصانا
ومن أزال لوياً عن مراتبها / من بعدما طاولت في الشأو كيوانا
من سام أُم القرى ضيماً وزعزعها / من هَّدى للدين والإيمان أركانا
ومن أصاب قريشاً بابن بجدتها / وشيبة الحمد من أقذاه أجفانا
من ذا أفاضت به الدنيا غوائلها / وحكمت في قضايا الناس أوثانا
ضلت ضلالاً بعيداً عن هدايتها / واستبدلت سفهاً بالربح خسرانا
أقصت قصياً ونحن هاشماً وأبت / إلا الضلال وأدنت من له دانا
وحاربت أحمد المختار خيرتها / وستأصلت فرعه شيباً وشبانا
وأضمرت لعليٍ حيث طلقها / حقداً وللبضعة الزهراء أضغانا
وجرعت حسناً من صابها غصصاً / غصت به لهوات الدهر أشجانا
وجهزت لحسين جندها وعدت / عليه حتى قضى بالطف ظمآنا
وفرقت آله من بعده فرقاً / في كل ناحية مثنىً ووحدانا
نوازحاً فكأن البين وكلها / بأن تجوب الفلا سهلاً وأحزانا
لم أنس زينب بعد الخدر حاسرة / تبدي النياحة ألحاناً فألحانا
مسجورة القلب إلا أن أعينها / كالمعصرات تصوب الدمع عقيانا
تدعو أباها أمير المؤمنين ألا / يا والدي حكمت فينا رعايانا
إن عسعس الليل وأرى بذل أوجهنا / وإن تنفس وجه الصبح أبدانا
ندعو فلا أحدٌ يصبو لدعوتنا / وإن شكونا فلا يصغى لشكوانا
قم يا علي فما هذا القعود وما / عهدي تغض على الأفذاء أجفانا
عجل لعلك من أسر أضربنا / تفكنا وتولى دفن قتلانا
وتنثني تارة تدعو عشيرتها / من شيبة الحمد أشياخاً وفتيانا
قوموا غضابا من الأجداث وانتدبوا / واستنقذوا من يد البلوى بقايانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا
من مزعجٌ مضر الحمرا وعدنانا / ومن ترى سامها خسفاً ونقصانا
من استفر نزاراً واستخف بها / وابتزها عزها من شأن من زانا
من أسبل الدمع من عين الكمال ومن / قد كف للجود بعد السبط إيمانا
من زلزل الأرض من هدا الجبال ومن / دحا إلى الفلك الدوار نيرانا
يا غيرة الله جار الدهر وانقلبت / أيامنا البيض سوداً مثل ممسانا
الناس توسعهم أعيادهم فرحاً / ونحن توسعنا الأعياد أحزانا
الله أكبر ما للدهر أسلمنا / للنائبات وما للعيد عادانا
فلتقض ما شاءت الأيام بعد فتىً / قد أوسع الدهر معروفاً وعرفانا
تعرضت حرماً للدين محترماً / متوجاً من حلي العلم تيجانا
أجيل إنسان عيني لا أرى أحداً / سواه يملأ عين الدهر إنسانا
يا كعبةً حولها طاف الهدى فغدا / طوافنا حول مغناها ومسعانا
إن غبت لا غبت آناً عن نواظرنا / فعن ضمائرنا لا لم تغب آنا
يا واعظاً طبق الأصقاع موعظةً / وعالماً أوقر الأسماع تبيانا
كفى بيانا بما افصحت من نباءِ / لمن وعى وبما أوضحت برهانا
قد كنت في تركك الدنيا وزينتها / سلمان مبنىً وفي المعنى سليمانا
لله رزؤك لم يترك لنا أبداً / ولو تعاقبت الأزمان سلوانا
رزءٌ تذوب قلوب الواجدين له / حزناً فتقذفها الآماق عقيانا
كأن نعشك والأملاك تحمله / فيه سكينة تابوت ابن عمرانا
نعشٌ حوى من رسول الله مهجته / ومن عليٍ ولي الله عنوانا
تطاولت نحوه الأيدي ليمنحها / من حيث عودها طولاً واحسانا
عجبت للترب كيف أنهال فوق ذرى / صدرٍ حوى كل جزٍ منه قرآنا
والقبر كيف حوى ذاتاً مقدسةً / وحاز حياً بروح العلم أحيانا
أخفى سناء فتىً جلت مكارمه / أن تستطيع لها الأيام كتمانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا
أحي الزمان تصابينا فأحيانا / بروحه حين بالأفراح حيانا
فاجنح إلى اللهوان الصحب قد جنحوا / له وبادر إلى الصهباء جذلانا
راح من الروح لكن زانها قدم / تريك من عالم الأرواح عنوانا
بها يطوف كما شاء الهوى رشأٌ / مهفهف إن تثنى أخجل البانا
بتنا وراح رحيق الريق من فمه / فملت حتى تقوم الروح نشوانا
في روض أنس به الأطيار من طربٍ / غنت لنا فوق خوط البان الحانا
وللصبا نسمات ما سرت سجراً / إلا وأهدت لنا روحاً وريحانا
كأن طيب شذاها إذ يمر بنا / ريا أريج علي القدر مولانا
مثوىً أبو الفضل عباس ثوى فيه
مثوىً أبو الفضل عباس ثوى فيه / مأوى تود الثريا إن تدانيه
قصر مشيد وبيت عز جانبه / من أن يساويه بيت أو يضاهيه
عبدالمجيد علا سلطانه شرفاً / وزاده بسطة في الحكم باريه
أرسى على الشرف الأوفى قواعده / فجازت الفلك الأعلى أعاليه
أنى يضاهي علىً قل يا مؤرخه / مأوى أبي الفضل والسلطان بانيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025